سعوديون يسخرون: حضرت المرأة إلى الملعب فتنقّب الرجل!
14-01-2018, 10:22 PM


تفاعل السعوديون مع تنفيذ قرار سلطات البلاد القاضي بِالسماح للمرأة بِإرتياد الملاعب، بِنوع من الإستياء الممزوج بِالحيرة والسخرية.
وشمِل القرار ثلاث مدن فقط وهي جدّة والدمّام والعاصمة الرياض، وقد بدأ تنفيذه في مقابلات الجولة الـ 17 من عمر البطولة السعودية، التي بُرمجت على أربعة أيّام: الخميس والجمعة والسبت الماضية والأحد.
وتوافد عدد ليس بِالقليل من "الجنس اللطيف" على ملاعب المدن الثلاثة المذكورة، في حدث تاريخي لم تعرفه البطولة السعودية.
ولِأن الإعلام الثقيل والصحف في السعودية تشتغل تحت رقابة حكومية صارمة، حيث يُمنع الرأي المخالف، فقد لجأ معارضو القرار إلى مواقع التواصل الإجتماعي، على غرار "تويتر" و"الفيسبوك".
وكتب أحد السعوديين عبر موقع "تويتر": "من عجائب التقليد دون قناعة ذاتية: حضرت الزوجة إلى الملعب، فتنقّب الزوج!"، في إشارة إلى صورة تداولها الجمهور الكروي السعودي عبر الشبكة العنكبوتية، تُظهر مواطنا لهم حضر إلى الملعب رفقة زوجته لِمتابعة مباراة فريقَي الأهلي والباطن، وقد وضع لثاما خجلا أو خوفا من ردّ فعل الناس، بينما ظهرت زوجته مكشوفة الوجه!.
وتساءل آخر عن سبب عدم مرور مؤيّدي القرار إلى الفعل، فقال: "بعض الإعلاميين والصحفيين والكُتَّاب ومُقدّمي البرامج الرياضية كانوا يُنادون بِحضور النساء إلى الملاعب، فلمّا حضرتِ النساء، لم يُحضروا نساءهم بِحجة أن لا علاقة لهن بالكرة! هل فهمتم شيئا؟!"، ما يعني أن بعضهم يشتهون "تحرير" نساء الآخرين، لكن بِالمقابل، يُمارسون التشدّد مع أهلهم!.
"الحداثيون" و"اللبيراليون" يُريدون المزيد!؟
وغرّد أحدهم بدا وأنه ينتمي إلى فئة "حداثيي" و"مُتنوّريي" أو "لبيراليي" السعودية: "كم هو جميل هذا المنظر جمال الحياة الطبيعية. أنا سعيد لِأن الأمور المعقّدة في السعودية في طريقها إلى الزوال".
وكتب آخر من نفس التيّار: "لا أعرف لماذا هذا التحرّج والتحسّس من الإعتراف بها (المرأة) كفرد طبيعي وليس كعائلة".
وشهدت مباراة القمّة (الكلاسيكو) بين فريقَي الهلال والإتحاد مساء السبت الماضي، امتلاء المقاعد المخصّصة للنساء عن آخرها، حيث خصّصت إدارة المنشأة الكروية 7 آلاف مقعد، من إجمالي 67 ألف مقعد بِملعب "الملك فهد" بِالعاصمة الرياض.
واللّافت أن السلطات الرياضية السعودية ذهبت إلى أبعد من تنفيذ قرار السماح للمرأة بِحضور مقابلات كرة القدم، حيث قامت مسبّقا بِتكوين ما يُسمّى بـ "أعوان الملاعب"، وجلبت إدارات الملاعب المعنية بِالقرار، نساءً كُلّفن بِمراقبة وتوجيه "الجنس اللطيف" على أبواب الملاعب وفي المدرجات.
وقد تمرّ السلطات السعودية في جوان المقبل إلى خطوة آخرى في مسار ما يُسمّى بـ "تحرير المرأة"، خلال مشاركة منتخب "الأخضر" في مونديال روسيا، من خلال تنظيم سفريات للمرأة إلى بلاد "الدب القطبي" لِمتابعة فعاليات كأس العالم، وتشجيع زملاء المهاجم ناصر الشمراني عن كثب.
وبعيدا عن كل هذا، نجح النظام السعودي في إلهاء جماهير الكرة بِهذا القرار، في فترة جد حسّاسة يُريد فيها "تغيير الجلد" والتفتّح بِصريح اللفظ على الحضارة الغربية، وسط تذمّر شعبي بِسبب غلاء المعيشة وسلبيات سياسة التقشّف وانتهاء زمن "رفاهية" الإنسان السعودي.