الأمازيغي52
15-02-2013, 03:30 AM
تساؤلات .......توضيحات .... بشأن الأمازيغية .
استفسرني صديقي العضو الشروقي ( علي قوادري ) استفسارات أشعرتني بهاجس الآخر وتخوفاته من المطالب الهوياتية الأمازيغية المتنامية ، وحاولت تقديم عرض موجز له لإفهامه الأمر ، غير أن طول الموضوع وتشعبه أسهرني لبضع ساعات ، وشعرت بعد قراءته أنه يصلح كموضوع أكثر منه رد ، ... فأنا قدمت نظرتي وفهمي للأمر ، فقد تتطابق مع البعض وتختلف مع الكثيرين ، فذاك أمر مقدر ، ولحساسية الموضوع فأنا أعتذر مسبقا عن كل خلل لفظي أو معنوي قد يأتي في العرض .
تحياتي لكم جميعا .
هواجس وتساؤلات الأخ : على قوادري
http://www12.0zz0.com/2013/02/15/03/173296443.png (http://www.0zz0.com)
°°°أنا في الحقيقة لست مؤهلا بما فيه الكفاية لفهم آهات الأمازبغ جمبعهم ، فهم أصناف وأنواع ، فيهم من ذاب كلية في العروبة وغدا عربيا أكثر من العرب ، وفيهم من تفرنس وتعلمن وأصبح فرنسيا أ كثر من الفرنسين ، وبعضهم الثالث أصيلا قابعا في عرينه لا يعرف لا هذه ولا تلك ، والأمازيغ أبدعوا بلغات الأقوام التي احتلتهم منذ يوبا الثاني و صاحب الحمار الذهبي، و سانت أوغسطين المداوروشي ......إلى مولود فرعون في دروبه الوعرة ، ولهم قدرة عجيبة وطواعية غريبة في التأقلم مع كل الأجناس و الألسنة ( ولآ أدري إن كان ذلك يحسب لهم أم عليهم ؟) .
°°°الأمازيغ بعد حرب ضروس مع الإستعمار الفرنسي كان حلمهم ( ويالأخص الأنتلجسيا المفرنسة ) هو الحصول على حقهم الهوياتي ، وبدا ذلك واضحا في ( أزمة حزب الشعب 1949) التي سميت عنتا [ بالأزمة البربرية ] على شاكلة [ الظهير البربري بالمغرب] ، وذلك بعد ظهور ملامح طغيان العروبة المتأسلمة ، أو[ الإسلام المستعرب ] في برنامجي جمعية علماء المسلمين الجزائريين و حزب الشعب .
°°°فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين عرفت [ زخما عروبيا ] أملته أنتصارات ثورة الضباط الأحرار بمصر 1952 التي كان برنامجها السياسي[ بعث العروبة ] فكان جمال عبد الناصر رأس حربة و حصان طروادة في ترسيخ العروبة في شمال افريقيا بمساهمات الأحزاب الفاعلة آنذاك ( الحزب الدستوري التونسي ، حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري ، حزب الإستقلال المغربي )، فجاء ت قرارات اجتماعهم في المغرب بزعامة علال الفاسي عروبة شمال إفريقيا تحت يا فطة الإسلام ، ولا أشتبعد في أن بعض الإغتيالات السياسية كانت لأسباب عنصرية كالتي حدثت لعميروش و عبان رمضان .؟
°°°بعد الإستقلال مباشرة......في تونس بعد رجوع أحمد بن بلة من القاهرة مشحونا بالعروبة الناصرية صرح وهو يضرب الطاولة بقبضة يده قائلا ومكررا لثلاث مرات [ الجزائر عربية ... الجزائر عربية ... الجزائر عربية ] ، فحدثت فيما بعد أزمة واقتتال بين الجزائريين [ حرب الولايات] أبعادها خليط فيما بين السياسة والهوية ، عرفت بأزمة صائفة 1962 تحت وقع صيحات شعبية ( سبع أسنين بركات )، أطفأها الله بظهور الأطماع المغربية وبداية حرب الرمال مع المغرب .
بن بلة بسياسة العصى الغليضة ضرب الهوية الأمازيغية في المقتل ، وصلت حد مساءلة وسجن المتحدث بالأمازيغية في الشارع والمرافق العمومية ، منعت التسميات الأمازيغية ، منع تداول و دراسة التراث الأمازيغي في الجامعات ، محاولة تصفية آيت أحمد ، في عهد بومدين استمر ت السياسة المقصية للأمازيغية بأكثر قوة وشراسة ، بالرغم من أصوله الشاوية .
°°°سأكتفي بهذا الإجحاف الذي فجر مظاهرات مدمرة في تيزي وزو لتوقيف محاضرة لمولود معمري حول الثقافة الأمازيغية ، وما تلاه من أحداث الربيع الأمازيغي ، و إضراب المحفظة ........ هذه الرجات أثمرت بالإعتراف بالبعد الأمازيغي كعنصر هوية تلاه دسترة الأمازيغية [ كلغة وطنية] بأمر رئاسي وافق عليه البرلمان بغرفتيه .
الإشكالات [ المنغصات ] :
اللغة الأمازيغية مظلومة من أربع جبهات :
جبهة سياسية :عدم التمكين لها بالتطور والنماء ، والتضييق عليها بأوجه مختلفة ، وتقزيمها بالنظر إليها كلهجة ، وعرقلة التواصل مع الجيران لإفشال كل اتحاد يكفل تطورها ونماءها حرفا و مصطلحا و مفردات إشتقاقا و توليدا بين كل مكونات اللغة الأمازيغية كالقبائلية والشاوية والميزابية والترقية في الجزائر ، والريفية والسوسية وتامزيغت بالمغرب ، وأخريات في تونس وليبيا ، فإن كان المغرب جعلها لغة رسمية بحرفها الأصلي تيفيناغ ، فإن الجزائريين والتوانسة في حالة ترقب لما ستسفر عنه الدساتير المعدلة فيها ، في حين أن الجبل الغربي بليبيا أخذ قراره منفردا بترسيمها وإعلان يناير كعيد وطني مثله مثل الأعياد الأخرى .
جبهة عروبية مدعومة بالأمازيغ ، يمثلها بعض العرب ومن ناصرهم من الأمازيغ ، فهم بنظرة مثبطة لكل فعل أمازيغي بارز لهذه الهوية ، فهم يرون بأنها خطر على الوحدة الوطنية ، فكثيرا ما يتعمدون ربطها بالإستعمار ، والفرنكوفونية ، أو بأنها طابور خامس للإستعمار ، وهذه الجبهة مسيطرة على دواليب الدولة مؤثرة وفاعلة في التربية والتكوين ، تستقي أديولوجيتها من البعث العربي ، وهي مقتنعة بأن الأمازيغية خطر داهم ، من دعاة هذا التوجه عثمان سعدي الشاوي ، صاحب أطروحة [ البربرعرب عاربة ] [ والبربريست ] وأكذوبة تمثال ديهيا المصنوع بإيطاليا يمساعدة اليهودية[ جيزيل حليمي] وهو الذي اقتات غدقا من موائد الرئيس الليبي معمر القذافي في خدمة الأدلجة العروبية ، وإلى هذا النهج سار[ محمد عابد الجابري] الأمازيغي الآخر ، فمدرستهم نهلت من تراث فرنسا [ اليعقوبية ] التي ترى ضرورة قتل اللغات الصغيرة ومحو اللهجات المحلية للإبقاء على لغة واحدة موحدة .
جبهة ثالثة إسلامية ، ورغبتهم الجامحة قتل هذه اللغة ، فتراث جمعية المسلمين طافحة بالنكران لهذه الهوية فابن باديس بقوله ( إلى العروبة ننتسب ) والإبراهيمي بقوله العربية لا تحتاج إلى ضرة ، وأظن أن فهمهما نابع من تصورات سياسوية وليست دينية ، لأن الإسلام واضح في تحريم الإنتساب للغير ، ولم يكن يدعوا إلى قتل لغة ساكنة البلدان المفتوحة ، فبعض المسلمين بفهمهم الساذج يظنون بأن كل مؤمن مسلم يجب أن يكون عربيا ، ويبدوا في كتابتهم ربط واضح بين ( الجنس ، والدين ، واللغة)، وعنهم اقتبست فرنسا منطقها في تسمية الجزائريين بالعرب ، فالعربي عندها مرادف للمسلم ، ومنه [ المكاتب العربية ] التي أسستها كوسيط بين الأهالي والإدارة الفرنسية .
جبهة فرنكوفونية مُعلمنة هي في الحقيقة ليست أمازيغية خالصة لوجود أصول عربية فيها ، وهي في غالبها معتزة بأمازيغيتها لكن بلسان فرنسي ، ولهم الفضل في صيانة البعد الأمازيغي بأكثر علمية ، فجهود مولود معمري وكاتب ياسين جلية في الأمر ، وهذا التيار مستهجن لسببين هما اعتمادها على السند اللغوي الفرنسي والإتجاه العلماني ، فهذان منغصان أساسيان أساء ا لمصداقية هذا التيار الذي كثيرا ما يطلقون عليه تثبيطا اسم [ البربريست ] كما أسلفنا فيما مر .
°°° هذه الجبهات الأربع أثرت بنسب متفاوتة في كبح سيرورة الأمازيغية لغد أفضل ، ولعل في قراءتكم الحصيفة لهذا العرض الكرونولوجي الوجيز المشفوع بتصوري حول المعيقات المنغصة ستتضح لكم العلل المختلفة والإرث الثقيل الذي صاحب استرجاع الأمازيغية لنفَسها الحياتي الذي نتمنى أن ينتعش أكثر مستقبلا فكلنا جزائريون وإن اختلفنا أصولا ولسانا .
°°° أنا متفهم با أخي ( علي قوادري ) لهاجسك ومخاوفك ، فنحن خلف لمن سلف ، والتواجد العربي في بلاد المغرب صاحب الإسلام ورافقه في دفعة أولى فيها مد وجزر واستقرار نسبي ، دعمتها هجرة هلالية لها مالها وعليها ماعليها أثرث في المكان بالتنوع البشري نسبيا ، وتقديري أن الأمة المهاجرة هي التي تذوب في الأ مة المستقبلة وليس العكس ، اللهم إلا إذا أبيد أهالي البلاد الأصليين كما وقع لهنود أمريكا ؟ !! ، وليكن في علمكم أنا الذي بكنى ( الأمازيغي 52) محدثك ، هو من الذين يقال عنهم الأشراف (وأنا غير مقتنع بذلك طبعا) ، يعني يمكن أن أكون عربي الأصول ، غير أن تواجدي في هذه البلاد الأمازيغية المسلمة جعلني أمازيغيا بقوة الأرض الأمازيغية هي الأرض التي أعيش عليها ، فالإنتساب للأرض [تمازغا] عرفان لهذا الوطن وتبجيل له ، وغير منقص لديني وايماني ، فكثير من المغاربة هاجروا مشرقا أيام حملة المعز الفاطمي فأصبح بعضهم مصريا وآخر سوريا ، وقلما نجد في هذه الدنيا جنسا خالصا غير مختلط .
°°° على مستوى السكان البسطاء لا إشكال في تعدد الأجناس والألوان إذا لم تغذيه الأدلجة والسياسة ، ففي فترة الحكم العثماني مثلا لم تكن العنصرية بين الجزائريين مطروحة ، في حين أنها طرحت بحدة بتغذية من فرنسا اٌلإستدمارية التي كانت تدرك بأن بقاءها في هذه البلاد مرهون بتجزيء ساكنتها وخلق عداوة مفتعلة بينهم من باب [ فرق تسد ] ، وعندما تدخلت الأدلجة العروبية البعثية الناصرية التي غلبت العروبة حدث التنابذ والإفتراق وبدأ التوجس خاصة على مستوى النخب .
°°° الأمازيغ ليسوا أقلية حسب ما يُشاع ، الأبحاث الجينية أثبتت بأنهم أغلبية ، ومنطقيا هو كذلك ، فالأمازيغ أقليتهم ناطقة بالأمازيغية فعلا ....، لكن أكثريتهم تعربوا لأسباب مختلفة يطول شرحها ، وهو ما يعني أن اللغة المنطوق بها ليست معيارا ثابتا لتحديد الجنس ، فالمكسيكيون يصدحون بالأسبانية وهم ليسوا أسبان ؟ وأهل البرازيل ناطقون بالبرتغالية لكنهم ليسوا برتغاليين .... الخ .
°°° النبش في التاريخ لمعرفة الأصول والهجرات سلاح بحدين ، حاول المؤرخون المؤدلجون طمس الأمازيغية وقتلها ، ونجحوا لحين من الدهر ... لكن انفتاح الإعلام ، وتعدد قنوات المعرفة وسهولة الوصول للمصادر مكن البحاث الوصول إلى الحقائق المغيبة والمطموسة ، فلكل تطر ف تطرف مضاد ، هدفه هو أثبات الذات الموهونة ، فالإختلاف جوهري ومتباين طرف ظالم يريد طمس الآخر ، وطرف مظلوم يريد إثبات الذات ، الطرف الظالم في الغالب مؤسساتي باستراتيجية مؤدلجة ، فحين تختفي المظلومية تعود الأمور إلى جادة صوابها ، والذين يحسون بأنهم عرب لهم الحق في ذلك ، ولا يمكن أن يُظلموا لوجود تجانس ديني ولغوي عالي النبرة مع المستعربين الأمازيغ ،والتجانس اللغوي والديني من أكثر عوامل الوحدة بين الأجناس ، وبإمكان العرب تعزيز تلك الوحدة بتعلم الأمازيغية ، ولن يتأتى ذلك إلا بترسيمها واجبارية تعليمها لكل الجزائريين ، فنصبح كلنا نتكلم العرببة والأمازيغية في تناغم ومحبة في ظل تواجد داخل وطن واحد ، فالرافضون تعلم الأمازيغية والناقمون على ترسيمها هم على خطأ جسيم ، فالدول المتحضرة تفسح المجال لتعدد اللغات ، ففي سويسرا الصغيرة اربع لغات رسمية ، وفي بلجيكا ثلاث لغات ، وفي افريقيا الجنوبية ثنتي عشرة لغة رسمية ...؟؟
°°° مابال ساستنا وشعبنا يرفضون لغة أجدادنا آثارها صادعة على صخور ورسومات طاسيلي على بعد زمني يزيد عن 7000 سنة ، إنه نكران لآثالة هذه الأمة عبر التاريخ.؟
°°° ما تذكره يا أخي من توجس بعض الأمازيغ للعربية والعرب أمر موجود فعلا ، لكنه رد طبيعي عن سياسات ممارسة ، فلو لم يكن التوجس والنكران للأمازيغ وهويتهم لما كان رد الفعل .... ، فالواجب هو تجريم العلة وليس مظاهرها ونتائجها، فحينما تختفي الأسباب تستقيم النظرة ، وإن كان ما تذكره نسبي وشاذ ، والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه ، أعتقد بأن طرحي و توضيحاتي قد أبانا الوجه المعتم من الهوية وأظهر حجم الأضرار من طمس الآخر المخالف .
خلاصة القول :
الجزائريون - على مستوى نخبهم- مطالبون بإيجاد الروابط المقربة ، واستبعاد الشنآنات المفرقة ، فما دمنا لا نتكلم جميعا نفس اللغات ، ولا نحس بانتماء عميق لهذا الوطن بتاريخه كله لا جزئه ، فإن التفسخ قادم... لا محالة ، فمعرفة وتقدير مخاطر تفرقنا هي التي تحدد مقدار التضحيات التي سيقدمها كلنا لاستقرار شعبنا عبر خلق لحم الترابط والإخاء ، فالإستقرار والإطمئنان هو المولد للحضارة والمدنية والتطور والنماء ، نتمنى ذلك والله على كل شيء قدير .
ثنميرث ...
حرره الأمازيغي 52 صبيحة يوم 15 /02/ 2013-الساعة 3 صباحا . ردا على تساؤلات وتوجسات العضو الشروقي الأخ : على قوادري جزاه الله خيرا عميما .
استفسرني صديقي العضو الشروقي ( علي قوادري ) استفسارات أشعرتني بهاجس الآخر وتخوفاته من المطالب الهوياتية الأمازيغية المتنامية ، وحاولت تقديم عرض موجز له لإفهامه الأمر ، غير أن طول الموضوع وتشعبه أسهرني لبضع ساعات ، وشعرت بعد قراءته أنه يصلح كموضوع أكثر منه رد ، ... فأنا قدمت نظرتي وفهمي للأمر ، فقد تتطابق مع البعض وتختلف مع الكثيرين ، فذاك أمر مقدر ، ولحساسية الموضوع فأنا أعتذر مسبقا عن كل خلل لفظي أو معنوي قد يأتي في العرض .
تحياتي لكم جميعا .
هواجس وتساؤلات الأخ : على قوادري
http://www12.0zz0.com/2013/02/15/03/173296443.png (http://www.0zz0.com)
°°°أنا في الحقيقة لست مؤهلا بما فيه الكفاية لفهم آهات الأمازبغ جمبعهم ، فهم أصناف وأنواع ، فيهم من ذاب كلية في العروبة وغدا عربيا أكثر من العرب ، وفيهم من تفرنس وتعلمن وأصبح فرنسيا أ كثر من الفرنسين ، وبعضهم الثالث أصيلا قابعا في عرينه لا يعرف لا هذه ولا تلك ، والأمازيغ أبدعوا بلغات الأقوام التي احتلتهم منذ يوبا الثاني و صاحب الحمار الذهبي، و سانت أوغسطين المداوروشي ......إلى مولود فرعون في دروبه الوعرة ، ولهم قدرة عجيبة وطواعية غريبة في التأقلم مع كل الأجناس و الألسنة ( ولآ أدري إن كان ذلك يحسب لهم أم عليهم ؟) .
°°°الأمازيغ بعد حرب ضروس مع الإستعمار الفرنسي كان حلمهم ( ويالأخص الأنتلجسيا المفرنسة ) هو الحصول على حقهم الهوياتي ، وبدا ذلك واضحا في ( أزمة حزب الشعب 1949) التي سميت عنتا [ بالأزمة البربرية ] على شاكلة [ الظهير البربري بالمغرب] ، وذلك بعد ظهور ملامح طغيان العروبة المتأسلمة ، أو[ الإسلام المستعرب ] في برنامجي جمعية علماء المسلمين الجزائريين و حزب الشعب .
°°°فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين عرفت [ زخما عروبيا ] أملته أنتصارات ثورة الضباط الأحرار بمصر 1952 التي كان برنامجها السياسي[ بعث العروبة ] فكان جمال عبد الناصر رأس حربة و حصان طروادة في ترسيخ العروبة في شمال افريقيا بمساهمات الأحزاب الفاعلة آنذاك ( الحزب الدستوري التونسي ، حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري ، حزب الإستقلال المغربي )، فجاء ت قرارات اجتماعهم في المغرب بزعامة علال الفاسي عروبة شمال إفريقيا تحت يا فطة الإسلام ، ولا أشتبعد في أن بعض الإغتيالات السياسية كانت لأسباب عنصرية كالتي حدثت لعميروش و عبان رمضان .؟
°°°بعد الإستقلال مباشرة......في تونس بعد رجوع أحمد بن بلة من القاهرة مشحونا بالعروبة الناصرية صرح وهو يضرب الطاولة بقبضة يده قائلا ومكررا لثلاث مرات [ الجزائر عربية ... الجزائر عربية ... الجزائر عربية ] ، فحدثت فيما بعد أزمة واقتتال بين الجزائريين [ حرب الولايات] أبعادها خليط فيما بين السياسة والهوية ، عرفت بأزمة صائفة 1962 تحت وقع صيحات شعبية ( سبع أسنين بركات )، أطفأها الله بظهور الأطماع المغربية وبداية حرب الرمال مع المغرب .
بن بلة بسياسة العصى الغليضة ضرب الهوية الأمازيغية في المقتل ، وصلت حد مساءلة وسجن المتحدث بالأمازيغية في الشارع والمرافق العمومية ، منعت التسميات الأمازيغية ، منع تداول و دراسة التراث الأمازيغي في الجامعات ، محاولة تصفية آيت أحمد ، في عهد بومدين استمر ت السياسة المقصية للأمازيغية بأكثر قوة وشراسة ، بالرغم من أصوله الشاوية .
°°°سأكتفي بهذا الإجحاف الذي فجر مظاهرات مدمرة في تيزي وزو لتوقيف محاضرة لمولود معمري حول الثقافة الأمازيغية ، وما تلاه من أحداث الربيع الأمازيغي ، و إضراب المحفظة ........ هذه الرجات أثمرت بالإعتراف بالبعد الأمازيغي كعنصر هوية تلاه دسترة الأمازيغية [ كلغة وطنية] بأمر رئاسي وافق عليه البرلمان بغرفتيه .
الإشكالات [ المنغصات ] :
اللغة الأمازيغية مظلومة من أربع جبهات :
جبهة سياسية :عدم التمكين لها بالتطور والنماء ، والتضييق عليها بأوجه مختلفة ، وتقزيمها بالنظر إليها كلهجة ، وعرقلة التواصل مع الجيران لإفشال كل اتحاد يكفل تطورها ونماءها حرفا و مصطلحا و مفردات إشتقاقا و توليدا بين كل مكونات اللغة الأمازيغية كالقبائلية والشاوية والميزابية والترقية في الجزائر ، والريفية والسوسية وتامزيغت بالمغرب ، وأخريات في تونس وليبيا ، فإن كان المغرب جعلها لغة رسمية بحرفها الأصلي تيفيناغ ، فإن الجزائريين والتوانسة في حالة ترقب لما ستسفر عنه الدساتير المعدلة فيها ، في حين أن الجبل الغربي بليبيا أخذ قراره منفردا بترسيمها وإعلان يناير كعيد وطني مثله مثل الأعياد الأخرى .
جبهة عروبية مدعومة بالأمازيغ ، يمثلها بعض العرب ومن ناصرهم من الأمازيغ ، فهم بنظرة مثبطة لكل فعل أمازيغي بارز لهذه الهوية ، فهم يرون بأنها خطر على الوحدة الوطنية ، فكثيرا ما يتعمدون ربطها بالإستعمار ، والفرنكوفونية ، أو بأنها طابور خامس للإستعمار ، وهذه الجبهة مسيطرة على دواليب الدولة مؤثرة وفاعلة في التربية والتكوين ، تستقي أديولوجيتها من البعث العربي ، وهي مقتنعة بأن الأمازيغية خطر داهم ، من دعاة هذا التوجه عثمان سعدي الشاوي ، صاحب أطروحة [ البربرعرب عاربة ] [ والبربريست ] وأكذوبة تمثال ديهيا المصنوع بإيطاليا يمساعدة اليهودية[ جيزيل حليمي] وهو الذي اقتات غدقا من موائد الرئيس الليبي معمر القذافي في خدمة الأدلجة العروبية ، وإلى هذا النهج سار[ محمد عابد الجابري] الأمازيغي الآخر ، فمدرستهم نهلت من تراث فرنسا [ اليعقوبية ] التي ترى ضرورة قتل اللغات الصغيرة ومحو اللهجات المحلية للإبقاء على لغة واحدة موحدة .
جبهة ثالثة إسلامية ، ورغبتهم الجامحة قتل هذه اللغة ، فتراث جمعية المسلمين طافحة بالنكران لهذه الهوية فابن باديس بقوله ( إلى العروبة ننتسب ) والإبراهيمي بقوله العربية لا تحتاج إلى ضرة ، وأظن أن فهمهما نابع من تصورات سياسوية وليست دينية ، لأن الإسلام واضح في تحريم الإنتساب للغير ، ولم يكن يدعوا إلى قتل لغة ساكنة البلدان المفتوحة ، فبعض المسلمين بفهمهم الساذج يظنون بأن كل مؤمن مسلم يجب أن يكون عربيا ، ويبدوا في كتابتهم ربط واضح بين ( الجنس ، والدين ، واللغة)، وعنهم اقتبست فرنسا منطقها في تسمية الجزائريين بالعرب ، فالعربي عندها مرادف للمسلم ، ومنه [ المكاتب العربية ] التي أسستها كوسيط بين الأهالي والإدارة الفرنسية .
جبهة فرنكوفونية مُعلمنة هي في الحقيقة ليست أمازيغية خالصة لوجود أصول عربية فيها ، وهي في غالبها معتزة بأمازيغيتها لكن بلسان فرنسي ، ولهم الفضل في صيانة البعد الأمازيغي بأكثر علمية ، فجهود مولود معمري وكاتب ياسين جلية في الأمر ، وهذا التيار مستهجن لسببين هما اعتمادها على السند اللغوي الفرنسي والإتجاه العلماني ، فهذان منغصان أساسيان أساء ا لمصداقية هذا التيار الذي كثيرا ما يطلقون عليه تثبيطا اسم [ البربريست ] كما أسلفنا فيما مر .
°°° هذه الجبهات الأربع أثرت بنسب متفاوتة في كبح سيرورة الأمازيغية لغد أفضل ، ولعل في قراءتكم الحصيفة لهذا العرض الكرونولوجي الوجيز المشفوع بتصوري حول المعيقات المنغصة ستتضح لكم العلل المختلفة والإرث الثقيل الذي صاحب استرجاع الأمازيغية لنفَسها الحياتي الذي نتمنى أن ينتعش أكثر مستقبلا فكلنا جزائريون وإن اختلفنا أصولا ولسانا .
°°° أنا متفهم با أخي ( علي قوادري ) لهاجسك ومخاوفك ، فنحن خلف لمن سلف ، والتواجد العربي في بلاد المغرب صاحب الإسلام ورافقه في دفعة أولى فيها مد وجزر واستقرار نسبي ، دعمتها هجرة هلالية لها مالها وعليها ماعليها أثرث في المكان بالتنوع البشري نسبيا ، وتقديري أن الأمة المهاجرة هي التي تذوب في الأ مة المستقبلة وليس العكس ، اللهم إلا إذا أبيد أهالي البلاد الأصليين كما وقع لهنود أمريكا ؟ !! ، وليكن في علمكم أنا الذي بكنى ( الأمازيغي 52) محدثك ، هو من الذين يقال عنهم الأشراف (وأنا غير مقتنع بذلك طبعا) ، يعني يمكن أن أكون عربي الأصول ، غير أن تواجدي في هذه البلاد الأمازيغية المسلمة جعلني أمازيغيا بقوة الأرض الأمازيغية هي الأرض التي أعيش عليها ، فالإنتساب للأرض [تمازغا] عرفان لهذا الوطن وتبجيل له ، وغير منقص لديني وايماني ، فكثير من المغاربة هاجروا مشرقا أيام حملة المعز الفاطمي فأصبح بعضهم مصريا وآخر سوريا ، وقلما نجد في هذه الدنيا جنسا خالصا غير مختلط .
°°° على مستوى السكان البسطاء لا إشكال في تعدد الأجناس والألوان إذا لم تغذيه الأدلجة والسياسة ، ففي فترة الحكم العثماني مثلا لم تكن العنصرية بين الجزائريين مطروحة ، في حين أنها طرحت بحدة بتغذية من فرنسا اٌلإستدمارية التي كانت تدرك بأن بقاءها في هذه البلاد مرهون بتجزيء ساكنتها وخلق عداوة مفتعلة بينهم من باب [ فرق تسد ] ، وعندما تدخلت الأدلجة العروبية البعثية الناصرية التي غلبت العروبة حدث التنابذ والإفتراق وبدأ التوجس خاصة على مستوى النخب .
°°° الأمازيغ ليسوا أقلية حسب ما يُشاع ، الأبحاث الجينية أثبتت بأنهم أغلبية ، ومنطقيا هو كذلك ، فالأمازيغ أقليتهم ناطقة بالأمازيغية فعلا ....، لكن أكثريتهم تعربوا لأسباب مختلفة يطول شرحها ، وهو ما يعني أن اللغة المنطوق بها ليست معيارا ثابتا لتحديد الجنس ، فالمكسيكيون يصدحون بالأسبانية وهم ليسوا أسبان ؟ وأهل البرازيل ناطقون بالبرتغالية لكنهم ليسوا برتغاليين .... الخ .
°°° النبش في التاريخ لمعرفة الأصول والهجرات سلاح بحدين ، حاول المؤرخون المؤدلجون طمس الأمازيغية وقتلها ، ونجحوا لحين من الدهر ... لكن انفتاح الإعلام ، وتعدد قنوات المعرفة وسهولة الوصول للمصادر مكن البحاث الوصول إلى الحقائق المغيبة والمطموسة ، فلكل تطر ف تطرف مضاد ، هدفه هو أثبات الذات الموهونة ، فالإختلاف جوهري ومتباين طرف ظالم يريد طمس الآخر ، وطرف مظلوم يريد إثبات الذات ، الطرف الظالم في الغالب مؤسساتي باستراتيجية مؤدلجة ، فحين تختفي المظلومية تعود الأمور إلى جادة صوابها ، والذين يحسون بأنهم عرب لهم الحق في ذلك ، ولا يمكن أن يُظلموا لوجود تجانس ديني ولغوي عالي النبرة مع المستعربين الأمازيغ ،والتجانس اللغوي والديني من أكثر عوامل الوحدة بين الأجناس ، وبإمكان العرب تعزيز تلك الوحدة بتعلم الأمازيغية ، ولن يتأتى ذلك إلا بترسيمها واجبارية تعليمها لكل الجزائريين ، فنصبح كلنا نتكلم العرببة والأمازيغية في تناغم ومحبة في ظل تواجد داخل وطن واحد ، فالرافضون تعلم الأمازيغية والناقمون على ترسيمها هم على خطأ جسيم ، فالدول المتحضرة تفسح المجال لتعدد اللغات ، ففي سويسرا الصغيرة اربع لغات رسمية ، وفي بلجيكا ثلاث لغات ، وفي افريقيا الجنوبية ثنتي عشرة لغة رسمية ...؟؟
°°° مابال ساستنا وشعبنا يرفضون لغة أجدادنا آثارها صادعة على صخور ورسومات طاسيلي على بعد زمني يزيد عن 7000 سنة ، إنه نكران لآثالة هذه الأمة عبر التاريخ.؟
°°° ما تذكره يا أخي من توجس بعض الأمازيغ للعربية والعرب أمر موجود فعلا ، لكنه رد طبيعي عن سياسات ممارسة ، فلو لم يكن التوجس والنكران للأمازيغ وهويتهم لما كان رد الفعل .... ، فالواجب هو تجريم العلة وليس مظاهرها ونتائجها، فحينما تختفي الأسباب تستقيم النظرة ، وإن كان ما تذكره نسبي وشاذ ، والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه ، أعتقد بأن طرحي و توضيحاتي قد أبانا الوجه المعتم من الهوية وأظهر حجم الأضرار من طمس الآخر المخالف .
خلاصة القول :
الجزائريون - على مستوى نخبهم- مطالبون بإيجاد الروابط المقربة ، واستبعاد الشنآنات المفرقة ، فما دمنا لا نتكلم جميعا نفس اللغات ، ولا نحس بانتماء عميق لهذا الوطن بتاريخه كله لا جزئه ، فإن التفسخ قادم... لا محالة ، فمعرفة وتقدير مخاطر تفرقنا هي التي تحدد مقدار التضحيات التي سيقدمها كلنا لاستقرار شعبنا عبر خلق لحم الترابط والإخاء ، فالإستقرار والإطمئنان هو المولد للحضارة والمدنية والتطور والنماء ، نتمنى ذلك والله على كل شيء قدير .
ثنميرث ...
حرره الأمازيغي 52 صبيحة يوم 15 /02/ 2013-الساعة 3 صباحا . ردا على تساؤلات وتوجسات العضو الشروقي الأخ : على قوادري جزاه الله خيرا عميما .