أمة الخيار ..!
09-07-2007, 06:59 PM
( السلام خيار استراتيجي ) عبارة لطالما سمعناها حتى صارت مثل عقيدة تتلى في كل محفل وفي كل مجلس مثل تلاوة الأناجيل ’ صارت وكأنها الوصفة السحرية التي ستحل أزماتنا كلها من فلسطين إلى العراق وصولا بالصومال .. وربما هذا الخيار سيطعم الجياع ويستر العراة ويكفينا شرور العالم كله .. عبارة صارت عند الأنظمة العربية موضة قديمة جديدة , حتى أنه يخيل إلي أننا كعرب سنصاب بعقدة من حبة الخيار , لذا على ساستنا أن يجدوا اسما بديلا (للخيار الإستراتيجي) يكون أكثر جاذبية واشد وقعا على القلب مثل السلام (موز استراتيجي ) بدل (الخيار) ...
ليس المشكل في الخيار سواء كان الخيار ما نقصد به البديل أو الخيار الذي نستهلكه , ولا حتى في ما يسمى بالإستراتيجية هذه الكلمة التي بت أجزم أن حكامنا أو أغلبهم لا يعرفون معناها أو حتى شرحها , بل المشكلة في قناعتنا وإيماننا بما نطرح من مبادرات .. فهل أنظمتنا العربية مقتنعة بما تطرحه من خيارات ..؟ والسؤال الأهم هل إسرائيل مقتنعة بما يطرح عليها من مشاريع وخيارات للسلام ...؟ مع كل أسف لا توجد ولا نقطة مشرفة لإسرائيل عبر تاريخها القديم والحديث تجعلنا نتوسم فيها الخير أو قبول السلام الذي نسميه (خيارا استراتيجيا) وها هو اليوم أصبح (بصلا استراتيجيا ) وسيصبح موزا استراتيجيا عندما لا نجد ما نطرحه .. لأننا في كل مناسبة نتنازل عن أمر كان بالنسبة لنا ثابت من الثوابت فمن طلبنا لإسرائيل التخلي عن الأراضي المغتصبة سنة إلى 1967 إلى اتفاقيات أوسلو إلى عودة اللاجئين ثم الرجوع عن الأمر وطرح فكرة تعويضهم ثم مبادرة بيروت ثم تفعيل مبادرة بيروت في قمة الرياض
وهكذا في كل مرة نتنازل أكثر .. وكل هذا من أجل السلام خيار استراتيجي لنصير أمة تتسول السلام من إسرائيل وتعرض تسولها على العالم كي يشفق على حالها وان استمر الوضع هكذا فأعتقد جازما أنه سيأتي يوم على الأجيال العربية القادمة لا تجدا حتى خيارا تتقوت به لان أراضيهم تكون قد صودرت لأجل فكرة السلام خيار استراتيجي
ولا أعرف هنا صراحة لمَ نستبدل السلام بالأوهام ونطلق ما بقي بأيدينا من كرامة ونمضي خلف السراب .. ثم ماذا قدمت إسرائيل للعرب .. ؟
مشكلة العرب الكبرى أنهم لا يقدمون حلولا حقيقية للسلام بل حلولا ترضي أمريكا وتطيل حياتهم في السلطة ,
ومن عجائب (خيارة ) السلام العربية ما صرح به جلالة ملك الأردن سليل الأسرة الهاشمية لصحيفة معاريف الإسرائيلية من أن الأردن وإسرائيل في مركب واحد ويواجهون العدو نفسه , إن كان عدو إسرائيل معروف حسب وجهة النظر الإسرائيلية وهو الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية , فالأمر يصبح مربكا وغير مفهوم بالمرة ومثير للدهشة حينما نبحث عن عدو الأردن الأول ’ فهل يقصد جلالته بالعدو المشترك هو الشعب الفلسطيني ..أم شعب عربي آخر يعتقد الهاشميين أنهم اغتصبوا منهم حقهم التاريخي في حكم العرب بحكم أنهم من آل هاشم وهم الأحق بتسيير أمور العرب ليس وفق الاتجاه العربي طبعا ولكن حسب الأهواء الهاشمية الحديثة التي تصب في مصلحة واشنطن ..؟
ولا أريد هنا أن أدخل في دهاليز التاريخ وصراع الأسر الحاكمة ومن الأحق بالحكم ولا كيف اقتطعت الأردن وبترت وأعطيت كهدية لآل هاشم لإرضائهم وشكرهم على تعاونهم , ولم يخطئ الاستعمار البريطاني في هذا التقسيم فالأردن اليوم خيار منيع و(كمبرس) وسد قوي يحمي إسرائيل .. ويعتبر خط الدفاع الأول عن الدولة اللقيطة .
إنها قصة الخيار وما أدراك ما الخيار العربي .. قصة طويلة عريضة حتى أصبحت كلمة السلام (خيار) استراتيجي نكته سمجة يصعب بلعها إلا إذا غيروا الاسم وصارت السلام (موز) استراتيجي على الأقل الموز سهل هضمه .. وهكذا منذ تخلينا عن البندقية العربية وحملنا حبة خيار استراتيجي تميعت كل قضيانا وصرنا فعلا كغثاء السيل حتى صارت البغاث تطمع في اسود العرب و إلا كيف نفسر تحالف أمريكا مع منغوليا ودول لا قيمة لها على خرائط العالم في بداية غزوها للعراق
أمريكا لم تقل أن غزو العراق خيار إستراتيجي بل كانت واضحة فالعراق بالنسبة لها بحر من بترول استراتيجي .. والأمر نفسه ينطبق على الدولة اللقيطة فإسرائيل لا تعتمد على السلام سواء كان خيارا أو بصلا أو حتى موزا استراتيجيا بل تعتمد على أفكار راسخة ومخططات واضحة تعمل على تحقيقها نقطة بنقطة ولن تتنازل عن هذه الأفكار فهي بالنسبة لها تعتبر خطوط نار , أما نحن فلنا الخيار يا أمة ( الخيار ) .
من مواضيعي
0 دموع المهرج
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما
0 مساكين في الحكومة -1-
0 "هذه هي البوليتيك يا مخلوقة "
0 "حناني مول الشاش"
0 من أنفلونزا (الحلوف) إلى أنفلونزا (العتروس)
0 سلموا الرئاسة "لدلوع" ماما









