الحجاب المنتكس
20-05-2009, 09:10 PM
﴿الحجاب المنتكس﴾
=======================
الحجاب الشرعي أصبح رجعية و تخلفا أكثر من ذي قبل، و اللوم الأول لا نلقي به على حديثات العهد بالحجاب، حيثُ تنتشر ظاهرةٌ مشينة في أوساط متدينات من عهد الثمانينات ممن مزقن جدار الحياء و الحشمة، فاستبدلن جلودهُنّ بجلود و قشور الموضة التي تمس بالدين و الأخلاق، و انسلخن عن الحجاب الشرعي بارتداء مُختلف التنورات و السراويل الفضفاضة ثم الضيقة.
هذا الاستدراج الإبليسيُّ الذي عمى الأبصار انتقل للمحجبات الصغيرات و إن كان حجاب الصغيرة علامة طيبة، فليس من الصحة الجمع بين خمار و سروال يشده حزام أسفل السرة، ضدان لا يلتقيان، و الصدفة جعلتني أسمع أحد الدعاة "ممن أصابهم خبال الفتوى " يقول للمنشطة أنه لم يُذكر لفظ الحجاب في القرآن و ليس هناك دليل على وجوبه أو على شكله، إنما ورد ضرب الخمار على الجيب و هو أعلى الصدر، فردت المنشطة "المتبرجة" متهكمة، إذن أنا هكذا محجبة؟ حجاب قد يعني إسدال الشعر، و آخر يعني ارتداء قميص النوم ، و آخر إلى نصف الذراع مع إظهار الرقبة و الشعر الأمامي، متبوعا بإظهار الجواهر و ألوان التجميل، و شفافية تبيحُ إظهار أشكال الملابس الداخلية إلى غير ذلك مما أصبحوا يسمونه حجابا يصف القطع الشحمية للجسد قطعةً قطعة، و والله ثم والله فإن من تستحي لا تلبسُ هكذا حتى داخل بيتها، فما بالك أن تكون سلعةً يراها البرّ و الفاجرُ و قلوب مريضة تتأهبُ لإمتاع البصر على الطرقات!
فإذا كان هذا اللون من الحجاب المنتكس ليس بالجديد، إلا أنه يعرفُ توسعا و انتشارا مخيفا نخشى أن يجرُفَ معه البقية الصالحة، و بعد ضياع الحجاب المقصود ابتداء و هو القرار في البيوت، نخشى أن ينقرضَ هذا الحجاب في اللباس، و عجبتُ امرأة زارت ابنتها المتزوجة الحديثة فطلبت من زوجها الصالح أن لا يحجب امرأتَهُ عن الخروج، لأنها تعودت على ذلكَ كل مساء، فسبحان الله على انتكاس القيم و المفاهيم في النفوس، رسالة نوجهها لدعاة المنابر بتخصيص دروس لولاة الأمور. فحالُ نسائنا و مربيات الأجيال حقا في خطر و على خطر، لأن الموالاة في الظاهر لا تنفك عن موالاة الباطن.
عن جريدة الشروق العربي