المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما يجهله الكثيرون عن المذهب الأشعري ::


GHOUAR
28-02-2009, 12:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
..

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين وقائد الغر المحجلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد


وقبل الدخول في لب الموضوع أشير إلى بعض المقدمات المهمة والتي ستظهر إن شاء الله تعالى خلال الموضوع

1-
ما يظنه كثير من إخواننا من أن مخالفة الأشاعرة قاصرة على تأويلهم لبعض الصفات خطأ محض
بل أصولهم الكلية مخالفة لأصول أهل السنة ، وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى من خلال التعليق على بعض المواضع في هذا الموضوع

2-
يجب التفريق بين من انتسب للأشاعرة عقيدة ومنهجًا وبين من ليس كذلك ولكن وقع في بعض خطئهم كالنووي وابن حجر والقرطبي ، فمن الجور وضع هؤلاء في قائمة الأشاعرة
وأما الأشاعرة فأوائلهم لم يكونوا بهذا التعصب والانحراف عند كثير من متأخريهم
وعلى ذلك فكلامنا سينصب على متأخري الأشاعرة أكثر منه على أوائلهم
وكلام المتأخرين هو المعتمد عند من ينتسب إليهم في عصرنا الحالي

3-
أصول المذهب الأشعري كلها مترابطة في الصفات وفي القرآن وفي القدر وفي الإيمان
فالأشاعرة يؤمنون بسبع صفات فقط
ويسمونها الصفات الثبوتية ( وهي التي تثبتها عقولهم )
وهي الحياة والسمع والبصر والعلم والكلام والقدرة والإرادة
مع تأويل السمع والبصر بالعلم بالمسموعات والمبصرات
وتأويل الكلام بالكلام النفسي
فلا يثبتون الكلام الحقيقي بالحرف والصوت
ويؤمنون بسبع أخرى يسمونها المعنوية
وهي كونه تعالى حيًا وكونه سميعًا وكونه بصيرًا وكونه عليمًا وكونه متكلمًا وكونه قديرًا وكونه مريدًا
وكل عاقل يعلم أنه لا فرق بين هذه الصفات وبين الصفات السابقة إلا التخبط في علم الكلام ..
وعلى ذلك بنيت عقيدتهم في القرآن فلا يؤمنون أن هذا القرآن الموجود في المصاحف هو كلام الله
بل هو عبارة عن كلام الله ( وسنوضح معناها لاحقًا إن شاء الله )
وبعضهم يقول هو حكاية عن كلام الله كما هو مذهب الكُلابية
وبين التعبيرين اختلاف كبير
وعند الفرقتين كلام الله معنى قائم بذات الله

وعلى ذلك أيضًا بنيت عقيدتهم في القدر
فيثبتون قدرة الله وإرادته وتأثيرها فقط في أفعال العباد
مع إثباتهم اللفظي لقدرة العباد وإرادتهم ولكن بلا تأثير منهما على أفعالهم ( أي كأنها غير موجودة كما هو مذهب الجبرية )
وعلى ذلك فهم ينكرون الأسباب جملة
فالنار لا تحرق ولكن الله خلق الإحراق عند وجودها
ولكن عند أهل السنة فالله خلق الإحراق بسبب النار
وليس هذا فحسب
فكما قدمنا أنهم يثبتون سبع صفات فقط ، فلذا لا يثبتون الحكمة في أفعال الله ، فعندهم أن الله يفعل بلا حكمة تعالى الله عن إفكهم وبهتانهم

وعلى ذلك أيضًا عقيدتهم في الإيمان
فالإيمان عندهم هو التصديق والنطق باللسان ( كما هو مذهب المرجئة )
وهذا لأن الإنسان ليس له قدرة على أفعاله
فإيمانه لا يتأثر بأفعاله فلا يزيد ولا ينقص
..
هذه جملة مختصرة عن عقيدتهم
وسيأتي بيان ذلك مفصلاً إن شاء الله تعالى
مع بيان لمنهجهم المنحرف في أصول التلقي أيضًا
ولكن أردت استحضار ذلك عند النقل عنهم
وليتأمل العاقل المنصف كيف تجتمع تلك العقائد مع عقيدة أهل السنة كما يريد أن يوهم المدلسون
..

4-
مع ما ذكرناه فليس الحكم على الفرقة من خلال من ينتسب لها وعد أسماء بعض العلماء الأشاعرة
فكثير من المعتزلة كان لهم دور في نصرة الدين والرد على الملاحدة وغيرهم
ومع ذلك فلم يكن ذلك مبررًا للسكوت عنهم وبيان انحرافهم
مع الاعتراف بفضلهم فيما أحسنوا فيه


5-
النقل إن شاء الله سيكون من كلام أهل الاختصاص في الكلام عن الملل والنحل
مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
والإمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله
وسأنقل عن غيرهم ولكن ليس كنقلي عن هذين الإمامين
..

6- هناك بعض المواضع أرجو من إخواني تأملها وسأظللها إن شاء الله باللون الأزرق ،
وسيكون تعليقي عليها إن شاء الله باللون الأحمر
..


يتبع إن شاء الله تعالى
..

حسن الصباح
28-02-2009, 12:27 PM
من أيت جئت بأن الله تكلم بحرف و صوت ؟؟
هل من دليل شرعي على هذا ؟

أبوصلاح الدين
28-02-2009, 01:01 PM
من الظلم أن تختصر العقيدة في مصطلحات جافة لاتسمن ولاتغني من جوع.الاصول الثلاثة .مسألة الاسماء والصفات .مسالة التفويض .وهكذا .اخي الكريم .العقيدة تعظيم حرمات الله والخوف منه ومراقبته في السر والعلن .تري بعضهم يقيم الدنيا ولا يقعدها من اجل اختلافات لفظية ولا يخشي الله في اعراض الناس .والله العقيدة بالمفهوم الذي تروجونه وتجرحون من اجله العلماء لاتأخذ إلا حيزاصغيرا من مفهوم اكبر يسمي (العقيدة).والله بكل صدق نستهجن مثل هذا الطرح والذي لاهدف من ورائه سوي الترويج للوهابية والتي لم يجن منها الجزائريون سوي الفتن والمحن.

GHOUAR
28-02-2009, 01:11 PM
السؤال1:من أيت جئت بأن الله تكلم بحرف و صوت ؟؟

عقيدة أهل السنة أن الله متصف بالكلام وبأنه يتكلم إذا شاء، وأن من جملة أدلتهم: أن الله وصف نفسه بأنه نادى وينادي وناجى كما تقدم في قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=19%20&nAya=52)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [مريم: 52]. والنداء لا يكون إلا بكلام، وكذلك النجاء والمناجاة لا تكون إلا بكلام مسموع، فإن المنادي ينادي ويرفع صوته.
ومن الأدلة أيضا: ما روي أن رجلا قال: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه http://ibn-jebreen.com/images/margintip.gif ؟. فأنزل الله قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=186)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [البقرة: 186]. فمعنى قولهم: أقريب فنناجيه؟، يعني: إذا كان قريبا فإننا نناجيه، يعني: نسأله سرا بيننا وبينه، كالذي يكون بين المتناجيين، وإذا كان بعيدا رفعنا الصوت وناديناه بالدعاء، فأخبر تعالى بأنه قريب، ففرقوا بين النداء والمناجاة، فآيات النداء التي في القرآن بلغت سبعة مواضع أو ثمانية أغلبها في موسى أن الله ناداه، كقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=26%20&nAya=10)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [الشعراء: 10]. كما في سورة الشعراء، وقوله في سورة مريم: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=19%20&nAya=52)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [مريم: 52]. وقوله في سورة النازعات: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=79%20&nAya=16)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [النازعات: 16]. كذلك في آدم قال تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=7%20&nAya=22)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [الأعراف: 22]. يعني: أن الله ناداهما، أي: آدم وزوجه، ناداهما فسمعا نداءه، وكلمهما فسمعا كلامه، فالنداء كلام.
كذلك آيات النداء في الآخرة ثلاث آيات في سورة الصافات: قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=28%20&nAya=62)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [القصص: 62]. وقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=28%20&nAya=65)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [القصص: 65]. هذا في يوم القيامة أخبر بأنه يناديهم، والنداء لا بد أن يكون بكلام مسموع، ويأتينا في الحديث أنه ينادي آدم بصوت يسمعه آدم فالنداء من أدلة إثبات صفة الكلام لله تعالى.
وبعد أن عرفنا الأدلة على إثبات صفة الكلام، وأن الله متكلم، فعندنا آيات تتعلق بالقرآن، وأن القران من جملة كلام الله، وأن الله تكلم به حقيقة بخلاف من زعم أنه خلقه كما خلق غيره، فإن المعتزلة والجهمية ونحوهم لما اعتقدوا في الله عقيدة سيئة، ودفعوا عن الله تعالى صفات الكمال، ومن جملة ذلك أنهم نفوا عنه صفة الكلام، وجعلوا الكلام خاصا بالمخلوق، وادعوا أنه يحتاج إلى كذا وإلى كذا، وقاسوه على أنفسهم، قاسوه على ما يتكلمون به أو ما يعرفونه، وذلك دليل قصر الأفهام، فعند ذلك جاءهم القرآن، فلم يجدوا بدا من القول بأنه مخلوق، وأنكروا أن يكون القرآن كلام الله، فعند ذلك جادلهم أهل السنة، وتحدوهم بأن يأتوا بدليل يدل على أن القرآن مخلوق، أو يجيبوا على الأدلة التي تدل على أن القرآن كلام الله، فلم يجدوا إلا التأويلات البعيدة.
* قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=9%20&nAya=6)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ) :

GHOUAR
28-02-2009, 01:15 PM
السؤال 2 هل من دليل شرعي على هذا ؟


فمن الأدلة على أن القرآن كلام الله هذه الآيات الأربع التي عندنا.
* فالآية الأولى: في سورة التوبة، قول الله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=9%20&nAya=6)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [التوبة: 6]. ومن المعلوم أن الذي يسمع هو هذا القرآن الذي يقرؤه القارئ ويسمعه المستمع، فهو كلام الله، والآية نزلت في تأمين الداخل للاستماع، يعني: إذا أتى أحد من المشركين يريد أن يدخل في البلاد الإسلامية، فأعطه أمنا وأجره وأمنه من الناس أن يعتدوا عليه أو يقتلوه، حتى يدخل، لعله يسمع كلام الله، فمتى سمع كلام الله ربما يلين قلبه، ويهديه الله للإسلام، فهذا ونحوه دليل على أن القرآن كلام الله؛ لأنه هو الذي يسمع وسماه كلامه، وليس كلامه ككلام البشر، نحن نتكلم به ونقرؤه، ولكن تكلم الله به كما شاء، لا أنه مثل تكلمنا به.
*الآية الثانية: قول الله تعالى في سورة البقرة: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=75)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [البقرة:75].
يعني: قد كانوا فيما مضى يسمعون كلام الله المنزل على أنبيائه في التوراة والإنجيل وغيرها من الكتب النبوية السماوية، يسمعونه ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، يحرفونه تحريفا معنويا، أو تحريفا لفظيا.
وهذا دليل على أن الكتب المنزلة على الأنبياء كلها كلام الله، فإن الله تعالى تكلم بالقرآن وتكلم بالتوراة، وتكلم بالإنجيل وبالزبور، وبصحف إبراهيم وبصحف موسى ونحوهم.
* أما الآية الثالثة: فهي في قصة المنافقين من الأعراب؟ حيث قال تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=48%20&nAya=15)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [الفتح: 15].
يعني: أن الله قد نهى المتخلفين عن اتباع الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما في قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=9%20&nAya=83)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [التوبة: 83].
فهذا فيه كلام من الله وإخبار بأنهم لا يخرجون، فهم يريدون أن يبدلوا كلام الله، فإذا رأوا الرسول انطلق إلى مغانم ليأخذها ويظفر بها، استأذنوا، وقالوا: دعونا نقاتل معكم، يريدون أن يبدلوا ذلك الكلام الذي أخبر الله به أنهم لا يخرجون، فأخبرهم يا محمد وقل لهم: لن تتبعونا http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=48%20&nAya=15)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif فقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=48%20&nAya=15)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif هو تفسير لقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif كَلَامَ اللَّهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=75)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif .
فدل ذلك على أن الكلام هو القول، وأن معناه: كذلكم تكلم الله، وأن قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=48%20&nAya=15)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعني: يريدون أن يبدلوا ما قاله الله في حقهم وعدم خروجهم، هذا ونحوه دليل على أن الله تعالى تكلم بهذا، وأنه عين كلام الله تعالى.
* أما الآية الرابعة: فهي قوله تعالى في سورة الكهف: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=18%20&nAya=27)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [الكهف: 27]. ففيها الأمر بتلاوة كتاب الله، والمراد به هذا القرآن، أمر الله بتلاوته، والتلاوة: القراءة، يتلوه، يعني: يقرؤه في تدبر، يقرؤه على الناس، يقرؤه تعبدا؛ لأنه أوحاه الله إليك وأنزله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=18%20&nAya=27)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif سماه كتابا؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ، ولأنه كتب بعد ذلك بالمصاحف، والكتاب: اسم لما يكتب، وأضافه إلى الله ثم قال: لا مبدل لكلماته، يعني: أن ما فيه هو كلام الله، ولا مبدل لكلام الله، وقد تقدم قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=115)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [الأنعام: 115]. فكذلك قوله هنا: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=115)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعني: لا مغير له، فصرح بأنه كلمات، وبأنه كلام الله.
وقد اتفق الصحابة وأهل السنة من العلماء أن هذا القرآن الذي في مصاحف هو كلام الله؛ حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف، كما يأتينا في هذه العقيدة إن شاء الله.
وكذلك ذكروا أن هذا القرآن حروف وكلمات وجمل ومعاني، وكله من كلام الله، وأن من جحد منه شيئا، وأنكر أن يكون كلام الله، أو أنكر أن يكون من وحيه الذي أنزله على أنبيائه، فإنه يكفر بذلك؛ لأنه أنكر شيئا أجمعت عليه الأمة وتلقته بالقبول، وأنكر شيئا من الذي تكفل الله تعالى بحفظه عن التغيير والتبديل.
عرفت بذلك أن كلام الله من جملته هذا القرآن.
واعلم بعد ذلك أن كلام الله ليس له نهاية، ولا يحيط به محيط، قال الله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=31%20&nAya=27)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif [لقمان: 27]. يعني: لو أن جميع الأشجار؛ ما في الأرض من شجرة، من أول الدنيا إلى آخرها، كانت أقلاما، وأن البحار السبعة كانت حبرا مدادا، فكتب بتلك الأقلام، وكتب بذلك المداد الذي هو سبعة البحار لتكسرت الأقلام قبل أن ينفد كلام الله، ولنفدت البحار قبل أن ينفد كلام الله؛ وذلك لأن كلام الله لا نهاية له، والمخلوق له بداية ونهاية.
وهذا دليل صريح على أن القرآن كله من كلام الله، وواجب المسلم إذا عرف أنه كلام الله أن يحترمه، وأن يفرق بينه وبين كلام الناس، وأن يعمل بما أمر فيه، فيتلوه حق تلاوته، ويتدبره حق تدبره، ويقف عند عجائبه، ويؤمن بمتشابهه، ويعمل بمحكمه، ويصدق بما فيه، ولا يرد شيئا منه، ويعتقد أنه آية الله، ومعجزة نبيه التي أقام بها الحجة على قومه، وأنه محفوظ عن التغيير والتبديل، فإذا صدق بذلك، صدق عليه أنه آمن بالله وكتبه.

عبد الله ياسين
28-02-2009, 01:25 PM
2-
يجب التفريق بين من انتسب للأشاعرة عقيدة ومنهجًا وبين من ليس كذلك ولكن وقع في بعض خطئهم كالنووي وابن حجر والقرطبي ، فمن الجور وضع هؤلاء في قائمة الأشاعرة


هؤلاء الحفّاظ يقرّرون أنّ العقيدة التي ينتحلها أدعياء السلفية كـ : ((( العلوّ الحسّي !!!))) و ((( النّزول على ظاهره اللّغوي !!!))) هي ذاتها عقائد المُشبّهة و المُجسّمة ؛ فكيف يستقيم قولكم في عقيدتهم مع حكمهم هم - رحمهم الله - على عقيدتكم ؟!!!!!!

أمّا باقي ((( كلامك = نسخك الآلي !!!))) فهو هراء و هرطقة مُضحكة خاصة قولك بالفاعلية الذاتية في المخلوقات أو ما يُسمى بالعلّة الأرسططاليسية :


وعلى ذلك فهم ينكرون الأسباب جملة
فالنار لا تحرق ولكن الله خلق الإحراق عند وجودها
ولكن عند أهل السنة فالله خلق الإحراق بسبب النار

هل ملك الملوك و علاّم الغيوب و مُسبّب الأسباب و خالقها الذي يقول في كتابه [ سورة يس : 82 ] :{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } صدق الله العظيم ؛ يتوسّط - تعالى و تقدّس عن ذالك - بالنّار للإحراق ؟!!! و هل ربّنا عاجزٌ حتى يقوى بغيره ؟!!!!!!

من ضَحِكَ عليك يا مسكين بمثل هذا الهراء ؟!!!

التأثير من الله تعالى لا من الأسباب ذاتها ؛ فالله خالق الأسباب و المُسَبَّبَات و هو يخلق القطع عند امرار السّكين و لو أراد جلّ و علا أن لا يخلق تلك المُسَبَّبَات عند وجود تلك الأسباب لتخلّفت المُسَبَّبَات تمامًا كما عطّل سبحانه و تعالى مفعول إحراق النّار عندما ألقي فيها خليل الله سيّدنا إبراهيم عليه السلام و إن توفّرت الأسباب حينها.

قال سلطان العلماء و بائع الأمراء العزّ بن عبد السلام في " الملحة في اعتقاد أهل الحق " :
و العجب أنهم يذمون الأشعري لقوله إن :
(1) " الخبز لا يُشبع "
و
(2) " الماء لا يَروِي "
و
(3) " النّار لا تحرق " ...؟!!! و هذا كلام أنزل الله معناه في كتابه : فإنّ الشّبع و الرّي و الإحراق حوادث تفرد الرب بخلقها :
(1) فلم " يخلق الخبز الشّبع "
و
(2) لم " يخلق الماء الرّي "
و
(3) لم " تخلق النّار الإحراق "
و إن كانت أسباباً في ذالك فالخالق تعالى هو المُسبّب دون السبب كما قال تعالى [ سورة الأنفال : 17 ] : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } نفى أن يكون رسوله صلى الله عليه و سلم خالقاً للرمي و إن كان سبباً فيه و قد قال تعالى [ سورة النجم : 43-44 ] : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) } فاقتطع الإضحاك والإبكاء و الإماتة و الإحياء عن أسبابها وأضافها إليه فكذلك اقتطع الأشعري رحمه الله تعالى الشّبع و الرّي و الإحراق عن أسبابها و أضافها إلى خالقها لقوله تعالى [ سورة الزمر : 62 ] : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } ؛ و قوله [ سورة فاطر : 3 ]: { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } ؛ [ سورة يونس : 39 ]: { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } ؛ [ سورة النمل : 84 ]: { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.

وكم من عائب قولاً صحيحاً *** و آفته من الفهم السقيم !

فسبحان من رضي عن قومٍ فأدناهم و سخط على آخرين فأقصاهم [ سورة الأنبياء : 23 ] : { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }.انتهى

كفاكم افتراءات و هرطقات !

عبد الله ياسين
28-02-2009, 01:43 PM
GHOUAR راجع الرابط التالي حتى تعي حقًّا ما يجهله الجاهلون حقًّا من " الإفتراءات المُضحكة على المذهب الأشعري " مذهب السواد الأعظم من علماء أمة الإسلام و ليس ((( ما يجهله الكثيرون عن المذهب الأشعري ::))) بالمعنى الذي تقصد !!! : الأزهر الشريف : من هم الأشاعرة ، و هل هم أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة...؟! (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=50000)

icer
28-02-2009, 01:53 PM
يا شيخ غوار ما فائدة هذا النقل لعوام الناس من يرفض الخوض في العقائد
و الله حاولت مناقشة خريجي الجامعة الاسلامية في العقائد فأبو ... الموضوع عظيم
و ما سبب تفرق الأمة الا هذا

GHOUAR
28-02-2009, 03:06 PM
الاخ الفاضل :icer
اقامة الحجة وتبليغ الامانة واداء الحق
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
هذا كتاب ضخم حول موضوع مهم لكل مسلم

http://www.zshare.net/download/53153238334a4ed8/ http://montada.echoroukonline.com/images/misc/progress.gif

GHOUAR
28-02-2009, 03:50 PM
أخي
قبح الله من سعى في الفرقة
وأول هؤلاء من فارق ما عليه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة


ودور شيخ الإسلام ابن تيمية في جمع الكلمة


..



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (3/227)



والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة ، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله ، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة ، وبينت لهم أن الأشعري كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه . وكما قال أبو إسحاق الشيرازي : إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة وكان أئمة الحنابلة المتقدمين كأبي بكر عبد العزيز وأبي الحسن التميمي ونحوهما يذكرون كلامه في كتبهم بل كان عند متقدميهم كابن عقيل عند المتأخرين ، لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقه وأصوله ، وأما الأشعري فهو أقرب إلى أصول أحمد من ابن عقيل وأتبع لها فإنه كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول . وكنت أقرر هذا للحنبلية - وأبين أن الأشعري ، وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب ، فإنه كان تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كُلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخرى ، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم . وكذلك ابن عقيل كان تلميذ ابن الوليد وابن التبان المعتزليين ثم تاب من ذلك ، وتوبته مشهورة بحضرة الشريف أبي جعفر . وكما أن في أصحاب أحمد من يبغض ابن عقيل ويذمه ؛ فالذين يذمون الأشعري ليسوا مختصين بأصحاب أحمد بل في جمع الطوائف من هو كذلك . ولما أظهرت كلام الأشعري - ورآه الحنبلية - قالوا : هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة . وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة ومعلوم أن في جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم . مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحدا قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي ، ولا انتصرت لذلك ، ولا أذكره في كلامي ، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها . وقد قلت لهم غير مرة : أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ما قلته فأنا أقر بذلك . وأما ما أذكره فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم وبألفاظ من نقل إجماعهم من عامة الطوائف . هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني : أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية ، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها : وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية .
مخالفة الأشاعرة لأصول الدين


..



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (6/55) :



والأشعرية الأغلب عليهم أنهم مرجئة في باب الأسماء والأحكام . جبرية في باب القدر ؛ وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم .


والمعتزلة وعيدية في باب الأسماء والأحكام . قدرية في باب القدر . جهمية محضة - واتبعهم على ذلك متأخرو الشيعة وزادوا عليهم الإمامة والتفضيل وخالفوهم في الوعيد - وهم أيضا يرون الخروج على الأئمة .


وأما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث وهم في الجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث .



قال الشيخ ابن عثيمين - بعد أن ذكر أن الإمامين النووي وابن حجر لهما بعض الأخطاء في تأويل الصفات



فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع ، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.
وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟ الجواب: لا؛ لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة . وما أحسنَ ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم ؛ لأن أكثرالناس لا يفهم إلا أنهم مخالفون في باب الأسماء والصفات؛ ولكن لهم خلافات كثيرة.
فإذا قال قائل بمسألة من مسائل الصفات بما يوافق مذهبهم فلا نقول: إنه أشعري. أرأيتم لو أن إنسانًا من الحنابلة اختار قولا للشافعية فهل نقول إنه شافعي؟! الجواب: لا نقول إنه شافعي...".
انتهى كلام الشيخ رحمه الله، صـ289و300، من شرح الأربعين النووية. الطبعة الأولى، مؤسسة الشيخ، وتوزيع دار الثريا للنشر.

لا يجتمع المنهج الأشعري مع اتباع أي إمام من الأئمة الأربعة



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( في الفتاوى : 4/177)


ومن ذلك : ما ذكره شيخ الحرمين : أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي في كتابه الذي سماه " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاما لذوي البدع والفضول " وكان من أئمة الشافعية - ذكر فيه من كلام الشافعي ومالك والثوري وأحمد بن حنبل والبخاري - صاحب الصحيح - وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن راهويه في أصول السنة ما يعرف به اعتقادهم . وذكر في تراجمهم ما فيه تنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام وذكر " أنه اقتصر في النقل عنهم - دون غيرهم - لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوع شرقا وغربا إلى مذاهبهم ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها : من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخول في الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة : ممن سواهم "


(وهكذا فلنكن عند مع من يتكلم عن الأشاعرة ، فلنذكر له هؤلاء ممن لا يبلغ أي أشعري منزلة أقل واحد منهم ..)


قال : " وإن قصر واحد منهم في سبب منها جَبَر تقصيره قربُ عصره من الصحابة والتابعين لهم بإحسان باينوا هؤلاء بهذا المعنى من سواهم فإن غيرهم من الأئمة - وإن كانوا في منصب الإمامة - لكن أخلوا ببعض ما أشرت إليه مجملا من شرائطها إذ ليس هذا موضعا لبيانها " . قال : " ووجه ثالث لا بد من أن نبين فيه فنقول : إن في النقل عن هؤلاء إلزاما للحجة على كل من ينتحل مذهب إمام يخالفه في العقيدة فإن أحدهما لا محالة يضلل صاحبه أو يبدعه أو يكفره فانتحال مذهبه - مع مخالفته له في العقيدة - مستنكَر والله شرعا وطبعا فمن قال : أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد قلنا له : هذا من الأضداد لا بل من الارتداد إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد (ولا يقصد بذلك الارتداد معنى الخروج عن الإسلام ، بل بمعنى الرجوع عن الحق). ومن قال : أنا حنبلي في الفروع معتزلي في الأصول قلنا : قد ضللت إذا عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد " . قال : " وقد افتتن أيضا خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية وهذه والله سبة وعار وفلتة تعود بالوبال والنكال وسوء الدار على منتحل مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار ( تأمل كلامه فليس الحنابلة فقط هم من يعارض الأشاعرة فإن هذا الإمام شافعي المذهب ) فإن مذهبهم ما رويناه : من تكفيرهم : الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية " ( يقصد أن الأشاعرة بنوا معتقدهم على بعض أصول هؤلاء )

GHOUAR
28-02-2009, 03:59 PM
العقيدة في صفات الله
بين مذهب السلف ومذهب الأشاعرة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (4/147)
في رده على بعض متأخري الأشاعرة ممن يذم مثبتي الصفات :

الوجه الثاني : أن هذا الضرب الذي قلت : "إنه لا يتحاشى من الحشو والتشبيه والتجسيم" إما أن تدخل فيه مثبتة الصفات الخبرية التي دل عليها الكتاب والسنة أو لا تدخلهم ، فإن أدخلتهم كنت ذاما لكل من أثبت الصفات الخبرية ؛ ومعلوم أن هذا مذهب عامة السلف ومذهب أئمة الدين ، بل أئمة المتكلمين يثبتون الصفات الخبرية في الجملة ، وإن كان لهم فيها طرق كأبي سعيد بن كُلاب وأبي الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كأبي عبد الله بن مجاهد وأبي الحسن الباهلي والقاضي أبي بكر بن الباقلاني وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر بن فورك وأبي محمد بن اللبان وأبي علي بن شاذان وأبي القاسم القشيري وأبي بكر البيهقي وغير هؤلاء . فما من هؤلاء إلا من يثبت من الصفات الخبرية ما شاء الله تعالى . وعماد المذهب عنهم إثبات كل صفة في القرآن ، وأما الصفات التي في الحديث فمنهم من يثبتها ومنهم من لا يثبتها( عقيدة أوائل الأشاعرة في الصفات تقوم على إثبات كل صفة ثبتت بالقرآن والحديث المتواتر ، وأما أخبار الآحاد فيؤولون ما ثبت فيها ) فإذا كنت تذم جميع أهل الإثبات من سلفك وغيرهم ( أي من أوائل الأشاعرة وغيرهم ممن أثبت هذه الصفات ) لم يبق معك إلا الجهمية من المعتزلة ومن وافقهم على نفي الصفات الخبرية من متأخري الأشعرية ونحوهم ، ولم تذكر حجة تعتمد ( متأخرو الأشاعرة خالفوا منهج سلفهم المتقدمين في إثبات الصفات فأثبتوا سبع صفات فقط وأولوا باقيها ) ، فأي ذم لقوم في أنهم لا يتحاشون مما عليه سلف الأمة وأئمتها وأئمة الذام لهم ؟ وإن لم تدخل في اسم "الحشوية" من يثبت الصفات الخبرية لم ينفعك هذا الكلام ، بل قد ذكرت أنت في غير هذا الموضع هذا القول . وإذا كان الكلام لا يخرج به الإنسان عن أن يذم نفسه أو يذم سلفه - الذين يقر هو بإمامتهم وأنهم أفضل ممن اتبعهم - كان هو المذموم بهذا الذم على التقديرين . وكان له نصيب من الخوارج الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم لأولهم : ** لقد خبت وخسرت إن لم أعدل } يقول : إذا كنت مقرا بأني رسول الله وأنت تزعم أني أظلم فأنت خائب خاسر . وهكذا من ذم من يقر بأنهم خيار الأمة وأفضلها وأن طائفته إنما تلقت العلم والإيمان منهم ؛ هو خائب خاسر في هذا الذم ، وهذه حال الرافضة في ذم الصحابة .
( ولذلك نقول نحن ينبغي التفريق بين أوائل الأشاعرة ممن أثبت الصفات الخبرية التي ثبتت بالتواتر فقط وبين متأخري الأشاعرة ممن يثبتون سبع صفات فقط ويؤولون باقيها )
الوجه الثالث قوله : " والآخر يتستر بمذهب السلف " إن أردت بالتستر الاستخفاء بمذهب السلف ؛ فيقال : ليس مذهب السلف مما يتستر به إلا في بلاد أهل البدع ؛ مثل بلاد الرافضة والخوارج . فإن المؤمن المستضعف هناك قد يكتم إيمانه واستنانه ؛ كما كتم مؤمن آل فرعون إيمانه ؛ وكما كان كثير من المؤمنين يكتم إيمانه ، حين كانوا في دار الحرب . فإن كان هؤلاء في بلد أنت لك فيه سلطان - وقد تستروا بمذهب السلف - فقد ذممت نفسك ؛ حيث كنت من طائفة يُستر مذهب السلف عندهم ؛ وإن كنت من المستضعفين المستترين بمذهب السلف فلا معنى لذم نفسك . وإن لم تكن منهم ولا من الملأ فلا وجه لذم قوم بلفظ "التستر" . وإن أردت بالتستر : أنهم يجتنون به ويتقون به غيرهم ويتظاهرون به حتى إذا خوطب أحدهم قال : أنا على مذهب السلف - وهذا الذي أراده والله أعلم - فيقال له : لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق . فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا . فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا . وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله ؛ فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم .
الأشاعرة أقرب إلى أهل السنة من المعتزلة


وإن كان كل منهما بعيدًا عن الاعتقاد الصحيح في الصفات



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (6/359) :



ومن قال : "الظاهر غير مراد" بالتفسير الثاني - وهو مراد الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم - فقد أخطأ . ثم أقرب هؤلاء الجهمية "الأشعرية" يقولون : إن له صفات سبعا : الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر ، وينفون ما عداها ، وفيهم من يضم إلى ذلك "اليد" فقط ومنهم من يتوقف في نفي ما سواها وغلاتهم يقطعون بنفي ما سواها ( تأمل في قوله غلاة الأشاعرة وهذا ما عليه المذهب الأشعري في العصور المتأخرة ، وهو ما كان يدرس في الأزهر في شرح الجوهرة ) .
وأما "المعتزلة" فإنهم ينفون الصفات مطلقا ويثبتون أحكامها وهي ترجع عند أكثرهم إلى أنه عليم قدير ، وأما كونه مريدا متكلما فعندهم أنها صفات حادثة أو إضافية أو عدمية ، وهم أقرب الناس إلى "الصابئين الفلاسفة" من الروم ومن سلك سبيلهم من العرب والفرس حيث زعموا أن الصفات كلها ترجع إلى سلب أو إضافة ؛ أو مركب من سلب وإضافة ؛ فهؤلاء كلهم ضلال مكذبون للرسل .
ومن رزقه الله معرفة ما جاءت به الرسل وبصرا نافذا وعرف حقيقة مأخذ هؤلاء علم قطعا أنهم يلحدون في أسمائه وآياته ، وأنهم كذبوا بالرسل وبالكتاب وبما أرسل به رسله ؛
ولهذا كانوا يقولون : إن البدع مشتقة من الكفر وآيلة إليه ، ويقولون : إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة ؛ والأشعرية مخانيث المعتزلة . وكان يحيى بن عمار يقول : المعتزلة الجهمية الذكور والأشعرية الجهمية الإناث . ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية .
وأما من قال منهم بكتاب " الإبانة " الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة ( وبهذا لا يصح انتساب الأشاعرة المتأخرين للأشعري أصلاً لأنه رجع إلى السنة في آخر عمره وصنف كتابي الإبانة ومقالات الإسلاميين ، ولكن متأخرو الأشاعرة يشككون بصحة انتسابهما إليه ، ولا عبرة بتشكيكهم لما تواتر عند أئمة التراجم )
لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة ، لا سيما وأنه بذلك يوهم حسنا بكل من انتسب هذه النسبة ، وينفتح بذلك أبواب شر والكلام مع هؤلاء الذين ينفون ظاهرها بهذا التفسير . اهـ




وقال رحمه الله في الفتاوى (12/134):



فكل من المعتزلة والأشعرية في مسائل كلام الله وأفعال الله ؛ بل وسائر صفاته وافقوا السلف والأئمة من وجه وخالفوهم من وجه
وليس قول أحدهما هو قول السلف دون الآخر ؛ لكن الأشعرية في جنس مسائل الصفات بل وسائر الصفات والقدر أقرب إلى قول السلف والأئمة من المعتزلة .


عقيدة الأشاعرة في القرآن



قال الشهرستاني في الملل والنحل



والكلام عند الأشعري : معنى قائم بالنفس سوى العبارة ، والعبارة دلالة عليه من الإنسان ؛ فالمتكلم عنده من قام بالكلام ، وعند المعتزلة من فعل الكلام؛ غير أن العبارة تسمى كلاماً : إما بالمجاز، وإما باشتراك اللفظ .


اهـ



( قلت : الأشاعرة تقول أن القرآن عبارة عن كلام الله ولا تقول هو كلام الله ، فعندهم أن كلام الله معنى فقط في ذات الله ، هذا المعنى عبر عنه جبريل أو محمد صلى الله عليه وسلم بما جاء إلينا من تلك الحروف والأصوات


أما الكلابية أتباع عبد الله بن كلاب - شيخ الأشعري - فهو حكاية عن كلام الله


والفرق بين القولين أن كلام الله عند الكلابية معنى قائم في ذات الله ينقسم إلى أمر ونهي وخبر واستخبار ، وهذا القرآن يحاكي ذاك المعنى


وأما عند الأشاعرة فهو عندهم عبارة عن كلام الله أي هو ما عبر عنه جبريل أو النبي صلى الله عليه وسلم بمجموعة الأوامر والنواهي والأخبار والاستخبارات ، ولكنه في الأصل لا ينقسم إلى ذلك ، بل هو كلام واحد إن عبر عنه بالعربية صار قرآنًا وإن عبر عنه بالسريانية صار إنجيلاً


وهم بذلك قد ضاهوا المشركين في نصف قولهم أن هذا القرآن كلام البشر فالمشركون قالوا أنه من عند النبي صلى الله عليه وسلم لفظه معناه


والأشاعرة قالوا أنه من عند الله معنى ومن عند غيره لفظًا


أعانكم الله على فهم هذا الكلام )


( عقيدة أهل السنة في كلام الله أنه صفة لله تعالى غير مخلوقة يتكلم الله بما شاء كيف شاء متى شاء


وقد تكلم الله بهذا القرآن على الحقيقة بحرف وصوت سمعه جبريل من الله تعالى ونقله كما سمعه للنبي صلى الله عليه وسلم )


..



يتبع إن شاء الله بالتفصيل

GHOUAR
28-02-2009, 04:07 PM
تكملة

..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :


الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وأن هذا القرآن الذي يقرأه الناس هو كلام الله يقرؤه الناس بأصواتهم . فالكلام كلام الباري والصوت صوت القارئ ، والقرآن جميعه كلام الله حروفه ومعانيه .



وسئل رحمه الله عن رجلين تباحثا فقال أحدهما : القرآن حرف وصوت . وقال الآخر : ليس هو بحرف ولا صوت وقال أحدهما : النقط التي في المصحف والشكل من القرآن وقال الآخر : ليس ذلك من القرآن فما الصواب في ذلك ؟


فأجاب رضي الله عنه . الحمد لله رب العالمين . هذه " المسألة " يتنازع فيها كثير من الناس ويخلطون فيها الحق بالباطل فالذي قال : إن القرآن حرف وصوت إن أراد بذلك أن هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون هو كلام الله الذي نزل به الروح الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين وأن جبريل سمعه من الله والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل والمسلمون سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ** قل نزله روح القدس من ربك بالحق } وقال : ** والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق } فقد أصاب في ذلك ؛ فإن هذا مذهب سلف الأمة وأئمتها والدلائل على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع .


ومن قال : إن القرآن العربي لم يتكلم الله به وإنما هو كلام جبريل أو غيره عبر به عن المعنى القائم بذات الله كما يقول ذلك ابن كلاب والأشعري ومن وافقهما فهو قول باطل من وجوه كثيرة .


فإن هؤلاء يقولون : إنه معنى واحد قائم بالذات وإن معنى التوراة والإنجيل والقرآن واحد وأنه لا يتعدد ولا يتبعض وإنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وبالعبرانية كان توراة وبالسريانية كان إنجيلا فيجعلون معنى آية الكرسي وآية الدين و ** قل هو الله أحد } و ** تبت يدا أبي لهب } والتوراة والإنجيل وغيرهما معنى واحدا وهذا قول فاسد بالعقل والشرع وهو قول أحدثه ابن كلاب لم يسبقه إليه غيره من السلف .


وإن أراد القائل بالحرف والصوت أن الأصوات المسموعة من القراء والمداد الذي في المصاحف قديم أزلي أخطأ وابتدع وقال ما يخالف العقل والشرع ( قلت : وهذا قول المشبهة ولا يلزمنا بشيء ) ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ** زينوا القرآن بأصواتكم } فبين أن الصوت صوت القارئ والكلام كلام البارئ كما قال تعالى : ** وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } فالقرآن الذي يقرؤه المسلمون كلام الله لا كلام غيره كما ذكر الله ذلك وفي السنن عن جابر بن عبد الله أن ** النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على الناس بالموسم فيقول : ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي } وقالوا لأبي بكر الصديق لما قرأ عليهم . ** الم } ** غلبت الروم } أهذا كلامك أم كلام صاحبك ؟ فقال : ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ؛ ولكنه كلام الله تعالى . والناس إذا بلغوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم كقوله : ** إنما الأعمال بالنيات } فإن الحديث الذي يسمعونه حديث النبي صلى الله عليه وسلم تكلم به بصوته وبحروفه ومعانيه والمحدث بلغه عنه بصوت نفسه لا بصوت النبي صلى الله عليه وسلم فالقرآن أولى أن يكون كلام الله إذا بلغته الرسل عنه وقرأته الناس بأصواتهم . والله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه بصوت نفسه ونادى موسى بصوت نفسه ؛ كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف وصوت العبد ليس هو صوت الرب ولا مثل صوته ؛ فإن الله ليس كمثله شيء : لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . وقد نص أئمة الإسلام أحمد ومن قبله من الأئمة على ما نطق به الكتاب والسنة من أن الله ينادي بصوت وأن القرآن كلامه تكلم به بحرف وصوت ليس منه شيء كلاما لغيره لا جبريل ولا غيره وأن العباد يقرءونه بأصوات أنفسهم وأفعالهم ، فالصوت المسموع من العبد صوت القارئ والكلام كلام البارئ ...



وقال رحمه الله :


قوله عز وجل : ** قل نزله روح القدس من ربك بالحق } الآيتين . لفظ " الإنزال " في القرآن يرد " مقيدا " بأنه منه كالقرآن وبالإنزال من السماء ويراد به العلو كالمطر و " مطلقا " فلا يختص بنوع ؛ بل يتناول إنزال الحديد من الجبال والإنزال من ظهور الحيوان وغير ذلك فقوله : ** نزله روح القدس من ربك } بيان لنزول جبريل به من الله كقوله : ** نزل به الروح الأمين } أي أنه مؤتمن لا يزيد ولا ينقص ؛ فإن الخائن قد يغير الرسالة . وفيها دلالة على أمور . منها : بطلان قول من زعم خلقه ( أي القرآن ) في جسم كالجهمية من المعتزلة وغيرهم ( المعتزلة يقولون أن الله لما كلم موسى خلق الكلام في الشجرة ) ؛ فإن السلف يسمون من قال بخلقه ونفي الصفات والرؤية جهميا ؛ فإن جهما أول من ظهرت عنه بدعة نفي الأسماء والصفات ، وبالغ في ذلك فله مزية المبالغة والابتداء بكثرة إظهاره وإن كان جعد سبقه إلى بعض ذلك ؛ لكن المعتزلة وإن وافقوه في البعض فهم يخالفونه في مثل مسائل الإيمان والقدر وبعض الصفات وجهم يقول إن الله لا يتكلم أو يتكلم مجازا وهم يقولون يتكلم حقيقة ولكن قولهم في المعنى قوله وهو ينفي الأسماء كالباطنية والفلاسفة .


ومنها : بطلان قول من زعم أنه فاض من العقل الفعال أو غيره وهذا أعظم كفرا وضلالا من الذي قبله . ( وهذا قول الفلاسفة كابن سينا والفارابي )


ومنها إبطال قول الأشعرية إن كلام الله معنى وهذا العربي خلق ليدل عليه سواء قالوا : خلق في بعض الأجسام أو ألهمه جبريل أو أخذه من اللوح ؛ فإن هذا لا بد له من متكلم تكلم به أولا


وهذا يوافق قول من قال إنه مخلوق ؛ لكن يفارقه من وجهين . أحدهما : أن أولئك يقولون المخلوق كلام الله وهؤلاء يقولون إنه كلام مجازا ، وهذا أشر من قول المعتزلة ؛ بل هو قول الجهمية المحضة ؛ لكن المعتزلة يوافقونهم في المعنى . الثاني : أنهم يقولون لله كلام قائم بذاته والخَلقية ( أي المعتزلة الذين يقولون بخلقه في بعض الأجسام ) يقولون لا يقوم بذاته ؛ فإن الكلابية خير منهم في الظاهر ؛ لكن في الحقيقة لم يثبتوا كلاما له غير المخلوق . والمقصود أن الآية تبطل هذا و " القرآن " اسم للعربي لقوله : ** فإذا قرأت القرآن } . وأيضا فقوله : ** نزله } عائد إلى قوله : ** والله أعلم بما ينزل } فالذي نزله الله هو الذي نزله روح القدس وأيضا قال : ** ولقد نعلم أنهم يقولون } الآية وهم يقولون : إنما يعلم هذا القرآن العربي بشر لقوله : ** لسان الذي يلحدون إليه } - إلخ فعلم أن محمدا لم يؤلف نظما بل سمعه من روح القدس وروح القدس الذي نزل به من الله فعلم أنه سمعه منه لم يؤلفه هو .



وقال رحمه الله :


فلما أظهرت الأشعرية - كالقاضي أبي بكر بن الباقلاني وغيره في أواخر المائة الرابعة - أن الكلام ليس بحرف ولا صوت ولا لغة وقد تبعهم قوم من الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وقليل من أصحاب أحمد . رأى أهل الحديث وجمهور أهل السنة من الفقهاء وأهل الحديث ما في ذلك من البدعة ؛ فأظهروا خلاف ذلك وأطلق من أطلق منهم أن كلام الله حرف وصوت .



وقال رحمه الله :


و[ القول الثالث ] قول أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري ومن اتبعه : كالقلانسي وأبي الحسن الأشعري وغيرهم أن كلام الله معنى قائم بذات الله هو الأمر بكل مأمور أمر الله به والخبر عن كل مخبر أخبر الله عنه إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا . والأمر والنهي والخبر ليست أنواعا له ينقسم الكلام إليها وإنما كلها صفات له إضافية كما يوصف الشخص الواحد بأنه ابن لزيد وعم لعمرو وخال لبكر . والقائلون بهذا القول منهم من يقول : إنه معنى واحد في الأزل وإنه في الأزل أمر ونهي وخبر كما يقوله الأشعري . ومنهم من قال : بل يصير أمرا ونهيا عند وجود المأمور والمنهي . ومنهم من يقول : هو عدة معان الأمر والنهي والخبر والاستخبار .


وقد ألزم الناس أصحاب هذا القول أن يجعلوا العلم والقدرة والإرادة والحياة شيئا واحدا فاعترف محققوهم بصحة الإلزام .


وجمهور العقلاء - من أهل السنة وأهل البدعة - يقولون إن فساد هذا القول معلوم بالضرورة ، كما يقولون : إن فساد قول من يقول : إن الأصوات المسموعة من العباد قديمة معلوم بالضرورة ، كما يقولون : إن فساد قول من يقول إن المتكلم يكون متكلما بكلام يقوم بغيره وإن العالم يكون عالما بعلم يقوم بغيره والقادر يكون قادرا بقدرة تقوم بغيره معلوم بالضرورة . وكما يقول جمهور العقلاء : إن فساد قول من يقول : إن العلم هو القدرة والقدرة هي الإرادة وإن العلم هو العالم والقدرة هي القادر معلوم بالضرورة .



وقال رحمه الله :


وفي إضافته إلى هذا الرسول تارة وإلى هذا تارة : دليل على أنه إضافة بلاغ وأداء لا إضافة إحداث لشيء منه أو إنشاء كما يقوله بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبرائيل أو محمد مضاهاة منهم في نصف قولهم لمن قال : إنه قول البشر من مشركي العرب ممن يزعم أنه أنشأه بفضله وقوة نفسه ومن المتفلسفة الذين يزعمون أن المعاني والحروف تأليفه ؛ لكنها فاضت عليه كما يفيض العلم على غيره من العلماء .


قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله في الفصل :


وقالت الأشعرية كلام الله تعالى صفة ذات لم تزل غير مخلوقة وهو غير الله تعالى وخلاف الله تعالى وهو غير علم الله تعالى وأنه ليس لله تعالى إلا كلام واحد .
ثم قال :


وأما قولهم ليس لله تعالى إلا كلام واحد فخلاف مجرد لله تعالى ولجميع أهل الإسلام لأن الله عز وجل يقول : " قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي " ويقول تعالى : " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله " .


قال أبو محمد : ولا ضلال أضل ولا حياء أعدم ولا مجاهرة أطم ولا تكذيب لله أعظم ممن سمع هذا الكلام الذي لا يشك مسلم أنه خبر الله تعالى الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه بأن لله كلمات لا تنفذ ثم يقول هو من رأيه الخسيس أنه ليس لله تعالى إلا كلام واحد



وقال رحمه الله :


قال أبو محمد : وقالت أيضاً هذه الطائفة المنتمية إلى الأشعرية أن كلام الله تعالى عز وجل لم ينزل به جبريل عليه السلام على قلب محمد صلى الله عليه وسلم وإنما نزل عليه بشيء آخر هو عبارة عن كلام الله تعالى وأن الذي نقرأ في المصاحف ويكتب فيها ليس شيء منها كلام الله وأن كلام الله تعالى الذي لم يكن ثم كان ولا يحل لأحد أن يقول إنما قلنا أن كلام الله تعالى لا يزايل الباري ولا يقوم بغيره ولا يحل في الأماكن ولا ينتقل ولا هو حروف موصولة ولا بعضه خير من بعض ولا أفضل ولا أعظم من بعض ( قلت : هذا بناء على أصلهم أنه معنى واحد ) وقالوا لم يزل الله تعالى قائلاً لجهنم: " هل امتلأت " وقائلاً للكفار " اخسؤا فيها ولا تكلمون " ولم يزل تعالى قائلاً لكل ما أراد تكوينه كن.


قال أبو محمد: وهذا كفر مجرد بلا تأويل ( أي بلازم قولهم ) وذلك أننا نسألهم عن القرآن أهو كلام الله أم لا؟ فإن قالوا ليس هو كلام الله كفروا بإجماع الأمة ، وإن قالوا بل هو كلام الله سألناهم عن القرآن أهو الذي يتلى في المساجد ويكتب في المصاحف ويحفظ في الصدور؟ أم لا؟! فإن قالوا لا كفروا بإجماع الأمة، وإن قالوا نعم تركوا قولهم الفاسد وأقروا أن كلام الله تعالى في المصاحف ومسموع من القراء ومحفوظ في الصدور كما يقول جميع أهل الإسلام.


اهـ



قلت :


رحم الله ابن حزم فلقد كان من أذكياء العالم



عقيدة الأشاعرة في القدر
..
بداية نقول
الأشاعرة مذبهم في القدر جبري
وبيان ذلك أن الجبرية تقول أن أفعال العباد إنما تتم بقدرة الله تعالى دون قدرة من العباد عليها
وخالفهم القدرية إذ قالوا بل تتم بقدرة من العباد دون قدرة من الله عليها
تعالى الله عن قوليهما
وأما الأشاعرة فقالوا
للعباد قدرة غير مؤثرة في أفعالهم ( أي وجودها كعدمها )
وإن الله تعالى يخلق الفعل عند وجود القدرة عليه ، وليس بسببها
وهذا بخلاف ما عليه أهل السنة
أن الله يخلق أفعال العباد بسبب قدرتهم وإرادتهم
فأهل السنة يجعلون أفعال العباد بالنسبة لقدرتهم كالابن بالنسبة لأبويه ، فقد كانا سببًا في إيجاده
وأما الأشاعرة فيجعلونها كالابن بالنسبة لأخيه لا تأثير لأحدهما على الآخر

ومثال ذلك أن أهل السنة يقولون أن الله خلق الإحراق بسبب النار
وأما الأشاعرة فيقولون خلق الإحراق عند وجود النار ، فأما النار فليست سببًا للإحراق

وهذا بعينه هو مذهب الجبرية ، ولكن مع نوع من التزيين والتستر

ولذلك فالأشاعرة ينفون أن يكون لله تعالى حكمة في أفعاله أصلاً
لأنها ناشئة عن القدرة المجردة لله تعالى ( وقد قدمنا أنهم يؤمنون بسبع صفات فقط )
وأيضًا ينكرون الأسباب جملة إذ العبد لا قدرة له على فعله

نذكر بهذا النقل لابن تيمية وقد نقلناه آنفًا




قال رحمه الله :



والأشعرية الأغلب عليهم أنهم مرجئة في باب الأسماء والأحكام ، جبرية في باب القدر ، وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم



اهـ




أخشى أن يأتي جاهل ويقول أن المرجئة والجبرية من أهل السنة والجماعة



زمن العجايب !!!

GHOUAR
28-02-2009, 04:16 PM
تابع عقيدة الأشاعرة في القدر
..
الأشاعرة وإنكار الحكمة الإلهية


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

والجهمية تنكر أن يكون في الفعل حكمة أصلا في نفسه ولا في نفس الأمر ، بناء على أصلهم أنه لا يأمر لحكمة ، وعلى أن الأفعال بالنسبة إليه سواء ليس بعضها حسنا وبعضها قبيحا ( أي أن الله تعالى يرضى بالكفر كما يرضى بالإيمان وسيأتي بيان ذلك لاحقًا إن شاء الله ) ، وكلا الأصلين قد وافقتهم عليه الأشعرية ومن اتبعهم من الفقهاء كأصحاب الشافعي ومالك وأحمد وغيرهم ، وهما أصلان مبتدعان ؛ فإن مذهب السلف والأئمة أن الله يخلق لحكمة ويأمر لحكمة ، ومذهب السلف والأئمة أن الله يحب الإيمان والعمل الصالح ويرضى ذلك ولا يحب الكفر والفسوق والعصيان ؛ وإن كان قد شاء وجود ذلك وقد بسط هذا في موضع آخر .



وقال رحمه الله :

فصل وقوله : ** هو العزيز الحكيم } إثبات لعزته وحكمته ، وفيها رد على الطائفتين الجبرية والقدرية ؛ فإن الجبرية - أتباع جهم - ليس له عندهم في الحقيقة حكمة ؛ ولهذا لما أرادت الأشعرية أن تفسر حكمته فسروها إما بالقدرة وإما بالعلم وإما بالإرادة . ومعلوم أنه ليس في شيء من ذلك إثبات لحكمته ؛ فإن القادر والعالم والمريد قد يكون حكيما وقد لا يكون ، والحكمة أمر زائد على ذلك ، وهم يقولون : إن الله لا يفعل لحكمة ، ويقولون أيضا : الفعل لغرض إنما يكون ممن ينتفع ويتضرر ويتألم ويلتذ ؛ وذلك ينفى عن الله .


والمعتزلة أثبتوا أنه يفعل لحكمة . وسموا ذلك غرضا : هم وطائفة من المثبتة ؛ لكن قالوا : الحكمة أمر منفصل عنه لا يقوم به كما قالوا في كلامه وإرادته ؛ فاستطال عليهم المجبرة بذلك فقالوا : الحكيم من يفعل لحكمة تعود إلى نفسه فإن لم تعد إلى نفسه لم يكن حكيما ؛ بل كان سفيها . فيقال للمُجْبرة : ما نفيتم به الحكمة هو بعينه حجة من نفى الإرادة من المتفلسفة ونحوهم قالوا : الإرادة لا تكون إلا لمن ينتفع ويتضرر ويتألم ويلتذ ، وإثبات إرادة بدون هذا لا يعقل ، وأنتم تقولون : نحن موافقون للسلف وسائر أهل السنة على إثبات الإرادة فما كان جوابا لكم عن هذا السؤال فهو جواب سائر أهل السنة لكم حيث أثبتم إرادة بلا حكمة يراد الفعل لها . وقد بسط هذا في غير هذا الموضع وبين ما في لفظ هذه الحجة من الكلمات المجملة . والله أعلم .



قال العلامة الألوسي رحمه الله في تفسيره :

** لّيَغْفِرَ لَكَ الله } مذهب الأشاعرة القائلين بأن أفعاله تعالى لا تعلل بالاغراض أن مثل هذه اللام للعاقبة أو لتشبيه مدخولها بالعلة الغائية في ترتبه على متعلقها ، وترتب المغفرة على الفتح من حيث أن فيه سعيا منه صلى الله عليه وسلم في إعلاء كلمة الله تعالى بمكابدة مشاق الحروب واقتحام موارد الخطوب؛ والسلف كما قال ابن القيم وغيره يقولون بتعليل أفعاله عز وجل ، وفي «شرح المقاصد» للعلامة التفتازاني أن من بعض أدلتهم أي الأشاعرة ومن وافقهم على هذا المطلب يفهم أنهم أرادوا عموم السلب ومن بعضها أنهم أرادوا سلب العموم ، ثم قال : الحق أن بعض أفعاله تعالى معلل بالحكم والمصالح وذلك ظاهر والنصوص شاهدة به ، وأما تعميم ذلك بأنه لا يخلو فعل من أفعاله سبحانه من غرض فمحل بحث ، وذكر الأصفهاني في «شرح الطوالع» في هذه المسألة خلافاً للمعتزلة وأكثر الفقهاء ،


وأنا أقول بما ذهب إليه السلف لوجود التعليل فيما يزيد على عشرة آلاف آية وحديث والتزام تأويل جميعها خروج عن الانصاف ، وما يذكره الحاضرون من الأدلة يدفع بأدنى تأمل كما لا يخفى على من طالع كتب السلفيين عليهم الحرمة .

عقيدة الأشاعرة الجبرية وإنكار الأسباب جملة
..

قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله :
ذهبت الأشعرية إلى إنكار الطبائع جملة وقالوا ليس في النار حر ولا في الثلج برد ولا في العالم طبيعة أصلاً و قالوا إنما حدث حر النار جملة وبرد الثلج عند الملامسة ( هم لا يقولون بسبب الملامسة ولكن عندها فالأسباب عندهم مقترنة بالنتيجة دون تأثير منها ) قالوا ولا في الخمر طبيعة إسكار ولا في المني قوة يحدث بها حيوان ولكن الله عز وجل يخلق منه ما شاء وقد كان ممكنا أن يحدث من مني الرجال جملا ومن مني الحمار إنسانا ومن زريعة الكزبر نخلا.
قال أبو محمد: ما نعلم لهم حجة شغبوا بها في هذا الهوس أصلاً وقد ناظرت بعضهم في ذلك ( هذا لئلا يشغب البعض بأن هذا افتراء على الأشاعرة ) فقلت له إن اللغة التي نزل بها القرآن تبطل قولكم لأن من لغة العرب القديمة ذكر الطبيعة والخليقة والسليقة والبحيرة والغريزة والسجية والسيمة والجِبِلة بالجيم ولا يشك ذو علم في أن هذه الألفاظ استعملت في الجاهلية وسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكرها قط ولا أنكرها أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا أحد ممن بعدهم حتى حدث من لا يعتد به


وقال رحمه الله :
وقال الباقلاني في كتابه المعروف بالانتصار في القرآن معنى قول الله تعالى " لا يرضى لعباده الكفر " وقوله تعالى " لا يحب الفساد " إنما معناه لا يحب الفساد لأهل الصلاح ولا يرضى لعباده المؤمنين أن يكفروا ولم يرد أنه لا يرضاه لأحد من خلقه ولا يحبه لأحد منهم ثم قال وإن كان قد أحب ذلك ورضيه لأهل الكفر والفساد. ( تأمل العقيدة الجبرية فمن كفر أو أفسد فقد فعل ما يحبه الله ويرضاه ، وهذا من فساد عقيدة الأشاعرة ، فإنهم خلطوا بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية لله تعالى )
قال أبو محمد: وهذا تكذيب لله تعالى مجرد ، ثم أيضاً أخبر بأن الكفار فعلوا من الكفر أمراً رضيه الله تعالى منهم وأحبه منهم فكيف يدخل هذا في عقل مسلم مع قوله تعالى " اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " واعجبوا لظلمة جهله


وقال رحمه الله :
قال أبو محمد : وذهب الباقلاني وسائر الأشعرية إلا أنه ليس في النار حر ولا في الثلج برد ولا في الزيتون زيت ولا في العنب عصير ولا في الإنسان دم ، وهذا أمر ناظرنا عليه من لاقيناه منهم ، والعجب كل العجب قولهم هذا التخليط وإنكارهم ما يعرف بالحواس وضرورة العقل ثم هم يقولون مع هذا أن للزجاج والحصا طعماً ورائحة وأن لقشور العنب رائحة وأن للفلك طعماً ورائحة وهذا إحدى عجائب الدنيا. ( أي يمكنك على عقيدة الأشاعرة أن ترى صوت الإنسان وتسمع طعم التفاح وتشم حر النار ؛ ولذلك فهم يقولون أن جبريل أمكنه أن يسمع كلام الله الذي هو المعنى فقط دون الصوت )
قال أبو محمد: وما وجدنا لهم في ذلك حجة غير دعواهم أن الله تعالى خلق كل حر نجده في النار عند مسنا إياها وكذلك خلق البرد في الثلج عند مسنا إياه وكذلك خلق الزيت عند عصر الزيتون والعصير عند عصر العنب والدم عند القطع والشرط. ( كل هذا يخالفون فيه أهل السنة ؛ فإن أهل السنة يقولون أن الله خلق الحر بسبب مس النار والبرد بسبب مس الثلج وهكذا ، وأما الأشاعرة فيزعمون أن الحر خلق عند مس النار ولكن بلا تأثير من المس )
قال أبو محمد : فإذا تعلقوا من هذا بحواسهم فمن أين قالوا أن للزجاج طعماً ورائحة للفلك طعماً ورائحة ، وهذا موضع تشهد الحواس بتكذيبهم في أحدهما ولا تدرك الحواس الآخر ، ويقال لهم لعل الناس ليس في الأرض منهم أحد وإنما خلقهم الله عند رؤيتكم لهم ولعل بطونكم لا مضارين فيها ورؤوسكم لا أدمغة فيها لكن الله عز وجل خلق كل ذلك عند الشدخ والشق . ( وهذا من ذكاء ابن حزم وقوة حجته رحمه الله )
قال أبو محمد: وقول الله تعالى يكذبهم إذ قال تعالى " يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم " فلولا أن النار تحرق بحرها ما كان يقول الله عز وجل " قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون " ، فصح أن الحر في النار موجود ، وكذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نار جهنم أشد حراً من نارنا هذه سبعين درجة ، وقال تعالى " وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين " فأخبر أن الشجرة تنبت بها ( أي حصل الإنبات بهذه الشجرة لا عندها فقط ) و قال تعالى " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً " فصح أن السكر والعصير الحلال مأخوذ من الثمر والأعناب ولو لم يكونا فيهما ما أخذا منهما ، وقد أطبقت الأمة كلها على إنكار هذا الجنون وعلى القول هذا أحلى من العسل وأمر من الصبر وأحر من النار ونحمد الله على السلامة.
..


قال العلامة الألوسي رحمه الله :
وقال الأشاعرة : الأسباب في الحقيقة ملغاة وعلى هذا قول شيخهم يجوز لأعمى الصين أن يرى بقعة أندلس ، ومذهب السلف أنها معتبرة وإن لم يتوقف عليها فعل الله تعالى عقلا وتحقيق هذا المطلب في محله .


وقال رحمه الله :
وعندي أن الآية إن استدل بها على شيء من بحث خلق الأفعال فليستدل بها على أن للعباد قدرةً مؤثرة بإذن الله تعالى لا بالاستقلال ( قدرة مستقلة أي بلا تأثير ) كما عقدت عليه خنصر عقيدتي ، لا أنهم ليس لهم قدرة أصلاً ، بل جميع أفعالهم كحركة المرتعش كما يقوله الجبرية إذ الضرورية تكذبه ، ولا أن لهم قدرة غير مؤثرة أبداً كاليد المشلولة كما هو الشائع من مذهب الأشاعرة إذ هو في المآل كقول الجبرية ، وأي فرق بين قدرة لا أثر لها وبين عدم القدرة بالكلية إلا بما هو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .


وقال رحمه الله :
وأما ما ذكره المفسرون من أن إسناد الختم إليه تعالى باعتبار الخلق فمسلم لا كلام لنا فيه ، وأما إن الذم باعتبار كون ذلك مسبباً عما كسبه الكفار الخ فنقول فيه : إن أرادوا بالكسب ما شاع عند الاشاعرة من مقارنة الفعل لقدرة العبد من غير تأثير لها فيه أصلاً وإنما المؤثر هو الله تعالى فهو مع مخالفته لمعنى الكسب وكونه ** كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظمان مَاء حتى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً } لا يشفى عليلاً ولا يروى غليلاً ، إذ للخصم أن يقول أي معنى لذم العبد بشيء لا مدخل لقدرته فيه إلا كمدخل اليد الشلاء فيما فعلته الأيدي السليمة ، وحينئذ يتأتى ما قاله الصاحب بن عباد في هذا الباب : كيف يأمر الله تعالى العبد بالإيمان وقد منعه منه وينهاه عن الكفر وقد حمله عليه ، وكيف يصرفه عن الإيمان ثم يقول : ** أنى يُصْرَفُونَ } ويخلق فيهم الإفك ثم يقول : ** أنى تُؤْفَكُونَ } وأنشأ فيهم الكفر ثم يقول ** لِمَ تَكْفُرُونَ } وخلق فيهم لبس الحق بالباطل ثم يقول : ** لم تَلْبِسُواْ الحق بالباطل } وصدهم عن السبيل ثم يقول : ** لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله } وحال بينهم وبين الإيمان ثم قال : ** وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ ءامَنُواْ } وذهب بهم عن الرشد ثم قال : ** فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } وأضلهم عن الدين حتى أعرضوا ثم قال : ** فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ } فإن أجابوا بأن لله أن يفعل ما يشاء ولا يتعرض للاعتراض عليه المعترضون ** لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ } قلنا لهم : هذه كلمة حق أريد بها باطل وروضة صدق ولكن ليس لكم منها حاصل ؛ لأن كونه تعالى لا يسأل عما يفعل ليس إلا لأنه حكيم لا يفعل ما عنه يسأل ( وعقيدة الأشاعرة أن الله لا يسال عما يفعل مع نفي الحكمة عن الله تعالى كما قدمنا فأي افتراء على الله فوق هذا أن يفعل شيئًا عبثًا ) ، وإذا قلتم لا أثر للقدرة الحادثة في مقدورها كما لا أثر للعلم في معلومه فوجه مطالبة العبد بأفعاله كوجه مطالبته بأن يثبت في نفسه ألواناً وإدراكات وهذا خروج عن حد الاعتدال إلى التزام الباطل والمحال ، وفيه إبطال الشرائع العظام ورد ما ورد عن النبيين عليهم الصلاة والسلام .

وقال رحمه الله :
وإليه ذهب الأشاعرة فالماء كالنار عندهم في أنه ليس فيه قوة الري مثلاً ، والنار كالماء في أنها ليس فيها قوة الإحراق ، وإنما الفرق بينهما في أن الله تعالى قد جرت عادته أن يخلق الري عند شرب الماء والإحراق عند مسيس النار دون العكس . وزعموا أن من قال : إن في شيء من الأسباب قوة تأثير أودعها الله تعالى فيه فهو إلى الكفر أقرب منه إلى الايمان وهو لعمري من المجازفة بمكان . ( وهذا تكفير من الأشاعرة لكل من قال بقول السلف بل للسلف أنفسهم )

وقال رحمه الله :
** وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ } أي ما كان سبحانه مريداً لظلمهم وذلك بأن يعاقبهم من غير جرم لأنه خلاف ما تقتضيه الحكمة .
وفي أنوار التنزيل أي ما كان سبحانه ليعاملهم معاملة الظالم فيعاقبهم بغير جرم إذ ليس ذلك من سنته عز وجل ، ويفيد أنه لو وقع منه تعالى تعذيبهم من غير جرم لا يكون ظلماً لأنه تعالى مالك الملك يتصرف به كما يشاء فله أن يثيب العاصي ويعذب المطيع ، وهذا أمر مشهور بين الأشاعرة ، والكلام في تحقيقه يطلب من علم الكلام . ( وهذا كلام فاسد واعتقاد باطل وهو مبني على ما قدمناه عنهم من نفي الحكمة عن الله ، ونفي قدرة العباد وتعلق أفعالهم بالأسباب ، فكل من فعل فعلاً فهو بلا قدرة أي مجبور عليه ، فلله تعالى أن يعذب المطيع وأن يثيب العاصي لأن كلاهما لم يفعل بقدرته ولا بإرادته ، تعالى الله عن هذا الإفك والبهتان )


عقيدة الأشاعرة الإرجائية في الإيمان
..

نُذكر أولاً بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
والأشعرية الأغلب عليهم أنهم مرجئة في باب الأسماء والأحكام ، جبرية في باب القدر ، وأما في الصفات فليسوا جهمية محضة بل فيهم نوع من التجهم

وقال رحمه الله :
والكفر : عدم الإيمان ؛ باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به ، أو لم يعتقد شيئا ولم يتكلم .

ولا فرق في ذلك بين مذهب أهل السنة والجماعة الذين يجعلون الإيمان قولا وعملا بالباطن والظاهر ؛ وقول من يجعله نفس اعتقاد القلب كقول الجهمية وأكثر الأشعرية ، أو إقرار اللسان كقول الكرامية ؛ أو جميعها ( أي اعتقاد القلب ونطق اللسان دون عمل القلب والجوارح ) كقول فقهاء المرجئة وبعض الأشعرية ، فإن هؤلاء مع أهل الحديث وجمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنبلية ؛ وعامة الصوفية ؛ وطوائف من أهل الكلام من متكلمي السنة ؛ وغير متكلمي السنة من المعتزلة والخوارج ؛ وغيرهم : متفقون على أن من لم يؤمن بعد قيام الحجة عليه بالرسالة فهو كافر سواء كان مكذبا ؛ أو مرتابا ؛ أو معرضا ؛ أو مستكبرا ؛ أو مترددا ؛ أو غير ذلك .

وقال رحمه الله :

ثم قالت الخوارج : فيكون العاصي كافرا ؛ لأنه ليس إلا مؤمن وكافر ، ثم اعتقدوا أن عثمان وعليا وغيرهما عصوا ، ومن عصى فقد كفر ؛ فكفروا هذين الخليفتين وجمهور الأمة .
وقالت المعتزلة بالمنزلة بين المنزلتين إنه يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر .
وقابلتهم المرجئة والجهمية ومن اتبعهم من الأشعرية والكرامية . فقالوا : ليس من الإيمان فعل الأعمال الواجبة ولا ترك المحظورات البدنية والإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان ؛ بل هو شيء واحد يستوي فيه جميع المؤمنين : من الملائكة والنبيين والمقربين والمقتصدين والظالمين .
ثم قال فقهاء المرجئة : هو التصديق بالقلب واللسان
وقال أكثر متكلميهم : هو التصديق بالقلب وقال بعضهم : التصديق باللسان . قالوا : لأنه لو دخلت فيه الواجبات العملية لخرج منه من لم يأت بها كما قالت الخوارج
ونكتة هؤلاء جميعهم توهمهم أن من ترك بعض الإيمان فقد تركه كله .
وأما أهل السنة والجماعة من الصحابة جميعهم والتابعين وأئمة أهل السنة وأهل الحديث وجماهير الفقهاء والصوفية مثل مالك والثوري والأوزاعي وحماد بن زيد والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم ومحققي أهل الكلام فاتفقوا على أن الإيمان والدين قول وعمل ، هذا لفظ السلف من الصحابة وغيرهم ، وإن كان قد يعني بالإيمان في بعض المواضع ما يغاير العمل ؛ لكن الأعمال الصالحة كلها تدخل أيضا في مسمى الدين والإيمان ويدخل في القول قول القلب واللسان وفي العمل عمل القلب والجوارح .


"ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"

أنس الجزائري
01-03-2009, 01:06 AM
http://www.s7r.net/up/uploads/a8b3c8cfcf.gif

عبد الله ياسين
01-03-2009, 01:52 AM
الاخ الفاضل :icer
اقامة الحجة وتبليغ الامانة واداء الحق
موقف ابن تيمية من الأشاعرة
هذا كتاب ضخم حول موضوع مهم لكل مسلم

http://www.zshare.net/download/53153238334a4ed8/ http://montada.echoroukonline.com/images/misc/progress.gif

كتاب لا يتّسم البتة بالنزاهة في البحث العلمي ! و هذا أكبر خرق للمنهجية العلمية ؛ فهل نأخذ بأقوال المُتّهِم في المُتَّهَم بمعزلٍ عن أدلّة الإدانة ؟!!!

فالكاتب يأخذ أقوال الأشاعرة من خصومهم ! فعوض أن يرجع الى المنبع أي مصنّفات القوم أنفسهم راح يبني قصراً على الماء و يفرّع أحكامًا جزافية بناءً على كلام ابن تيمية في الأشاعرة و هل ابن تيمية هو الميزان الشرعي الذي يتبيّن به الخبيث من الطيّب ؟!!!

ثمّ إنّ ابن تيمية قد ردّ عليه أهل العلم في كذا مسألة عقدية خالف فيها الحقّ و اتبعّ فيها مذاهب الفلاسفة الباطلة و التي ذمّها في كتاباته و للأسف صرّح بها في مُعتقداته بل و راح ينسبها للسّلف !!! ؛ كقوله بقدم النّوعي للعالم أي اثبات حوادث لا أوّل لها !!! ؛ و العلّة الأرسطاطاليسية - على تناقض في كلامه ! - !!! ؛ و غيرها من الشواذ !!!

و لنكتفي بمثال واحد :

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح :
قَوْله ( كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْء قَبْله ) ‏
تَقَدَّمَ فِي بَدْء الْخَلْق بِلَفْظِ " وَلَمْ يَكُنْ شَيْء غَيْره " وَفِي رِوَايَة أَبِي مُعَاوِيَة " كَانَ اللَّه قَبْل كُلّ شَيْء " وَهُوَ بِمَعْنَى " كَانَ اللَّه وَلَا شَيْء مَعَهُ " وَهِيَ أَصَرْح فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ أَثْبَتَ حَوَادِث لَا أَوَّل لَهَا مِنْ رِوَايَة الْبَاب , وَهِيَ مِنْ مُسْتَشْنَع الْمَسَائِل الْمَنْسُوبَة لِابْنِ تَيْمِيَةَ , وَ وَقَفْت فِي كَلَام لَهُ عَلَى هَذَا الْحَدِيث يُرَجِّح الرِّوَايَة الَّتِي فِي هَذَا الْبَاب عَلَى غَيْرهَا , مَعَ أَنَّ قَضِيَّة الْجَمْع بَيْن الرِّوَايَتَيْنِ تَقْتَضِي حَمْل هَذِهِ عَلَى الَّتِي فِي بَدْء الْخَلْق لَا الْعَكْس , وَالْجَمْع يُقَدَّم عَلَى التَّرْجِيح بِالِاتِّفَاقِ.انتهى

و قد ردّ عليه في هذه المسألة الإمام السبكي و كذالك الإمام الإخميمي في رسالة خاصة : " الرد على ابن تيمية في مسألة حوادث لا أول لها " و خلقٌ كثير...

و كلام ابن تيمية في هذه المسألة تجده في كذا مصنّفاته كـ : " نقد مراتب الإجماع " و غيره !!!

و لهذا انتقده بعد أن أثنى عليه تلميذه الحافظ الذهبي في رسالته " زغل العلم و الطلب " حيث قال فيه ما نصّه :
و قد رأيت ما آل أمره - أي ابن تيمية - من الحطّ عليه و الهجر و التضليل و التكفير و التكذيب بحقّ و بباطل فقد كان قبل أن يدخل في هذه الصناعة - يقصد الفلسفة الباطلة - منوّراً مُضيئًا على محياه سيّما السلف ثم صار مُظلمًا مكسوفًا.انتهى

و في كتب التاريخ و التراجم المزيد من التفاصيل ...

فكيف نجعلُ من مُعتقادات ابن تيمية - غفر الله له - الباطلة فيصلاً للتفرقة بين الإيمان و الزندقة ؛ فتأمّل !

GHOUAR
01-03-2009, 02:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكور اخوي انس الجزائري
فإنك لو تمعنت في حال الاشاعرة إذا قلت لهم :
قال الله ، قال رسوله ، قال الصحابة ، هم أولوا العرفان والمعرفة

لقالوا لك : قال الأخطل والاخطل عندي عمدةُ الأقوال

فإنهم إذا قال لهم اهل السنة ، الله متكلم ، ودليلنا , قال سبحانه : { وكلم الله موسى تكليما } ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ) .
قال الاشاعرة : بل الله لا يتكلم ، ودليلنا ؛ قال الأخطل :
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل ...... اللسان على الفؤاد دليلا

وإذا قال لهم اهل السنة ، الله استوى على عرشه ، ودليلنا ؛ قال سبحانه { الرحمن على العرش استوى } ، وقال صلى الله عليه وسلم ( وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك )
قال الاشاعرة ، بل الله استولى على العرش ، ودليلنا ؛ قال الاخطل:
قد استوى بشر على العراق ...... من غير سيف أو دم مهراق

فيا لله والعجب ، يتركون كتاب الله وسنة رسوله ، بدعوى انها آحاد ، أو غير قطعية الثبوت ولا قطعية الدلالة ثم يستدلون قول شاعر نصراني ملعون ، اسمه الاخطل
أيترك قول الله وقول رسوله واجماع السلف ، ويؤخذ بقول شاعر نصراني ؟!
فمن هو المتبوع الذي يؤخذ بقوله في الدين ، أهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، أم نبي الاشاعرة الاخطل النصراني

وهذا يذكرني بقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.

قبحا لمن نبذ القرآن وراءه ######### و إذا استدل يقول قال الأخطل

بذرة خير
01-03-2009, 02:38 AM
عقيدة الأشاعرة باطلة ولا تصلح ولها مفاسد في الدنيا والآخرة على من يعتقدها

بذرة خير
01-03-2009, 02:59 AM
هل الأشاعرة من أهل السنة؟؟

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا,يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

أمابعد:


لقد إنتشر مذ هب الأشعرية بتسميتهم أنفسهم أهل السنة والجماعة فهل هم حقا من أهل السنة والجماعة ؟ أم لبسو البد عة بلباس السنة ؟؟ ليخذلوا الجهلاء وضعفاء العقول وهل صحيح أن أصحاب الشافعة ينتسبون إلى عقيدة الأشعرية سيدور الموضوع حول هذه التساؤلات إن شاء الله تعالى.

مراحل مذهب أبي الحسن الأشعري:

قال السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي المعروف بمرتضى في كتابه (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار أحياء العلوم 2/3). نقلا عن الحافظ ابن كثير:قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال أولها حال الإعتزال التى رجع عنها لا محالة والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف وهي طريقته في الإنابة التي صنّفها آخرا) أهـ .
وإذا عرفت هذا فأنا أعنى الأشعرية أتباع أبي الحسن الأشعري في مرحلته الوسطى وما أسّسه الرازي إمامهم الثاني في كتابه أساس التقديس من أتباع البيجوري واللقاني وسائر أصحاب العقائد السبعة.
جريا على ذلك أقول: الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة وبرهان ذلك:

ما خالف الأشاعرة أهل السنة من المسائل:

1- مأخذهم في الأسماء والصفات غالبيته العقل لا النقل صرح بها الرازى في [أساس التقديس في الفصل: الثاني والثلاثون] والبيجوري في [تحفة المريد ص71] ولولا ضيق الوقت لنقلته!!.
إعلم أن أصل الإنحراف عن العقيدة الصحيحة في الأسماء والصفات وُرث من الجعد بن درهم وورثها عن أبان بن سمعان وورثها أبان عن طالوت بن أخت لبيد الأصعم وورثها طالوت لبيد بن الأصعم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنظر [الحموية الكبرى ص45] و البداية والنهاية 9/350, 10/19]. فالسلسلة سلسلة يهودية شيطانية كما يظهر لك.

وقد خالفت الأشعرية أهل السنة في مسائل كثير منها:
إيجابهم النظروالإعتبار -- مقدمات وضعوها -- وأول واجب على العبد ولا يصح إيمان العامي إلاّ من جهة الإعتبار والنظر, راجع الرد على هذه المسألة في فتح الباري عند شرح حديث معاذ (حق الله على العباد ) وكذلك أنظر أيضا غير مأمور ما ذكره أبو المظفر السمعاني فيما نقل عنه أبو القاسم التيمي في كتابه الحجة في بيان المحجة (2/118).
ومما خالفوا : مسألة القرآن والقدر والإيمان حيث أنهم لم يوجبوا على الكافر إذا أراد أن يسلم أن ينطق ب[لا إله إلا الله] ذلك أن النطق عندهم ليس من الإيمان أنظر تحفة المريد للبيجوري ص28 وكذا سائر الأبواب كلها.

أقوال الأئمة والعلماء في الأشاعرة:

قال أبو العباس بن سريج شيخ الشافعية المتوفى سنة306 هجرية في عقيدته التي سأل عنها أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني: لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والمجسمة والمشبهة والكراميةبل نقبلها بها بلا تأويل ونؤ من بها بلا تمثيل ونقول الإيمان بهاواجب والقول بها سنّة وابتغاء تأويلها بد عة) كذا جاء في اجتماع الجيوش الإسلامية ص173 -174]
والشاهد في كلام ابن سريج أنّه جعل الأشعرية في عداد الفرق الضالة.
وفرق أيضا الإمام قوّام السنة أبو القاسم التيمي في كتابه الحجة بين أهل السنة والجماعة ولأشعرية في كثير من المسائل العقدية كالعلو أنظر ما قاله في (2/11 ).
وهذا يحيي ابن أبي الخير العمراني صاحب كتا ب التبيان في مذهب الشافعي فهو الذي ينقل النووي والرافعي عنه كثيرا كان شيخ الشافعية في اليمن رحمه الله تعالى قال في كتابه[الإنتصار2/564]: يقال للأشعري إذا قرأ آية من القرآن هذا قول الله أم قول البشر ؟ فإن قال قول الله فقد رجع إلى ما عليه السلف وأهل الحق وإن قال: بل هو قول البشر قلنا عن ذلك بأجوبة)أهـ. ومحل الشاهد أنه فرق بين أهل الحق والأشعرية.
وقال رحمه الله في(2/595): والأشعرية قدموا رجلا إلى الإعتزال ووضعوها حيث وضعت المعتزلة أرجلهم وأمّوا بالرجل الأخرى إلى حيث وضع أهل الحديث أرجلهم)أهـ.
وقال أيضا رحمه الله :2/648] وأقوال الأشعرية مثبتة على أصول المعتزلة لأن أباالحسن كان معتزليا) أهـ.

وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في كتابه جامع بيان العلم وفضله تحت باب : مايكره فيه المناظرة والجدال والمراء" وقال [أبوعبد الله المعروف بابن خويز] في كتاب الشهادات في كتابه الخلاف في تأويل قول مالك " لاتجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء" قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري) إنتهى.
قلت: هذا ردّ صارم على السبكي الإبن حيث يقول في كتابه [معيد النعم ومبيد النقم ص 75]: برأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلاّ أشعريا عقيدة) . وهو معروف بتعصبه الزائد للأشاعرة فياترى هل الدنيا كلّها كانت مصر والشام؟؟! وهل القرن الثامن كان مقياس المالكية؟؟!!.

أقول: قد كثر عند كثيرممن لا تحقيق عندهم أن ينسبوا الأشعرية للشافعية ومن تتبّع أصحاب الشافعي يجد أن لهم أيادى بيضاء في الدفاع عن العقيد ة الصحيحة التى كان عليها سلف هذه الأمة فالمزني له رسالة سماه شرح السنة بيّن فيها عقيدته وهي مطبوعة متداولة ,وألّف أبو بكر الإسماعلي [إعتقاد أهل السنة والجماعة] والإمام الصابوني [عقيدة السلف أصحاب الحديث] وأبو القاسم التيمي [الحجّة في بيان المحجة] وكذلك ألّف جماعة من الشافعية كتبا في التوحيد كإمام الأئمة إبن خزيمة واللأ لكائي ويحيي العمراني وللشيرازي طريقة يميّز فيها الأشعرية عن أصحاب الشافعية راجع اللمع في أصول الفقه.

قال الشيخ أبو الحسن الكرجي الشافعي : ولم يزل الإئمة يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه) إنتهى كلامه ,أنظر درء تعارض العقل والنقل (2/95)وأثنى الحافظ ابن كثير على الكرجي حيث قال:إنه يذكر فيه مذاهب السلف في باب الإعتقاد ويحكى فيه أشياء غريبة حسنة)[البداية والنهاية 12/717 أخبار سنة 532 اهـ].

تنبيه:
إعلم أن من وافق الأشعرية في بعض المسائل لا يقال : إنه أشعري بمجرد الموافقة مالم يتبين أصولهم وهناك أئمّة رسخت أقدامهم في العلم وافقوا الأشاعرة في بعض المسائل تأ خرت وقتهم بنسبة للقرون المفضلة كالإمام النووي وابن حجر وغيرهم.

وفي الختام:
هذا جمع ميسّر جمعته من بعض كتب أهل العلم على عجل في ما يتعلق بفرقة الأشعرية فأرجوا ممن سلك مسلك الإنصاف وتنكّب عن طريق الإعتساف أن يستر أخطائى ويجرّ قلم الإصلاح على زلاّتى وأسأل الله سبحانه أن يرزقني الإخلاص وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم وأن لا يخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

كتبه / جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي.
في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 1429 من هجرة سيد المرسلين.

عبد الله ياسين
01-03-2009, 03:31 AM
عقيدة الأشاعرة باطلة ولا تصلح ولها مفاسد في الدنيا والآخرة على من يعتقدها

هراء و هرطقة يُحسنها - للأسف !- حتى صبيان الشوارع !

لعمري من هي العقائد الفاسدة :

من ينزّه الله عن المكان لأنّ الله غنيٌّ عن خلقه ؛ أمّن ينسب للعقيدة الإسلامية أنّ : ((( الله فوق العالم و العالم لم يُخلق بعد !!!))) ؟!!!

من ينزّه الله عن الجهة لأنّ الله غنيٌّ عن خلقه ؛ أمّن ينسب للعقيدة الإسلامية أنّ : ((( الله في " جهة فوق " و " جهة فوق " مخلوقة !!!))) ؟!!!

من يُقرّر ما قاله القرآن [ سورة الرعد: 16 ]: { اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } صدق الله العظيم ، أمّن ينسب للعقيدة الإسلامية أنّ ((( الجهة منها ما هو " مخلوق موجود " و منها ما هو " معدوم غير موجود !!! " يحلّ فيه الخالق واجب الوجود !!!))) ؟!!!
...

فإن كنت تعتقدُ يا مسكين أنّ عقيدة الإسلام مبنية على مثل هذه هذه التناقضات في نفس المحل و الترهات الباطلة شرعًا و عقلاً ؛ فقد مات فهمك و غلب عليك وهمك وعليك أن تراجع عقلك !

عبد الله ياسين
01-03-2009, 04:53 AM
هل الأشاعرة من أهل السنة؟؟


سؤالك المغلوط يمكن صياغته بالمطابقة في علم الرياضيات كما يلي :

( الواقع ) --> كلّ شرّاح صحيح البخاري و صحيح مسلم ؛ أشاعرة

( أدعياء السلفية ) ----> ((( " هل الأشاعرة من أهل السنة ؟؟ " !!!)))؟!!!

( النتيجة ) ------> ((( هل شرّاح صحيح البخاري : كالحافظ ابن حجر العسقلاني و شرّاح صحيح مسلم : كالإمام النووي ؛ من أهل السنة !!!))) ؟!!!!!!

استعير هنا مقولة سيّدنا الإمام مالك : السؤال عنه بدعة !!!

إذاً : هي بدعة من بدع السلفية المُعاصرة !

أبو عبد الرحمن2
01-03-2009, 05:10 AM
سؤالك المغلوط يمكن صياغته بالمطابقة في علم الرياضيات كما يلي :

( الواقع ) --> كلّ شرّاح صحيح البخاري و صحيح مسلم ؛ أشاعرة

( أدعياء السلفية ) ----> ((( " هل الأشاعرة من أهل السنة ؟؟ " !!!)))؟!!!

( النتيجة ) ------> ((( هل شرّاح صحيح البخاري : كالحافظ ابن حجر العسقلاني و شرّاح صحيح مسلم : كالإمام النووي ؛ من أهل السنة !!!))) ؟!!!!!!

استعير هنا مقولة سيّدنا الإمام مالك : السؤال عنه بدعة !!!

إذاً : هي بدعة من بدع السلفية المُعاصرة !


أنت مخطئ يا عبد الله

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين(الحافظ ابن حجر والنووي ) وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟
الجواب:لا، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل له كيان في الأسماء والصفات والإيمان وأحوال الآخرة.


فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين، لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.

عبد الله ياسين
01-03-2009, 05:40 AM
قال السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي المعروف بمرتضى في كتابه (إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار أحياء العلوم 2/3). نقلا عن الحافظ ابن كثير:قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال أولها حال الإعتزال التى رجع عنها لا محالة والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف وهي طريقته في الإنابة التي صنّفها آخرا) أهـ .
...

أوّلاً : فيما يخصّ مرور الأشعري بثلاث مراحل و نقل الحافظ ابن كثير ؛ فكحّل مُقلتيك بالموضوع : معتقد الآشاعرة وأثره السيء على المجتمعات الإسلامية (http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=479239&postcount=31)

ثانيًا : أمّا استشهادك بكلام الإمام الحافظ المرتضى الزّبيدي !
فاعلم أنّه - رحمه الله - يقول في تحفته [ " إتحاف السّادة المتّقين بشرح احياء علوم الدّين " ؛ الجزء الثاني صفحة 6 ] : إذا أطلق: " أهل السنّة و الجماعة " فالمرادُ بهم : الأشاعرة و الماتريدية.انتهى

و قال رحمه الله تعالى [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 7 ] :
و ليُعلم أنّ كلاًّ من الإمامين أبي الحسن - يقصد الأشعري - و أبي منصور - يقصد الماتريدي - رضي الله عنهما و جزاهما عن الإسلام خيراً لم يبدعا من عندهما رأياً و لم يشتقّا مذهباً إنما هما مُقرّران لمذاهب السلف مناضلان عما كانت عليه أصحاب رسول الله.انتهى

وقال أيضاً [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 86 ] :
و المراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة : المحدثون و الصوفية و الأشاعرة و الماتريدية.انتهى

وقال أيضاً حاكيًا عن أسود السنة السادة الأشاعرة و الماتريدية [ نفس المصدر ؛ الجزء الثاني صفحة 102 ] :
اعلم أن أهل ملة الإسلام قد أطلقوا جميعاً القول بأن صانع العالم لا يشبه شيئاً من العالم، وأنه ليس له شبه ولا مثل ولا ضدّ، وأنه سبحانه موجود بلا تشبيه ولا تعطيل، ثم اختلفوا بعد ذلك فيما بينهم، فمنهم من اعتقد في التفصيل ما يوافق اعتقاده في الجملة، ولم ينقض أصول التوحيد على نفسه بشيء من فروعه، وهم المحققون من أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث وأهل الرأي الذين تمسّكوا بأصول الدين في التوحيد والنبوّات ولم يخلطوا مذاهبهم بشيء من البدع والضلالات... وعلى ذلك أئمة الدين جميعهم في الفقه والحديث والاجتهاد في الفتيا والأحكام كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة والأوزاعي والثوري وفقهاء المدينة وجميع أئمة الحرمين وأهل الظاهر وكل من يعتبر خلافه في الفقه.

وبه قال أئمة الصفاتية المثبتة من المتكلمين كعبد الله بن سعيد القطان والحارث بن أسد المحاسبي وعبد العزيز المكي والحسين بن الفضل البجلي وأبي العباس والقلانسي وأبي الحسن الأشعري ومن تبعهم من الموحدين الخارجين عن التشبيه والتعطيل، وإليه ذهب أيضاً أئمة التصوف، كأبي سليمان الداراني وأحمد بن أبي الحواري وسري السقطي وإبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض والجنيد ورُويم والنوري والخراز والخواص ومن جرى مجراهم، دون من انتسب إليهم وهم منه بريئون من الحلولية وغيرهم، وعلى ذلك درج من سلف من أئمة المسلمين في الحديث كالزهري وشعبة وقتادة وابن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد ويحيي بن معين وعلي بن المدائني وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن يحيى التميمي وجميع الحفاظ لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين نُقل قولهم في الجرح والتعديل، والتمييز بين الصحيح والسقيم من الأخبار والآثار، وكذلك الأئمة الذين أخذت عنهم اللغة والنحو والقراءات وإعراب القرآن، كلهم كانوا على طريقة التوحيد من غير تشبيه ولا تعطيل...

و كل من يصحّ اليوم الاحتجاج بقوله في اللغة و النحو والقراءات من أئمة الدين فإنهم كلهم منتسبون إلى ما انتسب إليه أهل السنة والجماعة في التوحيد وإثبات صفـات المـدح لمعبودهم - سبحانه - ونفي التشبيه عنه.انتهى
فاحفظ كلام حفّاظ الأمة و ايّاك و تُرّهات ((( النسخ و اللّصق !!!))) يا مسكين !!!

أختُ عبد الرحمان
01-03-2009, 05:45 AM
جزاك الله خيرًا أخي Ghouar ..

أبوصلاح الدين
01-03-2009, 05:52 AM
لوعاش ابن تيمية رحمه الله في هذا الزمن ورأي الفتن المظلمة في المساجد وما سال من دماء وما رأي المسلمون من هوان وظلم وفساد لسخر علمه لتوعية الامة وحمل الهم عنها كما يفعل الداعية الفاضل المغوار عمرو خالد حفظه الله من خلال حملات صناع الحياة ومحاربة آفة المخدرات .ماهوا مثلكم منشغل بالرد علي أبي الحسن الأشعري رحمه الله .والله لستم بأفضل من فلاسفة بيزنطة يوم غزاها الغازون وفلاسفتها في خصام عنيف حول مسألة لاينفع العلم فيها ولا يضر الجهل بها (هل البيضة هي الاولي ام الدجاجة ) ونحن لانقول عن العقيدة انها علم لاينفع اوجهل لايضر. حاشا لله .ولكن كلي يقين ان هذا الجدل العقيم حول مسائل عقدية محسومة هو من باب الاجترار الممل .

عبد الله ياسين
01-03-2009, 06:20 AM
قال الشيخ أبو الحسن الكرجي الشافعي : ولم يزل الإئمة يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه) إنتهى كلامه ,أنظر درء تعارض العقل والنقل (2/95) وأثنى الحافظ ابن كثير على الكرجي حيث قال:إنه يذكر فيه مذاهب السلف في باب الإعتقاد ويحكى فيه أشياء غريبة حسنة)[البداية والنهاية 12/717 أخبار سنة 532 اهـ].


عمدة صاحب الموضوع الذي نسخت كلامه بدون تمحيص ؛ الكتاب المُتهافت " منهج الأشاعرة في العقيدة " للمدعو "سفر الحوالي" الذي جمع فيه الموقوذة و المتردّية و النّطيحة ليلبس على القرّاء و يُروّج لباطله الذي كُشف و لله الحمدُ و المنّة و منه التوفيق و العصمة.

العجيب في الأمر أنّ الدكتور "سفر الحوالي" تنكّر لشهادة و مُعتقد الأئمة الذين يعوّل عليهم و يرجع إليهم حقا في عرض مُعتقد الشافعية كالحافظ البيهقي و الشيخ أبي إسحاق الشيرازي و أبو محمد الجويني و إمام الحرمين و حجة الإسلام الغزالي و الإمام أبو بكر الشاشي و الإمام النووي و الحافظ ابن عساكر و الإمام الخطيب البغدادي و الحافظ العراقي و الحافظ ابن حجر و غيرهم من جهابذة أئمة المذهب الشافعي ؛ وراح يعتمد على كلام للكرجي لا يثبت و على فرض ثبوته فهو لا يساوي شيئًا أمام شهادة و مُعتقد هؤلاء الكبار و هم جمهور علماء الشافعية بالإجماع ؟!!!

قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي ؛ كما تجده في [ " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام " ] :
أقول : قال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى في ترجمة الكرجي : قال ابن السمعاني : وله - أي للكرجي - قصيدة بائية في السُنَّةِ شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره في الكرج، ثم قال السبكي : قلت : ثبت لنا بهذا الكلام - إن ثبت أنَّ ابن السمعاني قاله - أن لهذا الرجل قصيدة في الاعتقاد وعلى مذهب السلف موافقة للسنة، وابن السمعاني كان أشعري العقيدة، فلا يعترف بأن القصيدة على السنة ومذهب السلف إلا إذا وافقت ما يعتقد انه كذلك وهو رأي الأشعري.

إذا عرفت ذلك فاعلم أنا وقفنا على قصيدة تعزى إلى هذا الشيخ نال فيها من أهل السنة وباح بالتجسيم... إني ارتبت في أمر هذه القصيدة وصحة نسبتها إلى هذا الرجل، وغلب على ظني أنها مكذوبةٌ عليه كلُّها أو بعضها، ثم أورد السبكي الدلائل على أنَّها مكذوبةٌ فراجع كلامه (الطبقات 6/140)، فكلام السبكي هذا يدل على أن ما نقله الدكتور عن الكرجي لا يصح نسبته إليه.. وإن صح نسبة القصيدة إليه فالرجل عدوٌّ للأشاعرة لا تقبل شهادته عليهم.انتهى

و قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في رده على سفر الحوالي ؛ كما تجده في" عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين" :
ذكر الباحث قولاً منسوباً لأبي الحسن الكرجي ، وهو الفقيه الشافعي الكبير محمد بن عبد الملك الكرجي ، المتوفى سنة (532هـ) [61] ، منقولاً من كتب ابن تيمية وابن القيم ، وهما مخالفان ومخاصمان للأشاعرة ، ويجران بذلك النقل لنفسيهما نفعاً ، فهذا النقل لا يصح أن يعتمد عليه [62]

ويبدو أن الكرجي هذا رحمه الله كان قد ابتلي بمن يدس في كلامه في العقيدة ما لم يقله !!! . وما أكثر الذين كانوا يستجيزون مثل ذلك !!! .

وقد أشار السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" إلى وقوفه على قصيدة تنسب إليه في العقيدة ، وأبدى شكه في جزء منها على الأقل ، و هو المشتمل على ما يقتضي التجسيم وعلى مخالفة الأشاعرة و الطعن في الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله . ومن أهم الأسباب التي دعته للشك في ذلك الجزء منها هو قول ابن السمعاني : [ وله قصيدة بائية في السُّنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف ، تزيد على مئتي بيت ، قرأتها عليه في داره بالكرج ] . و ابن السمعاني كان أشعري العقيدة ، فلو كان فيها ما اشتمل عليه ذلك الجزء لما أثنى عليها .

ومن ذلك عنده كذلك أن بعض أبيات القصيدة شعر مقبول ، بينما بعضها الآخر في غاية الرداءة ، وهو الجزء المشتمل على تلك القبائح ، ثم إن فيها الطعن في الأشعري وأنه لم يك ذا علم ودين !!! والحال هو أنه قد اتفق الجميع على علمه ودينه وزهده وورعه [63] .

هذا وقد نقل ابن تيمية الكلام المنسوب إلى أبي الحسن الكرجي من الكتاب المسمى بـ " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول " ، ونسب الكتاب للكرجي ، وقد قال الإسنوي في ترجمة الكرجي في "طبقات الشافعية": [ وله تصانيف في الفقه والتفسير ، وله تصنيف يقال له الذرائع في علم الشرائع ] . ولم يذكر أن له كتاباً في العقيدة أو الأصول ، فربما كان هذا الكتاب منحولاً مكذوباً ، أو مقحماً فيه مثل ذلك الطعن في الأشعري والأشاعرة .

وابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ينقل ما يجده في الكتب دون أن يتحقق من صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف الذي نسب إليه ، ولما كانت حاله كذلك و وجدنا ابن السمعاني وابن السـبكي ـ وهما من كبار الأشاعرة ـ يثنيان على الكرجي ؛ تبين لنا أنه لم يثبت من الطعن في الأشاعرة عن الكرجي شيء.

هوامش :
[61] انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 6 / 137 – 147 . وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح: 1 / 215 – 217 . وطبقات الشافعية للإسنوي: 2 / 348 – 349 .
[62] انظر: التسعينية لابن تيمية: ص 238 .
[63] انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 6 / 140 – 146 .
انتهى

فتأمّل !

GHOUAR
01-03-2009, 06:25 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

فمصطلح أهل السنة له إطلاقان : عام وخاص : فالمراد بالعام ؛ ما يكون في مقابل الشيعة، فتدخل الفرق المنتسبة إلى الإسلام كالأشاعرة والماتريدية في مفهوم أهل السنة .
وعليه يصح تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة . قال شيخ الاسلام ابن تيمة - رحمه الله: فلفظ السنة يراد به من أثبت الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاّ الرافضة ... منهاج السنة 2/ 221
والمراد بالخاص ؛ ما يكون في مقابل أهل البدع ، والمقالات المحدثة ، كالشيعة ، والخوارج ، والجهمية ، والمعتزلة ، والمرجئة، والأشاعرة ، والماتريدية وغيرهم، فهؤلاء لا يدخلون في مفهوم أهل السنة بالإطلاق الخاص.
قال شيخ الإسلام : ( وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة فلا
يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله تعالى، ويقول : إن القرآن غير
مخلوق، وإن الله يرى في الآخرة ، ويثبت القدر وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة).
وإليك بعض أصول الأشاعرة والماتريدية المخالفة لمنهج السلف الصالح، أهل السنة والجماعة :
أ) مصدر التلقي عندهم هو العقل . فقد صرح أئمتهم بتقديم المعقول على المنقول ، بينما قدّم السلف المنقول على المعقول ويرون أن الوحي هو مصدر التلقي .
ب) التوحيد عندهم؛ نفي التثنية أو التعدد، ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة، أما التوحيد وما يقابله من الشرك كما هو الشأن عند السلف الصالح فليس لهم عناية به.
ج) الإيمان عندهم هو التصديق، واختلفوا في النطق بالشهادتين ،
بينما الإيمان عند السلف : قول واعتقاد وعمل .
د) فرقوا بين لفظ القرآن ومعناه، فمعناه قديم واللفظ حادث، ثم
أحدثوا ما يسمى بالكلام النفسي .. خلافا لما عليه أهل السنة
القائلين بأن القرآن كلام الله لفظا ومعنى.
ه) الأشاعرة قالوا بالكسب، ومآل القائلين به القول بالجبر، وقد
قال به بعضهم.
خلافا لما عليه السلف.
و) أنكر الأشاعرة باء السببية في القرآن.
فكل من قال بأن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر عندهم، خلافا لما عليه السلف.
ز) من لوازم التنزيه عند الأشاعرة نفي أن يكون لشيء من أفعال الله علة مشتملة على حكمة، حتى أنهم أنكروا كل لام تعليل في القرآن، خلافا لما عليه السلف.
ٍح) اشتغلوا بتأويل نصوص الإيمان خاصة ما يتعلق بإثبات زيادته ونقصانه ، وعطلوا آيات الصفات ولم يثبتوا سوى سبع صفات والماتريدية جعلوها ثمانية .
هذه أمثلة على خروج الأشاعرة والماتريدية عن منهج أهل السنة
والجماعة ، ولو دفع السائل نفسه في التقصي عن مسائل الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية أنفسهم لوجدها قد جاوزت الستين في الأصول والفروع . فكيف يجوز لنا القول بأنهم من أهل السنة والجماعة، مع ما تقدم ذكره من أن الأشاعرة مخالفون لإمامهم الأشعري الذي ينتسبون إليه، وخير دليل على ذلك كتابه الإبانة، ورسالته إلى أهل الثغر وما دونه في مقالات الإسلاميين.
أما تصنيف السائل ؛ الأشاعرة = المالكية والشافعية ، والماتريدية
= الأحناف والسلف = الحنابلة، فهو تصنيف غير دقيق، وربما صدق هذا على المتأخرين من المالكية والشافعية والحنفية، أما المتقدمون منهم فهم على اعتقاد السلف.
فالمالكية والشافعية والحنابلة والحنفية هم أتباع الأئمة الأربعة المشهورين، ومن هؤلاء الأتباع من وافق إمامه فقها ومعتقداً، ومنهم من انحرف عن جادة الطريق، وتبع الطوائف المخالفة لأهل السنة والجماعة، ولنضرب لذلك مثلاً:
قال الإمام الشافعي : القول في السنة التي أنا عليها
ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا.
فانظر رحمك الله إلى قول الشافعي في ما أخذه عن مالك رحمه الله، وكيف أثبت علو الله على عرشه، وأثبت صفة القرب والنزول من غير كيف ، خلافا للأشاعرة ممن يلتزم مذهبه فقها، الذين نفوا علو الله على عرشه، وأولوا الاستواء بالاستيلاء ، وأولوا صفات الأفعال الاختيارية كالقرب والنزول.
قال الإمام الأصبهاني في كتاب الحجة في بيان المحجة معرفا
بأهل السنة والجماعة: مما يدل على أن أهل الحديث (أهل السنة والجماعة) هم أهل الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى أخرهم قديمهم وحديثهم، مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار، وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها قولهم في ذلك واحد ونقلهم واحد لا ترى فيهم اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وإن قل ..... كأنه جاء عن قلب واحد، وجرى على لسان واحد
، وهل على الحق دليل أبين من هذا .
والله أعلم.

أنس الجزائري
01-03-2009, 06:38 AM
السلام عليكم:
أخ عبد الله ياسين هل تعتقد أن الحافظ بن حجر أشعري
لا حول ولا قوة إلا بالله

GHOUAR
01-03-2009, 06:40 AM
عقيدة أبي الحسن الأشعري

هذه هي عقيدة إمام الأشاعرة الأول في الاستواء فليتدبر أتباعُه ما وَصَمَ به إمامهم أولئك الذين يؤوِّلون الاستواء بمثل تلك التأويلات الباطلة التي يدين بها الخلفيون الزاعمون أنهم أشاعرة.
ليتدبروا، فلعلهم - على الأقل- لا يوقعون أنفسهم تحت ما حكم به إمامهم الكبير على المؤولة. ولعلهم يوقنون مرة أخرى بأن ما صارت إليه "الأشعرية" على يد متأخري الأشاعرة يخالف كل المخالفة عقيدة إمامهم الأشاعرة الأول، وبأن هؤلاء المتأخرين من الأشاعرة إنما هم أشباح الجهمية والمعتزلة، أو شياطينهم ..
هذه هي عقيدة الأشعري كما بسطها في كتابه "الإبانة"، وقد أثبت الحافظ "ابن عساكر" جل هذه النصوص التي ذكرناها في كتابه "تبيين كذب المفتري"، وابن عساكر قد توفى سنة 571هـ، وهو من خُلَّص الأوفياء لإمامه الكبير أبي الحسن، وقد قدم لهذه النصوص بقوله في كتابه التبيين: "لابد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة؛ ليُعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة"( 1). ثم نقل كثيراً من تلك النصوص.
فابن عساكر - وقد نصب نفسه لتمجيد أبي الحسن ولإثبات أنه كان على عقيدة السلف، وللدفاع عنه في حماس قوي وعاطفة مشبوبة - لم يجد ما يحقق له غرضه سوى ما سجله الأشعري في "الإبانة" ، وهذا مصداق ما قاله ابن تيمية عن كتاب الإبانة: " وقد ذكر أصحابه ـ أي أصحاب الأشعري ـ أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذَّبِّ عنه عند من يطعن عليه"( 2) .
كما يذكر ابن عساكر أيضاً ما سجله " أبو الحسن" في كتابه "العمد" وهو قوله: " وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات. وفي إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش". كما يذكر ابن عساكر قولاً آخر لأبي الحسن سجله أيضاً في كتاب "العمد": "وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق، فرجعنا عنه، فنقضناه، وأوضحنا بطلانه"( 3).
كما ينقل ابن عساكر مَرْثيّة رَثَى بها أحد الشعراء أبا الحسن، وقد جاء فيها ما يأتي:
ولا يرَى صِفَاته
مثلَ صفاتِ البَشَرِ
وليس ينفي صفة
له كنَفْي المُنْكِرِ
ويثبتُ استواءَه
كما أتى في السُّور( 4)

كل هذا، بل بعضه يدمغ بالجور أولئك الأشاعرة الذين يمقتون أن يُنسب إلى الأشعري أنه كان يُمجد عقيدة السلف. وذلك حين يتراءون بالارتياب في صحة نسب كتابه "الإبانة" إلى الأشعري(5 )، أو حين يزعمون أنه رجع عما فيه، فألف الكتب التي تنقض ما أثبته فيه!! والإبانة في الحقيقة هو آخر كتاب ألفه!!.
ولا أظن في أشعري مسلم، أنه يرتضي أن يُتهم إمامه بالردة عن دين الحق، أو بأنه كان نَهْبَ الحيرة والاضطراب في عقيدته، أو بأنه كان ذا وجهين ، وجه ينافق به المعتزلة والمعطلة، فكتب في تأويل الصفات أو نفيها، ووجه آخر ينافق به السلفيين، فيكتب في إثبات الصفات، ولا أظن في إنسان يحترم الحقيقة أنه يجنح إلى الريبة في صحة نسب الكتاب إلى الأشعري من غير دليل، إلا إن كنا نعتبر نزغ الهوى دليلاً!!. كما لا أظن أنه يرتاب في أن الأشعري ظل يؤمن بكل كلمة قالها فيه، ولم يؤلف كتاباً آخر ينقض به ما أثبته في الإبانة.
والذين يُجلون الأشعري، ويفخرون بالانتساب إليه، لا أظن أيضاً أنهم يجرؤون على إنكار هذه الحقيقة التي أذكرهم بها مرة أخرى: تلك هي أن ما انتهى إليه مذهب الأشعري على يد بعض أتباعه يخالف ما كان عليه الأشعري نفسه، ويناهضه ، وأن ما كتبه الرازي، أو الجويني وغيرهم من تأويلات يناقض عقيدة الأشعري كل المناقضة، وينتسب برحمٍ ماسَّةٍ إلى المعتزلة والجهمية الذين كفَّرهم أبوالحسن الأشعري!! فهل بعد هذا أستطيع أن أُقدِم على الظن بأن أشاعرة اليوم لن يُقْدِموا على تحطيم إمامهم الكبير؛ ليبنوا على أنقاضه بعض الذين أبوا إلا أن يجحدوا بدين إمامهم الكبير، وإلا أن يعينوا عليه عدوّه من الجهمية والمعتزلة!! وإلا أن يَسُبُّوا كبار أئمتهم ؛ كالأشعري، ليسبوا ـ بَغْياً ـ أنصار السنة؟.
رأي الأشعري في كتاب المقالات: وكتاب المقالات من أنفس وأجل الكتب التي عنيت بترجمة آراء الفرَق الإسلامية وغير الإسلامية، وقد سماه: "مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين" ، وكل أشعري يفخر بهذا الكتاب، غير أن الكثير منهم كان يتمنى أن يحذف منه الأشعري هذا الباب الذي عنون له بقوله: "هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث، وأهل السنة". ولقد بدأه بذكر طرف من عقيدة أهل السنة، ثم ذكر أنهم يُقرون بأن الله سبحانه على عرشه، وأن له يدين بلا كيف، وأن له عينين بلا كيف، وأن له وجهاً، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، وأنه يجيء يوم القيامة، وأنه يقرب من خلقه كيف يشاء، وأنهم يرون اتباع من سلف من أئمة الدين، ومجانبة كل بدعة، وكل داع إلى بدعة. وقد ذكر أبوالحسن بجوار كل مسألة أدلتها النقلية من القرآن والسنة. ثم قال: "وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا، ونعم الوكيل"( 6).
لقد خشي الأشعري أن يظن به ظان أنه ليس من أهل السنة، فعقب على رأي أهل الحديث بما عقب. وهكذا نرى الأشعري لا يترك فرصة تسنح من غير أن يَهْتَبِلَها؛ ليثبت أنه على عقيدة السلف، هذا لأن ولاءه القديم للمعتزلة كان شبحاً رهيباً يؤرقه، ويثير ثائرة شَجْوِه، ويُسعر جحيم الندامة في أعماقه، ويريب فيه أُمَّة من الناس، ويدفعه إلى أن يؤكد في كثير من كتبه التي ألفها بعد توبته من الاعتزال أنه على عقيدة السلف. تُرى، هل اقتنع الأشاعرة؟.
إني لأخشى أن يستبد بهم العناد، فيدفعهم إلى دَمغ إمامهم الكبير أبي الحسن الأشعري بالزيغ والتجسيم؛ ليرموا بنفس هذا البهتان أنصار السنة المحمدية!! أخشى أن يصموا آذانهم عن هذا النداء الخالص من النية الصافية، ومن جلال الحقيقة وسمائها، فيصموا إمامهم الكبير بالردة عن حقيقة الدين الحق!! أما نحن "أنصار السنة المحمدية" فنبرئ إمام الأشاعرة الكبير من هذه الوصمة الشنعاء.

رأي الباقلاني


والباقلاني هو ـ كما يقول: ابن تيمية في "الحموية" - : "أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله ، ولا بعده". وقد سجل الباقلاني: أنه سلفي العقيدة في كتبه الآتية: التمهيد، والإبانة، والحيرة، وننقل هنا رأيه عن التمهيد.
إيمانه بالاستواء: قال الباقلاني: "إن قال قائل: فهل تقولون: إن الله في كل مكان؟.
قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على العرش، كما أخبر في كتابه، فقال عزّ وجل: ( الرحمن على العرش استوى ) ، وقال تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، وقال: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) .
رده على من يزعمون أن الله في كل مكان: يرد الباقلاني على أصحاب هذه الفرية بقوله: "لو كان في كل مكان، لكان في جوف الإنسان، وفي فمه، وفي الحشوش، وفي المواضع التي يُرْغَب عن ذكرها ـ تعالى الله عن ذلك ـ ولو كان في كل مكان، لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة، إذا خلق منها ما لم يكن خَلَقَه. وينقص بنقصانها ، إذا بطل منها ما كان، ولَصَحَّ أن يُرْغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى وراء ظهورنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا. وهذا ما قد أجمع المسلمون على خلافة وتخطئة صاحبه".
شبهة وردها: والشبهة الأولى نتجت عن سوء فهم - واعتقد أن سوء الفهم متعمّد - لقوله تعالى: ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) ، فقد زعم أصحاب هذه الشبهة أن هذه الآية الكريمة تثبت أن الله في كل مكان!! وعلى هؤلاء يرد الباقلاني بقوله: " المراد أنه إله عند أهل السماء ، وإله عند أهل الأرض ؛ كما تقول العرب: فلان نبيل مُطَاع بالعراق، ونبيل مطاع بالحجاز. يعنون بذلك أنه مطاع في المصرين، وعند أهلهما. وليس يعنون أن ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة".
شبهة المعية: وردت آيات كثيرة تُثبت المَعِيَّة. وقد زعم المعطلة وأتباعهم أن هذه الآيات تنفي الاستواء، وتُثبت أن الله في كل مكان ، ويرد الباقلاني على مقترفي هذه الشبهة بقوله: " وقوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ، يعني بالحفظ، والنصر، والتأييد. ولم يُرِد أن ذاته معهم تعالى وقوله تعالى: ( إنني معكما أسمع وأرى ) ، محمولٌ على هذا التأويل ـ أي التفسيرـ، وقوله تعالى: ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ، يعني: أنه عالم بهم، وبما خَفيَ من سرهم، ونجواهم. وهذا إنما يُستعمَل كما ورد به القرآن، فلذلك لا يجوز أن يقال قياساً على هذا: إن الله بالبَرَدَان، ومدينة السلام( 7)، ودمشق، وأنه مع الثور والحمار، وأنه مع الفُسَّاق، والمهان، ومع المُصْعِدين إلى الحُلْوان( 8) قياساً على قوله: (إن الله مع الذين اتقوا ) ، فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه" .. وسيأتي بسط بيان عن المعية.
رده على من فسّر الاستواء بالاستيلاء: ويقول الباقلاني: " لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه كما قال الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق
لأن الاستيلاء : القدرة والقهر. والله تعالى ـ لم يزل قادراً قاهراً، عزيزاً مقتدراً. وقوله تعالى: ( ثم استوى ) ، يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، فبطل ما قالوه"( 9).
زهق الباطل: نُشر كتاب التمهيد للباقلاني بالقاهرة سنة 1947م وليس فيه هذا النص الذي نقلناه هنا، وقد أشرف على طبعه والتعليق عليه أستاذان من أساتذة جامعة القاهرة، وقد فتنهما عن الحق والتثبت شيخٌ شعوبي ( يعني الكوثري ) ، كان لا يدين إلا بمقت السنة وأئمتها، والعروبة وأبطالها؛ لهذا عاش ينال من كل إمام مسلم عربي الأصل، ويدعو إلى الجهمية الصرفة. فكان أن رمى الأستاذان - بِوَسْوَسَةِ الشيخ - الإمامَ ابنَ تيمية وتلميذه ابنَ القيم بما كان يجب أن يرميا به الشيخ الشعوبي، بعد أن أضلهما وضللهما، ونال من كرامتهما العلمية بين الزملاء والجامعيين، ولاسيما بعد ظهور النسخة الكاملة من التمهيد، فقد أثبتت أنهما كانا ضحية من ضحايا حقد الشيخ على ابن تيمية العظيم، وعلى كل ما هو عربي ، إذ وُجد فيها النص الذي نقلناه ! ولشد ما أدهشنا، وأدهش كل محب للحقيقة أن يخضع الأستاذان الكبيران، لتلبيس حاقد موتور، فيصرفهما عن التثبت والبحث والتنقيب الذي يقيم لهما كل معذرة، وهما من أبناء الجامعات التي تزعم أنهما تعلّم ـ أول ما تعلم ـ الحرية والفكرية!!.
لقد اعترف الأستاذان اعترافاً ضمنياً بوجود نقص كبير في نسختهما الخطية التي عثرا عليها في مكتبة باريس، والتي عنها نشرا " التمهيد " ، وبأنها لا تُطابق الفهرس المخطوط الملحق بالنسخة الباريسية، ولهذا يقولان: " ونلاحظ اختلافاً بين هذا الفهرست، ومضمون نص التمهيد الذي قدمناه للقراء، فهو يحتوي على خمس وعشرين عنواناً غير موجودة في نصّنا، كما أنه لا يشير إلى أبواب كثيرة وردت في التمهيد( 10)" ثم يقولان: "وتبقى أخيراً عدة عناوين نجدها موضع شبهة خطيرة منها رقم (30) الخاص بالاستواء على العرش" هذا؛ لأنهما لم يجداه في النسخة التي بين أيديهما، ثم أشارا إلى ما نقله ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" عن كتاب التمهيد، وإلى ما ذكره ابن تيمية أيضاً في الحموية وغيرها، ثم قالا: " ولو صدقنا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في نقلهما عن التمهيد، للزمنا أن نقرر أن ما بين يدينا من نص التمهيد غير كامل، ولكنا لا نستطيع ـ عند ملاحظة التعارض البيّن بين مذهب الباقلاني، ومعنى ما ينسبه إليه هذان المؤلفان المعروفان بالتحيز ـ إلا الشك في صحة نقلهما، وقد كتب إلينا العلامة الحجة الشيخ " الكوثري" وكيل مشيخة الإسلام في الخلافة العثمانية في هذا الشأن: " لا وجود لشيء مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا. ولا أدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ما ليس فيه زوراً؛ ليخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه كتاب التمهيد للباقلاني، ونحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين يدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم" !!
وقد ذكر الأستاذان أيضاً: أنه جاء في الفهرس: "باب القول في الوجه واليدين" ولكنهما لم يجداه في النسخة(11 ) ، كما ذكرا أن الباقلاني قال في مقدمة التمهيد أنه سيتكلم عن مسألة ما في باب "التعديل والتجوير" ، ولكنهما لم يجدا لهذا الباب أثراً في نسختهما الخطية( 12). كما ذكرا أنه يوجد نسختان مخطوطتان للتمهيد غير نسختهما محفوظتان بإستانبول، إحداهما في مكتبة أبا صوفيا تحت رقم 2201، والأخرى في مكتبة عاطف تحت رقم 2223. غير أنهما لم يستطيعا الوصول إلى واحدة منهما. كما اعترفا بأن أيدياً امتدت إلى المخطوطة التي نشر عنها الكتاب. كما ذكر الأستاذان أسماء الكتب التي ألفها الباقلاني والتي لم يعرف الكثير منها النشر، ومنها كتاب "الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة" وهو الذي نقل عنه ابن تيمية في "الحموية" عقيدة الباقلاني في الصفات ، وكتاب "الحرة" وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن القيم في "الجيوش" ما يؤيد ما ذهب إليه الباقلاني في التمهيد في مسألة الصفات، غير أنه سماه "الحيرة".
ألا ترى أن كل هذا، بل بعضه كان كافياً في إقناع الأستاذين بأن النسخة التي نشرا عنها الكتاب نسخة ناقصة فعلا!! وفي منع الأستاذين من أن يصدرا على الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم هذا الحكم الظالم الذي تسرعا في إصداره، والذي كان من بين "حَيْثيَّاته" لقب وكالة المشيخة الإسلامية!! وقد آمن الأستاذان - بعد - أن هذه الوكالة قد غررت بهما، وجعلت منهما أحدوثة يتفكه بها العاكفون على النظر في المخطوطات ونشرها؛ إذ ما كانت الألقاب من الوسائل التي يعتمد عليها في نشر المخطوطات، وفي التنصيص على نفي شيء أو إثباته!! كما كان من بين "الحيثيات" أن ما نقله الإمامان ابن تيمية وابن القيم يخالف مذهب الباقلاني!.
ولست أدري ما الذي دعاهما إلى إصدار حكمهما بإثبات هذه المخالفة المزعومة!!. أكانت بين أيديهما الكتب الباقلانية التي استنبطا منها مذهب الباقلاني ، وجعلتهما يعتقدان أن ما استنبطاه منها يخالف ما نقله الإمامان الجليلان؟ لم يكن بين أيديهما سوى هذه النسخة الناقصة من التمهيد، فأنى لهما العلم بمذهب الباقلاني الحقيقي؟!.
هذا، وقد نسي الأستاذان، أو تناسيا أننا كثيراً ما نعثر بمثل هذا التناقض في مذاهب كثير من أئمة الأشاعرة، فقد كان بعضهم يدين اليوم بما يتراءى له غداً أنه ضلالة، فينصرف عنه إلى غيره. ودليلنا في هذا : الأشعري نفسه، والجويني، والرازي والغزالي، ففي كل منهم مَسٌّ، وفي تاريخ كل منهم دليل الحقيقة التي تقولها.
وابن تيمية على وفرة خصومه، وترصد المئات منهم للنيل منه، لم يجرؤ واحد منهم على التشكيك في أمانته العلمية، وها هي كتب ابن تيمية، وها هي كتب الحديث والتفسير والفقه والأصول والتصوف والكلام والفلسفة والمنطق والتاريخ واللغة والأدب. فراجعوا ما نقله ابن تيمية في كتبه عن كتب هذه الفنون، وثمت تتجلى لكم قيمة هذه الأمانة العظيمة التي كان يمتاز بها الإمام الجلل، وخبرته الواسعة الدقيقة بكل فن من فنون الثقافات في عصره. ومما يوضح القيمة الجليلة لهذه الأمانة، وشمول هذه الخبرة الواسعة أن نذكر أنه لم تكن هناك مطبعة، ولا كتب مطبوعة!! ولا أكون مغالياً إذا قلت : إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيمية لتحقيقها، وتصويبها!!.
فقَلَم ابن تيمية، وفكره الثاقب، وفهمه الدقيق، وبصيرته المشرقة، وخبرته الواسعة، وشمول ثقافته وأمانته العظيمة المشهود بها له. كل هذا يجعلنا نثق الثقة المطلقة في دقة النصوص التي توجد في كتبه وفي صحتها، حتى فيما ينقل عن فلاسفة الإغريق، كأرسطو، وإفلاطون!! فما بالك بالثقافة العربية والإسلامية؟!.
ثم أقول للأستاذين: ألا نستطيع اتهامهما بأنهما هما اللذان أخفيا باب الاستواء، وباب الوجه واليدين، ولاسيما ونحن نعلم أن الباعث على هذا الإخفاء موجود وقوي، فقد كانا تحت سيطرة ذلك الشيخ الذي كان لا يبغض إماماً كما يبغض ابن تيمية وابن القيم، ولا يحقد على فئة كما يحقد على أهل السنة!! كنا نستطيع ذلك، مادام الاتهام أصبح هيناً يسيراً كما فعل الأستاذان، ولكننا لم نفعل ؛ لأننا نكرم أنفسنا.
وقد شاء الله سبحانه أن يبرئ الإمامين الجليلين " ابن تيمية وابن القيم" مما رماهما به الشيخ الشعوبي، ومحققا كتاب التمهيد؛ إذ صورت إدارة الثقافة بالجامعة العربية مخطوطة التمهيد التي كانت في استامبول بمكتبة عاطف تحت رقم 2223( 13).
وقد قارن أخونا الأستاذ الجليل الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة بين ما في النسخة التي صورتها إدارة الثقافة وبين ما سجله ابن القيم في "الجيوش" وابن تيمية في "الحموية". فتجلت له صورة رائعة من الأمانة العلمية التي امتاز بها الإمام وتلميذه. فنشر هذا في صحيفتنا "الهدي النبوي" وفي رسالة خاصة. وقد طالب الأستاذين أن يذعنا لسلطان الحق القاهر، فيعترفا صراحة بالخطأ، ويستغفرا الله مما بهتا به الإمامين الجليلين، وينشرا في رسالة خاصة ما أغفلته نسختهما، أو يعيدا نشر التمهيد مرة أخرى احتراماً للحقيقة على الأقل. ولم يستجب أحد لهذه الدعوة الجليلة!! وإليك ما جاء في كلمة الأستاذ محمد عبدالرزاق: " بمقارنة نسخة مكتبة مصطفى عاطف بنسخة مكتبة باريس وجدنا نقصاً في نسخة باريس عن نسخة مكتبة عاطف بنحو 72 ورقة تقدر بنحو 30 ورقة من النسخة الباريسية، ومحل النقص بين الورقة 60، والورقة 61 منها" هذا، وقد طبع التمهيد عن العاطفية في بيروت في سنة 1957م من منشورات جامعة بغداد، وقد دحض ناشرها قول الأستاذين اللذين نشرا التمهيد بالقاهرة، وكذبهما فيما نسباه إلى ابن تيمية وابن القيم، مستدلاً بوجود ما نقلاه في النسخ الخطية التي نشر عنها التمهيد في بيروت ومنها العاطفية. وأقول: من يراجع ما نقله الإمام ابن القيم في الجيوش بما في الوجه 137 من النسخة العاطفية المحفوظة صورتها في إدارة الثقافة بالجامعة العربية يجد التطابق التام بين ما نقله ابن القيم في كتابه الجيوش عن التمهيد وبين ما هو موجود في العاطفية. مما يعطينا الدليل فوق ما لدينا من أدلة على أن أمانة ابن القيم وشيخه العظيم ابن تيمية فوق الشبهات. وحق ما يقول أخونا الأستاذ "محمد عبدالرازق حمزة " : " يا ترى هل كان من المصادفات التي لا يؤمن كثير من متعالمي هذا الزمان أنها أقدار الله الجارية بحكمته وعلمه ـ أن تأتي النسخة العاطفية من جبال الأناضول البعيدة عن الناشرين إلى القاهرة على يد هيئة دولية هي إدارة ثقافة الجامعة العربية؟ فقد طارت بتوفيق الله لحضرة السلفي الصالح خادم السنة وباذل ماله ونفسه في نشرها في أقطار العالم الشيخ محمد نصيف بتصوير نسخة منها على نفقته- فجزاه الله خيراً - ليطلع الناس عليها. فيصح عندهم انخرام النسخة الباريسية التي نشرت بالقاهرة، ويقوم دليل جديد بفضل الشيخين ابن تيمية وابن القيم وصحة نقلهما، وبهت من كذبهما، وافترى عليهما". نعم إنها قدرة الله القاهرة.
وهكذا جاء الحق، وزهق الباطل، وثبت ثبوتاً يغمره جلال اليقين أن الباقلاني دان في التمهيد بما يدين به السلف في الصفات، وأنه أحد اللاعنين للخلفية الشوهاء!!.
رأي في الباقلاتي: يقول بروكلمان في دائرة المعارف الإسلامية عن الباقلاني إنه "أدخل في علم الكلام أفكاراً جديدة مأخوذة من الفلسفة اليونانية، أو من المذاهب الاعتقادية للكنيسة الشرقية مثل فكرة الجوهر الفرد، والخلاء(14)، والقول بأن العَرَض لا يحتمل العَرَض، وأنه لا يبقى زمانين" ، وهذه هي إحدى جنايات "الباقلاني، فإنه كما يقول ابن خلدون في مقدمته: "جعل هذه القواعد تبعاً للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها؛ لتوقف تلك الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول(15 )".
يجب اعتقاد آراء الكنيسة الشرقية، والفلسفة اليونانية؛ ليصح إيمانناً!! ونحن نسأل الخلف!! أكان صفوة هذه الأمة في قرنها الأول يعرفون الجوهر الفرد والخلاء، والعرض الذي لا يبقى زمانين ؟! ولا يحتمل العرض؟ ونسألهم أيضاً: بم يُحْكَم على هؤلاء؟؟ فقد كانوا جميعاً لا يعرفون شيئاً عن هذه الأوهام التي زعموا أنها الأدلة التي يتوقف على معرفتها الإيمان ، والتي زعموا أنها أصل أصول الإسلام(16 )

عبد الله ياسين
01-03-2009, 06:42 AM
السلام عليكم:
أخ عبد الله ياسين هل تعتقد أن الحافظ بن حجر أشعري
لا حول ولا قوة إلا بالله

اقرأ و اكتشف بنفسك : الحافظ ابن حجر العسقلاني يردُّ على المُشبّهة و المُجسّمة (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=50016)

سلام

GHOUAR
01-03-2009, 06:46 AM
رأي ابن فُورَك

وأبوبكر بن فورك من كبار أئمة الأشاعرة، وقد اضطربت أقواله في بعض أصول الدين. ولكنه يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين. وكذلك المجيء والإتيان كما فعل إمامه الكبير أبو الحسن الأشعري. وقد قال فيما صنف في أصل الدين.
" فإن سألت الجهمية عن الدلالة على أن القديم(17 ) سميع بصير؟ قيل لهم: اتفقنا على أنه حي تستحيل عليه الآفات. والحي إذا لم يكن مأْوُوفاً بآفاتٍ تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات كان سميعاً بصيراً.
وإن سألتْ فقالت: أين هو؟ فجوابنا: إنه في السماء، كما أخبر في التنزيل عن نفسه بذلك. فقال ـ عز من قائل ـ : ( أأمنتم من في السماء ) ، وإشارة المسلمين بأيديهم عند الدعاء في رفعها إليه. وإنك لو سألت صغيرهم وكبيرهم، فقلت: أين الله؟ لقالوا : إنه في السماء. ولم ينكروا لفظ السؤال بأين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- سأل الجارية التي عرضت للعتق. فقال: (أين الله؟) فقالت: في السماء. مشيرةً بها( 18). فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) ، ولو كان ذلك قولاً منكراً لم يحكم بإيمانها ولأنكره عليها. ومعنى ذلك أنه فوق السماء؛ لأن" في " بمعنى فوق. قال الله تعالى:( فسيحوا في الأرض ) أي فوقها".
وحسناً فعل أبو بكر بن فورك!! فإنه لم يغضب من "أين" ولا من الجواب عن "أين" كما يفعل أشاعرة اليوم!! ولو غضب من "أين" لاتّهم أعظم العابدين، وخاتم المرسلين بأنه نال عامداً من حرمات الله، وتغاضى جاحداً عن شتم الله، فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سأل بأين، وهو الذي حكم بإيمان من أجاب عن "أين"!!.


رأي الجويني
والجويني من أعظم أعلام الأشاعرة، حتى لقد لقبوه بإمام الحرمين، وقد نزع في كتابه " الإرشاد" منزع التأويل ، وعدا على السلف بحملة ظالمة( 19). ولكنه عاد فحرم التأويل، ومجد السلف، وسجل ذلك في آخر كتاب قام بتأليفه، وهو "العقيدة النظامية" وبهذا أدرج "الإرشاد" في الأكفان!! وإليك ما قاله في "النظامية".
7" اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتن على أهل الحق فحواها(20 )، وإجراؤها على ما تبرزه أفهام أسباب اللسان منها( 21). فرأى بعضهم تأويلها، والتزام هذا المنهج في آي الكتاب، وفيما صح من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقداً اتباع سلف الأمة، فالأولى الإتباع، وترك الابتداع. والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة سنة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم- على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام. والمشتغلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغاً، أو محتوماً ؛ لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الرب تعالى عن صفات المحدثات، ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى الرب.
ومما استُحسن من إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه سئل عن قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى ) فقال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة" ، فَلْتُجْر آية الاستواء والمجيء، وقوله:( لما خلقتُ بيديّ ) (ويبقى وجه ربك) وقوله : (تجري بأعيننا) وما صح من أخبار الرسول عليه السلام كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا. فهذا بيان ما يجب لله تعالى(22 )".
وفي كلام الجويني حق كبير، ولكن فيه أيضاً تناقض بادٍ وخلل مثير!! فقد قرر أن مذهب أئمة السلف هو إجراء الظواهر على مواردها، والانكفاف عن التأويل. وهذا هو الحق الذي أيده هو بما نقله عن مالك. وهو قوله رضي الله عنه: " الاستواء معلوم" فعلام يدل هذا؟ إنه لا يدل إلا على شيء واحد ، هو أن معنى الاستواء مفهوم ، معلوم معناه في لغة القرآن والحديث. ولو لم يكن هذا مراد مالك، لقال: لا أدري، أو لقال: الاستواء مجهول. ولكنه قال "معلوم". أما الذي حكم مالك بأنه مجهول فهو "الكيف" لا "المعنى".
أما التناقض: فقد وقع فيه " الجويني" بسبب زعمه أن السلف كانوا يفوضون "معاني" الصفات. فهذا الزعم الفطير يناقض ما ذكره من قبل، فصار كأنما يقول: مذهب السلف إجراء الظواهر على معانيها، ومذهب السلف تفويض معانيها!! وهذا يدلك، ويؤكد لك أن الجويني لم يُحسن التعبير عن مذهب السلف ، رغم أنه استشهد بالكلمة القيمة المقتصدة التي قالها مالك، والتي ذهب فيها مذهب أستاذه الجليل "ربيعة بن عبدالرحمن(23 )" فقد سئل ربيعة عن كيفية الاستواء، فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق".
وهكذا نرى إمام دار الهجرة، وأستاذه الجليل يؤكدان أن معنى الاستواء معلوم، أما "كيفية" استواء الله على عرشه، فهي المجهولة!! هذا، وإلا اتهمنا سلف هذه الأمة البررة الأخيار بأنهم كانوا لا يؤمنون في الأسماء والصفات الإلهية إلا بألفاظ خربة خاوية لا معنى لها، ولا دلالة!! وقلنا بأن صفات الله وأسماءه ما هي إلا ألفاظ خالية من كل مدلول أو مفهوم، فلا تثير في قلب العابد إلا الشعور بالعدم، والقلق العميق السحيق. ولا تتصل بالفكر إلا اتصال الرموز المبهمة والألغاز المحيرة، والأحجيات والطلسمات المقنعة بالغموض والإبهام!! أو بأنه سبحانه أبى لنا إلا الضلالة الأبدية والحيرة السرمدية، والتناحر المدمر حول أسمائه وصفاته!!.
وكيف نجرؤ على اتهام الله سبحانه بهذا، وبأنه يوجب علينا الإيمان بأن أسماءه وصفاته ألفاظ لا معنى لها، أو يوجب علينا ـ نحن المخلوقين ـ أن نضع لهذه الأسماء والصفات الإلهية المعاني التي نريد؛ لأنه عجز عن بيان معاني أسمائه وصفات؟!.
وهل يقدر المخلوق، ويعجز الخلاق، والمخلوق آية من آيات قدرته القاهرة؟.إن ما ذكره الجويني يُشعِرك بأنه كان ـ وهو يكتب لتأييد الحق ـ ينظر بإحدى عينيه إلى الماضي الذي صال فيه، وجال ، مُدَّرِعاً بالتأويل، جاحداً بالاستواء، وبعقيدة السلف، ويرمق بالأخرى حاضره الذي انبثقت فيه إشراقة من النور في قلبه، ودوَّت في أعماقه زجرة هادية من الضمير تحثه على الإذعان الخالص للحق، وعلى أن يكفر بماضيه، وولائه للباطل فيه.
فحاول فيما كتبه في "العقيدة النظامية" أن يجعل منه شِفَّ رياء لماضيه، ولحاضره، حتى لا يثير أولئك الذين دانوا بكتبه الأولى، وانضووا تحت لوائه، وهتفوا باسمه، وصفقوا له!.
ثم؛ ليُسْكِن قليلاً من ثورة الحق التي يدوّي هديرها القوي في أعماقه!!
على أن في كلام "الجويني" حقائق جديرة بالتأمل والاعتبار :أولاها: أن خير طريقة هي طريقة السلف، لا طريقة الخلف، فالسلف هم صفوة هذه الأمة، فهم أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والتابعون لهم بإحسان.
والثانية: وجوب الكف عن التأويل ـ أي الكف عن صرف الألفاظ عن ظواهرها.
الأخيرة: وجوب الاتباع، والكف عن الابتداع، وبهذه الحقائق التي ناصر الجويني فيها دعوة الحق، استحق أن يدعو المسلمون له بالرحمة والمغفرة، ولاسيما من أجل هذه النصيحة التي قال فيها: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به(24 )".
فعلى الأشاعرة المعاصرين واجب كبير، هو أن يكفوا عن العمل ببدعة الضلالة : بدعة الكلام، كما قال إمامهم الكبير ، وأن يدرسوا ما دان به سلف هذه الأمة دراسة واعية مستبصرة؛ ـ وهو دين الحق الجلي من الكتاب والسنة ـ ؛ ليحققوا بهذه الدراسة، وبالإيمان عن بينة ما دعاهم إليهم إمامهم الكبير الجويني، وهو: وجوب الاتباع، وترك الابتداع.


رأي الغزالي


وأبو حامد الغزالي أشعري كبير، وله صفة أخرى ألصق به من أشعريته هي: أنه صوفي كبير!! ولكننا هنا سنأخذ عن "أشعريته" التي تعلمها على يد أستاذه "الجويني". أما صوفيته الإشراقية، فسنترك لغيرنا الحكم عليها في ترجمته.
يقول في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": " اعلم أن الحق الصريح الذي لا مِراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف ـ أعني الصحابة والتابعين"( 25)، ثم قال: "إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسليم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل" وإليك موجزاً عن هذه الأصول التي ذكرها الغزالي.
الأصل الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم ـ هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد، بالإضافة إلى حسن المعاد.
الأصل الثاني: أنه بلغ كل ما أوحي إليه من صلاح العباد في معادهم ومعاشهم، ولم يكتم منه شيئاً.
الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله، وأحراهم بالوقوف على كنهه، وإدراك أسراره هم أصحاب الرسول الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولازموا الرسول آناء الليل والنهار، مسخّرين أنفسهم لفهم معاني كلام الوحي، وتلقيه بالقبول للعمل به أولاً، ولنقله إلى الذين بعدهم ثانياً. وللتقرب إلى الله بسماعه وفهمه وحفظه ونشره. ثم يقول: "ليت شعري أيُتَّهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخفائه( 26) ـ يعني الوحي ـ وكتمانه عنهم؟ حاشا منصب النبوة عن ذلك. أو يُتهم أولئك الأبرار في فهم كلامه، وإدراك مقاصده، أو يُتهمون في إخفائه وإسراره بعد الفهم، أو يُتهمون في معاندته من حيث العمل، ومخالفته على سبيل المكابرة مع الاعتراف بفهمه وتكليفه، فهذه أمور لا يتسع لتقديرها عقل عاقل".
الأصل الرابع: إن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين؛ لأقبلوا عليه ليلاً ونهاراً ودعوا إليه أولادهم وأهلهم.
وبعد هذه الأصول المحكمة المسلّمة فعلاً عند كل مسلم يُصدر الغزالي هذا الحكم الصادق الحق الخاص بالسلف: "نعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه، والصواب ما رأوه( 27)". ولا ريب في أن كل أصل من هذه الأصول التي أجاد الغزالي في بسطها وعرضها توجب على كل مسلم أن يتبع، لا أن يبتدع. فعلى أشاعرة العصر الحديث، أو على الخلفيين واجب كبير أذكرهم به مرة أخرى، هو: أن يدرسوا مذهب السلف الذي أكد الغزالي أنه وحده هو الصواب والحق والهدى، وأن ما سواه خطأ وباطل وضلالة، دون أن يعتمدوا على الغزالي، فإنه بعد هذا التمجيد للسلف قد نسب إليهم آراء باطلة يبرأ منها صفوة السلف، فأثبت أنه لا يفقه دين السلف!.
وفي كتابه " فصل التفرقة بين الكفر والزندقة" يعرّف البدعة بأنها عبارة عن إحداث مقالة غير مأثورة عن السلف، ثم يتبع هذا بالحديث عن مقامين، فيقول: " يتضح لك أن ها هنا مقامين. أحدهما: مقام عوام الخلق، والحق فيه الاتباع والكف عن تغيير الظواهر رأساً، والحذر عن إبداع التصريح بتأويل لم تصرح به الصحابة، وحَسْمِ باب السؤال رأساً، والزجر عن الخوض في الكلام والبحث، واتباع ما تشابه من الكتاب والسنة. كما روي عن مالك - رحمه الله- أنه سُئل عن الاستواء، فقال: "الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة" ثم يتكلم عن المقام الثاني فيقول: "المقام الثاني بين النظار الذين اضطربت عقائدهم المأثورة المروية، فينبغي أن يكون بحثهم بقدر الضرورة، وتركهم الظاهر بضرورة البرهان القاطع( 28)".
المقام الأول!! يصفه الغزالي بأنه مقام الاتباع، والكف عن الابتداع، وأصحاب هذه المقام يؤمنون بآيات الصفات والأسماء وأحاديثها من غير تغيير للظواهر أو نزوع إلى التأويل، كما قال مالك في الاستواء!! وكل مسلم يعرف أن هذا المقام هو مقام سلف هذه الأمة وأخيارها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما يعترف الغزالي ضمناً وصراحة. ولكن الغزالي ينعته صراحة أيضاً بأنه مقام العوام!! أما المقام الآخر، فهو مقام النظار أو المتكلمين أو الخلف، وهؤلاء يحرم عليهم ترك الظاهر من غير ضرورة مستمدة من البرهان القاطع؛ لأن ترك الظاهر بغير برهان قاطع كفر كما يقول الغزالي نفسه في نفس الكتاب. ولكن الغزالي يصف هذا المقام بأنه مقام النظار الذين اضطربت عقائدهم!!.
وأعتقد أن كل مسلم يحب أن يوجه إلى الغزالي هذا السؤال: إذا كان البررة الأخيار من سلف هذه الأمة هم العوام في الفكر والعقيدة والدين. فمن ـ يا تُرى ـ هم خواصها وأبرارها ، وأرباب الفكر الثاقب والبصيرة المشرقة، والدين القويم؟ لقد ذكر في "إلجام العوام" أنهم السلف. أما هنا فلا يذكر لنا في مقابل هؤلاء "العوام" سوى: "النظار الذين اضطربت عقائدهم" أفهؤلاء هم الخواص أصحاب الفكر العبقري والدين الخالص السوِيّ؟ ! لقد ضل الغزالي بأتباعه في تيه سحيق عميق!! فهم إن دانوا بما دان به خيار هذه الأمة، سماهم عواماً، وإن دانوا بما دان به علماء الكلام، أو الخلف سمّاهم نظاراً قد اضطربت عقائدهم!!.
والمسلم الحق ـ ولا شك ـ يحب أن يكون من أولئك الذين أطلق عليهم الغزالي أنهم عوام.
وحسبنا من الغزالي اعترافه بأن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كفوا عن التأويل، وأنهم آمنوا بصفاته وأسمائه كما وردت. وأن عقيدة السلف هي الحق والمنجاة، وأن التأويل هلكة ومَهْوَاة. اسمعوا إليه يقول في كتابه " قانون التأويل" عن التأويل في أصول العقيدة: " من أين يتجاسر عن الحكم بالظن، وأكثر ما قيل في التأويلات ظنون وتخمينات؟! ولست أرى أن أحكم بالتخمين. وهذا أصوب وأسلم من كل عاقل، وأقرب إلى الأمن يوم القيامة؛ إذ لا يبعد أن يُسْأل يوم القيامة، ويطالب، ويقال: لم حكمت علينا بالظن؟ ولا يقال له: لِمَ لمْ تستنبط مُرادنا الخفي الغامض( 29)". وتدبر ما ذكره دون أن يتعرض له بإبطال، وهو أن "إثبات الفوْق لله تعالى مشهور عند السلف ولم يذكر أحد منهم أن خالق العالم ليس متصلاً بالعالم، ولا منفصلاً، ولا داخلاً، ولا خارجاً، وأن الجهات الست خالية منه، وأن نسبة جهة فوق إليه كنسبة جهة تحت، فهذا قول بدع( 30)" تُرى هل يقتنع أشاعرة العصر، وهم أحلاس هذه البدعة الملعونة التي ذكرها الغزالي؟.


عقيدة الرازي

والفخر الرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، ومن غلاة المؤولة المسرفين في الطعن على السلف، ومن المؤلفين في كل فن حتى في السحر والتنجيم(31 ).
غير أنه ما لبث أن ارتاب في كل ما كتب ـ كما يقول شيخ الأزهر السابق، الشيخ مصطفى عبدالرازق:
" وقلَّت ثقته في العقل الإنساني، وأدرك عجزه، وأدرك تماماً أنه لا يستطيع الإحاطة بالوجود في ذاته. وكانت تنتابه في بعض مجالس وعظه نوبات فيصرخ مستغيثاً!! وعظ يوماً بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري، وحصلت له حال، فاستغاث: " يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقي" ! كما يذكر الشيخ أيضاً ما نقله ابن الصلاح عن الرازي، وهو قوله: " ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى(32 )".
ومن وَهَج الحسرة البالغة على ما ضيّع من عُمُرٍ في الجدلِ عن الضلالة، ومن دموع الندامة التي كانت تؤُجُّ في أعماقه، ومن أغوار فاجعته النفسية راح يندب نفسه بهذه الأبيات:

نِهايــةُ إقـــدامِ العُقـــولِ عِقالُ

وأكــثرُ سَعـــي العالمين ضلالُ

وأرواحـنا فـي وحْشــةٍ من جسومنا

وحاصــل دنــيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحـثنا طول عمرنا

سـوى أن جمعـنا فيه قيل وقالوا(33 )

إنها عاصفة الشك تجتاح نفسه، وتدمر ثقته في كل ما ألفه وكتب، وقرأ من قبل، وإنها صرخة الندم على ما ضيع!!.
"وأكثر سعي العالمين ضلال!!" إنه سعي "الخَلَفِيّة" ، وسَعي ماضيه الذي تروعه أشباحه، ونفجعه منه ذكريات الإسراف في الجور على قيم الحق ومقدساته، وفي اتهام أولياء الحق المثبتين للصفات بأنهم يهود هذه الأمة!! كما كان ينعتهم من قبل.
"جمعنا فيه قيل وقالوا"!! هذا هو كل ما حصله من معرفة!! إنها أقوال تافهة لا تهدي، ولا تنزع بفكر إلى الاهتداء، وغثاء عفن من الخرافات، وإنها لترجمان صادق عن قيمة كل ما ألف من كتب، وعن قيمة معارف أولئك الذين يَعدُون على الحق، ويوغلون في العدوان عليه!!.
فهل يعتبر أولئك الذين مازالوا على تقديسهم وولائهم لكتب ألفها الرازي في ضلالته، ثم عاد ـ والندم يستحوذ على مشاعره، والتوبة تأخذ بناصيته ـ فوصفها بأنها تافهة وباطل!! لقد برئ منها الرازي، وندم أشد الندم على تأليفه لها، وقد عبر عن هذا الندم في أبياته تلك، وبما سجله في كتابه " أقسام اللذات"(34 ).
براءته من الخلفية: يقول في كتابه (أقسام اللذات) " لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأ في التنزيه:( والله الغني وأنتم الفقراء) وقوله : ( ليس كمثله شيئ ) ،و ( قل هو الله أحد ) ، وأقرأ : ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( يخافون ربهم من فوقهم ) ، ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، ( قل كلٌ من عند الله ) ومن جرّب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي".
وصية الرازي في مرض موته: أملى الرازي في مرض موته على تلميذه "إبراهيم بن أبي بكر الأصفهاني" وصية طيبة، قال عنها " ابن خلكان": "ورأيت له وصية أملاها في مرض موته على أحد تلامذته تدل على حسن العقيدة( 35)"، ومما جاء في هذه الوصية قوله: " ولقد اعتبرتُ الطرق الكلامية، ومناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم" ، وقد استفتحها بقوله: "اعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً، لا أقف على كمية، ولا كيفية سواء كان حقاً، أو باطلاً، أو غثاً أو سميناً(36 )".
اعتراف صادق ريّان الإخلاص في ندامته بأن المناهج الكلامية، أو طريقة الخلف لا تهتدي، ولا تهدي إلى يقين، وإنما تورث الشك والقلق والحيرة العاصفة.
وفي وصيته الحزينة صورة موجعة من مأساته الدامية، وإنك لتكاد تلمح دموع التوبة، وهي تنساب من عينيه الذاويتين، وتحس شواظ الحسرة المشبوبة في أعماقه!!.
كما يتبين لك في جلاء : رجوعه عن "خلفيته" الجامحة إلى عقيدة السلف، ويبدو لك إيمانه القوي بالاستواء والفوقية. وإني أخص هاتين بالذكر؛ لأن الرازي ـ رحمه الله ـ كان لا يكفر بشيء قبل توبته كما يكفر بالاستواء والفوقية ! ولكن تداركته رحمة من الله، فشرح للحق صدره، فتاب ومضى في شيخوخته الواهنة المكدودة المتعبة يبتهل إلى الله بالتوبة، ويلعن كل ما كتب من قبل!!.
ثم يُعلن عقيدته في وصيته، ولكنك تحس بالخوف القوي الذي يملك على الرجل أنفاسه، وقلمه، وفكره وهو يقول: " كلما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده ووحدته وبراءته عن الشركاء في القِدَم والأزليّة والتدبير الفعالية، فذاك هو الذي أقول به، وألقى الله تعالى به، وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، فكل ما ورد في القرآن والأخبار الصحيحة المتّفق عليها بين الأئمة المتبعين للمعنى الواحد، فهو كما هو".
ثم يقول، ودموعه تحمل أشجان قلبه وأفلاذه مُسْترحماً الرحمن الرحيم: "لتكن رحمتك مع قصدي، لا مع حاصلي، فذاك جهد المُقِلّ، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة ، فأغثني، وارحمني، واستر زَلَّتي، وامحُ حَوْبتي ، يا من لا يزيد ملكة عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين".
ثم يقول ما يجب أن يقول الخلف بعد توبتهم: " وأقول : ديني متابعة سيد المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما".
أين الصِّيالُ في سَوْرتِه، وأين الجدال المحموم في رعونته؟ وأين الرازي الخلفي الذي جعل كتاب الله وراءه ظهريا؟ لا ترى إلا قلباً يذوب في توبته، ولوعة تنَفِّس عن غليلها، واستسلاماً مقروناً بالخوف والخشية المهيمنة على نفس ذليلة.
فهل يتدبر الخلفيون الذين يتخذون الرازي رباً من دون الله فيحلون بهواه، ويحرمون بهواه، ويسدون أسماعهم وقلوبهم عن القرآن لهواه؟؟! فهم رازيُّون أكثر من الرازي الأسطورة.وهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصرين على الإيمان بقدسية الرازي، ووجوب الاقتداء به في أصل الدين، وهو الذي وقف على شفا القبر يلعن ذلك الماضي الرهيب المعلون الذي استعلن فيه بعدوانه على الحق؟ أيهما أجدر بالاقتداء ـ إن كان يجوز الاقتداء بغير الرسول – صلى الله عليه وسلم- ـ آلرازي ـ وهو نهب الحيرة والضلالة في شبابه المعربد ـ أم الرازي الشيخ الذي شفته التوبة من ضلالته؟ إنه لعجيب أن يحطم صاحب الصنم صنمه، ويعلن في صراحة أنه كان صنماً حقيراً، ومع هذا يأبى الخلفيون إلا أن يعتقدوا فيه أنه ليس صنماً، وإنما هو إله كبير!!.
عجيب أن يَعْتَدَّ الخلفيون الزاعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنة بكتب الرازي التي برئ هو منها، وجدَّ في لعنها، وسجد بين يدي الله في ذلة يضرع إليه ألا يحاسبه على ما بث فيها من زيغ وضلال!! عجيب أن يجعلوا هذه اللعنة عقبة كأداء تحول بينهم، وبين القرآن؟.


كلمة أخيرة مع الأشعرية

من هذا العرض الأمين يتبين لنا أن أبا الحسن الأشعري دان - بعد الاعتزال- بأهم أصول عقيدة السلف، وأنه لم ينقض شيئاً مما قاله في الإبانة، وأن كبار أئمة الأشاعرة كانوا ـ إذا ضلوا، وأضلوا ـ سرعان ما يفزعون بالتوبة إلى الله من الخلفية، ويفيئون إلى السلفية ، يستروحون منها سكينة الهدى بعد أن أهلكهم السُّرى في غياهب الضلالة!!.
حتى الغزالي!! فإن ابن عساكر يقول عنه: " وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم(37 )".
ولهذا ؛ أسأل الزاعمين أنهم على دين الخلف: أين هو دين الخلف، وهؤلاء الذين تعدونهم أئمة الخلف، قد لعنوا هذا الدين الخَلَفِيَّ، وبرئوا إلى الله منه، ودعوا جميعاً إلى الإيمان بما آمن به سلف هذه الأمة، وكما آمنوا؟ وإني لأستطيع أن أجيب بالحق البين: ليس للخلفية من معنى، ولا سلطان تعتد به بعد هذا إلا ذكريات تعسة!! فقد شهد التاريخ أئمة هذه "الخلفية" وهم يهوون بمعاولهم عليها، ويأتون بنيانها الواهن من القواعد، ويُخَلِّفون أطلالها الثكلى تقص للتاريخ قصة أولئك الذين شيدوها، ثم حطموها، وتركوها أنقاضاً تثير العِبْرة والعَبْرة!! تركوها، ومالها من وجود إلا في متحف الآثار البالية!! ثم أقول للخلفيين أيضاً: إنه لا "الإرشاد " ولا " المواقف "، ولا " العقائد العضدية "، ولا "المقاصد "، ولا "العقائد النسفية" ، ولا كل الشروح الطوال لها، ولا الحواشي المسرفات في اللغو والهذر، ولا كل كتب الرازي التي ألفها قبل توبته. لا كتاب من هذه الكتب يمثل حقيقة ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري، ثم هو بالأحرى لا يهدي إلى يقين، ولا يمثل صورة من صور اليقين!! أروني الذين هُدوا إلى الإسلام على يد هؤلاء؟ " . انتهى كلام الشيخ الوكيل -رحمه الله - ، ( ص 47 - 98 ) .

GHOUAR
01-03-2009, 06:54 AM
ياجي الشيخ يذكرالشبه ويرد عليها
تمعن جيدا

أنس الجزائري
01-03-2009, 06:56 AM
أخ ياسين الرابط الذي أعطيتني يتكلم كثيرا عن النزول
أتعلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- :
اذا قال لك أحد إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ....كيف ذلك؟
قل إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل....
ما تقصده بالمشبهة ...أتعلم أنها صفة يرمي بها أهل الأهواءوالمبتدعة على أهل السنة وأصحاب المنهج الصافي

عبد الله ياسين
01-03-2009, 06:58 AM
قال أبو العباس بن سريج شيخ الشافعية المتوفى سنة306 هجرية في عقيدته التي سأل عنها أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني: لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والمجسمة والمشبهة والكراميةبل نقبلها بها بلا تأويل ونؤ من بها بلا تمثيل ونقول الإيمان بهاواجب والقول بها سنّة وابتغاء تأويلها بد عة) كذا جاء في اجتماع الجيوش الإسلامية ص173 -174]
والشاهد في كلام ابن سريج أنّه جعل الأشعرية في عداد الفرق الضالة.



هذا الكلام لا يثبت عن ابن سريج ؛ لا سنداً و لا متنًا !

قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في [ " عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين" ] :
ذكر الباحث قولاً منسوباً لأبي العباس ابن سريج ، وهو الفقيه الشافعي الكبير أحمد بن عمر بن سريج ، المتوفى سنة (306هـ) [59] ، منقولاً من كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم رحمه الله ، والواجب التريث والتثبت عند نقل أي نص يحتج به على أحد من كتاب من يخالفه ويخاصمه ، أو من يجر بذلك النقل لنفسه نفعاً ، لا للتهمة بالكذب ، ولكن للتسرع في قبول ما ينقل دون تمحيص ، إذ المعاداة والمنافرة قد تحول بين المرء وبين دقة التحري ، فينسب الناقل متسرعاً عن المنقول عنه ما لم يقله ، وكذا إذا كان الناقل يجر بذلك النقل لنفسه نفعاً ، وهنا تحمل الرغبة الباطنة في انتصار الكاتب لقوله وتأييده لمذهبه على التساهل في قبول الرواية عن المنقول عنه ، دون نقد ولا تمحيص .
ويبدو أن ابن القيم ـ رحمه الله وغفر له ـ قد وقع في ذلك التساهل ، إذ نقل شيئاً من العقيدة المنسوبة لابن سريج ، دون أن ينقد الرواية ، لا سنداً ، ولا متناً :
فأما السند : فهو منقطع ، لأن الذي ذكرها عن ابن سريج كما قال ابن القيم هو أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني ، وهذا قد ولد سـنة (380هـ) تقريباً ، وتوفي سـنة (471هـ)[60]. أي إنه ولد بعد وفاة ابن سريج بخمسة وسبعين عاماً تقريباً ، ولم يذكر من الذي بلغه إياها ، و كل سند منقطع فهو ضعيف .

و أما المتن : فإن من المستبعد جداً أن يتحدث من توفي قبل الأشعري بعشرين عاماً تقريباً عن [الأشعرية] و كأنهم جماعة معروفة بهذا الانتساب ومتمذهبة به ، فهل عرف أن تحدث من توفي قبل أبي حنيفة عن [الحنفية] ؟!! أو قبل مالك عن [المالكية] ؟!! أو قبل الشافعي عن [الشافعية]؟!! أو قبل ابن حنبل عن [الحنبلية] ؟!! أو قبل الماتريدي عن [الماتريدية] ؟!! أو قبل الرفاعي عن [الرفاعية]؟!!! . فالظاهر أن كلمة [ والأشعرية ] ليست من كلام ابن سريج ، وإنما هي مقحمة فيه .
هوامش :
[59] توفي ابن سريج سنة (306هـ) كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 4 /290 . وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 14 / 201 – 203 ، وفيه ما يشير إلى أنه توفي سنة ( 303هـ) .
[60] انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 18 / 385ـ389 . وذكر سـنة وفاته كذلك الصفدي في الوافي بالوفيات: 15/180 .
انتهى

قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي ؛ كما تجده في [ " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام " ] :
ثم قال الدكتور: { عند الشافعية: قال الإمام أبو العباس بن سريجٍ الملقبُ بالشافعي الثاني وقد كان معاصراً للأشعريِّ: " لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة، والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة، بل نقبلها بلا تأويل، ونؤمن بها بلا تمثيل" }

أقول : الظاهر أن كلمة الأشعرية مدرجة في كلام ابن سريج ، أو الكلام كله منحولٌ عليه، فإنَّ سياق هذا الكلام يقتضي أنه كان على عهد ابن سريج مذهبٌ يسمى مذهب الأشعري، وفرقة تسمى أشعرية، وقد قالوا إن تحول الأشعري عن الاعتزال كان سنة 300هـ وكانت وفاة ابن سريج سنة 306هـ. فكيف تحولت آراء الأشعري في هذه المدة الوجيزة وهي خمس سنين تقريباً إلى مذهب معروف يتناقلها العلماء في مؤلفاتهم؟!!! وقد نقل المصنف هذا الكلام عن كتاب( اجتماع الجيوش الإسلامية) و الكلام منقول فيه بسند فيه انقطاع بين الزنجاني وابن سريج. فإن ابن سريج توفي سنة (306) والزنجاني ولد سنة (380) فبينهما مسافة شاسعة !!!!. فالرواية عن ابن سريج لم تصح لا متنا و لا سندا.انتهى

فتأمّل !

عبد الله ياسين
01-03-2009, 07:10 AM
وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في كتابه جامع بيان العلم وفضله تحت باب : مايكره فيه المناظرة والجدال والمراء" وقال [ أبوعبد الله المعروف بابن خويز] في كتاب الشهادات في كتابه الخلاف في تأويل قول مالك " لاتجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء" قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري) إنتهى.


"خُوَيْز مَنْدَاد" بالدال المهملة ينقل شواذ عن سيّدنا الإمام مالك ؛ تكلّم فيه أئمّة المالكية :

قال حافظ الأمة ابن حجر العسقلاني الأشعري في [ "لسان الميزان" الجزء السابع صفحة 359 ، اعتناء العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله طبعة "مكتب المطبوعات الإسلامية" ] :
محمد بن علي بن إسحاق بن أبو بكر خُوَيْز مَنْدَاد ، و يقال : خُوَاز مَنْداد ،الفقيه المالكي البصري ، يكنى أبا عبد الله ، هذا الذي رجحه عياض.

وأما الشيخ أبو إسحاق فقال في "الطبقات" : محمد بن أحمد بن عبد الله بن خُوَاز منداد ، يكنى أبا بكر ، تفقه بأبي بكر الأبهري ، وسمع من أبي بكر بن داسة ، وأبي إسحاق الهجيمي ، وغيرهما.

وصنف كتبا كثيرة. منها : كتابه الكبير في الخلاف ، وكتابه في أصول الفقه ، وكتابه في أحكام القرآن.

وعنده شواذ عن مالك ، واختياراتٌ وتأويلات ،لم يعرِّج عليها حُذَّاق المذهب ، كقوله : إن العبيد لا يدخلون في خطاب الأحرار ، وإن خبرَ الواحد يفيد العلم ، وإنه لا يُعْتَق على الرجل سوى الآباء والأبناء.

وقد تكلَّم فيه ابن الوليد الباجي . ولم يكن بالجيّد النظر ، ولا بالقويِّ في الفقه ، وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يُشْهَد جنازة متكلِّم ، و لا تجوز شهادتُهم ، و لا مناكحتُهم ، ولا أمانتهم.

و طعن ابنُ عبد البر فيه أيضاً ، وكان في أواخر المائة الرابعة. انتهى بحروفه

فتأمّل !

عبد الله ياسين
01-03-2009, 07:22 AM
وكذلك ألّف جماعة من الشافعية كتبا في التوحيد كإمام الأئمة إبن خزيمة



لعلمك فقط ابن خزيمة رجع من طريقته تلك إلى طريقة السلف ؛ فقد ذكر الحافظ البيهقي رحمه الله في ختام باب " الفرق بين التلاوة و المتلو " من كتابه [ " الأسماء و الصفات " صفحة 259 ] :
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الزاهد البوشنجي يقول : دخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري فأخبرته بما جرى بنيسابور بين أبي بكر بن خزيمة وبين أصحابه ، فقال : ما لأبي بكر والكلام ؟ إنما الأولى بنا وبه أن لا نتكلم فيما لم نتعلمه . فخرجت من عنده حتى دخلت على أبي العباس القلانسي فقال : كان بعض القدرية من المتكلمين وقع إلى محمد بن إسحاق فوقع لكلامه عنده قبول . ثم خرجت إلى بغداد فلم أدع بها فقيها ولا متكلما إلا عرضت عليه تلك المسائل ، فما منهم أحد إلا وهو يتابع أبا العباس القلانسي على مقالته ، ويغتم لأبي بكر محمد بن إسحاق فيما أظهره . قلت : القصة فيه طويلة ، وقد رجع محمد بن إسحاق إلى طريقة السلف و تلهف على ما قال والله أعلم.انتهى

و أشار اليه أيضًا الحافظ ابن حجر العسقلاني الأشعري في " فتح الباري" في كِتَاب التَّوْحِيدِ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا } ، قال : وَ وَقَعَ نَحْوُ ذَلِكَ لِإِمَامِ الْأَئِمَّة مُحَمَّد بْن خُزَيْمَةَ , ثُمَّ رَجَعَ وَ لَهُ فِي ذَلِكَ مَعَ تَلَامِذَته قِصَّة مَشْهُورَة.انتهى.

فتأمّل !

GHOUAR
01-03-2009, 07:38 AM
التنبيه على

المخالفات العقدية

في

فتح الباري

قال الحافظ في هدي الساري 143: "قوله (استوى على العرش) هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى، ووقع تفسيره في الأصل". اهـ.
ت: هذا ليس صحيحاً؛ إذ نصوص الصفات ومنها آيات الاستواء من النصوص المحكمة المعلومة المعنى والمعقولة المراد، وإنما يُفوض إلى الله تعالى كيفياتها وحقائقها التي هي عليه، كما هو مذهب سلف الأمة رحمهم الله، قال الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"؛ فالاستواء معلوم المعنى وهو العلو والاستقرار. هذا وليس المتشابه من القرآن ما لا يعلم معناه إلا الله، كما يقوله أهل التفويض من النفاة، وجرى عليه الحافظ ابن حجر هنا. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الهدي 219: "قوله: (أطولهم يداً) أي أسمحهن، ووقع ذكر اليد في القرآن والحديث مضافاً إلى الله تعالى، واتفق أهل السنة والجماعة على أنه ليس المراد باليد الجارحة التي هي من صفات المحدثات. وأثبتوا ما جاء من ذلك وآمنوا به؛ فمنهم من وقف ولم يتأول، ومنهم من حمل كل لفظ منها على المعنى الذي ظهر له، وهكذا عملوا في جميع ما جاء من أمثال ذلك". اهـ.
ت: الواجب إثبات اليدين حقيقة على الوجه اللائق بالله عز وجل حقيقة من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وعلى هذا اتفق أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.
أما التوقف عن الإثبات والتأويل بالتفويض، أو الجنوح للتأويل فمسلكا المؤولة والمفوضة من الأشاعرة والماتريدية في باب الصفات، وأهل السنة والجماعة منه براء. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/61: "قوله: (وهو) أي الإيمان(قول وفعل يزيد وينقص)

والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته، والسلف جعلوها شرطاً في كماله". أهـ.
ت: الصواب أن الأعمال عند السلف الصالح: قد تكون شرطاً في صحة الإيمان، أي أنها من حقيقة الإيمان قد ينتفي الإيمان بانتفائها، كالصلاة.
وقد تكون شرطاً في كماله الواجب فينقص الإيمان بانتفائها كبقية الأعمال التي تركها فسق ومعصية، وليس كفراً. فهذا التفصيل لابد منه لفهم قول السلف الصالح وعدم خلطه بقول الوعيدية. مع أن العمل عند أهل السنة والجماعة ركن من أركان الإيمان الثلاثة: قول وعمل واعتقاد، والإيمان عندهم يزيد وينقص. خلافاً للخوارج والمعتزلة. والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/147: "(تنبيه): دل سياق الحديث على أن رؤية الله في الدنيا بالأبصار غير واقعة، وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فذاك لدليل آخر".
ت: الصواب أنه صلى الله عليه وسلم لم يَرَ ربَّه في الدنيا في أرجح أقوال العلماء؛ لأن رؤية الله محجوبة في الدنيا عن كل أحد، ولم يأت مخصص صحيح في ثبوتها لأحد لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا لغيره، فيبقى النفي على عمومه، وصح في الحديث "واعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت" أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سُئل : هل رأيت ربك؟فقال: "نور أنى أراه" وفي لفظ قال: "رأيت نوراً" أخرجهما مسلم. وانظر التعليق على حديث (4155) من كتاب التفسير. والله أعلم.
***
قال الحافظ في الفتح 1/164: "وأما الإيمان بمعنى التصديق فلا يحتاج إلى نية كسائر أعمال القلوب – من خشية الله وعظمته ومحبته والتقرب إليه – لأنها متميزة لله تعالى فلا تحتاج لنية تميزها. . "اهـ.
ت: هذا القول متعقب؛ إذ هو قول الأشاعرة، لأن الإيمان في اللغة ليس مجرد التصديق؛ بل هو التصديق وزيادة الإقرار، فهو لغة مشتق من الأمن. وقد نبَّه على هذا أبو العباس ابنُ
تيمية في كتابه الإيمان الكبير 7/289-293 ضمن الفتاوى أما في الشرع فالإيمان؛ الاعتقاد بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح والأركان.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/189: "قوله: (فاستحيا الله منه) أي رحمه ولم يعاقبه.
قوله: (فأعرض الله عنه) أي سخط عليه، وهو محمول على من ذهب معرضاً لا لعذر، هذا إن كان مسلماً ويحتمل أن يكون منافقاً. . "اهـ.
ت: يوصف ربنا سبحانه وتعالى بالاستحياء والإعراض كما في النصوص الشرعية على وجه لا نقص فيه؛ بل على الوجه اللائق من غير تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل. ولا يجوز تأويلهما بغير معناهما الظاهر من لوازمها وغير ذلك، بل الواجب إثباتهما لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله وكماله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وانظر التعليق على حديث (282) باب 22 من كتاب. الغسل. والله أعلم.
* * *


قال الحافظ في الفتح 1/276: "قوله: (إن الله لا يستحيي من الحق) أي لا يأمر بالحياء في الحق"اهـ.
ت: الواجب إثبات الحياء لله عز وجل على وجه لا نقص فيه وعلى الوجه اللائق به سبحانه حقيقة من غير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل، كسائر الصفات عند أهل السنة والجماعة. وكونه سبحانه لا يأمر بالحياء في الدين حقٌ أيضاً، لكن ليس هو معنى صفة الاستحياء لله عز وجل، بل هو من آثارها.
وانظر التعليق على حديث (282) باب 22 من كتاب الغسل. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/419: "والمراد باليد هنا القدرة".
ت: هذا تأويل غير صحيح؛ بل اليد ثابتة لله عز وجل على حقيقتها، وهي صفة ذاتية من صفاته تعالى، فالواجب إثبات هذه الصفة على حقيقتها كما يليق بجلال الله وعظمته من غير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل كسائر الصفات. فكما أن لله قدرة لا تشبهها قدرة المخلوقين، فكذلك له يد لا تشبه أيدي المخلوقين، وله صفات لا تشبه صفاتهم، وإلا كان ذلك تفريقاً بين المتماثلات.
وصح في الحديث الصحيح: أن"قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن". نسأل الله الثبات على دينه آمين. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/605: "والمراد بالمناجاة من قبل العبد حقيقة النجوى، ومن قبل الرب لازم ذلك فيكون مجازاً، والمعنى إقباله عليه بالرحمة والرضوان".
ت: دعوى المجاز في المناجاة من الله باطلة، وهو من ادعاء المجاز في نصوص الصفات، الذي هو باب تعطيلها، والواجب اللائق هنا إثبات المناجاة من الله لعبده حقيقة كما هي للعبد حقيقة من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، ولا يجوز تأويلها بإقبال الله عليه بالرحمة والرضا؛ ولا سيما وقد صحت المناجاة في القرآن من الله لموسى صلى الله عليه وسلم في سورة مريم {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/612: "ويستفاد منه أن التحسين والتقبيح إنما هو بالشرع…".
ت: الصواب أن التحسين والتقبيح يكونان بالعقل كما يكونان بالشرع، وذلك أننا نعقل بعقولنا قبح الشر وحسن الخير … وقول الحافظ هنا يتمشى على مذهب الأشاعرة والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (122) باب 22 من كتاب العلم.
قال الحافظ في الفتح 1/613: "لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلاً عضو مخصوص ولا مقابلة ولا قرب …".
ت: بل رؤية الباري سبحانه في الدار الآخرة حقيقة بمقابلة ولقاء ورؤية وهو في علوه سبحانه وتعالى كما قال : {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ}، مع قطع الاستشراف عن كيفية تلك الرؤية، أو تشبيه المرئي بالمخلوق. ونفي المقابلة والقرب بلا دليل صحيح – ما فيه من الإجمال – خطأ وباطل، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 1/650: قوله: (بنى الله) إسناد البناء إلى الله مجاز … ".
ت: بل إسناد البناء لله عز وجل حقيقة على ظاهره اللائق بالله عز وجل عظمة وجلالاً، وهو صفة فعلية، ولا داعي لدعوى المجاز هاهنا، كسائر الصفات، فلا نكيف بناءه، ولا نمثله، ولا نحرفه، ولا نعطله، هذا هو الواجب على المسلمين في أسماء الله وصفاته.
وذلك أن بناء الله كخلق الله، هل يتطرق إليه المجاز؟بل هو في الجميع على الحقيقة اللائقة بالله وهكذا القول في سائر الأسماء والصفات، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 3/188: "وفي هذا الحديث من الفوائد-غير ما تقدم- جواز استحضار ذوي الفضل للمحتضر لرجاء بركتهم ودعائهم. . ".
ت: التبرك بالصالحين ممنوع إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته خاصة، ولا يجوز أن يُقاس غيره عليه عليه الصلاة والسلام. وأما التبرك بدعائهم لعموم النصوص في ذلك فنعم.
ومضى قريباً التعليق على التبرك بالصالحين وآثارهم من سماحة شيخنا غير مرة، وسيأتي له نظائر في هذا المجلد "وهو الثالث".
* * *
قال الحافظ في الفتح 3/541: "ومعاذ الله أن يكون لله جارحة. . "

ت: نفي الجارحة عن الله من النفي المجمل الذي لم يرد به دليل شرعي، والاستفصال فيه أن يُقال:
أ- إن كان المراد بالجارحة، كما للمخلوق من أعضاء؛ فالنفي حق ويُعبَّر عنه بما في القرآن {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ب – وإن كان المراد بنفي الجارحة نفي اليد عن الله أو نفي الصفات، فالنفي والحالة هذه باطل، ولابد. ففي باب النفي لابد من التوقيف فلا تنفي عن الله إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عن رسوله صلى الله عليه وسلم كما في باب الإثبات، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 4/112: "ومن بعد ذلك لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه".
ت: زيارة القبر إذا احتاجت إلى سفر مشروعة تبعاً لا استقلالاً، فلا يجوز السَّفر لقصد زيارة القبر، وإنما تشد الرحال لزيارة المساجد الثلاثة فقط.
والتبرك بالمشاهد والآثار بدعة منكرة، ووسيلة إلى الشرك، ومضى في المجلد الأول والثالث التعليق على هذا في مواضع من سماحة شيخنا ابن باز.
* * *
قال الحافظ في الفتح 4/127: "قوله: (أطيب عند الله من ريح المسك) اختلف في كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك – مع أنه سبحانه وتعالى منـزه عن استطابة الروائح، إذ ذاك من صفات الحيوان، ومع أنه يعلم الشيء على ما هو عليه – على أوجه. قال المازري: هو مجاز لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك للصوم لتقريبه من الله، فالمعنى أنه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم، أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم، وإلى ذلك أشار ابن عبد البر، وقيل: المراد أن ذلك في حق الملائكة وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما تستطيبون ريح المسك.
وقيل: المعنى أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضد ما هو عندكم، وهو قريب من الأول. وقيل: المراد أن الله تعالى يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه تفوح مسكاً. وقيل: المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك لاسيما بالإضافة إلى الخلوف، حكاهما عياض.
وقال الداودي وجماعة: المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر، ورجح النووي هذا الأخير، وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضا، فحصلنا على ستة أوجه".
ت: هذا وما قبله تأويلات متكلفة لا مبرر لها، وخروج باللفظ عن حقيقته. والاستطابة لرائحة خلوف فم الصائم من جنس سائر الصفات العلى يجب الإيمان بها مع عدم مماثلة صفات المخلوقين، ومع عدم التكلف بتأويلها بآراء العقول ومستبعدات النقول، والذي يفضي بها إلى تعطيلها عن الله.
فالواجب الإيمان بها كسائر الصفات على الوجه اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما قال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وقال: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} وقال: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 4/298: "والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة".
ت: البدعة في اللغة هي ما كان على غير مثال سابق، وتكون حسنة وسيئة، أما البدع في الشرع فكلها مذمومة مستقبحة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وهذا عموم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا مخصص له، فلا يجوز تخصيص قوله بأقوال الناس كائناً من كان. كما لا يصح أن تندرج البدعة شرعاً تحت الأحكام الخمسة. والله أعلم.

GHOUAR
01-03-2009, 07:41 AM
وانظر التعليق على حديث (7277) في كتاب الاعتصام بالسنة. باب (2) من المجلد

ت: هذا ليس على إطلاقه، بل هو خاص بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لغيره؛ لكونه لم يرد، ولكونه وسيلة إلى الشرك. ومضى في المجلدين الأول والثالث مواضع عديدة علق عليها سماحة شيخنا بما يكفي، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 5/413-414: "وفي رواية موسى بن عقبة عن الزهري: فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير، فقدم كتابه وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده، فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجداً…".
ت: هذا مخالف لما صح في الأحاديث الصحيحة المحذرة من اتخاذ القبور مساجد، وهذا إن صح!كيف وهو من مراسيل الزهري، وهي من أضعف المراسيل؛ فيكون الأثر غير صحيح. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/48: "قوله : (يضحك الله إلى رجلين) قال الخطابي: الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى، وإنما هذه مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم، ومعناه الإخبار عن رضا الله بفعل أحدهما وقبوله للآخر ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة مع اختلاف حاليهما، قال: وقد تأول البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة، وهو قريب، وتأويله على معنى الرضا أقرب، فإن الضحك يدل على الرضا والقبول".
ت: هذا الكلام وما بعده غير صحيح؛ لأنه مذهب أهل التأويل ومذهب أهل التفويض وكلا المذهبين باطل.
ونفي الضحك عن الله، واعتبار نصوصه المثبتة له من ضرب المثل، وتأويله بصفة أخرى كالرضا أو إرادته، ليس بسديد، بل هو نفي لحقيقة ما وصف النبي صلى الله عليه وسلم * * *
قال الحافظ في الفتح 5/217: "وقد قال المازري: غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره وقال: صورة لا كالصورة. انتهى…
وقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" وأحمد من طريق ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً "لا تقولن: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله خلق آدم على صورته"، وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك. . ".
ت: أحسن الحافظ بذكر هذا التعليل في النهي عن ضرب الوجه، وهو أحسن من التعليل الأول وأصرح، كما أحسن بتخريجه زيادة: "على صورة الرحمن".
وقد غلط المازري بتغليطه ابن قتيبة، كما وهم الحافظ بجعله عود الضمير على المقول له ذلك.
والصواب أن يقال: إن لله صورة تليق به سبحانه، ولآدم وذريته صور تليق بهم، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل لصورة الله ولا صفاته؛ مع الفارق بين صفات المخلوق وصفات الخالق.
هذا، وإن نفي الصورة عن الله قول الجهمية، كما قال الإمام أحمد وغيره. وقد بسط الشيخ ابن تيمية الكلام في المسألة في آخر بيان تلبيس الجهمية بسطاً شافياً.
* * *
قال الحافظ في الفتح 5/345: "قوله (أحدث الأخبار بالله) أي أقربها نـزولاً إليكم من عند الله عز وجل، فالحديث بالنسبة إلى المنـزول إليهم، وهو في نفسه قديم".
ت: هذا الموضع فيه إيهام يتعلق بصفة الكلام لله عز وجل، ويحتاج إلى تفصيل:
أ - فإن كان المراد أنه معنى قديم نفسي، فهذا قول الأشاعرة بأن القرآن معنى نفسي قائم بالله

ب - وإن كان جبريل لم يسمعه من الله وإنما تلقاه من غيره: من اللوح أو الهواء أو اللطيفة فهو باطل أيضاً. وهو قول الأشاعرة والمتكلمين لينفوا أن يكون الكلام مسموعاً. وهو راجع إلى الاحتمال الأول: بأن الكلام معنىً قديمٌ نفسيٌّ.
جـ – وإن أراد أنه قديم بمعنى أن الله كتبه في اللوح المحفوظ وسبق به علمه سبحانه ثم أنـزله منجماً حسب الحوادث، وسمعه جبريل من الله. فهذا حق وصواب.
وبالتفصيل يتبين الأمر؛ لأن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، كسائر أفعال الرب جلَّ وعلا. والله أعلم.
وانظر التعليق على باب (42) من كتاب التوحيد.
* * *
قال الحافظ في الفتح 5/395: "ووقع للمهلب استبعاد جواز هذه الكلمة – وهي "حابس الفيل" – على الله تعالى، فقال: المراد حبسها أمر الله عز وجل، وتعقب بأنه يجوز إطلاق ذلك في حق الله فيقال: حبسها الله حابس الفيل، وإنما الذي يمكن أن يمنع تسميته سبحانه وتعالى حابس الفيل ونحوه، كذا أجاب ابن المنير، وهو مبني على الصحيح من أن الأسماء توقيفية …".
ت: هذه قاعدة سديدة مسددة في باب الأسماء والصفات أن مبناهما على التوقيف. وإطلاق حابس الفيل على الله ليس من باب التسمية، وإنما من باب الإخبار والإطلاق، وهو على كل حال أوسع من باب التسمية والوصف. ولا يكفي فقط ألا يكون ذلك الاسم مشعراً بنقص؛ بل لابد أن يكون توقيفياً.
والحبس هاهنا فعلٌ يليق بالله عز وجل لا يشبه حبس المخلوقين كسائر الصفات والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ في الفتح 5/402: "وفيه طهارة النخامة والشعر المنفصل والتبرك بفضلات الصالحين الطاهرة . . "



ربه، فالواجب إثبات صفة الضحك لله على الوجه اللائق به من غير تشبيه بضحك المخلوقات، ولا تعطيل لحقيقة ما له سبحانه من كمال الصفات، ولا تكييف ولا تحريف.
هذا؛ ولم أرَ البخاري رحمه الله تأول ذلك، وهو بعيد جداً عنه، لاسيما وقد قال الحافظ عفا الله عنه على حديث (4889) من كتاب التفسير: "قال الخطابي: وقال أبو عبد الله: معنى الضحك هنا الرحمة. قلت: ولم أرَ ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري" اهـ. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/138: "ويحتمل أن يكون معنى قوله : (رحمة من الله) أي كانت الشجرة موضع رحمة الله ومحل رضوانه لنـزول الرضا عن المؤمنين عندها…".
ت: هذا احتمال بعيد، فليست الشجرة موضع رحمة الله ومحل رضوانه لنـزول الرضا عن المؤمنين عندها.


ولو كانت كذلك لما جاز قطعها، وإنما هي شجرة سَمُرة كغيرها، والوصف بالرضوان تعلق بما حصل عندها لا بها. والصواب الأول أن خفاءها رحمة من الله حتى لا يغلو فيها أحد، ولهذا قطعها عمر رضي الله عنه لما رأى بعض الناس يذهبون إليها. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/158: "فناسب تنـزيه الله عن صفات الانخفاض كما ناسب تكبيره عند الأماكن المرتفعة، ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو؛ لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس . . . ". ت: هذا جنوح إلى القول بعلو القهر وعلو الشرف. وهو الوصف بالعلو من جهة المعنى، دون علو الذات الذي أحاله الحافظ حساً، والحق أن لله العلو التام ذاتاً وقدراً وقهراً، وهو ما تواترت به نصوص الشريعة تواتراً قطعياً من وجوه كثيرة جداً تفوق الحصر، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/165: "هذا كله في تعليق التمائم وغيرها مما ليس فيه قرآن ونحوه، فأما ما فيه ذكر الله فلا نهي فيه، فإنه إنما يجعل للتبرك به والتعوذ بأسمائه وذكره …".
ت: الصواب النهي عن ذلك كله ألبته، فيُنهى عن تعليق التمائم مطلقاً، ولو كان بشيء فيه ذكر الله؛ لئلا يُمتهن، ولعموم النهي عن التمائم، ولا مخصص للعموم، وسداً لذريعة تعليق التمائم الشركية.
والتبرك بذكر الله من الأدعية والحروز الشرعية يكون بقراءتها والتلفظ بها والتعبد لله بها لا بتعليقها، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/168: "وقد تقدم توجيه العجب في حق الله في أوائل الجهاد وأن معناه الرضا ونحو ذلك…".
ت: هذا تأويل باطل للعجب المسند إلى الله بصفة أخرى وهي الرضا، وكما أن لله رضا يليق به فكذلك له عجب لائق به أيضاً. والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (4889) من المجلد الثامن – تفسير آية الحشر.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/336: "قوله: (كتب في كتابه) أي أمر القلم أن يكتب في اللوح المحفوظ…".

عبد الله ياسين
01-03-2009, 07:43 AM
للشيرازي طريقة يميّز فيها الأشعرية عن أصحاب الشافعية راجع اللمع في أصول الفقه.


الإمام أبو إسحاق الشيرازي من كبار نظّار الأشاعرة حيثُ يقول كما جاء في [ " طبقات الشافعية " ؛ الجزء الثالث صفحة 376 ] :
أبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة و عامة أصحاب الشافعي على مذهبه و مذهبه مذهب أهل الحق.انتهى

قال الشيخ محمد صالح بن أحمد الغرسي في رده على الدكتور سفر الحوالي ؛ كما تجده في [ " منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق و الأوهام " ] :
وأما أبو إسحاق الشيرازي فأشهر من نار على علم أنه من كبار أئمة الأشاعرة. وانظر ترجمته في { تبيين كذب المفترى} لإبن عساكر، و اقرأ معتقده في مقدمة " شرح اللمع " له حيث بين معتقده على وفق مذهب الأشعري، ثم عقبه بقوله : فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري فهو كافر.(شرح اللمع 1/111).انتهى

و قال الشيخ صلاح الدِّين بن أَحمد الإدلبي في رده على سفر الحوالي ؛ كما تجده في [ " عقائدُ الأشاعرةِ في حوارٍ هادئٍ مع شُبهاتِ المناوئين " ] :
ذكر الباحث ما يدل على نفور الفقيهين الشافعيين الكبيرين أبي حامد الإسفراييني وأبي إسحاق الشيرازي من مذهب الأشاعرة ، وهذا منقول من كلام ابن تيمية [64] ، وهو قد نقله عن الكرجي ، فرجع الأمر إلى ما ذكر في الفقرة السابقة .

ومما يؤكد ما تقدم هو أن أبا إسحاق الشيرازي أشعري العقيدة ، واقرأ إن شئت معتقده المطبوع في مقدمة شرح اللمع له ، وفيه قوله في اعتقادات أهل الحق :
[ فمن ذلك أنهم يعتقدون أن أول ما يجب على العاقل البالغ: القصد إلى النظر والاستدلال المؤديين إلى معرفة الله عز وجل]
[ ثم يعتقدون أن التقليد في معرفة الله عز وجل لا يجوز ، لأن التقليد قبول قول الغير من غير حجة ]
[ ثم يعتقدون أن الله تعالى ليس بجسم ] [65] .
وقوله :
[ العقل عند أهل الحق لا يوجب ولا يحسن ولا يقبح ]
[ ولا يقال إن كلام الله لغات مختلفة ، لأن اللغات صفة المخلوقين ] [66] .

و قوله :
[ ثم يعتقدون أن الله تعالى مستو على العرش ، ... وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة ، لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة ، والرب عز وجل قديم أزلي ، فدل على أنه كان ولا مكان ، ثم خلق المكان ، وهو على ما عليه كان ] [67] .

ثم قال عن المخالفين للأشاعرة :
[ فإظهارهم لما هم عليه من التشبيه ولعنة المسلمين وتكفيرهم لا يدل على أنهم على الحق ، ... و من شرهم : لعنهم لأهل الحق و غيبتهم لهم و تقبيح اسمهم عند العامة وتلقيبهم لهم : بالأشعرية ] [68]
فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي ، أشعري محض ، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة ، بخلاف قول الباحث عنه ، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون . فتنبه !!! .

هوامش :
[64] انظر: التسعينية لابن تيمية: ص 239 .
[65] شرح اللمع مع المقدمة لأبي إسحق الشيرازي: 1/ 92، 93، 95 .
[66] المرجع السابق: 1/ 97 ،100 .
[67] المرجع السابق: 1/ 101 .
[68] المرجع السابق: 1/ 113 .
انتهى

فتأمّل !

GHOUAR
01-03-2009, 07:45 AM
ت: لا مانع أن يكون كتبه سبحانه بنفسه كسائر ما أضافه إلى نفسه من صفاته وأفعاله على الوجه اللائق من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل كسائر صفاته عز وجل. كما ورد أن الله تعالى كتب التوراة لموسى بيده.
والذي يظهر من سياق الحديث أن هذه الكتابة غير كتابة المقادير التي أمر الله سبحانه القلم بها، ويجوز أن يكون هذا الكتاب كذلك غير اللوح المحفوظ؛ فجزُمُ الحافظ أنه اللوح المحفوظ لم يذكر عليه دليلاً. وأبعد من هذا قوله – عفا الله عنه - : "ويحتمل أن يكون المراد . . إلخ، وما استشهد به لا يتعين فيه المعنى الذي ذكره؛ بل الأظهر أن هذا الحكم مكتوب في كتاب. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح6/337: "قوله: (فهو عنده فوق العرش)؛ قيل : معناه دون العرش. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: "فهو عنده" أي ذكره أو علمه، فلا تكون العندية مكانية بل هي إشارة إلى كمال كونه مخفياً عن الخلق مرفوعاً عن حيز إدراكهم…".
ت: بل الواجب إمراره على ظاهره، ولا حاجة إلى هذا التأويل، فهو كتاب عند الله فوق عرشه مع قطع الاستشراف عن كيفية ذلك. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/337: "والمراد من الغضب لازمه وهو إرادة إيصال العذاب إلى من يقع عليه الغضب…".
ت: هذا تأويل لصفة الغضب إلى إرادة إيصال العقوبة. والواجب إثبات الغضب وسائر الصفات على الوجه اللائق بالله على الحقيقة من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل. وقد كثر تأويل الحافظ – عفا الله عنه – لصفتي الرحمة والغضب بإرادتي الثواب والعقاب، وهو في الحقيقة طرد لمذهب الأشاعرة فيهما. والله أعلم

. قال الحافظ في الفتح 6/345 : " قال ابن العربي: أنكر قوم سجودها وهو صحيح ممكن، وتأوله قوم على ما هي عليه من التسخير الدائم، ولا مانع أن تخرج عن مجراها فتسجد ثم ترجع. قلت: إن أراد بالخروج الوقوف فواضح، وإلا فلا دليل على الخروج، ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة، أو تسجد بصورة فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين".
ت: هذا تأويل لسجود الشمس لله عز وجل، وذلك السجود حق كما صح في الحديث لكن الله أعلم بكيفيته، فلا نخوض فيه بعقولنا متأولين أو مكيفين، ولكن سجودها حق على ظاهره، والله أعلم به.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/406: "ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركاً بهم…".
ت: التبرك بذوات الصالحين أو بجاههم أو بحقهم كل ذلك لا يجوز والصواب التبرك بدعائهم لا بذواتهم؛ لأن التبرك بذوات الصالحين أو بجاههم أو بحقهم كل ذلك لا يجوز وهو دائر بين الشرك الأكبر والأصغر فيُحذر منه. والتبرك بالذات خاص بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما انفصل عن جسمه في حياته فقط لا بعد موته والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/422: "وهذه الرواية تؤيد قول من قال: إن الضمير لآدم، والمعنى أن الله تعالى أوجده على الهيئة التي خلقه عليها…".
ت: الصواب عود الضمير على الرحمن كما جاء مصرحاً به في روايات صحيحة، والمقصود إثبات الصورة لله ولآدم كلٌ على ما يليق به. وقد بسط الكلام على المسألة وبيان عود الضمير على الله أبو العباس ابن تيمية في بيات تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية بسطاً شافياً. ومضى نحوه في التعليق على حديث (2559) باب (20) من كتاب العتق، والله أعلم

قال الحافظ في الفتح 6/448: "وأما إطلاقه في حق الله تعالى فعلى سبيل المقابلة، وقيل: الخلة أصلها الاستصفاء، وسُمي بذلك لأنه يوالي ويعادي في الله تعالى، وخلة الله له نصره وجعله إماماً…".
ت: إطلاق الخلة وهي أعلى درجات المحبة على الله صحيح وعلى الحقيقة اللائقة بالله، كما في صريح القرآن والسنة. وهي صفة ثابتة لائقة بالله لا تستلزم تشبيهاً ولا تمثيلاً، بل لله خلة لائقة به كما أن له سمعاً وبصراً وحياة تليق به. ونفي الخلة عن الله هو قول الجهمية عن الجعد، كما قال ابن القيم:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالدُ الـ
إذا قال إبراهيمُ ليس خليله
شكر الضحية كلُّ صاحب سنة


قسريُّ يوم ذبائح القربان
كلا ولا موسى الكليم الداني
لله درك من أخي قربان



والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/502: "وروى البيهقي من طريق الحجاج بن قرافصة أن رجلين …".
ت: صوابه: الحجاج بن فُرافِصة بفاءين؛ الأولى مضمومة والثانية مكسورة بعدها صاد مهملة، الباهلي البصري، صدوق عابد، يهم، من السادسة. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/502: "قال: وكانوا يرون أنه الخضر".
ت: أطال الحافظ رحمه في تعمير الخضر، وعلى كل حال لو عُمر فإنه لن يُخلد.
والتحقيق أنه مات، ولو عاش لشمله حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح يرفعه: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد". وأهل البدع ينسجون على الخضر أساطير وخرافات لا تحصى

والصواب أن الخضر عليه السلام قد مات قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه نبي – على الصحيح-، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده، والقول بأنه موجود في حياة النبي أو بعدها قول باطل مخالف للأدلة الشرعية. والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ في الفتح 6/512: "لأن الأنبياء أحياء عند الله وإن كانوا في صورة الأموات بالنسبة إلى أهل الدنيا …".
ت: هذا إطلاق مبهم، والصواب التصريح بأن حياة الأنبياء برزخية ليست كحياتي الدنيا والآخرة، ولكن الله أعلم بحقيقتها، وأن حياتهم في القبور أكمل من حياة الشهداء.
والحافظ رحمه الله فصَّل ذلك وأبان عنه في مواضع من المجلد السابع على حديث (3649) و (3887) و (4042) بما أزال الإبهام هاهنا، فجزاه الله خيراً.

* * *
قال الحافظ في الفتح 6/562: "فدل ذلك على حياتهم. قلت: وإذا ثبت أنهم أحياء من حيث النقل فإنه يقويه من حيث النظر كون الشهداء أحياء بنص القرآن، والأنبياء أفضل من الشهداء …".
ت: مضى بيان أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم حقيقتها، وأنها أكمل من حياة الشهداء على حديث (3410) من هذا المجلد السادس. والله أعلم.
* * *

قال الحافظ في الفتح 6/695: "وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء …".
ت: هذا الإطلاق ليس بسديد، والصواب تخصيصه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وما انفصل عن جسمه في حياته فقط!، ومضى له نظائر كثيرة في المجلد الأول والثالث

قال الحافظ في الفتح 7/28: "… أما خلة الله للعبد فبمعنى نصره له ومعاونته …".
ت: الواجب إثبات صفة الخلة لله على ما يليق به، والنصرة والمعونة من آثارها وكذلك الإحاطة وهي صفات أخرى تليق بالله لا يشابهه بها خلقه، ولأن الخلة هي أعلى درجات المحبة. ومضى لهذا نظير في المجلد السادس على حديث (3359) من كتاب أحاديث الأنبياء. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 7/36: "والأنبياء أحياء في قبورهم…".
ت: مضى غير مرة بيان أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية الله أعلم بحقيقتها، وهي أكمل من حياة الشهداء، انظر التعليق على حديث (3410) من المجلد السادس.
* * *
قال الحافظ في الفتح 7/156: "وليس العرش بموضع استقرار الله …".
ت: بل الصواب أن الله سبحانه قد استوى على العرش، ومن معاني الاستواء: الاستقرار والارتفاع والعلو والصعود على الوجه اللائق به سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل كسائر صفات الله عز وجل، كما نظمها ابن القيم في النونية:
ولهم عبارات عليها أربعٌ
وهي استقر وقد علا وكذلك ار
وكذلك قد صعد الذي هو رابع
يختار هذا القول في تفسيره


قد حُصَّلت للفارس الطَّعان
تفع الذي ما فيه من نكران
وأبو عبيدة صاحب الشيباني
أدرى من الجهمي بالقرآن



ولا يعني هذا المعنى السائغ لغة وشرعاً حاجته سبحانه أو افتقاره إلى عرشه، فهو الغني عما سواه، وكلٌ إليه محتاج فقير. والله أعلم.


قال الحافظ في الفتح 7/156: "ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منـزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء …".
ت: هذا أيضاً من النفي المفصل المحدث الذي لم يدل عليه نصٌ من كتاب الله ولا سنته صلى الله عليه وسلم، بل هذا النفي عند المتكلمين يتضمن نفي صفات ثابتة ولائقة بالله كالنـزول والإتيان والمجيء والعلو والاستواء على العرش، وليس الأمر كما قال الحافظ، كما أنه ليس النفي المفصل طريقة الوحيين الكتاب والسنة ولا من هدي السلف، بل هو خلاف ما عليه سلف الأمة وأتباعهم بإحسان، كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الحموية والتدمرية، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ في الفتح 7/179: "والمراد بغضب الله إرادة إيصال العقاب …".
ت: هذا تأويل غير سائغ، حيث أوَّل صفة الغضب بصفة الإرادة، بل لله غضبٌ لائق به كما أن له إرادة لائقة به، بلا تمثيل ولا تشبيه، كذلك بلا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل، هذا قول أهل السنة والجماعة. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ في الفتح 7/476: "لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة"وأرقعة بالقاف جمع رقيع وهو من أسماء السماء، قيل: سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم، وهذا كله يدفع ما وقع عن الكرماني (بحكم الملك) بفتح اللام وفسَّره بجبريل؛ لأنه الذي ينـزل بالأحكام، قال السهيلي: قوله: "من فوق سبع سموات" معناه أن الحكم نـزل من فوق، قال: ومثله قول زينب بنت جحش: "زوجني الله من نبيه من فوق سبع سموات" أي نـزل تزويجها من فوق، قال: ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله، لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضي إلى التشبيه … ت: إثبات الفوقية لله عز وجل حق، فهو سبحانه فوق العرش وفوق السموات والله أعلم بكيفية ذلك، فلا نحرف فوقيته كما لا نمثلها، ولا نكيفها ولا نتأولها بالتعطيل. كما ذكر سبحانه : {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}. وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}، وكما في حديث الباب أعلاه، والصواب الذي دلت عليه النصوص وقرَّره أهل السنة أن الله موصوف بفوقية الذات، وفوقية القدر وفوقية القهر، كما قال ابن القيم في النونية:
والفوق أنواع ثلاث كلُّها


لله ثابتةٌ بلا نكران




* * *
قال الحافظ 8/5: "قوله الرحمن الرحيم اسمان من الرحمة، أي مشتقان من الرحمة والرحمة، لغة (الرقة والانعطاف) وعلى هذا فوصفه به تعالى مجاز عن إنعامه على عباده، وهي صفة فعل لا صفة ذات … ".
ت: ليس في نصوص الصفات مجاز – على اصطلاح المتكلمين – بل الرحمن الرحيم اسمان من الأسماء الحسنى متضمنان صفة الرحمة على المعنى اللائق به سبحانه، فلا حاجة إلى تأويلها بأثر من آثارها – وهو إنعامه على عباده – عند أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/187: "وتعقبه وابن المنيِّر بأن الإيمان لا يتبعض . وهو كما قال …
ت: الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الإيمان يتفاوت بالزيادة والنقصان ويتبعض ويكون بالقلب واللسان والجوارح، وهو يزيد وينقص، ولما كان الإيمان عند الأشاعرة اسماً للتصديق لم يتفاضل ولم يتبعض على ذلك عندهم.
وانظر التعليق على حديث (7) من كتاب الإيمان في المجلد الأول.
وبسط الكلام على هذا ابنُ تيمية في الإيمان الأوسط ضمن الفتاوى 7/562 وما بعدها.



قال الحافظ 8/234: "واختلف المعربون في "لا" فقيل: زائدة، وإلى هذا يشير كلام أبي عبيدة، وتُعقب بأنها لا تزاد إلا في أثناء الكلام، وأجيب بأن القرآن كله كالكلام الواحد …".
ت: الصواب أن كلام الله متعدد ومتنوع يتكلم سبحانه متى شاء وكيف شاء بما شاء فقد تكلم سبحانه بالتوراة والإنجيل والقرآن والزبور. وكونه كالكلام الواحد في أنه بدا من الله حق، لا في استوائه؛ لاسيما وهو متفاضل.
ويُخشى من هذه العبارة تطرق ما عول عليه المتكلمون من الأشاعرة وأمثالهم من كونه معنىً واحداً قائماً في نفس الله ليس بمتعدد، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/282: "وحكى ابن التين للداودي في هذا الموضع كلاماً في استشكال نـزول الوحي في القضايا الحادثة، مع أن القرآن قديم …".
ت: الحق أن وصف الكلام قديم لأنه صفة ذاتية لله، وأما القرآن فهو متجدد تكلم الله به بعد التوراة والإنجيل فهو آخر الكتب الإلهية، كما قال سبحانه في أول الأنبياء: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}. وكونه قديماً كله عند الأشاعرة وغيرهم؛ لأنه عندهم معنى نفسي قائم بالله ليس بحرف ولا صوت مسموع، وهذا باطل ومخالف لمذهب السلف الصالح رحمهم الله، والله أعلم.
وانظر التعليق على باب (4) من كتاب التفسير – لسورة الحجر – من هذا المجلد.

GHOUAR
01-03-2009, 07:50 AM
قال الحافظ 8/365: "والمراد بالوجه الذات، والعرب تعبر بالأشرف عن الجملة ..."
ت: والتعبير بالوجه عن الذات أحياناً في اللغة، لا يعني أن الوجه هو الذات في كل حال، بل لله وجه حقيقي يليق به سبحانه هو من ذاته، كما في الحديث: "وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنات عدن" متفق على صحته عن أبي موسى رضي الله عنه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/413: "والأولى في هذه الأشياء الكف عن التأويل مع اعتقاد التنـزيه".
ت: إذا كان يريد بالتأويل صرف اللفظ عن ظاهره فهو حق، وهذه قاعدة سديدة ومهمة في باب الأسماء والصفات ليت الحافظ طردها فيه، ويضاف إليها: بلا كيف.
* * *
قال الحافظ 8/413: "فإن كل ما يستلزم النقص من ظاهرها غير مراد".
ت: نصوص الصفات ليس في ظاهرها نقص ألبتة، بل هو وهم يتوهمه المعطل قبل تعطيله؛ حيث يتوهم التشبيه، ثم يدفعه بصريح التأويل الذي هو في واقع الأمر تعطيل، والصواب إثبات ما دلت عليه النصوص من الأسماء والصفات لله سبحانه على الوجه اللائق به، من غير تمثيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تعطيل، كما درج على ذلك أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، كما أوضح ذلك أئمة السنة كالإمام أحمد وابن خزيمة، وقبلهما مالك والأوزاعي والثوري، وبعدهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أئمة السنة، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 8/413: "وقال ابن فورك: يحتمل أن يكون المراد بالإصبع إصبع بعض المخلوقات، وما ورد في بعض طرقه: "أصابع الرحمن" يدل على القدرة والملك"

ت: هذا أيضاً من التأويل، حيث أُولت أصابعُ الرحمن إلى صفتي القدرة والملك، والواجب هو اللائق بإثبات الأصابع لله حقيقة، دون التكييف أو التشبيه أو التعطيل، على ما ورد في الأحاديث الصحيحة، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/444: "قوله (فأخذت) كذا للأكثر بحذف مفعول أخذت، وفي رواية ابن السكن "فأخذت بحقو الرحمن"، وفي رواية الطبري " بحقوي الرحمن" بالتثنية، قال القابسي: أبى أبو زيد المروزي أن يقرأ لنا هذا الحرف لإشكاله … وقال عياض : الحقو معقد الإزار، وهو الموضع الذي يستجار به ويحتزم به على عادة العرب؛ لأنه من أحق ما يحامى عنه ويدفع، كما قالوا: نمنعه مما نمنع منه أزرنا، فاستعير ذلك مجازاً للرحم من استعاذتها بالله من القطيعة. انتهى. وقد يطلق الحقو على الإزار نفسه …
والمعنى على هذا صحيح مع اعتقاد تنـزيه الله عن الجارحة. قال الطيبي: هذا القول مبني على الاستعارة التمثيلية؛ كأنه شبه حال الرحم وما هي عليه من الافتقار إلى الصلة والذب عنها بحال مستجير يأخذ بحقو المستجار به، ثم أسند على سبيل الاستعارة التخييلية ما هو لازم للمشبه به من القيام، فيكون قرينة مانعة من إرادة الحقيقة، ثم رشحت الاستعارة بالقول والأخذ وبلفظ الحقو فهو استعارة أخرى، والتثنية فيه للتأكيد؛ لأن الأخذ باليدين آكد في الاستجارة من الأخذ بيد واحدة".
ت: لا حول ولا قوة إلا بالله!الواجب الإيمان بما دل عليه الحديث وإمراره كما جاء على حقيقته كباقي نصوص الصفات، والإيمان بمقتضى الحديث أن لله حقواً، كما أن له سمعاً ووجهاً وقدماً، كل ذلك على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل.
أما تنـزيه الله عن الجارحة فكلام مجمل لم يصح نفيه عن الله ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه فلا يجوز نفيه ولا إثباته حتى يُستفصل عن مراد قائله، لأنه يحوي حقاً وباطلاً

وتكلُّف كونه مجازاً واستعارة مما يفضي إلى التعطيل ونفي الصفات الثابتة لله عز وجل. والواجب إثبات الصفات لله على الوجه اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما هو قول أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 8/461: "وقيل: المراد بالقدم الفرط السابق … وقيل : المراد بالقدم قدم بعض المخلوقين. أو المراد بالقدم الأخير … حتى يضع الرب فيها موضعاً … وأنه يجعل مكان كل واحد منهم واحداً من الكفار بأن يعظم حتى يسد مكانه ومكان الذي خرج، وحينئذ فالقدم سبب للعِظَمِ المذكور … قال : المراد بالقدم قدم إبليس … يكون المراد بالرجل إن كانت محفوظة الجماعة …".
ت: كل هذه التأويلات للقدم غير صحيحة، بل لله قدم أو رجل على ما وردت في الأحاديث الصحيحة على وجه يليق بذات الله المقدسة، من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل، وعليه فلا داعي هاهنا إلى التأويل، كما يحرم التمثيل لها بقدم المخلوق، مع القطع بعدم العلم بالكيفية التي عليها هذه الصفة وغيرها. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/474: "وعلى هذا يمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب …".
ت: هذا هو الصحيح من أقوال السلف، وعليه تتفق الأدلة ولا تفترق، وتجتمع ولا تختلف، فلم ير ربه بعيني رأسه، وإنما بقلبه كما صح.
وفي الصحيح – صحيح مسلم – عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سئل هل رأيت ربك؟قال : "نور أنَّى أراه" وفي لفظ : "رأيت نوراً"، وفي الصحيح أيضاً أنه قال صلى الله عليه وسلم: "واعلموا أنه لن يرى أحدٌ منكم ربه حتى يموت".
وبذلك يُعلم أن الله سبحانه لا يُرى في الدنيا، وإنما يراه المؤمنون يوم القيامة، وفي الجنة كما تواترت بذلك الآيات والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو قول أهل .
السنة والجماعة. أما الكفار فلا يرونه سبحانه أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة لقوله تعالى : {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 8/474-475: "وقد رجح القرطبي في "المفهم" قول الوقف في هذه المسألة وعزاه لجماعة من المحققين، وقواه بأنه ليس في الباب دليل قاطع، وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضة قابلة للتأويل، قال: وليست المسألة من العمليات؛ فيُكتفى فيها بالأدلة الظنية، وإنما هي من المعتقدات فلا يكتفى فيها إلا بالدليل القطعي …".
ت: المراد بالقطعي على الصحيح: ما صح عن الله أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا على اصطلاح المتكلمين بأنه المتواتر فقط. فكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواتراً أو آحاداً فإنه يُبنى عليه الحكم الاعتقادي أو العملي فهما سيَّان في هذا، ولكن الشأن في ثبوته وصراحة دلالته، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/501: "قال الخطابي"إطلاق العجب على الله محال، ومعناه الرضا، فكأنه قال: إن ذلك الصنيع حل من الرضا عند الله حلول العجب عندكم، قال: وقد يكون المراد بالعجب هنا أن الله يعجب ملائكته من صنيعهما لندور ما وقع منهما في العادة. قال: وقال أبو عبد الله: معنى الضحك هنا الرحمة. قلت: ولم أر ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري، قال الخطابي: وتأويل الضحك بالرضا أقرب من تأويله بالرحمة، لأن الضحك من الكرام يدل على الرضا فإنهم يوصفون بالبشر عند السؤال …".
ت: هذا كله تأويل لصفتي العجب والضحك الثابتتين لله، وصرف لهما عن ظاهرهما. والواجب إثباتهما حقيقة لله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل كسائر الأسماء والصفات، وهو قول أهل السنة والجماعة، ومثل ذلك التأويل بعيدٌ جداً عن الإمام البخاري رحمه الله، فلا معول عليه ألبتة

. قال الحافظ 8/532: "لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك، ليس كمثله شيء".
ت: نفي الجوارح والأعضاء من النفي المجمل، والذي لم يرد به توقيف النص، فلا يجوز إطلاقه، بل الواجب فيه التفصيل:
أ- فإن قُصد بنفي الجوارح والأعضاء، تلك الصفات المشابهة لجوارح المخلوقين وأعضائهم، فالمعنى صحيح، ويغني عن هذا اللفظ المجمل ما ورد من نصوص شرعية تنفيه كقوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وقوله {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.
ب- وإن قُصد بنفيها نفي الصفات الذاتية عن الله، كصفة الساق والقدم والأصابع وغيرها مما نطقت به النصوص الصحيحة، فهو من التأويل والتعطيل المذمومين، وهو أيضاً إلحاد في أسماء الله وصفاته.
والواجب إثبات ما جاءت به النصوص من صفات الله عز وجل كاليد والإصبع والقدم والساق وغير ذلك بلا تمثيل ولا تكييف، وبلا تعطيل ولا تحريف، بل على الوجه اللائق به سبحانه، من غير مشابهة لخلقه في شيء من صفاته تعالى وتقدس، لعموم قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وغيرها من الآيات الواردة في هذا المعنى، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
* * *
قال الحافظ 8/573: ". . وإسناد الاطمئنان إلى الله من مجاز المشاكلة، والمراد به لازمه من إيصال الخير ونحو ذلك …" اهـ.
ت: هذا إعمال للمجاز في نصوص الصفات، ولا يجوز هذا فيها، وإذا ثبتت الصفة فلا كلام عندئذ بالادعاء بتأويلها على أنها مجاز أو تفويضها، فالعبرة على ثبوت الاطمئنان إلى الله، فإن صح أثبتت حقيقة ذلك على ما يليق بالله

كما نثبت الرضا له سبحانه حقيقة على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تمثيل ولا تكييف. والحسن هو البصري، وهو من سادات التابعين. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 8/687: "وقال القرطبي: أصل الأذن بفتحتين أن المستمع يميل بأذنه إلى جهة من يسمعه، وهذا المعنى في حق الله لا يراد به ظاهره، وإنما هو على سبيل التوسع على ما جرى به عرف المخاطب، والمراد به في حق الله تعالى إكرام القارئ وإجزال ثوابه، لأن ذلك ثمرة الإصغاء … " اهـ.
ت: ولماذا لا يُراد ظاهره وهو الاستماع، على وجهٍ يليق به عز وجل، ولو لم تكن نصوص الصفات مرادٌ لها ظواهرها فمن يعرفها إذن؟!
والواجب على المسلم الإيمان بهذه الصفة وغيرها من صفات الله الذاتية والفعلية على ما يليق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كسائر أسمائه وصفاته كما قال سبحانه : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 9/231: "قال عياض: ويحتمل أن تكون الغيرة في حق الله الإشارة إلى تغير حال فاعل ذلك، وقيل: الغيرة في الأصل الحمية والأنفة، وهو تفسير بلازم التغير فيرجع إلى الغضب، وقد نسب سبحانه وتعالى إلى نفسه في كتابه الغضب والرضا . وقال ابن العربي: التغير محال على الله بالدلالة القطعية فيجب تأويله بلازمه؛ كالوعيد أو إيقاع العقوبة بالفاعل، ونحو ذلك". اهـ.
ت: كل هذا تمحل وتأويل لا يجوز في حق صفات الله، فما المانع أن يكون لله غيرة لائقة به، لا تشبه ما للخلق من الغيرة كسائر الصفات، مع القطع بعدم العلم بكيفيتها؟فالواجب أن ما نطقت به النصوص الشرعية من أسماء الله وصفاته أثبتناه، وما نفته عن الله نفيناه،

حيث هذا موجب الاستسلام والتسليم لله ورسوله، وهو قول أهل السنة والجماعة، وقولهم أسلم وأعلم وأحكم، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 10/102: " … والتبرك بآثار الصالحين …".
ت: مضى إبطال هذا في مواضع عديدة من المجلد الأول والثالث والسادس وغيرها. والتبرك بذوات الصالحين لا يجوز، بل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته بذاته، لا بعد موته، والحافظ – عفا الله عنه – توسع في هذا فأدخل عموم الصالحين، والحقُ ما عرفت من خصوصيته بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 10/208: " … وفي الحديث التبرك بالرجل الصالح وسائر أعضائه وخصوصاً اليد اليمنى".
ت: مضى لهذا نظائر في المجلد الأول والثالث والسادس والعاشر، والتبرك بالذوات خاص بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته لا بعد موته، أما غيره فلا يجوز لعدم الدليل، مع وجود السبب في الصحابة الذين هم أفضل الصالحين ولم يكن يُتبرك بهم. ولكونه ذريعة إلى الشرك الأكبر والأصغر، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 10/217: "قوله: (أنت الشافي) يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين: أحدهما: ألا يكون في ذلك ما يوهم نقصاً. والثاني: أن يكون له أصل في القرآن. وهذا من ذاك، فإن في القرآن {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}".
ت: الصواب أن باب الأسماء والصفات توقيفي، يُقتصر فيه على ما ورد في القرآن والسنة فقط. فلا يُسمَّى الله إلا بما سمَّى به نفسه أو سمَّاه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك
الشافي فهو اسم سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وما خرج عن هذه القاعدة فلا يُسمَّى الله به. والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (2733) من كتاب الشروط في المجلد الخامس.
* * *
قال الحافظ 10/244: "وأخرجه الطبري في "التهذيب" من طريق يزيد ابن زريع عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يرى بأساً إذا كان بالرجل سحر أن يمشي إلى من يطلق عنه، فقال: هو صلاح. قال قتادة: وكان الحسن يكره ذلك يقول: لا يعلم ذلك إلا ساحر، قال: فقال سعيد بن المسيب: إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع. وقد أخرج أبو داود في "المراسيل" عن الحسن رفعه: "النشرة من عمل الشيطان" ووصله أحمد وأبو داود بسند حسن عن جابر. قال ابن الجوزي: النشرة حل السحر عن المسحور، ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر. وقد سئل أحمد عمن يطلق السحر عن المسحور فقال: لا بأس به. وهذا هو المعتمد. ويجاب عن الحديث والأثر بأن قوله : "النشرة من عمل الشيطان" إشارة إلى أصلها، ويختلف الحكم بالقصد، فمن قصد بها خيراً كان خيراً وإلا فهو شر. ثم الحصر المنقول عن الحسن ليس على ظاهره لأنه قد ينحل بالرقى والأدعية والتعويذ، ولكن يحتمل أن تكون النشرة نوعين"اهـ.
ت: النشرة على نوعين:
1- نشرة بسحر مثله، فهذه لا تجوز على الصحيح من قولي العلماء؛ للحديث المذكور: "النشرة من علم الشيطان"، ولعموم النصوص في تحريم السحر، وكونه من الكفر والشرك بالله.
2- وتكون النشرة بالأدوية المباحة المجربة والأدعية والتعاويذ الشرعية، وهذه مشروعة بالاتفاق، ومع هذا ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم برقية جبريل عليه السلام له. والحسن هو البصري، وهو من سادات التابعين. والله أعلم

قال الحافظ 10/270: "قوله : (لا ينظر الله) أي لا يرحمه، فالنظر إذا أضيف إلى الله كان مجازاً، وإذا أضيف إلى المخلوق كان كناية، ويحتمل أن يكون المراد لا ينظر الله إليه نظر رحمة … .
وقال الكرماني: نسبة النظر لمن يجوز عليه النظر كناية؛ لأن من اعتد بالشخص التفت إليه، ثم كثر حتى صار عبارة عن الإحسان وإن لم يكن هناك نظر، ولمن لا يجوز عليه حقيقة النظر وهو تقليب الحدقة، والله منـزه عن ذلك، فهو بمعنى الإحسان مجاز عما وقع في حق غيره كناية … ويؤيد ما ذكر من حمل النظر على الرحمة أو المقت … " اهـ.
ت: هذا كله تأويل لصفة نظر الله وصرف لها عن ظاهرها. والواجب في هذا – وغيره من نصوص الصفات – حمله على ظاهره وحقيقته اللائقة بالله عز وجل، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وأن النظر جائز على الله لثبوته في النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة. كما يجب عدم تكلف تفسير ذلك بمحض الأدلة العقلية.
وتنـزيه الله سبحانه هو بإثبات ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوقوف فيما عدا ذلك، ومقته سبحانه من صفات أفعاله كنظره، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 10/342: "وفيه استعمال آثار الصالحين ولباس ملابسهم على جهة التبرك والتيمن بها"اهـ.
ت: الحق في هذا قصر التبرك على النبي صلى الله عليه وسلم فقط، بذاته في حياته لا بعد موته، لا من الصحابة الذين هم سادات الأولياء ولا من غيرهم. ومضى لهذا نظائر عديدة في المجلد الأول والثالث والسادس والعاشر، والله أعلم

قال الحافظ 10/408: "واستدل به على أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى؛ للحوق الوعيد بمن تشبه بالخالق …".
واستدل به على جواز التكليف بما لا يطاق، والجواب ما تقدم. وأيضاً فنفخ الروح في الجماد قد ورد معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، فهو يمكن وإن كان في وقوعه خرق عادة، والحق أنه خطاب تعجيز لا تكليف كما تقدم، والله أعلم".
ت: إطلاق القول في مسألة التكليف بما لا يطاق من إطلاقات المبتدعة، ويأتي التعليق على مثلها إن شاء الله، وإلا فإنه سبحانه لا يكلف شرعاً ما لا يطاق لقوله عز وجل : {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} ولقوله سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وما ها هنا من باب الوعيد والعذاب، وليس من باب التكليف فتأمله!والله أعلم.
وانظر التعليق على الباب الأول من كتاب القدر، المجلد 11.
* * *
قال الحافظ 10/431: "أن المراد بالحجزة هنا قائمة العرش …".
ت: الحُجْزة والحقو من الصفات الذاتية الملازمة لذاته سبحانه يجب الإيمان بهما حقاً، وإمرارها كما جاءت من غير تكليف بتكييفها ولا تمثيلها ولا تحريفها ولا تعطيلها، كسائر الأسماء والصفات، والإيمان بها على الوجه اللائق بالله عظمة وإثباتاً وتنـزيهاً، كما هو قول أهل السنة والجماعة في بقية الصفات. والله ولي التوفيق.
وانظر التعليق على حديث (4830) من باب 47 من كتاب التفسير.
* * *
قال الحافظ 10/431: "قال ابن أبي جمرة الوصل من الله كناية عن عظيم إحسانه، وإنما خاطب الناس بما يفهمون، ولما كان أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه الوصال، وهو القرب منه، وإسعافه بما يريد، ومساعدته على ما يرضيه، وكانت حقيقة ذلك مستحيلة في حق الله تعالى، عرف أن ذلك كناية عن عظيم إحسانه لعبده. قال: وكذا القول في القطع هو كناية عن حرمان الإحسان …"أهـ

. ت: بل الوصل والقطع فعلان ثابتان لله سبحانه لائقان به من باب المجازاة والمقابلة لمن يستحقها، وهما من الصفات الواجب إثباتهما له سبحانه كسائر الصفات، وليستا بمستحيلين على الله في حقيقتيهما، بل نؤمن بهما بلا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف كسائر نصوص الأسماء والصفات، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 10/447: "قلت: وحاصل كلامه أن الرحمة رحمتان؛ رحمة من صفة الذات وهي لا تتعدد، ورحمة من صفة الفعل وهي المشار إليهاهنا …"اهـ.
ت: الرحمة لله سبحانه رحمتان:
أ- رحمة موصوف بها سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه كسائر صفاته، يجب إثباتهما لله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما قال سبحانه : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
ب- والنوع الثاني: رحمة مخلوقة أنـزل منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلائق، وأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة يرحم الله بها عباده يوم القيامة كما هو نص الحديث، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 10/477: "والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه …، والمراد بمحبة الله إرادة الخير …"اهـ.
ت: هذا التأويل للمحبة عين تعطيل الأشاعرة لهذه الصفة الإلهية.
والحق أن الله يوصف بالمحبة والغضب كما يوصف بالسمع والبصر، كما نطقت به نصوص الشرع الحنيف كقوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وغيرها في الصفات الثابتة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما تقدم التنبيه على هذا غير مرة، والله ولي التوفيق

قال الحافظ 10/503: "ويدنو المؤمن من ربه أي يقرب منه قرب كرامة وعلو منـزلة"اهـ.
ت: الواجب إثبات الدنو على ظاهره، وأنه تقريب من الله لعبده المؤمن حتى يضع عليه كنفه، والله أعلم بكيفية ذلك، ولا ريب أن هذا التقريب تكريم من الله للمؤمن، والله أعلم.
وانظر التعليق على الأحاديث (7514، 7517، 7536) من كتاب التوحيد.
* * *



قال الحافظ 10/503: "قوله: (حتى يضع كنفه) بفتح الكاف والنون بعدها فاء: أي جانبه، والكنف أيضاً الستر وهو المراد هنا، والأول مجاز في حق الله تعالى كما يقال: فلان في كنف فلان أي في حمايته وكلاءته . . "اهـ.
ت: ادعاء المجاز على أن معنى الكنف هو الجانب مردود وباطل، والصواب أن الكنف ثابت لله عز وجل على ما صح في الأحاديث الصحاح ومنها حديث الباب، ومن معاني الكنف عند السلف: الناحية والستر والحجاب. فلا حاجة لادعاء المجاز فيه لنفيه وتعطيله عن الله حقيقة؛ لأن ذلك لا يجوز في حق الله وأسمائه وصفاته، بل يجب إثباته لله على الوجه اللائق بالله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تمثيل ولا تكييف كباقي الصفات. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/5: "والمراد بالصورة الصفة …"اهـ.
ت: تأويل الصورة في النصوص بالصفة ليس بجيد، بل لله صورة حقيقة لائقة به، كما أن له صفات كاملة حقيقة لائقة به أيضاً، وإثبات الصورة لربنا لا يلزم منه أن تكون مشابهة لصورة المخلوقين، كما أن إثبات وجه له سبحانه لا يلزم منه مُماثلة وجهه سبحانه لوجوه

المخلوقين ولا حياته لحياتهم، وهذا باب مطرد في جميع الصفات بل والأسماء، لقوله سبحانه : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. ويجب الإيمان بذلك كله من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف للآية المذكورة وغيرها من النصوص وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية الكلام على مسألة الصورة في آخر بيان تلبيس الجهمية، وتتبع تأويلات المؤولين مبطلاً لها فراجعه فإنه دقيق مفيد. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/105: "وقد استشكل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم، والاستغفار يستدعي وقوع معصية. وأجيب بعدة أجوبة: منها ما تقدم في تفسير الغين، ومنها قول ابن الجوزي: هفوات الطباع البشرية لا يسلم منها أحد، والأنبياء وإن عصموا من الكبائر فلم يعصموا من الصغائر. كذا قال، وهو مفرع على خلاف المختار، والراجح عصمتهم من الصغائر أيضاً…". اهـ.
ت: هذه مسألة اتسع فيها الخلاف، والقول الوسط بين الأقوال هو عصمة الأنبياء من الكبائر وعصمتهم من الإقرار على الصغائر، لا عصمتهم من الصغائر مطلقاً، وهو القول الصواب في المسألة كما دل عليه ظاهر القرآن في تأنيب النبي صلى الله عليه وسلم في الأعمى وغيره. كما أنهم معصومون فيما يبلغون عن الله عز وجل. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/109: "قال ابن العربي: كل صفة تقتضي التغير لا يجوز أن يوصف الله بحقيقتها. . "اهـ.
ت: هذا قول باطل؛ إذ ليس فيما وصف الله نفسه نقص ولا تغيير، فكل صفاته كمال، ومن ذلك صفة الفرح والضحك والرضا، بل النقص متصور في صفات المخلوقين، فيجب تنـزيه الخالق وصفاته عن أن تماثل صفات خلقه. والله أعلم

قال الحافظ 11/109: "وقال ابن أبي جمرة: كنَّى عن إحسان الله للتائب وتجاوزه عنه بالفرح؛ لأن عادة الملك إذا فرح بفعل أحد أن يبالغ في الإحسان إليه …"اهـ.
ت: هذا أيضاً من الباطل بتأويل صفة الفرح بالإحسان والتجاوز، فله سبحانه فرح ثابت ولائق به كما أن له إحساناً وتجاوزاً مناسبين لكماله وقدسيته وحكمته. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/109: "وهذا القول جار في جميع ما أطلقه الله تعالى على صفة من الصفات التي لا تليق به …"اهـ.
ت: ليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات لا تليق بالله إلا ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز تأويل صفاته سبحانه بآثارها وثمارها؛ إذ لازمه نفي حقائق تلك الصفات عن الله، بل يجب إثباتها لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما هو قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/133: "وقال الكرماني …: النـزول محال على الله؛ لأن حقيقته الحركة من جهة العلو إلى السفل، وقد دلت البراهين القاطعة على تنـزيهه عن ذلك، فليتأول ذلك بأن المراد نـزول ملك الرحمة ونحوه، أو يفوض مع اعتقاد التنـزيه…"اهـ.
ت: هذا تأويل فاسد لصفة النـزول وتحريف لمعناها، وتعطيل لحقيقتها، والواجب إثبات هذه الصفة على الحقيقة اللائقة به سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل كسائر نصوص الصفات، هذا هو قول أهل السنة والجماعة.
والذي يُفوض من ذلك هو كيفية النـزول، لا تفويض العلم بالمعنى. إذ مسلكا المتكلمين في الصفات: إما تأويل، وهو في الواقع تحريف وتعطيل … وإما تفويض، وهو في الواقع تجهيل. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/212: وقوله: "حبيبتان إلى الرحمن" تثنية حبيبة وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب لله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم. . "اهـ.
ت: هذا تأويل لصفة المحبة لله عز وجل بإرادة إيصال الخير، وهذا لا يجوز ولا يليق في حقه سبحانه، والواجب إثبات المحبة لله عز وجل على ما يليق بالله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كما وردت في نصوص الكتاب والسنة، كسائر صفات الله عز وجل، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/226: "واختلف في الأسماء الحسنى هل هي توقيفية بمعنى أنه لا يجوز لأحد أن يشتق من الأفعال الثابتة لله أسماء، إلا إذا ورد نص إما في الكتاب أو السنة، فقال الفخر: المشهور عن أصحابنا أنها توقيفية. وقالت المعتزلة والكرامية: إذ دل العقل على أن معنى اللفظ ثابت في حق الله جاز إطلاقه على الله. وقال القاضي أبو بكر والغزالي: الأسماء توقيفية دون الصفات، قال: وهذا هو المختار …" اهـ.
ت: القاعدة الكلية عند أهل السنة والجماعة: أن أسماء الله وصفاته كلها مبناها على التوقيف من الكتاب والسنة عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يُسمى الله ولا يُوصف إلا بما جاء في الكتاب والسنة، وبهذه القاعدة تسلم أسماء الله وصفاته من اجتهاد البشر.
وثمة قاعدة أخرى: هي أنه يؤخذ من الأسماء الحسنى صفات، ولا عكس؛ فلا يشتق من الصفة اسم.

GHOUAR
01-03-2009, 07:56 AM
ومعلوم أن باب الإخبار عن الله بمعنى حق في نفسه أوسع عند أهل السنة من بابي الوصف والتسمي، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (5745) باب 38 من كتاب الطب – المجلد العاشر - .
* * *
قال الحافظ 11/230: "ومعنى محبته له أنه أمر به وأثاب عليه…"اهـ.
ت: هذا تأويل لصفة المحبة بأثر من آثارها، والواجب إثبات هذه الصفة حقيقة على الوجه اللائق بالله عز وجل تعظيماً وتقديساً وإثباتاً وتنـزيهاً من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل كالواجب في جميع أسماء الله وصفاته سبحانه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/308 : "قلت: المراد بالرحمة هنا ما يقع من صفات الفعل كما سأقرره فلا حاجة للتأويل…"اهـ.
ت: الرحمة رحمتان: رحمة صفة من صفاته سبحانه، ورحمة مخلوقة يتراحم بها الخلق في الدنيا ويرحم الله بها عباده يوم القيامة، فالرسول رحمة والمطر رحمة وهكذا… والله أعلم.
ومضى تقرير ذلك على حديث (6000) من المجلد العاشر.
* * *
قال الحافظ 11/351: "قوله : يتقرب إليَّ، التقرب طلب القرب قال أبو القاسم القشيري: قرب العبد من ربه يقع أولاً بإيمانه، ثم بإحسانه. وقرب الرب من عبده ما يخصه به في الدنيا من عرفانه، وفي الآخرة من رضوانه، وفيما بين ذلك من وجوه لطفه وامتنانه. ولا يتم قرب العبد من الحق إلا ببعده من الخلق. قال: وقرب الرب بالعلم والقدرة عام للناس، وباللطف والنصرة خاص بالخواص، وبالتأنيس خاص بالأولياء…"اهـ

ت: هذا تأويل لقرب الله تعالى من عبده، والواجب إثباته لله عز وجل على ما يليق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل كسائر صفات الله عز وجل؛ فهو سبحانه{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . والله وفي التوفيق.
وانظر التعليق على حديث (6069) من العاشر مع (7536) من كتاب التوحيد – باب 50 على حديث أنس رضي الله عنه.
* * *
قال الحافظ 11/365: "قال العلماء: محبة الله لعبده إرادته الخير له وهدايته إليه وإنعامه عليه، وكراهته له على الضد من ذلك"اهـ.
ت: هذا أيضاً من التأويل المذموم لصفتي المحبة والكره بصفة الإرادة وغيرها، فالحق أنهما صفتان ثابتتان لله حقاً. فالمحبة والكره صفتان حقيقتان لله سبحانه لا يلزم منهما مشابهة محبة وكره للمخلوق، لقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/411: "ومعنى قوله: {لاَ يَرْضَى} أي لا يشكره لهم ولا يثيبهم عليه، فعلى هذا فهي صفة فعل. وقيل: معنى الرضا أنه لا يرضاه ديناً مشروعاً لهم، وقيل: الرضا صفة وراء الإرادة، وقيل: الإرادة تطلق بإزاء شيئين: إرادة تقدير، وإرادة رضا، والثانية أخص من الأولى، والله أعلم. وقيل: الرضا من الله إرادة الخير، كما أن السخط إرادة الشر…" اهـ.
ت: الواجب إثبات هاتين الصفتين: الرضا والسخط كباقي الصفات على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، هذا الواجب في باب الأسماء والصفات جميعاً، كما قال سبحانه وتعالى؛ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقد سد باب التأويل الذي هو في الحقيقة نفي وتعطيل، والله أعلم

قال الحافظ 11/449: "وقال عياض: استدل بهذا الحديث من جوَّز الخطايا على الأنبياء … واختلفوا فيما عدا ذلك كله من الصغائر؛ فذهب جماعة من أهل النظر إلى عصمتهم منها مطلقا…"اهـ.
ت: مضى أن الأنبياء – على القول الراجح – معصومون فيما يبلغون عن الله ومن الكبائر والمداومة على الصغائر، لا أنهم معصومون عن الصغائر مطلقاً، وهذا القول الراجح هو الذي عليه جمهور أهل العلم، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (3607) من كتاب الدعوات في هذا المجلد.
* * *
قال الحافظ 11/449: "وفيه جواز إطلاق الغضب على الله؛ والمراد به ما يظهر من انتقامه ممن عصاه، وما يشاهده أهل الموقف من الأهوال التي لم يكن مثالها ولا يكون، كذا قرره النووي. وقال غيره: المراد بالغضب لازمه وهو إرادة إيصال السوء للبعض…" اهـ.
ت: كلا هذين القولين تأويل لصفة الغضب لله عن حقيقتها. والواجب إثبات صفة الغضب لله حقيقة على ما يليق به من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف، كبقية صفاته من سمعه وبصره وقدرته وعلمه وغيرها، لقوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، . والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/452: "وقوله: {اللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِم} أي ينـزل بهم جزاء سخريتهم واستهزائهم. . "اهـ.
ت: استهزاء الله بالمنافقين ونحوهم وسخريته بهم من صفات الله التي يقابل بها من يستحقونها، وهي على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل لا يجوز تأويلها، بل الواجب الإيمان بها من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل، كبقية الصفات، وإنـزال الجزاء بهم من استحقاقهم لذلك، وليس هو معنى سخرية الله بهم أو استهزائه بهم. والله أعلم

. قال الحافظ 11/452: "قال البيضاوي: نسبة الضحك إلى الله تعالى مجاز بمعنى الرضا…" اهـ.
ت: ليس هذا صحيحاً، بل الضحك صفة فعلية ثابتة لله سبحانه وتعالى متعلقة بمشيئته، كالرضا، فلا يجوز تأويلها بالرضا، بل الواجب الإيمان بها من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} كسائر صفاته سبحانه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/455: "معناه بفتح أوله لا تضامون في رؤيته بالاجتماع من جهة، …فإنكم ترونه في جهاتكم كلها وهو متعال عن الجهة" اهـ.
ت: نفي الجهة في رؤية الله هو قول الأشاعرة والماتريدية ونفاة العلو عن الله، فالله سبحانه يُرى في الآخرة ويراه المؤمنون من فوقهم، وهو في علوه الذاتي الذي أثبته لنفسه وأثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم في نصوص كثيرة، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/458: "وقيل: الإتيان فعل من أفعال الله تعالى يجب الإيمان به مع تنـزيهه سبحانه وتعالى عن سمات الحدوث. وقيل: فيه حذف، تقديره: يأتيهم بعض ملائكة الله، ورجحه عياض. قال: ولعل هذا الملك جاءهم في صورة أنكروها لما رأوا فيها من سمة الحدوث الظاهرة على الملك؛ لأنه مخلوق …"اهـ.
ت: هذا تأويل لإتيان الله عز وجل، وهي صفة فعلية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة على الحقيقة اللائقة به سبحانه، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف ولا تكييف. هذا هو حقيقة تنـزيه الله عن النقائص ومشابهة المخلوقين، لا أن تنفي عنه ما ثبت له من صفات الكمال، كما أن الصورة ثابتة لله على ما يليق به سبحانه إثباتاً بلا تمثيل وتنـزيهاً بلا

تعطيل، فلا يشبه في ذلك خلقه لا في ذاته ولا في صفاته وأفعاله{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/459: "وعبر عن الصفة بالصورة … بقوله: "يكشف عن ساق" أي عن شدة … اهـ.
ت: هذا ليس بسديد، فالصفة غير الصورة، وكلاهما ثابتان لله، فله صفات تليق به، كما له صورة حقيقية كاملة كمال ذاته.
* * *
قال الحافظ 11/459: "ومعنى كشف الساق زوال الخوف والهول …"اهـ.
ت: هذا من التأويل القبيح، ونفي للساق عنه سبحانه، بل لله صفة الساق كما ورد في الحديث الصحيح، وهي صفة ذاتية حقيقية لله، لائقة به، لا تماثل صفات الخلق، ولا يجوز تأويلها أو تعطيلها عن الله، كسائر الصفات الثابتة في الكتاب والسنة، والله أعلم.
وراجع التعليق على حديث (4830) في تفسير سورة محمد من المجلد الثامن.
* * *
قال الحافظ 11/498: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} فمن لم يشرك فهو داخل في المشيئة. واستدل به الأشعري في تجويزه تكليف ما لا يطاق؛ لأنه دل على أن الله كلف العباد كلهم بالإيمان مع أنه قدر على بعضهم أن يموت على الكفر…"اهـ.
ت: إطلاق القول بالتكليف بما لا يطاق من البدع المحدثة من المتكلمين في أصولي الدين والفقه، والقول به من بدع المتكلمين، والحق فيه التفصيل.
أ- فتكليف ما لا يطاق لعجز العبد عنه كالمشي على القفا وعلى الرأس وغيره فغير موجود في الشريعة البتة، أو كان لعدم استطاعة المكلف الإتيان به لعجزه عنه، فهو أيضاً مما لم يكلفه، كما قال تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا}، وقال سبحانه في غير آية: {لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، وقال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، فهو مما رفعه الله عنا من الحرج فخفف على عباده {وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
ب- أما تكليف ما لا يطاق لا للعجز عنه بل للاشتغال بضده من الكفر والفسوق والعصيان، فهذا مما جاءت الشريعة به أمراً ونهياً. وتسميته "ما لا يُطاق" خطأ، ولم يرد بها الشرع الحنيف.
انظر في هذا التفصيل: مجموع الفتاوى لابن تيمية 8/269 وما بعدها، ودرء التعارض 1/65.
* * *
قال الحافظ 11/499: "وللعبد قدرة غير مؤثرة في المقدور، وأثبت بعضهم أن لها تأثيراً لكنه يسمى كسباً، وبسط أدلتهم يطول … "اهـ.
ت: هذا تقرير من المؤلف لكسب الأشاعرة في باب القضاء والقدر، والحق أن قدرة العبد ينشأ عنها فعله، ولهذا هو محاسب ومؤاخذ عليها، وهي على كل حال لا تخرج عن قدرة الله ومشيئته بحال والله تعالى خلق العبد وخلق قدرته، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 11/516: "… وإضافة الله خلق آدم إلى يده في الآية إضافة تشريف …" اهـ.
ت: الصواب أن هذه الإضافة على ما يليق بالله سبحانه إثباتاً وتنـزيهاً؛ فقد خلقه سبحانه بيديه، فالواجب إثبات اليدين لله على ما يليق به سبحانه من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف. وكون الإضافة حقيقة يستفاد منها – مع إثبات اليدين – تكريم وتشريف آدم وذريته بخلق الله له بيديه، والله أعلم.
قال الحافظ 11/535: "وفيه جواز تسمية الله تعالى بما ثبت من صفاته على الوجه الذي يليق به…"اهـ.
ت: مضى غير مرة أن القاعدة في الأسماء الحسنى والصفات العلى هي التوقيف على ثبوت النص فيهما. وأنه يشتق من الأسماء الحسنى صفات، ولا عكس؛ فلا يؤخذ من الصفة اسم، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (6410) من آخر الدعوات في المجلد الحادي عشر.
* * *
قال الحافظ 11/571: "وقوله: "ولا ينظر الله إليه"قال في الكشاف: هو كناية عن عدم الإحسان إليه عند من يجوز عليه النظر، مجاز عند من لا يجوزه، والمراد بترك التزكية ترك الثناء عليه، وبالغضب إيصال الشر إليه …" اهـ.
ت: هذه من اعتزاليات الزمخشري صاحب الكشاف، والنص صريح في عدم النظر إلى هؤلاء احتقاراً لهم وتعذيباً وتبكيتاً، والنظر جائز على الله سبحانه؛ لأنه أثبته سبحانه لنفسه وأثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقول بأنه مجاز طريق لباب التعطيل والنفي في هذه الصفة.
أما غضبه سبحانه فهو غضب حقيقي كسائر صفاته سبحانه، يكون بمشيئته عز وجل، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، نؤمن بذلك كله، والواجب الوقوف مع النصوص الصحيحة أينما دارت، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 12/447: "وقال المهلب في قوله: كلف أن يعقد بين شعيرتين" حجة للأشعرية في تجويزهم تكليف ما لا يطاق، ومثله في قوله تعالى : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ}. وأجاب من منع ذلك بقوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، أو حملوه على أمور الدنيا، وحملوا الآية والحديث المذكورين على أمور الآخرة

انتهى ملخصاً. والمسألة مشهورة فلا نطيل بها" اهـ.
ت: مضى القول بأن إطلاق القول بتكليف ما لا يطاق من الإطلاقات الحادثة للمتكلمين، ومن بدعهم في باب القدر من أصول الدين وفي أصول الفقه، ومضى التفصيل في مثل هذه الإطلاقات المبتدعة، لكن يجب أن يُعلم أن التكليف في النصوص ها هنا إنما هو من باب العقوبة والوعيد والزيادة في النكال والتعجيز والتعذيب، كما أشار إليه الحافظ رحمه الله بعد ذلك، والله أعلم.
وانظر التعليق على أول باب من كتاب القدر – في آخره – من المجلد الحادي عشر.
* * *
قال الحافظ 13/103: "ولا يرد على ذلك رؤية النبي صلى الله عليه وسلم له ليلة الإسراء؛ لأن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم، فأعطاه الله تعالى في الدنيا القوة التي ينعم بها على المؤمنين في الآخرة.
ت: مضى غير مرة أن الصحيح فيه أنه صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة المعراج، ولا في الدنيا رأي عين، وإنما سمع صوته سبحانه، وكلمه ربه، أما الرؤية بالبصر فلا تكون إلا بعد الموت كما دل عليه حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (4855) من كتاب التفسير في المجلد الثامن.
* * *
قال الحافظ 13/112: "وقال ابن العربي: سمعت من يقول: إن الذي يقتله الدجال هو الخضر، وهذه دعوى لا برهان لها…"اهـ.
ت: صدق رحمه الله؛ لأن الخضر عليه السلام ميت بنص حديث ابن عمر رضي الله عنهما، "أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" وقد مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه نبي، ونبينا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده، والله أعلم

. انظر التعليق على حديث (3402) من كتاب أحاديث الأنبياء، باب 27، المجلد السادس.
* * *
قال الحافظ 13/215: "ومعنى لا ينظر إليهم: يعرض عنهم. ومعنى نظره لعباده: رحمته لهم ولطفه بهم…"اهـ.
ت: هذا تأويل لنظر الله إلى الرحمة واللطف. والحق أن الله ينظر إلى من شاء من خلقه ويعرض عمن شاء إكراماً وإهانة، نظراً يليق بجلاله سبحانه، كما أن له عينين حقيقتين لائقتين به سبحانه، نؤمن بهما كسائر صفاته عز وجل من غير تمثيل ولا تكييف، ولا تعطيل ولا تحريف، على حد قوله سبحانه : : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/268: "وقال ابن عبد السلام: في أواخر "القواعد": البدعة خمسة أقسام: "فالواجبة": كالاشتغال بالنحو الذي يفهم به كلام الله ورسوله؛ لأن حفظ الشريعة واجب، ولا يتأتى بالنحو الذي يفهم به كلام الله ورسوله؛ لأن حفظ الشريعة واجب، ولا يتأتى إلا بذلك فيكون من مقدمة الواجب، وكذا شرح الغريب، وتدوين أصول الفقه، والتوصيل إلى تمييز الصحيح والسقيم. "والمحرمة": ما رتبه من خالف السنة من القدرية والمرجئة والمشبهة. "والمندوبة": كل إحسان لم يعهد عينه في العهد النبوي كالاجتماع عند التراويح، وبناء المدارس والربط، والكلام في التصوف المحمود، وعقد مجالس المناظرة إن أريد بذلك وجه الله. "والمباحة": كالمصافحة عقب صلاة الصبح والعصر، والتوسع في المستلذات من أكل وشرب وملبس ومسكن. وقد يكن بعض ذلك مكروهاً أو خلاف الأولى، والله أعلم" اهـ.
ت: من قَسَّم البدعة إلى حسنة وسيئة، أو محمودة ومذمومة من الأئمة كالشافعي وغيره فمن ناحية الأصل اللغوي لا المعنى الشرعي.

GHOUAR
01-03-2009, 08:02 AM
ففي الشرع كل البدع مذمومة لعموم حديث: "فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" عموماً لا مُخصص له من جنسه.
كما أن تقسيم البدع إلى الأحكام التكليفية الخمسة تقسيم محدث غير مستوٍ ولا دليل عليه، وعابه جداً الشاطبي في كتابه الاعتصام في آخر الباب الثالث منه.
وانظر التعليق على حديث (2010) من كتاب صلاة التراويح في المجلد الرابع.
* * *
قال الحافظ 13/357: "وأما أهل السنة ففسروا التوحيد بنفي التشبيه والتعطيل. قال الجنيد فيما حكاه أبو القاسم القشيري: "والتوحيد إفراد القديم من المحدث … "اهـ.
ت: التوحيد عند أهل السنة والجماعة يقوم على ثلاثة أسس:
1- توحيد الله بأفعاله، وهو توحيد الربوبية.
2- توحيد الله بأفعال خلقه من عبيده، وهو توحيد الألوهية.
3- توحيد الله بالأسماء والصفات: بأن نؤمن بكل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا ننفي عنه إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه له رسوله صلى الله عليه وسلم، كل ذلك من غير تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف على حد قوله عز وجل : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .
وقول الجنيد قول مجمل، فالمُحقُّ يحمله محملاً حسناً، وغيرُ المحق يُدخل فيه أشياء باطلة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة 1/92، وانظر مدارج السالكين لابن القيم 3/412.

* * *

قال الحافظ 13/357: "وقال ابن بطال: تضمنت ترجمة الباب أن الله ليس بجسم؛ لأن الجسم مركب من أشياء مؤلفة …" اهـ

ت: هذا النفي للجسم عن الله نفي محدث بدعي لم تنطق به النصوص الشرعية، ولا يجوز استعماله في حقه سبحانه.
ـ فإن أراد بذلك نفي مشابهة الله لخلقه، فهذا المراد حق لقوله تعالى : : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقوله: : {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.
ـ لكن هذا اللفظ المنفي – وهو نفي الجسم – مبتدع.
ـ وإن أراد بالنفي: نفي الصفات عن الله عز وجل ولا سيما الصفات الاختيارية والخبرية فالنفي باطل، واللفظ المستخدم فيه أيضاً باطل، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/370: "قال المازري ومن تبعه: محبة الله لعباده إرادته ثوابهم وتنعيمهم، وقيل: هي نفس الإثابة والتنعيم؛ ومحبتهم له لا يبعد فيها الميل منهم إليه وهو مقدس عن الميل، وقيل: محبتهم له استقامتهم على طاعته، والتحقيق أن الاستقامة ثمرة المحبة، وحقيقة المحبة له ميلهم إليه؛ لاستحقاقه سبحانه المحبة من جميع وجوهها. انتهى.
وفيه نظر؛ لما فيه من الإطلاق في موضع التقييد، وقال ابن التين: معنى محبة المخلوقين لله إرادتهم أن ينفعهم وقال القرطبي في المفهم: محبة الله لعبده تقريبه له وإكرامه… فمعنى محبته إكرام من أحبه، ومعنى بغضه إهانته، وأما ما كان من المدح والذم فهو من قوله، وقول من كلامه، وكلامه في صفات ذاته، فيرجع إلى الإرادة، فمحبته الخصال المحمودة، وفاعلها يرجع إلى إرادته إكرامه، وبغضه الخصال المذمومة، وفاعلها يرجع إلى إرادته إهانته" اهـ.
ت: كل هذا من أنواع التمحلات لنفي حقيقة صفة المحبة لله عز وجل، لاعتقادهم مشابهة صفات الله لصفات المخلوقين، والحق أن الله سبحانه يحب حقيقة كما يبغض كذلك، ولا يلزم على هذه الصفات مشابهة ولا يجب فيها تأويل، وإنما غضب ومحبة لائقان بالله كمالاً واستحقاقاً من غير تمثيل ولا تكييف، ومن غير تعطيل ولا تحريف، على حد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}

. وكلام الله صفة ذاتية فعلية، فهي صفة ذاتية لتعلق هذه الصفة بذات الله وملازمتها له واتصافه بها أزلاً وأبداً، فكان الله وهو متكلم، لا أنه كان غير متكلم ثم أصبح متكلماً، وهي صفة فعلية لتعلقها بمشيئة الله، فالله يتكلم إذا شاء كيف شاء، والله أعلم.
وانظر التعليق على باب 32 من كتاب التوحيد على حديث (7483).
* * *
قال الحافظ 13/371: "قال ابن بطال: … والمراد برحمته إرادته نفع من سبق في علمه أن ينفعه … وقيل: يرجعان إلى معنى الإرادة، فرحمته إرادته تنعيم من يرحمه، وقيل: راجعان إلى تركه عقاب من يستحق العقوبة"اهـ.
ت: هذا من التأويل الفاسد، وتعطيل رحمة الله عز وجل بنفي حقيقتها عن الله، وإرجاعها إلى صفة الإرادة، فكما أن لله إرادة لا تشبه إرادة خلقه، فكذلك له محبة ورحمة لا تُشبهان ما للخلق من محبة ورحمة، كذا عند أهل السنة على الوجه اللائق بالله، إذ القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر، وإلا لكان ذلك تفريقاً بين المتماثلات بغير ما دليل، وذلك مناقض لصريح الأدلة ومخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، والأصل في هذا قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقوله: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}، وقوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/372: "ولو قال من ينسب إلى التجسيم من اليهود: لا إله إلا الذي في السماء لم يكن مؤمناً كذلك، إلا إن كان عامياً لا يفقه معنى التجسيم فيكتفي منه بذلك، كما في قصة الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم : "أنت مؤمنة"، قالت : نعم، قال: "فأين الله"؟"قالت: في السماء، فقال: "أعتقها فإنها مؤمنة"، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم … " اهـ.
ت: ليس في قوله: "إلا الذي في السماء" تجسيماً، بل هو ما وصف الله به نفسه في مثل قوله تعالى : {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء}، وفي مثل ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في

حديث الجارية هذا وغيره. ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان لإثباتها العلو، لا لأنها تجهل أن العلو لا يليق بالله كما زعموا.
ولم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم منها ذلك مخافة التجسيم أو التعطيل، وإنما لأنه حق وافق الفطرة، وهو ما نفاه ويأباه نفاة العلو، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (7417) من كتاب التوحيد.
* * *
قال الحافظ 13/380: "وفي الحديث إثبات اليمين صفة لله تعالى من صفاته ذاته وليست جارحة، خلافاً للمجسمة. انتهى ملخصاً" اهـ.
ت: الواجب إثبات اليدين لله عز وجل حقيقة على الوجه اللائق به سبحانه إثباتاً بلا تكييف ولا تمثيل، وتنـزيهاً بلا تحريف ولا تعطيل، كسائر أسمائه وصفاته تعالى وتقدس.
وقوله: "وليست جارحة" فهي عبارة محدثة مبهمة مجملة لا دليل على إثباتها أو نفيها، وهي تحتمل حقاً وباطلاً. فالواجب الوقوف مع النص الشرعي فيما أثبت لله أو نفي عنه، والسكوت فيما سوى ذلك مما سكت عنه ومن ذلك نفي الجارحة، والله أعلم.
وقد مضى لهذا نظائر على حديث (1597) من المجلد الثالث، وعلى باب (68) من كتاب التفسير من المجلد الثامن. وعلى ما يأتي على حديث (7410)، وعلى باب 19 من كتاب التوحيد من هذا المجلد الثالث عشر.
* * *
قال الحافظ 13/386: "وليس المراد قرب المسافة؛ لأنه منـزه عن الحلول كما لا يخفى، ومناسبة الغائب ظاهرة من أجل النهي عن رفع الصوت…" اهـ.
ت: الواجب إثبات القرب لله حقيقة على الوجه اللائق به سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ولا حلول، وترك التنطع في ذلك بتأويل يقتضي التعطيل، أو تفويض يقتضي التجهيل

وقربه سبحانه لا يقتضي بحال حلوله ولا اتحاده بشيء من مخلوقاته كما توهمه النفاة المعطلة، فطلبوا بنفيه التنـزيه – على حد زعمهم -، والله أعلم.
وانظر التعليق على باب 50 من كتاب التوحيد.
* * *
قال الحافظ 13/389: "كالإرادة وغيرها بخلق الله تعالى، وهي من الصفات الفعلية، ومرجعها إلى القدرة" اهـ.
ت: الصواب أن صفات الله الفعلية متعلقة بمشيئة الله وإرادته لا إلى قدرته فهو على كل شيء قدير، فصفاته سبحانه الفعلية كالنـزول والاستواء والمجيء يفعلها سبحانه متى شاء وأراد سبحانه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/389: "وجواز اشتقاق الاسم له تعالى من الفعل الثابت"اهـ.
ت: مضى أن القاعدة في الأسماء الحسنى والصفات العلى التوقيف عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. وأنه تؤخذ من الأسماء الحسنى صفات لله، ولا يُشتق من الصفة اسم.
وعليه، فلا يجوز اشتقاق اسم لله تعالى من الفعل الثابت. وأهل السنة والجماعة يخبرون عن الله بالمعنى الحق في باب الإخبار والإطلاق، دون الوصف والتسمي، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (5742) من كتاب الطب، وحديث (7410) من آخر الدعوات.
* * *
قال الحافظ 13/391: قوله: (باب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها) قال ابن بطال: مقصوده بهذه الترجمة تصحيح القول بأن الاسم هو المسمى …" اهـ.
ت: هذا المقصود بعيد عن الإمام البخاري، بل دلالة الترجمة على التعبد لله بأسمائه وصفاته وعبادته بها، سؤالاً واستعاذة

وأما مسألة الاسم هو المسمى أم غيره، أو لا هو ولا غيره؟فمن بدع المتكلمة في هذا الباب.
فتارة يراد بالاسم المسمى كقوله تعالى : {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} فالمسبَّح هو المُسمَّى وهو الله عز وجل، وكما هاهنا فإن المستعاذ به والمسؤول هو المسمَّى وهو الله عز وجل.
وتارة يراد بالاسم غير المسمى كقوله تعالى : {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} فاسم يحيى هنا غير ذاته، فليس اسمه هو ذاته والله أعلم.
وانظر فتاوى ابن تيمية 6/185-212، والتبصير في معالم الدين لابن جرير الطبري 108.
* * *
قال الحافظ 13/394: "والفرق بين صفات الذات وصفات الفعل، أن صفات الذات قائمة به، وصفات الفعل ثابتة له بالقدرة، ووجود المفعول بإرادته جل وعلا"اهـ.
ت: اضطرب المتكلمون وأتباعهم في تقسيم الصفات اضطراباً كبيراً، وما ذكره الحافظ من صفات الذات وصفات الفعل حق، لكن:
صفات الذات قائمة بالله أبداً وأزلاً لا تنفك عنه سبحانه بحال؛ كالعلم والحياة والسمع.
وصفات الفعل قائمة بالله، متعلقة بإرادته ومشيئته؛ كالاستواء والنـزول والضحك والسخط … ولكنها ليست ملازمة لذاته لا تنفك عنه كملازمة صفاته الذاتية، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/395: "والصواب الإمساك عن أمثال هذه المباحث والتفويض إلى الله في جميعها، والاكتفاء بالإيمان بكل ما أوجب الله في كتابه أو على لسان نبيه إثباته أو تنـزيهه عنه على الإجمال، وبالله التوفيق"اهـ.
ت: التفويض الواجب في صفات الله هو تفويض العلم بكيفياتها، هذا هو الواجب في صفات الله كما أخبر عنها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة، أما معانيها
فمعلومة، وهو سبحانه لا يشابه فيها صفات خلقه، كما قال مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة".
وهكذا القول في المحبة والرحمة والغضب والرضا والعلم والقدرة والنفس والقدم والأصابع وغير ذلك مما ثبت في النصوص من الكتاب والسنة، والقول في ذلك هو ما قاله مالك رحمه الله وغيره من أهل السنة من أن المعاني معلومة، والكيف مجهول، وهو سبحانه في جميع معاني صفاته لا يشابه خلقه في شيء منها، كما قال عز وجل :، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث.
والواجب على كل مؤمن ومؤمنة التمسك بما قاله أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وغيرها، والحذر من أقوال أهل البدع، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 13/396: "وقيل: إن إضافة النفس هنا إضافة ملك، والمراد بالنفس نفوس عباده. انتهى ملخصاً، ولا يخفى بُعد الأخير وتكلفه"اهـ.
ت: صدق رحمه الله في بعد هذا التأويل وتكلفه، ولا يقل عنه بعداً وتكلفاً ما قبله من القول بأن إضافة النفس إلى الله إضافة ملك.
والصواب أن النفس هنا هي ذاته سبحانه، نؤمن بها على الوجه اللائق بالله إثباتاً وتنـزيهاً من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وقد بيَّن ذلك ابن تيمية في رده على الرازي، في كتابه "بيان تلبيس الجهمية" وفي الفتاوى 9/293، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/396: "وقيل: غيرة الله كراهة إتيان الفواحش، أي عدم رضاه بها لا التقدير، وقيل: الغضب لازم الغيرة، ولازم الغضب إرادة إيصال العقوبة"اهـ.
ت: هذا تأويل لصفتي الغيرة والغضب عن الله، والواجب إثباتهما على الحقيقة اللائقة به سبحانه كسائر صفاته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، كما قال سبحانه : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والله أعلم.
قال الحافظ 13/397: "والله منـزه عن الحلول في المواضع؛ لأن الحلول عرض يفنى، وهو حادث، والحادث لا يليق بالله …
وقال ابن التين: معنى العندية في هذا الحديث العلم بأنه موضوع على العرش"اهـ
ت: هذا تأويل فاسد من ابن التين ومن ابن بطال للعندية، بل هو عند الله على الحقيقة اللائقة بالله. ودعوى تنـزيه الله عن المكان مسكوت عنها في النصوص، وهي تحوي حقاً وباطلاً.
-فإن أريد بها نفي حلول به، واختلاطه وامتزاجه به فهو حق؛ لأنه سبحانه فوق كل شيء بائن منه.
وإن أريد به نفي العلو والاستواء على العرش حقيقة فباطل، وسيرد لمثل هذا نظير، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (3804) باب 12 من المجلد السابع، وحديث (7422) من كتاب التوحيد في هذا المجلد.
* * *
قال الحافظ 13/397: "الحديث الثالث: قوله: (يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي) أي قادر على أن أعمل به ما ظن أني عامل به . . " اهـ.
ت: الله سبحانه قادر على كل شيء، ومعنى الحديث أن الله عند ظن عبده به، فيعمل بهذا العبد ما ظن العبد أن الله يعمله به من خيرً أو شرٍ؛ لما روى الإمام أحمد في مسنده 3/491 وغيره بسند جيد عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء"، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/398: "قوله: "فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي" أي إن ذكرني بالتنـزيه والتقديس سراً ذكرته بالثواب والرحمة سراً. وقال ابن أبي جمرة: يحتمل أن
يكون مثل قوله تعالى : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}؛ ومعناه اذكروني بالتعظيم أذكركم بالإنعام" اهـ.
ت: كلا هذين التأويلين باطل، والصواب أن الله يذكر عبده في نفسه وفي غيرها على الحقيقة اللائقة به سبحانه؛ إثباتاً بلا تمثيل وتنـزيهاً بلا تعطيل.
أما الثواب والرحمة والإنعام فهي من آثار رحمة الله وإحسانه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/400 : "وليس بجارحة ولا كالوجوه التي نشاهدها من المخلوقين … ولو كانت صفة من صفات الفعل لشملها الهلاك كما شمل غيرها من الصفات، وهو محال"اهـ.
ت: لله وجه على ما يليق به سبحانه من غير مشابهة لوجوه خلقه، وهو من صفات الله الذاتية. أما صفاته الفعلية فهي بمشيئته وإرادته يفعلها سبحانه إذا شاء؛ كالنـزول والاستواء والمحبة والبغض، وعدم فعلها إذا لم يشأ سبحانه لا يلزم منه هلاكها ولا فناؤها. أما نفي الجارحة عنه سبحانه فلفظ مجمل مسكوت عنه في الشريعة، ومضى له نظير، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (7514) – حديث الحبر – من كتاب التوحيد، باب 19.
* * *

قال الحافظ 13/401: "وهو على سبيل التمثيل والتقريب للفهم، لا على معنى إثبات الجارحة" اهـ.
ت: بل الخبر على حقيقته بنفي العور عن الله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه إثبات لصفة العين لله عز وجل كما في صريح القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، خلافاً لصفة الدجال، والعينان صفة كمال تليق بجلال ذاته سبحانه، ولا تشبه جوارح المخلوقين بحال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
قال الحافظ : "قال: ولأهل الكلام في هذه الصفات – كالعين والوجه واليد – ثلاثة أقوال: أحدها: أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل"اهـ.
ت: نعم لا يهتدي العقل إلى كنهها وحقيقتها التي هي عليه، ولكنه في العقل السليم لا ينفيها ولا يحيلها، بل يوافق السمع الصريح في إثباتها. أما أهل الكلام فيزعمون أن عقولهم تنفي هذه الصفات عن الله – تعالى الله عن ذلك-.
وإذا نفينا علمنا بكيفيات الصفات فإن معانيها معلومة وهي ثابتة لله عز وجل على الوجه اللائق بالله، لا يشابه فيها خلقه، هذا قول أهل السنة والجماعة، وهو قول أهل الحق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، وأتباعهم بإحسان، فالواجب على كل مسلم ومسلمة التمسك بهذا والحذر مما يخالفها، والله الموفق.
* * *
قال الحافظ 13/401-402: "والثاني: أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود.
والثالث : إمرارها على ما جاءت مفوضاً معناها إلى الله تعالى" اهـ.
ت: الواجب إثبات صفة العينين واليدين والوجه لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه كبقية صفاته، بل كإثبات ذاته، فهي ذات لا تماثل الذوات، فكذلك صفاته لا تماثل بقية الصفات، فالقول في الجميع واحد، والواجب على المؤمن الإيمان بذلك كله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.
وكما أن الواجب عدم التأويل، فكذلك لا يجوز التفويض في باب الأسماء والصفات إلا الكيفية، لا المعنى لها، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/402: "وقد سئلت هل يجوز لقارئ هذا الحديث أن يصنع كما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فأجبت وبالله التوفيق: أنه إن حضر عنده من يوافقه على معتقده وكان يعتقد تنـزيه الله عن صفات الحدوث وأراد التأسي محضاً

GHOUAR
01-03-2009, 08:10 AM
جاز، والأولى به الترك خشية أن يدخل على من يراه شبهة التشبيه – تعالى الله عن ذلك -، ولم أر في كلام أحد من الشراح في حمل هذا الحديث على معنى خطر لي فيه إثبات التنـزيه، وحسم مادة التشبيه عنه، وهو أن الإشارة إلى عينه صلى الله عليه وسلم إنما هي بالنسبة إلى عين الدجال؛ فإنها كانت صحيحة مثل هذه ثم طرأ عليها العور لزيادة كذبه في دعوى الإلهية، وهو كان صحيح العين مثل هذه فطرأ عليها النقص، ولم يستطع دفع ذلك عن نفسه"اهـ.
ت: قال سماحة شيخنا: الصواب أنه لا حرج في ذلك إذا أراد إثبات العينين لله عز وجل، على الوجه اللائق به سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل. فهذا الحديث من أدلة إثبات العينين لله عز وجل من غير مشابهة لخلقه، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 13/405: "باب قول الله تعالى : {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} قال ابن بطال: في هذه الآية إثبات يدين لله، وهما صفتان من صفات ذاته وليستا بجارحتين، خلافاً للمشبهة من المثبتة، وللجهمية من المعطلة…"اهـ.
ت: هذا من النفي المسكوت عنه في باب الصفات، والواجب الوقوف فيما نفاه الله ورسوله في باب الأسماء والصفات، كما يجب الوقوف فيه على ما أثبته الله و رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/405: "وقال غيره: هذا يساق مساق التمثيل للتقريب؛ لأنه عهد أن من اعتنى بشيء واهتم به باشره بيديه، فيستفاد من ذلك أن العناية بخلق آدم كانت أتم من العناية بخلق غيره…"اهـ.
ت: هذا من التعطيل في باب الصفات الذاتية بتأويل صفة اليدين لله عز وجل إلى العناية والاهتمام، وهذا باطل، والواجب إثبات اليدين على الوجه اللائق بالله عز وجل من غير
تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فنؤمن بأن الله خلق آدم بيديه حقيقة اختصاصاً وتشريفاً، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/406: "ووقع فيها بدل يد الله "يمين الله" ويتعقب بها على من فسر اليد هنا بالنعمة، وأبعد منه من فسرها بالخزائن وقال أطلق اليد على الخزائن لتصرفها فيها … " اهـ.
ت: أصاب – رحمه الله – في رفضه ذينك التأويلين، والواجب منع سائر التأويلات في جميع النصوص، وإجراؤها على ظاهرها اللائق بذات الله وصفاته سبحانه.
فله سبحانه يدان كما له أصابع وسمع وبصر وحياة وعلم. . وغيرها من الصفات العلى، كما له الأسماء الحسنى. نؤمن بذلك كله إيماناً من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فإن ذلك هو الواجب والمتعين في هذا الباب العظيم، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/409: "وعن ابن فورك: يجوز أن يكون الإصبع خلقاً يخلقه الله فيحمله الله ما يحمل الإصبع، ويحتمل أن يراد به القدرة والسلطان…" اهـ.
ت: كلا القولين باطل وجحود للصفة الذاتية لله سبحانه، وتعطيل لله عن صفة الأصابع حقيقة على ما ورد في الأحاديث الصحيحة، ويتضمنان نفي هذه الصفة عن الله، والواجب إثباتها حقيقة لله عز وجل بلا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وقطع الاستشراف عن حقيقتها وكيفيتها، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/409: "وقد تقرر أن اليد ليست بجارحة … "اهـ.
ت: هذا من النفي المجمل المسكوت عنه، وهو يتضمن حقاً وباطلاً:
أ- فإن أريد به نفي مشابهة أيدي المخلوقين فهذا حق، لكن يعبر بالنفي الصحيح.
ب- وإن أريد به نفي حقيقة يدي الله اللائقة به فهو باطل بلا شك

والواجب السكوت عما سكتت عنه النصوص في بابي النفي والإثبات للأسماء والصفات، والله أعلم.
وانظر التعليق على باب 19 على حديث (7410) من كتاب التوحيد في هذا المجلد.
* * *
قال الحافظ 13/410: "ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهودي، فإن اليهود مشبهة ويما يدعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه ولا تدخل في مذاهب المسلمين، وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي"تصديقاً له" فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة، لثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً فهو محمول على تأويل. . .
وقد تعقب بعضهم إنكار ورود الأصابع لوروده في عدة أحاديث كالحديث الذي أخرجه مسلم: "إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن"ولا يرد عليه لأنه إنما نفى القطع، هذا كله قول اليهودي وهم يعتقدون التجسيم وأن الله شخص ذو جوارح كما يعتقده غلاة المشبهة من هذه الأمة، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للتعجب من جهل اليهودي . . .
وأما من زاد: "وتصديقاً له" فليست بشيء فإنها من قول الراوي وهي باطلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصدق المحال وهذه الأوصاف في حق الله محال؛ إذ لو كان ذا يد وأصابع وجوارح كان كواحد منا فكان يجب له من الافتقار والحدوث والنقص والعجز ما يجب لنا، ولو كان كذلك لاستحال أن يكون إلهاً؛ إذ لو جازت الإلهية لمن هذه صفته لصحت للدجال وهو محال، فالمفضي إليه كذب، فقول اليهودي كذب ومحال، ولذلك أنـزل الله في الرد عليه : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وإنما تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من جهله فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق وليس كذلك.
فإن قيل : قد صح حديث: "إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن"فالجواب أنه إذا جاءنا مثل هذا الكلام الصادق تأولناه أو توقفنا فيه إلى أن يتبين وجهه مع القطع باستحالة ظاهره لضرورة صدق من دلت المعجزة على صدقه، وأما إذا جاء على لسان من يجوز عليه الكذب بل على لسان من أخبر الصادق عن نوعه بالكذب والتحريف كذبناه وقبحناه، ثم لم سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقاً في المعنى بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه، ونقطع بأن ظاهره غير مراد. انتهى ملخصاً. وهذا الذي نحا إليه أخيراً أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة ورد الأخبار الثابتة" اهـ.
ت: هذا وما بعده من الباطل البين، وتجرؤ على نفي النصوص بمولدات العقول وشبه الضلال، وتعطيل لله عما استحقه من الصفات التي كلها كمال وحق فيه سبحانه.
فإن الواجب إثبات الصفات لله عز وجل، ومن ذلك الأصابع على الحقيقة اللائقة بالله، كما أن له سبحانه حياة وعلماً وقدرة ووجهاً كل ذلك على ما يليق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فننـزهه سبحانه عن مشابهة خلقه في شيء من ذاته أو صفاته أو أفعاله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. وهو سبحانه {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، {لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. وضحكه صلى الله عليه وسلم تصديقاً وإقراراً لقول الحبر؛ لأنه في مقام التبليغ والبيان، ولا يجوز عليه الكتمان، فنعوذ بالله من التقول على الله وعلى رسوله بلا علم، أو الفرية بجهل وظلم. والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (7514) من هذا المجلد.

قال الحافظ 13/411: "قال ابن دقيق العيد: المنــزهون لله إما ساكت عن التأويل وإما مؤول، والثاني يقول: المراد بالغيرة المنع من الشيء والحماية، وهما من لوازم الغيرة فأطلقت على سبيل المجاز كالملازمة، وغيرها من الأوجه الشائعة في لسان العرب" اهـ.
ت: هذا قول باطل، وهو حكاية لمسلكي الأشاعرة تجاه النصوص: إمّا بالتفويض، أو التأويل.
أما المنــزهون لله حقيقة، فهم المثبتون لله ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم – ومن ذلك صفة الغيرة – كسائر الصفات على ما يليق بالله عز وجل من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف. ويعتقد المؤولة أن المجاز يتطرق إلى الصفات الإلهية، والصواب أن الصفات كلها على الحقيقة اللائقة بالله عظمة وجلالاً، وأنه لا مجاز في القرآن والسنة على اصطلاح المتكلمين.
والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/412: "قال ابن بطال: أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص؛ لأن التوقيف لم يرد به . . . فقال : إطلاق الشخص في صفات الله تعالى غير جائز؛ لأن الشخص لا يكون إلا جسماً مؤلفاً، فخليق أن لا تكون هذه اللفظة صحيحة وأن تكون تصحيفاً من الراوي. . . "اهـ.
ت: دعوى الإجماع باطلة، ولا يجوز نفي وصف الله بالشخص، كما صح ذلك في حديث الباب، ولا محذور في ذلك على ما توهمته المؤولة، فإن الشخص في اللغة ما ارتفع وشخص وظهر، ولا أعظم من الله ولا أظهر، ولا أرفع ولا أكبر منه سبحانه. والله أعلم.
والشخص كالشيء {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ}، وكالأحد "لا أحد أغير من الله"، فالواجب على المؤمن الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة إثباتاً وإطلاقاً ونفياً، والله أعلم.
قال الحافظ 13/413: "ثم قال ابن فورك: وإنما منعنا من إطلاق لفظ الشخص أمور؛ أحدها: أن اللفظ لم يثبت من طريق السمع، والثاني: الإجماع على المنع منه، والثالث: أن معناه الجسم المؤلف المركب، ثم قال: ومعنى الغيرة الزجر والتحريم" اهـ.
ت: ما ذكره ابن فورك وغيره من المؤولة من منع إطلاق الشخص على الله ووصفه بالغيرة، تعطيل لله عن هاتين الصفتين، والواجب الوقوف مع النص وإثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم الخوض في ذلك بآراء العقول وتخرصات الأقيسة.
فلله غيرة تليق به، وهو شخص على ما يليق به كسائر صفاته وأسمائه، نؤمن بذلك من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/413: "ثم قال الكرماني: لا حاجة لتخطئة الرواة الثقات، بل حكم هذا حكم سائر المتشابهات، إما التفويض، وإما التأويل"اهـ.
ت: قول الكرماني – عفا الله عنه – باطل؛ لأن نصوص الصفات من المحكمات وليست من المتشابهات، وطريقا التفويض والتأويل في باب الصفات مسلكان باطلان، أما أهل السنة والجماعة فيقابلون نصوص الأسماء والصفات بالإيمان بها والتسليم والإثبات والتنــزيه على الكمال اللائق بالله. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/413: "وكأن لفظ الشخص أطلق مبالغة في إثبات إيمان من يتعذر على فهمه موجود لا يشبه شيئاً من الموجودات، لئلا يفضي به ذلك إلى النفي والتعطيل، وهو نحو قوله صلى الله عليه وسلم للجارية: "أين الله؟قالت: في السماء. فحكم بإيمانها مخافة أن تقع في التعطيل لقصور فهمها عما ينبغي له من تنــزيهه مما يقتضي التشبيه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً" اهـ

فَوْقَ عِبَادِهِ}، وقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}، وقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، فهو سبحانه مستوٍ على عرشه، لا تخفى عليه من عباده خافية.
وكونه في السماء يراد بها معنيان متنوعان غير متضادين، هما:
1-الله في السماء أي عليها؛ فيكون حرف الجر (في) بمعنى (على)، كقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ} الآية؛ أي عليها.
2- ويراد بالسماء العلو، كما في اللسان العربي الفصيح؛ فكونه في السماء أي في العلو؛ فتكون (في) ظرفية، وهذا هو الأصل في السماء أن يُراد بها العلو.
ولا يلزم من ذلك كله حلوله سبحانه بالمخلوقات بالعرش أو السماء أو غيرها، فهذا لازم من قام التشبيه في خاطره فدفعه بالتأويل والنفي، وأهل الحق لا يلزم من ذلك تمثيل عندهم ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف، بل هو سبحانه في العلو وفوق العرش، وقد استوى عليه استواء يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/424: "ويكون معنى "فهو عنده فوق العرش" أي ذكره وعلمه، وكل ذلك جائز في التخريج . . . {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي ما شاءه من قدرته، وهو كتابه الذي وضعه فوق العرش" اهـ.
ت: هذا من التناقض؛ فمرة يُؤول عندية الكتاب إلى ذكره وعلمه، ومرة تؤول صفة الاستواء إلى القدرة مع إثبات الكتاب بالذي وضعه الله سبحانه فوق العرش. والتأويلان باطلان، والصواب ما دلّ عليه الحديث الصحيح من كون الكتاب عند الله فوق العرش، والحق الواجب اعتقاده إثبات عندية اللوح المحفوظ فوق العرش، واستواء الله على عرشه حقيقة لائقة بالله، فلا مسوغ للنفي والتأويل أو التعطيل والتمثيل، والله المستعان.
وانظر: الحاشية على حديث (3804)، باب 12 من المجلد السابع

. قال الحافظ 13/427: "قال البيهقي: صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول، وعروج الملائكة هو إلى منازلهم في السماء، وأما ما وقع من التعبير في ذلك بقوله: "إلى الله" فهو على ما تقدم عن السلف في التفويض، وعن الأئمة بعدهم في التأويل" اهـ.
ت: مضى قريباً تبرئة السلف عن التفويض المطلق، وتحقيق أن تفويضهم هو للكيفية ليس إلا، كما روي عن الإمام مالك وغيره من الأئمة.
* * *
قال الحافظ 13/427: "وقال ابن بطال: غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه فقد كان ولا مكان، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه مع تنــزيهه عن المكان. انتهى"اهـ.
ت: هذا النقل عن ابن بطال – عفا الله عنه – فيه منكرات:
أ- منها نفي الجسمية والاستقرار في مكان عن الله، وهو نفي لم يرد في الكتاب والسنة، وإنما يتوصل به إلى نفي الصفات والاستواء على العرش.
ب- ومنها قوله: "أضاف المعارج إليه إضافة تشريف"، والصواب أنه إضافة معان وصفات، لأن المعارج: العلو.
جـ- ودعوى تنــزيه الله عن المكان، يُرمى منها نفي استواء الله على العرش، وهو ليس بسديد، بل الله مستوٍ على العرش حقيقة كما ذكر الله وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف كما قاله سلف الأمة، والله أعلم.
* * *


قال الحافظ 13/429: "وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها، والله أعلم"اهـ

ت: يزعم النفاة والمؤولة أن الله لا داخل العالم ولا خارجه؛ فإن هذا يلزم عنه نفيه سبحانه وعدم وجوده، فإن الذي لا داخل العالم ولا خارجه لا وجود له، وهو رفع للنقيضين، وهذا ممتنعٌ كالجمع بين النقيضين، كما يزعمون أنه ليس متحيزاً في مكان، ومع ما في هذا النفي من المحاذير، حيث إنه نفي لم يرد في الوحيين الشريفين، فهو يتضمن سلب الله بعض صفات الكمال كالعلو والاستواء على العرش. فالله في العلو وإن قيل إنه جهة، وهو مباين للعالم باستوائه على العرش وعلوه عليه، والعرش سقف المخلوقات. والأشاعرة وغيرهم ينفون ويعطلون صفتي العلو والاستواء. وقولهم باطل، والصواب إثبات استوائه سبحانه على العرش استواء يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في ذلك، ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، كما قال مالك وربيعة رحمهما الله وغيرهما من أهل السنة والجماعة والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/435: "ومنع جمهور المعتزلة من الرؤية، متمسكين بأن من شرط المرئى أن يكون في جهة، والله منــزه عن الجهة، واتفقوا على أنه يرى عباده، فهو راء لا من جهة، واختلف من أثبت الرؤية في معناها؛ فقال قوم: يحصل للرائي العلم بالله تعالى برؤية العين كما في غيره من المرئيات، وهو على وفق قوله في حديث الباب: "كما ترون القمر"، إلا أنه منــزه عن الجهة والكيفية"اهـ.
ت: الحق أن الله عز وجل يُرى في الآخرة بالأبصار، يراه المؤمنون في جنان الأبرار، خلافاً للجهمية والمعتزلة وأضرابهم.
ونفي الجهة في الرؤية باطل؛ إذ لا رؤية إلا في جهة، وهو سبحانه يرى وهو في علوه يرونه من فوقهم كما نرى الشمس والقمر من فوقنا، فالتشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي فافطن!ويراه المؤمنون بلا كيف؛ بل الله أعلم بكيفيتها، رزقنا الله لذة النظر إليه مع والدينا ومشايخنا والمسلمين، والله أعلم

قال الحافظ 13/436: "وقال البيهقي : سمعت الشيخ الإمام أبا الطيب سهل بن محمد الصعلوكي يقول في إملائه في قوله : "لا تضامون في رؤيته": بالضم والتشديد معناه لا تجتمعون لرؤيته في جهة ولا يضم بعضكم إلى بعض، ومعناه بفتح التاء كذلك، والأصل: لا تتضامون في رؤيته باجتماع في جهة. وبالتخفيف من الضيم، ومعناه لا تظلمون فيه برؤية بعضكم دون بعض؛ فإنكم ترونه في جهاتكم كلها، وهو متعالي عن الجهة"اهـ.
ت: نفي الجهة في هذا التقرير مبني على نفي المؤولة من الأشاعرة والماتريدية للعلو، وهم ها هنا يزعمون إثبات رؤية الله مع نفي أن تكون في جهة، فوقعوا في التناقض والمحال.
والحق أنه سبحانه يُرى في الدار الآخرة حقيقة كما وصف بذلك نفسه في غير ما آية، كقوله في القيامة: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، وكما وصفه بذلك نبيه وأعرف الخلق به في غير ما حديث، ورؤيته حق وهو سبحانه في علوٍ كذا عند أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/437: "وقال ابن بطال: تمسك به المجسمة فأثبتوا لله صورة . . . "اهـ.
ت: هذا تمحلٌ من ابن بطال ونبزٌ لأهل السنة والجماعة وللسلف الصالح بالتجسيم؛ لأنهم يثبتون لله عز وجل صورة حقيقية تليق بجلاله وعظمته، لا تقتضي مماثلة صور المخلوقين ألبتة كما وصفه بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيره، كحديث معاذ عند أهل السنة "رأيت ربي في أحسن صورة"، فهل يكون الرسول بهذا الوصف مجسماً؟!والصواب إثبات الصورة على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل كذا عند أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق

قال الحافظ 13/437: "وقال الخطابي: تهيب كثير من الشيوخ الخوض في معنى الساق، ومعنى قول ابن عباس أن الله يكشف عن قدرته التي تظهر بها الشدة، وأسند البيهقي الأثر المذكور عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن، وزاد: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فأتبعوه من الشعر، وذكر الرجز المشار إليه، وأنشد الخطابي في إطلاق الساق على الأمر الشديد "في سنة قد كشفت عن ساقها . . . "اهـ.
ت: وهذا أيضاً تأويل فاسد من الخطابي لصفة الساق لربنا عز وجل والتي صحت صراحة في أحاديث صحيحة، والواجب إثبات هذه الصفة كسائر الصفات اللائقة بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، والله أعلم.
وراجع التعليق على حديث (4919) من المجلد الثامن، وحديث (1574) من الحادي عشر.
* * *
قال الحافظ 13/438: "قال: ومثله من التبكيت ما يقال لهم بعد ذلك: {ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}. وليس في هذا تكليف ما لا يطاق، بل إظهار خزيهم، ومثله "كلف أن يعقد شعيرة" فإنها للزيادة في التوبيخ والعقوبة. انتهى. ولم يجب عن قصة أبي لهب. وقد ادعى بعضهم أن مسألة تكليف ما لا يطاق لم تقع إلا بالإيمان فقط، وهي مسألة طويلة الذيل ليس هذا موضع ذكرها" اهـ.
ت: بل هذه المسألة من الإطلاقات الحادثة في العقيدة وأصول الفقه، ومضى التفصيل فيها. وهذه الآية وما في معناها هي من باب الوعيد والعقوبات والتعذيب والتعجيز، لا من باب التكليف، والله أعلم.
وانظر التفصيل في التعليق على أواخر الباب الأول من كتاب القدر من المجلد الحادي عشر



قال الحافظ 13/439: "وقوله فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه". قال الخطابي هذا يوهم المكان والله منــزه عن ذلك، وإنما معناه في داره، الذي اتخذها لأوليائه وهي الجنة، وهي دار السلام، وأضيفت إليه إضافة تشريف مثل بيت الله وحرم الله" اهـ
ت: توهم الخطابي لا مبرر له؛ لأن الحديث لا يفيد أن الدار مكانه، فهو سبحانه فوق كل شيء مستوٍ على العرش الذي هو أعلى المخلوقات، وليس حالاً في شيء من مخلوقاته ألبتة.
والتنــزيه الواجب في حقه سبحانه هو تنــزيهه عن كل نقص، كما أنه سبحانه وتعالى له الكمال الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وهكذا جميع أسمائه وصفاته المثبتة والمنفية في الكتاب والسنة. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/440: "فإن ظاهره ليس مراداً قطعاً، فهي استعارة جزماً. وقد يكون المراد بالحجاب في بعض الأحاديث الحجاب الحسي، لكنه بالنسبة للمخلوقين، والعلم عند الله تعالى"اهـ.
ت: بل ظاهره مراد بإثبات رداء الكبرياء على وجهه سبحانه وتعالى وحجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، فهو حجاب حقيقي، وليس ذلك مجازاً ولا استعارة، بل على الحقيقة اللائقة به سبحانه من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل كسائر الصفات عند أهل السنة والجماعة، طردً لهذه القاعدة في عموم نصوص الأسماء والصفات، فلابد من اعتبار ذلك وإعماله لقوله سبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والله أعلم

.

GHOUAR
01-03-2009, 08:19 AM
قال الحافظ 13/441: "قال المازري: . . . ومن لم يفهم ذلك تاه، فمن أجرى الكلام على ظاهره أفضى به الأمر إلى التجسيم، ومن لم يتضح له وعلم أن الله منــزه عن الذي يقتضيه ظاهرها إما أن يكذب نقلتها وإما أن يؤولها . . .، وقال الكرماني: هذا الحديث من المتشابهات فإما مفوض، وإما متأول بأن المراد بالوجه الذات . . . " اهـ.
ت: هذا خطأ، فمن أجرى النص على ظاهره على الوجه اللائق بالله عز وجل فقد سلك جادة أهل السنة والجماعة، وليس مقتضى ذلك النقص أو التشبيه. وهذه المسالك: إما تكذيب نقلتها، أو تأويل الصفة، أو تفويضها لا تصح في هذا الباب، بل هي طريقة من شرق بمثل هذه الصفة، وأبت قلوبهم إثباتها وأمثالها على الحقيقة اللائقة بالله.
وفساد آخر في تفسير الوجه بالذات، فالواجب الإيمان بوجهه سبحانه على ما يليق به، كما أن له ذاتاً تليق به من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل في جميع الأسماء والصفات، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/422: "وقال القرطبي في المفهم: الرداء استعارة كنى بها عن العظمة، كما في الحديث الآخر "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري". وليس المراد الثياب المحسوسة، لكن المناسبة أن الرداء والإزار لما كانا متلازمين للمخاطب من العرب عبّر عن العظمة والكبرياء بهما . . .
قوله: (في جنة عدن) قال ابن بطال: لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسماً أو حالاً في مكان، فيكون تأويل الرداء: الآفة الموجودة لأبصارهم المانعة لهم من رؤيته، وإزالتها فعل من أفعال يفعله في محل رؤيتهم، فلا يرونه مادام ذلك المانع موجوداً"اهـ.
ت: ادعاء القرطبي أن الرداء استعارة باطل، وكذا تأويل ابن بطال للرداء، فيه نفي لألفاظ لم يرد النص الشريف بنفيها عن الله كالجسم والمكان. وهذه الألفاظ مجملة تحوي حقاً
وباطلاً، ولا يصح نفي المجمل حتى يُستفصل عن المراد بها ليتبين الحق من الباطل، ومضى للاستفصال فيها وفي أمثالها مواضع سابقة عديدة.
والواجب إثبات رداء الكبرياء وإزار العظمة على حقيقته اللائقة بالله عظمة وجلالاً وتنــزيهاً من غير تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف، وهذه قاعدة مسددة ومطردة في باب الأسماء والصفات، من التزمها وفق لحقيقة الإيمان بهذا التوحيد، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/444: "قوله: (باب ما جاء في قول الله تعالى : {إِنَّ رَحْمةََ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}. قال ابن بطال: الرحمة تنقسم إلى صفة ذات وإلى صفة فعل، وهنا يحتمل أن تكون صفة ذات، فيكون معناها إرادة إثابة الطائعين، ويحتمل أن تكون صفة فعل فيكون معناها أن فضل الله بسوق السحاب وإنــزال المطر قريب من المحسنين، فكان ذلك رحمة لهم لكونه بقدرته وإرادته. . . " اهـ.
ت: الواجب إثبات رحمة الله على الحقيقة اللائقة بذات الله عز وجل كمالاً وجلالاً، وعدم الخوض فيها بأنواع التأويل الذي هو في الواقع تعطيل. فلله عز وجل رحمة تليق به كما له إرادة تليق به، وهذا مطرد في جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/445: " قال ابن بطال عن المهلب: يجوز أن يكون هذا الخصام حقيقة بأن يخلق الله فيهما حياة وفهماً وكلاماً والله قادر على كل شيء، ويجوز أن يكون هذا مجازاً كقولهم: "املأ الحوض وقال قطنى"والحوض لا يتكلم وإنما ذلك عبارة عن امتلائه وأنه لو كان ممن ينطق لقال ذلك، وكذا في النار: {هَلْ مِن مَّزِيدٍ} . . . " اهـ.
ت: الاختصام وكلام الجنة والنار وقع حقيقة، وهو المتعين، لكن على كيفية الله أعلم بها فلا داعي للتأويل أو اعتبار ذلك مجازاً، لا سيما وقد وردت رواية في كتاب التفسير من هذا الصحيح بلفظ "تحاجت"، وفي مسلم بلفظ "احتجت" كما أشار الحافظ، وكلها من أفعال
الاشتراك، فالواجب الإيمان بما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من اختصامهما حقيقة. وكذا يُقال أيضاً في قول النار: {هَلْ مِن مَّزِيدٍ} والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/449: "وتصرف البخاري في هذا الموضع يقتضي موافقة القول الأول، والصائر إليه يسلم من الوقوع في مسألة حوادث لا أول لها، وبالله التوفيق"اهـ.
ت: ليس هذا مؤدَّى كلام البخاري، وإنما هو قول المتكلمين، والصواب أن أفعال الله تعالى قديمة النوع متجددة الآحاد حسب ما تقتضيه مشيئته سبحانه. فقد كان الله بذاته وصفاته وأفعاله ولم يكن قبله شيء كما صح في حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه.
أما مراد البخاري رحمه الله فهو التفريق بين الفعل والمفعول، والرد على من لم يفرق بينهما، كما هو بين من ترجمته، لا ما أشار إليه ابن بطال.
وانظر التعليق على حديث عمران (7418) في باب (22) من كتاب التوحيد.
* * *


قال الحافظ 13/450: "وأشار به إلى ترجيح القول بأن الرحمة من صفات الذات. . . من قال: المراد بالرحمة إرادة إيصال الثواب، وبالغضب إرادة إيصال العقوبة. . . " اهـ.
ت: الحافظ – عفا الله عنه – في أول كلامه يثبت صفة الرحمة ثم يُؤولها بعد ذلك إلى صفة الإرادة بإرادة الثواب، وهو باطل، فإن الرحمة صفة حقيقة لائقة بالله، ومن آثارها إيصال الثواب وإكرام الطائعين، وهذا أيضاً يرد على إثبات صفة الغضب، فهو كذلك، يجب إثباتهما لله على الوجه اللائق بالله سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل على حد قوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقوله عز وجل: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} والله الموفق، وقد مر له نظائر.
قال الحافظ 13/457: ". . . فمن قدر عليه بالمعصية كان ذلك علامة على أنه قدر عليه بالعقاب إلا أن يشاء أن يغفر له من غير المشركين، ومن قدر عليه بالطاعة كان ذلك علامة على أنه قدر عليه بالثواب، وحرف المسئلة أن المعتزلة قاسواالخالق على المخلوق؛ وهو باطل . . "اهـ.
ت: يفهم من هذا القول نفي الأسباب، وهو باطل؛ لأنه تقرر في العقيدة والشريعة أن المعصية سبب للعقاب، وأن الطاعة سبب للثواب.
والله عز وجل قدَّر الجميع، وترك لعبده المشيئة في الاختيار، وإلا فـ {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا},{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} والله تعالى أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/462: "قال ابن بطال: استدل البخاري بهذا على أن قول الله قديم لذاته قائم بصفاته لم يزل موجوداً به . . . وملخص ذلك قال البيهقي في "كتاب الاعتقاد": القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفات ذاته. . . "اهـ.
ت: هذا تقريرلقول الأشاعرة في كلام الله، ويُراد به عندهم ذلكم المعنى النفسي القائم بذات الله، والصواب أن كلام الله تعالى صفة من صفات كماله، ونوعه قديم لكن آحاده متجدد لارتباطه بمشيئته، فهو يتكلم متى شاء، بما شاء، كيف شاء سبحانه لا إله إلا هو كذا لدى أهل السنة والجماعة، ويُنزـّـَه البخاري عن هذا الاعتقاد الفاسد، والله أعلم.
وانظر التعليق على حديث (2685) من كتاب الشهادات، باب 29 من المجلد الخامس.
* * *
قال الحافظ 13/466: "قال: فسمّاه كلاماً قبل التكلم به، قال: فإن كان المتكلم ذا مخارج سمع كلامه ذا حروف وأصوات، وإن كان غير ذي مخارج فهو بخلاف ذلك، والباري عز وجل ليس بذي مخارج، فلا يكون كلامه بحروف وأصوات. . . "اهـ

ت: هذا باطل ونفي لحقيقة الكلام الإلهي، ليقرروا أن كلام الله هو المعنى النفسي ليس إلا، وهو على هذا ليس بحرف ولا صوت. ويرده ما صح في الكتاب والسنة، ومن ذلك ما ساقه البخاري من أن كلام الله يسمع وبكل حرف منه أجر، كما قال سبحانه: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}. ولا يسمى الكلام في اللغة كلاماً إلا إذا كان بحروف وأصوات. كما صحَّ الكلام نداء بصوت مرتفع، ومناجاة بصوت منخفض، وكلاهما وقع لموسى صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}، فكلامه سبحانه بحرف وصوت، ولا يشابه كلام الخلق لعموم قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/466: "وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به، ثمّ: إما التفويض، وإما التأويل، وبالله التوفيق"اهـ.
ت: هذا – كما مرّ مثله – طرد لمسلكي الأشاعرة في نصوص الصفات، وكان اللائق بالحافظ وغيره أنه إذا ثبتت الصفة في الأحاديث الصحيحة تُلقيت بالقبول والتسليم على الوجه اللائق بالله عز وجل، إثباتاً بلا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف.
وأما التفويض والتأويل فباطلان عند أهل السنة والجماعة، والله الموفق.
* * *
قال الحافظ 13/468: "قوله: (فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار) هذا آخر ما أورد منه من هذه الطريق، وقد أخرجه بتمامه في تفسير سورة الحج بالسند المذكور هنا، ووقع "فينادي" مضبوطاً للأكثر بكسر الدال، وفي رواية أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول، ولا محذور في رواية الجمهور؛ فإن قرينة قوله: "إن الله يأمرك" تدل ظاهراً على أن المنادي ملك يأمره الله بأن ينادي بذلك. . . "اهـ.
ت: الصواب أن المنادي هو الله عز وجل كما عليه رواية الأكثر، ولا حرج في ذلك لثبوت المناداة لله عز وجل في صريح القرآن في آيات كثيرة كقوله: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ. . .} الآية. ونفي المناداة عن الله لازم مذهب الأشاعرة والماتريدية الكلابية في كلام الله من أنه معنى نفسي لا يسمع وليس بحرف. . . والصواب ما عليه أهل السنة والجماعة من إثبات النداء والكلام على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما هو الحق عند أهل السنة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/469: "وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت . . . "اهـ.
ت: ليس إثبات الحرف والصوت من مفردات الحنابلة في كلام الله، بل هو قول أتباع السلف الصالح من أهل السنة والجماعة قاطبة، ولله الحمد.
* * *
قال الحافظ 13/470: "قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: في تعبيره عن كثرة الإحسان بالحب تأنيس العباد وإدخال المسرة عليهم . . . "اهـ.
ت: الواجب إثبات صفة الحب لله على ما يليق به، سبحانه عظمة وتنــزيهاً وإيماناً، كما أن له إحساناً يليق به، وكذلك له حب وبغض على الوجه اللائق بجلال الله وكماله، نؤمن بذلك وببقية أسمائه وصفاته سبحانه من غير أن نكيف أو نمثل، أو نحرف أو نعطل، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/475: "قوله: (باب قول الله تعالى : {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} كذا للجميع، زاد أبو ذر "الآية". قال ابن بطال: أراد بهذه الترجمة وأحاديثها ما أراد في الأبواب قبلها أن كلام الله تعالى صفة قائمة به، وأنه لم يزل متكلماً ولا يزال"اهـ.
ت: فيه محذور؛ لأنه قد يُراد به الموافقة لقول الأشاعرة بأن القرآن معنى نفسيٌ قائم بالله. والصواب أن القرآن من كلام الله حقيقة، وكلام الله صفة ذاتية فعلية من صفاته عز وجل، نؤمن بذلك إثباتاً بلا تمثيل وتنــزيهاً بلا تعطيل، والله أعلم

قال الحافظ 13/493: "وقد أزال العلماء إشكاله؛ فقال القاضي عياض في الشفاء: إضافة الدنو والقرب إلى الله تعالى أو من الله ليس دنو مكان ولا قرب زمان، وإنما هو بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إبانة لعظيم منــزلته وشريف رتبته، وبالنسبة إلى الله عز وجل تأنيس لنبيه وإكرام له، ويتأول فيه ما قالوه في حديث: "ينــزل ربنا إلى السماء"، وكذا في حديث: "من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً"، وقال غيره: الدنو مجاز عن القرب المعنوي لإظهار عظيم منــزلته عند ربه تعالى"اهـ.
ت: ما نقله الحافظ عن القاضي عياض وغيره ليس بجيد، والصواب الإيمان بدنو الله وقربه، وهما من صفات أفعاله سبحانه التي يفعلها متى شاء كيفما شاء على ما يليق به سبحانه.
والدنو والتدلي في آية النجم يُغاير ما هاهنا، لأنه دنو ذلك المعلم الشديد القوي وهو جبريل كما يدل عليه السياق والأحاديث الصحيحة، وما رُوي عن بعض الصحابة كعائشة وابن مسعود وغيرهما رضي الله عنهم، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/500: "والمذهب الحق أن لا جبر ولا قدر"اهـ.
ت: قال سماحة شيخنا: والمذهب الحق أن لا جبر ولا نفي للقدر. اهـ.
* * *
قال الحافظ 13/500: "فالجواب أن يقال: بل للعبد قدرة يفرق بها بين النازل من المنارة والساقط منها، ولكن لا تأثير لها، بل فعله ذلك واقع بقدرة الله تعالى، فتأثير قدرته فيه بعد قدرة العبد عليه، وهذا هو المسمى بالكسب"اهـ.
ت: قول الأشاعرة بالكسب مما ليس له حقيقة، وهو من آثار قول الجبرية في القدر، إذ لا يعتقدون للعبد تأثيراً في فعله فأشبه المكره أو المجبور، وصورته التقريبية أن القطع حصل عند السكين لا بها

والصواب أن العبد له قدرة بها يفعل الشيء أو يتركه، والله خالقه وخالق قدرته، ولكن فعله وقدرته على كل حال لا تخرج عن تقدير الله وقضائه وقدره، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/502: "والخامس: أنه كلام الله غيرمخلوق، أنه لم يزل يتكلم إذا شاء، نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية، وافترق أصحابه فرقتين: منهم من قال: هو لازم لذاته والحروف والأصوات مقترنة لا متعاقبة. . . "اهـ.
ت: هذا هو قول السالمية، المذكورين في القول الثالث، ونسبهم الحافظ لأصحاب أحمد، لأن متكلم السالمية ومنظرهم أبو الحسن ابن الزاغوني الحنبلي (527هـ)، وهم الاقترانية لقولهم بأن حروف الكلام، وعلاماته وقعت مقترنة لم يسبق بعضها بعضاً، وهو قول باطل. والحق ما ذهب إليه عامة أصحاب أحمد بما يوافق قول أهل السنة والجماعة من أن كلام الله بحرف وصوت يُسمع حقيقة على ما يليق بالله، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/502: "فمرادهم الكلام النفسي القائم بالذات المقدسة فهو من الصفات الموجودة القديمة، وأما الحروف فإن كانت حركات أدوات كاللسان والشفتين فهي أعراض، وإن كانت كتابة فهي أجسام، وقيام الأجسام والأعراض بذات الله تعالى محال"اهـ.
ت: هذا من النفي الذي لم يرد في الكتاب والسنة في باب الصفات، ويُتوصَّل بهذا النفي إلى تعطيل الصفات الذاتية كالوجه والقدم والأصابع، والصفات الفعلية كتجدد كلام الله لمن شاء، ونــزوله واستوائه وغضبه عن الله تعالى بدعوى لزومها للجسمية أو قيام الأعراض بالله. والواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف، وكذلك نفي ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان، والله أعلم.
وانظر التعليق على أول كتاب التوحيد من هذا المجلد

* * *
قال الحافظ 13/505: "وهذا ينفصل عنه من ذهب إلى أن الكلام صفة قائمة بذاته"اهـ.
ت: وهم المتكلمون من الكلابية والأشاعرة والماتريدية، والحق أن الله يتكلم بكلامه الشرعي والقدري متى شاء، كما شاء، على ما يشاء، سبحانه وتعالى وتقدس، لا شبيه له في ذلك ولا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، هذا هو قول أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق.
وانظر التعليق على الباب 32 من كتاب التوحيد.
* * *
قال الحافظ 13/506: "فإذا لم يجز وصف كلامه القائم بذاته تعالى بأنه مخلوق لم يجز وصفه بأنه محدث . . .
قلت: والاحتمال الأخير أقرب إلى مراد البخاري؛ لما قدمت قبل أن مبنى هذه التراجم عنده على إثبات أن أفعال العباد مخلوقة، ومراده هنا الحدث بالنسبة للإنــزال"اهـ.
ت: هذا تحريف لمعنى كون الذكر من الله محدثاً، والحق ما دلت عليه لغة العرب من كونه محدثاً أي متجدداً على ما يليق بالله لا يماثل كلام المخلوقين. أي أن الله يتكلم بما يشاؤه في أي وقت يشاؤه، لا أن الله كان متكلماً ثم لم يكن كذلك، فكلامه سبحانه لآدم سابق لكلامه لإبراهيم، ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/507: "فقال ابن التين أيضاً: هذا من الداودي عظيم؛ لأنه يلزم منه أن يكون الله تعالى متكلماً بكلام حادث فتحل فيه"اهـ.
ت: إلزام ابن التين ليس بلازم؛ لأن معنى الحدوث هو التجدد، وليس معناه أنه مخلوق أو مصنوع. لأنه سبحانه تكلم بكلامه المتجدد في وقت شاءه هو سبحانه، وإن كان قبله لم .
يكن متكلماً بذلك الكلام، وإنما بكلام غيره، وهذا معنى ارتباط كلامه بمشيئته سبحانه عز وجل.
وهو سبحانه لم يزل متكلماً إذا شاء على الوجه اللائق به سبحانه، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل عند أهل السنة والجماعة، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/509: "وقال الكرماني: المعية هنا معية الرحمة"اهـ.
ت: هذا تأويل باطل من الكرماني، بل المعية في الحديث معية خاصة من الله لأوليائه من عباده تقتضي – مع علمه المحيط بهم – قربه منهم ونصره وتأييده لهم ومن آثار ذلك رحمته بهم، ولا تعني بحال حلوله أو مخالطته أو اتحاده بهم كما تزعمه زنادقة الصوفية وغيرهم. وهناك المعية العامة لعموم عباده بعلمه واطلاعه عليهم، فهي معية لائقة بكمال الله وعلوه على مخلوقاته، وأنه فوق سماواته مستوٍ على عرشه جلّ وعلا، والله أعلم.
هذا قول أهل السنة والجماعة، وهو الحق، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 13/509: "ففيه بيان لكل ما أشكل من كل فعل ينسب إلى الله تعالى مما لا يليق به فعله من المجيء والنــزول ونحو ذلك. انتهى" اهـ.
ت: وهذا من الباطل أيضاً المقتضي نفي الصفات الفعلية من المجيء والنــزول أو الصفات الذاتية كالعلو عن الله تعالى بسبب ما قام في عقول أولئك من تصور التشبيه أو التمثيل في صفات الله، ومن ثم اعتقاد عدم لياقته بالله.
والواجب تنــزيه الله وصفاته وأفعاله وذاته عن كل تمثيل، وإثباتها على وجه الكمال والحقيقة له عز وجل إثباتاً بلا تمثيل، وتنــزيهاً بلا تحريف ولا تعطيل، والله أعلم.
قال الحافظ 13/510: قوله : (باب قول الله تعالى : {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ} أشار بهذه الآية إلى أن القول أعم من أن يكون بالقرآن أو بغيره، فإن كان بالقرآن فالقرآن كلام الله وهو من صفات ذاته"اهـ.
ت: القرآن من كلام الله، وكلام الله صفة ذاتية فعلية، فهو صفة ذاتية لأن الله كان ولا يزال متكلماً، والكلام ملازم لذاته أبداً، وهو صفة فعلية لأنه سبحانه يتكلم متى شاء، كيف شاء، بما شاء، فبتعلق الكلام بالمشيئة والإرادة صار صفة فعلية.
أما عند جمهور المتكلمين من الأشاعرة وغيرهم فالكلام معنى نفسي قائم بالله، وهو بذلك صفة ذاتية فقط ليس بصفة فعلية، كما أنه ليس بحرف ولا صوت عندهم، والله أعلم.
وانظر التعليق على باب 32 من كتاب التوحيد، وحديث (4731) من كتاب التفسير من الثامن، وغيرهما.
* * *
قال الحافظ 13/522: "قوله: (ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة). لم يقع "وإذا أتاني . . . " إلخ في رواية الطيالسي، قال ابن بطال: وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده، ووصف العبد بالتقرب إليه، ووصفه بالإتيان والهرولة كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز، فحملها على الحقيقةيقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام وذلك في حقه تعالى محال، فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب، فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبراً وذراعاً وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله، ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثابته على طاعته وتقربه من رحمته، ويكون قوله: أتيته هرولة أي أتاه ثوابي مسرعاً . . فإن المراد به قرب الرتبة وتوفير الكرامة. والهرولة كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر، قال: والهرولة ضرب من المشي السريع وهي دون العدو، وقال صاحب المشارق: المراد بما جاء في هذا الحديث سرعة قبول توبة الله للعبد أو تيسير طاعته وتقويته عليها وتمام هدايته وتوفيقه، والله أعلم بمراده"اهـ

ت: الواجب إثبات ذلك كله على الحقيقة اللائقة بالله عز وجل، وقطع الاستشراف في التنطع في صورها وكيفياتها، فنؤمن بما جاء عن الله من صفات الله على مراد الله، وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنؤمن بقرب الله ودنوه من عبده مع علوه فوق سماواته، ونكل حقيقته إلى عالمه سبحانه؛ لأن عقولنا تقصر عن إدراك ذلك، بل تحار فيما فيما دون ذلك، والله أعلم.
والواجب في هذا وأمثاله الإيمان بذلك وإثباته بلا تمثيل ولا تشبيه، وتنــزيه الله عن مشابهة خلقه في كل شيء؛ لأنه سبحانه أعلم بنفسه وأعلم بصفاته، ولا يجوز لأحد أن يعطلها بسبب فهمه السيء، والله ولي التوفيق.
* * *
قال الحافظ 13/527: "المراد منه كما قال البيهقي فيه دليل على أن أهل الكتاب إن صدقوا فيما فسروا من كتابهم بالعربية كان ذلك مما أنــزل إليهم على طريق التعبير عما أنــزل، وكلام الله واحد لا يختلف باختلاف اللغات، فبأي لسان قرئ فهو كلام الله"اهـ.
ت: كلام الله متعدد ليس واحداً، فليست التوراة هي الإنجيل وليست هي القرآن، كما هو مذهب الأشاعرة؛ إذ عندهم الكلام كله معنى واحد وأن الأمر عين النهي والخبر والاستفهام.
والحق أن كلام الله متنوع؛ فكلام الله لآدم غير كلامه لموسى ولمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن التوراة غير الإنجيل وغير القرآن، ولكن الجميع كلام الله حقيقة، وإن تليت بأي لسان؛ فالمتلو كلام الله الذي تكلم به وأنــزله على رسله، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/538: "قال الكرماني: . . . ويسند إلى الله تعالى من حيث إن وجوده إنما هو بتأثير قدرته، وله وجهتان: جهة تنفي القدر، وجهة تنفي الجبر، فهو مسند إلى الله حقيقة وإلى العبد عادة، وهي صفة يترتب عليها الأمر والنهي والفعل والترك،
فكل ما أسند من أفعال العباد إلى الله تعالى فهو بالنظر إلى تأثير القدرة، ويقال له: الخلق: وما أسند إلى العبد يحصل بتقدير الله تعالى، ويقال له: الكسب"اهـ.
ت: الصواب أن نسبة الفعل إلى العبد نسبة لائقة به من حيث حقيقة فعله له مختاراً طائعاً، وفعله وقدرته لا تخرج عن قدرة الله وتقديره بحال. وعلى فعله يقع الثواب والعقاب.
أما عقيدة الأشاعرة في الكسب فإنه ثمرة لجبر الجهمية، ليس تحته فعل حقيقي للعبد يؤاخذ أو يثاب عليه، والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/541: "وقال تعالى : {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ} فسلب عنهم هذه الأفعال وأثبتها لنفسه ليدل بذلك على أن المؤثر فيها حتى صارت موجودة بعد العدم هو خلقه، وأن الذي يقع من الناس إنما هو مباشرة تلك الأفعال بقدرة حادثة أحدثها على ما أراد، فهي من الله تعالى خلق بمعنى الاختراع بقدرته القديمة، ومن العباد كسب على معنى تعلق قدرة حادثة بمباشرتهم التي هي كسبهم. . . "اهـ.
ت: ليس هذا مناط كسبهم فحسب، بتعلق القدرة المخلوقة بمباشرتهم، وإنما باجتماع قدرتهم على الفعل مع حقيقة وقوع الفعل منهم، ليحصل لهم بذلك الثواب على فعلهم أو العقاب.
وذا أيضاً جنوح من المؤلف إلى كسب الأشعرية، وهذا ليس بسديد، والله سبحانه هو خالقهم وخالق أفعالهم، وهو الذي يسّر لهم صلاح الزرع وسلامته. والله أعلم.
* * *
قال الحافظ 13/544: "وقال الكرماني: أسند الخلق إليهم صريحاً، وهو خلاف الترجمة، لكن المراد كسبهم. . . ثم قال الكرماني: هذه الأحاديث تدل على أن العمل منسوب إلى العبد؛ لأن معنى الكسب اعتبار الجهتين فيستفاد المطلوب منها . . . "اهـ.
ت: مضى قريباً بيان أن مثل هذا جنوح إلى مذهب الأشاعرة في القول بالكسب، والحق أن كسب الأشاعرة لا حقيقة له في الواقع، والحق أن العبد له فعل حقيقة، حاصل بقدرته
وفعله، وواقع عليه ثوابه أو عقابه، وهو على كل حال لا يخرج بفعله عن تقدير الله وخلقه وإرادته، كما أنه لا يخرج عن علمه به وكتابته، والله أعلم.
وانظر التعليق على باب 56 من كتاب التوحيد في هذا المجلد.
* * *
قال الحافظ 13/548: "وتعقب أنه مجاز عن حقارة قدره، ولا يلزم منه عدم الوزن، وحكى القرطبي في صفة وزن عمل الكافر وجهين؛ أحدهما: أن كفره يوضع في الكفة ولا يجد له حسنة يضعها في الأخرى فتطيش التي لا شيء فيها، قال: وهذا ظاهر الآية؛ لأنه وصف الميزان بالخفة لا الموزون . . . والصحيح أن الأعمال هي التي توزن" اهـ.
ت: نعم، الغالب في النصوص الشرعية وزن الأعمال، ولكن وردت نصوص تدل على وزن العاملين؛ كحديث ابن مسعود رضي الله عنه: "أتعجبون من دقة ساقي عبد الله، لهي أثقل في الميزان من جبل أحد" رواه أحمد وغيره بسند جيد، وحديث أبي هريرة: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، واقرأوا إن شئتم {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} متفق عليه، والله تعالى أعلم

والشكر متوجه لأصحاب المعالي والفضيلة:
- الشيخ د. صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان.
- والشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع.
- والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.
- والشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
- والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
حيث قرأوا – وفقهم الله – التعليقات ماحضين لي فيها النصح والتوجيه.
والشكر موصول لأصحاب المعالي والفضيلة:
- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ – المفتي العام للمملكة-.
- الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.
- والشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
.

عبد الله ياسين
01-03-2009, 08:19 AM
قلت: هذا ردّ صارم على السبكي الإبن حيث يقول في كتابه [معيد النعم ومبيد النقم ص 75]: برأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلاّ أشعريا عقيدة) . وهو معروف بتعصبه الزائد للأشاعرة فياترى هل الدنيا كلّها كانت مصر والشام؟؟! وهل القرن الثامن كان مقياس المالكية؟؟!!.


هذه شهادة سلطان العلماء و بائع الأمراء قاهر التتار شيخ الشافعية عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله و كذالك شهادة مفخرة المالكية الإمام ابن حاجب رحم الله الجميع ، قال العلاّمة الأصولي تاج الدين السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " :
ذكر بيان أن طريقة الشيخ هى التى عليها المعتبرون من علماء الإسلام
قد قدمنا فى تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها وتلاه على قولها حيث ذكروا أن الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية وابن الحاجب شيخ المالكية والحصيرى شيخ الحنفية و من كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق الأشعرى ومنتسب إليه وراض بحميد سعيه فى دين الله ومثن بكثرة العلم عليه غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه وتعادى كل موحد يعتقد التنزيه أو تضاهى قول المعتزلة فى ذمه وتباهى بإظهار جهرها بقدرة سعة علمه ونحن نحكى لك هنا مقالات أخر لجماعة من معتبرى القول من الفقهاء ثم ننعطف إلى ما نحققه. والمتميزون من المذاهب الأربعة فى معرفة الحلال والحرام والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد.انتهى

و هذه فتوى العلامة الفهامة ابن رشد الجد المالكي - رحمه الله - ( الملقب بشيخ المذهب ) في من ينتقصُ السادة الأشاعرة حملة دين الله إلينا ؛ تجده في " فتاوى ابن رشد الجد " :

السؤال :

ما يقول الفقيه القاضي الأجل . أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ، ونهج إلى كل صالحة طريقه ، في أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكربن فورك وأبي المعالي ، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟

أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية ؟

وما تقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم ، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ، ويكفرونهم ويتبرأون منهم ، وينحرفون بالولاية عنهم ، ويعتقدون أنهم على ضلالة ، وخائضون في جهالة ، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم ، أم يكف عن غلوائهم ؟

فأجاب رحمه الله :

تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ، ووقفت على الذين سميت من العلماء فهؤلاء أئمة خير وهدى ، وممن يجب بهم الاقتداء ، لأنهم قاموا بنصر الشريعة ، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة ، وأوضحوا المشكلات ، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات ، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة ، لعلمهم بالله عزوجل وما يجب له وما يجوز عليه ، وما ينتفي عنه ، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الاصول ، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ، ويقر لهم بسوابقهم ، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) .

فلا عتقد أنهم على ضلالة و جهالة إلا غبي جاهل ، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق ، وقد قال الله عز وجل : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) .

فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق ، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة ، فإن تاب و إلا ضرب أبدا حتى يتوب ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده ، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء ، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، فخلى سبيله ، والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته.انتهى

فمن نصدّق حفّاظ الأمة أم النّكرة " جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي " سامحه الله و من نحا نحوه ؟!!!!!!


فتأمّل !

عبد الله ياسين
01-03-2009, 08:33 AM
أنت مخطئ يا عبد الله

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين(الحافظ ابن حجر والنووي ) وأمثالهما إلى الأشاعرة، ونقول: هما من الأشاعرة؟


لتنظر الى ذاك الكم الهائل من ((( المُخالفات العقدية !!!))) التي وقع فيها الحافظ ابن حجر العسقلاني كما يزعم شيوخك !!!!

ابن حجر العسقلاني يقول أنّ مذهبكم : " حمل الإضافات الخبرية على ظاهرها اللّغوي " هو : " مذهب المُشبهة " !!!!!

--> هل فهمت : مذهب المُشبهة !!!!!

----> هل فهمت : مذهب المُشبهة !!!!!

------> هل فهمت : مذهب المُشبهة !!!!!

...

GHOUAR
01-03-2009, 09:24 AM
من الإمام الأشعري إلى كل أشعري
بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون ) ، ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيراً و نساءً واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا ًسديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) .

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها ، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .

ثم أما بعد , فقد أحببت أن أقدم للإخوة الأشاعرة مقتطفات من كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري رحمه الله , ليعلموا أن ما نقوله في باب الأسماء والصفات لا يكاد يختلف عما كان يقوله رحمه الله , فإن كنا مشبهة مجسمة – عياذاً بالله - كما يقولون ، فهو عندهم كذلك ، وحاشاه ، ونحن نطالبهم بإحدى اثنتين إما أن يتبرؤوا من رمينا بالتجسيم ومن تكفيرنا كما صرح بذلك أحدهم وإما أن يتبرؤوا من الإمام الأشعري و يتركوه لنا فنحن أولى به منهم !






بين يدي الموضوع:




قد يقول بعض الإخوة الأشاعرة أن ما في الإبانة مكذوب على الإمام أو أنه رجع عنه وهذا مردود من وجوه :

أولاً : قد عد غير واحد من الأئمة كتاب الإبانة من تأليف أبي الحسن رحمه الله ومنهم :

• الإمام البيهقي (384- 458) وقد نقل عن الإبانة – ناسباً إياه لأبي الحسن – في عدة مواضع من كتابه "الاعتقاد" .

• الحافظ أبو عثمان الصابوني ( ت 449) وكان يظهر الإعجاب بالكتاب ويقول ما الذي ينكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه ؟

• الإمام أبو الفتح نصر المقدسي ( ت ( 490

• الإمام الحافظ أبو القاسم ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق ( ت571) فقد دافع عن الإبانة في كتابه "تبيين كذب المفتري على أبي الحسن الأشعري" وقال : ولم يزل كتاب الإبانة مستصوباً عند أهل الديانة !!!



• الشيخ أبو محمد القاسم بن عساكر)ت600(



• القاضي أبو القاسم بن درباس ( ت 659) في "رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري" .



ثانياً : قد تصدى جمع من العلماء للرد على من طعن في الإمام منافحين عما أورده في الإبانة من معتقد وأنه هو معتقده لا كما زعم الأهوازي وغيره من كونه ألف الإبانة تقية من الحنابلة!!! ومن أشهر من قام بالرد الحافظ ابن عساكر رحمه الله ومما قاله في تبيين كذب المفتري :



• ( وما ذكره - يعني الزاعم - ما تقدم في كتاب الإبانة فقول بعيد من قول أهل الديانة ، كيف يصنف في العلم كتابا يخلده وقولاً يقول بصحة ما فيه ولايعتقده ، بل هم يعني المحققين من الأشعرية يعتقدون ما فيها أشد اعتقاد ويعتمدون عليها أشد اعتماد فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفات لصفات الله معطلة ، لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات وما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات ...).

• ( وقوله - يعني الأهوازي- لا أحسن الله له رعاية ، إن أصحاب الأشعري جعلوا الإبانة من الحنابلة وقاية فمن جملة أقواله الفاسدة وتقولاته المستبعدة البارد...) .

• ذَكَرَ ثناء الإمام أبي عثمان الصابوني – وهو من مثبتي الصفات لا المفوضة – على الإبانة ومؤلفه ثم قال: ( فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان).

• (وقول الأهوازي : إن الحنابلة لم يقبلوا منه ما أظهره في كتاب الإبانة وهجروه ، فلو كان الأمر كما قال لنقلوه عن أشياخهم و أظهروه ... ) .

• ( وبَيِّنوا فضل أبي الحسن واعرفوا إنصافه ، واسمعوا وصفه لأحمد بالفضل واعترافه ، لتعلموا أنهما كانا في الاعتقاد متفقين ، وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين ، ولم تزل الحنابلة في بغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات يعتقدون بالأشعرية ...) .



وممن قام بالرد القاضي عبد الملك بن عيسى بن درباس في رسالته في الذب عن أبي الحسن حيث قال :

( قد نص فيه – أي الإبانة – على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها ، و روى وأثبت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين ... فإلى ماذا يرجع تراه ؟ يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله ، خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث الماضين ؟... هذا مما لا يتوهمه منصف ، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف ، ويكفيه معرفته بنفسه أنه على غير شيء . ).

(ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراء إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها ، وقال: ماسمعنا بها قط ، ولا هي من تصنيفه ، واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته فقال بعد تحريك لحيته : لعله ألفها لما كان حشوياً . فما دريت من أي أمريه أعجب ، أمن جهله بالكتاب مع شهرته ... أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه ... فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين و أعلام الفقهاء والمحدثين , وهم لا يلوون على كتبهم ولاينظرون في آثارهم , وهم والله بذلك أجهل وأجهل ... ).



ثالثاً : من باب وشهد شاهد من أهلها نذكر شيئاًَ من تعليقات الكوثري على تبيين كذب المفتري ، وهو من هو في تعصبه لمذهب الخلف – الأعلم و الأحكم !! – وحطه على السلف ومذهبهم – الأسلم مع قلة علمه وحكمته !!! – فمن ذلك :



• تعليقه على قول ابن عساكر : ومن وقف على كتابه المسمى "بالإبانة "... فقال الكوثري : ( وأراد بها – أي الإبانة – انتشال المتورطين في أوحال التشبيه من الرواة ، والتدرج بهم إلى مستوى الاعتقاد الصحيح ) فهو يشير هنا إلى كونه ألفها كمرحلة متوسطة بين تشبيه الرواة ! والاعتقاد الصحيح !! فرواة الأحاديث عنده مشبهة مجسمة ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ، وتحضرني مقالة أحد إخواننا الأشاعرة حيث طالب بذكر من أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تلاميذ تلاميذ النووي أو تلاميذ تلاميذ ابن حجر لأن السند ليس سند تلق فقط بل وفهم أيضا, فكل واحد في السند ينقل الفهم عن شيخه إلى شيخه ... إلخ , فمن أين جاء الرواة بالتشبيه يا ترى ؟ اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الطعن فيمن نقلوا لنا ديننا .



• تعليقه على ترجمة البربهاري حيث أعقبه بقوله ( ... ثم دخل بغداد – أي الأشعري رحمه الله - وسعى بكل حكمة أن يتدرج بمتقشفة الحشوية إلى معتقد السنة بكتاب الإبانة الذي ألفه أول ما دخل بغداد ، وليس هو آخر مؤلفاته كما يلهج به متأخروا الحشوية ...) فهل من يعتقد بما جاء في الإبانة يكون حشويا ؟ وهل يليق بأبي الحسن أن يؤلف كتاباً يلهج به متأخروا الحشوية ؟ وأيهما نصدق ، الكوثري في تعليقه الأول حيث يشير من طرف خفي إلى أن الإمام رحمه الله لم يكن يعتقد ما فيها – ضاربا بكلام ابن عساكر وغيره من الأئمة عرض الحائط – أم الكوثري في تعليقه الثاني حيث يشير إلى أن الإمام رحمه الله قد رجع عما في الإبانة من كلام الحشوية ! – ضاربا بكلام ابن عساكر وغيره من الأئمة عرض الحائط مرة أخرى – هل من منصف يجيبنا ؟

والآن نشرع بإذن الله في المقصود وهو ذكر مقتطفات من عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله في الإبانة








الباب الثاني

في إبانة قول أهل الحق والسنة




(... وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا عز وجل ، وبسنة نبينا صلى الله عليه و آله وسلم ، وما روي عن الصحابة والتابعين و أئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون . وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن حنبل نضر الله وجهه ، ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون ... ) ثم قال ( وجملة قولنا : ...

6- و أن الله استوى على عرشه كما قال : ** الرحمن على العرش استوى }

7- و أن له وجهاً بلا كيف كما قال ** ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}

8- و أن له يدين بلا كيف كما قال : ** خلقت بيدي } وكما قال : ** بل يداه مبسوطتان }

9- و أن له عيناً بلا كيف كما قال : ** تجري بأعيننا }

24- و ندين بأن الله تعالى يقلب القلوب " وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن" ، وأنه سبحانه "يضع السماوات على أصبع والأرضين على أصبع " , كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تكييف .

30- و نصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا " وأن الرب عز وجل يقول : هل من سائل , هل من مستغفر " وسائر ما نقلوه و أثبتوه خلافاً لما قاله أهل الزيغ والتضليل .

32- و نقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال : ** وجاء ربك والملك صفاً صفاً } , وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال ** ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } ، وكما قال : ** ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى }.






الباب السابع

ذكر الاستواء على العرش






إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له : نقول إن الله عز وجل يستوي على عرشه [استواءً ]* يليق به من غير طول الاستقرار كما قال ** الرحمن عل العرش استوى ... و رأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء ، لأن الله عز وجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش ، كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض .

وقد قال قائلون - من المعتزلة والجهمية والحرورية – إن قول الله عز وجل ** الرحمن على العرش استوى } أنه استولى وملك وقهر , وأن الله عز وجل في كل مكان , وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه – كما قال أهل الحق – وذهبوا في الاستواء إلى القدرة . ولو كان هذا كما ذكروه كان لافرق بين العرش والأرض السابعة , فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش , وعلى كل ما في العالم ... و إذا كان قادراً على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله عز وجل مستوٍ على الحشوش والأخلية , لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها ، ووجب أن يكون معناه استواءً يختص العرش دون الأشياء كلها ) .

ثم ذكر أدلة أخرى على الاستواء وردودا على المخالفين إلى أن قال ( كل ذلك يدل على أنه ليس في خلقه , ولا خلقه فيه , وأنه مستوٍ على عرشه بلا كيف ولااستقرار ، وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً . فلم يثبتوا له في وصفهم حقيقة ، ولا أوجبوا له بذكرهم إياه وحدانية ، إذ كل كلامهم يؤول إلى التعطيل ، وجميع أوصافهم تدل على النفي ، يريدون بذلك التنزيه ونفي التشبيه ؟ فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل . ) وختم الباب بحديث الجارية ثم قال ( وهذا يدل على أن الله عز وجل على عرشه فوق السماء) .






الباب الثامن

الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين






بعد أن أورد أدلة على صفات الباب قال ( فمن سألنا أتقولون إن لله سبحانه وجهاً ؟ قيل له : نقول ذلك خلافاً لما قاله المبتدعون وقد دل على ذلك قوله عز وجل ** ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } . فإن سئلنا أتقولون أن لله يدين؟ قيل : نقول ذلك ، وقد دل عليه قوله عز وجل ** يد الله فوق أيديهم } وقوله عز وجل ** لما خلقت بيدي }... ) إلى أن قال ( وليس يخلو قوله عز وجل : ** لما خلقت بيدي } أن يكون معنى ذلك : إثبات يدين نعمتين، أو يكون معنى ذلك إثبات يدين جارحتين ، أو يكون معنى ذلك إثبات يدين قدرتين , أو يكون معناه إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا قدرتين لا يوصفان إلا كما وصف الله عز وجل ، فلا يجوز أن يكون معنى ذلك نعمتين لأنه لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول القائل : عملت بيديَّ وهو يعني نِعمتيَّ ، ولا يجوز عندنا ولا عند خصومنا أن نعني جارحتين , ولا يجوز عند خصومنا أن نعني قدرتين ، وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع ، وهو أن معنى قوله ** بيدي } إثبات يدين ليستا جارحتين ولا قدرتين ولا نعمتين لا يوصفان إلا بأن يقال إنهما يدان ليستا كالأيدي خارجتان عن سائر الوجوه الثلاثة التي سلفت ...) .

ثم قال ... ) ويقال لهم لم أنكرتم أن يكون الله عز وجل عنى بقوله ** بيدي } يدين ليستا نعمتين ؟ فإن قالوا لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة , قيل لهم : ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة ؟ فإن رجعونا إلى شاهدنا وإلى ما نجده فيما بيننا من الخلق , فقالوا اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة . قيل لهم : إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل , فكذلك لم نجد حياً من الخلق إلا جسماً لحماً ودماً فاقضوا بذلك على الله عز وجل ، وإلا كنتم لقولكم تاركين ولاعتلالكم ناقضين , وإن أثبتم حياً لا كالأحياء منا ، فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما يدين ليستا نعمتين , ولا جارحتين ولا كالأيدي ؟

وكذلك يقال لهم : لم تجدوا مدبراً حكيماً إلا إنساناً ثم أثبتم أن للدنيا مدبراً حكيماً ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد...).

ثم ختم الباب بمسألة ( فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون قوله : ** مما عملت أيدينا } وقوله ** لما خلقت بيدي }على المجاز ؟

قيل له : حكم كلام الله عز وجل أن يكون على ظاهره و حقيقته ، ولا ُيخرَج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة , ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم ، فإذا ورد بلفظ العموم والمراد به الخصوص فليس هو على حقيقة الظاهر ، وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة , كذلك قول الله عز وجل ** لما خلقت بيدي } على ظاهره وحقيقته من إثبات اليدين ، ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة... بل واجب أن يكون قوله ** لما خلقت بيدي } إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين ، إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم : فعلت بيدي وهو يعني النعمتين . ) .


المصادر :

1- رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري لأبي القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس/تحقيق د. علي بن محمد بن ناصر الفقيهي/ الطبعة الأولى 1404

2- الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري / تحقيق عبد القادر الأرناؤوط / مكتبة دار البيان – دمشق /الطبعة الأولى 1401

عبد الله ياسين
01-03-2009, 10:05 AM
أخ ياسين الرابط الذي أعطيتني يتكلم كثيرا عن النزول
أتعلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله- :
اذا قال لك أحد إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ....كيف ذلك؟
قل إن الله أخبرنا أنه ينزل ولم يخبرنا كيف ينزل....


" الكيف " عند ابن عثيمين هو الهيئة !!! و هذا باطلٌ شرعًا و عقلاً ...

قال سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه : { الكيف غير معقول } معناه : أنّ الكيفية عن الله مُستحيلة ؛ فأنت تقول : " أمرٌ غيرُ معقول " بمعنى : " أمرٌ مُستحيل ".

فالكيفية على الله مُستحيلة و ليست مجهولة كما يزعم ابن عثيمين و من نحا نحوه.

و ابحث قليلاً في المنتدى تحصل على بغيتك و المزيد...



ما تقصده بالمشبهة ...


قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري" :
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَ هُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ.‏ انتهى

فمن حمل الإضافات الخبرية على ظاهرها اللّغوي فقد وقع في مذهب المُشبهة...

فالظّاهر اللّغوي لـ :

" اليد " ليس إلاّ ((( العضو و الأداة المُجسَّمة !!!))) !!!

" النزول " ليس إلاّ ((( الحركة و الإنتقال من جهة أعلى الى جهة سُفل !!!))) !!!

" العلوّ " ليس إلاّ ((( البُعد المسافي الحسّي !!!))) !!!

...!!!!



أتعلم أنها صفة يرمي بها أهل الأهواء والمبتدعة على أهل السنة وأصحاب المنهج الصافي

الحافظ ابن حجر العسقلاني و غيره ممّن نقلوا لك دين الله ؛ ليسو من أهل الأهواء ؛ فاحذر !

عبد الله ياسين
01-03-2009, 11:39 AM
التنبيه على

المخالفات العقدية

في

فتح الباري


ألم نقُل لكم أنّ شيوخكم ابتدعو بدعة :" تعالم الصّغار على عقائد الكبار بلا دليل سويّ و لا برهان جليّ !!! " بله : ((( دعاوي باطلة عاطلة !!!))) باستطاعت صغار طلبة الأشاعرة كشف زيفها و دفع شرّها و اقرأ ان شئت ما كُتب على الرابط التالي فيما يخصُّ صفة العلوّ : هكذا علّمتني عقيدتي: الله تعالى فوق السموات (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=55567)

...

و عليه فالحكم يطّرد على :
(1) كلّ علماء التفسير فكلهم موافقون للأشاعرة ما عدا تفسيريْن اثنين لمعاصرين ؛ على حسب تصنيف شيوخكم !!!

(2) كلّ شرّاح البخاري عن بكرة أبيهم ؛ كما اعترف شيخكم الراجحي و غيره !!!

(3) كلّ شرّاح صحيح مسلم ؛ كلّهم أشاعرة !!!

(4) شرّاح السنن ؛ حدّث و لا حرج !!!
.
.
.
(ن)...!!!!
رحمَ الله الإمام الشوكاني الذي قال عن شرح البخاري " فتح الباري " للحافظ ابن حجر العسقلاني : { لا هجرة بعد فتح }

فاستفاد علماء الإسلام منذ قرون من العقائد الصافية الموجودة في الفتح و شهد الكلّ بصحّة مُعتقد الحافظ ثمّ في هذه الأيام يخرج علينا قومٌ لم يبلغو معشار عشر علم الحافظ ليتهموه بأنّ له ((( مُخالفات أساسية في العقيدة !!!))) ؛ هراء ما بعده هراء !

للفائدة و بمناسة ذكر الشوكاني ...:

قال الإمام العلامة بدر الدين محمد الزركشي الشافعي في [ البحر المحيط في أصول الفقه ] :
فَصْلٌ فِيمَا يَدْخُلُهُ التَّأْوِيلُ وَهُوَ يَجْرِي فِي شَيْئَيْنِ : أَحَدُهُمَا : الْفُرُوعُ , وَهُوَ مَحَلُّ وِفَاقٍ . وَ الثَّانِي : الْأُصُولُ , كَالْعَقَائِدِ وَأُصُولِ الدِّيَانَاتِ وَصِفَاتِ الْبَارِي الْمُوهِمَةِ , وَ قَدْ اخْتَلَفُوا فِيهِ عَلَى ثَلَاثِهِ مَذَاهِبَ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَا مَدْخَلَ لِلتَّأْوِيلِ فِيهَا , بَلْ تَجْرِي عَلَى ظَاهِرِهَا , وَلَا يُؤَوَّلُ شَيْءٌ مِنْهَا , وَهُمْ الْمُشَبِّهَةُ .
وَ الثَّانِي : أَنَّ لَهَا تَأْوِيلًا , وَلَكِنَّا نُمْسِك عَنْهُ مَعَ تَنْزِيهِ اعْتِقَادِنَا عَنْ التَّشْبِيهِ وَالتَّعْطِيلِ , لِقَوْلِهِ : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ } قَالَ ابْنُ بَرْهَانٍ : وَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ.
وَ الثَّالِثُ : أَنَّهَا مُؤَوَّلَةٌ , وَ أَوَّلُوهَا.
قَالَ : وَ الْأَوَّلُ بَاطِلٌ وَ الْآخَرَانِ مَنْقُولَانِ عَنْ الصَّحَابَةِ .انتهى

و ذكر الإمام الشوكاني هذه المذاهب الثلاثة التي ذكر الإمام الزركشي ثمّ قال بعدها [ " ارشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ] :
قَالَ ابْنُ بُرْهَانٍ : وَالْأَوَّلُ مِنْ هَذِهِ الْمَذَاهِبِ بَاطِلٌ ، وَالْآخَرَانِ مَنْقُولَانِ عَنْ الصَّحَابَةِ ، وَنُقِلَ هَذَا الْمَذْهَبُ الثَّالِثُ - أي التأويل - عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ .انتهى

فالشوكاني و العلامة الزركشي هم أيضًا لهم ((( مُخالفات أساسية في العقيدة !!!))) حسب بدعة أدعياء السلفية !!!

هل اتّضحت لك العواقب الوخيمة لهذه البدعة ؟!!!

نسأل الله العافية

أبوصلاح الدين
01-03-2009, 12:46 PM
جزاك الله كل خير اخي حكيم حبيب .يبدوا ان هؤلاء الناس يستفزون أهل الحق للرد عليهم لتعيش الامة دوما في الجدل والردود والتفاهات التي لاتسمن ولاتغني من جوع .يعيبون علي الأشاعرة المجاز والتنزيه ونسوا انفسهم انهم غارقون في التجسيم والتشبيه والعياذ بالله .

GHOUAR
01-03-2009, 01:27 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ابن القيم في مفتاح دار السعادة: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه -وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد- لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها، فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات -أو كما قال- فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل... انتهى.
وقال الإمام مالك: أرأيت إن جاء رجل أجدل من رجل يدع الرجل دينه كل يوم لدين جديد؟!.
وعلى هذا فننصحك بتجنب الجدال مع أهل البدع الاعتقادية، وليسعك التمسك بما أنت عليه من الحق الثابت بالدليل، والذي عليه أئمة أهل السنة من لدن الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى زماننا.
هذا وإن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله ولا يماثل استواء المخلوقين، وأنه بائن من خلقه، وانظر أدلة ذلك من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة في الفتوى رقم: 6707 (http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=6707).
ومعنى الاستواء عند أهل السنة والجماعة هو: العلو والارتفاع والصعود، وليعلم أنه لا يجوز إبطال دلالة النصوص المثبتة لصفة الاستواء بمجرد أوهام يظن صاحبها أنها دلالات عقلية، إذ إن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح.
واعلم كذلك أن صفة المكان لم تثبت في الكتاب ولا في السنة، فلا نثبتها ولا ننفيها، والقول بالمكان العدمي لم يسبق إلى إثباته أحد من سلف الأمة، وليسعنا ما وسعهم وإن كان شيخ الإسلام رحمه الله قد عبر بألفاظ مرادفة كالحيز العدمي، فلا ينبغي أن يلجئك النقاش مع المبتدعة إلى تكلف ما ليس لك به علم.
هذا وإن أهل السنة يعتقدون أن الله تعالى فوق خلقه عالٍ عليهم بائن منهم، وهذا إن سماه المبتدعة جهة فإن ذلك لا يزحزحنا عن اعتقاده لتواتر النصوص به، وقد بين شيخ الإسلام في أكثر من موضع من كتبه أن الجهة لفظ مجمل يحتمل حقاً وباطلاً والسبيل فيما هذا شأنه من الألفاظ أن يستفصل عن معناه فإن كان باطلاً رد وإن كان حقاً قبل وعبر عنه باللفظ الشرعي وإليك شيئاً من كلامه رحمه الله فقد قال في منهاج السنة النبوية: وكذلك الكلام في لفظ الجهة فإن مسمى لفظ الجهة يراد به أمر وجودي كالفلك الأعلى ويراد به أمر عدمي كما وراء العالم، فإذا أريد الثاني أمكن أن يقال كل جسم في جهة وإذا أريد الأول امتنع أن يكون كل جسم في جسم آخر.
فمن قال: الباري في جهة وأراد بالجهة أمراً موجوداً فكل ما سواه مخلوق له ومن قال إنه في جهة بهذا التفسير فهو مخطئ، وإن أراد بالجهة أمراً عدمياً وهو ما فوق العالم، وقال إن الله فوق العالم فقد أصاب وليس فوق العالم موجود غيره فلا يكون سبحانه في شيء من الموجودات، وأما إذا فسرت الجهة بالأمر العدمي فالعدم لا شيء، وهذا ونحوه من الاستفسار وبيان ما يراد باللفظ من معنى صحيح وباطل يزيل عامة الشبه. انتهى.
وقال أيضاً في مجموع الفتاوى: وقد أخبرنا أيضاً أنه قد استوى على العرش فهذه النصوص يصدق بعضها بعضا والعقل أيضاً يوافقها ويدل على أنه سبحانه مباين لمخلوقاته فوق سماواته، وأن وجود موجود لا مباين للعالم ولا محايث له محال في بديهة العقل فإذا كانت الرؤية مستلزمة لهذه المعاني فهذا حق وإذا سميتم أنتم هذا قولاً بالجهة وقولا بالتجسيم لم يكن هذا القول نافيا لما علم بالشرع والعقل إذا كان معنى هذا القول والحال هذه ليس منتفياً لا بشرع ولا عقل.
ويقال لهم ما تعنون بأن هذا إثبات للجهة والجهة ممتنعة أتعنون بالجهة أمراً وجودياً أو أمراً عدمياً، فإن أردتم أمراً وجودياً وقد علم أنه ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والله فوق سماواته بائن من مخلوقاته لم يكن والحالة هذه في جهة موجودة فقولكم إن المرئي لا بد أن يكون في جهة موجودة قول باطل فإن سطح العالم المرئي وليس هو في عالم آخر.
وإن فسرتم الجهة بأمر عدمي كما تقولون إن الجسم في حيز والحيز تقدير مكان وتجعلون ما وراء العالم حيزاً فيقال لكم الجهة والحيز إذا كان أمراً عدمياً فهو لا شيء وما كان في جهة عدمية أو حيز عدمي فليس هو في شيء ولا فرق بين قول القائل هذا ليس في شيء وبين قوله هو في العدم أو أمر عدمي فإذا كان الخالق تعالى مبايناً للمخلوقات عالياً عليها وما ثم موجود إلا الخالق أو المخلوق لم يكن معه غيره من الموجودات فضلاً عن أن يكون هو سبحانه في شيء موجود يحصره أو يحيط به.
فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة ورد باطلا بباطل. انتهى.
وراجع للفائدة تفسير القرطبي رحمه الله لآية الاستواء في سورة الأعراف فإنه نقل اعتقاد السلف وأنه لم ينكر أحد منهم أنه سبحانه استوى على عرشه حقيقة وأنهم لم يقولوا بنفي الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله وإنما أحلناك إليها لترى ما نقله عن السلف لا لما يعتقده هو رحمه الله.
وأما العرش، فالصحيح أنه أعلى جميع المخلوقات وهو سقفها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والعرش فوق جميع المخلوقات، وهو سقف جنة عدن التي هي أعلى الجنة، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سألتم الله فأسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وسقفه عرش الرحمن.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ...هو مالك كل شيء وخالقه، لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش، مقهورون بقدرة الله تعالى. انتهى.
وأما الجمع بين كون الله مستويا على عرشه وأن عرشه فوق جميع المخلوقات، وبين الحديث الدال على أن الله كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش، فلم نجد لأئمة أهل السنة ذكراً لذلك بحسب بحثنا، ونحن نؤمن بكل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد سمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث فلم يستشكلوه، فليسعنا ما وسعهم، ولا نخوض فيما ليس لنا به علم، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع.
وأما قول صاحبك (إن رفع النقيضين عما يلزمه الاتصاف بأحدهما هو المحال)، فهذا القول لا يسلم له، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في التدمرية: ... وإن كان المخاطب من الغلاة نفاة الأسماء والصفات وقال لا أقول هو موجود ولا حي ولا عليم ولا قدير بل هذه الأسماء لمخلوقاته إذ هي مجاز لأن إثبات ذلك يستلزم التشبيه بالموجود الحي العليم، قيل له وكذلك إذا قلت ليس بموجود ولا حي ولا عليم ولا قدير كان ذلك تشبيها بالمعدومات وذلك أقبح من التشبيه بالموجودات، فإن قال أنا أنفي النفي والإثبات قيل له فيلزمك التشبيه بما اجتمع فيه النقيضان من الممتنعات، فإنه يمتنع أن يكون الشيء موجوداً معدوماً أو لا موجودا ولا معدوما ويمتنع أن يكون يوصف ذلك باجتماع الوجود والعدم أو الحياة والموت أو العلم والجهل أو يوصف بنفي الوجود والعدم ونفي الحياة والموت ونفي العلم والجهل.
فإن قلت إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلا لهما وهذان يتقابلان تقابل العدم والملكة لا تقابل السلب والإيجاب فإن الجدار لا يقال له أعمى ولا بصير ولا حي ولا ميت إذ ليس بقابل لهما، قيل لك أولاً هذا لا يصح في الوجود والعدم فإنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب باتفاق العقلاء فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر.
وأما ما ذكرته من الحياة والموت والعلم والجهل فهذا اصطلاح اصطلحت عليه المتفلسفة المشاؤون والاصطلاحات اللفظية ليس دليلاً على نفي الحقائق العقلية وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ. فسمى الجماد ميتاً وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم.
وقيل لك ثانياً فما لا يقبل الاتصاف بالحياة والموت والعمى والبصر ونحو ذلك من المتقابلات أنقص مما يقبل ذلك فالأعمى الذي يقبل الاتصاف بالبصر أكمل من الجماد الذي لا يقبل واحداً منهما، فأنت فررت من تشبيهه بالحيوانات القابلة لصفات الكمال ووصفته بصفات الجامدات التي لا تقبل ذلك، وأيضاً فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعاً من القابل للوجود والعدم بل ومن اجتماع الوجود والعدم ونفيهما جميعاً فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعاً مما نفيت عنه الوجود والعدم، وإذا كان هذا ممتنعاً في صرائح العقول فذاك أعظم امتناعاً فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد. انتهى.
وقال في موضع آخر من التدمرية: واعلم أن الجهمية المحضة كالقرامطة ومن ضاهاهم ينفون عنه تعالى اتصافه بالنقيضين حتى يقولون ليس بموجود ولا ليس بموجود ولا حي ولا ليس بحي ومعلوم أن الخلو عن النقيضين ممتنع في بدائه العقول كالجمع بين النقيضين.
وآخرون وصفوه بالنفي فقط فقالوا ليس بحي ولا سميع ولا بصير وهؤلاء أعظم كفراً من أولئك من وجه وأولئك أعظم كفراً من هؤلاء من وجه فإذا قيل لهؤلاء هذا مستلزم وصفه بنقيض ذلك كالموت والصمم والبكم، قولوا إنما يلزم ذلك لو كان قابلا لذلك وهذا الاعتذار يزيد قولهم فساداً وكذلك من ضاهى هؤلاء وهم الذين يقولون ليس بداخل العالم ولا خارجه إذا قيل هذا ممتنع في ضرورة العقل، كما إذا قيل ليس بقديم ولا محدث ولا واجب ولا ممكن ولا قائم بنفسه ولا قائم بغيره، قالوا هذا إنما يكون إذا كان قابلا لذلك والقبول إنما يكون من التحيز فإذا انتفى التحيز انتفى قبول هذين المتناقضين فيقال لهم علم الخلق بامتناع الخلو من هذين النقيضين هو علم مطلق لا يستثنى منه موجود. انتهى.
وأما ما نسبه صاحبك لبعض الأئمة كالإمام أبي حنيفة والإمام الشافعي من نفي علو الله ونفي استوائه على العرش، فهذا كذب عليهم، وإن الثابت عنهم عكس ذلك، فقد ذكر الإمام الحافظ الذهبي في كتابه العلو بعض النصوص عن الإمام أبي حنيفة في تكفير من أنكر أن الله في السماء مستو على عرشه، ومنها قوله: بلغنا عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي صاحب (الفقه الأكبر) قال: سألت أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء، أو في الأرض. فقال: قد كفر، لأن الله تعالى يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. وعرشه فوق سمواته. فقلت: إنه يقول: أقول على العرش استوى، ولكن قال لا يدري العرش في السماء أو في الأرض. قال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر. رواها صاحب (الفاروق) بإسناد عن أبي بكر بن نصير بن يحيى عن الحكم.
وسمعت القاضي الإمام تاج الدين عبد الخالق بن علوان قال: سمعت الإمام أبا محمد عبد الله محمد المقدسي مؤلف (المقنع) رحم الله ثراه وجعل الجنة مثواه، يقول: بلغني عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال: من أنكر أن الله عز وجل في السماء فقد كفر. انتهى.
ونقل الإمام ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية نصوصاً للإمام الشافعي تدل على إثباته صفة العلو لله تعالى وأنه سبحانه في السماء مستو على عرشه فقال: قال الإمام ابن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي حدثنا أبو شعيب وأبو نور عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء. قال عبد الرحمن وحدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سُئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال: لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحجة ردها. لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القول (بها) فيما روى عنه العدول، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر فأما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والقلب ولا نكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، وتثبيت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه كما نفى التشبيه عن نفسه فقال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. وصح عن الشافعي أنه قال خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حق قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب أصحاب نبيه ومعلوم أن المقضي في الأرض والقضاء فعله سبحانه وتعالى المتضمن لمشيئته وقدرته، وقال في خطبة رسالته: الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه. فجعل صفاته سبحانه إنما تتلقى بالسمع. انتهى.
وللوقوف على مزيد من أقوال السلف في إثبات صفة العلو لله تعالى انظر (العلو للعلي الغفار) للإمام الذهبي أو مختصره للألباني، وانظر (اجتماع الجيوش الإسلامية) لابن القيم.




يقال إن شرف العلم يعرف بشرف المعلوم ، وليس ثمة معلوم أشرف من الله جلَّ جلاله ،
إذ هو المتصف بصفات الكمال ، المنزه عن صفات النقص ، وما عرف العارفون ، ولا ذكر الذاكرون ، أشرف ولا أجل من الخالق سبحانه وتعالى .
لذلك كان العلم به من أجل العلوم وأعظمها ، بل هو أعظمها على الإطلاق ، وقد زخرت آيات الكتاب العظيم ، ونصوص السنة المطهرة ، بـأنواع أسماء الله عز وجل وصفاته ، وذلك منة من الله على عباده ، إذ عرفهم بنفسه جل وعلا ، حتى تكون عبادتهم له على علم وبصيرة .
وقد كان منهج السلف في التعامل مع نصوص أسماء الله وصفاته يتسم بالعلم والحكمة معا ، فهم قد وقفوا من تلك الأسماء والصفات موقف المثبت لها على الوجه اللائق به سبحانه ، مع نفيهم أن تكون تلك الصفات مماثلة لصفات المخلوقين ، ومع استبعاد أي تدخل للعقل في تحديد كيفيتها ، أو تعطيل حقيقتها ، أو تحريفها عن الوجه الذي يدل عليه ظاهر اللفظ .
وهذا المنهج على سلامته العلمية يورث القلب راحة ، وطمأنينة ، وذلك لسهولة إدراك المعنى المراد من اللفظ .
ومن منهج السلف في التعامل مع أسماء الله عز وجل وصفاته ، الحرص على حفظها ، والعمل بمقتضياتها ، وقد ورد في فضل ذلك أجر عظيم ، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ) . ولا يعني هذا الحديث أن أسماء الله تعالى محصورة في تسعة وتسعين اسماً، بل لله عز وجل من الأسماء ما لا يعلمه إلا هو . كما ثبت في مسند الإمام أحمد وصححه الشيخ الألباني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه ، وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا . .. ) .
ومن منهج السلف في أسماء الله وصفاته دعاؤه بها والتضرع إليه بمعانيها ، قال تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون }( الأعراف:180) .
ومن منهج السلف في أسماء الله وصفاته أيضاً : اتخاذها منهجاً في التعرف على الخالق سبحانه والتقرب إليه ، فهي مفاتيح المعرفة به سبحانه ، وبها يترقى العبد في درجات الأنس بالله جلا وعلا .
هذه بعض جوانب منهج السلف في أسماء الله وصفاته ، وهو منهج يجمع بين العلم والعمل معا .
لذا فالواجب على المسلم أن يفهم هذا المنهج وأن يطبقه ، ليحصل له العلم بالله ، على الوجه المنوط


.
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم على صورته.


فالذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه ، أو وصفه به رسوله ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، ومن غير تأويل ولا تعطيل.
ومعاذ الله أن يكون في نصوص الوحي ما يقتضي تشبيهاً أو تمثيلاً ، فإن الله تعالى يقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ).[ الشورى: 11].
ولو كان في شيء من النصوص ما يقتضي ذلك لما كانت دالة على الهدى داعية إلى الرشد.
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين ، ولفظ مسلم : " إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته" . وقد ذهب جماعة من السلف والخلف إلى أن الحديث على ظاهره ، وأنه لا يستلزم تشبيهاً ولا تمثيلاً ، وممن بين هذا ووضحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال : " الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث - وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم : أن الله خلق آدم سميعاً بصيراً متكلماً ، إذا شاء ، وهذا هو وصف الله تعالى ، فإنه سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ إذا شاء ، وله وجه جلّ وعلا.
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي له غير الصورة التي للمخلوق وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وهكذا خلق الله آدم سميعاً بصيراً ، ذا وجه ويد وذا قدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله جلّ وعلا صفاته التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال الله عزوجل :
( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)[الشورى:11].
وقال سبحانه: ( ولم يكن له كفواً أحد )[ الإخلاص: 4] . انتهى .
فهذا التعبير: " على صورته " لا يقتضي مماثلة الصورة للصورة ، ولا الصفة للصفة ، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء ". متفق عليه ، ومعلوم أن هذه الزمرة ليست مماثلة للقمر . والله أعلم .

لذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح أن الله تعالى يوصف بما وصف به نفسه ، أو وصفه به رسوله ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، ومن غير تأويل ولا تعطيل.
ومعاذ الله أن يكون في نصوص الوحي ما يقتضي تشبيهاً أو تمثيلاً ، فإن الله تعالى يقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ).[ الشورى: 11].
ولو كان في شيء من النصوص ما يقتضي ذلك لما كانت دالة على الهدى داعية إلى الرشد.
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين ، ولفظ مسلم : " إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته" . وقد ذهب جماعة من السلف والخلف إلى أن الحديث على ظاهره ، وأنه لا يستلزم تشبيهاً ولا تمثيلاً ، وممن بين هذا ووضحه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حيث قال : " الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث - وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل .
والمعنى عند أهل العلم : أن الله خلق آدم سميعاً بصيراً متكلماً ، إذا شاء ، وهذا هو وصف الله تعالى ، فإنه سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ إذا شاء ، وله وجه جلّ وعلا.
وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي له غير الصورة التي للمخلوق وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وهكذا خلق الله آدم سميعاً بصيراً ، ذا وجه ويد وذا قدم ، ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله جلّ وعلا صفاته التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال الله عزوجل :
( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)[الشورى:11].
وقال سبحانه: ( ولم يكن له كفواً أحد )[ الإخلاص: 4] . انتهى .
فهذا التعبير: " على صورته " لا يقتضي مماثلة الصورة للصورة ، ولا الصفة للصفة ، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء ". متفق عليه ، ومعلوم أن هذه الزمرة ليست مماثلة للقمر . والله أعلم .

من هو الإمام الشوكاني ؟
الشوكاني هذا الإمام كان زيدياً ، والزيدية طائفة من الشيعة ، والشيعة في عقيدتهم على عقيدة الاعتزال ، ولديهم من الغلو ما يعلمه من درس كتبهم ، ولكن الزيدية من أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنة والجماعة من أقربهم - حسب علمي -
ولكن الله منّ على هذا الإمام فخرج من الزيدية أي من الغلو في علي والإساءة إلى بعض الصحابة - رضي الله عنهم - كمعاوية - رضي الله عنه - تبرأ و عافاه الله من هذا المرض .
ثم عافاه الله من مرض التعصب لمذهب معين والتقليد الأعمى .
إذاً خرج من التشيع ، وخرج من التعصب المذموم ، فارق ... الزيدية
مر على الشافعية مروراً ولم يقف عندهم
ولكنه بحمد لله لحق بركب السلف الصالح أي لم يبقى في زيديته ليكون متعصب لمذهب العترة وآل البيت في الفقهيات .
ولم يبقى في الغلو في علي ، وأولاده مع الإساءة لبعض الصحابة عافاه الله من كل ذلك
ثم لم يبقى في التعصب الشافعي لأنهم كانوا في المنطقة الجبلية شافعية في تهامة
المجتمع اليمني ينقسم إلى قسمين :
1/ المنطقة الجبلية كلهم زيدية شيعة من الشيعة .
2/و تهامة اليمن على مذهب الشافعية ، وهم في التعصب للمذهب قد يكونوا أشد من الزيدية لأنهم يرون أن إمامهم هو الإمام الوحيد القرشي المطلبي الشافعي يرونه أنه من أفضل الأئمة ولذلك من أشد الناس تعصب له ، والإمام برئ من ذلك .
عافا الله الإمام من كل ذلك فخرج ولكن إذا أصيب الإنسان يوماً ما بجروح تبقى الآثار في أجزاء بدنه
وما نرى من الإمام الشوكاني أحياناً القول أمير المؤمنين - عليه السلام - ولا يقول ذلك في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -
وما يشير إليه هنا إلى أن الإيصاء حصل
وترجيحه أيضا في بعض الفقهيات مذهب العترة
وتأويله نصوص بعض الصفات كتأويل قوله : ( وجاء ربك والملائكة صفا صفا ) التأويل بمجيء الأمر

هذه آثار خفيفة من آثار المرض الخطير الذي عاش فيه الإمام الشوكاني


وهو يشبه مع الفارق الكبير أبي الحسن الأشعري لأنه كان معتزليا بل إمام في الاعتزال له 40 عاما ثم رجع
وفي بحثه عن الحق عكف عند ابن كلاب فصار كلابيا ولكن شهرته العلمية غلبت على شيخه فعرف المذهب الكلابي بالمذهب الأشعري حتى غطى على ذكر صاحب المذهب وواصل الإمام الأشعري بحثه عن الحق كما بحث سلمان الفارسي عن الحق إلى أن وصل إليه بالمدينة
واصل الإمام الأشعري إلى أن وفقه الله لمنهج السلف وألف في ذلك كتاب الإبانة في أصول الديانة
وفي مقدمة هذا الكتاب أثنى على إمام أهل السنة والجماعة ثناء عاطرا ..... على إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل كما يعلم من قرأ مقدمة هذا الكتاب
لماذا خص - أو نص - بأنه على طريقة الإمام أحمد بن حنبل وقبله أئمة على الطريقة نفسها وعلى العقيدة ذاتها ؟ .......... لماذا خص الإمام أحمد وهو آخر الأربعة ؟ ........ لأن للإمام موقف لم يقف أحد من الأئمة في الانتصار لمنهج السلف والدفاع عن العقيدة وتحمله الأذى في رفضه القول بخلق القرآن ونفي الصفات بهذا الموقف انتصر الحق بسببه ونال لقب إمام أهل السنة والجماعة لذلك خصه بالذكر و إلا فجميع الأئمة على هذه العقيدة وعلى هذا المنهج

أريد أن أقول إن الشوكاني يشبه الأشعري نوعا ما لأنه كان معتزليا لأن الزيدية على عقيدة الاعتزال ، وللعلم كل طوائف الشيعة على عقيدة الاعتزال
ثم عافاه الله من التعصب المذهبي
وخفف بالنسبة لتأويل النصوص
ولكنه لم يخرج على النصوص كما خرجت المعتزلة بل كان يحترم النصوص وإن كان يغلب أحياناً لأنه كان يجتهد ولم يوفق لأستاذ سلفي يسلك به منهج السلف ، كان مجتهد لذلك ينطبق عليه كلام الإمام تقي الدين بن تيمية :
إن بعض الفضلاء الذين اجتهدوا في فهم الحق ولكن أخطأ ولهم جهود مشكورة في خدمة الإسلام وخدمة السنة أمثال هؤلاء أولى بأن يعذروا ويغفر لهم
إذا كان يغفر لتارك الصلاة الذي نشأ في بادية بعيدة من أهل العلم ولم يعلم حكم الصلاة
وإذا كان يغفر لمن يجهل تحريم الخمر
فأمثال هؤلاء من الفضلاء الذين طلبوا الحق واجتهدوا في الوصول إليه ولكنهم أخطأ أولى أن يغفر لهم هذا ملخص ما قاله
راجع مقدمة الرد على البكري

المصدر
مفرغ من شرح كتاب الطهارة من كتاب نيل الأوطار للشوكاني ( أحكام دخول الخلاء )

icer
01-03-2009, 01:35 PM
بارك الله فيك الأخ حبيب حكيم و الأخ عبد الله ياسين
على ردودكم الأقصر الأوجز
يبقى الأشاعرة فوق كل انتقاص فهم علماء الأمة أهل السنة و الجماعة
بادت فرق و بقي الاشاعرة.

GHOUAR
01-03-2009, 01:35 PM
لصحابة هم أعلم الناس
الحمد لله رب العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة, وأدى الأمانة, ونصح الأمة, وجاهد في الله حتى أتاه اليقين, فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
عنوان المحاضرة: (العقيدة كما فهمها الصحابة).
الصحابة بالذات؛ لأنهم أطهر الناس سيرةً, وأعمقهم علماً, وأخلصهم الناس قلوباً, وأصدقهم لهجة, وأزكاهم سريرة؛ لأنهم صحبوا المصطفى عليه الصلاة والسلام, وعرفوا سيرته, وتناولوا التنزيل ولم يبتدعوا في دين الله.
الصحابة بالذات؛ لأن الله اختارهم لصحبة محمد عليه الصلاة والسلام؛ ولأنهم كتيبة الإسلام وحملة القرآن وجيش الإيمان؛ ولأنهم هم المقبولون المزكون من الواحد الأحد زكاهم الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، كان عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيح: {لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه
} وفي حديث صحيح آخر: {الله الله في أصحابي, لا تتخذوهم غرضاً فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم }.
ولهذه المحاضرة عناصر:
1- سبعة أحاديث أطرحها على المسلمين فيها عقيدة بيسر وسهولة ولكنها بعمق وأصالة، فدليل التوحيد عندهم آيات الله الكونية، خلاف أدلة علماء الكلام والمناطقة .
2- العقيدة عندهم رضوان الله عليهم هي المؤثرة في حياتهم سلوكاً وتطبيقاً وأخلاقاً.
3- تقبلوا العقيدة بلا اعتراض, وفهموها بلا إشكال، وعملوا بها بلا توقف.
4- أجمع الصحابة على مسائل المعتقد, وسلموا لمعانيها, ولم يختلفوا بحمد الله في مسألة منها.
5- معرفة الصحابة لدلائل الأسماء والصفات ومعانيها على ما أراده الله عز وجل وأراده رسوله صلى الله عليه وسلم.
6- لم يتعمق الصحابة في الألفاظ, ولم يتكلفوا في المعاني, ولم يتنطعوا في المعتقد.
7- خاتمة عن البدعة والمبتدعين، ثم كلمة إلى النساء الصالحات الحاضرات والغائبات من المسلمات

إجماع الصحابة على مسائل المعتقد
القاعدة الرابعة: أجمع الصحابة على مسائل المعتقد وسلموا لمعانيها ولم يختلفوا في أي مسألة منها: ولـابن القيم كلام يشبه هذا في أعلام الموقعين ، يقول: "الصحابة لم يسألوا عليه الصلاة والسلام ولم يختلفوا في مسألة عقدية".مسائل الأصول لم يختلفوا فيها وإنما سألوه عن مسائل عملية: يسألونك عن المحيض، يسألونك عن الخمر، يسألونك عن الأهلة، يسألونك ماذا ينفقون، يسألونك عن اليتامى، لكن لم يسألوا: كيف يضحك الله؟ أو كيف استوى الله؟ أو كيف يعجب الله؟ أو كيف يد الله أو عن عين الله؟ لا. بل سلموا بها ولم يختلفوا، فلما أتى المتأخرون أتوا يسألون عنها حتى يقول بعض العلماء: سبحان الله! أما المتأخرون فقد سالوا في موضع الجمود وجمدوا في موضع السيلان، مثل ابن حزم رحمه الله في المحلى ، أتى في الصفات فسال قلمه، ويوم أتى في الفرعيات جمد مثل الثلج، أخذ الظاهر وأبطل القياس وأخذ بظاهر الأحاديث، فيقول له بعض العلماء: ليتك يـابن حزم سلت في موضع السيلان في الفرعيات، وليتك جمدت في موضع الجمود في الأصول والمعتقد والصفات؛ لأن أهل السنة يقولون: نمرها كما جاءت، وهو لم يمرها كما جاءت.
حتى يقول ابن تيمية : "أبو الحسن الأشعري خير من ابن حزم في الأسماء والصفات" وهذا صحيح وليس شاهدنا ابن حزم , إنما أقول المتأخرين، حتى يقول بعضهم: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، فقال بعضهم: لا. بل طريقة السلف أعلم وأحكم وأسلم، وطريقة الخلف، أغشم وأظلم وأقتم، وأجهل.
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifآمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [البقرة:285] قالوا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ونقلت أيضاً عن علي بن أبي طالب : [[والله لو كشف لي الله الغطاء فرأيت الجنة والنار ما زاد على ما عندي من إيمان مثقال ذرة ]].
آمنوا كأنهم يرون الغيب من وراء ستار رقيق، كان أبو بكر كما ذكره الإمام أحمد عنه في كتاب الزهد يقول: [[يا أيها الناس! استحيوا من الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إني أذهب إلى الخلاء لقضاء حاجتي فأضع ثوبي على وجهي حياء من ربي ]].
ولذلك يقول مطرف بن عبد الله بن الشخير ولا يصح هذا حديثاً, وقيل: إنه من كلام الحسن : [[ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ]].
وقال مطرف : [[ما غلبهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صدقة ولا صلاة ولكن بإيمان وقر في قلبه
]].
إذاً: أسئلة الصحابة كانت في الفرعيات ولم تكن في الأصول, ولو أن لـابن تيمية ملاحظة عن هذا التقسيم يقول: تقسيم الدين إلى أصول وفروع ليس في الكتاب ولا في السنة ولا له أثر، فبعضهم يقول: مسائل الأصول هي المعتقد والفروع هي العبادات والمعاملات, وبعضهم يقول: الأصول ما ثبت بأدلة قطعية والفروع ما ثبت بأدلة ظنية. ولا أثر لهذا.
إنما أقول القاعدة الرابعة: أجمع الصحابة على مسائل المعتقد وسلموا لمعانيها ولم يختلفوا بحمد الله في مسألة منها.

الصحابة أهل اتباع لا أهل ابتداع
وقبل أن ننتهي هنا قاعدة وهي: أن الصحابة اتبعوا ولم يبتدعوا، أول خطبة لـأبي بكر الصديق يقول: [[يا أيها الناس! إني متبع ولست مبتدعاً ]].ولذلك نلاحظ كثرة الأسئلة في كل محاضرة: ما رأيك في المولد النبوي؟ ما رأيك في كذا؟ ما رأيك في كذا، أقول: نعود إلى الأصل.
نقول: من أين نأخذ الشريعة؟
من محمد عليه الصلاة والسلام.
ما هو مصدر التلقي عندنا؟
الكتاب والسنة.
هل فعل صلى الله عليه وسلم المولد؟
لا.
هل فعل الصحابة المولد؟
لا.
هل فعل التابعون المولد؟
لا.
هل قال أحد من الخلفاء الراشدين بسنية المولد؟
لا.
هل وردت آية في القرآن تقول: إن المولد سنة؟
لا.
إذاً: هو بدعة.
من أين جاء المولد هذا؟
جاء من ملك إربل
في القرن الرابع أو الخامس أتى به ونشره في العالم الإسلامي, حسيبنا الله عليه وإلا فهي بدعة: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } {ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }.
يقول بعض العلماء: ما ابتدع رجل بدعة إلا كان لسان حاله يقول: الشريعة ناقصة، يريد أن يزيد في الشريعة، والله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [المائدة:3] ويقول المبتدع: لا ما أتممت علينا النعمة، وما أكملت لنا الدين، وما رضيت لنا الإسلام ديناً، هذا المبتدع لسان حاله يقول هكذا، فأقول: الصحابة اتبعوا فلذا لا يفعلون شيئاً إلا بأثر.
طرق أبو موسى الأشعري على عمر الباب -والحديث في الصحيح- فطرق عليه مرة فلم يفتح، فضرب ثانية، فلم يفتح وضرب ثالثة، فلم يفتح فذهب أبو موسى ، ففتح عمر الباب, وإذا بـأبي موسى قد ذهب، فقال: يا أبا موسى ! تعال. فأتى وقال له: لماذا ذهبت؟ قال: يا أمير المؤمنين! سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع }.
لكن عمر أراد أن يتثبت من هذا الحديث فقال عمر : والله الذي لا إله إلا هو, لا أتركك حتى تأتي بشاهد يشهد لك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث -لا بد من السنة- فذهب أبو موسى خائفاً وجلاً إلى الأنصار، وقال: أتيت إلى عمر فطرقت عليه ثلاثاً فلم يأذن لي, ثم أتيته بحديث، فحلف إن لم آتِ بشاهد وإلا يكون لي شأن، وتعرفون عمر إذا حلف:
حتى وضعت يميني ما أنازعها في كف ذي نقمات قوله القيل
قال الأنصار: والله لا يقوم معك إلا أصغرنا، قم يا أبا سعيد ، فقام أبو سعيد إلى عمر وقال: أشهد أني سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع } قال عمر : [[ما كذبتك، ولكن أردت أن أتثبت ]] http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [البقرة:260].
فالصحابة يعملون بالسنة في سلوكهم وفي جلوسهم ولا يبتدعون, فمن أدخل في الدين شيئاً وقال: المشايخ أو أجدادنا أو آباؤنا كانوا على هذا، وهذا من حبنا للرسول عليه الصلاة والسلام، نقول: لا. معنا ومعك سنة صحيحة وكتاب مجيد نتحاكم إليه.

GHOUAR
01-03-2009, 01:40 PM
ذكر كلام ابن عبد البر في الصفات
[ ولو ذكرت ما قاله العلماء في هذا لطال الكتاب جداً. قال أبو عمر ابن عبد البر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000282&spid=911) : روينا عن مالك بن أنس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000047&spid=911) وسفيان الثوري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000127&spid=911) وسفيان بن عيينة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000117&spid=911) والأوزاعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000056&spid=911) ومعمر بن راشد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000393&spid=911) في أحاديث الصفات أنهم كلهم قالوا: أمروها كما جاءت، قال أبو عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000282&spid=911) : ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات، أو جاء عن أصحابه رضي الله عنهم؛ فهو علم يدان به، وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم؛ فهو بدعة وضلالة. وقال في (شرح الموطأ) لما تكلم على حديث النزول قال: هذا حديث ثابت النقل صحيح الإسناد، ولا يختلف أهل الحديث في صحته، وهو منقول من طرق سوى هذه من أخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على أن الله في السماء http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:5] من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة في قولهم: إن الله تعالى في كل مكان بذاته المقدسة. قال: والدليل على صحة ما قال أهل الحق قول الله -وذكر بعض الآيات- إلى أن قال: وهذا أشهر وأعرف عند العامة والخاصة من أن يحتاج إلى أكثر من حكايته؛ لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم. قال أبو عمر بن عبد البر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000282&spid=911) أيضاً: أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المجادلة:7]: هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله. وقال أبو عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000282&spid=911) أيضاً: أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة، وأما أهل البدع: الجهمية، والمعتزلة كلها، والخوارج؛ فكلهم ينكرونها، ولا يحملون شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أئمة الجماعة، فهذا كلام ابن عبد البر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000282&spid=911) إمام أهل المغرب ]. ومن هذا يعلم أن علو الله سبحانه وتعالى واستواءه على عرشه أنزله الله في كل كتاب أنزله على نبي مرسل، وبه يتبين صدق ما ذكر من أن علو الله جل وعلا دل عليه إجماع الأمم، فإن الأمم أجمعت على علوه سبحانه وتعالى، وهذا أحد الأدلة التي دلت على علوه، وإلا فإن علو الله سبحانه وتعالى دل عليه الكتاب السنة، ودل عليه إجماع الأمة -كما دل عليه إجماع الأمم- ودلت عليه الفطرة والعقل. وأما قول المعتزلة وأهل البدع من أن الله سبحانه وتعالى في مكان بذاته المقدسة، فهذا قول باطل فاسد، إنما يقوله من لم يقدر الله جل وعلا حق قدره، وذلك أن الكتاب والسنة وإجماع السلف والفطرة والعقل؛ كل هذه الأدلة دلت على علوه جل وعلا، وأنه بائن من خلقه عال عليهم، وأما من قال بأن الله جل وعلا في كل مكان؛ فإنه لم ينزه الله جل وعلا التنزيه الواجب، إذ إن من لازم قوله بأن يكون الله جل وعلا في أحشائه، وأن يكون الله جل وعلا في الحشوش والأماكن المستقذرة، وهذا في غاية الفساد والبطلان، كما أنه يلزم عليه أن يزيد بزيادة المكان وأن ينقص بنقصانه، وهذه كلها لوازم باطلة تدل على فساد هذا القول، وأما إثبات العلو فلا يلزم عليه باطل بوجه من الوجوه، فالواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من العلو وأثبته له رسوله، وأجمع عليه سلف الأمة، ودلت عليه الفطرة والعقل الصحيح، نسأل الله أن يوفقنا إلى العلم النافع والعمل الصالح.

الكلام عن بعض صفات الله تعالى الخبرية
[ ومن متأخريهم الشيخ الإمام أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلاني (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000201&spid=911) ، قال في كتاب (الغنية): أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار؛ فهو أن يعرف ويتيقن أن الله واحد أحد. إلى أن قال: وهو بجهة العلو مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه بالأشياء http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[فاطر:10]، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[السجدة:5]، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان، بل يقال: إنه في السماء على العرش كما قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:5] وذكر آيات وأحاديث. إلى أن قال: وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، قال: وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف.. وذكر كلاماً طويلاً لا يحتمله هذا الموضع، وذكر في سائر الصفات نحو هذا ]. قوله رحمه الله: (محتو على الملك) أي: محيط علمه به، أو أنه سبحانه وتعالى منفرد به لا شريك له فيه، وليس معناه أنه قد حل فيه شيء من خلقه، أو أن خلقه فيه، فهذا لا يقوله أحد من أهل الإسلام، وليس مراداً من كلام الشيخ رحمه الله، إنما المراد هنا بقوله: (محتو على الملك)، إما أن يقال: إنه محيط به؛ كقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:126]، أو إنه منفرد به سبحانه وتعالى.

GHOUAR
01-03-2009, 02:09 PM
وقوف أهل الحق عند أدلة الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: قال المصنف رحمه الله: [ ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشورى:11]، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ لأنه سبحانه لا سمي له، ولا كفء له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى، فإنه أعلم سبحانه بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه، ثم رسله صادقون مصدقون، بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون، ولهذا قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الصافات:180-182] فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه من النقص والعيب ]. نشرع بإذن الله في تفصيل ما ذكره الشيخ رحمه الله من جملة ما يعتقده أهل السنة والجماعة على وجه الإجمال في قوله: (وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره). قال رحمه الله: (ومن الإيمان بالله -هذا تفصيل للإجمال السابق-: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم) هذا هو اعتقاد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات، فهم واقفون في هذا الباب على ما جاء عن الله عز وجل، وعلى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يزيدون في ذلك ولا ينقصون، بل هم مع النصوص دائرون، وحيث ما نزلت ينزلون، وحيث ما ارتحلت يرتحلون، فإمامهم وقدوتهم فيما يعتقدونه في الله جل وعلا -في هذا الباب وفي غيره من أبواب العقائد- ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وهذه والله السعادة والطمأنينة؛ لأن الإنسان يصدر في أهم أمر وأعظمه عن حجج واضحة وبينات ساطعة، بخلاف أولئك الذين يتخبطون، وفي كل واد يهيمون، لا يصيبون صواباً، ولا يحققون خيراً.

قيود هامة في باب الأسماء والصفات
ولما كان كل أحد ممن ينتسب إلى أهل الإسلام وهو من أهل القبلة يدعي أنه إنما يصدر عن الكتاب والسنة؛ أراد المؤلف تمييز منهج أهل السنة والجماعة (الفرقة الناجية) عن غيرهم من الفرق وعن غيرهم من الطوائف، وهذا تمييز دقيق ومعيار صحيح لتخليص طريق أهل السنة والجماعة عن غيرهم بهذه القيود التي ابتدأها بقوله: (من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل) وهذه القيود الأربعة يأمن بها الإنسان من نوعي البدع في باب الأسماء والصفات، فإن البدع في باب الأسماء والصفات على اختلاف الطوائف، وتنوع الطرق ترجع إلى طريقين كبيرين: طريق المعطلة، وطريق الممثلة، وبهذه الاحترازات المذكورة تحصل السلامة للمؤمن من هاتين البدعتين في باب الأسماء والصفات، فقوله: (من غير تحريف ولا تعطيل) هذا ضمان السلامة من بدعة المعطلة، وقوله: (ومن غير تكييف ولا تمثيل) هذا ضمان السلامة من بدعة التمثيل؛ ولذلك حري بنا أن نقف عند هذه القيود؛ لنتبين معانيها، ونعرف ماذا تتضمن، فليست هي من عطف المترادفات، وإنما كل قيد مراد.
معنى التعطيل
ثم قال رحمه الله في بيان القيد الثاني: (ولا تعطيل)، فثاني القيود نفي التعطيل، والتعطيل في اللغة: مأخوذ من عطَّل الشيء إذا أخلاه، والمراد به هنا نفي الصفات، إما كلياً أو جزئياً، فكل من نفى ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فله نصيب من التعطيل، فمن نفى الصفات جميعاً فهو معطل للجميع، ومن نفى بعضها -كمثبتة الصفات- وأثبت البعض فهو معطل تعطيلاً جزئياً، المهم أن التعطيل هو نفي الصفات، فإما أن يكون كلياً يعني: يكون نفيه كلياً، وإما على جزء من الصفات فيكون نفيه جزئياً. والتحريف والتعطيل مقترنان، فكل من حرف فقد عطل، وكل من عطل فإنه لا يصل إلى تعطيله إلا بتحريف، وإنما قدم التحريف على التعطيل؛ لأنه سبيله والوسيلة إليه، فإنما يتوصل المعطل إلى تعطيله عن طريق التحريف.



أنواع التحريف
واعلم أن التحريف قد يكون تحريفاً في المعنى، وقد يكون تحريفاً في اللفظ، وقد يكون تحريفاً في اللفظ والمعنى، وكل هذه الأنواع تفضي بصاحبها إلى التعطيل، فتحريف المعنى -وهو الغالب الكثير في أهل الكلام-: صرف اللفظ عن ظاهره، أي: عن المعنى الظاهر، وإزالة اللفظ عن معناه، مثال ذلك: تأويل وتحريف الاستواء بالاستيلاء، فقالوا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:5] أي: استولى، هل هذا تحريف لفظي أو معنوي؟ تحريف معنوي، هم ما غيروا ما في المصحف، إنما غيروا المعنى، ومن التحريف المعنوي: قولهم في قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:164] قالوا: كلمه أي: جرحه بأظافير الحكمة، فحملوا الكلم هنا على معنىً غير المعنى المتبادر من اللفظ، وهو الكلام المعروف، وهذا من التحريف المعنوي. ومن التحريف اللفظي: ما اقترحه ابن أبي دؤاد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000161&spid=911) على المأمون (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000085&spid=911) من تغيير قوله تعالى وكان مكتوباً على ستار الكعبة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشورى:11] قال: أزل: السميع البصير، وضع: العزيز الحكيم (ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم) فهذا تحريف لفظي، وما المراد منه؟! المراد منه نفي اتصاف الله عز وجل بالسمع والبصر. ومنه قول جهم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000113&spid=911): وددت أن أحك من المصحف: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifالرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:5]، أحك يعني: أزيل، فهذا تحريف لفظي. النوع الثالث من التحريف: التحريف اللفظي المعنوي، وهو مجتمع في تحريف بعضهم لقوله تعالى: (وكلم اللهَ موسى تكليماً) وجه ذلك: أنهم غيروا الحركة المتفق عليها بين القراء، وهي الضم في لفظ الجلالة، فالآية: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:164] فمن الفاعل للتكليم؟ الله جل وعلا، فقلبوا الأمر، وجعلوا الله مكلماً لا متكلماً فقالوا: (وكلم اللهَ موسى تكليماً) فجعلوا المتكلم موسى، وهذا تحريف لفظي ومعنوي، والرد عليهم من أسهل ما يكون، حيث قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأعراف:143]، فهذا لا يمكن تحريفها، فماذا يفعلون بالضمير: (وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)؟! وهذا يدل على أن كل من أراد أن يبطل شيئاً في كتاب الله عز وجل فإنه ينقلب عليه ما استدل به، وهذه قاعدة مطردة: أن كل من استدل بشيء من الكتاب والسنة على باطله، كان فيما استدل به ما يبطل ما ادعاه من الباطل والزور، المهم أن التحريف الذي يتوصلون به إلى التعطيل قد يكون في اللفظ، وقد يكون في المعنى، وقد يكون في اللفظ والمعنى.

GHOUAR
01-03-2009, 02:16 PM
معنى التكييف
ثم قال رحمه الله: (ومن غير تكييف ولا تمثيل) التكييف مأخوذ من الكيف، والكيف هو طلب صورة الشيء، فالتكييف طلب صورة الصفات وحقيقتها، فكل من طلب هيئة الصفة وصورة الصفة وحقيقة الصفة، وحقيقة ما أخبر الله به عن نفسه فإنه مكيف، وأهل السنة والجماعة قد أوصدوا هذا الباب وأغلقوه، فلا سبيل إلى معرفة الكيفيات؛ لأن ما أخبر الله به عن نفسه أمر لا تدركه العقول على وجه الكمال، إنما ندرك منه المعنى، وأما الحقائق وما عليه الأمر فإنه من العلم الذي استأثر به الله سبحانه وتعالى، قال الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[آل عمران:7] إذا وقفنا على لفظ الجلالة فالمقصود بالتأويل هنا: حقيقة ما يئول إليه ما أخبر به سبحانه وتعالى عن نفسه وعن أمور الغيب، فإنه لا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى. فإذا قال قائل: كيف استوى على العرش؟ كيف وجهه؟ كيف يده؟ كيف كلامه؟ كل هذا لا سبيل إلى معرفته؛ لأنه مما استأثر الله بعلمه، والله سبحانه وتعالى قد نفى الإحاطة بصفة من صفاته، فكيف بصفاته؟ فكيف به سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:255] فنفى الإحاطة بشيء من علم الله جل وعلا، فكيف بمن أراد أن يحيط بجميع صفاته وما أخبر به عن نفسه؟ وقال سبحانه وتعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:110] حتى النظر الذي أخبر به سبحانه وتعالى في نعيم أهل الجنة ليس نظراً يدرك به الناظر الله جل وعلا، بل قد قال سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأنعام:103] فنفى إدراك الأبصار له؛ وذلك لكماله وبديع وجميل صفاته وذاته سبحانه وتعالى. فإذا كان العبد لا يمكن أن يدرك ما وصف الله به نفسه إدراكاً تاماً، فكيف يستطيع أن يكيف ما وصف الله به نفسه؟ هذا باب موصد لا سبيل إلى تحصيله ولا إلى ولوجه، والمؤمن يقف عند ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويقول: يسعني ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وسلف الأمة، ومن تجاوز هذا الحد فإنه قد ولج باب بدعة
معنى التمثيل
رابع ما احترز به الشيخ رحمه الله لمنهج أهل السنة والجماعة قوله: (ولا تمثيل) فنفى عن أهل السنة والجماعة التمثيل، والتمثيل مأخوذ من المثل، والمثل هو النظير والمساوي، والمنفي من التمثيل هنا هو مساواة الله عز وجل بغيره فيما يجوز عليه، وفيما يجب له، وفيما يمتنع عنه، فكل من سوى بالله غيره فيما يجب أو فيما يجوز أو فيما يمتنع فإنه قد مثل، والنصوص واضحة وبينة ومتنوعة في نفي المثل، قال سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشورى:11] فنفى عن نفسه المثل، وقال جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الإخلاص:4]، وقال سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النحل:74]، وقال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifهَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[مريم:65]، وقال جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:22] كل هذا لنفي المثل، فإذا كان لا مثل له ولا سمي ولا نظير، فإنه لا يمكن أن يماثل شيئاً مما يستحقه الله عز وجل أو يتصف به شيء من المخلوقات، والله سبحانه وتعالى لا مثيل له لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا فيما يجب له، بل ولا في شيء من أموره سبحانه وتعالى، وإذا وقر هذا في قلب العبد أورثه تعظيماً للرب، وعرف أن الرب الذي يعبده ويتقرب إليه بالطاعات لا يستحق أحد غيره ما يتعبد به، وما يتقرب إليه به، فيكون هذا التوحيد موصلاً إلى توحيد الإلهية، ومثمراً إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.


وقوف أهل السنة عند الأدلة نفياً وإثباتاً
قال رحمه الله -في تفصيل سبيل أهل السنة والجماعة، والبيان للقيود السابقة-: (فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه)، فليس من منهج أهل السنة والجماعة نفي ما وصف الله به نفسه، بل يثبتون ما وصف الله به نفسه، ثم إنهم لا ينفون عن الله شيئاً إلا وقد دل الدليل عليه، وهذا من تمام وقوفهم في هذا الباب على الكتاب والسنة، فهم في الإثبات لا يثبتون إلا ما دل عليه الدليل، وفي النفي لا ينفون إلا ما دل الدليل على نفيه، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، كما أنهم لا يصفونه بالنفي المطلق؛ وذلك لأن النفي المحض عدم محض، والعدم المحض نقص، والله جل وعلا منزه عن النقص. قال رحمه الله: (ولا يحرفون الكلم عن مواضعه) الكلم جمع كلام، وهو اسم جنس للكلام، والمراد به ما تكلم الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، باب الأسماء والصفات وفي غيره، لكن نحن نتكلم فيما يتعلق بالأسماء والصفات، فأهل السنة والجماعة سالمون من تحريف الكلم عن مواضعه، وتحريف الكلم عن مواضعه هو: الخروج به عن معناه الذي جاء من أجله، هذا معنى تحريف الكلم عن مواضعه.

GHOUAR
01-03-2009, 02:22 PM
تميز منهج السلف عن غيره في تقرير العقيدة
يتميز سلف الأمة بمنهج فريد على سائر الطوائف كلها، ونجد أن هناك مناهج عديدة.. فللمعتزلة مناهج، و للخوارج مناهج، ولكل طائفة منحرفة منهج في تقرير مسائل اعتقادها. أول ما يتميز به منهج سلف الأمة في تقرير العقيدة: تحكيم الكتاب والسنة في كل قضية من قضايا الاعتقاد، وعدم رد شيء من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذلك يقول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النساء:65] وجعل الله الكتاب والسنة باقيين إلى قيام الساعة يستفيد الناس منهما في مسائل النزاع والاختلاف، وبينه الله سبحانه وتعالى: (ولو ردوه إلى الله والرسول) جاء الأمر بالرد إلى الله والرسول في مسائل الاختلاف. ومنها: الأخذ بما ورد عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسائل العقيدة، بل في المسائل كلها.. في الفروع وفي مسائل الأصول، أي: في أصول الإيمان، وفي مسائل التشريع التي وردت من صلاة وزكاة.. وغيرها. منها كذلك: عدم الخوض في مسائل الاعتقاد مما ليس للعقل فيه مجال، وهي فيما يتعلق بالمسائل الغيبية، فإن العقل له حدود معينة، ومن منهجهم رحمهم الله ورضي عنهم أنهم لا يقحمون العقل فيما لا يقدر عليه أبداً، ولا يجعلون العقل يتجاوز الحدود التي جعلها الله له، فلا يجاوزون الحد الذي حده الله لهم، ولذلك انضبطت عقولهم، وانضبطت قلوبهم وجوارحهم، فلم يوجد عندهم شيء من الانحراف. ومنها كذلك: عدم مجادلة أهل البدع، ويقصد بالمجادلة لأهل البدع في الحدود التي لا يستفاد منها، وليس المعنى: ألا يرد على المبتدعة، وألا يبين بطلانهم، فلقد وقف أئمة أهل السنة رحمهم الله تعالى في وجوه المبتدعة، وألقموهم الحجر، فشيخ الإسلام ابن تيمية (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000006&spid=199) كم له من الصولات والجولات، وقبله الإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=199) رحمه الله، وكثير من أئمة أهل السنة وقفوا في وجوه المبتدعة مبينين بطلان ما هم عليه، وانحرافهم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ويقصد بالمجادلة: تلك المجادلات التي تعقد في المجالس العامة، والمناظرات التي يجلس فيها الصغير والكبير، ويسمع لها الذكر والأنثى والعالم وغير العالم، فتلك مجادلات ربما يكون فيها نوع من الخطر، ولقد نقل عن الإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=199) رحمه الله تعالى وقيل له: ألا تناظر المعتزلة ؟ وكان المعتزلة لهم صولات وجولات في عهد الإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=199) رحمه الله، وكانت لهم الصدارة في تعليم الناس، وفي الإفتاء، وفي تدريس الناس وغير ذلك، وكانوا يعقدون المناظرات أمام الناس في المساجد وغيرها، ولما قيل للإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=199) : ألا تناظرهم؟ قال: "ليس من نقص في قضية المناظرة والمجادلة، وإنما أخشى أن أرد رداً فلا يفهمه بعض الحاضرين فيكون لبعضهم فتنة" أي: أنه يُوجِدُ في قلبه نوعاً من الشكوك، وإلا فإن أئمة أهل السنة قد ألفوا الكتب، وقد ناظروا هؤلاء المبتدعة، وبينوا عوارهم وفضحوهم. ومنها كذلك: عدم مجالسة المبتدعة، ويقصد بالمجالسة: تلك المجالس التي يُطمئن إليها، بل الواجب أن يكون الإنسان بعيداً عن هؤلاء المبتدعة مخافة أن يتأثر بهم، وكم من الناس من تأثر بمجالستهم للمبتدعة، بل أعظم ما يكون من ذلك: ضعف قضية الولاء والبراء في النفوس، مما يؤدي إلى محبة المبتدعة والأنس بهم، والبشاشة في وجوههم، وعند ذلك يضعف في نفسه النصح لهم، ودلالتهم إلى الحق ومناظرتهم، وبيان الحق الذي قد تمسك به، ولقد كان الإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=199) رحمه الله تعالى ينهى عن حضور مجالس الحارث المحاسبي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000147&spid=199) وغيره؛ نظراً لأن لديه شيئاً من مذهب الكلابية، وكان السلف يمنعون من حضور مجالس المبتدعة، مخافة أن يتأثر الناس بفكرهم. كذلك من منهج أهل السنة في تقرير العقيدة: الحرص على جماعة المسلمين ووحدتهم، ولعل ذلك يدل على أن الشيطان إلى الواحد أقرب، لكن من كان مع جماعة المسلمين من علماء الأمة وكبارهم وموجهيهم، ومن المنقادين للحق من العلماء والدعاة وغيرهم كان على الحق، خاصة إذا كان منهج هؤلاء هو الحرص على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا فيما يتعلق بقول شيخ الإسلام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000006&spid=199):
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي



عن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتيه عن جارية كان قد لطمها، فعظّم النبي - صلى الله عليه وسلم - فعله فقال: يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال: ائتني بها، فأتاه بها، فقال لها: ( أين الله ؟ قالت: في السماء، قال: من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة ) رواه مسلم busted_red

المفردات
أعتقها: حررها من رق العبودية.
في السماء: على السماء.
المعنى الإجمالي
يتجلى في هذا الحديث معنى عظيم من معاني الرحمة، وهي رحمة المسلم بمن تحت يده من المماليك، حيث أوجب الإسلام معاملتهم بكرامة وحسن خلق، وحرّم الاعتداء عليهم، وتكليفهم من العمل ما لا يطيقون، وبين أنه في حال الاعتداء عليهم بالضرب أو الإهانة فإن أنجع كفارة لهذا الاعتداء يكون بتحريرهم وتخليصهم من رقهم، لهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - معاوية بن الحكم - رضي الله عنه - أن يعتق جاريته بعد أن ضربها، لكنه أراد أن يختبر إيمانها بربها، ومعرفتها به، فسألها أين الله ؟ فأجابته بأن الله في السماء، أي: على السماء، وسألها عن نفسه، فأجابته أنه رسول الله حقاً، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - معاوية أن يعتقها، وشهد لها بالإيمان على بعد إجابتها على السؤالين .
الفوائد العقدية
1- جواز اختبار ولي المسلمين في أمور الإيمان عند الحاجة.
2- جواز الشهادة بالإيمان على حسب الظاهر.
3- إثبات العلو لله.
4- إثبات الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - .

GHOUAR
01-03-2009, 02:35 PM
تعريف الاشاعرة


تعريف : الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وتنتهج أسلوب أهل الكلام في تقرير العقائد والرد على المخالفين . المؤسس : الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة 260هـ وسكن بغداد وتوفي بها سنة 324هـ . وعاش – رحمه الله - ملازما لزوج أمه شيخ المعتزلة في زمنه أبي علي الجبائي، فعنه أخذ الاعتزال حتى تبحر فيه وصار من أئمته ودعاته .
تحوله عن الاعتزال :
يجمع المؤرخون لحياة أبي الحسن رحمه الله على التحول الأول في حياته، وهو خروجه من مذهب الاعتزال ونبذه له .

فيذكر ابن عساكر وغيره أن أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.

ومع اتفاق الباحثين على رجوعه عن مذهب الاعتزال، إلا أنهم اختلفوا في تحديد سبب ذلك الرجوع، فقيل إن سبب رجوعه ما رآه في مذهب المعتزلة من عجز ظاهر في بعض جوانبه، فقد كان - رحمه الله - دائم السؤال لأساتذته عما أشكل عليه من مذهبهم، ومما يروى في ذلك أن رجلا دخل على أبي علي الجبائي وفي حضرته أبو الحسن الأشعري، فقال الرجل لأبي علي : هل يجوز أن يسمى الله عاقلا ؟ فقال : الجبائي : لا ، لأن العقل مشتق من العقال، وهو المنع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق، فاعترض أبو الحسن على جواب أبي علي قائلا : لو كان قياسك المذكور صحيحا، لامتنع إطلاق اسم الحكيم على الله، لأنه مشتق من حَكَمَةِ اللجام، وهي حديدة تمنع الدابة من الخروج، وذكر شواهد من الشعر على ذلك، فلم يحر أبو علي الجبائي جوابا، إلا أنه قال لأبي الحسن، فَلِمَ منعت أنت أن يسمى الله عاقلا، وأجزت أن يسمى حكيما ؟ فقال : لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته ".

ومما يذكر أيضا في سبب رجوعه عن مذهب الاعتزال مع ما سبق، رؤيا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو الحسن : " وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد، فقمت وصليت ركعتين، وسألت الله أن يهديني الصراط المستقيم، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم عليك بسنتي، قال : فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت من القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهريا " ( التبيين 38-39) وهذه القصة يقول الدكتور عبدالرحمن المحمود : " ينتهي إسنادها إلى بعض الأصحاب من غير تحديد".

ولو صحت هذه القصة لكانت نصا في بيان سبب رجوعه، إلا أنه من الملاحظ من خلال مناظرات أبي الحسن للمعتزلة أنه بدأت تتشكل عنده رؤية خاصة به في بعض المسائل وهو ما زال منضويا في عباءة المعتزلة، ولعل الرؤيا التي رآها هي التي وضعت حدا لإنهاء تلك الحيرة، ورسمت له طريق التخلص كليا من مذهب الاعتزال .

واختلف الباحثون كذلك حول المذهب الذي تحول إليه أبو الحسن رحمه الله، فقيل تحول إلى مذهب الكلابية وعنه إلى مذهب السلف وهذا قول جمع من العلماء، وقيل تحول إلى مذهب الكلابية وبقي عليه، وكانت له آراء مستقلة توسط فيها بين المعتزلة والمثبتة نشأ عنها المذهب الأشعري وهو قول الأشعرية .

ويعتمد أصحاب القول الأول - القائلين بتحوله إلى الكلابية ومنها إلى مذهب السلف - على ما كتبه الأشعري في الإبانة، ويقولون إنها من آخر كتبه، وفيها نصَّ على أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
إلا أن مقارنة دقيقة بين ما كتبه - رحمه الله - في الإبانة ومذهب الكلابية لا تظهر كبير فرق بين المذهبين، فما قال به الكلابية قال به الأشعري، كإثبات الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما، وما نفاه الكلابية نفاه الأشعري كنفيه قيام الأفعال الاختيارية بالله سبحانه، حيث ذهب إلى أن صفة الإرادة صفة أزلية قديمة، لا تتجدد لفعل فعل ولا لإنشائه .

وكذلك قال - في غير الإبانة - إن الكلام صفة ذات، وأنكر على من قال إن الله تكلم بالقرآن.

أما انتسابه لمذهب الإمام أحمد فلا يمكن أن ينسب إليه بمجرد الانتساب، مع أن أقواله وأراءه تخالف ما قال به أحمد، فأحمد رحمه لم يقل بنفي اتصاف الله بالأفعال الاختيارية كالنزول والمجيء .

أما قوله بإثبات الاستواء والعلو فهو أيضا مذهب ابن كلاب، وعليه فلا ينقض هذا الاستشهاد قول من قال بأنه تحول عن الاعتزال إلى الكلابية وبقي عليها .
فهذه نبذة عن حياة الرجل الفكرية وهي توضح أهمية البحث والمطالعة، ومناقشة المرء لما عنده مما نشأ عليه، فإن البحث والاستقصاء لا يزيد الحق إلا جلاء وقوة، ولا يزيد الباطل إلا اضمحلالا ونفرة .


الفرق بين متقدمي الأشاعرة ومتأخريهم :
لعل من الواضح لدى دارسي المذهب الأشعري أن ثمة تباين ظاهر بين ما كان عليه متقدموا الأشاعرة في بعض المسائل، وبين ما استقر عليه الرأي عند المتأخرين منهم في تلك المسائل، وهو ما يؤدي بنا إلى القول بأن الأشاعرة المتأخرين لم يكونوا متبعين تماما لأبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وإنما خالفوه في مسائل من الأهمية بمكان، حتى قال بعضهم :
لو حدث الأشعري عمن له إلى رأيه انتماء لقال أخبرهم بأني مما يقولونه براء
ويمكن التمثيل لهذه المسائل بمثالين :

المثال الأول: القول في الصفات الخبرية كصفة الوجه واليدين والعينين، فقد كان رأي الإمام أبي الحسن رحمه الله في هذه الصفات موافقا لرأي الكلابية الذين يثبتون هذه الصفات لله عز وجل، وقد نص أبو الحسن رحمه الله على إثباتها في الإبانة 51-58 وفي رسالته لأهل الثغر 72-73 ، في حين ذهب متأخروا الأشعرية إلى تأويل تلك الصفات، يقول الإيجي 3/145 في صفة اليد : " الخامسة اليد : قال تعالى : { يد الله فوق أيديهم } { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين وعليه السلف وإليه ميل القاضي في بعض كتبه، وقال الأكثر إنها مجاز عن القدرة فإنه شائع، وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة ".

المثال الثاني : صفة العلو والاستواء حيث أثبت الأشعري رحمه الله صفة علو الله واستوائه على عرشه، كما جاء في الإبانة 1/105 : " إن قيل ما تقولون في الإستواء ؟ قيل له : نقول : إن الله عز وجل يستوى على عرشه استواء يليق به .. كما قال : { الرحمن على العرش استوى }( طه : 5 )" وقال في مقالات الإسلاميين 1/290 : " جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. وأن الله سبحانه على عرشه، كما قال : { الرحمن على العرش استوى }( طه : 5 ) " أ.هـ ، بل إنه رحمه الله رد على من أوّل استواءه سبحانه بالقهر ، فقال في الإبانة 1/108 : " وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى قول الله تعالى : { الرحمن على العرش استوى } ( طه : 5 ) أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، ولو كان هذا كما ذكروه، كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء " فهذا كان رأي الإمام الأشعري، أما متأخروا الأشاعرة ، فيقول الإيجي في مواقفه 3/150-151 : " الصفة الثالثة : الإستواء لما وصف تعالى بالإستواء في قوله تعالى : { الرحمن على العرش استوى }( طه : 5 ) اختلف الأصحاب فيه، فقال الأكثرون : هو الاستيلاء ويعود الاستواء حينئذ إلى صفة القدرة، قال الشاعر :
قد استوى عمرو على العراق من غير سيف ودم مهراق
أي استولى .. وقيل هو أي الاستواء ههنا القصد فيعود إلى صفة الإرادة نحو قوله تعالى { ثم استوى إلى السماء } أي قصد إليها وهو بعيد " فهذان مثالان يوضحان الفرق بين ما كان عليه الأشعري نفسه، وبين ما استقر عليه الرأي عند متأخري الأشاعرة.


الأفكار والعقائد :
من عقائد الأشاعرة المتأخرين التي عرفوا بها وصار العمدة في المذهب عليها:
1- تقديم العقل على النقل: وهو منهج يقوم على افتراض التعارض بين الأدلة النقلية والعقلية، ما يستدعي ضرورة تقديم أحدهما، فصاغ الأشاعرة للتعامل مع هذا التعارض الموهوم قانونا قدموا بموجبه العقل، وجعلوه الحكم على أدلة الشرع، بدعوى أن العقل شاهد للشرع بالتصديق، فإذا قدمنا النقل عليه فقد طعنا في صدق وصحة شهادة العقل، مما يعود على عموم الشرع بالنقض والإبطال .

2- نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: أي نفي ما يتعلق بالله من الصفات الاختيارية التي تقوم بذاته،كالاستواء والنزول والمجيء والكلام والرضا والغضب، فنفوا كلام الله ورضاه وغضبه باعتبارها صفة من صفاته، وادعوا أن نسبة هذه الصفات لله تستلزم القول بأن الله يطرأ عليه التغير والتحول، وذلك من صفات المخلوقات.

3- إثبات سبع صفات لله عز وجل وتأويل أو تفويض غيرها، فالصفات التي يثبتونها هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، أما غير هذه الصفات فهم يتأولونها كتأولهم صفة الرضا بإرادة العقاب، وصفة الرحمة بإرادة الثواب، واستواء الله على العرش بقهره له واستيلائه عليه، إلى آخر تأويلاتهم لصفات الله.

4- حصرهم الإيمان في التصديق القلبي: فالإنسان – وفق مذهبهم - إذا صدق بقلبه، ولو لم ينطق بالشهادتين عمره، ولم يعمل بجوارحه أيا من الأعمال الصالحة، فهو مؤمن ناج يوم القيامة، يقول الإيجي في المواقف بعد أن ذكر معنى الإيمان في اللغة : " وأما في الشرع .. فهو عندنا وعليه أكثر الأئمة كالقاضي والأستاذ التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة، فتفصيلا فيما علم تفصيلا، وإجمالا فيما علم إجمالا "



من علماء الأشاعرة
يزخر المذهب الأشعري بأئمة أعلام، هم الذي رسخوا المذهب وقووا دعائمه، وقعَّدوا له القواعد، ووضعوا له المقدمات، ونشروا آراءه، ودافعوا عنه ضد خصومه، إلا أن كثيرا منهم - لسعة علمه - تبين له ضعف مسلك أهل الكلام، فرجع في آخر عمره إلى مذهب السلف، وعلم أن مذهبهم هو الأسلم والأعلم والأحكم، ونحن نذكر بحول الله وقوته بعض أشهر علماء الأشاعرة،ونبين رجوع من رجع منهم إلى مذهب السلف، فمن علمائهم:

1. أبو الحسن الطبري، توفي بحدود سنة 380هـ وكان من تلامذة أبي الحسن الأشعري رحمه الله - ذكر الأسنوي عن أبي عبدالله الأسدي أنه قال في كتاب مناقب الشافعي : " كان شيخنا وأستاذنا أبو الحسن بن مهدي - الطبري - حافظا للفقه والكلام والتفاسير والمعاني وأيام العرب، فصيحا مبارزا في النظر ما شوهد في أيامه مثله، مصنفا للكتب في أنواع العلم، صحب أبا الحسن الأشعري في البصرة مدة " ( طبقات الشافعية للأسنوي 2/398) .

2. أبو بكر الباقلاني ت 403هـ ، قال الإمام الذهبي في السير في ترجمته : " وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه " ويعده الباحثون المؤسس الثاني للمذهب الأشعري، فهو الذي قعد له القواعد ، ووضع له المقدمات الكلامية، وقد تتلمذ على تلامذة الأشعري، وفاقهم علما ومعرفة .

3. محمد بن الحسن بن فورك : ت 406هـ، درس المذهب الأشعري على أبي الحسن الباهلي تلميذ أبي الحسن الأشعري ، وكان من كبار أئمة الأشعرية .

4. أبو المعالي إمام الحرمين عبدالملك بن عبدالله الجويني ولد سنة 419هـ وتتلمذ على يدي والده، وكان أحد أعلام الشافعية والأشاعرة، ويعد من المجددين داخل المذهب، وقد انتقد على الأشاعرة مسائل وردها عليهم، وتبحر في علم الكلام حتى بلغ الغاية فيه، إلا أنه رجع عنه أخيرا ، كما حكاه عنه غير واحد منهم أبو الفتح الطبري الفقيه، قال : دخلت على أبي المعالي في مرضه، فقال : اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة، وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور " ( سير أعلام النبلاء 18/474) وقد أوصى في كتاب الغياثي - وهو من آخر كتبه - بالتزام مذهب السلف فهو المذهب الحق قبل نبوغ الأهواء وزيغان الآراء ، وذكر من حال السلف في الحرص على الطاعة والاجتهاد في أعمال البر، والابتعاد عن التعرض للغوامض والتعمق في المشكلات، ما يُلزم المرء باتباع منهجهم، والسير على طريقتهم.

5. أبو حامد محمد بن محمد العزالي ت 505هـ، قال الإمام الذهبي وكان خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين - البخاري ومسلم - اللذين هما حجة الإسلام ولو عاش لسبق الكل في ذلك الفن " سير أعلام النبلاء 19/323-324

6. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني ت 548هـ وقد رجع عن المذاهب الكلامية إلى دين الفطرة جاء في نهاية الإقدام ص4 قوله : " عليكم بدين العجائز فإنه من أسنى الجوائز "

7. أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين الرازي ويعرف بابن خطيب الري توفي سنة 606هـ جاء في لسان الميزان ( 4/427 ) : " وكان مع تبحره في الأصول يقول : " من التزم دين العجائز فهو الفائز " ، وقال ابن الصلاح أخبرني القطب الطوعاني مرتين أنه سمع فخر الدين الرازي يقول:" يا ليتني لم أشتغل بعلم الكلام وبكى، وروى عنه أنه قال: " لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم أجدها تروي غليلا ولا تشفي عليلا ، ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن "



وقفة مع المذهب الأشعري
من العجيب أن يعترف الأشاعرة بأن مذهبهم في تأويل جل الصفات مذهب محدث، لم يكن عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ولهم في ذلك المقولة الشهيرة، "مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم" أي إن مذهب التأويل عند المتأخرين أعلم وأحكم مما نسبوه إلى السلف من التفويض الذي يعدونه المذهب الأسلم، بما يوحي بنوع انتقاص للسلف رحمهم الله في علمهم وفهمهم، وهو انتقاص لا يقوله إلا من جهل مقدارهم وموضعهم من العلم والفهم.

إن مناقشة أقوال الأشاعرة وعقائدهم التي خالفوا فيها مذهب السلف، تظهر بما لا يدع مجالا للشك مدى سلامة مذهب السلف من التناقض والاضطراب، واتصافه بالعلم والحكمة والسلامة .

ودعونا نناقش بعض عقائد الأشاعرة لنستبين على وجه التفصيل فضل علم السلف على علم الخلف، وصحة منهجهم على من جاء بعدهم ممن خالفهم، فنقول وبالله التوفيق:
أما تقديم العقل على النقل والقانون الذي صاغة الأشاعرة في ذلك، فنقول إن المسألة مصادرة من أساسها، فأهل السنة يقولون على وجه القطع: إنه لا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح، فالمسألة غير واقعة أساساً.

ثم نرد عليهم بالقول : إن العقل قد شهد بصدق الرسول وصحة نبوته، فالواجب بناء على هذه الشهادة الحقة تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، فإذا أخبر أن الله في السماء وجب تصديق خبره، وكان تقديم العقل على النقل طعن في شهادة العقل، وفي ذلك إبطال لشهادته بصدق الرسول، ونقض للدين.

أما نفيهم أن تقوم بالله أمور تتعلق بقدرته ومشيئته: فهو مبني على ما سبق من نفي التغير والتحول عن الله، وهو أصل فاسد والصحيح إثبات كمال قدرته سبحانه، فهو يفعل ما يشاء متى شاء، وعلى ذلك دلائل الكتاب والسنة وإجماع السلف، قال تعالى : { كل يوم هو في شأن } وقال تعالى : { لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } .
أما حصرهم صفات الله في سبع صفات هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام النفسي، وتأويلهم غيرها، فغاية في الغرابة والتناقض، وإلا فما الذي جعلهم يؤولون صفة الرحمة مثلا ولا يؤلوون صفة السمع، فإن قالوا إن الأولى تدل على رقة القلب وهذا لا يليق بالله ، لأن فيه مشابهة للمخلوقين، قلنا وكذلك السمع فإن في إثباته مشابهة للمخلوقين، فإن قالوا نحن نثبت سمعا يليق به جل وعلا، قلنا فأثبتوا رحمة تليق به كما أثبتم سمعا يليق به.

أما القول بأن الإيمان في الشرع هو التصديق فمخالف للإجماع الصحيح ولأدلة الكتاب والسنة، أما الإجماع فقد قال الإمام الشافعي : " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا : أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر " فكل من الاعتقاد والعمل الصالح والنطق بالشهادتين، ركن من أركان الإيمان لا يصح الإيمان إلا به. والأدلة النقلية على تأييد هذا الإجماع المأخوذ منها أكثر من أن تحصر .

عبد الله ياسين
01-03-2009, 03:23 PM
قال الحافظ في هدي الساري 143: "قوله (استوى على العرش) هو من المتشابه الذي يفوض علمه إلى الله تعالى، ووقع تفسيره في الأصل". اهـ.
ت: هذا ليس صحيحاً؛ إذ نصوص الصفات ومنها آيات الاستواء من النصوص المحكمة المعلومة المعنى والمعقولة المراد، وإنما يُفوض إلى الله تعالى كيفياتها وحقائقها التي هي عليه، كما هو مذهب سلف الأمة رحمهم الله، قال الإمام مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"؛ فالاستواء معلوم المعنى وهو العلو و الاستقرار. هذا وليس المتشابه من القرآن ما لا يعلم معناه إلا الله، كما يقوله أهل التفويض من النفاة، وجرى عليه الحافظ ابن حجر هنا. والله أعلم.


الإستواء هو : الإستقرار ؟!!!!!!!

الإستقرار يعني : القعود و الجلوس !!!!!

لعمري ماذا أبقيتم للتجسيم ؟!!!

قال سيّدنا الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - كما نقله عنه العلامة الملا علي بن سلطان محمد القاري الحنفي في كتابه [ " منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر" صفحة 126-127 ؛ تحقيق و تعليق فضيلة الشيخ وهبي غاوجي ؛ الطّبعة الأولى دار البشائر الإسلامية ] :
قال الإمام الأعظم رحمه الله - سيّدنا الإمام أبو حنيفة النّعمان - في كتابه " الوصيّة " : نقرُّ بأنّ الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة اليه و استقرار عليه ، و هو الحافظ للعرش و غير العرش ، فلو كان محتاجاً لما قدر على إيجاد العالم و تدبيره كالمخلوق ، و لو صار محتاجاً إلى الجلوس و القرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى ؟!!! فهو منزّه عن ذالك علوّاً كبيراً.انتهى

قال الحافظ البيهقي رحمه الله في كتابه " الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد " :
و في الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه و تعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج و لا استقرار في مكان و لا مماسة لشئ من خلقه لكنّهُ مستوٍ على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين و أنّ إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان و أنّ مجيئه ليس بحركة و أنّ نزوله ليس بنقلة و أنّ نفسه ليس بجسم و أنّ وجهه ليس بصورة و أنّ يده ليست بجارحة و أنّ عينه ليست بحدقة و إنّما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها و نفينا عنها التكييف فقد قال تعالى [ سورة الشورى : 11 ] : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} و قال [ سورة الإخلاص : 4 ] : { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} و قال [ سورة مريم : 65 ]: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.انتهى

قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في " شرح اللّمع " :
و أن استواءه ليس باستقرار و لا ملاصقة لأنّ الإستقرار و الملاصقة صفة الأجسام المخلوقة و الرب عز وجل قديمٌ أزليٌّ فدلّ على أنّه كان ولا مكان ثمّ خلق المكان و هو على ما عليه كان.انتهى

قال سلطان العلماء و بائع الأمراء عزّ الدین بن عبد السلام في [ " المُلحة في اعتقاد أهل الحق " ] :
الحمد لله ذي العزة و الجلال و القدرة و الكمال و الإنعام و الإفضال الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، ليس بجسم مُصوَّر و لا جوهر محدود و لا مُقدَّر ولا يشبه شيئاً ول ا يشبهه شيء و لا تحيط به الجهات و لا تكتنفه الأرضون و لا السماوات ، كان قبل أن كوَن المكان و دبّر الزمان و هو الآن على ما عليه كان ، خلق الخلق و أعمالهم و قدّر أرزاقهم و آجالهم فكل نعمة منه فهي فضل وكل نقمة منه فهي عدل ، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ، استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله بالمعنى الذي أراده استواء منزَّهاً عن المماسة و الإستقرار و التمكن و الحلول و الإنتقال ، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغيّ و الضلال ، بل لا يحمله العرش ، بل العرش و حملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته ، أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً.انتهى

فهل ندين لله بفهم هؤلاء الأئمة الكبار و على رأسهم سيّدنا الإمام الأعظم أبو حنيفة النّعمان أم نتبّعُ أراء أدعياء السلفية المُفضية للتجسيم ؟!!!!

وهل يظنّ عاقلٌ أنّ حافظًا متفننًا متقنًا كابن حجر العسقلاني تخفى عليه عقائد المُجسّمة و المُشبّهة ؟!!!

فاعتبرو يا أولي الأبصار !

و من باب " من فمك ندينك " نعلمكم أنّ الألباني قد رفض ((( عقيدة الإستقرار !!!))) حيثُ قال في مقدمة كتابه [ " مختصر العلوّ للذهبي " صفحة 17 ] :
لست ادري ما الذي منع المصنّف - عفا الله عنه - من الإستقرار على هذ القول و على جزمه بأنّ هذ الأثر منكر كما تقدم عنه فإنّه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عزّ و جلّ و هذا يستلزم نسبة الإستقرار عليه لله تعالى !!! و هذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده و نسبته إلى الله عز و جل .انتهى

السؤال :
فيما يخصّ معنى الإستواء عند أدعياء السلفية ؛ من ((( عطّل !!!))) و من نسب لله ((( ما لا يجوز اعتقاده !!!))) ؟!!!

طبعًا الجواب محصور في المجموعة = { الألباني ، من تعدّى على عقيدة الحافظ ابن حجر بالزّور و البهتان } !!!

فهذا مثال واحد يعكس هشاشة تعدّيات المُخالف على عقائد حفّاظ الإسلام و صدق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلّم إذ يقول : { من صارع الحق صرعه }

GHOUAR
01-03-2009, 10:25 PM
ليس معنى أن الله سبحانه في السماء أن السماء تحويه
[ثم من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه]. فهو كاذب إن نقله عن غيره، وبخاصة إن نقله عن السلف. والمعتزلة والمتأخرون من الأشاعرة جمهور أدلتهم التي استدلوا بها من العقل على نفي ما سموه جهةً إنما يدل على نفي الجهة الوجودية -أي: الجهة المخلوقة- كقولهم: لو كان في جهة لكان معه غيرٌ قديم.. فهذا دليل على أنهم فهموا من الجهة الجهة المخلوقة، والله منزه عن الجهات المخلوقة، فإنه بائن عن خلقه فوق سماواته مستو على عرشه. فالمقصود: أنه لو قال قائل: بم نجيب عن أدلة المعتزلة ومتأخري الأشعرية في مسألة العلو؟ قيل: باختصار سائر أدلتهم فرع عن إثبات جهة وجودية مخلوقة -وهي السموات السبع أو جهة مخلوقة أياً كانت هذه الجهة- وأن الله فيها، كما يقال: إن الملائكة في السماء، وإن بني آدم في الأرض.. وهلم جرا، وهذا المعنى ليس محل نزاع عند أهل السنة؛ فإن أهل السنة يسلمون بذلك، بل يكفرون من زعم أن الله في جهة مخلوقة، ويكفرون من فسر السماء بالسموات السبع، أي: بمعنى أن الله فيها حال كما أن الملائكة فيها. وأما من فسر السماء بأنها السموات والله فوقها.. فهذا معنىً معروف. [وما سمعنا أحداً يفهم هذا من اللفظ، ولا رأينا أحداً نقله عن واحد، ولو سئل سائل المسلمين: هل تفهمون من قول الله ورسوله إن الله في السماء إن السماء تحويه؟ لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول: هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا. وإذا كان الأمر هكذا: فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئاً محالاً لا يفهمه الناس منه، ثم يريد أن يتأوله. بل عند الناس أن الله في السماء وهو على العرش واحد، إذ السماء إنما يراد به العلو، فالمعنى: أن الله في العلو لا في السفل، وقد علم المسلمون أن كرسيه سبحانه وتعالى وسع السماوات والأرض، وأن الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وأن العرش خلق من مخلوقات الله لا نسبة له إلى قدرة الله وعظمته، فكيف يتوهم بعد هذا أن خلقاً يحصره ويحويه؟!]. فإذا كان الله أخبر عن كرسيه أنه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:255]فكيف يتوهم أن الله سبحانه وتعالى حال في السموات السبع أو غيرها؟! [وقد قال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:71]وقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَسِيرُوا فِي الأَرْضِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[آل عمران:137]بمعنى: على ونحو ذلك]. مقصوده: أن قوله سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الملك:16]أنه لن يقال: إن ظاهره الحلول في السموات؛ لأن حروف الجر -كما هو معروف عند أهل اللغة- يدخلها التناوب كثيراً، كما في قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[طه:71]فليس المقصود هنا بحرف الجر في الظرفية والحلول وإنما عليها، وهذا تستعمله العرب في كلامها بحسب المقصود، فإنهم تارةً يصرحون بالحرف المناسب لهذا السياق، وتارةً يذكرون حرفاً آخر ليس أصله له ولكن لمعنى يناسب. وهذا يستخدم كذلك في مسائل التعدية واللزوم، فإن الفعل المتعدي بنفسه قد يعطى حكم الفعل اللازم من حيث اللغة؛ لأنه ضُمِّن معناه؛ ومثال هذا قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:63]مع أن الفعل خالف فعل متعد بنفسه، حيث يقال: خالف زيدٌ عمراً، لكن في هذا السياق: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:63]عدي الفعل بعن، ولم يقل: فليحذر الذين يخالفون أمره، وذلك لأنه أُعطي حكم الفعل اللازم فعدي تعديته؛ لأنه ضمن معناه؛ وأقرب فعل يناسب السياق هو الفعل أعرض ؛ أي أن الفعل خالف ضمن معنى الفعل أعرض ولهذا قال الإمام أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=1119) رحمه الله في تفسير قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:63]قال: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك؛ لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم أن يقع في قلبه شيء من الزلل فيهلك . ولهذا: ليس كل من خالف الشرع يستحق هذا الوعيد المذكور في هذا السياق؛ لأن المخالفة قد تقع بطريقة الجهل، وظلم النفس الذي يتوب العبد منه ويستغفر، وإنما هذه الفتنة المتوعد بها في السياق تقع لمن أعرض، قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifفَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النور:63]أي: يعرضون عن أمره.


الكلام عن لفظ الظاهر
[وناجوه كل يراه فوقه قبل وجهه كما يرى الشمس والقمر، ولا منافاة أصلاً. ومن كان له نصيب من المعرفة بالله والرسوخ في العلم بالله؛ يكون إقراره للكتاب والسنة على ما هما عليه أوكد. واعلم أن من المتأخرين من يقول: مذهب السلف إقراره على ما جاءت به، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا اللفظ مجمل فإن قوله: ظاهرها غير مراد. يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين؛ مثل أن يراد بكون الله قِبَل وجه المصلي أنه مستقر في الحائط الذي يصلي إليه، وإن الله معنا ظاهره أنه إلى جانبنا ونحو ذلك، فلا شك أن هذا غير مراد.]. لفظ الظاهر من جهة اللغة قد لا يكون مجملاً، فإن له دلالة متعينة من جهة اللغة في الجملة، وهو وإن لم يرد ذكره في الكتاب والسنة في مقام الأسماء والصفات، إلا أنه قد ورد ذكره في القرآن في سياق آخر، كقوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأنعام:120]لكنه باستعمال المستعملين له صار فيه إجمال، والقاعدة عند أهل السنة والجماعة: أن كل لفظ مجمل حادث فإنه لا يطلق إثباتاً ولا نفياً من جهة لفظه، وأما من جهة معناه فإنه يستفصل فيه. وبهذا يظهر أن الإجمال قد يكون أصلياً في اللفظ، وقد يكون دخله الإجمال من جهة الاستعمال، وإن كان من جهة الأصل ليس مجملاً، والاعتبار بحال اللفظ عند دخوله في هذا العلم أو في هذا الباب أو في هذا المقام، وليس باعتبار أصله اللغوي الذي قد يطلق على معنىً متعين. ومن هنا: احتاج هذا القول إلى التفصيل؛ ولهذا أطلق من أطلق من المتأخرين أن مذهب السلف هو إجراء النصوص على ظاهرها، وأطلق بعضهم أن نصوص الصفات لا تجرى على ظاهرها، فهذا يقال بحسب المقصود من هذا اللفظ. أما إذا قيل: إن مذهب السلف إجراء النصوص على ظاهرها، وهذا الاستعمال فسر بأن الظاهر هو الصفات اللائقة بالله.. فهذا المقصد صحيح -أي: هذا المعنى صحيح- واللفظ من حيث هو في الجملة مناسب لا إشكال فيه. لكن إذا قيل: إن مذهب السلف أن ظاهر النصوص ليس مراداً، فقيل: لم؟ فقيل: لأن ظاهر النصوص إثبات الصفات، ومذهب السلف أنه ليس في نفس الأمر صفة دلت عليها النصوص.. قيل: هذا غلط لفظاً ومعنىً، فإن السلف يثبتون الصفات في نفس الأمر. وأما من قال: إن ظاهر النصوص ليس مراداً عند السلف؛ لأن ظاهرها التشبيه، والسلف ليسوا مشبهة. قيل له: أما أن السلف ليسو لمشبهة فهذا صحيح، وأما قوله: إن ظاهر النصوص التشبيه.. فهذا غلط على النصوص، ولا يجوز أن يقال: إن ظاهر النصوص هو التشبيه؛ وتبعاً لذلك لا يجوز أن يقال: إن ظاهر النصوص ليس مراداً. فهذا الإطلاق -وهو إطلاق السلب والنفي- لا يصح بحال، سواء فسر الظاهر بالتشبيه، فيكون المعنى صحيحاً واللفظ ليس صحيحاً، أو فسر الظاهر بإثبات الصفات فيكون الغلط من جهة اللفظ وجهة المعنى.

GHOUAR
01-03-2009, 11:27 PM
ذلك أيضا من الصفات: صفات العلو، والفوقية، والاستواء، قال الله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=20%20&nAya=5)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ذكر الله تعالى الاستواء في سبعة مواضع من القرآن:
في سورة الرعد، وفي سورة يونس وفي سورة الأعراف، وكذا في هذه السورة سورة طه، والفرقان، والسجدة، والحديد. سبعة مواضع ذكر الله تعالى فيها أنه استوى على العرش.
ولا شك أن هذه أدلة واضحة، وقد ثقلت هذه الآيات على الأشعرية وعلى المعتزلة، فثقل عليهم هذا الإثبات، ففسرها بعضهم بأن استوى: بمعنى: استولى، في الآيات كلها. فزادوا في القرآن لاما، وهذه اللام زيادة لا محل لها، ولا يجوز الاعتراف بها.
ذكروا بيتا لا صحة له، يقول فيه القائل:
قـد اسـتوى بشـر على العـراق
مـن غير سيـف أو دم مهـراق
قالوا: (استوى) بمعنى: استولى. والصحيح: أن (استوى) بمعنى: علا. يعني: ارتفع على العراق وتميز عليه، ثم لا شك أنه لو كان استوى بمعنى: استولى؛ لجاءت به في موضع واحد من الآيات السبع، فهي كما قال ابن القيم في النونية:
..................................
سـبع أتـت في محـكم القـرآن
وكـذلك اضطـردت بلا لام ولـو
كـانت بمعنى الـلام في الأذهـان
لأتت بها في موضع كي يحمل الـ
باقـي عليـها وهـو ذو إمكـان
ويقول: إن هذه اللام الزائدة إنها زائدة في كتاب الله، وأنها شبيهة بالنون التي زادها اليهود في القرآن، لما قيل لهم: قولوا حطة. فقالوا: حنطة. هذا من الزيادة، فيقول رحمه الله:
نـون اليهـود ولام جهمـي هما
في وحـي رب العـرش زائدتـان
استواء، فيقولون: أن الله استوى، كما يليق به استواء، يليق به ولا يحرفونه وكثير منهم يفسرونه كابن جرير دائما في تفسيره يفسر الاستواء بالعلو والارتفاع، يقول: استوى أي علا وارتفع. في كل موضع يمر به، ويقول ابن القيم في النونية:
ولهـم عبـارات عليهـا أربــع
قـد حـررت للفـارس الطعـان
وهـي استقـر وقـد عـلا وكذلك
ارتفـع الذي ما فيه من نكـران
وكذاك قد صعـد الـذي هو رابـع
وأبو عـبيدة صـاحب الشـيباني
يختـار هـذا القـول في تفسـيره
أدرى مـن الجهـمي بالقـرآن
يعني: يفسرون استوى باستقر، أو علا، أو ارتفع، أو صعد. هكذا يفسرونها، مما يدل على أنهم يعرفون معناها.
وأما قولهم: استوى بمعنى: استولى؛ فإن هذا تحريف.
ثم يقال: إن الاستيلاء لا يكون إلا بعد مقاومة، فمن الذي قاوم الله تعالى حتى استولى على العرش بعد أن كان غير مستول عليه؟! من العرش له قبل أن يستولي عليه؟. لا شك أن هذا تحريف.
وأيضا الاستيلاء ليس خاصا بالعرش، لما تكلم الأشعري رحمه الله أبو الحسن الأشعري على الاستواء، وذكر أنهم يقولون: استولى. قال: لو كان استوى بمعنى: استولى لم يكن فرق بين العرش وبين غيره، فيقال: استوى على السماء، واستوى على الأرض، واستوى على الجبال، وما أشبه ذلك. وهذا لا يجوز؛ لأن الله خص الاستواء بالعرش.
من آيات العلو: قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=67%20&nAya=16)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif صريح في آيتين في سورة الملك http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=67%20&nAya=16)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif أهل السنة يقولون: معنى في السماء: يعني على السماء. في بمعنى: على، أن تأتي في بمعني: على كقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=9%20&nAya=2)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif أي على الأرض، وكقوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=20%20&nAya=71)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif أي على جذوع النخل. في السماء بمعنى: على السماء. وتفسر السماء بأنها: العلو، كل شيء علا وارتفع فإنه يسمى سماء أي في العلو.
والآيات التي تدل على إثبات العلو كثيرة، منها: صفة العلو في قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=87%20&nAya=1)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=92%20&nAya=20)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif يثبتون لله تعالى العلو بجميع أنواعه: علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات.
من الآيات أيضا: آيات الفوقية، قال تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=6%20&nAya=18)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وقال: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=16%20&nAya=50)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif والفوقية تفسر: بفوقية القهر، والقدر، والذات. أي فوقهم بقهره وبقدره وبذاته.
كذلك آيات الصعود http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=35%20&nAya=10)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif الصعود: هو الرقي.
وكذلك آيات العروج http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=32%20&nAya=5)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif العروج: هو الصعود والرقي. وكذلك قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=70%20&nAya=4)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif .
وكذلك آيات الرفع كقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=3%20&nAya=55)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=158)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=35%20&nAya=10)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif .

GHOUAR
01-03-2009, 11:34 PM
ذكر بعد ذلك الأحاديث، منها: حديث في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif إذا مرض أحدكم، أو مرض صاحبه، فليقل: ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12477.htm) ابتدأه بقوله: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif ربنا الله الذي في السماء http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12458.htm) أثبت أن الله تعالى في السماء كما يليق به. قد عرفنا أن السماء بمعنى: العلو.
كذلك حديث رواه مالك ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif جاءه رجل عليه عتق رقبة، فجاءه بجارية، فاختبر تلك الجارية، هل هي مؤمنة أم لا؛ لأن الله يقول: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12478.htm) فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=92)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif فقال: أين الله؟ قالت: في السماء. وأشارت إلى السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. فقال: أعتقها؛ فإنها مؤمنة http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif أقرها على أن الله في السماء. وهذا دليل على أن هذا علامة الإيمان: الاعتراف بأن الله تعالى في السماء، وأنه فوق عباده.
كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للحصين الحصين والد عمران بن الحصين الصحابي المشهور، جاء بوالده وهو شيخ كبير، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif كم إلها تعبد؟ كم تعبد من الآلهة؟ فقال: سبعة، ستة في الأرض، وواحد في السماء http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12479.htm) الذي في السماء يعني: هو الله تعالى؛ لأنهم يعرفون أن الله تعالى فوقهم، وأنه في السماء http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif فقال: من تعد لرغبتك ورهبتك إذا حزبك أمر؟ من تدعوه؟ قال: الذي في السماء http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12480.htm) يعني: يعرف أن الآلهة التي في الأرض السبعة، الأصنام التي كان يعبدها أنها لا تفيده، وأنها لا تغني عنه شيئا، فإذا حزبه أمر رغب إلى الذي في السماء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اترك الستة، واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين اترك الستة يعني أنها أصنام لا تنفع ولا تضر، واعبد الذي في السماء الذي هو الله، أسلم http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif علمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12481.htm) دعوة صالحة.
نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة، وعلامات الصحابة: أنهم يسجدون في الأرض، وإلههم في السماء. وهذا أيضا دليل على أن الله تعالى فوق عباده، وأنه في السماء، روى أبو داود حديثا يسمى: حديث الأوعال، حديث فيه http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif بعد ما بين كل سماء إلى سماء ما بين الأرض والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة، وكثف السماء مسيرة خمسمائة، وما بين السماء الدنيا والسماء الثانية مسيرة خمسمائة سنة http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12482.htm) وذكر الحديث، ثم قال: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif وفوق ذلك ثمانية أوعال، ما بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء، وعلى ظهورهم العرش، والله فوق العرش http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12483.htm) وفي رواية: http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif والله فوق ذلك http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12484.htm) http://ibn-jebreen.com/images/h2.gif وفوق ذلك العرش، والله فوق العرش http://ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://ibn-jebreen.com/takhreeg/book89/Hits12485.htm) فهذا حديث مشهور رواه أبو داود، ورواه ابن خزيمة في كت


ابالتوحيد المطبوع، الذي اشترط أنه لا يذكر فيه إلا الأحاديث الصحيحة.
فالحاصل.. أن هذا وما أشبهه مما أجمع عليه السلف رحمهم الله، هذه الأدلة أجمعوا على نقلها وعلى قبولها، وتلقيها بالقبول، ولم يتعرضوا لردها ولا تأويلها ولا تحريفها ولا تشبيهها بصفات المخلوقين، ولا تمثيل شيئا من صفات الله تعالى بصفات خلقه.


ذكر أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله سئل، فقيل: يا أبا عبد الله http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=20%20&nAya=5)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif كيف استوى؟ فأطرق الإمام مالك حتى علاه. الرحضاء يعني العرق، ثم رفع رأسه، فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا مبتدعا. ثم أمر به فأخرج. هكذا روي عن الإمام مالك
وروي أيضا عن شيخه ربيعة؛ ربيعة بن أبي عبد الرحمن أحد علماء المدينة شيخ مالك ذكر أنه قال في الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.
وروي أيضا هذا أو نحوه عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: أن الاستواء على العرش معقول معروف، وأما كيفيته فمجهولة.
يعني: أخبر الإمام مالك أن الاستواء معلوم يعني مفهوم، يفهم معناه ويفسر ويترجم من لغة إلى لغة؛ ولكن له كيفية، وتلك الكيفية هي المجهول التي لا تصل إليها أفهام المخلوقين، هذه من صفات الله تعالى.

نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي حنيفة قوله فيمن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض قال: "قد كفر، لأن الله يقول: وعرشه فوق سبع سماوات" (29) .
ويقول الإمام الدارمي – رحمه الله – : وما ظننا أن نضطر إلى الاحتجاج على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به، حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله، فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا. ا.هـ (30) .

Mushtak
01-03-2009, 11:39 PM
الأخ غوار جزاك الله خيرا

GHOUAR
02-03-2009, 12:30 AM
وفيك بارك الله يا الاخMushtak

GHOUAR
02-03-2009, 12:52 AM
إثبات القدم لله سبحانه

هذا ما تيسر لي جمعه الآن : وقد رتبته في نقاط :
أولا : الأدلة .
ثانيا : هل نثبت لله قدمين ؟
ثالثا : كلام أهل السنة .
رابعا : إبطال تأويلات المعطلة .

أولا : الأدلة :
روى البخاري ومسلم - وهذا لفظ البخاري - :
عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض " .
وفي رواية لمسلم : " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تحاجت النار والجنة فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم ؟
فقال الله للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكم ملؤها .
فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض " .
وفي رواية لمسلم : " ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض " .
وقد نص أهل السنة المثبتون لهذه الصفة أن القدم والرجل بمعنى واحد .
ثانيا : هل نثبت لله قدمين ؟
الجواب : ورد ذلك في آثار موقوفة عن ابن مسعود وأبي موسى .
قال ابن عباس : الكرسي بين يدي العرش وهو موضع القدمين " .
رواه الحاكم في المستدرك 2/310 وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
وصححه الشيخ الألباني في مختصر العلو
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات 2/196
وصححه محققه : عبد الله بن محمد الحاشدي .
وأخرجه أيضا ابن خزيمة في التوحيد 1/248
وأما أثر أبي موسى ألا شعري :
فقال عنه الحافظ في الفتح في كتب التفسير باب : قوله تعالى : فإن خفتم فرجالا أو ركبانا : 8/47
" وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن أبي موسى مثله " . أي مثل كلام ابن عباس .
وانظر كلام السلف في هذا ضمن الفقرة التالية :
ثالثا : كلام أهل السنة في إثبات صفة القدم أو الرجل :
1- قال الامام ابن خزيمة في كتاب التوحيد 2/202
" باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل ، وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية ، الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم "
2- وبوب شيخ الإسلام في الواسطية : إثبات الرجل والقدم لله سبحانه في السنة المطهرة . وساق الحديث .
انظر شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين 2/450
3- وقال الحافظ في الفتح : 8/461
( واختلف في المراد بالقدم فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة وهو أن تمر كما جاءت ولا يتعرض لتأويله بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على الله ).
4- وقال الإمام أبو عبيد : نحن نروي هذه الأحاديث ولا نزيغ لها المعاني .
انظر الأسماء والصفات للبيهقي 2/192
5- قال يحيى بن معين : شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعا فقال : يا أبا سفيان ! هذه الأحاديث – يعني مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا ؟
فقال وكيع : أدركنا إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا .
6- وقال أبو عبيد أيضا : هذه الأحاديث التي يقول فيها : ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب وغيره ، وأن جهنم لا تمتليء حتى يضع ربك قدمه فيها ، والكرسي موضع القدمين ، وهذه الأحاديث في الرواية هي عندنا حق ، حملها الثقات بعضهم عن بعض ، غير أنا إذا سئلنا عن تفسيرها لا نفسرها وما أدركنا أحدا يفسرها " .
نقله عنهما البيهقي في الأسماء والصفات 2/197،198
7- وقال شيخ الإسلام 5/55
"وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين الإمام المشهور من أئمة المالكية في كتابه الذي صنفه في " أصول السنة " قال فيه : باب الإيمان بالعرش ......
باب الإيمان بالكرسي :
قال " ومن قول أهل السنة أن الكرسي بين يدي العرش وأنه موضع القدمين " . انتهى .
قلت : الشأن في هذه الصفة كالشأن في غيرها من الصفات : يثبتها أهل السنة دون تكيف أو تمثيل ، ودون تحريف أو تعطيل.
رابعا : إبطال تأويلات المعطلة :
ساق الحافظ في الفتح كثيرا من التأويلا ت ، بعد ذكره مذهب السلف ، وأنا أضعها باختصار :
قال :
" وخاض كثير من أهل العلم في تأويل ذلك فقال :
المراد إذلال جهنم ، فإنها إذا بالغت في الطغيان وطلب المزيد أذلها الله فوضعها تحت القدم ، وليس المراد حقيقة القدم.
وقيل المراد بالقدم: الفرط السابق أي يضع الله فيها ما قدمه لها من أهل العذاب.
وقييل المراد بالقدم قدم بعض المخلوقين فالضمير لمخلوق معلوم.
أو يكون هناك مخلوق اسمه قدم .
أو المراد بالقدم: الأخير لأن القدم آخر الأعضاء فيكون المعنى حتى يضع الله في النار آخر أهلها فيها ويكون الضمير للمزيد .
وقال ابن حبان في صحيحه بعد إخراجه : هذا من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عصى الله فيها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب فيها موضعا من الأمكنة المذكورة فتمتلئ لأن العرب تطلق القدم على الموضع ، قال تعالى ( أن لهم قدم صدق ) يريد موضع صدق
. وقال الداودي : المراد بالقدم قدم صدق وهو محمد ، والإشارة بذلك إلى شفاعته ، وهو المقام المحمود.
ومن التأويل البعيد قول من قال : المراد بالقدم قدم إبليس ، وأخذه من قوله " حتى يضع الجبار فيها قدمه " وإبليس أول من تكبر فاستحق أن يسمى متجبرا وجبارا ، وظهور بعد هذا يغني عن تكلف الرد عليه .
وزعم ابن الجوزي أن الرواية التي جاءت بلفظ " الرجل " تحريف من بعض الرواة لظنه أن المراد بالقدم الجارحة فرواها بالمعنى فأخطأ ، ثم قال : ويحتمل أن يكون المراد بالرجل إن كانت محفوظة الجماعة كما تقول رجل من جراد ، فالتقدير يضع فيها جماعة.
وبالغ ابن فورك فجزم بأن الرواية بلفظ " الرجل " غير ثابتة عند أهل النقل ، وهو مردود لثبوتها في الصحيحين .
وقد أولها غيره بنحو ما تقدم في القدم فقيل رجل بعض المخلوقين ، وقيل إنها اسم مخلوق من المخلوقين.
وقيل إن الرجل تستعمل في الزجر كما تقول وضعته تحت رجلي " انتهى من فتح الباري ملخصا.
إبطال هذه التأويلات :
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في مختصر الفتاوى المصرية ص 647
" وقد غلط في هذا الحديث المعطلة الذين أولوا قوله " قدمه " بنوع من الخلق ، كما قالوا : الذين تقدم في علمه أنهم أهل النار ، حتى قالوا في قوله " رجله " : كما يقال : رجل من جراد ، وغلطهم من وجوه :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال " حتى يضع " ولم يقل : " حتى يلقي " ، كما في قوله " لا يزال يلقى فيها " .
الثاني : أن قوله " قدمه " لا يفهم منه هذا ، لا حقيقة ولا مجازا ، كما تدل عليه الإضافة .
الثالث : أن أولئك المؤخرين – بفتح الخاء – إن كانوا من أصاغر المعذبين فلا وجه لانزوائها واكتفائها بهم ، فإن ذلك إنما يكون بأمر عظيم .
وإن كانوا من أكابر المجرمين فهم في الدرك الأسفل ، وفي أول المعذبين لا في أواخرهم .
الرابع : أن قوله " فينزوي بعضها إلى بعض " دليل على أنها تنضم على من فيها ، فتضيق بهم من غير أن يلقى فيها شيء .
الخامس : أن قوله " لا يزال يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع فيها قدمه " جعل الوضع الغاية التي إليها ينتهي الإلقاء ويكون عندها الانزواء ، فيقتضي أن تكون الغاية أعظم مما قبلها ، وليس في قول المعطلة معنى للفظ " قدمه " إلا وقد اشترك فيه الأول والآخر ، والأول أحق به من الآخر ." انتهى .
*******************
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الواسطية 2/452
" وخالف الأشاعرة وأهل التحريف أهل السنة فقالوا : " يضع عليها رجله " يعني طائفة من عباده مستحقين للدخول .
والرجل تأتي بمعنى الطائفة كما في حديث أيوب عليه الصلاة والسلام : أرسل الله إليه رجل جراد ، يعني طائفة من جراد .
وهذا غير صحيح ؛ لأن اللفظ " عليها " يمنع ذلك .
وأيضا : لا يمكن أن يضيف الله عز وجل أهل النار إلى نفسه ؛ لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف .
قالوا في القدم : قدم بمعنى مقدم ، أي يضع الله تعالى عليها مقدمه ، أي من يقدمهم إلى النار .
فنقول : أهل النار لا يقدمهم الباري عز وجل ولكنهم " يدعّون إلى نار جهنم دعا" ويلقون فيها إلقاء ، فهؤلاء المحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه ، فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل لكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله عز وجل .
والحاصل : أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدما وإن شئنا قلنا رجلا على سبيل الحقيقة مع عدم المماثلة ولا نكيف الرجل ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن لله تعالى رجلا أو قدما ، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم " انتهى .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

عبد الله ياسين
02-03-2009, 01:34 AM
فهذا دليل على أنهم فهموا من الجهة الجهة المخلوقة


هل توجد جهة مخلوقة خلقها ربّنا و أخرى غير مخلوقة لم يخلقها ربّنا ؟!!!!!!

من أين لك بهذه العقائد الضالة الباطلة و الهرطقات الفاضحة العاطلة ؟!!!!!!!

كرّر في رأسك :
(1) ربّنا يقول [ سورة الزمر : 62 ] : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } صدق الله العظيم ؛ و المدعو ghouar و أئمّة نحلته الذين ضلّلو علماء الإسلام ؛ يهرفون : ((( بل هناك جهة لم يخلقها الله !!!))) ؟!!!!!!!!!

(2) ربّنا يقول [ سورة الحديد : 3 ] : { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } صدق الله العظيم ؛ و المدعو ghouar و أئمّة نحلته الذين ضلّلو علماء الإسلام ؛ يهرفون : ((( بل هناك جهة قديمة أزليّة أوّليّة مع الله !!!))) ؟!!!!!!!!!

(3) سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : { ‏ ‏كَانَ اللَّهُ وَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ } كما روى الإمام البخاري في صحيحه ؛ و المدعو ghouar و أئمّة نحلته الذين ضلّلو علماء الإسلام ؛ يهرفون : ((( بل كانت جهة عدمية مع الله !!!))) ؟!!!!!!!!!
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح البخاري :
قَالَ شَيْخنَا فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : الصَّحِيح فِي تَكْفِير مُنْكِر الْإِجْمَاع تَقْيِيدُهُ بِإِنْكَارِ مَا يُعْلَم وُجُوبُهُ مِنْ الدِّين بِالضَّرُورَةِ كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْس , وَمِنْهُمْ مَنْ عَبَّرَ بِإِنْكَارِ مَا عُلِمَ وُجُوبه بِالتَّوَاتُرِ وَمِنْهُ الْقَوْل بِحُدُوثِ الْعَالَمِ , وَقَدْ حَكَى عِيَاض وَ غَيْره الْإِجْمَاع عَلَى تَكْفِير مَنْ يَقُول بِقِدَمِ الْعَالَم.

وَ قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : وَقَعَ هُنَا مَنْ يَدَّعِي الْحِذْق فِي الْمَعْقُولَات وَيَمِيل إِلَى الْفَلْسَفَة فَظَنَّ أَنَّ الْمُخَالِف فِي حُدُوث الْعَالَم لَا يُكَفَّر لِأَنَّهُ مِنْ قَبِيل مُخَالَفَة الْإِجْمَاع , وَ تَمَسَّكَ بِقَوْلِنَا إِنَّ مُنْكِر الْإِجْمَاع لَا يُكَفَّر عَلَى الْإِطْلَاق حَتَّى يَثْبُتَ النَّقْلُ بِذَلِكَ مُتَوَاتِرًا عَنْ صَاحِب الشَّرْع , قَالَ وَ هُوَ تَمَسُّكٌ سَاقِط إِمَّا عَنْ عَمًى فِي الْبَصِيرَة أَوْ تَعَامٍ لِأَنَّ حُدُوث الْعَالَم مِنْ قَبِيل مَا اِجْتَمَعَ فِيهِ الْإِجْمَاع وَالتَّوَاتُر بِالنَّقْلِ.انتهى

احفظ هذا الكلام لأئمة الإسلام و ايّاك و عقائد الضلال التي تروّج لها و التي لا تنطلي على الصّبيان

ghouar احفظ :

--> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
----> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
--------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
----------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
--------------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
----------------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
------------------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
--------------------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
----------------------> اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ

تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ !!!

فكفاك فضائح أيّها النّاسخ الآلي !!!!

GHOUAR
02-03-2009, 01:41 AM
هل الاشاعرة من أهل السنة والجماعة؟

-الإمام ابن تيمية-رحمه الله- قد بين أنهم مبتدعة بطرق؛ منها أنه نص على ذلك فقال كما في مجموع الفتاوى (2/50) : كما يقوله بعض المبتدعة الأشعرية من أن حروفه ابتداء جبرائيل أو محمد مضاهاة منهم فى نصف قولهم لمن قال انه قول البشر من مشركى العرب ممن يزعم أنه أنشأه بفضله وقوة نفسه ا.هـ
ومنها أنه جعلهم من المتكلمين وبجعله لهم من المتكلمين أخرجهم من أهل السنة إلى أهل البدع فقال في الدرء (6/183) : وأهل الكلام من الأشعرية وغيرهم ا.هـ
وفي أكثر من موضع يذكر أنهم أقرب إلى أهل السنة من غيرهم فهذا يدل على أنهم ليسوا منهم قال في مجموع الفتاوى (6/55): ( و أما الأشعرية فلا يرون السيف موافقة لأهل الحديث ، وهم في الجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث . . )

2-الشيخ العلامة من أئمة الدعوة النجدية السلفية سليمان بن سحمان -رحمه الله- فقد رد على السفاريني قوله في لوامع الأنوار: إن الأشاعرة والماتردية من الفرقة الناجية كما قال هؤلاء المفتون فقال: (هذا مصانعة من المصنف- رحمه الله تعالى- في إدخاله الأشعرية والماتريدية في أهل السنة والجماعة، فكيف يكون من أهل السنة والجماعة من لا يثبت علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستواءه على عرشه ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وإن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت، ولا يثبت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة بأبصارهم، فهم يقرون بالرؤية ويفسرونها بزيادة علم يخلقه الله في قلب الرائي. ويقول: الإيمان مجرد التصديق وغير ذلك من أقوالهم المعروفة المخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة) لوامع الأنوار البهية (1/73)

3-الشيخ العلامة من أئمة الدعوة النجدية السلفية عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين - رحمه الله- فقد رد على السفاريني قوله في لوامع الأنوار: إن الأشاعرة والماتردية من الفرقة الناجية كما قال هؤلاء المفتون فقال : (تقسيم أهل السنة إلى ثلاث فرق فيه نظر، فالحق الذي لا ريب فيه أن أهل السنة فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية التي بينها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سئل عنها بقوله: (هي الجماعة)، وفي رواية: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو (من كان على ما أنا عليه وأصحابي). وبهذا عرف أنهم المجتمعون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ولا يكونون سوى فرقة واحدة. والمؤلف نفسه يرحمه الله لما ذكر في المقدمة هذا الحديث، قال في النظم:
وليس هذا النص جزماً يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر
يعني بذلك: الأثرية. وبهذا عرف أن أهل السنة والجماعة هم فرقة واحدة الأثرية والله أعلم) المصدر السابق (1/73) .

4-الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة(6/285) حيث قال: (فإن ما أنا فيه من الاشتغال بالمشروع العظيم - تقريب السنة بين يدي الأمة - الذي يشغلني عنه في كثير من الأحيان ردود تنشر في رسائل و كتب و مجلات من بعض أعداء السنة من المتمذهبة و الأشاعرة و المتصوفة و غيرهم ، ففي هذا الانشغال ما يغنيني عن الرد على المحبين الناشئين ، فضلا عن غيرهم . و الله المستعان ، و عليه التكلان) ا.هـ

5-الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-في شرحه للواسطية استدرك في أولها على السفاريني لما جعل الأشاعرة والماتردية من الفرقة الناجية وبين أن الفرقة الناجية واحدة وهم أهل الحديث أهل السنة دون الأشعرية والماتردية وقال (2/372) أيضاً:أن الأشاعرة والماتردية ونحوهم ليسوا من أهل السنة والجماعة ا.هـ

6-شيخنا العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- سئل : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول : هل الأشاعرة والماتريدية يعدون من أهل السنة والجماعة ؟
الجواب :
لا يعدون .
لم يعدهم أحد من أهل السنة والجماعة قط .
لكن هم يسمون أنفسهم من أهل السنة وهم ليس من أهل السنة ا.ه

وهذه الروابط ليتــأكد كل من مر هنا من أن مذهب الأشاعرة ليس تبعا لأهل السنه ..

هنـــا (http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=16090&catid=1397&Itemid=35)

وهنا أيضا (http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=65287)



وهذا مقطع من موقع الشيخ ابن جبرين - كشف الله ضره -

) هنــــا (http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=1&book=57&page=2962)


ثم إليك بقول شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله - في شرحه للعقيدة الواسطية.. كلام واضح كالشمس

"وعلم من كلام المؤلف رحمه الله أنه لا يدخل فيهم من خالفهم في طريقتهم، فالأشاعرة مثلا والماتريدية لا يعدون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب، لأنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في إجراء صفات الله سبحانه وتعالى على حقيقتها، ولهذا يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة : سلفيون، وأشعريون، وما تريديون، فهذا خطأ، نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون؟! فماذا بعد الحق إلا الضلال؟! وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟! هذا لا يمكن، إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين، فنعم، وإلا، فلا شك أن أحدهم وحده هو صاحب السنة، فمن هو؟‍ الأشعرية، أم الماتريدية، أم السلفية؟‍‍ نقول: من وافق السنة، فهو صاحب السنة ومن خالف السنة، فليس صاحب سنة، فنحن نقول: السلف هم أهل السنة والجماعة، ولا يصدق الوصف على غيرهم أبداً والكلمات تعتبر بمعانيها لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل سنة؟‍ لا يمكن وكيف يمكن أن نقول عن ثلاث طوائف مختلفة: إنهم مجتمعون؟ فأين الاجتماع؟‍‍ فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً، حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنه سلفي."



الرابـــط (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17952.shtml)

أنس الجزائري
02-03-2009, 01:44 AM
من الغرائب أن يدعى على الإنسان ما ينكره ، فأهل السنة والجماعة ينكرون التشبيه ، وينكرون التمثيل ، ويقولون من شبه الله بخلقه فقد كفر ، فكيف يمكن أن يلزموا بما هم معترفون بإنكاره ؟! هذا عدوان محض

عبد الله ياسين
02-03-2009, 02:13 AM
من الغرائب أن يدعى على الإنسان ما ينكره ، فأهل السنة والجماعة ينكرون التشبيه ، وينكرون التمثيل ، ويقولون من شبه الله بخلقه فقد كفر ، فكيف يمكن أن يلزموا بما هم معترفون بإنكاره ؟! هذا عدوان محض


إذا كنتَ تعرف معنى ((( الإستقرار !!!))) في اللّغة فلومك ليس له معنى و هو مردود عليك ؛ و في حال العكس فجهلكَ به لا يقدح في الحقيقية !

فما فائدة من ينسب الجلوس و القعود لله - تعالى الله عن ذالك - و يقول بعدها (((( كما يليق بجلاله !!!))) ؟!!!

و لله درّ حافظ العراق الإمام أبو الفرج بن الجوزي حين قال في كتابه " دفع شبه التشبيه بأكفّ التنزيه " ما نصه :
وقد وقع غلط المُصنّفين الذين ذكرتهم في سبعة أوجه :
أولها : أنّهم سمّوا الأخبار أخبار صفات ، و إنما هي إضافات و ليس كل مضاف صفة فإنه قال سبحانه و تعالى [ سورة الحجر : 22 ] : { وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } و ليس لله صفة تسمى روحًا ، فقد ابتدع من سمى المضاف صفة.

و الثاني : أنّهم قالوا : هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . ثم قالوا : " نحملها على ظواهرها "، فواعجبا !!! ما لا يعلمه إلا الله أي ظاهر له !!! و هل ظاهر الإستواء إلا ((( القعود !!!))) ، و ظاهر النّزول إلا ((( الانتقال !!!)).

و الثالث : أنّهم أثبتوا لله تعالى صفات و صفات الحق لا تثبت إلا بما يثبت به الذّات من الأدلّة القطعية.

و قال ابن حامد : من رد ما يتعلق به بالأخبار الثابتة فهل يكفر ؟ على وجهين...و قال : غالب أصحابنا على تكفير من خالف الأخبار في الساق و القدم و الأصابع و الكف و نظائر ذالك و إن كانت أخبار آحاد لأنّها عندنا توجب العلم !!!

قلتُ - أي ابن الجوزي - : هذا قول من لا يفهم الفقه و لا العقل !!!

و الرابع : أنّهم لم يفرقوا في الأحاديث بين خبر مشهور كقوله : " ينزل إلى السماء الدنيا " و بين حديث لا يصح كقوله : " رأيت ربي في أحسن صورة " بل أثبتوا بهذا صفة و بهذا صفة !!!

و الخامس : أنّهم لم يفرقوا بين حديث مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - و بين حديث موقوف على صحابي أو تابعي ، فأثبتوا بهذا ما أثبتوا بهذا !!!

و السادس : أنّهم تأولوا بعض الألفاظ في موضع و لم يتأولوها في موضع آخر كقوله : " من أتاني يمشي أتيته هرولة " . قالوا : هذا ضرب مثل للأنعام . و روي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال : " إذا كان يوم القيامة جاء الله يمشي " فقالوا : " نحمله على ظاهره " !!!
قلتُ - أي ابن الجوزي - : فواعجبا !!! ممّن تأوّل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتأوّل كلام عمر بن عبد العزيز !!!

و السابع : أنّهم حملوا الأحاديث على مقتضى الحِسّ فقالوا : ((( ينزل بذاته !!!))) و (((ينتقل !!!))) و ((( يتحرك !!!))) ، ثم قالوا : ((( لا كما يعقل !!!))). فغالطوا من يسمع فكابروا الحِسّ و العقل فحملوا الأحاديث على الحسِّيّات !!!
فرأيت الرد عليهم لازمًا لئلا ينسب الإمام إلى ذالك - يقصد ما نُسب للإمام أحمد من عقائد باطلة - ، و إذا سكت نسبت إلى اعتقاد ذالك ، و لا يهولني أمرٌ عظيمٌ في النّفوس لأنّ العمل على الدّليل و خصوصًا في معرفة الحقّ لا يجوز فيه التقليد.انتهى

الأخ أنس الجزائري تدبّر قول حافظ العراق : {{ أنّهم قالوا : هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . ثم قالوا : " نحملها على ظواهرها "، فواعجبا !!! ما لا يعلمه إلا الله أي ظاهر له !!! و هل ظاهر الإستواء إلا ((( القعود !!!))) ، و ظاهر النّزول إلا ((( الانتقال !!!)). }}

سلام

GHOUAR
02-03-2009, 06:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله..

الاستواء على العرش صفة ثابتة لله عز وجل.. ومعناه العلو والارتفاع.. كما في البخاري: «وقال مجاهد: ﴿استوى على العرش﴾ أي: علا على العرش»..

وكما قال الشيخ ابن العثيمين قوله أن للاستواء أربعة معاني.. العلو والارتفاع.. والصعود.. والاستقرار.. أما الصعود فأظنه ورد عن ابن عباس رضي الله عنه ولكن في تفسير آية ﴿..ثم استوى إلى السماء..﴾.. والذي أتذكره الآن أن إسناده ضعفه البيهقي.. وأما الاستقرار فقال الذهبي: «قال الإمام محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي الشافعي عن قوله تعالى ﴿ثم استوى على العرش﴾: ”قال الكبي ومقاتل: استقر، وقال أبو عبيدة: صعد“ قلتُ [أي الذهبي]: لا يعجبني قوله استقر، بل أقول كما قال مالك الإمام: الاستواء معلوم».. انتهى كلام الحافظ الذهبي..
في صحيح البخاري.. كتاب التوحيد.. باب: ﴿وكان عرشه على الماء﴾، ﴿وهو رب العرش العظيم﴾: قال أبو العالية: ﴿استوى إلى السماء﴾ ارتفع ﴿فسواهن﴾ فخلقهن، وقال مجاهد: ﴿استوى﴾ علا ﴿على العرش﴾.. انتهى من صحيح البخاري..

وأيضًا روى اللالكائي قال أخبرنا أحمد حدثنا عبد الله حدثنا ابن شيرويه ثنا إسحاق [ابن راهويه] حدثنا بشر بن عمر قال: «سمعت غير واحد من المفسرين يقولون ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ على العرش ارتفع».. وصححه الشيخ الألباني..

قال ابن عباس في ﴿ثم استوى إلى السماء﴾: صعد.. وهذا مروي عن الفراء بإسناد لا بأس به.. وإسناد الفراء إلى ابن عباس رجاله ثقات.. أفاد ذلك الشيخ الألباني..

وأما القول بالاستقرار فهذا نقله البغوي عن مقاتل بن سليمان وعن الكلبي.. وأنا لا أعلمه عن غيرهما -وهذا ليس نفيًا مطلقًا إنما فقط نفيت علمي بذلك-.. ومقاتل هذا قال فيه ابن حجر أنهم أجمعوا على تضعيفه.. وقد جرح بألفاظ شديدة جدًا.. والكلبي أظن البيهقي قال عنه أنه ضعيف.. وقد أورد الحافظ الذهبي هذا القول عنهما وقال عقبه: «لا يعجبني قوله استقر بل أقول كما قال مالك الإمام الاستواء معلوم».. وكذلك الشيخ الألباني في أكثر من موضع أنكر تفسير الاستواء بالاستقرار.. فقال أنه أمر زائد على العلو ولم يرد به الشرع.. وأقر الذهبيَّ على إنكاره له.. وسمعته في أحد أشرطته ينكره أيضًا..
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح (اللقاء11 / سؤال 450):

فضيلة الشيخ : عثمان الدارمي في رده على بشر المريسي أورد أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس ، مارأي فضيلتكم ؟؟

الجواب : الاستواء على الشيء في اللغة العربية يأتي بمعنى الاستقرار والجلوس قال تعالى (لتستووا على ظهوره )الزخرف 13 .

والانسان على ظهر الدابة جالس أم واقف ؟؟

هو جالس ، لكن هل يصح أن نثبته في استواء الله على العرش ؟؟ هذا محل نظر !!!

فإن ثبت عن السلف أنهم فسروا ذلك بالجلوس فهم أعلم منا بهذا والا ففيه نظر .

ولعل هذا الرابط يفيدك:

http://shmmr.net/vb/showpost.php?p=178935&postcount=2 (http://shmmr.net/vb/showpost.php?p=178935&postcount=2)

أختُ عبد الرحمان
02-03-2009, 07:35 AM
لا تتعب نفسك في النقل يا اخ غوار
ارجع الى هذا الربط فقد تم تبيين بطلان عقيدة الجهة والعلو الحسي التي تتحدث عنها
موضوع هكذا علّمتني عقيدتي: الله تعالى فوق السموات (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=55567)
ها ها ها
لا أدري أي العقيدة الفاسدة التي تبيّنت على حقيقتها !
نسيتَ أنك كنت تتهرّب كذلك الذي تمنى لو بلعته الأرض في تلك اللحظة؟
نسيتَ أنك غيرتَ الموضوع .. فبدأت تأمر بغلقه ..؟؟

و لم تجد ما تقول سوى رمينا بالعميان و الجهلة ؟؟!

سأتوقف هنا .. !!

تبين أنكم لا تحسنون سوى التفلسف !!

عبد الله ياسين
02-03-2009, 07:59 AM
ghouar : قبل أن يخلق الله العرش ؛ على أيّ شيءٍ كان ربك جالس ؟!!!!!!

أختُ عبد الرحمان
02-03-2009, 08:23 AM
ومن قال لك انني تهربت من المناقشة
انا تعبت من مناقشة من لا يستطيعون الفهم بسهولة
صراحة خفت على نفسي ان تصيبني العدوى واصبح غبيا

هل اعتناق عقيدتك يُعد فهمًا؟؟

نحن تكلمنا باحترام icon31 .. لكن أنت من حوّل الموضوع كل مرة .

لا بأس عليك ..

icer
02-03-2009, 10:21 AM
ها ها ها
لا أدري أي العقيدة الفاسدة التي تبيّنت على حقيقتها !
نسيتَ أنك كنت تتهرّب كذلك الذي تمنى لو بلعته الأرض في تلك اللحظة؟
نسيتَ أنك غيرتَ الموضوع .. فبدأت تأمر بغلقه ..؟؟

و لم تجد ما تقول سوى رمينا بالعميان و الجهلة ؟؟!

سأتوقف هنا .. !!

تبين أنكم لا تحسنون سوى التفلسف !!


يا أخت مريم يا أختاه ... اتفقنا في موضوع سابق لفتح فرع مناقشات
أن نكون متابعين في هذا النوع من المواضيع ..
ليس لنا ما يكفي من العلم و المصادر لندخل في النقاش

انها عقائد .. عقائد و هناك لبس هل نشبه أو ننزه ؟
آمنت بالتنزيه و لكن هذا لا يمنع من متابعة ما يطرح من أقوال
- ان أقررت لله عز و جل جهة الأعلى فقد احتوى المخلوق الخالق
- و ان نفيت عنه الجهة فقد آمنت بخالق لا يحويه مخلوق
فكري فقط في هذه النقطة، و امسكي عن سؤال "كيف؟"
و تابعي النقاش و نحن معك متابعين.

أختُ عبد الرحمان
02-03-2009, 10:39 AM
يا أخت مريم يا أختاه ... اتفقنا في موضوع سابق لفتح فرع مناقشات
أن نكون متابعين في هذا النوع من المواضيع ..
ليس لنا ما يكفي من العلم و المصادر لندخل في النقاش

انها عقائد .. عقائد و هناك لبس هل نشبه أو ننزه ؟
آمنت بالتنزيه و لكن هذا لا يمنع من متابعة ما يطرح من أقوال
- ان أقررت لله عز و جل جهة الأعلى فقد احتوى المخلوق الخالق
- و ان نفيت عنه الجهة فقد آمنت بخالق لا يحويه مخلوق
فكري فقط في هذه النقطة، و امسكي عن سؤال "كيف؟"
و تابعي النقاش و نحن معك متابعين.

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي الكريم..
كلنا لا نحب نقاش مواضيع العقيدة..
لكن لا نستطيع السكوت على ادعاءات لا صحة لها !!
الموضوع: هكذا علّمتني عقيدتي: الله تعالى فوق السموات
أنا وضعته ، و لكن البعض استعمله للسبّ و الشتم
و الآن يقول أنه تمكن من اظهار "بطلان" عقيدة أهل السنة و الجماعة..

كيف تسمي هذا؟

[الله أعلم لماذا حذف الأخ حكيم ردوده؟؟]

حكيم حبيب
02-03-2009, 11:41 AM
انا احذف ردودي لاني مللت من المناقشات العقيمة

حكيم حبيب
02-03-2009, 11:42 AM
لم ار اي سب او شتم في الموضوع
فهل تعتبرين المناقشة سبا وشتما...شيء غريب

حكيم حبيب
02-03-2009, 11:50 AM
لماذاتفترين علي يا اخت مريم و تقولين عني اني قلت ان عقيدة اهل السنة باطلة....انا لم اقل ذلك ابدا...انت تفترين علي كلاما لم اقله
الاختلاف بيني وبينك يتمثل في مفهوم اهل السنة والجماعة
بالنسبة لي :اهل السنة والجماعة هم:السواد الاعظم من العلماء الذين كانوا ينزهون الله عن المكان والجهة يعني لم يكونوا يعتقدون الجهة +قلة من العلماء شذوا عن الجمهور وقالوا بان الله في جهة فوق
مع العلم ان كلا الفريقين هم من اهل السنة والجماعة رغم اختلاف رايهم
...................
اما بالنسبة لك يا اخت مريمفمفهوم اهل السنة عندك ضيق جدا
..يعني عندك ان اهل السنة فقط هم من قالوا بالجهة وكل من يقول بخلافهم ويقول انهم اخطئوا في مسالة الجهة تقولين عنه انه يقول ان عقيدة اهل السنة باطلة...
يعني تقصدين حسب رايك ان اهل السنة كلهم كانوا يعتقدون الجهة.....وهذا خاطىء
لانه في الحقيقة هي ان السواد الاعظم من العلماء السنة قالوا بان عقيدة الجهة هي عقيدة شذ بها قلة من العلماء عن الجمهور
..................
اما السواد الاعظم من اهل السنة والجماعة امثال القرطبي والنووي وابن حجر والسيوطي الذين لم يكونوا يعتقدون الجهة ../ربما انت تعتبرين انهم ليسوا من اهل السنة والجماعة/
.....................
انا قلت ان السواد الاعظم اهل السنة والجماعة كانوا ينزهون الله عن المكان والجهة
.................
انت في موضوعك جئت براي علماء شذوا عن جمهور العلماء في مسالة الاستواء على العرش وكانوا يعتقدون الجهة
........................
وكان ردي عليك اني جئتك براي السواد الاعظم من علماء اهل السنة الذين لم يكونوا يعتقدون الجهة والذين خالفوا اقوال هؤلاء الذين شذوا عن الجمهور/ والذين اتيت انت برايهم/
.......................
يعني انني كنت ادافع عن راي السواد الاعظم من علماء الامة في مسالة استواء الرحمن على العرش.....انا كنت ادافع عن راي سواد علما ء اهل السنة من امثال النووي والقرطبي والسيوطي وابن حجر وغيرهم....وهؤلاء هم اهل السنة وانا دافعت عن عقيدتهم
فكيف تفترين علي وتقولين انني قلت ان عقيدة اهل السنة في مسالة الاستواء باطلة
.....
ان لم يكن ابن حجر والنووي والقرطبي اهل السنة فمن يكونون حسب رايك
.....الحقيقة انهم هم اهل السنة بلا منازع وانا دافعت عن عقيدتهم يعني انني دافعت عن عقيدة اهل السنة
..................................
.....فكفاك افتراءا علي يا اخت مريم
سامحك الله ...

algeroi
02-03-2009, 12:44 PM
هذه شهادة سلطان العلماء و بائع الأمراء قاهر التتار شيخ الشافعية عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله و كذالك شهادة مفخرة المالكية الإمام ابن حاجب رحم الله الجميع ، قال العلاّمة الأصولي تاج الدين السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " :
ذكر بيان أن طريقة الشيخ هى التى عليها المعتبرون من علماء الإسلام
قد قدمنا فى تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها وتلاه على قولها حيث ذكروا أن الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية وابن الحاجب شيخ المالكية والحصيرى شيخ الحنفية و من كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق الأشعرى ومنتسب إليه وراض بحميد سعيه فى دين الله ومثن بكثرة العلم عليه غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه وتعادى كل موحد يعتقد التنزيه أو تضاهى قول المعتزلة فى ذمه وتباهى بإظهار جهرها بقدرة سعة علمه ونحن نحكى لك هنا مقالات أخر لجماعة من معتبرى القول من الفقهاء ثم ننعطف إلى ما نحققه. والمتميزون من المذاهب الأربعة فى معرفة الحلال والحرام والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد.انتهى

و هذه فتوى العلامة الفهامة ابن رشد الجد المالكي - رحمه الله - ( الملقب بشيخ المذهب ) في من ينتقصُ السادة الأشاعرة حملة دين الله إلينا ؛ تجده في " فتاوى ابن رشد الجد " :

السؤال :

ما يقول الفقيه القاضي الأجل . أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ، ونهج إلى كل صالحة طريقه ، في أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكربن فورك وأبي المعالي ، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟

أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية ؟

وما تقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم ، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ، ويكفرونهم ويتبرأون منهم ، وينحرفون بالولاية عنهم ، ويعتقدون أنهم على ضلالة ، وخائضون في جهالة ، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم ، أم يكف عن غلوائهم ؟

فأجاب رحمه الله :

تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ، ووقفت على الذين سميت من العلماء فهؤلاء أئمة خير وهدى ، وممن يجب بهم الاقتداء ، لأنهم قاموا بنصر الشريعة ، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة ، وأوضحوا المشكلات ، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات ، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة ، لعلمهم بالله عزوجل وما يجب له وما يجوز عليه ، وما ينتفي عنه ، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الاصول ، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ، ويقر لهم بسوابقهم ، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) .

فلا عتقد أنهم على ضلالة و جهالة إلا غبي جاهل ، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق ، وقد قال الله عز وجل : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) .

فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق ، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة ، فإن تاب و إلا ضرب أبدا حتى يتوب ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده ، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء ، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، فخلى سبيله ، والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته.انتهى

فمن نصدّق حفّاظ الأمة أم النّكرة " جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي " سامحه الله و من نحا نحوه ؟!!!!!!


فتأمّل !

أما ما سقته من أقوال الأشعرية او من عرف بالميل إليهم فلا دلالة فيه وقد ذكرتني بقولهم : من يشهد للعروس ؟!! أمها وخالتها وعشرة من بنات حارتها !! أضحك الله سنك وهل هكذا تساق الدلائل نصرة للمذاهب بل استدلالك بابي الوليد في حد ذاته رد عليك اذ هو -لو تدبرت- دليل على وجود تيار قوي مناوىء لتلك الفرقة الحادثة التي سميت فيما بعد بالاشعرية والحق انه لولا قوة السلاح واراقة الدماء لما كتب لهذا المذهب الشاذ الانتشار
يقول المقريزي في "المواعظ" (4\160):
«وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري. وصار يحفّظها صغار أولاده. فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه. فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك (يقصد المماليك). واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ. فلما عاد إلى بلاد المغرب وقّام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم. ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ الميسيّ وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين! فلذلك صارتّ دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت. إذ هو عندهم الإمام المعلوم المهديّ المعصوم. فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلاّ اللّه خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ. فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نُسي غيره من المذاهب وجُهِلَ، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه. إلاّ أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل رضي اللّه عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف: لا يرون تأويل ما ورد من الصفات. إلى أن كان بعد السبعمئة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ. فتصدّى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصَدَعَ بالنكير عليهم وعلى الرافضة وعلى الصوفية » انتهى

اما عن اسماء العلماء المناوئين لهذه الفرقة الحادثة فنترك فيها الكلام للحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله اذ قد فند ادعاءات ابن عساكر وردها فقد
جاء في كتاب كتاب جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر للامام جمال الدين ابن عبدالهادي الشهير بابن المبرد مانصه (عن ملتقى اهل الحديث بتصرف يسير )( فصل ) : و نحن نذكر جماعة ممّن ورد عنهم مجانبة الأشـاعرة ، و مجانبة الأشعري و أصحـابه ، من زمنه ، و إلى اليوم ، على طريق الاختصار ، لا على بـاب التطويل فـي التراجم ـ كما فعل(١)ـ و الاتّساع ، و لو فعلتُ ذلك ؛ لوضعتُ مجلداتٍ عديدةً في هذا الباب .
منهم :
١ـ أبو محمد الحسن بن علي البربهاري(٢)، الفقيه القدوة ، شيخ العراق قالا و حالا ، و كـان له صيت عظيم ، و حرمة تـامّة ، أخذ عن المرّوذي(٣)، و صحب سهل بن عبد الله التستري(٤)، و صنّف التصانيف(٥).
جاء إليه الأشعري ، فجعل يقول لـه : رددت على الجُبَّائيّ(٦)، و المعتزلة ، و فعلتُ ، و قلتُ ، فقال له : لا أعرف ممّا تقول قليلا و لا كثيرا ، و إنما نعرف ما قاله أحمد بن حنبل(٧).
و كـان المخالفون يغلظون(٨) قلب الدولة عليه ، فـقُبِض على جماعة من
أصحابـه ، و استتر هو في سنة إحدى و عشرين(١)، ثم تغيّرت الدولة ، و زادت حرمة البربهاري ، ثم سَعَت المبتدعة به ، فـنُودي بأمر الراضي(٢) فـي بغداد : لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري ، فاختفى إلى أن مات في رجب سنة إحدى(٣) و عشرين و ثلاثمئة ، رحمة الله عليه .
و كان إماما مُقدَّما في سائر العلوم ، مُعظّما ، مجانبا للأشعري ، لا يرى شيئا من كلامه ، و لا يقبل له قولا .
٣ ـ و منهم : زاهر(٦) بن أحمد ، كان إماما مُقدَّما ، قـال شيخ الإسلام الأنصاري(٧) : " كان للمسلمين إماما " ، رُوِي(٨) عنه ثلب الأشعري .
٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بـن أحمد البغدادي الجريري ، كان من المقدَّمين المبرّزين في العلم ، روي(١) عنه مجانبة أصحاب الكلام .
٥ ـ و منهم : أبو علي الرفاء(٢)، كـان من أئمة الحديث ، روي(٣) عنه مجانبتهم و لعنهم ! /


[ ٨٢/ب ] ٦ ـ و منهم : أبو حامد الـشاركي(٤)، كان إماما محدّثا ، متّبعا للسنة ،
و كان شديداً عليهم(٥).
٧ ـ و منهم : أبو يعقوب(٦) بن زُوران ، الـفقيه الفارسي المجاور ، مفتي الحرم بمكة ، كان إماما عالما ، مجانبا لهم(٧).
٨ ـ و منهم : الإمام أبـو مـحمد عـبد الله(٨) بـن عدي الصابوني ، كان إمـامـا جـلـيـلا ، لـمّـا حُـمِـل إلـى بُـخـارا ، أحْـضِـر
أبو بكر القفّال(١)، ليكلّمه ، فقال لا أكلمه ؛ إنه متكلم(٢).
٩ ـ و منهم : يحيى(٣) بن عمار ، كان إماما مُقدَّما ، مجانبا لهم ، قال شيخ الإسلام الأنصاري(٤): رأيـتُه مـا لا أُحصي مـن مرّة ، على منبره ، يكفّرهم ، و يلعنهم ، و يشهد على الأشعري بالزندقة !!
ـ و منهم : أبو إسحاق القراب(٥)، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٦)، ينهى الناس عنهم .

١١ ـ و مـنـهم : أبـو الـعـبـاس أحـمـد بـن مـحـمـد
النهاوندي(١)، كان إماما جليلا .

ذكر أبو بكر الحداد(٢)عِظم شأنه ، و أنـه كـان منكرا على أهل الكلام ، و تكفير الأشعرية(٣) !
و هجر أبا الفوارس على حرف واحد(٤).
قال الدينوري(٥): لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي . /
[ ٨٣/أ ] ١٢ ـ و منهم : أبو علي الحدّاد ، كان إماما مُعظّما ، تابعا للسنة ، مجانبا
لهم(٦).
١٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله الـدينوري(٧)،كـان إمـامـا مُعظّما ، مجانبا لهم(٨).
١٤ ـ و منهم: الإمام أحمد بن حمزة(٩)، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(١٠).

١٥ ـ و منهم : أبو ( سعيد )(١) الزاهد الهروي ، كان إماما محدّثا نبيلا ، معظما للسنة ، يلعنهم !
قال أبو الحسن(٢) المـاليني : قيل له : إن أبا الحسن الديناري ناضل عنك ، فقال : و إيَّـاه فلعن الله ؛ لأنه كلَّابيّ(٣) !
١٦ ـ و منهم : أبو الطيب سهل بن محمد الصعلوكي(٤)، خلافا لمَا ذكره عنه(٥)، و قد قدَّمنا عنه طرفا من ذلك(٦).
( و )(٧) ذكر عنه عدّة من أهل العلم أنه كان مجانبا لهم(٨). /
١٧ ـ و منهم أبو حامد الإسفراييني(٩)، ذكر عنه جماعة أنه كان مجانبا [ ٨٣/ب ]
لهم ، خلافاً لمَا ذكره(١).
١٨ ـ و منهم : أبو بكر القفال(٢)، ذكر بعضهم(٣) ذمَّه للكلام و أهله .
١٩ ـ و منهم : أبو منصور الحاكم(٤)، ذكر الأنصاري(٥) و غيرُه مجانبته لهم ، و ذمَّه .
قال ابن دبّاس(٦): ذُكر بين يديه شيء من الكلام ، فأدخل أصبعيه في أذنيه .
٢٠ ـ و منهم : أبو عمر البسطامي(٧)، كان ذامّا لهم ، مشنّعا عليهم(٨).
٢١ ـ و منهم : أبو المظفر الترمذي حبال بن أحمد ، إمـام أهل ترمذ ، كان مجانبا لهم ، يشهد عليهم بالزندقة(١).
٢٢ ـ و منهم : أبو القاسم العالمي ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم(٢).
٢٣ ـ و منهم : أبـو عبد الله(٣)، محمد بن الحسين السلمي ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم(٤).
٢٤ ـ و منهم : هيصم بن محمد بن إبراهيم بن هيصم ، كـان إمـامـا محدّثا ، مجانبا لهم . /
٢٥ ـ و منهم : أبو نصر ابن الصابوني ، كان إماما جليلا ، كبير القدر ، [ ٨٤/أ ]
و ذكر عنه جماعة مجانبته لهم .
قال عبد الله بن أبي نصر : ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه ؛ للمذهب(٥).
٢٦ ـ و منهم : الحـسـن بـن أبـي أسـامة المكي(٦)، و كـان(٧)
يلعن أبا ذر(١)، يقول : هو أول من حمل الكلام إلى الحرم ، و بثّه في المغاربة .
٢٧ ـ و منهم : منصور بن إسماعيل الفقيه(٢)، كان مجانبا لهم .
٢٨ ـ و منهم : زيـد بن محمد الأصبهاني ، كـان إماما مُعظَّما ، مجانبا لهم(٣).
٢٩ ـ و منهم : أحمد بن نصر الماليني ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم(٤).
٣٠ ـ و منهم : الجنيد بن محمد الخطيب ، كان إمـاما ، و كان يشهد على الأشعري بالزندقة(١) !
٣١ ـ و منهم : أبو سعيد الطالقاني ، كان إماما ، مجانبا لهم ، يلعنهم(٢)!
٣٢ ـ و منهم أبو نصر الزراد ، كان يذمّهم و يجانبهم(٣). /
٣٣ ـ و منهم : أحمد بن الحسن الخاموشي(٤)، الفقيه الرازي ، كان إماماً [ ٨٤/ب ]
محدّثاً ، مجانبا لهم ، يلعنهم ، و يُطري الحنابلة(٥).
٣٤ ـ و منهم : أبو العباس القصّاب الآملي ، كان إماما ، يذمّهم(٦).
٣٥ ـ و منهم : أبو عبد الله محمد بن منده(٧) الحـافظ ، كان إماما كبيرا حافظا ، مجانبا لهم ، رادّاً عليهم(٨).
٣٦ ـ و منهم : أبـو سعيد بـن أبي سهل ، الفقيه الحنبلي ، كان إماما كبيرا .
قـال أبـو بكر المقرئ(١): كـان يلعنهم كل يوم ، بعد صلاة الغداة ، في المحراب ، في الجَمْع ، و هم يُؤمّنون(٢)!
٣٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحمراني ، كان إماما في النحو ، و اللغة ، و العربية ، و غير ذلك !
كان ذامّا لهم ، مشنعا عليهم(٣).
٣٨ ـ و منهم : أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة(٤)، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٣٩ ـ و منهم : أبو الحسن الشعراني ، إسماعيل بن محمد بن الفضل ، كان إماما كبيراً محدّثا ، مجانبا لهم . /
[ ٨٥/أ ] ٤٠ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد بن ( سليمان )(٥) بن الحسن ، الـفقيه
الحافظ ، شيخ العراق ، و صاحب التصانيف و » الـسنن «(١)، و كانت لـه حلقتان ، حلقة الفتوى ، و حلقة الإمـلاء ، و كـان رأسا في الفقه ، رأسا في الحديث ، يصوم الدهر(٢)، و يُفطر على رغيف ، و يترك منه لقمة ، فإذا كان ليلة الجمعة ، أكل تلك اللُّقَم ، و تصدّق بالرغيف .
كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم .
٤١ ـ و منهم : أبو علي بن جامع القاضي ، مِنْ فضلاء أهل البصرة(٣)، و هو إمام كبير ، له مدح كبير ، كان مجانبا له(٤)، ( ذمّا )(٥) له .
٤٢ ـ و منهم : أبـو الفضل ابن النعال ، كان إماما محدّثا ، كان مجانبا لهم ، ذامّا لهم(٦).
٤٣ ـ و منهم أبو الحسن محمد بـن أحمد الأهوازي العدل ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .
٤٤ ـ و منهم : أبو محمد الحسن بن محمد العسكري الأهوازي ، و كان من المخلصين ، كان ذامّا لهم ، مجانبا .
٤٥ ـ و منهم : أبو عَمْرو(٢) بن مطر النيسابوري ، شيخ السنة ، كـان قانعا متعفّفا ، مجانبا لهم ، رحمه الله . /
[ ٨٥/ب ] ٤٦ ـ و منهم : العميد(٣) الوزير أبو الفضل الكاتب ، كـان مجانبا لهم ،
و هو الذي أمر بلعنهم على المنابر ، مع جملة أهل البدع .
٤٧ ـ و منها أبو بكر الآجري البغدادي ، المحدّث ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم(٤).

٤٨ ـ و منهم : أبو حامد أحمد(١) بن محمد بن شارك ، الفقيه الشافعي ، مفتي هراة ، كان مجانبا لهم .
٤٩ ـ و منهم : أبو علي النجاد ، الحسن(٢) بن عبد الله البغدادي ، تلميذ أبي محمد البربهاري ، صنّف فـي الأصول و الـفروع ، و كان مجانبا لهم ، رادّاً عليهم ، كشيخه .
٥٠ ـ و منهم : أبـو حامد الـمروروذي ، أحمد(٣) بن عامر الشافعي ، الإمام الكبير ، كان مجانبا لهم .
٥١ ـ و منهم : أبـو إسحاق الـمزكي ، إبراهيم(٤) بن محمد بن يحيى النيسابوري ، كان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .
٥٢ ـ و منهم : أبـو بكر عبد العزيز(٥) بـن جعفر ، صاحب الخلال ، و شيخ الحنابلة و عالمهم المشهور ، كان مجانبا لهم ، ذامّا .
٥٣ ـ و منهم : أبـو بكر ابن السُّـنِّـيّ ، الإمـام الكبير(١) صاحب » عمل اليوم و الليلة « ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم . /
[ ٨٦/أ ] ٥٤ ـ و منهم : أبـو بكر أحمد(٢) بـن جعفر القطيعي ، مسند العراق ،
صاحب عبد الله ابن الإمام أحمد ، و راوي » المسند « عنه ، كان إماما محدّثا ، مجانبا لهم .
٥٥ ـ و منهم : أبـو أحمد الجلودي(٣)، راوي » مسلم « ، كان إماما جليلا ، مجانبا لهم .
٥٦ ـ و منهم : أبـو القاسم الآبنودي(٤) الحافظ ، كـان إماما كبيرا ، مجانبا لهم .
٥٧ ـ و منهم : أبـو إسحاق إبراهيم(٥) بن أحمد ، المعروف بـ ( ابن شاقلا ) ، البغدادي ، كان لـه حلقة فُتْيا و إِشْغال(٦)، و هو تلميذ أبـي بكـر عبد العزيز بن جعفر ، توفي كهلا ، و كان مجانبا لهم ، كشيخه .
٥٨ ـ و منهم : أبـو الشيخ(٧) الحافظ ، أبـو محمد بن حيّان ، الإمـام
الكبير ، كان مجانبا لهم .
٥٩ ـ و منهم : أبو إسحاق إبراهيم(١) بن أحمد المستملي ، الإمام الثقة ، كان مجانبا لهم .
٦٠ ـ و منهم : أبو أحمد الغطريفي(٢)، الإمـام الكبير المحدّث ، كـان مجانبا لهم .
٦١ ـ و منهم : أبو أحمد الحاكم(٣)، الإمام الحافظ ، ذكر شيخ الإسلام الأنصاري و غيرُه مجانبتَه لهم . /
٦٢ ـ و منهم : أبو عمر بن حيويه(٤) الخراز ، الإمـام الكبير المحدّث ، [ ٨٦/ب ]
صاحب الرواية الكثيرة ، كان مجانبا لهم .
٦٣ ـ و منهم : أبـو بكر بن شاذان(٥)، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٦٤ ـ و منهم : الإمام أبو الحسن الدارقطني(١)، كان مجانبا لهم ، و لـه كلام في ذمهم .
٦٥ ـ و منهم : أبـو حفص(٢) عمر بن أحمد بن شاهين ، أحـد أوعية العلم ، كان مجانبا لهم ، و رأيتُ في مصنفاته ذمَّهم .
٦٦ ـ و منهم : أبـو حامد النعيمي(٣)، أحمد بن عبد الله بن نعيم ، نزيل هراة ، كان مجانبا لهم .
٦٧ ـ و منهم : أبـو عبد الله ، عبيد الله(٤) بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطّة العكبري ، الإمام الفقيه ، العبد الصالح ، و كان مستجاب الدعوة ، كان
مجانبا لهم .
٦٨ ـ و منهم : أبـو الحسين(١) بن سمعون ، الواعظ الحنبلي ، صاحب الأحوال و المقامات ، و وهم ابن عساكر(٢) في ذكره إيّاه من أصحابه .
٩ ـ و منهم : أبـو سليمان الخطّابيّ(٣)، الشافعيّ ، كـان إماما محدّثا شافعيّا ، مجانبا لهم ، و صنّف في ذمّ الكلام .
٧٠ ـ و منهم : أبـو بكر الجوزقي الشيباني الحافظ(٤)، كان مجانبا لهم ، ذامّا ، ذكر ذلك عنه شيخ الإسلام الأنصاري(٥) و غيرُه . /
٧١ ـ و منهم : أبو محمد المخلدي(٦) المحدّث ، شيخ العدالة ، كان مجانبا [ ٨٧/أ ]
لهم .
٧٢ ـ و منهم : أبو علي زاهر(١) بن أحمد السرخسي ، الفقيه الشافعي ، له ذمّ فيهم ، ذكره شيخ الإسلام، و غيرُه ، خلافا لِمَا ذكره عنه ابن عساكر(٣) من أنه من أصحابـه ، مع أن الذهبيَّ و غيرَه ذكـروا أنه أخذ علم الكلام عن الأشعري ، فكأنه رجع عن ذلك .
٧٣ ـ و منهم : عبد الرحمن(٥) بـن أبي شريح ، أبـو محمد الأنصاري ، محدّث هراة ، كان مجانبا لهم(٦) .
٧٤ ـ و منهم : أبو طاهر المخلّص(٧)، مسند وقته ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٧٥ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحسن بن حامد البغدادي(٨)، الإمام الفقيه المحدّث ، شيخ وقته ، كان مجانبا لهم ، و له أمور و أخبار في ذمّهم .
٧٦ ـ و منهم : الـقاضي أبـو عـبد الله الحـلـيمي(٩) الـشافعي ، كـان مـن الأئـمـة الـكـبـار ، و أصـحـاب الـوجـوه ، و كـان
مجانبا لهم(١) !!!
٧٧ ـ و منهم : أبو الفرج النهرواني(٢)، كان من الأئمة ، مجانبا لهم .
٧٨ ـ و منهم : أبو عبد الله الحـاكم ، محمد(٣) بن عبد الله ، المـعروف بـ ( ابن البيّع ) ، الإمام الكبير الحافظ ، كان مجانبا لهم .
٧٩ ـ و منهم : أبـو الحسين(٤) المحاملي ، الإمـام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم . /
٨٠ ـ و منهم : الحافظ أبو بكر(٥) بن مردويه ، الإمـام الكبير ، المحدّث [ ٨٧/ب ]
الحافظ ، كان مجانباً لهم .
٨١ ـ و منهم : القاضي أبو منصور(١)محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي الهروي الفقيه ، شيخ الشافعية بهراة ، و مسند البلد ، كان مجانبا لهم ، ذكره شيخ الإسلام الأنصاري .
٨٢ ـ و منهم : أبـو طاهر محمد(٢) بن محمد بن محمش الزيادي ، الفقيه الشافعي ، عالم نيسابور و مُسنِدها ، كان مجانبا لهم .
٨٣ ـ و منهم : هبة الله(٣) بن سلامة ، أبـو القاسم البغداديّ ، المفسّر ، كان مجانبا لهم .
٨٤ ـ و منهم : أبـو نصر(٤) أحمد بن محمد بن أحمد الـنرسي ، كـان مجانبا لهم .
٨٥ ـ و منهم : أبو سعد المـاليني ، أحمد(٥) بن محمد بن أحمد الهروي ، الصوفي ، الحافظ ، كان مجانبا لهم .
٨٦ ـ و منهم : الحـافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه(١)، الإمام الكبير المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٨٧ ـ و منهم : الحافظ أبـو الفتح ابن أبي الفوارس(٢)، الإمـام الحافظ الكبير ، كان مجانبا لهم .
٨٨ ـ و منهم : أبو عبد الرحمن(٣) السلمي ، الحافظ الصوفي ، كان مجانبا لهم ، رُوي عنه حكايات في اجتنابهم . /
٨٩ ـ و منهم : أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي الهرويّ الحافظ ، قال [ ٨٨/أ ]
شيخ الإسلام(٤): » إمام أهل المشرق « ، و قال غيره(٥):» كـان عديم النَّظِير في العلوم « . كان مجانبا لهم .
٩٠ ـ و منهم : أبـو القاسم تمّام(٦) بن محمد الرازيّ الحافظ ، الإمـام الكبير ، كان مجانبا لهم .
٩١ ـ و منهم : أبـو عبد الله الحسين(١) بن الحسن الغضائري ، الإمـام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٩٢ ـ و منهم أبـو سعيد(٢) النقاش الأصبهاني ، الحافظ الحنبلي ، كـان مجانبا لهم .
٩٣ ـ و منهم : أبو الحسن المحاملي(٣)، شيخ الشافعية ، الضّـبّيّ ، كان فقيها نَزِهاً(٤)، محدّثا ، مجانباً لهم .
٩٤ ـ و منهم : أبو الحسين(٥) بن بشران ، الإمام المحدّث الكبير ، كـان مجانبا لهم .
٩٥ ـ و منهم : أبو الحسن(٦) الحمامي ، مُقْرِئ العراق ، كان مجانبا لهم .
٩٦ ـ و منهم : أبو محمد(٧) السكري ، الإمام المحدّث ، كان مجانبا لهم .
٩٧ ـ و منهم : أبـو بكر الأردستاني ، محمد بن إبـراهيم(١) الحافـظ الصالح ، كان مجانبا لهم .
٩٨ ـ و منهم : أبـو علي(٢) بن شاذان ، الإمـام الكبير ، كـان مجانبا لهم(٣) ، ذكره بعضهم ، و ذكر ابن عساكر(٤) أنه من أصحابه ، و كذلك ذكر الذهبي(٥) أنه يفهم الكلام على مذهب الأشعري . /
٩٩ ـ و منهم : الحافظ أبـو الفضل علي بن الحسين الفلكي(٦)، رجـل [ ٨٨/ب ]
كبير ، قال شيخ الإسلام الأنصاري : » ما رأيتُ أحداً أحفظ منه « . و كـان مجانبا لهم .
١٠٠ ـ و منهم : أبو بكر أحمد بن علي بن ( فنجويه )(٧) الحافظ ، قال شيخ الإسلام الأنصاري : » هو أحفظ من رأيتُ من البَشَر « . كان مجانبا لهم .
١٠١ ـ و منهم : عـثمان بـن محمد بـن يـوسف بـن دوسـت ( الحلاق )(١) ، كان إماما صدوقا ، مجانبا لهم .
١٠٢ ـ و منهم : أبـو الحسن(٢) الحـنّائيّ ، الإمـام المحدّث المقرئ ، الحافظ الزاهد ، كان مجانبا لهم .
١٠٣ ـ و منهم : أبـو علي محمد بن أحمد بن أبـي موسى الهاشمي(٣)، صاحب التصانيف ، و انتهت إليه رئاسة مذهب أحمد ، كان مجانبا لهم .
١٠٤ ـ و منهم : الإمـام أبـو عبد الله(٤)محمد بن عبد الله بن باكويه الصوفي ، أحد المشايخ الكبار ، كان مجانبا لهم .
١٠٥ ـ و منهم : أبو عمر الطلمنكيّ الحافظ ، صاحب التصانيف ، كان سيفا عليهم ، و على غيرهم(٥).
١٠٦ ـ و منهم : أبـو يعقوب الـقرَّاب(١) السرخسي الهرويّ الحافظ ، محدّث هراة ، كان زاهدا صالحا مصنفا ، و كان ـ رحمه الله ـ مجانبا لهم ، لـه كلام في ذمّهم . سياق هذه الطبقات من كتاب جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر للامام جمال الدين ابن عبدالهادي الشهير بابن المبرد ,
و اشترط الامام ابن المبرد رحمه الله , ذكر بعض من جانب الاشاعرة فذكر ما يقارب من 400 امام أثري مجانبين للأشاعرة , و مما قاله عند انتهاء سرده للائمة الأثريين :
( و والله ثم و الله ثم والله من تركنا اكثر ممن ذكرنا , و لو ذهبنا نستقصي كل من جانبهم من يومهم الى الان لزادوا على عشرة الالاف نفس ) اهـ نس
وقد اعترف الحافظ ابن عساكر وهو من الاشاعرة بهذه الحقيقة الصارخة اذ يقول في التبيين ص 331
(فان قيل ان الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان
لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم)
وعلق ابن المبرد على هذا الكلام بقوله
(وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا وانه في ذلك العصر وما بعده كانت الغلبة عليهم وبعد لم يظهر
شانهم) ص 2283

فالقول كما ترى ليس قول " جامع بن عبد الله الهيراني الصومالي " وحده ايها النّكرة عبد الله يسين سامحك الله و من نحا نحوك ؟!!!!!!
فتبصر!

algeroi
02-03-2009, 12:56 PM
ghouar راجع الرابط التالي حتى تعي حقًّا ما يجهله الجاهلون حقًّا من " الإفتراءات المُضحكة على المذهب الأشعري " مذهب السواد الأعظم من علماء أمة الإسلام و ليس ((( ما يجهله الكثيرون عن المذهب الأشعري ::))) بالمعنى الذي تقصد !!! : الأزهر الشريف : من هم الأشاعرة ، و هل هم أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة...؟! (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=50000)

تقصد .. السواد الاعظم من المتاخرين .. فقد اعترف الحافظ ابن عساكر وهو من الاشاعرة بهذه الحقيقة الصارخة اذ يقول في التبيين ص 331
(فان قيل ان الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان
لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم .. )
وعلق ابن المبرد على هذا الكلام بقوله
(وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا وانه في ذلك العصر وما بعده كانت الغلبة عليهم وبعد لم يظهر
شانهم) ص 2283

GHOUAR
02-03-2009, 01:05 PM
أين كان الله رب العزة قبل الخلق؟
سم الله الرحمن الرحيم
الجواب هو في حديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال: أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: كان في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق العرش ثم استوى عليه رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي، وصححه الترمذي في موضع، وحسنه في موضع، وحسنه الذهبي.

قال أبو عبيد: العماء في كلام العرب السحاب

وروى البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض.
وفي مسند الإمام أحمد عن لقيط بن صبرة قلت : يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : " كان في عماية .. "
قال ابن القيم في
اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية -
وقد اتفق المسلمون وكل ذي لب أنه لا يعقل كائن إلا في مكان ما، وما ليس في مكان فهو عدم. وقد صح في العقول، وثبت بالدلائل أنه كان في الأزل لا في مكان وليس بمعدوم، فكيِف يقاس على شيء من خلقه، أو يجري بينهم وبينه تمثيل أو تشبيه؟!! تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فإن قال قائل: إذا وصفنا ربنا تعالى أنه كان في الأزل لا في مكان، ثم خلق الأماكن، فصار في مكان، ففي ذلك إقرار منّا فيه بالتغيير والانتقال إذا زال عن صفته في الأزل، وصار في مكان دون مكان؟!.
قيل له: وكذلك زعمتَ أنتَ أنه كان لا في مكان، ثم صار في كل مكان، فنقَل صفته من الكون لا في مكان إلى صفة هي الكون في كل مكان، فقد تغيّر عندك معبودك، وانتقل من لا مكان إلى كل مكان. فإن قال: إنه كان في الأزل في كل مكان وكما هو الآن، فقد أوجب الأماكن والأشَباء معه في أزليته، وهذا فاسد.
فإن قال: فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان؟ قيل له: أما الانتقال وتغير الحال، فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه، لأن كونه في الأزل لا يوجب مكاناً، وكذلك نقلته لا توجب مكاناً، وليس في ذلك كالخلق، لأن كونه يوجب مكاناً من الخلق ونقلته توجب مكاناً، ويصير منتقلاً من مكان إلى مكان، والله تعالى ليس كذلك، ولكنا نقول: استوى من لا مكان إلى مكان، ولا نقول انتقل، وإن كان المعنى في ذلك واحداً كما نقول: له عرش ولا نقول له سرير، ونقول: هو الحكيم ولا نقول: هو العاقل، ونقول: خليل إبراهيم ولا نقول: صديق إبراهيم، وإن كان المعنى في ذلك واحداً لأنا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمي به نفسه على ما تقدم، ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن.
وقد قال اللّه تعالى: " وجاءَ رَبُّك والمَلَكُ صَفّاً صَفّاً " سورة الفجر آية 22.
وليس مجيئه حركة ولا زوالاً ولا ابتدالاً، لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسماً أو جوهرفا، فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلاً، ولو اعتبرت ذلك بقولهم: جاءت فلاناً قيامته، وجاءه الموت، وجاءه المرض، وشبه ذلك مما هو وجود نازل به لا مجيء، لبانَ لك وبالله العصمة والتوفيق.
فإن قال: أنه لا يكون مستوياً على مكان إلا مقروناً بالكيف؟! قيل له: قد يكون الاستواء واجبَاً والتكييف مرتفع، وليس رفعٍ التكييف يوجب رفع الاستواء، ولو لزم هذا لزم التكييف في الأزل، ولا يكون كائناً في مكان ولا مقروناً بالتكييف.
فإن قال: إنه كان ولا مكان وهو غير مقرون بالتكييف، وقد عقلنا وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحاً في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك، وليس جهلنا بكيفة الأرواح يوجب أن ليس لنا أرواح، وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أن ليس على عرشه.
وقد روي عن أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول اللّه: أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلقَ السموات والأرض؟ قال: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء.
قال أبو القاسم: العماء ممدود، وهو السحاب والعمى مقصور: الظلمة، وقد روي الحديث بالمد والقصر، فمن رواه بالمد فمعناه عنده كان في عماء سحاب ما تحته هواء وما فوقه هواء. والهاء راجعة على العماء، ومن رواه بالقصر فمعناه عنده كان في عمى عن خلقه لأنه من عمي عن شيء فقد أظلم عنه.
قال سنيد بسنده عن مجاهد قال: إن بين العرش وبين الملائكة لسبعين حجاباً من نور وحجاباً من ظلمة. وروى أيضاً سنيد بسنده، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إِلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء، واللّه سبحانه وتعالى على العرش ويعلم أعمالكم.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضاً: أنه فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. قال أبو القاسم: يريد فوق العرش لأن العرش آخر المخلوقات ليس فوقه مخلوق، فالله تعالى أعلى المخلوقات دون تكييف ولا مماسة.
ولا أعلم في هذا الباب حديثاً مرفوعاً إلا حديث عبد اللّه بن عميرة، عن الأحنف، عن العباس بن عبد المطلب رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نظر إلى سحابة فقال: " ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب. قال: " والمزن؟ " قالوا: والمزن. قال: " والعنان؟ " قالوا: نعم. قال: " كم ترون بينكم وبين السماء؟ " قالوا: لا ندري. قال: " بينكم وبينه إما واحد أو إثنان أو ثلاث وسبعون سنة والسماء فوقها، كذلك بينهما مثل ذلك حتى عَدَّ سبع سموات، ثم فوق السماء السابعة بحر أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء على ظهورهم العرش، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم اللّه تعالى إلى فوق ذلك " ، هذا حديث حسن صحيح أخرجه أبو داود.
قول الإمام أبي عبد اللّه محمد بن أبي نعيس المالكي المشهور بابن أبي زمنين رحمه اللّه تعالى: قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة، باب الإيمان بالعرش: ومن قول أهل السنة أن اللّه عز وجل خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه في قوله عز وجل: " الرحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوى " سورة طه آية 5. وفي قوله تعالى: " ثم استوى على العرش " سورة السجدة آية 4. " يَعْلَمُ ما يَلِجُ في الأرْضِ ومَا يَخْرُجُ مِنها وما يَنْزِلُ مِنَ السّماءِ ومَا يَعْرُجُ فيها " سورة سبأ آية 2... وذكر.
حديث أبي رزين العقيلي قلت: يا رسول اللّه أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء " ..
ثم ذكر الآثار في ذلك إلى أن قال باب الإيمان بالحجب. قال: ومن قول أهل السنة أنّ اللّه تعالى بائنٌ من خلقه محتجب عنهم بالحجب، تعالى اللّه عما يقول الظالمون علواً كبيراً. " كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِهِمْ إنْ يَقُولون إلاَّ كَذِباً " سورة الكهف آية 5.
إلى أن قال: باب الإيمان بالنزول قال: ومن قول أهل السنة: أن اللّه ينزل إلى سماء الدنيا، وذكر حديث النزول ثم قال: وهذا الحديث يبين أن اللّه تعالى على عرشه في السماء دون الأرض وهو أيضَاً بين في كتاب اللّه تعالى وتقدّس، وفي غير ما حديث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال اللّه عز وجل: " يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السّماءِ إلى الأرْضِ ثمَّ يَعْرُجُ إليْهِ " . وساق الآيات في العلو، وذكر من طريق مالك قول النبي صلى الله عليه وسلم أين اللّه؟ ثم قال: والحديث في مثل هذا كثير.
قول القاضي عبد الوهاب إمام المالكية بالعراق: من كبار أهل السنة رحمه اللّه تعالى صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته. نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه، ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى.
ذكر قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه اللّه تعالى وقدّس روحه ونَورَ ضريحه: قال الإمام ابن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: حدثنا أبو شعيب وأبو ثور، عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، وأنّ الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن اللّه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء.

قال عبد الرحمن: وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول: وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به؟ فقال: لله تعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه أمته، لا يسع أحداً من خلق اللّه قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل بها، وصحّ عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم القول بها فيما روى عنه العدول، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر. أما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالرؤية والفكر، ولا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، وبثبت هذه الصفات وينفي عنها التشبيه كما نفي التشبيه عن نفسه فقال: " لَيْسَ كمِثلهِ شيء وهُوَ السْمِيعُ البَصِيرُ " سورة الشورى آية 11.
وصح عن الشافعي أنه قال: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حَقٌّ قضاها اللَهُ في سمائه، وجمع عليها قلوبَ عباده، ومعلوم أن المقضى في الأرض والقضاء فعله سبحانه وتعالى المتضمن لمشيئته وقدرته. وقال في خطبة رسالته: الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه، فجعل صفاته سبحانه إنما تتلقى بالسمع.
وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي محمد بن إدريس الشافعي رضي اللّه عنه: الأصل قرآن وسنة، فإن لم يكن فقياس عليهما، وإذا اتصل الحديث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وصح الإسناد منه، فهو سنة، والاجماع أكبر من الخبر الفرد والحديث على ظاهره، وإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره فهو أولاها به.
قال الخطيب في الكفاية: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، حدثنا عبد اللّه بن محمد بن يعقوب، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثني يونس بن عبد الأعلى، فذكره.

.

algeroi
02-03-2009, 01:05 PM
لعلمك فقط ابن خزيمة رجع من طريقته تلك إلى طريقة السلف ؛ فقد ذكر الحافظ البيهقي رحمه الله في ختام باب " الفرق بين التلاوة و المتلو " من كتابه [ " الأسماء و الصفات " صفحة 259 ] :
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الزاهد البوشنجي يقول : دخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري فأخبرته بما جرى بنيسابور بين أبي بكر بن خزيمة وبين أصحابه ، فقال : ما لأبي بكر والكلام ؟ إنما الأولى بنا وبه أن لا نتكلم فيما لم نتعلمه . فخرجت من عنده حتى دخلت على أبي العباس القلانسي فقال : كان بعض القدرية من المتكلمين وقع إلى محمد بن إسحاق فوقع لكلامه عنده قبول . ثم خرجت إلى بغداد فلم أدع بها فقيها ولا متكلما إلا عرضت عليه تلك المسائل ، فما منهم أحد إلا وهو يتابع أبا العباس القلانسي على مقالته ، ويغتم لأبي بكر محمد بن إسحاق فيما أظهره . قلت : القصة فيه طويلة ، وقد رجع محمد بن إسحاق إلى طريقة السلف و تلهف على ما قال والله أعلم.انتهى

و أشار اليه أيضًا الحافظ ابن حجر العسقلاني الأشعري في " فتح الباري" في كِتَاب التَّوْحِيدِ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا } ، قال : وَ وَقَعَ نَحْوُ ذَلِكَ لِإِمَامِ الْأَئِمَّة مُحَمَّد بْن خُزَيْمَةَ , ثُمَّ رَجَعَ وَ لَهُ فِي ذَلِكَ مَعَ تَلَامِذَته قِصَّة مَشْهُورَة.انتهى.

فتأمّل !

انقل القصة كاملة لتعلم بان الحجة قائمة عليك ..

algeroi
02-03-2009, 01:21 PM
" الكيف " عند ابن عثيمين هو الهيئة !!! و هذا باطلٌ شرعًا و عقلاً ...

قال سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه : { الكيف غير معقول } معناه : أنّ الكيفية عن الله مُستحيلة ؛ فأنت تقول : " أمرٌ غيرُ معقول " بمعنى : " أمرٌ مُستحيل ".

فالكيفية على الله مُستحيلة و ليست مجهولة كما يزعم ابن عثيمين و من نحا نحوه.

و ابحث قليلاً في المنتدى تحصل على بغيتك و المزيد...




قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري" :
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَ هُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ.‏ انتهى

فمن حمل الإضافات الخبرية على ظاهرها اللّغوي فقد وقع في مذهب المُشبهة...

فالظّاهر اللّغوي لـ :

" اليد " ليس إلاّ ((( العضو و الأداة المُجسَّمة !!!))) !!!

" النزول " ليس إلاّ ((( الحركة و الإنتقال من جهة أعلى الى جهة سُفل !!!))) !!!

" العلوّ " ليس إلاّ ((( البُعد المسافي الحسّي !!!))) !!!

...!!!!



الحافظ ابن حجر العسقلاني و غيره ممّن نقلوا لك دين الله ؛ ليسو من أهل الأهواء ؛ فاحذر !





الزعم بان اثبات الصفات الخبرية لله عز وجل يقتضي التشبيه هو قول باطل ليس عليه اثارة من علم وحسب صاحب هذه الفرية سوء ما في قوله من ((إساءة أدب بل إساءة ظن بالله الذي أنزل تلك النصوص وأوحى بها إلى رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام
وهل يجوز أن يعتقد أن الله ينـزل آيات، ويوحي إلى نبيه بأحاديث ظاهرها ضلال أو كفر؟ ثم إن الرسول نفسه عليه الصلاة والسلام لا يبين المعاني الصحيحة الحقة لأصحابه؟!‍ فلازم ذلك أن الصحابة لم يفهموا هذه النصوص على حقيقتها فكيف يفهمون لأن الرسول لم يبين لهم تلك الحقيقة التي فهمها الخلف فيما بعد، وليت شعري من أين فهموها؟!!))
((وسر المسألة أن معرفة حقيقة الصفة وكيفيتها تابعة لمعرفة حقيقة الموصوف وكيفيته، فإذا كان إيمان العباد بالله إيمان إثبات وتسليم دون محاولة لمعرفة حقيقة ذاته سبحانه فيلزم أن يكون إيمانهم بصفاته كذلك إيمان إثبات وتسليم لله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يسلم إيمان المرء إلا بهذا التسليم وحده، ذلك لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات يحذو حذوه))
يقول الإمام عبد العزيز ابن ابي سلمة الماجشون :(( فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا فقد إستهوته الشياطين في الأرض حيران فصار يسدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بأن قال : لابد أن كان له كذا من أن يكون له كذا فعمي عن البين بالخفي فجحد ما سمى الرب من نفسه عما لم يسمي منها))
وقال الإمام الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي :((وأما تشنيعك على هؤلاء المقرين بصفات الله عز وجل الممنين بما قال الله : أنهم يتوهمون فيها جوارح وأعضاء فقد ادعيت عليهم في ذلك زورا باطلا وانت من اعلم الناس بما يريدون بها إنما يثبتون منها ما أنت له معطل وبه مكذب ولا يتوهمون فيها إلا ما عنى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
ولا يدعون جوارح ولاأعضاء كما تقولت عليهم غير أنك لا تألو في التشنيع عليهم بالكذب ليكون أروج لضلالتك عند الجهال))
وقال الإمام الحافظ ابوالقاسم إسماعيل بن محمد التميمي الطلحي الأصبهاني :((فصل في الرد على الجهمية الذين أنكروا صفات الله عزوجل وسموا اهل السنة مشبهة وليس قول أهل السنة أن لله وجها ويدين وسائر ما أخبر الله تعالى به عن نفسه موجبا تشبيهه بخلقه وليس روايتهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ((خلق الله آدم على صورته))
بموجبة نسبة التشبيه إليهم بل كل ما أخبر الله به عن نفسه واخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حق قول الله حق وقول رسوله حق والله أعلم بما يقول ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم بما قال وإنما علينا الإيمان والتسليم وحسبنا الله ونعم الوكيل))
ختاما قال الحافظ الذهبي تعليقاً على قول مالك:
” وقول مالك هو قول أهل السنة قاطبة وهو أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها“ [العلو للذهبي 104]
اما عن تلك الاسئلة المتهافتة فقد جاء جوابها في سؤال وجه للعلامة البراك مفاده ((إن السؤال عن معاني هذه الكلمات عي، لأنه إنما يكون هذا السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالسمع والوجود واليد والرجل والساق والرضا والغضب كلمات واضحة جلية للسامع وأئمة الأشاعرة لما أرادوا أن يوضحوا الواضح اضطربوا في هذا غاية الاضطراب حتى أن الغزالي في المنخول ص94 بعد أن زيف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال: ((والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم))إلخ ما قال وأمثال هذه النصوص عن هؤلاء كثيرة . أما كيفية هذه الصفات وكنهها فهو مجهول لنا ولعل السائل إنما يسأل عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى للتلبيس.
أما المعاجم فإما أن تعطي بالنسبة لهذه الألفاظ الواضحات:
1- مفردة مرادفة للمعنى الكلي لـ "اللفظ" المراد البحث عن معناه أو ما يضاده في المعنى كأن يقال "القدم" هي "الرجل" و "العلم" هو "الإدراك" و"الرضا" ضد "الغضب" واللفظ المستفاد هنا كما هو واضح إما أن يكون أخفى من اللفظ الأول أو أنه مساوي له في الظهور وهنا سيعيد هذا السائل السؤال بالنسبة لمعنى اللفظ الآخر .
2- أو تعطي هذه المعاجم بعض الأمثلة من حقائق هذا المسمى في الخارج لتقرب معناه الكلي من الذهن لكن لا يجوز أن يعتقد قط بأن كيفية صفات الله سبحانه تماثل كيفية صفات المخلوقين المذكورة تعالى الله سبحانه عن كل نقص وعيب.
فإن قيل فما هو المعنى المشترك لصفات ربنا سبحانه والذي قلتم بأنه واضح وجلي للسامع و الذي فارق به أهل السنة المفوضة المبتدعة قيل هو المعنى المتبادر الذي يفهم من خلاله أحكام الصفة والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها و آثارها ويفهم من خلاله -ولولاه لما فهمناهذا-ما يقارب اللفظ في المعنى وما يرادفه وما يضاده ونحو هذا. وهذا المعنى هو الذي يُفهم من لفظة الصفة في سياقها الوارد ويفهمه كل من سلمت فطرته من تغيير ممن يفهم بتلك اللغة "))
وقد عقب الشيخ بقوله ((الذي أرى أنه جواب سديد، ومداره على أن هذه الصفات المسؤول عنها واضحة المعنى مفهومة وأنها أوضح من كثير مما تفسر به، كما ورد الاستشهاد بذلك بما قال الغزالي في العلم، ويمكن أن يقال مثله في الحياة والمحبة والرحمة والفرح، ولهذا يلجأ بعض أهل اللغة أصحاب المعاجم إلى تفسيرها بذكر أضدادها، أو يقولون: معروف.
والموردون للسؤال من الأشاعرة عليهم أن يوردوا هذا السؤال على أنفسهم فيما أثبتوه فما يجيبون به هو جوابنا عن هذا السؤال فيما نفوه، فإن كان ما أثبتوه لله من الحياة والقدرة والسمع والبصر أثبتوها بمعانيها المعقولة المفهومة على الوجه اللائق به سبحانه، والمعقول من معاني هذه الأسماء أن الحياة ضد الموت، والعلم ضد الجهل، والقدرة ضد العجز، والسمع ضد الصمم، والبصر ضد العمى، فليقولوا مثل ذلك في سائر ما نفوا من صفات الله، سواء كانوا من أهل التأويل أو التفويض، وهذا هو المطلوب.
وإن نفوا ما نفوا من الصفات فراراً من محذور فما زعموه لازماً من إثبات تلك الصفات هو لازم لهم فيما أثبتوه فلابد لهم من إثبات الجميع لله على ما يليق به أو نفي الجميع وحينئذ يخرجون عن مذهبهم المضطرب إما إلى الحق المستقيم، أو إلى ما هو أبطل مما ذهبوا إليه، ومن أراد الحق واجتهد في طلبه وتحريه هدي إليه، "فمن تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق فإن الله لايخلف الميعاد، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)".
أما المعنى المشترك فهو القدر الذي يثبت لكل من يصدق عليه الاسم العام، ويسمى المتواطئ لأن أفراده تتفق في معناه إما مع التساوي أو مع التفاوت، فالأول كالإنسان فإنه اسم للنوع البشري. والثاني كالنور فإنه يصدق على نور الشمس، ونور السراج الضئيل، ومن هذا القبيل لفظ الوجود والموجود فإنهما يصدقان على كل وجود وكل موجود مع التباين العظيم كما في وجود البعوضة والعرش، وأعظم من ذلك التباين بين وجود الواجب ووجود الممكن، فالقدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق فالوجود ضد العدم، والموجود ضد المعدوم، فهذا القدر لايختلف فيه موجود وموجود أو وجود ووجود والله أعلم.))
......................
مابين مزدوجين ليس من كلامي

algeroi
02-03-2009, 01:25 PM
"خُوَيْز مَنْدَاد" بالدال المهملة ينقل شواذ عن سيّدنا الإمام مالك ؛ تكلّم فيه أئمّة المالكية :

قال حافظ الأمة ابن حجر العسقلاني الأشعري في [ "لسان الميزان" الجزء السابع صفحة 359 ، اعتناء العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله طبعة "مكتب المطبوعات الإسلامية" ] :
محمد بن علي بن إسحاق بن أبو بكر خُوَيْز مَنْدَاد ، و يقال : خُوَاز مَنْداد ،الفقيه المالكي البصري ، يكنى أبا عبد الله ، هذا الذي رجحه عياض.

وأما الشيخ أبو إسحاق فقال في "الطبقات" : محمد بن أحمد بن عبد الله بن خُوَاز منداد ، يكنى أبا بكر ، تفقه بأبي بكر الأبهري ، وسمع من أبي بكر بن داسة ، وأبي إسحاق الهجيمي ، وغيرهما.

وصنف كتبا كثيرة. منها : كتابه الكبير في الخلاف ، وكتابه في أصول الفقه ، وكتابه في أحكام القرآن.

وعنده شواذ عن مالك ، واختياراتٌ وتأويلات ،لم يعرِّج عليها حُذَّاق المذهب ، كقوله : إن العبيد لا يدخلون في خطاب الأحرار ، وإن خبرَ الواحد يفيد العلم ، وإنه لا يُعْتَق على الرجل سوى الآباء والأبناء.

وقد تكلَّم فيه ابن الوليد الباجي . ولم يكن بالجيّد النظر ، ولا بالقويِّ في الفقه ، وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يُشْهَد جنازة متكلِّم ، و لا تجوز شهادتُهم ، و لا مناكحتُهم ، ولا أمانتهم.

و طعن ابنُ عبد البر فيه أيضاً ، وكان في أواخر المائة الرابعة. انتهى بحروفه

فتأمّل !

يعني .. ليس منها عقيدته .. ثم هل نقل الحافظ ابن عبد البر كلامهليرده ام نقله نقل المقر ؟؟؟؟ .. تأمل

icer
02-03-2009, 01:39 PM
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي الكريم..
كلنا لا نحب نقاش مواضيع العقيدة..
لكن لا نستطيع السكوت على ادعاءات لا صحة لها !!
الموضوع: هكذا علّمتني عقيدتي: الله تعالى فوق السموات
أنا وضعته ، و لكن البعض استعمله للسبّ و الشتم
و الآن يقول أنه تمكن من اظهار "بطلان" عقيدة أهل السنة و الجماعة..

كيف تسمي هذا؟

[الله أعلم لماذا حذف الأخ حكيم ردوده؟؟]

يا أختاه ... الأشاعرة اهل السنة و الجماعة على رأي علماء السلفية أنفسهم
و لكن يتهمونهم بالابتداع في موضوع التنزيه.
و الموضوع هنا اثبات و نفي للتهمة ... ان ما ينتفع به في المناظرات
أعظم من دراسة موجهة لكاتب واحد ..

يد العدالة طويلة، القانون فوق الجميع، أثقلت كاهله الهموم

أختاه هناك لبس، على أي محمل نأخذ النص القرآني في صفات المولى عز وجل
المشكل العويص في كل هذا أن الأشاعرة و السلفية قلبهم على الاسلام
و للاثنان مفهومان للنصوص و حججهما معهما .. لنتابع

®عبـ القادر ـد®
02-03-2009, 03:16 PM
والله يــا ghouar من قرأ كل ما تكتب - ان استطاع طبعا- يعطيكـ مرتبة مع الحفَّاظـ لم تترك لنا ولاا كتاب إلاا واستدللتـ به هل كان يعز عليكـ أن تكتب لنا منـــقول أو على الأقل تذكر لنا المصدر حتى يتمكن الغير من الرجوع إليه ؛ وبعد هذا الكم الهاائل من السرد ما خُلاصتكـ في الأخير ؟
أخشى أنهاا تثبيتا لما قد أوردته في أول الموضوع فتكون كمن يدور في سلسلة علية او حلقة مُفرغة

وبعض الشيوخ الذين استدللت بأقوالهم ؛ هل تستطيع ان تنفي عنهم أن بعضهم قال : " إن لله مللا لكن ليس كمللنا "
وقال في موضع آخر : " إن الله يتأذى لكن أذى ليس كأذانا"

اللهم عافنا من النسخ // لصق
الحمد لله على نعمة العقل

GHOUAR
02-03-2009, 04:31 PM
والله يــا ghouar من قرأ كل ما تكتب - ان استطاع طبعا- يعطيكـ مرتبة مع الحفَّاظـ لم تترك لنا ولاا كتاب إلاا واستدللتـ به هل كان يعز عليكـ أن تكتب لنا منـــقول أو على الأقل تذكر لنا المصدر حتى يتمكن الغير من الرجوع إليه ؛ وبعد هذا الكم الهاائل من السرد ما خُلاصتكـ في الأخير ؟




أخشى أنهاا تثبيتا لما قد أوردته في أول الموضوع فتكون كمن يدور في سلسلة علية او حلقة مُفرغة



وبعض الشيوخ الذين استدللت بأقوالهم ؛ هل تستطيع ان تنفي عنهم أن بعضهم قال : " إن لله مللا لكن ليس كمللنا "


وقال في موضع آخر : " إن الله يتأذى لكن أذى ليس كأذانا"



اللهم عافنا من النسخ // لصق


الحمد لله على نعمة العقل




لا تكذب عن الشيخ العثيمين رحمه الله

الإمام إبن عثيمين يثبت صفة الملل على حسب قاعدة أهل السنة –إن كان الحديث يدل عليها-


وقال الإمام ابن عثيمين( رحمه الله ) في شرح رياض الصالحين-باب الاقتصاد في الطاعة-1/463-(دار الكتب العلمية-ط1)


(...يعني أن الله عز وجل يعطيكم من الثواب بقدر عملكم ، مهما داومتم ، فإن الله تعالى يثيبكم علي


وهذا الملل الذي يفهم من ظاهر الحديث أن الله يتصف به ، ليس كمللنا نحن ، لأن مللنا نحن ملل تعب وكسل ، وأما ملل الله عز وجل فإنه صفة يختص به جل وعلا ، والله سبحانه وتعالى لا يلحقه تعب ولا يلحقه كسل ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) (قّ:38) هذه السماوات العظيمة والأرض وما بينهما خلقها الله تعالى في ستة أيام : الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ، قال: (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ) يعني ما تعبنا بخلقها في هذه المدة الوجيزة مع عظمها .)

وفي موقع (بدعي) وجدت هذه الفتوى لابن عثيمين رحمه الله:

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى -:


هل نفهممن حديث: "إن الله لا يمل حتى تملوا" - متفق عليه - أن الله يوصفبالملل؟ فأجاب - رحمه الله تعالى -:
(من المعلوم أن القاعدةعند أهل السنة والجماعة أننا نصف الله تبارك وتعالى بما وصف به نفسه من غير تمثيلولا تكييف. فإذا كان هذا الحديث يدل على أنلله مللاً فإنملل الله ليس كمثل مللنانحن بل هو ملل ليس فيه شيء من النقص أماملل الإنسان فإن فيه أشياء من النقص لأنه يتعب نفسياً وجسمياً مما نزل به لعدم قوةتحمله،وأما ملل اللهإن كان هذا الحديث يدلعليهفإنه ملل يليق به عزّ وجلولا يتضمننقصاً بوجه من الوجوه. "
وفي أحد المنتديات الجيدة نقل عن الإمام ابن عثيمين :
وقد سئل :‏ هل نثبت صفة الملل لله عز وجل‏؟‏فأجاببقوله‏:‏(( جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله‏:‏ ‏(‏فإن الله لا يملحتى تملوا‏)‏ فمن العلماء من قال إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل اللهليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء،أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله علىوجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً‏.‏ ومن العلماء من يقول إنقوله ‏:‏ ‏(‏لا يمل حتى تملوا‏)‏ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن اللهيجازيك عليه فاعمل ما بدا لك فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذافيكون المراد بالملل لازم الملل‏.‏ومنهم من قال ‏:‏ إن هذا الحديث لا يدلعلى صفة الملل لله إطلاقاً لأن قول القائل ‏:‏لا أقوم حتى تقوم لا يستلزم قيامالثاني وهذا أيضاً‏(‏لا يمل حتى تملوا‏)‏ لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل‏.‏‏"‏وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من المللوغيره وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق‏.‏(مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - المجلد الأول)

ونقلا آخر أيضا عن سماحة الإمام محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله في " الفتاوى والرسائل " (1/209) :


(...فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا : من نصوص الصفات ، وهذا على وجه يليق بالباري ، لا نقص فيه ؛ كنصوص الاستهزاءوالخداع فيما يتبادر)

والله أسأل أن يجزي من نقلنا عنهم خير





عَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها- "أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ « مَنْ هَذِهِ » . قَالَتْ فُلاَنَةُ . تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا . قَالَ « مَهْ ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا » . وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ" رواه البخاري ومسلم في الصحيح واللفظ للبخاري
وعنها- أيضا قَالَتْ: " لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، وَكَانَ يَقُولُ « خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا دُووِمَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ قَلَّتْ »وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا" رواه البخاري ومسلم في الصحيح واللفظ للبخاري

GHOUAR
02-03-2009, 06:45 PM
في اللقاء العاشر من لقاءات الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى ، وفي طبعة دار البصيرة (1/300)

س 434 : ما هي عقيدة الأشاعرة ، وهل الإخوان المسلمين عقيدتهم أشعرية ؟
الجواب :

والله لا نعرف عن الإخوان المسلمين ما هي عقيدتهم ، لكن الأشاعرة من خير ما رأيت فيما كتب عنهم رسالة صغيرة للشيخ سفر الحوالي ، تكلَّم فيها بكلام جيِّد وبيَّن فيها مخالفتهم لأهل السُّنَّة والجماعة في الأسماء والصِّفات ، وفي الإيمان وفي الوعيد وفي أشياء كثيرة من أحب أن يطَّلِعَ عليها فإنَّه يستفيد . اهـ

العنوان منهج الأشاعرة في العقيدة


رابط التحميل http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/hwali22.rar)

العنوان الأشاعرة

رابط التحميل http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif << اضغط هنا >> (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/asha_erah-hwali.zip)

®عبـ القادر ـد®
02-03-2009, 11:10 PM
وهذا الملل الذي يفهم من ظاهر الحديث أن الله يتصف به ، ليس كمللنا نحن ، لأن مللنا نحن ملل تعب وكسل ، وأما ملل الله عز وجل فإنه صفة يختص به جل وعلا ، والله سبحانه وتعالى لا يلحقه تعب ولا يلحقه كسل


وفي أحد المنتديات الجيدة نقل عن الإمام ابن عثيمين :
وقد سئل :‏ هل نثبت صفة الملل لله عز وجل‏؟‏فأجاببقوله‏:‏(( جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله‏:‏ ‏(‏فإن الله لا يملحتى تملوا‏)‏ فمن العلماء من قال إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل اللهليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء،أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله علىوجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً‏.‏ ومن العلماء من يقول إنقوله ‏:‏ ‏(‏لا يمل حتى تملوا‏)‏ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل فإن اللهيجازيك عليه فاعمل ما بدا لك فإن الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذافيكون المراد بالملل لازم الملل‏.‏ومنهم من قال ‏:‏ إن هذا الحديث لا يدلعلى صفة الملل لله إطلاقاً لأن قول القائل ‏:‏لا أقوم حتى تقوم لا يستلزم قيامالثاني وهذا أيضاً‏(‏لا يمل حتى تملوا‏)‏ لا يستلزم ثبوت الملل لله عز وجل‏.‏‏"‏وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أن الله تعالى منزه عن كل صفة نقص من المللوغيره وإذا ثبت أن هذا الحديث دليل على الملل فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق‏.‏(مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - المجلد الأول)


حسبنا الله ونعمـ الوكيل

كبرتـ كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلاا كذباً ؛ منذ متى نُثبت في حق الله النُقص والمستحيلااتـ أخشى أن تقول لنا إن الله يمرض لكن مرضه ليس كمرضنا أو أنه يفتقر لكن افتقاره ليس كافتقارنا !!!!

ياا ghouar هذا اعترافكـ أنه قالها ؛ سوف أبحث في هذه المسالة وأوافيكـ بالردود , ولو كانتـ عكس هذه الكلام , يمكننا القول أن نُخرج صاحبـ هذه المقالة من دائرة أهل السنة والجماعة , مثلما فعل آنفا وأخرج النووي والحافظ ابن حجر منها ... .. .

تح ــيااتي

حكيم حبيب
03-03-2009, 12:39 AM
كتاب سفر الحوالي قد تم تبيين تخريفه في كتاب اسمه كفى تفريقا بين الامة باسم السلف حيث اظهر الشيخ الدكتور عمر عبد الله كامل وبالادلة ان سفر الحوالي يجهل غاية الجهل اسس الاشاعرة اهل السنة والجماعة حيث حاول بكل الطرق ان يخرجهم عن دائرة اهل السنة والجماعة ولو عن طريق تعمد الكذب والافتراء عليهم ... ولكن افتضح كذبه وتدليسه. وانه كان يهرف بكلام لااساس له من الصحة ويدل على شدة جهله بالاشعرية واعتماده اسلوب الكذب المفضوح في كتابه البخس الثمن
................
لتحميل كتاب كفى تفريقا للامة باسم السلف..رد على كتاب سفر الحوالي من هنا
تحميل (http://www.okamel.com/books/kafatafreekan.zip)

GHOUAR
03-03-2009, 04:56 PM
حسبنا الله ونعمـ الوكيل

كبرتـ كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلاا كذباً ؛ منذ متى نُثبت في حق الله النُقص والمستحيلااتـ أخشى أن تقول لنا إن الله يمرض لكن مرضه ليس كمرضنا أو أنه يفتقر لكن افتقاره ليس كافتقارنا !!!!

ياا ghouar هذا اعترافكـ أنه قالها ؛ سوف أبحث في هذه المسالة وأوافيكـ بالردود , ولو كانتـ عكس هذه الكلام , يمكننا القول أن نُخرج صاحبـ هذه المقالة من دائرة أهل السنة والجماعة , مثلما فعل آنفا وأخرج النووي والحافظ ابن حجر منها ... .. .

تح ــيااتي



بسم الله الرحمن الرحيم
و الجواب بعون الملك الوهاب :


أن أهل السنة و الجماعة المتبعين لعقيدة السلف الصالح من الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم ينزهون الله تعالى عن أن يشبه شئ من صفاته صفات المخلوقين ، وهذا يدل عليه قوله تعالى : ( ليس كمثله شئ) ، (ولم يكن له كفوا أحد) ، (فلا تضربوا لله الأمثال) .

و في نفس الوقت فهم يثبتون له – جل و علا – كل ما وصف به نفسه في كتابه أو وصفه به سيد الخلق – عليه صلوات الله و سلامه – دون تشبيه أو تمثيل . و هذان الأصلان ( إثبات الصفات و التنزيه عن التشبيه ) هما اللذان سار عليهما أهل السنة و الجماعة .
و رب معترض يقول :

أنا لا أفهم كيف تقول نثبت الصفات و في نفس الوقت تنفي التشبيه ! هذه سفسطة و مغالطة لا تخفى على أحد ؛ فأنت إن أثبت لله يدًا فلا يخطر ببالي سوى يد بها أصابع و عظم و عروق ، و لا أدري كيف يكون لله يد لا تشبه أيدي مخلوقاته !!
و الجواب بعون الملك الوهاب :

أولا :
اتفق جميع أهل الملل أن الله عالم قادر سميع بصير ، و هم مع ذلك لا يقولون أن علم الله كعلم أي من مخلوقاته كمًا أو كيفًا ، و لا أن قدرة الله كقدرة أي من مخلوقاته كمًا أو كيفًا ، و لا أن سمع الله كسمع أي من مخلوقاته ، و لا أن بصر الله كبصر أي من مخلوقاته . فلم يستلزم إثبات هذه الصفات أي تشبيه ، أليس كذلك ؟!
إذن من الطبيعي أن نتبع نفس المنهج مع كل ما أثبته الله لنفسه ، و هذا مما يقتضيه العقل و المنطق .

و كذلك نحن جميعًا نثبت لله ذاتًا حقيقية و موجودة ، و في نفس الوقت لا نشبهها بذواتنا المخلوقة . فأولى بنا أن نتبع نفس المنهج و الأسلوب في إثبات الصفات كلها ، أليس كذلك ؟!

فكما أن ذاته حقيقية لا تشبه الذوات ؛ فهي متصفة بصفات حقيقية لا تشبه الصفات ، وكما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، كذلك إثبات الصفات

و هذا هو منهج أهل السنة و الجماعة مع كل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به نبيه – صلى الله عليه و سلم – فهم يثبتون الصفة فقط و لا يثبتون المثل الموجود في المخلوقات .
ثانيًا :
كيفية الصفة تختلف حتمًا باختلاف الموصوف ، فأنت مثلاً عندما تقول أن زيدًا حي يتبادر إلى ذهنك أن الحياة في زيد عبارة عن سريان الدم في الأوعية الدموية و ضربات القلب و تردد الأنفاس . و لكن عندما تقول أن النبات حي فلا يتبادر لذهنك نفس المتبادر من نفس الصفة عند إثباتها لزيد . و لا يقول أحد أن في وصف النبات بالحياة تشبيه له بزيد ، فهذا من الهراء الذي لا يخطر على عقل بشر .

لذا فنحن عندما نقرأ في القرآن أن لله وجهًا أو يدًا أو عينًا لا يتبادر إلى أذهاننا نفس الأعضاء أو الجوارح المخلوقة ، بل يتجه تفكيرنا لوجهة أخرى تثبت هذه الصفات – و ليس الأعضاء لأن الله منزه عن الأعضاء و الأجزاء – بما يليق بكمال الله و جلاله تعالى عما يصفون .

GHOUAR
03-03-2009, 05:13 PM
حسبنا الله ونعمـ الوكيل

كبرتـ كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلاا كذباً ؛ منذ متى نُثبت في حق الله النُقص والمستحيلااتـ أخشى أن تقول لنا إن الله يمرض لكن مرضه ليس كمرضنا أو أنه يفتقر لكن افتقاره ليس كافتقارنا !!!!

ياا ghouar هذا اعترافكـ أنه قالها ؛ سوف أبحث في هذه المسالة وأوافيكـ بالردود , ولو كانتـ عكس هذه الكلام , يمكننا القول أن نُخرج صاحبـ هذه المقالة من دائرة أهل السنة والجماعة , مثلما فعل آنفا وأخرج النووي والحافظ ابن حجر منها ... .. .

تح ــيااتي



بسم الله الرحمن الرحيم

اقول اهل العلم الربانيين
قال الشهرستاني :
فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث مثل مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان وسلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة ولا نتعرض للتأويل بعد أن نعلم قطعاً أن الله عز وجل لا يشبه شيئاً من المخلوقات وأن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه ومقدره .
( الشهرستاني ، الملل و النحل ص604 )

وقال ابن خزيمة في كتابه (التوحيد) :
فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز واليمن والعراق والشام ومصر مذهبنــا: أن نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا ونصدق بذلك في قلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين وعز ربنا أن نشبهه بالمخلوقين ، وجل ربنا عن مقالة العاطلين وعز أن يكون كما قال المبطلون .
( ابن خزيمة ، التوحيد و إثبات صفات الرب ص10 )

ال ابن قدامة المقدسي :
وعلى هذا درج السلف والخلف رضي الله عنهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها ضلالات .
( ابن قدامة المقدسي ، لمعة الاعتقاد ص4 )

وقال ابن عبدالبر :
أهل السنن مجمعون على الإقرار بهذه الصفات الواردة في الكتاب والسنة ، ولم يكيفوا شيئاً منها .
( ابن حجر العسقلاني ، فتح الباري ج13 ص407 )

وقال الإمام الترمذي في سننه في باب فضل الصدقة :
ما ثبت بهذه الروايات فنؤمن بها ولا نتوهم ولا يقال كيف هذا ، هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أَمِرُّها بلا كيف ، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة .
( سنن الترمذي ج3 ص87 )

قال شيخ الإسلام في التدمرية :
القولُ في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر , فإن ما أثبت من الصفات على وجهٍ يليق بالله عز وجل , يلزمك الباقي على هذا الوجه اللائق بالله .
( ابن تيمية ، العقيدة التدمرية ص46 و كذلك مجموع الفتاوى ج5 ص212 )

و قال في الجواب الصحيح :
ومن فرق بين صفة وصفة ، مع تساويهما في أسباب الحقيقة والمجاز ؛ كان متناقضاً في قولـه ، متهافتاً في مذهـبه ، مشابهاً لمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض .
( ابن تيمية ، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ج3 ص145 و كذلك مجموع الفتاوى ج9 ص290 )
يقول شيخ الإسلام :
إن الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات , فكما أننا نُثبت لله ذاتاً لا تُشبه ذوات المخلوقات , فيجب أن نثبت كل ما ثبت في الكتاب والسنة من الصفات دون أن يكون فيها مشابهةٌ للمخلوقات .
( العقيدة التدمرية ص31 )

قال العلامة الشنقيطي :
ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ). ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.
إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأكل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفي عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم من الله (سبحانك هذا بهتان عظيم). من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون .
( محمد الأمين الشنقيطي ، منهج و دراسات لآيات الأسماء و الصفات ص3 )


و قال شارح الطحاوية في شرحه لقول الإمام الطحاوي (ولا يشبه الأنام) :
ولكن المشهور من استعمال هذا اللفظ عند علماء السنة المشهورين : أنهم لا يريدون بنفي التشبيه نفي الصفات ، ولا يصفون به كل من أثبت الصفات . بل مرادهم أنه لا يشبه المخلوق في أسمائه وصفاته وأفعاله ، كما تقدم من كلام أبي حنيفة رحمه الله " أنه تعالى يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا ". وهذا معنى قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) . فنفى المثل وأثبت الصفة .
( ابن أبي العز الحنفي ، شرح العقيدة الطحاوية ص26 )

قال الصابوني في عقيدته :
أصحاب الحديث، حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم، يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلته العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسم، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله عز من قائل: (يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله، ولا يكيفونهما بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة، خذلهم الله، وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف، ومن عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

تفبل تحيات

عبد الله ياسين
04-03-2009, 12:41 AM
أما ما سقته من أقوال الأشعرية او من عرف بالميل إليهم فلا دلالة فيه وقد ذكرتني بقولهم : من يشهد للعروس ؟!! أمها وخالتها وعشرة من بنات حارتها !! أضحك الله سنك


الأضحك منه مثلك ((( السَّمْج !!! ))) !!!

يا مسكين ؛ كلامك :
(1) ليس في محلّه !!!
و
(2) لا يليق في مثل هذا المقام !!!
و
(3) لا لمعناه هنا أساسٌ من الصحة !!!
لأنّ مثل الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام النووي و معهم جمهور علماء الإسلام ؛ اتبعوا عقد الأشعري عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.

و لو اطّلعت على تقريرات هؤلاء الأئمة في بيان أصول العقائد ؛ لخجلت من نفسك و من سياقة مثل هذه الترهات المُضحكة في كلامك الباطل هذا...!

فهؤلاء الأئمة ينفون التقليد في أصل العقيدة ؛ فكيف بربك تجعلهم أنت و زمرتكَ - هداكم الله - : كطّراطير - حاشاهم - يتبعون وفق مبدأ " اتبعني و أغمض عينيك !!! " أو بالمثل الشائع : " تَبَّعْ وَ قُلْ بَعْ !!!" لا حول لهم و لا قوة ؛ أسرتهم العاطفة الفياضة لنصرة الإمام الأشعري و من نصرو أمره من الأئمة ؛ فاعتقدو عقيدته و نصرو أمره تمامًا كما تفعل النّسوان مع بناتها !!!

كلام باطلٌ عاطلٌ !

قاعدة @ :
أئمّة الإسلام اتبعوا عقد الأشعري عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.

قاعدة للحفظ !

®عبـ القادر ـد®
04-03-2009, 01:10 AM
سرت مشرقا وسارت مغربة
شتَّان بين مُشرِّق ومغرِّبـ

أتمنى ياا فاضل انَّكـ تفهم ما تنسخه وقبلها أنَّكـ فهمت اثباتـ صفة الملل في حق الله ؛ جاوبني على الآتي :
هل نُثبتـ هذه الصفات في حق الله تعالى
" يا بن آدم مرضت فلم تعدني " الحديث // هل نستطيع القول ان الله يتصف بالمرض ؟؟
" يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر " الحديث // هل يصح ان تقول الله يتعرض للاذى من ابن ادم ؟؟

انتظر جوابكـ ياا فااضل

عبد الله ياسين
04-03-2009, 01:28 AM
لو تدبرت- دليل على وجود تيار قوي مناوىء لتلك الفرقة الحادثة التي سميت فيما بعد بالاشعرية والحق انه لولا قوة السلاح واراقة الدماء لما كتب لهذا المذهب الشاذ الانتشار
يقول المقريزي في "المواعظ" (4\160):
«وحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري. وصار يحفّظها صغار أولاده. فلذلك عقدوا الخناصر وشدّوا البنان على مذهب الأشعري، وحملوا في أيام مواليهم كافة الناس على التزامه. فتمادى الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب، ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك (يقصد المماليك). واتفق مع ذلك توجه أبي عبد الله محمد بن تومرت أحد رجالات المغرب إلى العراق، وأخذ عن أبي حامد الغزاليّ مذهب الأشعريّ. فلما عاد إلى بلاد المغرب وقّام في المصامدة يفقههم ويعلمهم، وضع لهم عقيدة لقفها عنه عامّتهم. ثم مات فخلفه بعد موته عبد المؤمن بن عليّ الميسيّ وتلقب بأمير المؤمنين، وغلب على ممالك المغرب هو وأولاده من بعد مدّة سنين، وتسموا بالموحدين! فلذلك صارتّ دولة الموحدين ببلاد المغرب تستبيح دماء من خالف عقيدة ابن تومرت. إذ هو عندهم الإمام المعلوم المهديّ المعصوم. فكم أراقوا بسبب ذلك من دماء خلائق لا يحصيها إلاّ اللّه خالقها سبحانه وتعالى، كما هو معروف في كتب التاريخ. فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعريّ وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نُسي غيره من المذاهب وجُهِلَ، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه. إلاّ أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل رضي اللّه عنه، فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف: لا يرون تأويل ما ورد من الصفات. إلى أن كان بعد السبعمئة من سني الهجرة، اشتهر بدمشق وأعمالها: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحكم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانيّ. فتصدّى للانتصار لمذهب السلف، وبالغ في الردّ على مذهب الأشاعرة، وصَدَعَ بالنكير عليهم وعلى الرافضة وعلى الصوفية » انتهى

تابع ما يلي : (1) هل اتّبع الحافظ ابن حجر العسقلاني عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(2) هل اتّبع الإمام النووي عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(3) هل اتّبع الإمام هبة الله الحافظ ابن عساكر عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(4) هل اتّبع سلطان العلماء و بائع الأمراء العزّ بن عبد السلام عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(5) هل اتّبع الإمام الشاطبي عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(6) هل اتّبع أئمّة " الأزهر الشريف " عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(7) هل اتّبع أئمّة " جامع القيروان " عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(8) هل اتّبع أئمّة " جامع الزّيتونة " عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(9) هل اتّبع أئمّة " ديوبند " عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(10) هل اتّبع أئمّة " جامع القرويين " عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!

(11) هل اتّبع أئمّة الإسلام منذ عقودٍ من زمنية و أحقابٍ تاريخية ؛ عقد الأشعري بعلم و قناعة أم ((( تحت وطأة السيف كما تهرف !!!))) ؟!!!
...؟!!!

هُراء لا ينطلي زيفه حتى على الصّبيان !

قُلتُ لك فيما مضى :

مُحاولة تجريم الأشعرية بفعل المُنتسبين إليها مُحاولة يائسة و مناورة بائسة ! فما ذنبُ الأشعرية يا مسكين إذا انتسب اليها من لا يراعي حدود الله في تطبيقها ، هل اللّوم موجّه للجاني أم المنهج الذي ينتسبُ اليه ؟!!!

و لو عالجنا الأمور بمنطقك الهش لسقطت شريعة الإسلام إذ الحكّام الطغاة يدّعون الإمتثال لشرع الله في حين يعيثون في الأرض فساداً ؛ و هل ستقدح في عقيدة الإسلام إذ انتسب اليها مثل الطاغية الحجّاج ؟!!!

اقرأ و تعلّم :

قال العلامة المؤرّخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري تحت فصل "القول في مذاهب أهل المغرب أصولا و فروعا و ما يتبع ذالك" في كتابه [ "الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى" ؛ الجزء الأوّل صفحة 64 ] :
...فهذا حال أهل المغرب في الفروع و أما حالهم في الأصول والإعتقادات فبعد أن ظهرهم الله تعالى من نزعة الخارجية أولاً والرافضية ثانياً أقاموا على مذهب أهل السنة والجماعة مقلدين للجمهور من السلف رضي الله عنهم في الإيمان بالمتشابه - { و السلفية المُعاصرة تدعي أنّ الصفات الخبرية من المُحكم الذي يُعرفُ معناه !!! } - وعدم التعرض له بالتأويل مع التنزيه عن الظاهر - { و السلفية المُعاصرة تدّعي أنّ الصفات على ظاهرها لذالك تُفسّر الإستواء بالإستقرار و الجلوس !!! و هل ظاهر الإستواء غير الإستقرار ؟!!! ؛ فهم كانوا ينزهون الله تعالى تماما عن الظاهر اللغوي بغض النظر عن التفريق بين المعنى و الكيف و ليس كما تدندن السلفية المُعاصرة !!! } - وهو و الله أحسن المذاهب وأسلمها ولله در القائل :

عقيدتنا أن ليس ممثل صفاته **** ولا ذاته شيء عقيدة صائب
نُسلّم آيات الصفات بأسرها **** و أخبارها للظاهر - {أي لا يزيد على ظاهر النص و هو التلاوة فقط } - المتقارب
و نؤيس عنها كنه فهم - { و السلفية المعاصرة تدّعي فهم المعنى !!! } - عقولنا **** وتأويلنا فعل اللبيب المراقب
ونركب للتسليم سفناً فإنها **** لتسليم دين المرء خير المراكب


و استمر الحال على ذلك مدة إلى أن ظهر محمد بن تومرت مهدي الموحدين في صدر المائة السادسة فرحل إلى المشرق وأخذ عن علمائه مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري و متأخري أصحابه من الجزم بعقيدة السلف مع تأويل المتشابه من الكتاب والسنة وتخريجه على ما عرف في كلام العرب من فنون مجازتها وضروب بلاغتها مما يوافق عليه النقل و الشرع و يسلمه العقل والطبع - { أحد مذهبي الأشاعرة و هو التأويل } - ثم عاد محمد بن تومرت إلى المغرب و دعا الناس إلى سلوك هذه الطريقة و جزم بتضليل من خالفها بل بتكفيره وسمى أتباعه الموحدين تعريضاً بأن من خالف طريقته ليس بموحد وجعل ذلك ذريعة إلى الإنتزاء على ملك المغرب حسبما تقف عليه مفصلاً بعد إن شاء الله لكنه ما أتى بطريقة الأشعري خالصة بل مزجها بشيء من الخارجية والشيعية حسبما يعلم ذلك بإمعان النظر في أقواله وأحواله خلفائه - { حال محمد بن تومرت ! } - من بعده و من ذلكالوقت أقبل علماء المغرب على تعاطي مذهب الأشعري وتقريره وتحريره درساً وتأليفاً إلى الآن - { ارتضاه جمهور علماء الأمة و المغرب الإسلامي منذ قرون و لا تجتمعُ أمة الإسلام على ضلالة لمدة عقود من زمن ؛ فما بالك بجمهرة علمائها !!! } - و إن كان قد ظهر بالمغرب قبل ابن تومرت فظهوراً ما والله أعلم. انتهى بحروفه (ما بين - { } - من زيادة الفقير.)

قاعدة @ :
الحكم على المنهج لا يتعلّق بسيرة الأفراد المُنتسبين إليه.

قاعدة أخرى للحفظ !

®عبـ القادر ـد®
04-03-2009, 01:30 AM
ياا ghouar كلامك الذي انطلقت منه تعال به وقارنه مع ما ساكتبه لكـ :
كتاب شرح العقيدة الواسطية دار الثريا السعودية :
يقول صفحة 89 فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة , إن الله له وجه وله عين وله يد وله رجل لكن لا يلزم من ان تكون هذه الاشياء مماثلة للانسان فهناك شيء من الشبه لكنه ليس على سبيل المماثلة .

يقول لك هناك شبه لكن الاعضاء فيما بين الخالق والمخلوق ليست متماثلة

الصفحة 90 : ثالثا ان نفي الشبه على الاطلاق غير صحيح لان ما من شيئين من الاعيان او من الصفات الا وبينهما اشتراك من بعض الوجوه والاشتراك نوع من التشبيه فلو نفيت التشبيه مطلقا لكنت نفيت كل ما يشترك بين الخالق والمخلوق في شيء ما .

في كتاب فتاوي العقيدة دار الجيل مكتبة السنة صفحة 52 : " هل يوصف الله بالخيانة والخداع ؟ "
قال : أما الخيانة فلا يوصف الله بها لأنها ذم
أما الخداع فهو كالمكر يوصف الله تعالى به حين يكون مدحا

تصور الخداع ياتي احيانا للمدح !!!!

سأتوقف عند هذا الحد ؛ وابحث في هذا الكلاام وقس درجة خطورته في العقيدة .

انتظر ردَّكـ ياا غاالي

عبد الله ياسين
04-03-2009, 05:30 AM
algeroi :

كلام ابن المبرد ؛ عليه عدّة مآخذ و مماسك ... و على عُجالة نسرد لك بعض منها :
(1) تصنيفه للعلماء الذين حشرهم في زمرة المُخالفين للعقيدة الأشعرية ؛ يعوزه الدّليل و يفتقر للتّأصيل ! فجلّ عمدته عبارات من مثل : " رُوي عنه ثلب الأشعري " و نحوه ؛ و معلوم أنّ ((( رُوي !!!)) من صيَغ التمريض التي لا تليق في مقام تقرير الأمور العَقَدية.

(2) حشره لثلّة لا بأس بها من أئمّة الأشاعرة بل نظّارهم في قائمة المُخالفين لعقد الأشعري ؛ كالحافظ الدّارقطني و الحافظ الخطّابي و أشعريّتهم أشهر من نار على علم !

(3) تصنيفه العلماء الذين ذمو علم الكلم على أنّهم أعداء للأشاعرة !!! ؛ و هو خطأ محض !!!؛ فلا يوجد لزومية بين هذا و ذاك ؛ فقد ذمّ خاتمة الحفّاظ جلال الدّين السّيوطي علم الكلام في بعض فتاويه و مع ذالك فهو أشعريٌّ قُحّ ! ؛ و قُل نفس شيء عن ابن حزم الظّاهري الذي ذمّ الأشاعرة مع أنّه موافقٌ لهم في جلّ أصولهم و قد علّل أهل العلم ذالك بأنّ ابن حزم لم يطّلع على أصولهم !
فتحرير عقيدة عالم ما يتعلّق بدراسة و استقراء كلّ مؤلّفاته ؛ و عرضها على أصول العقيدة الأشعرية ؛ ثمّ بعدها تأتي : " المُخالفة " أو " المُوافقة " !

و يتأكّد بل يتوجّب في مثل هذه المسائل ؛ التعالي عن بناء أحكام من خلال كلام العلماء بعضهم في بعض خاصّة إذا كان هذا الذمّ غيرُ معلّلاً ؛ كما هو الحال هنا !

و سأكتفي بزيادة ممسكين خطيرين :
الأوّل: " ابن المبرد " - سامحه الله - يستنصرُ بآراء من يتّهم الإمام أبى الحسن الأشعري بـ ((( الزندقة !!!))) !!! :

٣٠ ـ و منهم : الجنيد بن محمد الخطيب ، كان إمـاما ، و كان يشهد على الأشعري بالزندقة(١) !
).


بالله عليكم ؛ هل هذا كلام علميّ أم هو تهجّم عريّ ؟!!!

ثمّ :

أوليس شيوخكم قد ادّعو أنّ الشيخ أبى الحسن الأشعري عاد في آخر عمره الى (((مذهب السنة !!!))) ؛ صح ؟!!!
جيّد :

بالله عليكم كيف تباركون ((( زندقة !!!))) الإمام الأشعري من جهة ؛ و تهرفون بأنّه تاب عن ((( التعطيل !!!))) و رجع في آخر عمره الى مذهبكم كما يدّعي شيوخكم ؟!!!
الثاني :" ابن المبرد " - غفر الله له -يستنصرُ بآراء من ((( يلعن !!!))) السّادة الأشاعرة حملة دين الله إلينا !!! :

قـال أبـو بكر المقرئ(١): كـان يلعنهم كل يوم ، بعد صلاة الغداة ، في المحراب ، في الجَمْع ، و هم يُؤمّنون(٢)!



هل تبيح لنفسك : لعن الحافظ ابن حجر و الإمام النووي و الحافظ ابن عساكر و كلّ شرّاح صحيح البخاري و كلّ شرّاح صحيح مسلم و شرّاح السنن و ...إلخ ؟!!!

إن قُلتَ :

(1) نعم ، قلنا لك : سلامٌ عَليكُم لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِين !

(2) لا ، قُلنا لك : ما فائدة ترويجك للعن السادة الأشاعرة إن كنتُ غيرُ موافق للقائل ؟!!!
نعوذ بالله من التعصّب !

قاعدة @ :
تحرير عقيدة عالم ما يتعلّق بدراسة و استقراء كلّ مؤلّفاته ؛ و عرضها على أصول العقيدة الأشعرية ؛ ثمّ بعدها تأتي : " المُخالفة " أو " المُوافقة " !

و يتأكّد بل يتوجّب في مثل هذه المسائل ؛ التعالي عن بناء أحكام من خلال كلام العلماء بعضهم في بعض خاصّة إذا كان هذا الذمّ غيرُ معلّلاً .

قاعدة أخرى للحفظ !

®عبـ القادر ـد®
04-03-2009, 05:41 AM
يـــا عبد الله لاافض فوكـ ولاا عاش شانئوكـ
وما درجة خبث هذا الفكر الذي يتقربون فيه إلى الله بلعن من خالفهمـ ثم يحملون فوق ظهروهم ما لا يفقهون نحو : " البدعة طريقة في الدين مُخترعة تضاهي الشرعية ..."

لكـــن ؛ يـــقال : الملطخ بالعذرة لاا يخطب ابنة الملكـ و الناس هؤلاء ينقصهم مبدأ التخلية قبل التحلية !!!

عبد الله ياسين
04-03-2009, 06:18 AM
[/size][/font]

تقصد .. السواد الاعظم من المتاخرين .. فقد اعترف الحافظ ابن عساكر وهو من الاشاعرة بهذه الحقيقة الصارخة اذ يقول في التبيين ص 331
(فان قيل ان الجم الغفير في سائر الازمان واكثر العامة في جميع البلدان
لا يقتدون بالاشعري ولايقلدونه ولا يرون مذهبه وهم السواد الاعظم وسبيلهم السبيل الاقوم .. )
وعلق ابن المبرد على هذا الكلام بقوله
(وهذا الكلام يدل على صحة ما قلنا وانه في ذلك العصر وما بعده كانت الغلبة عليهم وبعد لم يظهر
شانهم) ص 2283



أمّا هذه :(1) يكفي أن كل أهل التفسير مؤوّلة أو مُفوّضة ما عدا تفسيرين فقط من تفاسير المُعاصرين ، و هذا باعتراف شيوخكم فتدبّر ! كما أنّ معظم المشتغلين بعلم الرواية و الدراية و شراح الأحاديث و فقهاء المذاهب الأربعة و علماء التراجم و التاريخ و الأصول و الفقه كانوا و لا يزالون أشاعرة و كذالك المدارس الإسلامية كالأزهر و ديوبند الهند و القيروان و الزيتونة.

(2) أنصحك أن تسوق كامل كلام الحافظ ابن عساكر الأشعري عوض القراءة المُجزّأة و لتربط بعضه ببعض حتى تتّضح لك الصّورة.

(3) قال الحـافظ ابن عساكر حيث يقول [ تبيين كذب المفتري صفحة 410] :
و أكثر العلماء في جميع الأقطار عليه - يقصد مذهب الأشاعرة - و أئمة الأمصار في سائر الأعصار يدعون إليه و منتحلوه هم الذين عليهم مدار الأحكام و إليهم يُرجع في معرفة الحلال والحرام و هم الذين يُفتون الناس في صعاب المسائل و يُعتمد عليهم الخلق في إيضاح المشكلات و النوازل و هل من الفقهاء من الحنفية و المالكية و الشافعية إلا موافق له أو منتسب إليه أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله أو مُثنٍ بكثرة العلم عليه.انتهى
ما هو تفسيرك لاتّباع جمهور علماء الإسلام و ليس العوام و السذّج ؛ لعقد الأشعري منذ قرون زمنية ؟!!!

أعد هذه الفقرة :
(1) ((( منذ قرون )))

و :

(2) ((( علماء الإسلام )))

لاحظ :

(3) ((( كلامنا عن العلماء و ليس عن العوام و السذّج !!!!!!)))

يدينون لله :

(4) ((( عن دراية و علم )))

بـ :

(5) ((( عقد الأشعري )))
هل فهمت !

عبد الله ياسين
04-03-2009, 08:21 AM
انقل القصة كاملة لتعلم بان الحجة قائمة عليك ..

تفضّل و اكشف لنا ما خفي !

algeroi
04-03-2009, 11:29 AM
أوّلاً : فيما يخصّ مرور الأشعري بثلاث مراحل و نقل الحافظ ابن كثير ؛ فكحّل مُقلتيك بالموضوع : معتقد الآشاعرة وأثره السيء على المجتمعات الإسلامية (http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=479239&postcount=31)

كلامك عن موقف الزبيدي من الأشاعرة وغيره لا متعلق له بمحل المباحثة وحسبك منه أنه نقل كلام الحافظ ابن كثير ولم يعقب بشىء دلالة على إقراره والموضوع أسفله رد على مشاركتك هناك ... وشكرا



كما يعلم كل مطّلع على الاتجاهات الفكرية والعقدية فإنّ الأشعري رحمه الله قد مرّ في حياته بأطوار عديدة تركت آثارها العميقة في مؤلفاته وأتباعه فقد كان رحمه الله على معتقد المعتزلة ثمّ تركهم وسلك طريق ابن كلاب ليستقرّ أمره بعد ذلك على البراء من كلّ ما خالف عقيدة الإمام احمد رحمه الله وهي عقيدة الأئمة من قبله كما هو معلوم رغم ما شاب هذه العودة من رواسب عقدية للمذاهب التي تبناها طوال مسيرته العلميّة إذ ألّف رحمه الله كتاب الإبانة في أواخر حياته وقرر فيها حقيقة مذهبه وما إنتهى إليه خلال رحلته الطويلة بحثا عن الحق هذا المذهب الذي أناخ بضلاله على جميع مؤلفاته في تلك الفترة الحساسة من حياته فأي مطّلع على مقالات الاسلاميين أو رسالته إلى أهل الثغر يجزم أنها قد كتبت على نفس المنهج ويظهر فيها نفس النفس السلفي الذي رفضه ويرفضه هؤلاء المتأخرون ممن ينتسب لهذا الأمام وهو على غير نهجه
و يمكن الإستدلال على ثبوت هذه المرحلة الأخيرة أي مرحلة العودة إلى السنّة بالعديد من المعطيات والشواهد منها:
أولا- أنها مرحلة قد أثبتها العديد من المحققين وعلى رأسهم الحافظ إبن كثير رحمه الله وهو من هو في التحقيق وسعة الإطّلاع :
يقول رحمه الله كما جاء في طبقات الشافعية (وقد نقلها المرتضى الزبيدي في الإتحاف دون تعقيب) :
((ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها حال الانعزال التي رجع عنها لا محالة.
والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك .
والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً.))
وأشار إلى هذه الحقيقة عالم محقق آخر وهو الحافظ الذهبي رحمه الله فقد جاء في السير قوله :
((قلت رأيت لأبي الحسن أربعت تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها تمر كما جاءت ثم قال و بذلك أقول وبه أدين ولا تؤوّل))
ونصّ عليها رحمه الله في كتابه (العرش) قائلا : ((ولد الاشعري سنة ستين ومائتين ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله وكان معتزليا ثم تاب ووافق أهل الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك وأنّه موافق لهم في جميع ذلك فله ثلاثة أحوال :حال كان معتزليا وحال كان سنيا في بعض دون البعض وحال كان في غالب الأصول سنيا وهو الذي علمناه من حاله))
وقال رحمه الله كتابه ((العلو للعلى الغفار)):(( كان أبو الحسن أولا معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة ، ووافق أئمة الحديث ،
فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماْ الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله ))
وزاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المسألة وضوحا فقال كما في نقض التأسيس (( إنّ الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب فإنه تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ثمّ لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخلاي وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم ))
وقال العلامة الألوسي رحمه الله كما في غرائب الإغتراب :(( فقلت يامولاي يشهد لحقيقة مذهب السلف في المتشابهات وهو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه ((ليس كمثله شىء)) إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيريتهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد من أجلة الخلف ومنهم الامام ابو الحسن الأشعري لأن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات قال في كتابه (الإبانة) : الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل (( الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما رةي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد إبن حنبل نضر الله تعالى وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون )) وهو ظاهر في أنّه سلفي العقيدة وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك ولهذا ( ... نعص لميه هكذا في المطبوع ولعلها نعض عليه .. أخوكم ) من بين أئمة الحديث ويعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح فليتهم رجعوا كما رجع واتبعوا ما اتبع ))
ثانيا –أنّ ماقرره أبة الحسن الأشعري في الابانة ومقالات الإسلاميين و رسالته إلى أهل الثغرمن مسائل المعتقد ومنه مسائل الصفات موافق في جملته لمعتقد السلف ومخالف لما عليه هؤلاء المتأخرةن ممن يدعي السير على نهجه واتباع طريقته
فقد أثبت رحمه الله الصفات على ظاهرها ومنع من تأويلها وعدّ من تأوّلها مبتدعة وجهمية بل صرّح رحمه الله بأنّ الصفات حقيقية وأوجب الأخذ بالظاهر وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة وردّ على من تأةّلها وأخرجها عن حقيقتها وهذا يؤكد أنها –أي المرحلة الأخيرة-مغايرة لمرحلته الكلابية
ومما يؤكد هذا المعنى ويسنده قول بعض الطاعنين في أبي الحسن أنه إنما ألف الإبانة مصانعة ورعاية لأهل السنة
فقد قال ابو علي الأهوازي رحمه الله ((وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة يتولون به العوام من أصحابنا سماه (الابانة) صنفه ببغداد لما دخلها فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه
وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول : لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس فقلت وقالوا )) وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت قال البربهاري (( ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ما نعرف إلا ما قال أبوا عبد الله أحمد ابن حنبل )) فخرج من عنده وصنف كتاب الابانة فلم يقبلوه منه ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها )) وظاهر هذا النقل يدل على أن كتاب الابانة مخالف لما عليه الأشاعرة ولذلك ظن بعض الطاعنين أنه إنما ألفه مصانعة وهذا الظن وإن لم يكن صحيحا إلا أنه ثبت أن منهج الأشعري في الابانة موافق لأهل السنة ومخالف لتلك الطريقة التي تسمى بالأشعرية وقد اعترف بهذه الحقيقة العديد من الأشاعرة المعاصرون وان كانوا يؤوّلونها تأويلا آخر ويزعمون بأن هذه المرحلة هي الثانية وليست الأخيرة فالمهم هو إعترافهم بهذا الأمر وهو أن الابانة تهدم أصول مذهبهم الحادث رغم أنهم ويا عجبا يعترفون بأنهت من تأليف إمامهم ومن هؤلاء الكوثري وغيره والذي سنعرض عن حكاية قوله لاشتهاره ونقدم عليه قول شخصية أشعرية أخري وهي شخصية الدكتور سعيد فودة فقد جاء في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):
" وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "

وقال الامام القاضي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس كما في
أصول الديانة رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة عن
(ينسبها بعض المحققين لابن أخيه الفقيه إبراهيم ابن الفقيه الإمام أبي عمرو عثمان بن عيسى بن درباس)
((أما بعد.. فاعملوا معشر الإخوان وفقنا الله وإياكم للدين القويم وهدانا أجمعين الصراط المستقيم أن كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبما كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمنَّ الله ولطفه، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها، كيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، وروي وأثبتت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين، وأنه ما دلّ عليه كتاب الله وسنّة رسوله فهل يسوغ أن يقال: إنه رجع عنه إلى غيره؟ فإلى ماذا رجع إلى كتاب الله وسنّة نبي الله وخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون، وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم، هذا الذي [لعمري] ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين كيف بأئمة الدين؟ ) إلى أن قال :
((وقد ذكر الكتاب واعتمد عليه وأثبته عن الإمام أبي الحسن رحمه الله عليه وأثنى عليه بما ذكره فيه وبرأه من كل بدعة نسبت إليه، ونقل منه إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم.))
والعجيب أن هذا الامام الأشعري مذهبا قد نقل عن أحد أئمتهم وصف أمثال هؤلاء المتأخرين ممن ينقل مذهبهم المخالف بأنهم جهمية فقد جاء في الرسالة المذكورة قوله :
((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
وقال في [جملة] ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.
هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره [(ص 115)].)) انتهى

ثالثا – بيّن رحمه الله في مقالات الإسلاميين أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث ونقل أقوالهم ولو كان كلابيا لما فرّق بين المصطلحين ولجعل الفرقتين واحدة
رابعا – مما يؤكد هذا أنّ الأشعريّة المتأخرون لا ينقلون في كتبهمشيئا مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي (مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر) و (الإبانة) وحاولوا عبثا أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع و المتداول إليه وما ذلك إلا لعلمهم بأنّه ينقض أصول مذهبهم
خامسا- أنّ أبا الحسن الأشعري ذكر في أوّل كتاب الابانة أنه سائر على درب الامام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنّة –كما تقدم-ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا إعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة ومعلوم أن ابن كلاب كان مباينا لطريق الامام أحمد وأن الامام أحمد كلن ينهى عن الكلابية وعن كبارهم من أمثال الحارث المحاسبي وأصحابه ويصفهم بالجهمية وه>ا مشهور مستفيض فلو كان الأشعري على طريقتهم لما انتسب إلى الامام أحمد مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته
أما جوابا على إدعاء المخالف حول إختلاف نسخ الإبانة وغيرها فيقال :
إن دعوى التحريف والتبديل بغير بينة ولا برهان أمر لا يعجز عنه مبطل ولو جاز ذلك لأمكن ادعاء من شاء ما شاء
ثمّ إنّ هذا أمر يأباه التحقيق العلمي لأمور :
أولا- اتفاق النسخ المحفوظة الموجودة لكتاب (الإبانة) في أبوابها ومسائلها وألفاظها وهذا يدل على بطلان دعوى التحريف إذ لو وقع التحريف لاختلفت المسائل وتعارضت الألفاظ وظهر الاختلاف الذي يغير المعاني ويقلب المسائل
ثانيا- أنه بمقارنة ما هو موجود في النسخ الموجودة المتداولة من كتاب ( الابانة) مع ما نقل منه في كتب المتقدمين فاننا نجدها متفقة متوافقة
فقد نقل الحافظ البيهقي فصلا من (الابانة) في كتابه (الاعتقاد) ص 114 فوجد مطابقا لما هو موجود
كما نقل ابن عساكر فصولا منه في (تبيين كذب المفتري) ص152-162 فوجدت مطابقة لما هو موجود
كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصولا منه أيضا في غير ما موضع من كتبه ككتاب (نقض التأسيس) ص63-85 وفي مجموع الفتاوى 3/224-225 .. 5/93-98،168- 178 ووجدت مطابقة لما هو مطبوع
وكذلك ابن القيم كما في حاشيته على تهذيب السنن 13/35-36 وفي مختصر الصواعق 2/129 فوجدت جميعها مطابقة لما هو موجود
ونقل أيضا الحافظ الذهبي فصولا منه في كتابيه ( العلو) ص218 و(العرش) ص291-303 فوجدت موافقة للنسخ الموجودة
ثالثا-أنّ الذي يؤكد ذلك أيضا هو اتفاق كتب الأشعري المتأخرة مع ما في الابانة من حيث المسائل والتقريرات فقد قرر في كتاب (مقالات الإسلاميين) في معتقد أهل الحديث ما يماثل تقريره في الابانة وكذلك في (رسالة إلى أهل الثغر)
كما أنّ تقرير المسائل وسياق الحجج في (الإبانة) مطابق لما هو موجود في كتاب (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) وأنظر-غير مأمور- ما في الإبانة ص118 مع ما في (رسالة إلى أهل الثغر) .... يتبع

.................................................. .....................

اعتمادا على كتاب الأشاعرة للشيخ قاسم الجزار حفظه الله

عبد الله ياسين
04-03-2009, 11:35 AM
algeroi :

بالنسبة للإضافات الخبرية ؛ فقد قُلنا لكم :

من حمل الإضافات الخبرية على ظاهرها اللّغوي فقد وقع في مذهب المُشبهة و لا وجه لمُحاولتكم الرّبط بين طريقة أهل العلم في اثبات الصفات المعاني و بين طريقتكم المُخالفة في اثبات الإضافات الخبرية لأنّ صفات المعاني في اللّغة العربية هي معاني تقوم بالذّات و ليست أعضاء و أدوات مجسّمة كما يُفيدُ الظّاهر اللّغوي للإضافات الخبرية ؛ فتنبّه و لا تخلط !

و أتحدّاك أن تثبت أنّ السّلف حملو معاني هذه الإضافات الخبرية على ظاهرها اللّغوي ! لأنّ علماء الإسلام ممّن هم أعلم بمذهب السّلف من شيوخك ؛ نفو ذالك و إليك كوكبة صغيرة من أقوالهم :
(1) قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري بشرح صحيح البخاري" :
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَ حَقِيقَته وَ هُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ.‏ انتهى


(2) قال الإمام القرطبي عند تفسير قول الله عزّ و جل [ سورة البقرة : 29 ] : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ } :
وَهَذِهِ الْآيَة مِنْ الْمُشْكِلَات , وَالنَّاس فِيهَا وَفِيمَا شَاكَلَهَا عَلَى ثَلَاثَة أَوْجُه قَالَ بَعْضهمْ : نَقْرَؤُهَا وَنُؤْمِن بِهَا وَلَا نُفَسِّرهَا , وَذَهَبَ إِلَيْهِ كَثِير مِنْ الْأَئِمَّة , وَهَذَا كَمَا رُوِيَ عَنْ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ قَوْله تَعَالَى : " الرَّحْمَن عَلَى الْعَرْش اِسْتَوَى " [ طَه : 5 ] قَالَ مَالِك : الِاسْتِوَاء غَيْر مَجْهُول , وَ الْكَيْف غَيْر مَعْقُول , وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب , وَالسُّؤَال عَنْهُ بِدْعَة , وَأَرَاك رَجُل سُوء أَخْرِجُوهُ . وَ قَالَ بَعْضهمْ : نَقْرَؤُهَا وَ نُفَسِّرهَا عَلَى مَا يَحْتَمِلهُ ظَاهِر اللُّغَة . وَ هَذَا قَوْل الْمُشَبِّهَة . وَقَالَ بَعْضهمْ : نَقْرَؤُهَا وَنَتَأَوَّلهَا وَنُحِيل حَمْلهَا عَلَى ظَاهِرهَا.انتهى

(3) قال الإمام العلامة بدر الدين محمد الزركشي الشافعي في " البحر المحيط في أصول الفقه " :
فَصْلٌ فِيمَا يَدْخُلُهُ التَّأْوِيلُ وَهُوَ يَجْرِي فِي شَيْئَيْنِ : أَحَدُهُمَا : الْفُرُوعُ , وَهُوَ مَحَلُّ وِفَاقٍ . وَ الثَّانِي : الْأُصُولُ , كَالْعَقَائِدِ وَأُصُولِ الدِّيَانَاتِ وَصِفَاتِ الْبَارِي الْمُوهِمَةِ , وَ قَدْ اخْتَلَفُوا فِيهِ عَلَى ثَلَاثِهِ مَذَاهِبَ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَا مَدْخَلَ لِلتَّأْوِيلِ فِيهَا , بَلْ تَجْرِي عَلَى ظَاهِرِهَا , وَلَا يُؤَوَّلُ شَيْءٌ مِنْهَا , وَهُمْ الْمُشَبِّهَةُ .
وَ الثَّانِي : أَنَّ لَهَا تَأْوِيلًا , وَلَكِنَّا نُمْسِك عَنْهُ مَعَ تَنْزِيهِ اعْتِقَادِنَا عَنْ التَّشْبِيهِ وَالتَّعْطِيلِ , لِقَوْلِهِ : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ } قَالَ ابْنُ بَرْهَانٍ : وَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ.
وَ الثَّالِثُ : أَنَّهَا مُؤَوَّلَةٌ , وَ أَوَّلُوهَا.
قَالَ : وَ الْأَوَّلُ بَاطِلٌ وَ الْآخَرَانِ مَنْقُولَانِ عَنْ الصَّحَابَةِ .انتهى

(4) و ذكر الإمام الشوكاني هذه المذاهب الثلاثة التي ذكر الإمام الزركشي ثمّ قال بعدها " ارشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول " :
قَالَ ابْنُ بُرْهَانٍ : وَالْأَوَّلُ مِنْ هَذِهِ الْمَذَاهِبِ بَاطِلٌ ، وَالْآخَرَانِ مَنْقُولَانِ عَنْ الصَّحَابَةِ ، وَنُقِلَ هَذَا الْمَذْهَبُ الثَّالِثُ - أي التأويل - عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ .انتهى

فالظّاهر اللّغوي لـ :

" اليد " ليس إلاّ ((( العضو و الأداة المُجسَّمة !!!))) !!!

" النزول " ليس إلاّ ((( الحركة و الإنتقال من جهة أعلى الى جهة سُفل !!!))) !!!

" العلوّ " ليس إلاّ ((( البُعد المسافي الحسّي !!!))) !!!

و لنضرب مثال بسيط يوضّح طريقة أهل الحق في اثبات صفة الإستواء و بين طريقة شيوخك :

قال الحافظ البيهقي - رحمه الله - في كتابه " الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد " معبّراً عن مذهب أهل الحقّ في اثبات صفة الإستواء :
و في الجملة يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه و تعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج و لا استقرار في مكان و لا مماسة لشئ من خلقه لكنّهُ مستوٍ على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين و أنّ إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان و أنّ مجيئه ليس بحركة و أنّ نزوله ليس بنقلة و أنّ نفسه ليس بجسم و أنّ وجهه ليس بصورة و أنّ يده ليست بجارحة و أنّ عينه ليست بحدقة و إنّما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها و نفينا عنها التكييف فقد قال تعالى [ سورة الشورى : 11 ] : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} و قال [ سورة الإخلاص : 4 ] : { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} و قال [ سورة مريم : 65 ]: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.انتهى

هل رأيت كيف نفى عن الإستواء كلّ معاني النّقص المعلومة من المعنى اللّغوي الظاهر للإستواء ...

بينما شيوخك يثبتون الإستواء على ظاهره اللّغوي لدا صحّ عندهم اثبات ((( الإستقرار !!!))) و ((( الجلوس !!!))) كمعاني للإستواء !!! و هو تجسيم محض !

فتأمّل !

حكيم حبيب
04-03-2009, 11:37 AM
شبهة الأطوار الثلاثة لأبى الحسن الأشعرى رضي الله عنه

شبهة . . والردُّ عليها
يرى البعض أن الإمام أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالى قد مرّ في حياته بثلاث مراحل :

الأولى : مرحلة الاعتزال التي دامت إلى ما يقرب من سن الأربعين .
والثانية : مرحلة اتباعه لعبدالله بن سعيد بن كلاّب .
والثالثة : مرحلة رجوعه إلى عقيدة السلف وأهل السنة .

ويبنون على هذه الدعوى أن الأشاعرة اتبعوا الإمام الأشعري في مرحلته الثانية فقط وهي التي كان فيها متبعاً لعبدالله بن سعيد !. إذ عندهم أن عبدالله بن سعيد بن كلاّب ليس من أهل السنة , وأن الأشاعرة متبعون له لا للإمام أبي الحسن لأن الإمام رجع عن عقيدة ابن كلاّب في مرحلته الثالثة , وألّف على عقيدة السلف كتابه الإبانة وبعض كتبه الأخرى .

هذا تقرير هذه الدعوى , وقبل الشروع في إثبات بطلانها تاريخياً وعلمياً نفصل ما ورد فيها من قضايا , ثم نشرع في تفنيدها.

لقد تضمنت هذه الدعوى ثلاث قضايا :
الأولى : الإمام الأشعري مر بثلاث مراحل في حياته , الاعتزال ثم اتباعه لابن كلاّب ثم أخيراً رجوعه إلى منهج السنة والجماعة, وهذه هي القضية الرئيسية وهي تتضمن القضيتين التاليتين .

الثانية : عبد الله بن سعيد بن كلاّب ليس على منهج أهل السنة والجماعة .

الثالثة : كتاب الإبانة يمثل المرحلة الأخيرة من حياة الإمام الأشعري ( 1 ) , وهي مرحلة العودة إلى طريق السلف الصالح .
* * *
وللرد على القضية الأولى وهي مرور الإمام بثلاث مراحل أو ثلاث حالات في حياته نقول :

إن الإمام الأشعري رحمه الله تعالى عَلَمٌ من أعلام المسلمين يشار إليه بالبنان , وتعقد على كلماته الخناصر , فهو ليس بنكرة من الناس , ولا برجل مجهول يخفى على الناس أمره لا سيما في قضية مثل هذه التي نحن بصددها , فإن كان الأمر كما جاء في الدعوى , وأنه مر بثلاث مراحل في حياته فلا بد أن يكون المؤرخون قد ذكروا هذا وبينوه , ولكان ـ حتماً ـ قد اشتهر عنه وانتشر كما ذاع وانتشر أمر رجوعه عن الاعتزال إذ لم يَبْقَ أحد ممن ترجم له إلا وذكر قصة صعوده المنبر وتبرِّيه من الاعتزال .

فهل ذكر أحد من المؤرخين شيئاً عن رجوع الإمام عن منهج عبدالله بن سعيد بن كلاّب ؟.

عند الرجوع إلى كتب التاريخ لا نجد أي إشارة إلى هذا لا من قريب ولا من بعيد , بل نجد المؤرخين كلهم مطبقين على أن الإمام أبا الحسن بعد هجره للاعتزال والمعتزلة رجع إلى مذهب السلف الصالح , وصنف على طريقتهم كتبه اللاحقة الإبانة وغيرها من الكتب التي صنفها في نصرة مذهب أهل الحق .

قال الإمام أبوبكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري ص/127 )


( انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية , وصنَّف في ذلك الكتب . . ) اهـ .

وقال عنه ابن خلكان ( وفيات الأعيان 3/284)

( هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنة . . . وكان أبو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة ) اهـ .

وفي سير أعلام النبلاء ( 15/89) قال عنه الذهبي :

( وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد منبر البصرة , وقال : إني كنت أقول بخلق القرآن . . . وإني تائب معتقد الردّ على المعتزلة ) اهـ .

وعند العلامة ابن خلدون رحمه الله ( المقدمة ص/853) :
( إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري وناظر بعض مشيختهم ـ أي المعتزلة ـ في مسائل الصلاح والأصلح , فرفض طريقتهم وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنة ) اهـ .

فأثبت أن الإمام بعد رجوعه عن الاعتزال كان على رأي عبدالله بن كلاّب والقلانسي والمحاسبي وهؤلاء كلهم على طريقة السلف والسنة .

وهكذا كل كتب التاريخ التي ترجمت للإمام أبي الحسن , مثل تاريخ بغداد للخطيب البغدادي , وطبقات الشافعية للسبكي وشذرات الذهب لابن العماد والكامل لابن الأثير وتبيين كذب المفتري لابن عساكروترتيب المدارك للقاضي عياض وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة وطبقات الشافعية للأسنوي والديباج المذهب لابن فرحون ومرآة الجنان لليافعي وغيرها , كلها مطبقة على أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال رجع إلى مذهب السلف والسنة .

أضف إلى ذلك , أن رجوع الإمام المزعوم هذا لو ثبت عنه لكان أولى الناس بمعرفته ونقله هم أصحابه وتلامذته , لأن أولى الناس بمعرفة الرجل هم خاصته وأصحابه وأتباعه الملازمون له , فهؤلاء هم أقرب الناس إليه وأعرفهم بأحواله وأقواله وآرائه , لا سيما في قضية مهمة مثل هذه القضية التي تتوفر الدواعي على نقلها , وتتحفز الأسماع على تلقفها، خاصة من إمام كبير مثل الإمام أبي الحسن , وعند الرجوع إلى أقوال أصحابه وأصحاب أصحابه أيضاً لا نجد أي إشارة تفيد ذلك, بل نجدهم متفقين على أن الإمام كان بعد هجره للاعتزال على منهج السلف والسنة الذي كان عليه المحاسبي وابن كلاب والقلانسي والكرابيسي وغيرهم , فهذه مؤلفات ناصر مذهب الأشعري القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى كالإنصاف والتمهيد وغيرها ، ومؤلفات ابن فورك ومؤلفات أبي بكر القفال الشاشي وأبي إسحق الشيرازي وأبي بكر البيهقي وغيرهم من أصحاب الإمام وأصحاب أصحابه ليس فيها أي ذكر أو إشارة لهذا الأمر الذي هو من الأهمية بمكان , فهل يعقل أن يرجع الإمام عن مذهبه ويهجره ثم لا يكون لهذه الحادثة المهمة أي ذكر عند أحد من أصحابه وتلاميذه وهو من هو جلالة وقدراً ؟! أم تُراه قد رجع عن ذلك سرّاً وهو الذي حين قرر هجر مذهب المعتزلة اعتلى منبر المعتزلة نفسه ليعلن ذلك على الملأ ؟!

كلا, ليس الأمر كما جاء في هذه الدعوى , بل الحق الذي لا مرية فيه هو أن الإمام لم يمرّ في حياته إلا بمرحلتين , الاعتزال ثم الرجوع إلى طريق السلف , وليس لمن يقول بخلاف هذا الأمر من متمسك .

ومن يقول بهذه الدعوى يعتمد في قوله هذا على أسلوب الإمام في تأليف كتاب الإبانة وبعض الرسائل الأخرى , فقد اتبع الإمام فيها طريق التفويض الذي هو طريق جمهور السلف , فبنوا على هذا الأسلوب مخالفة الإمام الأشعري لآراء ابن كُلاّب الذي يتهمونه بأنه لم يكن على طريق السلف .

تُرى هل ما في الإبانة التي هي على طريق جمهور السلف , وهي من أواخـر كتب الإمام أو هـي آخرها (2) , ما يناقض ما كان عليه عبدالله بن سعيد بن كلاّب ؟ أو بتعبير آخر , هل كان ابن كلاّب على خلاف طريق السلف الذي ألَّف الإمام الأشعري الإبانة عليه ؟ وهذا يجرُّنا إلى القضية الثانية .

الرد على القضية الثانية :

هل كان عبدالله بن سعيد بن كلاّب منحرفاً عن طريق السنة والسلف ؟
نسلم أولاً أن الإمام الأشعري بعد تركه للاعتزال كان على طريق عبدالله بن سعيد بن كلاب , وهذا أمر يوافقنا عليه أصحاب الدعوى , ولكنهم يخالفوننا في أن طريق ابن كلاب وطريق السلف هما في حقيقة الأمر طريق واحد , لأن ابن كلاب كان من أئمة أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح .

قال التاج السبكي في الطبقات ( الطبقات 2 /300 ) :

( وابن كلاّب على كل حال من أهل السنة . . . . ورأيت الإمام ضياء الدين الخطيب والد الإمام فخر الدين الرازي قد ذكر عبدالله بن سعيد في آخر كتابه "غاية المرام في علم الكلام " فقال : ومن متكلمي أهل السنة في أيام المأمون عبدالله بن سعيد التميمي الذي دمّر المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم ببيانه ) اهـ.

ونقل الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى عن الإمام ابن القابسي رحمه الله تعالى وهو من كبار أئمة المالكية في المغرب قوله ( تبيين كذب المفتري ص/123 , 405 )

( قرأت بخطِّ على بن بقاء الورّاق المحدث المصري رسالة كتب بها أبو محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي , وكان مقدَّم أصحاب مالك رحمه الله بالمغرب في زمانه , إلى علي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي جواباً عن رسالة كتب بها إلى المالكيين من أهل القيروان يظهر نصيحتهم بما يدخلهم به في أقاويل أهل الاعتزال , فذكر الرسالة بطولها في جزءٍ وهي معروفة , فمن جملة جواب ابن أبي زيد له أن قال : ونسبتَ ابن كلاّب إلى البدعة , ثم لم تحكِ عنه قولاً يعرف أنه بدعة فيوسم بهذا الاسم , وما علمنا من نسب إلى ابن كلاّب البدعة , والذي بلغنا أنه يتقلّد السنة ويتولّى الردَّ على الجهمية وغيرهم من أهل البدع يعني عبدالله بن سعيد بن كلاّب ) اهـ .

وهذه شهادة عظيمة من الإمام ابن أبي زيد رحمه الله لابن كلاب أنه يتقلَّد السنة ويردُّ على المبتدعة , وأنه لم يعلم من نسب إليه البدعة .

وعلّق العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في هامش الصفحة معرِّفاً بابن كلاب قال ( المصدر السابق ) : ( . . كان إمام متكلمة السنة في عهد أحمد , وممن يرافق الحارث بن أسد , ويشنع عليه بعض الضعفاء في أصول الدين .. ) ثم بيّن المسائل التي يشنع عليه بسببها وأن كلامه فيها ليس ببعيد عن الشرع والعقل .


وقال ابن قاضي شهبة ( طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 / 78)

( كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة ، وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى أبو الحسن الأشعري ) اهـ.

وقال عنه جمال الدين الأسنوي ( طبقات الشافعية للأسنوي 2 /178 )

(كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنة . . . ذكره العبادي في طبقة أبي بكر الصيرفي ، قال : إنه من أصحابنا المتكلمين ) اهـ.

وقال الإمام الحافظ الذهبي (سير أعلام النبلاء 11 /175)

( والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة ، بل هو في مناظريهم ) اهـ.
علّق الشيخ شعيب الأرنؤوط على هذا الكلام قائلاً : ( كان إمام أهل السنة في عصره ، وإليه مرجعها ، وقد وصفه إمام الحرمين في كتابه " الإرشاد " بأنه من أصحابنا ) اهـ.





ولقد مر معنا قول العلامة ابن خلدون ( المقدمة ص / 853 )

( إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري . . . . وكان على رأي عبدالله بن سعيد بن كلاّب وأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنة ) اهـ.
فوصفه بأنه من أتباع السلف , وأن الإمام الأشعري كان على رأيه ورأي القلانسي والمحاسبي وهؤلاء من أتباع السلف وعلى طريق السنة .

وقال العلامة كمال الدين البياضي رحمه الله تعالى ( إشارات المرام من عبارات الإمام ص/23 )

( لأن الماتريدي مفصّل لمذهب الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ وأصحابِه المظهرين قبل الأشعري لمذهب أهل السنة , فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره . . وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان . . ) اهـ .

أي أن الإمام ابن كلاب كان قبل الإمام أبي الحسن في نصرة الدين وإظهار السنة .

وقال الحافظ ابن حجر في ( لسان الميزان 3 /291) في ترجمته , بعد أن نقل قول ابن النديم : إنـه ـ يعني ابن كلاب ـ من الحشوية .
قال الحافظ يريد من يكون على طريق السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ، ويقال لهم المفوضة ) اهـ.

وقال الإمام الشهرستاني رحمه الله تعالى ( الملل والنحل ص81 )

( حتى انتهى الزمان إلى عبدالله بن سعيد الكلابي وأبي العباس القلانسي والحارث بن أسد المحاسبي وهؤلاء كانوا من جملة السلف , إلا أنهم باشروا علم الكلام وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية , وصنَّف بعضهم ودرَّس بعضٌ , حتى جرى بين أبي الحسن الأشعري وبين أستاذه مناظرة في مسألة من مسائل الصلاح والأصلح , فتخاصما وانحاز الأشعري إلى هذه الطائفة , فأيَّد مقالتهم بمناهج كلامية , وصار ذلك مذهباً لأهل السنة والجماعة , وانتقلت سمة الصفاتية إلى الأشعرية ) اهـ .

بل نزيد على ما مرَّ ونقول : ليس الإمام الأشعري وحده الذي كان على طريق الإمام ابن كلاب , كلا , بل كان على نفس المعتقد أئمة كبار مثل الإمام البخاري رحمه الله تعالى .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ( الفتح 1/293 )

( البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيدة والنضر بن شميل والفراء وغيرهم , وأما المباحث الفقهية فغالبها مستمدة له من الشافعي وأبي عبيـد وأمثالهـما , وأما المسائـل الكلامية فأكثرها من الكرابيـسي وابن كُـلاَّب ونحـوهما ) اهـ .

هذه نصوص واضحة بينة في أن الإمام عبدالله بن سعيد بن كلاب كان على طريق السلف والسنة

فإذا كان الأمر كذلك كما بيّن هؤلاء الأئمة , فما السبب في اتهامه بمخالفة طريق السلف ؟.

يقول ابن عبدالبر في بيان سبب ذلك أثناء ترجمة الإمام الكرابيسي ( الانتقاء ص/ 165 )

( وكانت بينه ـ يعني الكرابيسي ـ وبين أحمد بن حنبل صداقة وكيدة , فلمّا خالفه في القرآن عادت تلك الصداقة عداوة , فكان كلُّ واحد منهما يطعن على صاحبه , وذلك أن أحمد كان يقول : من قال القرآن مخلوق فهو جهمي , ومن قال القرآن كلام الله ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي , ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع . وكان الكرابيسي وعبدالله بن كلاّب وأبو ثور وداود بن علي وطبقاتهم يقولون : إن القرآن الذي تكلم الله به صفة من صفاته لا يجوز عليه الخلق , وإن تلاوة التالي وكلامه بالقرآن كسب له وفعل له وذلك مخلوق وإنه حكاية عن كلام الله . . . وهجرت الحنبلية أصحاب أحمد بن حنبل حسيناً الكرابيسي وبدّعوه وطعنوا عليه وعلى كل من قال بقوله في ذلك ) اهـ .

هذا هو سبب الطعن والتشنيع على عبدالله بن كلاّب ووصْـفِه بأنه لم يكن على طريق السنة والسلف , إلا أن هذا القول الذي بُـدّع بسببه لا يقتضي وصفه بالبدعة أو أنه على غير طريق السلف , لا سيما أن مسألة اللفظ بالقرآن كان يقول بها ثلة من أكابر أمة الإسلام مثل الذين ذكرهم ابن عبدالبر , وممن كان يقول بذلك أيضاً الإمام البخاري والإمام مسلم والحارث المحاسبي ومحمد بن نصر المـروزي وغيرهم , وما الفتنة التي حدثت بين البخاري وشيخه الذهلي إلا بسبب هذه المسألة , نعني مسألة اللفظ , ولقد صنّف الإمام البخاري في هذه المسألـة كتابـه " خلق أفعال العباد " لإثبات رأيه فيها والردّ على مخالفيه .

أما الإمام مسلم فقد كان يظهر القول باللفظ ولا يكتمه . ( انظر سير أعلام النبلاء 12 /453 وما بعدها , 12/572 ) .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في ترجمة الكرابيسي ( طبقات الفقهاء الشافعيين 1/133)

( وأن أحمد بن حنبل كان تكلم فيه بسبب مسألة اللفظ , وكان هو أيضاً يتكلم في أحمد , فتجنَّب الناس الأخذ عنه لهذا السبب . قلت : الذي رأيت عنه أنه قال كلام الله غير مخلوق من كل الجهات إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق , ومن لم يقلْ : إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر . وهذا هو المنقول عن البخاري وداود بن على الظاهري , وكان الإمام أحمد يسدُّ في هذا البابَ لأجل حسم مادة القول بخلق القرآن ) اهـ .
وممن كان يقول باللفظ أيضاً الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى , وهي من المسائل التي نقم عليه بسببها بعض متعصبة الحنابلة

, قال الحافظ ابن كثير رحمـه الله تعالى ( المصدر السابق 1/226 )

( كان قد وقع بينه ـ الطبري ـ وبين الحنابلة أظنه بسبب مسألة اللفظ , واتهم بالتشيع , وطلبوا عقد مناظرة بينهم وبينه , فجاء ابن جرير لذلك ولم يجئ منهم أحد , وقد بالغ الحنابلة في هذه المسألة وتعصبوا لها كثيراً , واعتقدوا أن القول بها يفضي إلى القول بخلق القرآن , وليس كما زعموا , فإن الحق لا يحتاط له بالباطل , والله أعلم ) اهـ .

( وانظر في محنة ابن جرير مع الحنابلة البداية والنهاية 11/145 , الكامل لابن الأثير 7/8 , السير 14/272 ـ 277 , الوافي بالوفيات 2/284 ) .

نعم , فإن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو صفة من صفات ذاته العلية , إلا أنه لا يصحَّ أن يحتاط لهذا الحق بالباطل الذي هو إنكار حدوث وخلق ما قام بالمخلوق , ثم التشنيع على من يقول بذلك !
على أية حال فإن الحق في هذه القضية مع الكرابيسي وابن كلاّب والبخاري ومسلم وأبي ثور وداود والمحاسبي والطبري وغيرهم ممن كان على طريقهم ، أما الإمام أحمد رضي الله عنه ـ ومن قال بقوله ـ فكلامه محمول على سدّ باب الذريعة لكي لا يتوسل بالقول باللفظ إلى القول بخلق القـرآن .
قال الإمام الذهبي ( السير 12/82 ، وانظر أيضاً السير 11/510 ) :
( ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي وحرره في مسألة اللفظ وأنه مخلوق هو حق ، لكن أباه الإمام أحمد لئلا يُتذرع به إلى القول بخلق القرآن فسدّ الباب ) اهـ.

وقال أيضاً ( ميزان الاعتدال 1/544 )

( وكان يقول ـ يعني الكرابيسي ـ القرآن كلام الله غير مخلوق , ولفظي به مخلوق , فإن عنى التلفظ فهذا جيد , فإن أفعالنا مخلوقة , وإن قصد الملفوظ بأنه مخلوق فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدّوه تجهماً ) اهـ .

ولا ريب أن مراد الكرابيسي وابن كلاّب والبخاري ومسلم وأبي ثور وداود ومن كان على قولهم لاريب أن مرادهم هو الأول , وعلى الجملة فإن القضية أهون من أن يُبـدَّع من أجلها .

قال الحافظ الذهبي ( السير 11/510)

بعد أن نقل قول الحافظ أبي بكر الأعين : مشايخ خراسان ثلاثة قتيبة , وعلى بن حجر , ومحمد بن مهران الرازي , ورجالها أربعة عبدالله بن عبدالرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري قبل أن يظهر منه ما ظهر . . . الخ
قال الذهبي معلّقاً عليه : ( والذي ظهر من محمد ـ يعني البخاري ـ أمرٌ خفيف من المسائل التي اختلف فيها الأئمة في القول في القرآن وتسمّى مسألة أفعال التالين , فجمهور الأئمة والسلف والخلف على أن القرآن كلام الله المنزل غير مخلوق وبهذا ندين الله ) اهـ .

ولا يلزم من هجر الإمام أحمد لهؤلاء الأئمة أن يكونوا على غير طريق السلف , لا سيما أن الحق معهم فيما ذهبوا إليه كما قرَّرَه الإمام الذهبي , كما أننا متيقنون بأنهم رحمهم الله تعالى لم يقولوا هذا القول دون أن تدعو لذلك حاجة , كلا , وحاشاهم أن يتكلموا بشيء سكت عنه الصحابة والتابعون , لكنهم لمَّا رأوا الناس تقحموا هذا الباب , وخاضوا في هذا الأمر , وحملوه على غير وجهه , اضطروا إلى الكلام فيه تبياناً للحق , وكفّاً للناس عن ذلك .

قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى ( في تعليقه على تبيين كذب المفتري هامش(2) من الصفحة / 406 )

( أما كلام أحمد في ابن كلاب وصاحبه فلكراهته الخوض في الكلام وتورُّعِه منه , ولكن الحق أن الخوض فيه عند الحاجة متعيِّنٌ على خلاف ما يرتئيه أحمد ) اهـ .

على أن الأمر خفيف كما وصفه الحافظ الذهبي , وأن هذه المسألة مما اختلفت فيها أقوال الأئمة , وهم متفقون جميعاً على أن القرآن الذي هو صفة الرحمن وكلامه تعالى غيرمخلوق .
بهذا يتبين أن الإمام ابن كلاّب لم يكن وحده في هذا الأمر الذي ذهب إليه , بل كان على رأيه كبار أئمة الدين , وبهذا أيضاً يُعلم أنه لم يبتدع أو يخالف منهج السلف والسنة , بل هو من أكابر أهل السنة والجماعة السائرين على خطى السلف الصالح كما مرّ من أقوال العلمـاء فيه .
فإذا كان الأمر كذلك , فمن أين جاء القول بأن الإمام الأشعري قد ترك طريقته وآراءه ؟ وهذا السؤال يجرنا إلى الحديث عن القضية الثالثة .

الردّعلى القضية الثالثة :

كتاب الإبانة هو متمسك ومعتمد من يقول بمرور الإمام الأشعري بثلاث مراحل في حياته , والذي لا ريب فيه أن الإمام قد سلك في هذا الكتاب وفي غيره من الرسائل التي نسبت له أسلوباً مختلفاً في التأليف , فهو في الغالب قد سلك مسلك جمهور السلف في المتشابهات , نعني بذلك أنه قد أخذ بطريق التفويض , ففهم البعض من ذلك أن الإمام قد رجع عن طريق ابن كلاب الذي كان عليه إلى طريق السلف !

ونحن قد أثبتنا في الحديث حول القضية الثانية أن ابن كلاب لم يكن مخالفاً للسلف بل هو منهم وعلى طريقهم , وهذا كافٍ في الردِّ لمن تأمل وأنصف .

لكننا نزيد على ذلك ونقول :
إن كتاب الإبانة الذي هو معتمد أصحاب هذه الدعوى , وهو الدليل عندهم على رجوع الإمام عن طريق ابن كلاب , نقول : إن هذا الكتاب بذاته ينقض دعوى رجوع الإمام عن هذا الطريق , لأنه مؤلَّف على طريقة ابن كلاّب وعلى منهجه .

قال الحافظ ابن حجر في ( لسان الميزان 3/291 ) ـ وقد مرّ قريباً ـ تعليقاً على وصف ابن النديم لابن كلاّب بأنه من الحشوية , قال الحافظ : ( يريد من يكون على طريق السلف في ترك التأويل للآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ويقال لهم المفوضة , وعلى طريقته ـ يعني ابن كلاّب ـ مشى الأشعري في كتاب الإبانة ) اهـ .

وهذا يزيد اليقين بأن الإمام ابن كلاب كان على طريق السلف الصالح ومن أئمتهم , لأن الإبانة التي ألَّفها الإمام الأشعري في آخر حياته ـ تبعاً لمن يزعم ذلك ـ على منهج السلف هي مؤلَّفة على طريقة الإمام ابن كلاب , وهذا يقتضي قطعاً أن طريق السلف وطريق ابن كلاب هما في حقيقة الأمر طريق واحد وهو ما كان عليه الإمام الأشعري بعد رجوعه عن الاعتزال , أي أن الإمام لم يمرَّ بثلاث مراحل في حياته , بل هما مرحلتان فقط , مرحلة الاعتزال ثم أعقبتها مرحلة العودة إلى طريق السلف التي كان عليها ابن كلاب والمحاسبي والقلانسي والكرابيسي والبخاري ومسلم وأبو ثور والطبري وغيرهم , وهي المرحلة التي ألَّف الإمام فيها كتاب الإبانة .

ويُروى أن الإمام الأشعري عندما ألَّف الإبانة رفضها بعض حنابلة (3) بغداد تعصّبـاً ولـم يقبلـوها منـه ( انظرسيرأعلام النبلاء 15/90 , طبقات الحنابلة 2/18 , الوافـي بالوفيات 12/146 ) ولعـل هـذا يؤيد ما مرَّ من أن الإبانة مؤلَّفة على طريقة ابن كلاب الذي هجره بعض الحنابلة فيمن هجروه من الأئمة لأجل مسألة اللفظ وأخذهم بعلم الكلام للرد على المخالفين من المعتزلة وغيرهم .

وهذا الذي ذكرناه عن كتاب الإبانة , إنما أردنا به الإبانة التي صنّفها الإمام , وليست الإبانة المتداولة والمطبوعة اليوم , وذلك لما حدث على هذا الكتاب من التحريف والنقص والزيادة .

قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في مقدمة كتاب " تبيين كذب المفتري " :

( والنسخة المطبوعة في الهند من الإبانة نسخة مصحفة محرفة تلاعبت بها الأيدي الأثيمة , فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق ) اهـ .
وقال أيضاً ( مقدمته على كتاب إشارات المرام من عبارات الإمام للعلامة البياضي ) :
( ومن العزيز جدّاً الظفر بأصلٍ صحيح من مؤلفاته على كثرتها البالغة , وطبْعُ كتاب الإبانة لم يكن من أصل وثيق , وفي المقالات المنشورة باسمه وقفة ) اهـ .

وهذا أيضاً ما ذهب إليه الدكتورعبد الرحمن بدوي مؤيداً للعلامة الكوثري ( مذاهب الإسلاميين 1/516 ) قال :
( وقد لاحظ الشيخ الكوثري بحق أن النسخة المطبوعة في الهند . . تلاعبت بها الأيدي الأثيمة. . ) اهـ . كما لاحظ ذلك غيرهم من الدارسين ( انظر مذاهب الإسلاميين 1/517 وما بعدها ) ,
وللشيخ وهبي غاوجي حفظه الله رسالة في هذا الموضوع بعنوان " نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبي الحسن " أتى فيها بأدلة موضوعية تدل على أن قسماً كبيراً مما في الإبانة المتداولة اليوم بين الناس لا يصح نسبته للإمام الأشعري .

وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة فوقية حسين , وهي طبعة وإن كانت أحسن حالاً من المطبوعة قبلُ إلا أنها لم تخلُ من التحريف والنقص والزيادة أيضاً , وهذا لعله يصحح ما ذهب إليه العلامة الكوثري رحمه الله تعالى حين قال ( ومن العزيز جدّاً الظفر بأصلٍ صحيح من مؤلفاته على كثرتها البالغة ) .
وقد نقل الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتاب تبيين كذب المفتري فصلين من الإبانة , وعند مقارنة الإبانة المطبوعة المتداولة مع طبعة الدكتورة فوقية مع الفصلين المنقولين عند ابن عساكر يتبين بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب .

وهذه بعض الأمثلة على ذلك :

* جاء في الإبانة المطبوعة ص/16 ما نصُّه ( وأنكروا أن يكون له عينـان مـع قولـه تجري بأعيننا . . ) اهـ هكذا بالتثنية !
* وعند ابن عساكر ص/ 157 ( وأنكروا أن يكون له عين . . . ) بإفراد لفظ العين .
* وجاء في المطبوعة ص/18 ( وأن له عينين بلا كيف . . )
* وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/22 ( وأن له سبحانه عينين بلا كيف ) هكذا , كلاهما بالتثنية !
* وعند ابن عساكر ص/ 158 ( وأن له عيناً بلا كيف . . ) بإفراد لفظ العين .

والإفراد هو الموافق للكتاب والسنة وأقوال السلف , وهذا نصٌّ واضح في التلاعب بنسخ الكتاب , ولفظ العينين لم يردْ في القرآن ولا في السنة , ومن ثنَّى فقد قاس الله تعالى على المحسوس المشاهد من الخلق تعالى الله وتقدس عن ذلك .

قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي في هامش ص/313

( لم ترد صيغة التثنية في الكتاب ولا في السنة , وما يروى عن أبي الحسن الأشعري من ذلك فمدسوس في كتبه بالنظر إلى نقل الكافة عنه ) ثم قال : ( قال ابن حزم : لا يجوز لأحد أن يصف الله عز وجل بأن له عينين لأن النص لم يـأت بـذلك ) اهـ وقال ابن عقيل معلقاً على حديث الدجال ( دفع شبه التشبيه ص/263 ) :

( يحسب بعض الجهلة أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما نفى العور عن الله عز وجل أثبت
من دليل الخطاب أنه ذو عينين , وهذا بعيد من الفهم , إنما نفى العور من حيث نفي النقائص . . ) اهـ .

وقال ابن الجوزي في الرد على من أثبت لله تعالى عينين ( دفع شبه التشبيه ص/114 ) :

( قلت : وهذا ابتداع لا دليل لهم عليه , وإنما أثبتوا عينين من دليل الخطاب في قوله عليه الصلاة والسلام : " وإن الله ليس بأعور " وإنما أراد نفي النقص عنه تعالى ) اهـ .

ومن أمثلة التحريف فيه أيضاً القدح بالإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه :

فقد جاء في الإبانة المطبوعة ص/ 57 ( وذكر هارون بن إسحاق الهمداني عن أبي نعيم عن سليمان بن عيسى القاري عن سفيان الثوري , قال : قال لي حماد بن أبي سليمان : بلِّغ أبا حنيفة المشرك أنِّي منه بريء . قال سليمان : ثم قال سفيان : لأنه كان يقول القرآن مخلوق .
وذكر سفيان بن وكيع قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال أخبرني أبي قال : الكلام الذي استتاب فيه ابن أبي ليلى أبا حنيفة هو قوله : القرآن مخلوق . قال : فتاب منه وطاف به في الخلق . قال أبي : فقلت له كيف صرت إلى هذا ؟ قال : خفت أن يقوم عليّ , فأعطيته التقيّـة .

وذكر هارون بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي الحكم يذكر عن عمر بن عبيد الطنافسي أن حمّاداً ـ يعني ابن أبي سليمان ـ بعث إلى أبي حنيفة : إني بريء مما تقول , إلا أن تتوب . وكان عنده ابن أبي عقبة , قال , فقال : أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب .

وذكر عن أبي يوسف قال : ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن ) اهـ .

ترى هل نحن بحاجة إلى إثبات كذب مثل هذه الأخبار وأنها مدسوسة في كتاب الإمام الأشعري , أم أنه يكفي عزوها إلى الإبانة المطبوعة لكي يُعلم تحريفها وتلاعـب الأيـدي فيها ؟!

وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/90 , 91 جاء بعد الخبر الأول بعد قول سفيان : لأنه يقول القرآن مخلوق . ما نصُّه : ( وحاشى الإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه من هذا القول بل هو زور وباطل فإن أبا حنيفة من أفضل أهل السنة ) اهـ .
وجاء فيها بعد قول ابن أبي عقبة : أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه لما استتيب منه بعد ما استتيب . ما نصُّه : ( وهذا كذب محض على أبي حنيفة رضي الله عنه ) اهـ .

قال العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في تعليقه على كتاب الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة , في هامش ص/ 49

ما نصُّه ( ومن غريب التحريف ما دُسَّ في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دُسَّ فيها أشياء أخر من أن حمّاد بن أبي سليمان قال " بلِّغ أبا حنيفة المشرك أني بريء من دينه " وكان يقول بخلق القرآن . فإن لفظ حمّاد " بلّغ أبا فلان " لا أبا حنيفة ! كما في أول خلق الأفعال للبخاري , وجعل من لا يخاف الله لفظ " أبا حنيـفة " فـي موضـع " أبا فلان " والله أعلم من هو أبو فلان هذا , وما هي المسألة . . ) اهـ

وقال الشيخ وهبي غاوجي حفظه الله ( نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه . . . ص/20 ) :

( ولا بأس أن نقول : لو كان الإمام الأشعري رحمه الله تعالى نسب حقاً إلى الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ القول بخلق القرآن لما كان للإمام الأشعري تلك المكانة العالية عند الحنفية أتباع الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى . فلا تلتفت أيها القارئ إلى تلك النقول المبتورة مبتدأً والباطلة سنداً , وأحسن الظن بالإمام الأشعري كما تحسن الظن بإمام الأئمة الفقهاء وسائر الأئمة رضوان الله تعالى عليهم . وتذكر أنه أُدخِل الكثيرُ من الأباطيل على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , رُكّبت لها أسانيد باطلة , لكلمات باطلة كذلك . ولا تنس أنه حُشِر في كتب كثير من العلماء كلماتٌ وعبارات وحذف منها كلمـات وعبارات حتى في حيـاة أصحابها ) اهـ .

ومن هذه الأمثلة أيضاً ما جاء في الطبعة المتداولة عند ذكر الاستواء ص/69 ( إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له نقول : إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال { الرحمن على العرش استوى } . . )

وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/105 ( . . نقول إن الله عز وجل استوى على عرشه استواءً يليق به من غير حلول ولا استقرار . . )
فالعبارة الأخيرة محذوفة من الطبعة المتداولة !!

وفي ص/73 من الإبانة المتداولة ( فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستوٍ على عرشـه , والسماء بإجماع الناس ليست الأرض , فدل على أن الله تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه ) اهـ
وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/113 ( فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه استواءً منزهاً عن الحلول والاتحاد ) اهـ .
إلى غير ذلك من عشرات الأمثلة الدالَّة دلالة قاطعة على تحريف الكتاب , والقاضية بعدم جواز اعتبار معظمه ممثلاً لعقيدة الإمام الأشعري إلا في ما وافقت فيه قول الكافة من أهل العلم والنقل عنه .
فإذا ثبت ـ كما مرَّ معنا ـ تاريخيّاً أن الإمام بعد رجوعه عن الاعتزال كان على منهج السلف وأهل السنة , وإذا ثبت أيضاً أن الإمام ابن كلاب كان من أئمة السلف وعلى نهـج السنة , وإذا ثبت أيضاً أن كتاب الإبانة الذي بنيت عليه هذه الدعوى من أساسها هو في حقيقة الأمر مؤلف على طريقة ابن كلاب التي هي ذاتها طريقة السلف , إذا ثبت ذلك ثبت بناءً عليه أن الإمام لم يمرَّ بثلاث مراحل في حياته , وإنما هما مرحلتان مرحلة الاعتزال في بداية حياته ثم مرحلة عودته ورجوعه إلى طريق السلف .

ولا نعلم لمن يقول بهذه الدعوى دليلاً على ما ذهب إليه إلا الاعتماد على أسلوب الإبانة وبعض الرسائل الأخرى والطريقة التي كتبت عليها , لأن الإمام قد سلك في الإبانة طريق التفويض , وهي طريقة جمهور السلف , وهي في حقيقتها لا تنافي بينها وبين طريق التأويل بشرطه , والأشاعرة يعتقدون كل ما في الإبانة ـ نعني الإبانة الصحيحة التي كتبها الإمام وليست الإبانة المحرفة ـ ويعقدون عليه خناصرهم , إذ كلٌّ من التفويض والتأويل حق لا اعتراض عليه , وكلا الطريقين مأثور عن الصحابة والسلف كما سيأتي بيانه , وكلا الطريقين متفقان على التنزيه بعد إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه , وكلاهما متفقان على استبعاد الظاهر وما يعهده الخلق من عالمهم .

قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى ( التبيين ص/388 ) :
( بل هم ـ يعني الأشاعرة ـ يعتقدون ما فيها ـ أي الإبانة ـ أسدّ اعتقاد , ويعتمدون عليها أشدّ اعتماد , فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفاة لصفات الله معطلة , لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات , ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات , وبما وصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات , وينزهونه عن سمات النقص والآفات ) اهـ . وهذا الذي قاله الحافظ ابن عساكر منطبق على كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام , أما ما يوجد اليوم في أيدي الناس منها فلا ثقة به ولا يصح أن يمثل ـ في الغالب ـ اعتقاد الإمام أو الأشاعرة كما أثبتنا ذلك , إلا فيما وافق قول الكافة .

وقال أيضاً رحمه الله تعالى ( تبيين كذب المفتري ص/389) :
( ولم يزل كتاب الإبانة مُستصوباً عند أهل الديانة , وسمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشار البوشنجي المعروف بالخسروجـردي الفقيه الزاهد يحكي عن بعض شيوخه أن الإمام أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا وبيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري , ويظهر الإعجاب به , ويقول : ماذا الذي يُنكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه . فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان . ) اهـ .
فانظر إلى قدر كتاب الإبانة وصاحبه عند أعلام الأمة , فهذا شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني رحمه الله تعالى وهو من هو جلالة وعلماً وزهداً (4) يثني هذا الثناء العاطر على الإمام أبي الحسن وكتابه الإبانة , ومنه تعلم أن شيخ الإسلام أبا عثمان الصابوني أيضاً كان على طريق الإمام الأشعري , كيف لا وقد تولّى تربيته وتهذيبه الإمام أبو الطيب سهل بن أبي سهل الصعلوكي , وهو ـ أبو الطيب ـ من طبقة أصحاب أصحاب الإمام الأشعري , أي من الطبقة الثانية , وكان يحضر مجالس أبي عثمان أئمةُ الوقت كالأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني والأستاذ الإمام أبي بكر بن فورك وسائر الأئمة , وهؤلاء من أعلام أمة الإسلام من السادة الأشاعرة , وثناؤهم عليه وثناؤه عليهم يدلّ على أنهم على طريق واحد رحمهم الله تعالى ورضي عنهم . ( انظر ترجمة شيخ الإسلام الصابوني في تاريخ مدينة دمشق 9/3 , سير أعلام النبلاء 18/40 , الطبقات الكبرى للتاج السبكي 4/271 )
بعد كل ما مرَّ , وبعد كل هذه الأدلة , هل يصح وفقاً للمنهج العلمي للبحث أن تهمل جميع هذه البراهين التاريخية والعقلية والعلمية , ثم يؤخذ بكلام استنباطي لا يرقى إلى مستوى الظن , وليس له ما يؤيده من النقل والعقل ؟!
ولو بالغنا واعتبرنا ما اعتمدت عليه هذه الدعوى دليلاً لما أمكن الأخذ به علمياً لأن الدليــل
متى ما تطرق إليه الاحتمال كساه ثوب الإجمال وسقط به الاستدلال , كما هو مقرر في علم
الأصول , هذا إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال مجرد تطرق , فكيف يكون الحال إذا قارب هذا الاحتمال حدَّ اليقين كما مرَّ من أدلـة تحريف الإبانة ؟!
بيد أننا سنبالغ في الافتراض ونقول : هَبْ ـ جدلاً ـ أن كتاب الإبانة المتداول غير محرَّفٍ , وأنه ثابت النسبة إلى الإمام الأشعري , وأنه قد رجع فعلاً عن ما كان يعتقده من التـنـزيـه
فهل يلزم الأمة أن تتابعه في هذا الأمر ؟!
إن من يعتقد ذلك يسيء الظن بعقول أكثر من عشرة قرون من العلماء والأئمة , وينسبهم إلى التقليد الأعمى في العقائد , ويغيب عنه أن الأمة نُسِبت إلى الإمام الأشعري من حيث كونه وقف حاملاً لواء السنة على طريق السلف في وجه أصحاب البدع والأهواء , لا لأنهم قلّدوه في ما ذهب إليه , فمتى ما رجع عن اعتقاده رجعوا ! كلا .
فهم في الحقيقة منتسبون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح , وما الإمام الأشعري رحمه الله وغيره من أئمة أهل السنة إلا أدلاّء على الطريق .
ومن يروج لمثل هذه الدعاوى يريد أن يقول بلسان حال هذه الدعوى وأمثالها أن هذا الذي رجع عنه هؤلاء الأكابر لو كان حقاًّ ما رجعوا عنه ! فالحق عنده يعرف بمن قال به وتبناه وليس بما اعتضد به من أدلة وبراهين ! وهل أُتِيَ من أتِيَ إلا من قبل هذا الأمر الذي هو تعظيم الكبراء إلى الحدِّ الذي أعمى أعينهم عن الأخطاء , فاتبعوهم مقلدين لهم في أخطائهم معتقدين أنها هي الحق الذي لا يأتيه الباطل ولا يتطرق إليه .
ولله درُّ الإمام ابن الجوزي ما أصدق عبارته فقد أصاب رحمه الله تعالى المحزّ وطبّق المفصل حيث قال ( صيد الخاطر ص/187 ) :
( قد قال أحمد بن حنبل رحمة الله عليه : من ضيق علم الرجل أن يقلد في دينه الرجال . فلا ينبغي أن تسمع من مُعَظَّمٍ في النفوس شيئاً في الأصول فتقلده فيه , ولو سمعت عن أحدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة , فقل : هذا من الراوي , لأنه قد ثبت عن ذلك الإمام أنه لا يقول بشيء
من رأيه . فلو قدَّرنا صحته عنه فإنه لا يُقَلَّد في الأصول , ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما . فهذا أصلٌ يجب البناء عليه , فلا يهولنَّك ذكرُ معظَّمٍ في النفوس ) اهـ .

لقد أطنبنا في مناقشة هذه القضية , وما كنا لنفعل ذلك لولا أن تمسك بها البعض واعتبرها أمراً مسلَّماً ثم ذهب يبني عليها ويؤسس , فاقتضى الأمر التفصيل , وإلا فإن القضية أهون من ذلك بكثير , إذ كان يكفينا مؤنة النقاش القول المأثور ( البينة على من ادعى ) ولا بينة ثمَّ ولا قرينة .
ومهما عظُمَ قدرُ القائل بهذه الدعوى فإنه لن يغير من شأن الحقيقة شيئاً , لأن أي دعوى إنما هي تبعٌ للبراهين والأدلة التي تثبتها فتكون حقيقة أو تنفيها فتكون خطأً ووهماً يجب الرجوع عنه , وكلٌّ يؤخذ منه ويردُّ عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم , والحق أحق وأثمن ما يطلبه المسلم وإذ علمت هذا ـ وفقنا الله تعالى وإياك ـ فَدعْ عنك من قال إذ الحق لا يعرف بالرجال , ولكن اعرف الحق تعرف أهله , وعليك بما قيل إن كان حقاً , وإلاّ فالرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل .

-----------------------------
(1) نحن نقول هذا من باب التسليم الجدلي , وإلا فإن الذي رجحه المحققون من الباحثين أن كتاب اللمع ألَّفه الإمام الأشعري بعد الإبانة . انظرمقدمة كتاب اللمع للأستاذ حمودة غرابة .
(2) انظر الهامش ص/9 .

(3) قيدنا هذا الرفض بأنه من بعض الحنابلة , لأنه لم تزل طائفة كبيرة من الحنابلة يوالون الإمام الأشعري ويحبونه وينتسبون إليه , قال الحافظ ابن عساكـر في " التبيين " ص/389 أثناء ردّه على الأهوازي الذي استشهد بالقصة من أجل إثبات رفض الحنابلة للإمام الأشعري ولكتابه الإبانة , ما نصّه : ( فلو كان الأمر كما قال لنقلوه عن أشياخهم وأظهروه , ولم أزل أسمع ممن يوثق به أنه ـ الإمام ـ كان صديقاً للتميميين سلف أبي محمد رزق الله بن عبدالوهاب ابن عبدالعزيز بن الحارث , وكانوا له مكرمين , وقد ظهر أثر بركة تلك الصحبة على أعقابهم , حتى نسب إلى مذهبه أبو الخطاب الكلوذاني من أصحابهم , وهذا تلميذ أبي الخطاب أحمد الحربي يخبر بصحة ما ذكرته وينبي , وكذلك كان ينهم وبين صاحبه أبي عبدالله بن مجاهد وصاحب صاحبه أبي بكر بن الطيب ـ الباقلاني ـ من المواصلة والمؤاكلة ما يدلّ على الاختلاق من الأهوازي . . ) اهـ . وانظر أيضاً ص/ 163 من نفس الكتاب .
(4) قال عنه التاج السبكي : الملقب بشيخ الإسلام , لقبه أهل السنة في بلاد خراسان , فلا يعنون عند إطلاقهم هذه اللفظة غيرَه .

عبد الله ياسين
04-03-2009, 11:52 AM
للعلم ان كل شراح الحديث كانوا اشاعرة على مر الزمن ماعدا ابويعلى الذي شذ عنهم ووصفه اهل الحديث بالتجسيم
اما الدارامي فيوجد هنالك خلط ينبغي التنبه اليه
عثمان ابن سعيد الدارامي المجسم صاحب كتاب الرد على بشره المريسي توفي سنة282هجري
الامام الحافظ السني ابي محمد عبد الله ابن بهرام الدارمي صاحب كتاب السنن اي سنن الدارامي توفي سنة 255هجري


بارك الله فيك على التنبيه.

نسبة كتاب " الرد على بشر المريسي " للدارمي فيه مقال ليس هذا محل بسطه...

و مُحتوى الكتاب فيه عبارات تجسيم واضحة و للعلاّمة الفهّامة الأصولي المُحقّق المدقّق سيّدي محمّد العربي التبّاني السطايفي ( من زاوية الشيخ سيّدي بلعيساوي بدائرة " رأس الوادي " ولاية : " البرج بوعريريج " حاليًا ) المكّاوي نزيل مكة المُكرّمة - رحمه الله برحمته الواسعة - نقد موضوعي لهذا الكتاب المنسوب للدارمي ؛ تجده في كتابه التُحفة " براءة الأشعريّين من عقائد المُخالفين " ؛ فليُراجع للفائدة...

رحم الله أئمّتنا

أبوصلاح الدين
04-03-2009, 12:15 PM
انتقد اهل الحديث قديما علماء الكلام بانهم يقضون حياتهم في القيل والقال وشرح المصطلحات حتي تقول احد العجائز لاحد العلماء-هكذا زعموا- لو لم يكن في عقلك ألف شك عن الله مابحثت له عن الف دليل للاستدلال علي وجوده.وهاهم قد وقعوا فيما نهوا الناس عنه وسيقضون حياتهم في الرد علي أبي الحسن الأشعري رحمه الله .يتوهم احدهم بعد ان يعيش في ظلال مصطلحات خاصة وينقل لنا من هنا وهناك أنه ينافح عن رب العالمين .0وهيهات .
اختلاف العلماء في نقاط معينة من المباحث العقدية لايفسد اولا للود قضية .ثم من اللغو هذه الردود والتي تتضمن سخرية مبطنة.
أنا أشعري العقيدة وقد درسنا جوهرة التوحيد عند المشايخ الكرام وقرأت كبري اليقينيات للشيخ البوطي حفظه الله وهو من احسن ماألف في هذا الباب .ثم اطلعت علي عقيدة المسلم للشيخ الغزالي رحمه الله ولم يسلك فيها مسلك الاشاعرة وتدارسنا عقيدة المؤمن للشيخ جابر الجزائري علي المنهج السلفي ووالله ماشعرت بفرق كبير .مجرد مصطلحات .ولكن يوم تقرأ (إحياء علوم الدين ) والحكم العطائية وغيرها من كتب الترغيب والترهيب عندها تغرس العقيدة في القلب .مقصودي ان العقيدة ينبغي ان تكون سلوكا قبل ان تبقي مجرد مصطلحات موضوعة للمزايدات والمشاحنات.

®عبـ القادر ـد®
04-03-2009, 01:25 PM
الأشعري رحمه الله قد مرّ في حياته بأطوار عديدة تركت آثارها العميقة في مؤلفاته وأتباعه فقد كان رحمه الله على معتقد المعتزلة ثمّ تركهم وسلك طريق ابن كلاب ليستقرّ أمره بعد ذلك على البراء من كلّ ما خالف عقيدة الإمام احمد رحمه الله



عـــــــــــــادتـ حليمة لعــــــــــــاداتها القـــــــــديمة

لو كنا نقول لحجر او شجر استحالة مرور الأشعري بثلاث مراحل تكون قد استوعبتـ فمال هؤلاء القوم كل ما نُخبر أحدهمـ بان القول مُختلق يأتي الثاني ويخليك تعيد له الدرس
thumbdown ياريت يفهمـ بعد الإعادة thumbdown

®عبـ القادر ـد®
04-03-2009, 01:47 PM
والإفراد هو الموافق للكتاب والسنةوأقوال السلف , وهذا نصٌّ واضح في التلاعب بنسخ الكتاب , ولفظ العينين لم يردْ فيالقرآن ولا في السنة , ومن ثنَّى فقد قاس الله تعالى على المحسوس المشاهد من الخلقتعالى الله وتقدس عن ذلك .



في كتاب "عقيدة اهل السنة والجماعة" يقول ابن عثيمين (ونؤمن بأن لله عينين اثنين حقيقيتين ) ويقول (أجمع أهل السنة على ان العينين اثنتان) !!!

الأولى أن يراجعوا عقيدتهم وبعدين يحكوا على عقائد السلف

ولمن اراد تحميل هذا الكتاب (مرفق) ؛ صغير يحوي على 16 صفحة فقطـ

أبو اسامة
04-03-2009, 01:56 PM
في كتاب "عقيدة اهل السنة والجماعة" يقول ابن عثيمين (ونؤمن بأن لله عينين اثنين حقيقيتين ) ويقول (أجمع أهل السنة على ان العينين اثنتان) !!!

الأولى أن يراجعوا عقيدتهم وبعدين يحكوا على عقائد السلف

ولمن اراد تحميل هذا الكتاب (مرفق) ؛ صغير يحوي على 16 صفحة فقطـ


لا حول ولا قوة الا بالله

GHOUAR
04-03-2009, 05:22 PM
سرت مشرقا وسارت مغربة
شتَّان بين مُشرِّق ومغرِّبـ

أتمنى ياا فاضل انَّكـ تفهم ما تنسخه وقبلها أنَّكـ فهمت اثباتـ صفة الملل في حق الله ؛ جاوبني على الآتي :
هل نُثبتـ هذه الصفات في حق الله تعالى
" يا بن آدم مرضت فلم تعدني " الحديث // هل نستطيع القول ان الله يتصف بالمرض ؟؟
" يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر " الحديث // هل يصح ان تقول الله يتعرض للاذى من ابن ادم ؟؟

انتظر جوابكـ ياا فااضل




لقد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله على تفسه على سبيل الجزاء والعمل والمقابلة وهي فيما سبقت فيه مدح وكمال ولكن لا يجوز أن يشتق الله منها أسماء ولا تطلق عليه في غيرما سبقت فيه من الأيات كقوله (إن المنافقين يخادعون الله وهوخادعهم ) وقوله (ومكروا ومكر الله ) وقوله (نسو الله فنسيهم ) فلا يطلق على الله مخادع ماكر ناسي ونحو ذلك مما يتعالي الله عنه ولا يقال الله
يستهزئ يخادع ويمكر وينسي على سبيل الاطلاق لان الخداع و المكر يكون مدحا ويكون ذما فلا يجوز أن يطلق على الله إلا مقيدا مايزيل الاحتمال المذموم منه كما ورد مقيدا في الايات من أجل ذلك لم يرد في أسماءه تعالي : المتكلم الفاعل الصانع لأن مسمياتها تنقسم إلي ممدوح ومذموم ولو جاز أن يشتق الله سبحانه تلك الاسماء الماكر المخادع بحجة أطلاق أفعالها في القرأن على الله على لجاز أن يجعل من إسماءه الداعي.الذهب. القادم. الناسي القاسم.الساخط.الغضبان.اللاعن وغير من تلك التي أطلق القرأن أفعالها على نفسه
فالله لم يصف نفسه باكيد والمكر والخداع إلاعلى وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغيرحق المجازاة على ذلك يعتبرحسنة من المخلوق فكيف من الخالق ومن أسماء الله مالايطلق عليه مقترنا بمقابلة فإنه إذا أطلق وحده أوهم نقصا فمن ذلك المانع.الضار.القابض الحافض
فلاتطلق على الله منفردة بل يجب قرنها بما يقابلها فيقال : المعطي المانع.الضار النافع.المعزالمذل.ومن ذلك المنتقم لم يأت فى القرأن إلا مضافا الي ذي كقوله تعالي(عزيز ذو إنتقام) أو مقيدا بالمجر(إنا من المجرمين منتقمون)

GHOUAR
04-03-2009, 08:22 PM
سرت مشرقا وسارت مغربة
شتَّان بين مُشرِّق ومغرِّبـ

أتمنى ياا فاضل انَّكـ تفهم ما تنسخه وقبلها أنَّكـ فهمت اثباتـ صفة الملل في حق الله ؛ جاوبني على الآتي :
هل نُثبتـ هذه الصفات في حق الله تعالى
" يا بن آدم مرضت فلم تعدني " الحديث // هل نستطيع القول ان الله يتصف بالمرض ؟؟
" يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر " الحديث // هل يصح ان تقول الله يتعرض للاذى من ابن ادم ؟؟

انتظر جوابكـ ياا فااضل


لدي بعض الملاحظات أرجوا الإجابة عليها:
-إذا كانت الفلسفة الاسلاميه وليدة حركة الترجمة من اليونان فعلم الكلام ومذهب الأشاعرة وليد ماذا ؟
-يقول الفلاسفة في ردهم على حجة أهل الكلام بأن الاسلام يقدم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض بأن الدين متى صار عقليا لم يعد دينا بل أصبح علما ؟
-بماذا يرد الإشاعرة على هذا القول مع العلم أن الدين هو الايمان بخالف غير منظور وأخره غيرمنظورة ووحي ونبوءة ومعجيزات وبعث وحشر وثواب وعقاب وكلها غير محسوسة وغير معقولة ولادليل عليها غير ماجاء في القرآن فمن يريد فهم هذه الامور بعقله ليقول إن دينه عقلي ينتهي الي رفع ذلك كله لامحالة
-الإشاعرة ينكرون أمورا وردت أيات وأحاديث كمسالة الاستواء ومسألة التنزل لله عز وجل وغيرها وهنا نجد أحدا الأمرين لازم إما أن يكون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الحق أوما يقوله هؤلاء الأشاعرة هو الحق وهما متناقضان ومن عرف ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ثم وافق الاشاعرة فلا ريب أن في قلبه دغل وهوى و--و-----و----و
-من تكلم بلاعلم وقال غير الحق فإنه يسمي كاذب فكيف بمن ينقل من كلام موجود خلاف ماهوفيه مما يعرف كل من تدبرالكلام أن هذا نقل باطل وهذا حال الاشاعرة مع القرآن ينقلون من القرأن ماهوغير موجود فيه
-إن قضية إعتناق مذاهب إنسانية قبل أن تكون إعتناقا لفكر أوإقتناعا لمبدأ هي قضية إيمان وتسليم فمن الحقائق المقررة في الاسلام أن الله لم يترك مناهج إصلاح البشر للبشر بشكل مطلق بل تولي سبحانه وتعالى ذلك بنفسه فارسل الرسل وأنزل الكتب وإن الظن بأن البشر يمكنهم التفرد بتدبر شؤوتهم بما يتفق مع عاية خلقهم والظن بأن يعرفون الله بعقولهم وإدراكاهم وفكرهم وفقط هو سوءظن بالله وادعاء عليه بعدم الحكمة إن الفكر في النهاية هو إتباع الهوى الذي يهوي بالانسان إلي الضياع
-التوحيد ألطف شئ وأنزهه وأنظفه فأدني شئ يدنسه ويؤثر فيه فهو كأبيض ثوب يؤثر فيه أدني أثر
ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية
-يقول أحمد ابن حنبل: عند علم الكلام (علماء)
الكلام زنادقة لا يفلح صاحب كلام أبدا
لايرى أحد في الكلام إلا وفي قلبه (دغل)
ويقول الشافعي: ما إرتدي أحد بالكلام فأفلح
أهل الكلام أن يضربو بالحديد ويطاف بهم في العشائر والقبائل
ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واخذ في الكلام
-إدا سمعت الرجل يقول الاسم هوالمسمي فاشهد أنه من أهل الكلام
ويقول ابويوسف تلمذ أبوحنيفة :من طلب العلم بالكلام تزندق
وقال مالك:الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل المدينة يكرهونه وينهون عنه

عبد الله ياسين
04-03-2009, 10:37 PM
عقيدة المسلم للشيخ الغزالي رحمه الله ولم يسلك فيها مسلك الاشاعرة

أخي الكريم الشيخ محمّد الغزالي رحمه الله أشعريّ ومنهجه في كتابه " عقيدة المسلم " موافقٌ للأشاعرة و قد أشار الدكتور يوسف القرضاوي الى هذه الحقيقة في كتابه الذي كتبه عن الشيخ رحمه الله : " الشيخ الغزالي كما عرفته رحلة نصف قرن " ؛ فليُراجع للفائدة

عبد الله ياسين
04-03-2009, 10:52 PM
algeroi :

بالنسبة لخرافة الأطوار الثلاثة لأبي الحسن الأشعري و كذالك نسبة كتاب الإبانة للشيخ على ما هو عليه من تناقضات و اختلافات ؛ فقد تمّ حسم المسألة علميًّا و حضرتك لا زلت تعتمدُ على شبه عارية بالية كشف زيفها أهل العلم و لستُ أدري ما فائدة تكراركم هذه الشبه المدحوضة الاّ إذ حملنا فعلكم هذا على باب : " كَثْرَة النَّقْل تَزِيد فِي الثِّقل " !!! ؛ و يبدو أنّ ساقيتكَ قد قابلت بحراً لدا فأنتَ سامحك الله تدور في حلقة مُفرغة فالمكان الذي ارتحلتَ منهُ هو ذاتهُ للأسف ا لمكان الذي ارتحلتَ اليه ؛ و لله في خلقه شؤون !

ايتنَا بكلامٍ علميٍّ يدحض هذه الحقائق :

الكلام على نسبة كتاب الإبانة للأشعري و خرافة مروره بثلاث مراحل


أودُّ أن أنبّه على نقاط :

أوّلاً :
قول الحافظ ابن كثير يدلّ على أنّ الأمر اجتهاد من بعض ؛ و كلمة " ذكروا " إخبار عن مذهب بعضهم في المسألة و ليست من صيغ الجزم بل هي من صيغ التمريض في مثل هذا المقام ؛ و عليه فهذا الخبر يحتاج الى دليل قطعي و لا يكفي الإخبار به فقط ؛ و ذكر الحافظ ابن كثير لمذهب بعضهم في المسألة لا يعكسُ بالضرورة رأيه هو في الأمر ، كيف و " تفسيره للقرآن الكريم " مملوء بالتأويل ؟! ؛ فتأمّل !

ثانيًا :

هل يصحُ في الأذهان أن يتوب إمام كبير مثل الإمام أبي الحسن عن مذهبه و لا ينقل ذالك تلامذته و خاصته ؟!!!

ثمّ لماذا نقلوا لنا رحمهم الله توبته من الإعتزال و لم يذكروا لنا بعد ذالك توبته مرة أخرى و رجوعه الى مذهب ثالث ؟!!!

لم ينقل عن أحدٍ ممّن هم أعرف بأبي الحسن الأشعري أنه مرّ في حياته بثلاث مراحل ! بل كلهم مُطبقون على أنّ الإمام تاب من مذهب المعتزلة ليرجع الى مذهب أهل السنة.

وقديماً قالوا " أهل مكة أدرى بشعابها " ، و عليه قل لي بربك كيف انكشف لأصحاب هذه الفكرة - مرور أبى الحسن بثلاث مراحل ! - ما خفي على الحافظ ابن عساكر و الحافظ البيهقي و غيرهم من أهل العلم كتلاميذه الذين عايشوه طيلة حياته العلمية الى وفاته و كتبوا عن عقيدته - رحم الله الجميع - و هم ورثة الشيخ فمن أعرفُ بالدّار أكثر من صاحبها ؟!!!

إليك تفنيد لهذه المزاعم من كلام الحافظ هبة الله بن عساكر الدمشقي رحمه الله كما تجده في " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري " :
قال أبو بكر بن فورك رحمه الله انتقل الشيخ أبو الحسن علي بن اسمعيل الأشعري رضي الله عنه من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية وصنف في ذلك الكتب وهو بصري من أولاد أبي موسى الأشعري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الذي فتح كثيرا من بلاد العجم منها كور الأهواز ومنها أصبهان وكان نفر من أولاد أبي موسى الأشعري رضي الله عنه بالبصرة وإلى وقت الشيخ أبي الحسن منهم من كان يذكر بالرياسة فلما وفق الله الشيخ أبا الحسن ما كان عليه من بدع المعتزلة وهداه إلى ما يسره من نصرة أهل السنة والجماعة ظهر امره وانتشرت كتبه بعد الثلثمائة وبقى إلى سنة أربع وعشرين وثلثمائة.انتهى

فها هم أعرف القوم بشيخ السنة يُصرّحون أن الإمام أبا الحسن بعد توبته من الاعتزال مباشرة رجع إلى مذهب السلف الصالح و صنف على طريقتهم كتبه في نصرة مذهب أهل الحق.

يعني المرحلة التي يُطلق عليها المُخالف مرحلة البدعة ما أطلق عليها الحفاظ : مرحلة " نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة" ؟!!! و لا وجود لمرحلة الثالثة ؟!!!

ولو افترض وجود هذه المرحلة المزعومة ، فعلى أي ّّمذهب في العقيدة كان الحافظ ابن عساكر و الحافظ البيهقي و غيرهم ؟!!! و هل كانوا يُدافعون عن مذهبٍ للأشعري تاب هو منه ؟!!!

لماذا لقّبوا بالحفاظ - كما تجده في طبقات الحفاظ - إن لم يحفظوا مذهب شيخهم في العقيدة ؟!!!

قال القاضي ابن فرحون المالكي رحمه الله في " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " :
المتكلم بن إسماعيل بن أبي بشر بن إسحاق بن أبي سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مالكيا صنف لأهل السنة التصانيف وأقام الحجج - على إثبات السنن وما نفاه أهل البدع : من صفات الله تعالى ورؤيته وقدم كلامه وقدرته عز وجل وأمور السمع الواردة: من الصراط والميزان والشفاعة والحوض وفتنة القبر الذي نفته المعتزلة وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية ودفع شبه المعتزلة ومن بعدهم من الملحدة والرافضة وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة وناظر المعتزلة وظهر عليهم.
وكان أبو الحسن القابسي يثني عليه وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه أثنى عليه وأنصف وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين... وذكر أنه كان في ابتداء أمره معتزليا ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وأمره بالرجوع إلى الحق ونصره فكان ذلك والحمد لله تعالى.انتهى

يعني مذهب أهل السنة و الحديث هو الذي اتبعه أبى الحسن بعد توبته من الإعتزال و ليس كما يروج البعض !

قال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان في " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان " :
أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنة ، وإليه تنسب الطائفة الأشعرية ، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه، والقاضي أبو بكر الباقلاني ناصر مذهبه ومؤيد اعتقاده...وقد صنف الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في مناقبه مجلدا .انتهى

يعني أنّ أبى الحسن ناصر مذهب السنة ...

في أيّ مرحلة يا ترى ؟!

نتابع ما قاله رحمه الله حتى يتّضح الجواب :

وكان أبو الحسن الأشعري أولا معتزليا، ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة، ورقي كرسيا ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا فلان بن فلان، كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا تراه الأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع، معتقد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم ومعايبهم.

وكان فيه دعابة ومزاح كثير، وله من الكتب كتاب " اللمع " وكتاب " الموجز " وكتاب " إيضاح البرهان " وكتاب " التبيين عن أصول الدين " وكتاب " الشرح والتفصيل في الرد على أهل الإفك والتضليل " وهو صاحب الكتب في الرد على الملاحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج، وسائر أصناف المبتدعة.

ودفن في مشرعة الروايا في تربة إلى جانبها مسجد وبالقرب منها حمام وهو عن يسار المار من السوق إلى دجلة. وكان يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلال بن أبي بردة ابن أبي موسى على عقبه، وكانت نفقته في كل يوم سبعة عشر درهما، هكذا قاله الخطيب. وقال أبو بكر الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم. وقال أبو محمد علي بن حزم الأندلسي: إن أبا الحسن له من التصانيف خمسة وخمسون تصنيفا.انتهى

يعني مذهب السنة هو المرحلة التي رجع فيها عن الإعتزال و لا وجود للمرحلة الثالثة المزعومة !

و نحن المُخالف مرة أخرى : لماذا نقل العلماء و المؤرخون توبة أبى الحسن من الإعتزال و لم ينقل أحدٌ منهم توبته من طريقته في المرحلة الثانية ؟!!!

وهل يُعقل أن يُعلن أبى الحسن توبته من الإعتزال أمام الملأ و يسمع ذالك القاصي قبل الدّاني و لا يفعل الشئ ذاته حين انتقل الى المرحلة الثالثة المزعومة حتى اكتشفها المتأخّرون و خفيت على أصحابه من المتقدّمين ؟!!!

قال العلاّمة ابن خلدون رحمه الله في "المقدّمة" :
فأما السلف من الصحابة والتابعين فأثبتوا له صفات الألوهية و الكمال و فوضوا إليه ما يوهم النقص ساكتين عن مدلوله‏.‏ ثم اختلف الناس من بعدهم و جاء المعتزلة فأثبتوا هذه الصفات أحكاما ذهنية مجردة و لم يثبتوا صفة تقوم بذاته و سموا ذلك توحيدا و جعلوا الإنسان خالقا لأفعاله و لا تتعلق بها قدرة الله تعالى سيما الشرور و المعاصي منها إذ يمتنع على الحكيم فعلها‏.‏ و جعلوا مراعاة الأصلح للعباد واجبة عليه‏.‏ و سموا ذلك عدلا بعد أن كانوا أولا يقولون بنفي القدر و أن الأمر كله مستأنف بعلم حادث و قدرة و إرادة كذلك كما ورد في الصحيح‏.‏ و إن عبد الله بن عمر تبرأ من معبد الجهني وأصحابه القائلين بذلك‏.‏ و انتهى نفي القدر إلى واصل بن عطاء الغزالي منهم تلميذ الحسن البصري لعهد عبد الملك بن مروان‏.‏ ثم آخرا إلى معمر السلمي و رجعوا عن القول به‏.‏ و كان منهم أبو الهذيل العلاف و هو شيخ المعتزلة‏.‏ أخذ الطريقة عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل‏.‏ و كان من نفاة القدر و اتبع رأي الفلاسفة في نفي الصفات الوجودية لظهور مذاهبهم يومئذ...إلى أن ظهر الشيخ أبو الحسن الأشعري و ناظر بعض مشيختهم في مسائل الصلاح و الأصلح فرفض طريقتهم و كان على رأي عبد الله بن سعيد بن كلاب و أبي العباس القلانسي و الحرث بن أسد المحاسبي من أتباع السلف و على طريقة السنة‏.‏ فأيد مقالاتهم بالحجج الكلامية و أثبت الصفات القائمة بذات الله تعالى من العلم و القدرة و الإرادة التي يتم بها دليل التمانع و تصح المعجزات للأنبياء‏.انتهى

فتاب من الإعتزال ليرجع الى مذهب أهل السنة ، فأين وردت هذه المرحلة الثالثة المزعومة ؟!!!

قال العلامة ابن قاضي شهبة رحمه الله في كتابه " طبقات الشافعية " :
علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى ابن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والمصحح لعقائد المسلمين مولده سنة ستين ومائتين وقيل: سنة سبعين أخذ علم الكلام أولا عن أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة ثم فارقه ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك وشرع في الرد عليهم والتصنيف على خلافهم ودخل بغداد وأخذ عن زكريا الساجي وغيره وقال أبو بكر الصيرفي: وهو من نظراء الشيخ أبي الحسن كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فحجرهم في أقماع السمسم وقال القاضي أبو بكر الباقلاني: أفضل أحوالي أن أفهم كلام الشيخ أبي الحسن وكان لا يتكلم في علم الكلام إلا حيث وجب عليه نصرة الحق قال الخطيب البغدادي: أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة - والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعة وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي.انتهى

فأين التوبة الثانية المزعومة ؟!!!

أمّا عن كتاب الإبانة فهو من تأليفه رحمه الله ، ولكن صورته التي هو عليها اليوم تدلّ بوضوح أنّ أيادي التلاعب و الدّس قد وصلت إليه، وهذا واضح من وجوه :
(1) التباين الواضح في النصوص بين كلّ نسخ الإبانة المطبوعة اليوم ومن قارن بين الجزء الذي نقله الحافظ ابن عساكر رحمه الله من النسخة الأصلية للإبانة و بين الجزء ذاته من الإبانة المطبوعة اليوم يتضح له بما لا يدع مجالاً للشك الفارق و قد ألف العلامة وهبي سليمان غاوجي رسالة في هذا الموضوع بعنوان "نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبى الحسن الأشعري " أجاد فيها و أفاد و أثبت بأدلة موضوعية أن الإبانة بصورتها اليوم لا تصح نسبتها للإمام الأشعري رحمه الله فليراجعها من يريد التوسّع في الأمر.

(2) الإبانة المتداولة اليوم فيها الإنتقاص من الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه بله رميه بالشرك !!! ، فقد جاء فيها :
وذكر هارون بن إسحاق الهمداني عن أبي نعيم عن سليمان بن عيسى القاري عن سفيان الثوري، قال: قال لي حماد بن أبي سليمان: بلِّغ أبا حنيفة المشرك أنِّي منه برئ. قال سليمان: ثم قال سفيان: لأنه كان يقول القرآن مخلوق.انتهى

فقل لي بربك هل يصحّ أن يكتب هذا الكذب إمام السنة أبى الحسن الأشعري رحمه الله ؟!!!


قال العلامة المُحقّق محمّد زاهد الكوثري في " لفت اللحظ " :
و من غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر من أنّ حماد بن أبي سليمان قال : " بلّغ أبا حنيفة المشرك أني بريء من دينه " !!! و كان يقول بخلق القرآن !!! فإن لفظ حماد : " بلّغ أبا فلان " لا " أبا حنيفة " كما في أول خلق الأفعال للبخاري !!! فجعل من لا يخاف الله لفظ " أبا حنيفة " في موضع " أبا فلان " !!! و الله أعلم من هو " أبو فلان " هذا و ما هي المسألة ؟!!!...
و قد أفضنا في البحث بعض إفاضة لما ازداد في هذا العصر من أمثال هذه التحريفات المفضوحة في كتب ينشرها الحشوية ضد الأئمة المتبوعين. و لله عاقبة الأمور.انتهى

قال الشيخ وهبي غاوجي الألباني [ نظرة علمية في نسبة كتاب الإبانة جميعه إلى الإمام أبى الحسن الأشعري ] :
ولا بأس أن نقول : لو كان الإمام الأشعري رحمه الله تعالى نسب حقاً إلى الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ القول بخلق القرآن لما كان للإمام الأشعري تلك المكانة العالية عند الحنفية أتباع الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى. فلا تلتفت أيها القارئ إلى تلك النقول المبتورة مبتدأً والباطلة سنداً، وأحسن الظن بالإمام الأشعري كما تحسن الظن بإمام الأئمة الفقهاء وسائر الأئمة رضوان الله تعالى عليهم. وتذكر أنه أُدخِل الكثيرُ من الأباطيل على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُكّبت لها أسانيد باطلة، لكلمات باطلة. كذلك ولا تنس أنه حُشِر في كتب كثير من العلماء كلماتٌ وعبارات وحذف منها كلمـات وعبارات حتى في حيـاة أصحابها.انتهى

(3) قال الإمام العلاّمة صَلاح الدّين خليل بن ايبك الصفدي في كتابه [ " الوافي بالوفيات " ؛ الجزء التاسع عشر صفحة 117 ؛ الطبعة الأولى : دارُ إحياء التراث العربي للطباعة و النشر و التوزيع ] عند ترجمة إمام الحرمين أبو المعالي الجويني :
قال المازري رحمه الله في " شرح البرهان " في قوله : " إن الله يعلم الكليات لا الجزئيات " !!! وددت لو محوتها بدمي أو بدمع عيني !
قُلتُ - أي العلامة الصفدي - : أنا أحاشي إمام الحرمين عن القول بهذه المسألة، والذي أظنه أنها دست في كلامه و وضعها الحسدة له على لسانه كما وُضِعَ كتاب "الإبانة" على لسان الشيخ أبي الحسن الأشعري.انتهى
فليُتأمّل !

®عبـ القادر ـد®
04-03-2009, 11:10 PM
لقد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله على تفسه على سبيل الجزاء والعمل والمقابلة وهي فيما سبقت فيه مدح وكمال ولكن لا يجوز أن يشتق الله منها أسماء ولا تطلق عليه في غيرما سبقت فيه من الأيات كقوله (إن المنافقين يخادعون الله وهوخادعهم ) وقوله (ومكروا ومكر الله ) وقوله (نسو الله فنسيهم ) فلا يطلق على الله مخادع ماكر ناسي ونحو ذلك مما يتعالي الله عنه ولا يقال الله
يستهزئ يخادع ويمكر وينسي على سبيل الاطلاق لان الخداع و المكر يكون مدحا ويكون ذما فلا يجوز أن يطلق على الله إلا مقيدا مايزيل الاحتمال المذموم منه كما ورد مقيدا في الايات من أجل ذلك لم يرد في أسماءه تعالي : المتكلم الفاعل الصانع لأن مسمياتها تنقسم إلي ممدوح ومذموم ولو جاز أن يشتق الله سبحانه تلك الاسماء الماكر المخادع بحجة أطلاق أفعالها في القرأن على الله على لجاز أن يجعل من إسماءه الداعي.الذهب. القادم. الناسي القاسم.الساخط.الغضبان.اللاعن وغير من تلك التي أطلق القرأن أفعالها على نفسه
فالله لم يصف نفسه باكيد والمكر والخداع إلاعلى وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغيرحق المجازاة على ذلك يعتبرحسنة من المخلوق فكيف من الخالق ومن أسماء الله مالايطلق عليه مقترنا بمقابلة فإنه إذا أطلق وحده أوهم نقصا فمن ذلك المانع.الضار.القابض الحافض
فلاتطلق على الله منفردة بل يجب قرنها بما يقابلها فيقال : المعطي المانع.الضار النافع.المعزالمذل.ومن ذلك المنتقم لم يأت فى القرأن إلا مضافا الي ذي كقوله تعالي(عزيز ذو إنتقام) أو مقيدا بالمجر(إنا من المجرمين منتقمون)


هناكـ موضوع قريب لهذا الكلام بعدما أثبتـ أحد شيوخه الملل والتأذي في حق الله فتحه جمال البليدي هــــــــــنــــا (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?p=528233#post528233)




لدي بعض الملاحظات أرجوا الإجابة عليها:
-إذا كانت الفلسفة الاسلاميه وليدة حركة الترجمة من اليونان فعلم الكلام ومذهب الأشاعرة وليد ماذا ؟
-يقول الفلاسفة في ردهم على حجة أهل الكلام بأن الاسلام يقدم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض بأن الدين متى صار عقليا لم يعد دينا بل أصبح علما ؟
-بماذا يرد الإشاعرة على هذا القول مع العلم أن الدين هو الايمان بخالف غير منظور وأخره غيرمنظورة ووحي ونبوءة ومعجيزات وبعث وحشر وثواب وعقاب وكلها غير محسوسة وغير معقولة ولادليل عليها غير ماجاء في القرآن فمن يريد فهم هذه الامور بعقله ليقول إن دينه عقلي ينتهي الي رفع ذلك كله لامحالة
-الإشاعرة ينكرون أمورا وردت أيات وأحاديث كمسالة الاستواء ومسألة التنزل لله عز وجل وغيرها وهنا نجد أحدا الأمرين لازم إما أن يكون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الحق أوما يقوله هؤلاء الأشاعرة هو الحق وهما متناقضان ومن عرف ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ثم وافق الاشاعرة فلا ريب أن في قلبه دغل وهوى و--و-----و----و
-من تكلم بلاعلم وقال غير الحق فإنه يسمي كاذب فكيف بمن ينقل من كلام موجود خلاف ماهوفيه مما يعرف كل من تدبرالكلام أن هذا نقل باطل وهذا حال الاشاعرة مع القرآن ينقلون من القرأن ماهوغير موجود فيه
-إن قضية إعتناق مذاهب إنسانية قبل أن تكون إعتناقا لفكر أوإقتناعا لمبدأ هي قضية إيمان وتسليم فمن الحقائق المقررة في الاسلام أن الله لم يترك مناهج إصلاح البشر للبشر بشكل مطلق بل تولي سبحانه وتعالى ذلك بنفسه فارسل الرسل وأنزل الكتب وإن الظن بأن البشر يمكنهم التفرد بتدبر شؤوتهم بما يتفق مع عاية خلقهم والظن بأن يعرفون الله بعقولهم وإدراكاهم وفكرهم وفقط هو سوءظن بالله وادعاء عليه بعدم الحكمة إن الفكر في النهاية هو إتباع الهوى الذي يهوي بالانسان إلي الضياع
-التوحيد ألطف شئ وأنزهه وأنظفه فأدني شئ يدنسه ويؤثر فيه فهو كأبيض ثوب يؤثر فيه أدني أثر
ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية
-يقول أحمد ابن حنبل: عند علم الكلام (علماء)
الكلام زنادقة لا يفلح صاحب كلام أبدا
لايرى أحد في الكلام إلا وفي قلبه (دغل)
ويقول الشافعي: ما إرتدي أحد بالكلام فأفلح
أهل الكلام أن يضربو بالحديد ويطاف بهم في العشائر والقبائل
ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واخذ في الكلام
-إدا سمعت الرجل يقول الاسم هوالمسمي فاشهد أنه من أهل الكلام
ويقول ابويوسف تلمذ أبوحنيفة :من طلب العلم بالكلام تزندق
وقال مالك:الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل المدينة يكرهونه وينهون عنه



معجيزات


مُعجزاتـ


سيتم الـــرد على ما أسميته ملااحظاتـ وأوردته في قالب أسئلة واستفساراتـ بالتفصيل ؛ المهم أعرني اهتمامكـ ووقتها نعلم ما ذمَّه الأشاعرة , وعند الانتهاء سأورد لكـ أقوال المجسمة أعداء التجسيم في عصرنا حتى يرسخ لديكـ لماذا خالف هؤلاء الأشاعرة ورموهمـ بالضلاال


تح ــيااتي

فارس العاصمي
04-03-2009, 11:11 PM
هل مازلتم في حل واربط واربط وحل
لن تخرجوا بشيئ
والله في اعتقادي لو بقيتوا ابد الدهر فلن يقنع احدكم الاخر
اللهم امتنا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته الاطهار وصحابته الاخيار

آمين

عبد الله ياسين
05-03-2009, 12:41 AM
أين كان الله رب العزة قبل الخلق؟
سم الله الرحمن الرحيم
الجواب هو في حديث أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال: أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: كان في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق العرش ثم استوى عليه رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي، وصححه الترمذي في موضع، وحسنه في موضع، وحسنه الذهبي.


جاء في سنن الترمذي : حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمِّهِ ‏ ‏أَبِي رَزِينٍ ‏ ‏قَالَ قُلْتُ ‏‏يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ قَالَ ‏ ‏كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ.

الكلام على الحديث باختصار :
(1) قال الإمام أبو عيسى الترمذي - صاحب السنن - بعد رواية هذا الحديث :
قَالَ ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : " ‏ ‏الْعَمَاءُ " : أَيْ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَكَذَا رَوَى ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏وَكِيعُ بْنُ حُدُسٍ ‏ ‏وَيَقُولُ ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏وَأَبُو عَوَانَةَ ‏ ‏وَهُشَيْمٌ ‏ ‏وَكِيعُ بْنُ عُدُسٍ ‏ ‏وَهُوَ أَصَحُّ ‏ ‏وَ أَبُو رَزِينٍ ‏ ‏اسْمُهُ ‏ ‏لَقِيطُ بْنُ عَامِرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَهَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ.انتهى ‏ ‏

الإمام يزيد بن هارون من السلف و في هذا النّص هو يبيّن لنا اعتقاد السّلف و هو : " أنّ الله كان و ليس معه شيء " إذاً لا يصحُّ اعتماد المُخالف على الحديث لإثبات ما يُسمّيه ((( الجهة العدمية لله !!!))) تعالى الله عن ذالك ؛ فليُتأمّل !

(2) قال الإمام السّندي في" شرح سنن الإمام ابن ماجة " :
قَوْله ( أَيْنَ كَانَ رَبّنَا ) ‏
قِيلَ هُوَ بِتَقْدِيرِ : " أَيْنَ كَانَ عَرْش رَبّنَا " قَالَ وَ يَدُلّ عَلَيْهِ قَوْله قَبْل : " ثُمَّ خَلَقَ عَرْشه عَلَى الْمَاء " وَ عَلَى هَذَا يَحْتَمِل قَوْله قَبْل أَنْ يَخْلُق خَلْقه عَلَى غَيْر الْعَرْش وَمَا يَتَعَلَّق بِهِ وَحِينَئِذٍ لَا إِشْكَال فِي الْحَدِيث أَصْلًا وَالْعَمَاء بِالْفَتْحِ وَالْمَدّ السَّحَاب كَذَا فِي النِّهَايَة وَ مَنْ لَا يَقْدِر مُضَافًا يَقُول لَيْسَ الْمُرَاد مِنْ الْعَمَاء شَيْئًا مَوْجُودًا غَيْر اللَّه لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يَقُول مِنْ قَبِيل الْخَلْق وَالْكَلَام مَفْرُوض قَبْل أَنْ يَخْلُق الْخَلْق بَلْ الْمُرَاد لَيْسَ مَعَهُ شَيْء وَيَدُلّ عَلَيْهِ رِوَايَة كَانَ فِي عَمًى بِالْقَصْرِ فَإِنَّ الْعَمَى بِالْقَصْرِ مُفَسَّر بِهِ قَالَ التِّرْمِذِيّ قَالَ يُرِيد الْعَمَاء : أَيْ لَيْسَ مَعَهُ شَيْء وَعَلَى هَذَا كُلّه
وَ فِي ‏قَوْله : " كَانَ فِي عَمَاء ‏" :
بِمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَدَم شَيْء آخَر وَ يَكُون حَاصِل الْجَوَاب الْإِرْشَاد إِلَى عَدَم الْمَكَان وَ إِلَى أَنَّهُ لَا أَيْنَ ثَمَّةَ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُون هُوَ فِي مَكَان وَ قَالَ كَثِير مِنْ الْعُلَمَاء هَذَا مِنْ حَدِيث الصِّفَات فَنُؤْمِن بِهِ وَ نَكِلُ عِلْمه إِلَى عَالِمه.انتهى ‏ ‏
فتأمّل الفهم السليم لأئمة الإسلام


‏‏

عبد الله ياسين
05-03-2009, 01:01 AM
هل مازلتم في حل واربط واربط وحل
لن تخرجوا بشيئ
والله في اعتقادي لو بقيتوا ابد الدهر فلن يقنع احدكم الاخر
اللهم امتنا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته الاطهار وصحابته الاخيار

آمين



الغرض هو كشف أكاذيب المُخالف على أئمّة الإسلام و هذا واجب بغض النظر عن قبول المُخالف لذالك أو رفضه له ؛ فخدمة الحقّ لا تتعلّق بقبول النّاس له بقدر ما هو اذعان لأمر الحقّ تبارك و تعالى في احقاق الحقّ و ابطال الباطل هذا من وجه ؛ و من وجه آخر ان لم يقتنع المُخالق فذاك شيءٌ يخصّه و لكن النفع قد يتعدى لغيره ممّن يبحثون عن الحقّ بعقولهم لا عقول غيرهم !

قاعدة @ :
الغلو أيًّا كان مصدره و شكله فمآله الزوال و الفناء ؛ " فدولة الباطل الساعة و دولة الحق الى قيام الساعة " ؛ و لن يغلبَ مدفع الباطل سيفَ الحق ؛ و قد قال ربك في محكم تنزيله [ سورة الرعد : 17 ] : { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ } ؛ صدق الله العظيم

فالمسلم مُطالب بفعل ما يجبُ عليه فعله و الباقي على الله ؛ قال ربُك لنبيّه المصطفي صلوات ربي و سلامه عليه [ سورة الرعد : 40 ] : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ } صدق الله العظيم ؛ و لا اخالك أخي الكريم نسيت أنّ سيّدنا نوح عليه الصلاة و السلام حكى عنه القرآن قوله [ سورة نوح ] :{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا (6) } صدق الله العظيم ؛ و قال عنه القرآن أنّه مكث في قومه [ سورة العنكبوت : 14 ] : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } صدق الله العظيم ؛ و مع كلّ هذا كانت أمّة الإستجابة [ سورة هود : 40 ] : { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } صدق الله العظيم ؛ فقد تُؤْتِي الشجرةُ أكلها و لو بعد حين " فعَليكَ أنْ تَزْرَعَ الحَبّ وَ تَرْجوا الثمار مِن الرّب " و كما قال سلفنا : مَنْ دَاوَم طَرْقَ البَاب يوشك أن يُفْتحَ لهُ.

قاعدة للحفظ !

فارس العاصمي
05-03-2009, 01:36 AM
الغرض هو كشف أكاذيب المُخالف على أئمّة الإسلام



ياعيني عليك
هل تظن نفسك بلغت مبلغ من علم او ماذا كل ماتقوم به نسخ ولصق من كتب ائمة اشاعرة
يعني تستدل على من يخالفك من كتبك
جيد واصل


ثم ماهذه الالفاظ التي تستعملها
: ضحك عليك .مسكين .تكذب-وهابي-مجسم -مشبه

ثم عن اي حق تثحدث
طريق السلف اعلم واحكم
وليس كماتقولون ان طريق السلف احكم والخلف أعلم

عبد الله ياسين
05-03-2009, 02:46 AM
ياعيني عليك
هل تظن نفسك بلغت مبلغ من علم او ماذا كل ماتقوم به نسخ ولصق من كتب ائمة اشاعرة
يعني تستدل على من يخالفك من كتبك
جيد واصل


أمامك المُشاركات و أثبت لنا يا فحل أنّها هشّة كما أثبتنا لكم أنّ اتهامكم لأهل العلم مجرّد عويل ليس له دليل !

و لتعلم أنّ الإستشهاد على أمر يتعلّق بقوّة الشاهد و رجاحة الدّليل سواءٌ كان القائل به من المؤيّدين أو من المُعارضين ؛ فافهم !

فإذا فقهتَ هذا علمتَ أنّ لومكَ مردود عليك !



ثم ماهذه الالفاظ التي تستعملها
: ضحك عليك .مسكين .تكذب-وهابي-مجسم -مشبه


أمّا :
(1) " المسكين " : من يتكلّم فيما لا يعلمه فهو مسكين من جهة نقصه المشين في تحرير المسألة ؛ و تبجّحه بما لا يفهمه من " النّسخ و اللّصق " من جهة أخرى.

(2) " ضحك عليك " : بمعنى " استعطبك " ؛ و تقال لمن يضحك على نفسه بمنطق تمجّه العقول السّليمة.

(3) " تكذب " : و صف مشين ... يتعلّق باثبات الدّليل عليه

(4) " وهابي " : نسبة للوهابية ؛ تجدها في عناوين كتب شيوخكم !

(5) " مجسم " و " مشبه " : من يدينون لله بأصول المُجسّمة و المُشبّهة ؛ و راجع كتب أئمّة الملل و الفرق كي تفهم.



ثم عن اي حق تثحدث
طريق السلف اعلم واحكم
وليس كماتقولون ان طريق السلف احكم والخلف أعلم



أرأيت : " كما تقولون " !!!

هكذا وفق مبدأ : " زَنَّاه و جَنَّاه !!!"

فلنلخص اتهامك في ما يلي :
(1) قولك -> { كما تقولون } : لم تسند القول الى قائله ؛ من هم " القائلون " ؟! ففي كلامك " القائل " : ضمير مُستتر !!! ؛ و قد قرّر علماؤنا : " إن كُنتَ نَاقلاً فالصّحة و إن كُنتَ مُدّعيًا فالدّليل " ؛ فأين أنتَ من هذا ؟!!!

(2) قولك -> { ان طريق السلف احكم والخلف أعلم } : لم تحرّر مقصود قائله منه ؛ و قد قرّر علماؤنا : " الحُكم على الشّيء فرعٌ عن تصوّره " ؛ فأين أنتَ من هذا ؟!!!

من (1) و (2) نقول :

مَن ((( ضَحِكَ عليكَ !!!))) بهذا يا ((( مسكين !!!))) ؟!

سلام

فارس العاصمي
05-03-2009, 02:55 AM
عبد الله ياسين

ارجع لمشاركاتك كلها استدلال من أئمة اشاعرة كابن حجر وغيره
واستدلالك باشاعرة على من يخالفوك لايفيد
نحن نقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت تقول قال الامام الفلاني
وفوق كل هذا نجد الامام اشعري
تخيل مثلا اني استدل عليك بقول لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه
الله

ملاحظة انا مسكين والحمد لله
اتبع مانزل على النبي صلى الله عليه وسلم وماجمع عليه السلف الصالح
وان كان هذا تمسكنا فاللهم امتنا مساكين
آمين


كل من على التراب تراب

عبد الله ياسين
05-03-2009, 05:43 AM
عبد الله ياسين

ارجع لمشاركاتك كلها استدلال من أئمة اشاعرة كابن حجر وغيره



كلها " نسخٌ و لصق " آلي لم يفهم صاحبه ما ينقل و الأمر واضح و لله الحمد و المنة ؛ أضف اليه نسبة عقائد باطلة عاطلة مكذوبة على الأئمة و قد ذكرنا لكم أمثلة توضح ما خفي !



واستدلالك باشاعرة على من يخالفوك لايفيد
نحن نقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت تقول قال الامام الفلاني


و هل تفهم النّصوص دون الرّجوع لأئمّة الشأن ؟!!!!!!!!


إذا أردت شرح حديث في البخاري فلا بدّ أن تنهل من شروحات السادة الأشاعرة لأنّ كلّ شرّاح البخاري أشاعرة ؛ هل فهمت أم تريد المزيد !



تخيل مثلا اني استدل عليك بقول لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه
الله


العبرة بالدّليل ؛ فإذا كان قول ابن تيمية في الأشاعرة مبنيٌّ على الدّليل و ليس على التعصّب ؛ فأهلاً به و سهلاً ! ؛ و إذا كان قول أشعريّ في ابن تيمية يعوزه الدّليل ؛ فلا فأهلاً و لا سهلاً !



ملاحظة انا مسكين والحمد لله
اتبع مانزل على النبي صلى الله عليه وسلم وماجمع عليه السلف الصالح
وان كان هذا تمسكنا فاللهم امتنا مساكين
آمين


كل من على التراب تراب


صحّح : أنتَ تتبّع السنة ؛ بفهم أئمّة الإسلام لسنّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم !

algeroi
05-03-2009, 10:46 AM
يـــا عبد الله لاافض فوكـ ولاا عاش شانئوكـ

وما درجة خبث هذا الفكر الذي يتقربون فيه إلى الله بلعن من خالفهمـ ثم يحملون فوق ظهروهم ما لا يفقهون نحو : " البدعة طريقة في الدين مُخترعة تضاهي الشرعية ..."

لكـــن ؛ يـــقال : الملطخ بالعذرة لاا يخطب ابنة الملكـ و الناس هؤلاء ينقصهم مبدأ التخلية قبل التحلية !!!




أرجو من المشرفين مراقبة ما يكتبه أمثال هؤلاء وإلا فلا أقل من عدم التدخل فيما لو أجبرنا على الإنحدار إلى مثل ما أركسوا فيه وشكرا

®عبـ القادر ـد®
05-03-2009, 11:08 AM
الأولى يا حضرة المستشار أن تُجيب عن أصل تقسيم حياة الإمام أبو الحسن إلى ثلااث مراحل ؛ والأولى يا فاضل أن ترد على من كشف تلبييساتكـ وتدليساتكـ ؛ لاا أن تأتينا بردود قيلتـ وتوضَّح للمشرفين عملهمـ .

كلاامي يا غالي جاء ولم أصف فيه أي أحد ولاا نصف انسان ؛ ولو سلَّمنا بهذا المنطق فحين يكتب أحدنا : فلا نامت أعين الجبناء , يقوم واحد ويعترض ويطالب بحذف الموضوع لأنني أوردت لفظ الجبناء ... .. .

لـكن يُقــال : مول التهمة مقلَّق !!!


على الإنحدار


ويـا حضرة المستشار أنا أقل منكـ علماً لكن أعتقد أن الانحدار تُكتب هكذا ولاا نكتب الهمزة

تح ـياتي

algeroi
05-03-2009, 11:16 AM
الأضحك منه مثلك ((( السَّمْج !!! ))) !!!

يا مسكين ؛ كلامك :
(1) ليس في محلّه !!!
و
(2) لا يليق في مثل هذا المقام !!!
و
(3) لا لمعناه هنا أساسٌ من الصحة !!!
لأنّ مثل الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام النووي و معهم جمهور علماء الإسلام ؛ اتبعوا عقد الأشعري عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.

و لو اطّلعت على تقريرات هؤلاء الأئمة في بيان أصول العقائد ؛ لخجلت من نفسك و من سياقة مثل هذه الترهات المُضحكة في كلامك الباطل هذا...!

فهؤلاء الأئمة ينفون التقليد في أصل العقيدة ؛ فكيف بربك تجعلهم أنت و زمرتكَ - هداكم الله - : كطّراطير - حاشاهم - يتبعون وفق مبدأ " اتبعني و أغمض عينيك !!! " أو بالمثل الشائع : " تَبَّعْ وَ قُلْ بَعْ !!!" لا حول لهم و لا قوة ؛ أسرتهم العاطفة الفياضة لنصرة الإمام الأشعري و من نصرو أمره من الأئمة ؛ فاعتقدو عقيدته و نصرو أمره تمامًا كما تفعل النّسوان مع بناتها !!!

كلام باطلٌ عاطلٌ !

قاعدة @ :
أئمّة الإسلام اتبعوا عقد الأشعري عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.

قاعدة للحفظ !



والله لن تنفعك مثل هده الطنطنة في شىء وحسبك سوءا افتراؤك الكذب على محاورك وهو حي يرزق .. لا بارك الله في الكذب وأهله .. ولعله قد دخل عليك من جهة جهلك أو من سوء طويتك وقصدك فلتتفضل ولتبرز للقراء دليل دعواك "السمجة" في حقي ولتثبت بالنقل الصحيح من كلامي أني وصف الحافظ وأمثاله بالطراطير كما تقول فإن عجزت بان افتراؤك وظهر للخلق مقدار مصداقيتك ؟؟؟؟؟
أما عن الاطلاع على تقريرات الحافظ وأمثاله فقد اطلعت عليها وتعجبت من مخالفتهم لجماهير الصحابة والتابعين وأئمة الاسلام الأولين كما قد استغربت من تفضيلهم لتلك القواعد الكلامية الباطلة على تقريرات الكتاب والسنة رغم انتسابهم للحديث وأهله فعلمت أن الكمال لله وحده وأن العصمة لنبيه صلى الله عليه وسلم فحمدت الله على فضله ومنه والحمد لله الدي تتم بنعمته الصالحات وقد صدقت وأنت كدوب فقد أسرتهم عاطفة البنت لأمها فعصفت بعقولهم وأوردتهم سبيل المخالفة والإعراض عما قرره الأولون غفر الله لهم وتجاوز عنهم
قاعدة @ :
أئمّة الإسلام اتبعوا عقد محمد وأصحابه عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.
قاعدة للفهم ثم الحفظ .. فلا خير في حفظ دون فهم !

فارس العاصمي
05-03-2009, 11:22 AM
قاعدة @ :
أئمّة الإسلام اتبعوا عقد محمد وأصحابه عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.
قاعدة للفهم ثم الحفظ .. فلا خير في حفظ دون فهم !

جزيت جنة الرحمن بارك الله فيك

algeroi
05-03-2009, 11:33 AM
الأولى يا حضرة المستشار أن تُجيب عن أصل تقسيم حياة الإمام أبو الحسن إلى ثلااث مراحل ؛ والأولى يا فاضل أن ترد على من كشف تلبييساتكـ وتدليساتكـ ؛ لاا أن تأتينا بردود قيلتـ وتوضَّح للمشرفين عملهمـ .




كلاامي يا غالي جاء ولم أصف فيه أي أحد ولاا نصف انسان ؛ ولو سلَّمنا بهذا المنطق فحين يكتب أحدنا : فلا نامت أعين الجبناء , يقوم واحد ويعترض ويطالب بحذف الموضوع لأنني أوردت لفظ الجبناء (لم أطلب حذف الموضوع بل طلبت تنبيهك وأمثالك للأدب في الحوار وأرجوا أن تحاول مسك أعصابك أكثر في المرة القادمة).

لـكن يُقــال : مول التهمة مقلَّق !!!(هذا يهدم اعتذارك بل يؤكد بأن الصفع على القفى هو حق أمثالك من قليلي الأدب)




ويـا حضرة المستشار أنا أقل منكـ علماً (لم أدعي العلم يوما كما أني لم أختر أن أكون مستشارا بل هي رغبة بعض الأعضاء الطيبين وإن شئت أن تنال هذه الرتبة فما عليك إلا أن تراسل الادارة وستنال ما فاتك ولا داعي للتعريض فالخطب هين ولعلي أخاطب في شأنك المشرف العام فلي عنده واسطة كما أظن)




كما يعلم كل مطّلع على الاتجاهات الفكرية والعقدية فإنّ الأشعري رحمه الله قد مرّ في حياته بأطوار عديدة تركت آثارها العميقة في مؤلفاته وأتباعه فقد كان رحمه الله على معتقد المعتزلة ثمّ تركهم وسلك طريق ابن كلاب ليستقرّ أمره بعد ذلك على البراء من كلّ ما خالف عقيدة الإمام احمد رحمه الله وهي عقيدة الأئمة من قبله كما هو معلوم رغم ما شاب هذه العودة من رواسب عقدية للمذاهب التي تبناها طوال مسيرته العلميّة إذ ألّف رحمه الله كتاب الإبانة في أواخر حياته وقرر فيها حقيقة مذهبه وما إنتهى إليه خلال رحلته الطويلة بحثا عن الحق هذا المذهب الذي أناخ بضلاله على جميع مؤلفاته في تلك الفترة الحساسة من حياته فأي مطّلع على مقالات الاسلاميين أو رسالته إلى أهل الثغر يجزم أنها قد كتبت على نفس المنهج ويظهر فيها نفس النفس السلفي الذي رفضه ويرفضه هؤلاء المتأخرون ممن ينتسب لهذا الأمام وهو على غير نهجه



و يمكن الإستدلال على ثبوت هذه المرحلة الأخيرة أي مرحلة العودة إلى السنّة بالعديد من المعطيات والشواهد منها:




أولا- أنها مرحلة قد أثبتها العديد من المحققين وعلى رأسهم الحافظ إبن كثير رحمه الله وهو من هو في التحقيق وسعة الإطّلاع :




يقول رحمه الله كما جاء في طبقات الشافعية (وقد نقلها المرتضى الزبيدي في الإتحاف دون تعقيب) :



((ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال:
أولها حال الانعزال التي رجع عنها لا محالة.
والحال الثاني إثبات الصفات العقلية السبعة، وهي الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك .
والحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإبانة التي صنفها آخراً.))
وأشار إلى هذه الحقيقة عالم محقق آخر وهو الحافظ الذهبي رحمه الله فقد جاء في السير قوله :
((قلت رأيت لأبي الحسن أربعت تواليف في الأصول يذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها تمر كما جاءت ثم قال و بذلك أقول وبه أدين ولا تؤوّل))
ونصّ عليها رحمه الله في كتابه (العرش) قائلا : ((ولد الاشعري سنة ستين ومائتين ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله وكان معتزليا ثم تاب ووافق أهل الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك وأنّه موافق لهم في جميع ذلك فله ثلاثة أحوال :حال كان معتزليا وحال كان سنيا في بعض دون البعض وحال كان في غالب الأصول سنيا وهو الذي علمناه من حاله))
وقال رحمه الله كتابه ((العلو للعلى الغفار)):(( كان أبو الحسن أولا معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة ، ووافق أئمة الحديث ،
فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماْ الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله ))
وزاد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المسألة وضوحا فقال كما في نقض التأسيس (( إنّ الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب فإنه تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ثمّ لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخلاي وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم ))
وقال العلامة الألوسي رحمه الله كما في غرائب الإغتراب :(( فقلت يامولاي يشهد لحقيقة مذهب السلف في المتشابهات وهو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه ((ليس كمثله شىء)) إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيريتهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد من أجلة الخلف ومنهم الامام ابو الحسن الأشعري لأن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات قال في كتابه (الإبانة) : الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل (( الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما رةي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد إبن حنبل نضر الله تعالى وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون )) وهو ظاهر في أنّه سلفي العقيدة وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك ولهذا ( ... نعص لميه هكذا في المطبوع ولعلها نعض عليه .. أخوكم ) من بين أئمة الحديث ويعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح فليتهم رجعوا كما رجع واتبعوا ما اتبع ))




ثانيا –أنّ ماقرره أبة الحسن الأشعري في الابانة ومقالات الإسلاميين و رسالته إلى أهل الثغرمن مسائل المعتقد ومنه مسائل الصفات موافق في جملته لمعتقد السلف ومخالف لما عليه هؤلاء المتأخرةن ممن يدعي السير على نهجه واتباع طريقته




فقد أثبت رحمه الله الصفات على ظاهرها ومنع من تأويلها وعدّ من تأوّلها مبتدعة وجهمية بل صرّح رحمه الله بأنّ الصفات حقيقية وأوجب الأخذ بالظاهر وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة وردّ على من تأةّلها وأخرجها عن حقيقتها وهذا يؤكد أنها –أي المرحلة الأخيرة-مغايرة لمرحلته الكلابية




ومما يؤكد هذا المعنى ويسنده قول بعض الطاعنين في أبي الحسن أنه إنما ألف الإبانة مصانعة ورعاية لأهل السنة




فقد قال ابو علي الأهوازي رحمه الله ((وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة يتولون به العوام من أصحابنا سماه (الابانة) صنفه ببغداد لما دخلها فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه




وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول : لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس فقلت وقالوا )) وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت قال البربهاري (( ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ما نعرف إلا ما قال أبوا عبد الله أحمد ابن حنبل )) فخرج من عنده وصنف كتاب الابانة فلم يقبلوه منه ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها )) وظاهر هذا النقل يدل على أن كتاب الابانة مخالف لما عليه الأشاعرة ولذلك ظن بعض الطاعنين أنه إنما ألفه مصانعة وهذا الظن وإن لم يكن صحيحا إلا أنه ثبت أن منهج الأشعري في الابانة موافق لأهل السنة ومخالف لتلك الطريقة التي تسمى بالأشعرية وقد اعترف بهذه الحقيقة العديد من الأشاعرة المعاصرون وان كانوا يؤوّلونها تأويلا آخر ويزعمون بأن هذه المرحلة هي الثانية وليست الأخيرة فالمهم هو إعترافهم بهذا الأمر وهو أن الابانة تهدم أصول مذهبهم الحادث رغم أنهم ويا عجبا يعترفون بأنهت من تأليف إمامهم ومن هؤلاء الكوثري وغيره والذي سنعرض عن حكاية قوله لاشتهاره ونقدم عليه قول شخصية أشعرية أخري وهي شخصية الدكتور سعيد فودة فقد جاء في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):



" وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "







وقال الامام القاضي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس كما في




أصول الديانة رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة عن




(ينسبها بعض المحققين لابن أخيه الفقيه إبراهيم ابن الفقيه الإمام أبي عمرو عثمان بن عيسى بن درباس)




((أما بعد.. فاعملوا معشر الإخوان وفقنا الله وإياكم للدين القويم وهدانا أجمعين الصراط المستقيم أن كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبما كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمنَّ الله ولطفه، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها، كيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، وروي وأثبتت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين، وأنه ما دلّ عليه كتاب الله وسنّة رسوله فهل يسوغ أن يقال: إنه رجع عنه إلى غيره؟ فإلى ماذا رجع إلى كتاب الله وسنّة نبي الله وخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون، وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم، هذا الذي [لعمري] ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين كيف بأئمة الدين؟ ) إلى أن قال :


((وقد ذكر الكتاب واعتمد عليه وأثبته عن الإمام أبي الحسن رحمه الله عليه وأثنى عليه بما ذكره فيه وبرأه من كل بدعة نسبت إليه، ونقل منه إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم.))


والعجيب أن هذا الامام الأشعري مذهبا قد نقل عن أحد أئمتهم وصف أمثال هؤلاء المتأخرين ممن ينقل مذهبهم المخالف بأنهم جهمية فقد جاء في الرسالة المذكورة قوله :


((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
وقال في [جملة] ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.


هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره [(ص 115)].)) انتهى





ثالثا – بيّن رحمه الله في مقالات الإسلاميين أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث ونقل أقوالهم ولو كان كلابيا لما فرّق بين المصطلحين ولجعل الفرقتين واحدة




رابعا – مما يؤكد هذا أنّ الأشعريّة المتأخرون لا ينقلون في كتبهمشيئا مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي (مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر) و (الإبانة) وحاولوا عبثا أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع و المتداول إليه وما ذلك إلا لعلمهم بأنّه ينقض أصول مذهبهم




خامسا- أنّ أبا الحسن الأشعري ذكر في أوّل كتاب الابانة أنه سائر على درب الامام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنّة –كما تقدم-ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا إعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة ومعلوم أن ابن كلاب كان مباينا لطريق الامام أحمد وأن الامام أحمد كلن ينهى عن الكلابية وعن كبارهم من أمثال الحارث المحاسبي وأصحابه ويصفهم بالجهمية وه>ا مشهور مستفيض فلو كان الأشعري على طريقتهم لما انتسب إلى الامام أحمد مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته




أما جوابا على إدعاء المخالف حول إختلاف نسخ الإبانة وغيرها فيقال :




إن دعوى التحريف والتبديل بغير بينة ولا برهان أمر لا يعجز عنه مبطل ولو جاز ذلك لأمكن ادعاء من شاء ما شاء




ثمّ إنّ هذا أمر يأباه التحقيق العلمي لأمور :




أولا- اتفاق النسخ المحفوظة الموجودة لكتاب (الإبانة) في أبوابها ومسائلها وألفاظها وهذا يدل على بطلان دعوى التحريف إذ لو وقع التحريف لاختلفت المسائل وتعارضت الألفاظ وظهر الاختلاف الذي يغير المعاني ويقلب المسائل




ثانيا- أنه بمقارنة ما هو موجود في النسخ الموجودة المتداولة من كتاب ( الابانة) مع ما نقل منه في كتب المتقدمين فاننا نجدها متفقة متوافقة




فقد نقل الحافظ البيهقي فصلا من (الابانة) في كتابه (الاعتقاد) ص 114 فوجد مطابقا لما هو موجود




كما نقل ابن عساكر فصولا منه في (تبيين كذب المفتري) ص152-162 فوجدت مطابقة لما هو موجود




كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصولا منه أيضا في غير ما موضع من كتبه ككتاب (نقض التأسيس) ص63-85 وفي مجموع الفتاوى 3/224-225 .. 5/93-98،168- 178 ووجدت مطابقة لما هو مطبوع




وكذلك ابن القيم كما في حاشيته على تهذيب السنن 13/35-36 وفي مختصر الصواعق 2/129 فوجدت جميعها مطابقة لما هو موجود




ونقل أيضا الحافظ الذهبي فصولا منه في كتابيه ( العلو) ص218 و(العرش) ص291-303 فوجدت موافقة للنسخ الموجودة




ثالثا-أنّ الذي يؤكد ذلك أيضا هو اتفاق كتب الأشعري المتأخرة مع ما في الابانة من حيث المسائل والتقريرات فقد قرر في كتاب (مقالات الإسلاميين) في معتقد أهل الحديث ما يماثل تقريره في الابانة وكذلك في (رسالة إلى أهل الثغر)




كما أنّ تقرير المسائل وسياق الحجج في (الإبانة) مطابق لما هو موجود في كتاب (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) وأنظر-غير مأمور- ما في الإبانة ص118 مع ما في (رسالة إلى أهل الثغر) .... يتبع





.................................................. .....................





اعتمادا على كتاب الأشاعرة للشيخ قاسم الجزار حفظه الله

algeroi
05-03-2009, 11:52 AM
بارك الله فيك على التنبيه.

نسبة كتاب " الرد على بشر المريسي " للدارمي فيه مقال ليس هذا محل بسطه...

و مُحتوى الكتاب فيه عبارات تجسيم واضحة و للعلاّمة الفهّامة الأصولي المُحقّق المدقّق سيّدي محمّد العربي التبّاني السطايفي ( من زاوية الشيخ سيّدي بلعيساوي بدائرة " رأس الوادي " ولاية : " البرج بوعريريج " حاليًا ) المكّاوي نزيل مكة المُكرّمة - رحمه الله برحمته الواسعة - نقد موضوعي لهذا الكتاب المنسوب للدارمي ؛ تجده في كتابه التُحفة " براءة الأشعريّين من عقائد المُخالفين " ؛ فليُراجع للفائدة...

رحم الله أئمّتنا

يقول أحد طلاب العلم الأفاضل في رد هده الدعوى الفارغة :

الحمدلله الذي شَرحَ صُدورَ أهل الحديثِ لمَعرفَةِ أدلةِ العقائدِ و الأحكام , ونضَّر وجوههم في القديمِ و الحديث , فصاروا في الملَّةِ كمَصابيحِ الظلام , و سَلَكَ بهم المَحجَّةَ البيضاء و بتَّكَ بهم أهلَ البدعِ فماتوا غيظاً و غمّاً و أرْغَم منهم المعاطسَ و عالت بهم الآلام .

و أشهد أن لا آله إلا الله لا شريك له وحده لا ضدّ و لا ندّ و لا وزير , تعالى الله و تقدس عما يقوله الطغام , شهادة أدخرها لديه ليوم تُعض فيه البنان و تعبس فيه الوجوه و تزل الأقدام .

و أشهد ان محمدا عبده و رسوله و خليله , صفوةُ العالمِ و خلاصةُ بني آدم و أفضلُ من حجَّ و صلى و جاهد و صام , صلى الله و سلَّم عليه و على آله و صحبه الكرام



و بعد

فقد وقفتُ على طعونات أحد المخالفين لأهل السنة في نسبة كتابي الحافظ أبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله : " النقض على بشر المريسي " و " الرد على الجهمية "


و كان قد تألم من كتابه الأول النقض لما فيه من مخالفة لعقيدته الخلَفية : و لما رجع الى ترجمته رأى انه من المحال الطعن في شخصه لما رأى من جلالة الترجمة و عظيم المناقب له فلم يجد إلا الاتجاه لكتابيه فوثب عليهما و لكنه خاب و خسر , و كذب و فشر , فكل كلامه هباء في هواء , و هراء بلا إمتراء , و كان قد اتكأ على أمور لا تُسلّم له و نحن نذكرها أبرز ما اتكأ عليه هذا الشخص , ثم نأتي بالنقض عليها كاملة بإذن الله :


و نقدّم بمقدمات قبل الشروع في النقض :

المقدمة الأولى :



أن لكل علمٍ رجاله , و كل فن له أهله , فلا يمكن ان يتكلم من يعمل في مجال الطب في علم الهندسة مثلا – و ينظّر لنظريات هندسية لم يُسبق إليها –

و هكذا في علم الحديث و الإسناد : له رجاله فهم عليهم المعوّل , أما من يتسلق و هو لا يدري ما طريقتهم و ما فنهم و ما هم عليه : فهذا جاهل لا يُلتفت إليه .


المقدمة الثانية :

أن طريقة أهل الحديث في تحمّل الكتب هي : عدم إشتراط صحة سند الكتاب بل يكفي شهرة الكتاب و إستفاضته عند اهل العلم .

المقدمة الثالثة :

انه إذا ثبتت نسبة كتاب الى عالم من العلماء بحيث نص على ذلك جماعة من أهل العلم الثقات دون مطعن في ذلك من غيرهم دونما دليل : لم يجز لأحد الطعن فيه و التنكب عن جادة أهل العلم بإثارة الشبهات و المطاعن حوله لأنه مخالف له في أشياء




فصل :




قال المعترض :

" إن النسخة الخطية التي توجد بأيدينا اليوم هي فرع عن النسخة التي اطلع عليها مناطلع من المؤرخين ، والدليل على هذا أن طبقات السماع المثبتة هي هي ، والسند المثبتعلى النسخة هو هو ، وبعد مراجعة الفهارس والمعاجم التي خرجت هذا الكتاب كمعجمالحافظ ابن حجر نجد أن السند الذي يروون به هو هو السند المثبت على النسخة الخطيةالتي بأيدينا لا يخرجون عنه ، والذي اكتشفته أنا الفقير إلى الله أن السند للكتابينمعا فيه مجاهيل لا يعرفون ـ أو هكذا الحال عندي ـ كمحمد بن أحمد بن الفضل وأبي روحالأزدي ومحمد بن إسحق القرشي ومحمد بن إبراهيم الصرام وغيرهم، فكيف تصح نسبة هذاالكتاب إليه على قواعد أهل الحديث ؟؟!! حتى بعض الروايات التي وجدناها مخرجة منكتاب النقض في كتب أخرى كبعض مؤلفات أبي إسماعيل الهروي لم تسلم كذلك من بعض هؤلاءالمجهولين!! فكيف يتفرد المجهولون برواية هذين الكتابين ثم يتحمل الدارمي تبعة كلما فيهما ؟؟!! لا شك أنني غير ملزم بالطعن في الدارمي بل ولست ملزما بكونه صاحب( مبالغة ) على حد تعبير الذهبي ، ولا بكونه صاحب ( مغالاة ) كما قال الألباني فضلاعن التجسيم والتشبيه الذي يراه الأستاذ الكوثري، لأن هذا كله فرع عن صحة ذلك عنالدارمي وليس بين أيدينا سوى نسخة تحمل سندا ينتهي إلى مجاهيل لا ندري لعلهم منأتباع أبي عبدالله بن كرام المجسم الذي طرده الدارمي من هراة. "



قلت : و الجواب على هذا الهذيان الذي لا يخرج عن رجل عاقل يعرف طريقة تحمل سلفنا الصالح رحمهم الله للكتب من وجوه :


الأول : أما قوله : ان السند فيه مجاهيل : فكان ماذا ؟ هل تستطيع ان تذكر شروط أهل الحديث لتحمل الكتب و إشتراطهم صحة السند كاملا للمؤلف ؟ قطعاً لا يستطيع ! فينقطع بإذن الله


و لهذا قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم 1/11-14:


( صحيح مسلم رحمه الله فينهاية من الشهرة وهو متواتر عنه من حيث الجملة فالعلم القطعي حاصل بأنه تصنيف أبىالحسين مسلم بن الحجاج وأما من حيث الرواية المتصلة بالاسناد المتصل بمسلم فقدانحصرت طريقه عنده في هذه البلدان والازمان في رواية أبى اسحاق ابراهيم ابن محمد بنسفيان عن مسلم
ويروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبى محمد أحمدبن على القلانسى عن مسلم ورواه عن ابن سفيان جماعة منهم الجلودى وعن الجلودى جماعة ...قال الشيخ الامام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله اعلم أن الروايةبالاسانيد المتصلة ليس المقصود منها في عصرنا وكثير من الاعصار قبله اثبات ما يروىإذ لا يخلو اسناد منها عن شيخ لا يدري ما يرويه ولايضبط ما في كتابه ضبطا يصلح لان يعتمد عليه في ثبوتهوانما المقصودبها ابقاء سلسلة الاسناد التي خصت بها هذه الامة زادها الله كرامه وإذا كان كذلكفسبيل من أراد الاحتجاج بحديث من صحيح مسلم وأشباهه أن ينقله من أصل مقابل على يديثقتين بأصول صحيحة متعددة مروية بروايات متنوعة ليحصل له بذلك مع اشتهار هذه الكتبوبعدها عن أن تقصد بالتبديل والتحريف الثقة بصحة ما اتفقت عليه تلك الأصول فقد تكثرتلك الأصول المقابل بها كثرة تتنزل منزلة التواتر أو منزلة الاستفاضة هذا كلامالشيخ وهذا الذي قاله محمول على الاستحباب والاستظهار والا فلا يشترط تعداد الأصولوالروايات فان الأصل الصحيح المعتمد يكفي وتكفي المقابلة به والله اعلم انتهى كلامالنووي





فانظر الى أهل الحديث كيف فهموا ذلك ! و هذا المخالف الى عصرنا هذا لم يفهم عشر معشار ذلك ! فإن كان الإمام النووي رحمه الله – و هو إمام مقبول عند هذا المخالف – يقر بأن صحيح الإمام مسلم لا يحتاج الى تعداد الأصول بل تكفي نسخة معتمدة منه : و كلامه هذا في صحيح مسلم فما بالك بما هو دونه من الكتب ؟؟


و لو طبقنا هذا الكلام على كتب أئمته من أهل الكلام المذموم هل كان سيبقى لهذا المخالف كتاب واحد صحيح ؟ هذا سؤال جئت به الى حزبك فتحمله




الوجه الثاني :

أن المعروف من طريقة أهل الحديث في تحمّل الكتب : عدم إشتراط صحة سند الكتاب – كما قدمنا في المقدمة الثانية - بل يكفي شهرة الكتاب و إستفاضته عند اهل العلم , و لهذا نرى أهل العلم رووا هذا الكتاب و سمعوه بالأسانيد و رغبوا في تحمّله و لا يعقل ان يُستغفل حفاظ كبار و أئمة جلاء بل سادة الحفاظ في الدنيا كالحافظ قوام السنة الأصبهاني و الحافظ المزي و شيخ الإسلام ابن تيمية و الحافظ الذهبي و ابن كثير و ابن حجر في آخرين : لا يُعقل ان يُستغفل هؤلاء بكتاب منحول مركب و يغترون بكتاب لا عهد لهم به و هم سادات أهل الحديث في زمنهم , هذا محال


الوجه الثالث :

أن جماعة من أئمة العلم اعتمدوا على هذا الكتاب في تخريج أحاديث رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم ! فلو كان الأمر على طريقة هذا المخالف لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى اللهعليه وسلم


و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :

وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517


و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :

وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ

و قال في الفتح ج 20 ص 484 :

وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ





و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
( وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ

و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :

(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ


و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة } ) اهـ ج1 / 338-339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :

4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329
و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع


و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :

( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
ا هـ .


و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب منحول مرّكب لم يعلموا منذ ان ثنوا الركب عند شيوخهم انه منحول غير صحيح النسبة ؟ هذا محال إلا عند ذوي العقول السقيمة !

الوجه الرابع :

سند التحمل قد يشتهر فيه اسناد عال رجاله مجاهيل فيرويه أهل العلم من هذا الطريق لعلو سنده

فطريقة أهل الحديث في تحمّل الكتب معروفة و صورتها :

أن يعمد الواحد منهم إلى تحصيل نسخة من الكتاب – إمّا أن يكتبها ، وإمّا أن يستكتب غيره - ثمّ يعمدبعد ذلك إلى أكبر راو للكتاب ، وأعلاهم سندا ، ويحضر ومعه نسخته ، ثمّ تقرأ فيالمجلس ... والمقصود من ذلك – كلّه – اتّصال السند ، وقد يكون لذاك الكتاب أسانيدأخرى كثيرة يرويها شيوخ آخرون بأسانيد نازلة – و النزول عندهم شؤم – ؛ فيشتهر السندالعالي الواهي ، وتخمل الأسانيد المتينة النازلة ؛ لرغبة المحدّثين في العلوّ فمثلاتجده وجد راويا للكتاب – و قد يكون عاميا - حضر سماع هذا الكتاب و هو صبي عمره 12سنة مثلا , و عمّر هذا الرجل مدة من الزمن حتى فاق المئة او ناهزها , حتى ان اقرانهممن حضروا السماع ماتوا كلهم و بقي تلامذتهم و تلامذة تلامذتهم يروون الكتاب و هذانزول في السند فيطلبون العلو عند هذا الراوي المعمر و يتركون غيره

و هذاحاصل : فالحجار مثلا كان أميا الا انه سمع صحيح البخاري في زمنه فتسابق عليه علماءعصره ليسمعوا البخاري منه لعلو سنده و لو لم يترجم احد للحجار لما كان هذا طعنا فينسبة البخاري

و هذا جائز حاصل , و هذا الرد على الجهمية والاخر الرد على المريسي للإمام الدارمي في سند تحملهما مجاهيل و مع ذلك عليه سماعات للحفاظ كالإمام الحافظ قوام السنة محمد بن إسماعيل الأصبهاني – ت 535 هـ - و الامام المحدث المفيد، محمد بن أبي نصر اللفتواني الاصبهاني – ت 536 هـ -و سيد الحفاظ المزي و شيخ الإسلام ابن تيمية و البرزالي و الذهبي و ابن كثير و غيرهم و لم يقولوا ان هذه النسخة غير موثوقة بها بل سمعوها و اعتمدوها و هذا هو صنيع الحافظ ابن حجر حيث اعتمد على هذه النسخة للدارمي في تخريج أحاديث رسول رب العالمين!! صلى الله عليه وسلم

رغم انه رواها بهذا السند!!!


فلو كانوا يرون وجوب صحة الاسناد مطلقا للنسخة لما قرؤوها و سمعوها و اعتمدوا عليها !!!



الوجه الخامس :

أن جماعة من العلماء الأجلاء تواردوا على إثبات الكتاب للامام الدارمي دونما نكير كما سقنا عن جماعة بأعلاه

كقوّام السنة الأصبهاني و الحافظ اللفتواني و سيد الحفاظ في وقته جمال الدين المزي و شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الجرح و التعديل أبي عبدالله الحافظ الذهبي و الإمام المحقق ابن قيّم الجوزية و الحافظ الكبير ابن رجب و الحافظ ابن الشرائحي و تلميذه الشيخ ابراهيم الملكاوي الشافعي و الحافظ الجهبذ ابن حجر العسقلاني و الحافظ الإمام ابن ناصر الدين الشافعي , العلامة السيوطي و العلامة الرملي مفتي الشافعية في وقته و الشيخ علاء الدين المتقي الهندي في كنز العمال و العلامة السفاريني كبير الحنابلة بالشام في وقته و غيرهم.


قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال : (ولعثمان بن سعيد الدارمي كتاب في الرد عليه وعلى صاحبه بشر بن غياث المريسي وغيرهما من الجهمية. ) ج25 ص 363


و قال الحافظ ابن كثير – ت 776 هـ - رحمه الله في ترجمة الدارمي في كتابه طبقات الشافعية عند قول شيخه الذهبي :
( وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشرالمريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاًولله الحمد والمنة ) اهـ

و قال في البداية و النهاية في وفيات عام 280 هـ :
(وعثمان بن سعيد الدارمي مصنف الرد على بشر المريسي فيما ابتدعه من التأويل لمذهب الجهمية وقد ذكرناه في طبقات الشافعية. ) اهـ ج11 ص 80


و ذكر الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر في أحداث سنة 803 هـ ما نصه :
(وفي خامس عشرى المحرم قرئ على المحدث جمال الدين عبد الله ابن الشرائحي بالجامع كتاب الرد على الجهمية لعثمان الدارمي فحضر عندهم زين الدين عمر الكفيري فأنكر عليهم وشنع وأخذ نسخة من الكتاب وذهب بها إلى القاضي المالكي فطلب القارئ وهو إبراهيم الملكاوي فأغلظ له ثم طلب ابن الشرائحي فآذاه بالقول وأمر به إلى السجن وقطع نسخه ابن الشرائحي ثم طلب القاري ثانياً فتغيب ثم أحضره فسأله عن عقيدته فقال: الإيمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانزعج القاضي لذلك وأمر بتعزيره فعزر وضرب وطيف به، ثم طلبه بعد جمعة وكان بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانياً ونادى عليه وحكم بسجنه شهراً. ) اهـ

و انت ترى كيف ان هذا القاضي المخالف لم ينكر نسبة الكتاب للإمام الدارمي بل اكتفى بإيذاء الحافظ ابن الشرائحي و تلميذه بطريقة الإرهاب الفكري و الله المستعان , رغم ان الكتاب مشهور عند أهل الحديث و لكن هذا القاضي رأى ما فيه هلكة عقيدة فأبى الا استخدام نفوذه و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .



و قال الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله – 842 هـ - في كتابه : " توضيح المشتبه "

(وآخر من حدث من بني بخيخ فيما أعلم أم محمد زينب بنت عمر بن سعد الله حدثت بكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي عن ابيها وعمها أبي بكر وغيرهما عن محمد بن عبد المؤمن الصوري ) ج1 /370 بتحقيق محمد نعيم العرقسوسي



و قال الإمام العلامة محمد السفّاريني رحمه الله – ت1188 هـ - و هو يعدد كتب السلف في العقيدة :

(وكتاب رد عثمان بن سعيد الدارمي ، وكتاب الرد على الجهمية له وغير ذلك ) اهـ من لوامع الانوار ص22


فهما مشهوران عن الإمام الدارمي و هذا متواتر عند أهل العلم .





ثم ان من ذكرهم من رجالات السند و ادعى انهم مجاهيل غايته انهم مجاهيل حال في عصرنا هذا و ربما كانت لهم تراجم اندثرت مع كتب التراجم السابقة المفقودة و من المعلوم ان كثيرا من كتب التاريخ و التراجم فُقدت لأسباب كثيرة كاجتياج التتار لبلاد الاسلام و الحروب و غير ذلك من الأسباب


و قد نص الحافظ الذهبي على ان ابن الصرام روى عن الدارمي كما جاء في ترجمة الدارمي في السير

و الظاهر ان ابن الصرام معروف عند الحافظ الذهبي حتى نقل عنه قوله ) قال محمد بن إبراهيم الصرام: سمعت عثمان بن سعيد يقول: لا نكيف هذه الصفات، ولا نكذب بها، ولا نفسرها.)



ثم قال المخالف في أحد حواراته مع أخيه في التجهم المدعو سعيد فودة :

" ابن حبان هذا هو الإمام الموحد المنزه الذي أبى أن يقر للمجسمة بالحد والجهةفطردوه، هذا الإمام الشهير صاحب الصحيح وغيره من أعرف الناس بمصنفاة الدارمي لأنهبلديه وهأنت تراه يصفه بأنه أحد أئمة الدنيا ، فياللعجب من كتاب مشهور ثابت للدارميصحيح الإسناد ثم يجهله أئمة ذلك الزمان كابن حبان والحاكم والبيهقي ونحوهم !!!!! ) اهـ كلامه


و هذه حجة باطلة ! بل من أبطل الباطل , و لا يستدل بها إلا جاهل , لأن ابن حبان قد روى عن مجسم كبير عند هؤلاء المبتدعة ! و هو الإمام ابن خزيمة رحمه الله صاحب كتاب الشرك كما يقول إمامكم الرازي و من جاء بعده من أفراخ الإعتزال ! فالقضية تنقلب عليك فكيف روى عمن يعرف ما في كتبه و نصرته لمذهب السلف و هو مذهب التجسيم كما تصرّحون و المؤدب منكم من يلوّح بذلك !



و لو كان هذا الطاعن يريد الحق لفهمه و لكنه التغابي و لا شك , فإن ابن حبان و أمثاله وقعت لهم شبهات في أمور في العقيدة و لم يجعلهم ذلك جهمية في الإعتقاد فمسألة الحد و غيرها مما وقع فيه التأويل رد عليهم به أئمة الدنيا في عصره و لو كان شيخه ابن خزيمة حيا لرد عليه و لا شك , و يكفي رد الإمام الكبير عدي الصابوني بكتابه الرد على ابن حبان فيما تأوله من الصفات .


و لهذا فابن حبان يعرف قدر هؤلاء المغاوير من أئمة الدنيا و لا يستجيز هو و لا غيره في عصره على سب أو شتم الأئمة الكبار لأنهم يعرفون انه مذهب معروف للسلف و لكنهم خالفوه لأمور خاصة بهم و لم يجعلهم هذا أن يتعدوا على أئمة الدين حتى جاء بعد زمنهم من قوله و بوله سواء فتعدى على أئمة السنة و مصابيح الدجى و الهدى بالسب و الشتم و الرمي بالتجسيم و التبديع و التشبيه فإنا لله و إنا إليه راجعون !


أما من يعرف أقدار هؤلاء الأكابر فلا يطعن فيهم و هذا الحافظ ابن حجر و هو إمام مقبول عند هذا المخلوق و غيره : يعرف كلام شيخ الإسلام الأنصاري رحمه الله حق المعرفة بل و قال بأنه من أهل الإثبات – و كان قد لقبه بشيخ الإسلام ! - و لهذا طعنوا فيه أو كلاما نحوه : و المقصود انه يعرف كلامه و عقيدته جيدا و لكنه يعرف ان هذا مذهب سلفي متبوع انتصر له جماعة عظيمة من أهل العلم في كل زمان و مكان , منذ فتنة الجهمية في القرن الأول الهجري و الى يومنا هذا , و كذلك فالحافظ يعرف أقدار الرجال لا مثل هؤلاء الأغمار ممن يتطاول على الأئمة الكبار بالسب و الفشر و البهتان .


ثم انه لا دليل على جهل ابن حبان و الحاكم و البيهقي بالكتاب , فعليه ان يدلل جهلهم به اما عدم ذكرهم له فلا يعني العلم بالعدم , و هذا البيهقي يروي بسنده الى الامام عثمان الدارمي حديثا من طريقه و هو موجود في الرد على الجهمية ! و هذا دليل على إطلاعه عليه

قال الإمام الدارمي في الرد على الجهمية :

حدثنا علي بن المديني ، ثنا موسى بن داود ، ثنا معبد ، قال : قال علي وهو ابن راشد ، عن معاوية بن عمار ، قال : قيل لجعفر بن محمد : القرآن خالق أو مخلوق ؟ قال : « ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله »


و قال الامام البيهقي في الاسماء و الصفات :


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، قال : سمعت عثمان بن سعيد الدرامي ، يقول : سمعت عليا يعني ابن المديني يقول في حديث جعفر بن محمد ليس القرآن بخالق ولا مخلوق ؛ ولكنه كلام الله تعالى قال علي : لا أعلم أنه تكلم بهذا الكلام في زمان أقدم من هذا قال علي : هو كفر ، قال : أبو سعيد : يعني من قال : القرآن مخلوق ، فهو كافر )


و هذا دليل آخر ان هناك اسانيد أخرى لهذا الكتاب .


و فائدة أخرى : ان الامام الدارمي حدّث بهذا الأثر في مصنفه و مجالسه فيكون قد سمعه ابن عبدوس في مجالس الدارمي أو من كتابه سماعا عليه, و فيه تأكيد على صحة نسبة هذا الكتاب له


الوجه السادس : ان الحافظ الدارمي كان مشهورا بالرد و النقض على الجهمية


قال الحافظ الذهبي :

( قال رحمه الله تعالى – أي عثمان الدارمي - : ذهبتُ يوما أحكي ليحيى بن يحيى بعض كلام الجهمية لأستخرجمنه نقضا عليهم ، وفي مجلسه يومئذ حسين بن عيسى البسطامي وأحمد بن الحريش القاضيومحمد بن رافع ، وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب وغيرهم من المشايخ ، فزبرني يحيىبغضب ، وقال : اسكت ، وأنكر على أولئك استعظاما أن أحكي كلامهم، وإنكارا (
سيرالنبلاء 10 / 518


و قال الحافظ الذهبي في ترجمة بشر المريسي الجهمي – من كتابه سير اعلام النبلاء - :
(قلت: وقع كلامه إلى عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ، فصنف
مجلدا في الرد عليه )

الوجه السابع :
ان جماعة من الأئمة الأجلاء قد ذكروا الإمام الحافظ الدارمي من أئمة السنة المتمسكين بها و ما هذا إلا لردوده على الجهمية المعطلة و بيانه في :

الوجه الثامن :
و هو ما قاله شيخ الإسلام الصابوني في طبقة جماعة من أهل السنة أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين
و ذكر منهم عثمان بن سعيد الدارمي

قال شيخ الإسلام الصابوني في عقيدته :
(وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكر قتيبة رحمه الله، أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين، منهم محمد بن إدريس الشافعي، وسعيد بن جبير والزهري، والشعبي والتيمي ومن بعدهم، كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وأيوب وابن عوف ونظرائهم. ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون، وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد، ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذي كان يدعى إمام الأئمة، والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته، وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي، وجدي من قبل أبي أبو سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي، وعدي بن حمدويه الصابوني، وولديه سيفي السنة أبي عبدالله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني، وغيرهم من أئمة السنة المتمسكين بها، ناصرين لها داعين إليها موالين عليها، وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم بعضا، بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم وابعادهم واقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم ) اهـ
و من المعلوم انما ذكر الإمام الدارمي لنصرته لعقيدة السلف و هذا يتضح من كتابيه و لا يبعد ان شيخ الإسلام الصابوني قد وقعت له مصنفات الإمام الدارمي فذكره لذلك


الوجه التاسع :
ان الإمام الدرامي روى جملة من الأحاديث و الآثار بأسانيده عن شيوخه و محال ان يكون الكتاب منحولا أو مركبا و قد روى فيه عن مشايخه و هذا يدل على صحة نسبة الكتاب و إلا فمن ذا الذي يستطيع تصنيف كتاب في الرد على الجهمية و يركب فيه أسانيد صحيحة للدارمي ثم ينسبه له ؟ هذا محال و لا نعرف كتابا حوى آثارا مروية بسند المصنف المنسوبة إليه : ثم يقال ان هذا الكتاب ليس لهذا المصنف ! هذا محال و لم يحدث في تاريخ الأمة كلها

و لهذا نرى أهل الفن اعتمدوا على هذا الكتاب في تخريج أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه و سلم , و لا يُعقل ان يفوتهم ذلك و هم صيارفة الحديث و نقاده يميّزون الصحيح من الضعيف , فكيف بكتاب منحول مجهول ركّبه أحد الخبثاء فنشره بين الناس فاغتر به هؤلاء الأئمة و اعتمدوا عليه في تخريج أحاديث نبي رب العالمين ! هذا لازم ما يقوله هذا الطاعن و هو الطعن على من تحمّله و اعتمد عليه و رميهم بالجهل و الغفلة و إغترارهم بمصنف لا يُعرف و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم !


الوجه العاشر :

أن يقال : من سبقك الى نفي نسبة الكتاب ؟ فهذا كلام عظيم منك لم يقل به عالم جليل و لا إمام نبيل , بل الكل على إعتماد الكتاب و لم يجرؤ أي شخص على التشكيك فيه حتى أتيت أنت ! و لا كرامة لك و لا نعمى , فقولك هذا لم تقم عليه حجة صحيحة و لا أدلة صريحة ثابتة إنما قامت أدلتك على خيالات و معارضات ساقطة و باطلة جملة و تفصيلا و منهجك هذا غير عملي لا يعرفه عربي و لا أعجمي , و لم يقل به أهل الحديث و لا غيرهم إنما هي شقاشق و مخارق و إتباع هوى ليس إلا .






فهذه عشرة كاملة , في نحر كل طاعن في كتابي سيف السُّنة و قامع البدعة , الحافظ العلامة , و العالم التِّكِلاّمة, الشيخ الهمام و الإمام القمقام , من اتفق على جلالته الخاص و العام , شيخ الإسلام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله .




و كتبه :



المقدادي – عفا الله عنه –

®عبـ القادر ـد®
05-03-2009, 12:32 PM
(لم أطلب حذف الموضوع بل طلبت تنبيهك وأمثالك للأدب في الحوار وأرجوا أن تـحاول مسك أعصابك أكثر في المرة القادمة).



ما هكذا يكون التنبيه ؛ أخطأتـ في العرض وترجو جودة الطلبـ ؛ ولاا أعلم أين استشفيتـ قلَّة الأدبـ في الحوار , أو التهور في مسكـ الأعصابـ " البينة على من ادعى واليمين على من أنكر " .

لـكن يُقــال : مول التهمة مقلَّق !!!(هذا يهدم اعتذارك



أنا لم اعتذر ولماذا اعتذر أصلا من شيء لم افعله ولو لم تأت باقتباس لكلامي في الموضوع ما تكلَّمتُ إنَّما أوردتُـ لكـ أني على علم بألفاظـ الحوار والتحاور ولم أجرِّح شخصا بعينه

يؤكد بأن الصفع على القفى هو حق أمثالك من قليلي الأدب)



شكراً لكـ على جودة الألفاظـ وحُسن انتقاء الكلماتـ , لكن يُقال :
ومهما تكن عند المرء من خليقة .. فإن خالها تخفى على الناس تُعلمـ
وكلُّ يُنفق مما عنده , خاطبتكـ بالفاضل والغاالي فجاء ردُّكـ موازيا لردي في القوة ولكن للأسف معاكسا له في الاتجاه .

لم أدعي العلم يوما


يـاطالب العلم - كالعادة - أنا أقل علما منكـ , لكن اعتقد والله أعلم أنه عندما نأتي بأداة من أدواتـ الجزمـ نحذف حرف العلة , فنقول لم أدع

كما أني لم أختر أن أكون مستشارا بل هي رغبة بعض الأعضاء الطيبين وإن شئت أن تنال هذه الرتبة فما عليك إلا أن تراسل الادارة وستنال ما فاتك ولا داعي للتعريض فالخطب هين


لست أول ولاا آخر من ناداكـ بالمستشار ولو شئت ارجع لردود الأعضاء حتى قبل أن أسجل أصلاً وانظر ؛ وهنا اتذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم : " إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله , ولا أحدا حرص عليه " او كما قال عليه الصلاة و السلامـ ... دون ان ننسى ما أورده شيخ الاسلام في هذا المقام عن جواز سؤال هذا الأمر بضوابطـ واستشهد بقصة يوسف عليه أفضل الصلاة والسلامـ

ولعلي أخاطب في شأنك المشرف العام فلي عنده واسطة كما أظن



تفضل ياا غالي خصوصا إن كان حول امر فعلته فهذا لاا يضرني , ولو كان لمجرد دعاوى فهنا أذكرك بحديث الرسول صلى الله عله وآله وسلَّم : " لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم " الحديثـ .

ولكن أتمنى أن توجد لنفسكـ وساطة في مكان شعاره : " لا ظُلم اليوم "

تح ــيااتي

®عبـ القادر ـد®
05-03-2009, 02:04 PM
تـــابع معي يـا ghouar وسأجيب على أسئلتكـ باختصار ان شاء الله لاا يكون غير مخل , فليس من عادتي اطالة الكلام حتى أشتت الأفكار وأصير ناسخ// لااصق


- إذا كانت الفلسفة الاسلاميه وليدة حركة الترجمة من اليونان علم الكلام ومذهب الأشاعرة وليد ماذا ؟



أبدأ في مقارنة موجزة بين منهج علم الكلام و الفلسفة :
ينطلق الفلاسفة بدراسة النفس الإنسانية ويجعلونها الأصل الذي يبنون عليه ويفرعون عنه , فيتكلمون عن إدراكه للعلم وطرقه
(من عقل وحس) فهم في هذا يستركون مع المتكلمين في انطلاقتهم , فهم يبتدئون بإثبات حدوث العالم بما فيها النفس الإنسانية ليصلوا إلى اثباتـ محدثه . وذلك بالأدلة العقلية , إلا أن المتكلمين يعتبرون هذه الأدلة العقلية معضدة لما ثبت بالنقل لذلك نجدهم في كثير من الأحيان يشيرون إلى الدليل النقلي في أثناء استدلالاتهم العقلية .
بينما الفلاسفة لا يعدون ما توصلهم إليه عقولهم .
ولابن خلدون كلام جامع في التفريق بين منهج المتكلمين والفلاسفة إذ يقول في المقدمة صفحة 466 : " اعلم أن المتكلمين لما كانوا يستدلون في أكثر أحوالهم بالكائنات وأحوالها على وجود الباري وصفاته وهو نوع استدلالهم غالباً , والجسم الطبيعي ينظر فيه الفيلسوف في الطبيعيات وهو بعض من هذه الكائنات إلا أن نظره فيها مخالف لنظر المتكلم , وهو ينظر في الجسم من حيث أنه يتحركـ ويسكن والمتكلم ينظر فيه من حيث أنه يدل على الفاعل المختار , وكذا نظر الفيلسوف في الإلهياتـ إنما هو نظر في الوجود المطلق وما يقتضيه لذاته ونظر المتكلم في الوجود من حيث أنه يدل على المُوجد " ا.هـ
سمي علم الكلام لأن مسألة كلام الله مخلوق أو غير مخلوق هي أشهر مسألة وقع الخلاف فيها , وقيل لأنه يورِّث القدرة على الكلام في الشرعياتـ .

وقيل لأنه كثر فيه الكلام مع المخالفين ولم يكثر كذلكـ في غيره , او لأنه بقوة أدلته صار كأنه هو الكلاام دون ما سواه .

أمَّا عن مذهب الأشاعرة يا فاضل فالإمام أبو الحسن الأشعري لم يؤسس في الإسلام مذهبا جديدا يُخالف مذهب السلف إنما هداه الله لالتزام مذهب أهل السنة بعد ان امضى مدة طويلة في مذهب الاعتزال تأكد بنفسه من زيف عقائدهم وبطلان استدلالتهم وهذا ما أهَّله أن يفحمهم بالرود مما جعل أهل السنة يسيرون على نهجه لما رأوا فيه من القدرة على الدفاع عن مذهب أهل السنة ؛ وعقيدة الإمام أبو الحسن هي عقيدة مالكـ وأحمد ابن حنبل والشافعي وغيرهم .
ولفظ الأشاعرة يطلق على من اقتفى مسلكـ أبو الحسن الأشعري في الاعتقاد لاا تقليداً بل اهتداءاً , وإليكـ ماقاله الامام تاج الدين السبكي في كتابه الطبقات :" اعلم ان ابا الحسن لم يبدع رأيا ولم ينشء مذهباً وإنما هو مقرر لمذاهب السلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعرياً "

يُتبع بحول الله

عبد الله ياسين
06-03-2009, 12:33 AM
والله لن تنفعك مثل هده الطنطنة في شىء وحسبك سوءا افتراؤك الكذب على محاورك وهو حي يرزق .. لا بارك الله في الكذب وأهله .. و لعله قد دخل عليك من جهة جهلك أو من سوء طويتك وقصدك فلتتفضل ولتبرز للقراء دليل دعواك "السمجة" في حقي ولتثبت بالنقل الصحيح من كلامي أني وصف الحافظ وأمثاله بالطراطير كما تقول فإن عجزت بان افتراؤك وظهر للخلق مقدار مصداقيتك ؟؟؟؟؟


يكفي في نقض كلامك هذا ؛ قولك بعده :


أما عن الاطلاع على تقريرات الحافظ وأمثاله فقد اطلعت عليها وتعجبت من مخالفتهم لجماهير الصحابة والتابعين وأئمة الاسلام الأولين كما قد استغربت من تفضيلهم لتلك القواعد الكلامية الباطلة على تقريرات الكتاب والسنة رغم انتسابهم للحديث وأهله...


كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا !!!

algeroi يقرّر أنّ الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام النووي و الحافظ البيهقي و جمهور علماء الإسلام :
(1) ((( خالفو جماهير الصحابة !!!)))

(2) ((( خالفو التابعين !!!)))

(3) ((( خالفو أئمة الاسلام !!!)))

(4) ((( فضلو القواعد الكلامية الباطلة على تقريرات الكتاب والسنة !!!)))
ماذا أبقيت ؟!!!!

رميتهم بكلّ نقيصة أيّها المُفتري ؟!!!!


لا أقول لك :
ما هو الفرقُ إذاً بينهم و بين ((( الطّراطير !!!))) حاشاهم ؟!!!
بل أقول لك أيّها ((( المسكين !!!))) الواقع في ((( التناقض المشين !!!))) و ((( الإفتراء المُبين !!!))) هداكَ ربّ العالمين :
ما هو الفرقُ إذاً بينهم و بين ((( الفرق الضّالة !!!))) ؟!!!
جاهلٌ ينطح بلسانٍ يُسبّح و يدٍ تذبح !!!

لله درّ الشاعر :

أعمى يقود أعمى لا أبًا لكم !!! *** تبًّا من كانت العُميان تهديه !!!


هداكم الله يا من ضللتم أئمة الإسلام

®عبـ القادر ـد®
06-03-2009, 12:44 AM
في عجالة يا ghouar أجيب عن هذه الجزئية واعذرني إن أخللت بالرد !!!



-يقول الفلاسفة في ردهم على حجة أهل الكلام بأن الاسلام يقدم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض بأن الدين متى صار عقليا لم يعد دينا بل أصبح علما ؟
-بماذا يرد الإشاعرة على هذا القول مع العلم أن الدين هو الايمان بخالف غير منظور وأخره غيرمنظورة ووحي ونبوءة ومعجيزات وبعث وحشر وثواب وعقاب وكلها غير محسوسة وغير معقولة ولادليل عليها غير ماجاء في القرآن فمن يريد فهم هذه الامور بعقله ليقول إن دينه عقلي ينتهي الي رفع ذلك كله لامحالة


أتمنى يـافاضل أن تأتيني برأي أهل السنة حول ما قيل ووقتها نرى قولهمـ ونقارنه بقول علماء الأشاعرة وننظر هل بينهما اختلااف !!!
وسأتكلم هنا عن مسألة النقل والعقل ؛ الجدير بالإشارة إليه أن اخي في الله نت ماستر فتح معي هذا المووضوع وجزاه الله كل خير كان حافزاً لي أن أبحث في هذه المسألة أو ما أشار إليها وقتها بمصادر التلقي عند الأشاعرة , ولبعض الانشغالاتـ لم أحط بالموضوع كما ينبغي ولم يتيسر لي سوى جمع مرجع واحد وكتاب الكتروني , ولاا ازال أبحث والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
فانظر معي أخي ghouar إلى مجال الاستدلال بالعقل عند علماء الكلامـ :
يستدل علماء الكلام بالعقل أساسا في أغلب مسائل الالهيات وخاصة مسألة الوجود و الوحدانية وباقي الصفات الواجبة في حقه تعالى من غير الصفات السمعية , وكذا مسائل النبوات خاصة نبوة محمد صلى الله عليه وسلَّم , ويستدلون به أيضا في إمكان وقوع بعض الجائزاتـ من نحو البعثـ .
والمتكلمون في أثناء استدلالهم على مسائل العقيدة بالعقل ينسبون تلك المسائل إلى أحكام العقل الثلاثة : الوجوب , والاستحالة , والجواز ؛ لذلكـ تجدهم يقولون الواجب في حق الله تعالى كذا , والمستحيل في حقه كذا , والجائز في حقه كذا , وكذا في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام , وكثير من المتكلمين وخاصة المتأخرين منهم من يذهبون إلى أن هذه المسائل لا يجوز الاستدلال عليها بالنقل ابتداءاً لأن صحة النقل متوقفة على معرفتها , فإذا استدللنا عليها حصل الدور .
ولكن في تقدير الكثيرين أن الدور ساقط في هذه المسألة ؛ ذلكـ أن أدلة النقل لم تأت كلها على سبيل الخطاب , وإنما في القرآن الكثير من الأدلة العقلية ( فهي نقلية وعقلية في نفس الوقتـ ) فلا يكون هناكـ دور إذا استدللنا بهذه الأدلة النقلية العقلية , خاصة إن اعتبرنا معها الأدلة التي تخاطب الفطرة الوجدان , فإن ذلكـ أدعى إلى تمكن تلكـ المسائل في النفس من لو استدللنا عليها بالعقل المجرد - والله أعلم -
وعلى العموم فإن مذاهب الناس إزاء الأدلة العقلية ثلاث : مفرِّطـ , ومفُفْرِطـ , ومقتصد وخمس عند التفصيل كما ذكر الغزالي في كتاب " قانون التأويل" حيث يقول : (( بين المعقول والمنقول تصادم في أول النظر والفكر , والخائضون فيه تحزَّبوا إلى مفرط لتجريد النظر إلى المنقول وإلى مفرط بتجريد النظر إلى المعقول , وإلى متوسط طمع في الجمع و التلفيق , والمتوسطون انقسموا إلى من جعل العقول أصلا والمنقول تابعا له , فلم تشتد عنايته بالبحث عنه , وإلى من جعل المنقول أصلا والمعقول تابعا له فلم تشتد عنايته بالبحث عنه , وإلى من جعل كل واحد منهما أصلا يسعى في التأليف والتوفيق بينهما ؛ فهم إذاً خمس فرق ... ))
والغزالي اعتبر ان الفرقة المحقة هي الأخيرة التي جعلت كل من العقل والنقل أصلا وسعت للتوفيق بينهما ؛ لأنه لا تعارض بين صريح المعقول وصحيح المنقول كما شرح ذلك الإمام ابن تيمية في كتابه " درء تعارض العقل والنقل "

ولو أن علماء الكلام أخي يحدث وأن ياخذوا بالعقل وحتى إن رجعوا للنقل فهم يعقبون على النص بقولهم " غير مستحيل في العقل " أما عن المسائل التي لاا دور للعقل فيها فإنهم يرجعونها للنقل ؛ وانظر ما قاله الباقلاني في كتابه الإنصـاف :
(( ويجب أن يعلم: أن كل ما ورد به الشرع من عذاب القبر وسؤال منكر ونكير، ورد الروح إلى الميت عند السؤال، ونصب الصراط، والميزان، والحوض والشفاعة للعصاة من المؤمنين، كل ذلك حق وصدق، ويجب الإيمان والقطع به؛ لأن جميع ذلك غير مستحيل في العقل.
وكذلك يجب القطع بأن الجنة والنار مخلوقتان في وقتنا، وكذلك يجب القطع بأن نعيم أهل الجنة لا ينقطع، وأن عذاب جهنم مخلد للكفار، وإن من كان مؤمناً لا يخلد في النار.
والدليل على إثبات عذاب القبر: قوله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا". قال أبو هريرة: يعني عذاب القبر. وأيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم: القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. وقد قال تعالى: "النار يعرضون عليها غدواً وعشيا"، والغدو والعشي إنما يكون في الدنيا. وأيضاً ما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: أعوذ بالله من عذاب القبر.
والدليل على سؤال منكر ونكير قوله تعالى: "يثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" يعني وفي الآخرة عند سؤال منكر ونكير..... " ا.هـ

خلاصة القول أن العقل يُستدل به في الأمور التي يمكننا الاستدلال عليها بل وحتى في السمعياتـ هناك ما يقر العقل بصحته ؛ ولاا ننسى أن أساس هذه الانطلاقة هو النص الصحيح , ولاا اعتقد انه يخفى عليكـ أن كلامهم لأهل العقائد المُخالفة أو لأصحاب النفوس التي تجد بعض الشكوك او الميل نحو الاستدلالاتـ العقلية ؛ وإن شاء الله نصل إلى أقوال العلماء في علم الكلام عند الرد على آخر جزئية عندكـ في الموضوع !! - والله اعلم -
يُتبع بإذن الله

عبد الله ياسين
06-03-2009, 01:49 AM
فلا خير في حفظ دون فهم !


كلامك يحتاج الى تفصيل و تدقيق !

فمن أخبركَ أنّه : لا خير في : " حفظ كتاب الله دون فهم " ؟!!!

قبل أن ((( تُعَقّب أو تتعَقّب !!!))) ؛ عليك أن تراجع " مراحل العلم و التعلّم " في كتب الأئمة حتى تفهم ؛ فهناك مرحلة يُقال لها : " مرحلة الحفظ ثمّ الحفظ فقط " !


قاعدة @ :
أئمّة الإسلام اتبعوا عقد محمد وأصحابه عن دراية و دراسة و اطّلاع و بالتالي فهم و قناعة فاتّباع.


كان سيّدنا الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول عن شيخه سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه : " مالك حجةٌ بيني و بين ربي "

فهل كان مُخطأً في كلامه ؟!!!

عندما يقول لك زيدٌ أو عمرٌ من الناس : أنا اتّبع فقه سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه ؛ فعلى أيّ محملٍ تحملُ كلامه هذ ؟

فإمّا تفهم منه أنّ :(1) زيداً يتّبعُ الفقه الذي أنشأهُ ابتداءً سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه !!! ؛ فعندها : عليكَ أن تراجع عقلك !

(2) زيداً يتّبعُ الفقه الذي استنبط أصوله سيّدنا الإمام مالك رضي الله عنه ؛ من كتاب ربّنا و سنّة نبيّنا صلى الله عليه و سلّم - كما يفهمه الصّبيان و العوام عندنا - فعندها : تعقيبك مسدود و كلامك مردود !فالقاعدة صحيحة و ردّك كان ((( ردّاً من أجل الردّ فقط !!! ))) و للأسف يا مسكين ؛ خفيَ عليك :

قاعدة @ :
العبرة بالمعاني لا المباني

قاعدة للحفظ !

عبد الله ياسين
06-03-2009, 02:17 AM
algeroi :

بالنسبة لكتاب " الرد على بشر المريسي " فقد أشرت في كلامي أنّ في نسبة كتاب للدارمي مقال و محلّ بسط الكلام يحتاج الى وقت ليس هذ محله...و النقل الذي أتيت به فيه ما فيه من خرق لمبدأ : " اسناد القول إلى قائله " و...إلخ ؛ فلعمري ما هي فائدة كتب العلماء التي اعتنت بمثل هذ العلم ؟!!! ؛ فما هي فائدة كتاب " التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد " للحافظ ابن نقطة الحنبلي ؟!!! و... ؟!!!

و الشاهد أنّ في الكتاب عبارات تجسيم واضحة سرد بعضها الإمام العلامة محمّد العربي التبّاني السطايفي المكّي رحمه الله ؛ فافهم !

أما ترديدك لخرافة مرور الأشعري بثلاث مراحل ؛ فأسعد به من حال !!!

سلام@

®عبـ القادر ـد®
06-03-2009, 07:10 AM
-الإشاعرة ينكرون أمورا وردت أيات وأحاديث


كلام أراه يفتقر إلى حد بعيد من المصدر العلمي الموثوق ؛ ولو عندكـ دليل هنا هاته من كتب الإمام نفسه أو من تلامذته الحفَّاظـ , ولااا أعتقد انَّكـ تصدق مقالات من يدعي زورا وعدوانا انه على نهج الأشعري في الاعتقاد !!





كمسالة الاستواء


الأشاعرة يا فاضل لا ينكرون الاستواء على العرش إنما ينكرون استقراره تعالى وجلوسه عليه ؛ وانتـ أدرى إن ورد في مسألة جلوس الله تعالى على عرشه او استقراره عليه دليل من كتابـ أو سنَّة ! وأورد لكـ ما أورده الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري قال : " ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالا على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس"
وقال الإمام الخطابي في كتابه اعلام الحديث بشرح البخاري : (( وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو انه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته، لكنه بائن من جميع خلقه ، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
الآية )) ا.هـ



ومسألة التنزل لله عز وجل


إليكـ ماأورده الامام البيهقي في كتابه السنن الكبرى : (( قال البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: "وجاء ربك والملك صفا صفا" والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا.
قلت - أي البيهقي - : وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى يقول: إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدل من أعلى إلى أسفل، وانتقال من فوق إلى تحت، وهذه صفة الأجسام والأشباح.
فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة، وإنما هو خبر عن قدرته تعالى ورأفته بعباده، وعطفه عليهم، واستجابته دعائهم، ومغفرته لهم. يفعل ما يشاء. لا يتوجه على صفاته كيفية، ولا على أفعالــه كمــيـــة. سبحانه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير." )) ا.هـ



إما أن يكون ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق أوما يقوله هؤلاء الأشاعرة هو الحق وهما متناقضان


أثبتـ هذا التناقض ؛ والبينة على من ادعى !!!

يُتبع بحول الله وقوته

®عبـ القادر ـد®
06-03-2009, 11:31 AM
- من تكلم بلاعلم وقال غير الحق فإنه يسمي كاذب فكيف بمن ينقل من كلام موجود خلاف ماهو فيه مما يعرف كل من تدبر الكلام أن هذا نقل باطل وهذا حال الاشاعرة مع القرآن ينقلون من القرأن ماهوغير موجود فيه


الدعاوى إذا لم يقم عليها
بيناتٌ أصحابها أدعياءُ

لمـ أجد ما قُلته , فحبَّذا لو أتيتنا بما تراه مخالفاً للقرآن ونقله السادة الأشاعرة , وإن لم تجد نعلم وقتها الصادق من دونه

تح ــيااتي

algeroi
10-03-2009, 07:38 AM
يكفي في نقض كلامك هذا ؛ قولك بعده :



كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا !!!

algeroi يقرّر أنّ الحافظ ابن حجر العسقلاني و الإمام النووي و الحافظ البيهقي و جمهور علماء الإسلام :
(1) ((( خالفو جماهير الصحابة !!!)))

(2) ((( خالفو التابعين !!!)))

(3) ((( خالفو أئمة الاسلام !!!)))

(4) ((( فضلو القواعد الكلامية الباطلة على تقريرات الكتاب والسنة !!!)))

ماذا أبقيت ؟!!!!

رميتهم بكلّ نقيصة أيّها المُفتري ؟!!!!
لا أقول لك :
ما هو الفرقُ إذاً بينهم و بين ((( الطّراطير !!!))) حاشاهم ؟!!!
بل أقول لك أيّها ((( المسكين !!!))) الواقع في ((( التناقض المشين !!!))) و ((( الإفتراء المُبين !!!))) هداكَ ربّ العالمين :
ما هو الفرقُ إذاً بينهم و بين ((( الفرق الضّالة !!!))) ؟!!!
جاهلٌ ينطح بلسانٍ يُسبّح و يدٍ تذبح !!!

لله درّ الشاعر :

أعمى يقود أعمى لا أبًا لكم !!! *** تبًّا من كانت العُميان تهديه !!!


هداكم الله يا من ضللتم أئمة الإسلام




لا بارك الله في عملك أيها الملبس العاجز !!
أتتهم محاوريك بما تعجز عن اثباته ولما يطالبوك بالدليل الصحيح من كلامهم تدور كالبرميل الفارغ وتنطنطن كالذبابة الخرقاء إنهم يضللون أئمة الإسلام !!! ألا تستحي يا هذا ورائحة كذبك تزكم الأنوف وتصرخ في العالمين شاهدة على أنك مجرد كذاب لا يحمّر خده إلا من أثر الصفع ولا أثر للحياء على صفحته أما الدليل على مخالفة المذكورين لجماهير الصحابة والتابعين في هذا الباب فهو أوضح من أن يدلل عليه الفقير قليطلع من يريد على أقوال أهل العلم الأولين من الصحابة والتابعين الى الأئمة الأربعة إلى كبار تلامذتهم ليقف بنفسه على هذه المخالفة والتي لا يمنع فضل أولئك المذكورين من ردها عليهم فلا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أظنّ أحدا يعتقد بعصمة الحافظ أو النووي أو من كان أعلى منهم أو أقل شأنا فكيف والحال أنّ هؤلاء قد خالفوا من هو أكبر منهم في هذا الباب وإليكم بعضا من أقوال الأئمة :
1- حميد بن ثور , أبو المثنى الهلالي , ممن أدرك النبي صلى الله عليه و سلم , روى الزبير بن بكار عن أبيه أن حميد بن ثور وفد على بعض بني أمية فقيل ما جاء بك فقال :

أتاكَ بي الله الذي فوق عرشه ** وخيرٌ ومعروفٌ عليك دليل

( تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 60 – 81 هـ , ص / 111 )


2- الصحابي الجليل إبن عباس – رضي الله عنهما - حيث روى إنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال لها كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيباً وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند حسن ) .


3-وقال أيضا : في قوله تعالى ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ): « لم يستطع أن يقول من فوقهم ؛ علم أن الله من فوقهم » ( رواه اللالكائي في شرح أصول السنة بسند حسن ) .


4-أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها . عن أنس رضي الله عنه أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات . ( أخرجه البخاري ) .


5 - قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه : ( العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . ( أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند حسن ) .


6- قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت – تعني عثمان – ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ) .


7- الصحابي الجليل عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما . عن زيد بن أسلم قال : مر ابن عمر براعٍ فقال هل من جزرة فقال : ليس هاهنا ربها فقال ابن عمر : تقول له أكلها الذئب , قال : فرفع رأسه إلى السماء و قال : فأين الله ؟ فقال ابن عمر أنا والله أحق أن أقول اين الله فاشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم . ( أخرجه الذهبي في العلو ) .


8- التابعي الجليل مسروق . كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها , قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرئة من فوق سبع سماوات . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال إسناده صحيح ) .


8- قال أيوب السختياني : إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال : هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم ) .


9- قال سليمان التيمي رحمه الله : لو سئلت أين الله لقلت في السماء . ( أخرجه الذهبي في العلو ) .


10- قال عالم خراسان مقاتل بن حيان ( ت قبل 150 هـ ) في قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ( المجادلة آية 7 ) : هو على عرشه وعلمه معه . ( أخرجه أبو داود في مسائله ص / 263 بسند حسن ) .


11- قال الإمام أبو حنيفة: ( ت 150هـ ) : من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]


12- قال عالم الشام الإمام الأوزاعي ( ت 157 هـ ) : كنا والتابعون متوافرون نقول : ( إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ) . ( أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وصححه الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/182 ) .


13- الامام الكبير سفيان الثوري ت ( 161 هـ ) قال معدان : سألت سفيان الثوري عن قوله عز وجل ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : علمه .
( أخرجه الذهبي في السير وإسناده صحيح ) .

قلت : كان الجهمية الاوائل يقولون ان الله في كل مكان - تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا - و يستدلون بآيات المعية !! فلما سُئل الامام الثوري اجاب بأن المعية هنا بالعلم , و الامام الثوري يقر بأن الله فوق عرشه قطعا كما نقل ذلك الامام السجزي حيث قال : ( وأئمتنا كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن زيد والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته وأن علمه بكل مكان ) ( الابانة للسجزي )




14- قال الإمام مالك ( ت 179 هـ ) : الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء . ( أخرجه أبو داوود في مسائله ص / 263 بسند صحيح ) .


15-قال الإمام حماد بن زيد ( ت 179 هـ ) : إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية - ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) .


16-شيخ الإسلام عبدالله ابن المبارك ( ت 181 هـ ) قال علي بن حسن بن شقيق : قلت لعبدالله بن المبارك : كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ص / 67 ) .

17- الامام جرير الضبي محدث الري ( ت 188 هـ ) قال جرير بن عبدالحميد رحمه الله : كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند جيد ) .


18- قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي ( ت 198 هـ ) : أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن يكون على العرش , أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال نقله غير واحد بإسناد صحيح ) .


19-أبو معاذ البلخي ( ت 199 هـ ) قال أبو قدامة السرخسي : سمعت أبا معاذ خالد بن سليمان بفرغانة يقول : ( كان جهم على معبر ترمذ , وكان فصيح اللسان ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم فكلم السمنية فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبده فدخل البيت لا يخرج منه , ثم خرج إليهم بعد أيام فقال : هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء فقال أبو معاذ البلخي رحمه الله : ( كذب عدو الله بل الله عز وجل على العرش كما وصف نفسه ) . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) .


20- الامام منصور بن عمار ( ت 200 هـ ) . كتب بشر المريسي إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فكتب إليه ( استواؤه غير محدود والجواب به تكلف , مساءلتك عنه بدعة , والإيمان بجملة ذلك واجب ) . ( تاريخ الإسلام حوادث ووفيات ( 191 – 200 هـ ) ص / 413 ) .


21- الإمام الشافعي ( ت 204 هـ ) . قال رحمه الله : القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها , أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل : سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء . ( وصية الإمام الشافعي ص / 53 – 54 ) .


22- وقال أيضاً : ( وأن الله عز وجل يرى في الآخرة ينظر إليه المؤمنين أعياناً جهاراً ويسمعون كلامه وأنه فوق العرش ) . ( وصية الإمام الشافعي ص / 38 – 39 ) .


23- قال يزيد بن هارون الواسطي ( ت 206 هـ ) : من زعم أن ( الرحمن على العرش استوى ) على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي . ( أخرجه أبو داوود في المسائل ص / 268 بسند جيد ) .

24- ذكر الامام سعيد بن عامر الضبعي ( ت 208 هـ ) الجهمية فقال : هم شر قول من اليهود والنصارى , قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين , على أن الله عز وجل على العرش وقالوا هم ليس على شيء . ( كتاب العلو للذهبي )


25- الامام القعنبي ( ت 221 هـ ) . قال بنان بن أحمد كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلاً من الجهمية يقول : ( الرحمن على العرش استوى ) فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي . ( كتاب العلو للذهبي )


26- الامام عاصم بن علي – شيخ الإمام البخاري – ت ( 221 هـ ) . قال رحمه الله : ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء رباً . ( كتاب العلو )


27- الامام هاشم بن عبيد الله الرازي ( ت 221 هـ ) . قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول : سمعت هشام بن عبيدالله الرازي – وحبس رجلاً في التجهم فتاب فجىء به إليه ليمتحنه – فقال له : أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه ؟ فقال لا أدري ما بائن من خلقه , فقال : ردوه فإنه لم يتب بعد . ( العلو )


28- بشر الحافي ( ت 227 هـ ) قال حمزة بن دهقان قلت لبشر بن الحارث أحب أن اخلوا معك , قال : إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبةً فصلى فيها أربعة ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده : اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أؤثر على حبك شيئاً , فلما سمعته أخذنا الشهيق والبكاء فقال : اللهم إنك تعلم أني لو أعلم إن هذا هاهنا لم أتكلم . ( السير 10 / ص 473 ) .


29- قال محمد بن مصعب العابد ( ت 228 هـ ) : ( من زعم انك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش , فوق سبع سماوات , ليس كما تقولوا أعداء الله الزنادقة . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) .


30 - قال الامام الحافظ نعيم بن حماد الخزاعي ( ت 228 هـ ) : أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله في التوراة أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي)



31 - الامام لغوي زمانه أبو عبدالله ابن الأعرابي ( ت 231 هـ ) . قال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه رجل فقال : يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) , قال : هو على عرشه كما هو , فقال الرجل ليس كذلك ! إنما معناه استولى , فقال : اسكت ما يدريك ما هذا , العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر . ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة . ( أخرجه الذهبي في العلو وصححه الألباني ) .


32- أبو معمر القطيعي ( ت 236 هـ ) قال رحمه الله : آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله . (أخرجه الذهبي في العلو )



33- قال الامام الحافظ إسحاق بن راهويه - شيخ البخاري و مسلم - ( ت 238 هـ ) : قال الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى , ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة . ( العلو ص / 1128 ) .


34- قال الامام قتيبة بن سعيد ( 240 هـ ) : هذا قول الأئمة في الإسلام السنة والجماعة : نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل وعلى ( الرحمن على العرش استوى ) .


35- قال الإمام أحمد بن حنبل ( ت 241 هـ ) في الرد على الجهمية : (فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (الرحمن على العرش استوى )

وقال : ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )3


36 - و قال في موضع اخر : ( و قد اخبرنا انه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )

( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )


وقال : ( إليه يصعد الكلم الطيب )

وقال : ( إني متوفيك ورافعك إلي )

وقال : ( بل رفعه الله إليه )

وقال : ( يخافون ربهم من فوقهم )

وقال : ( وهو القاهر فوق عباده )

وقال : ( وهو العلي العظيم )

فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ, أَخْبَرَنَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ, وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا, يَقُولُ اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) ( الرد على الجهمية و الزنادقة )

37 - و ايضا : قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد هكذا هو عندنا
( اثبات صفة العلو للحافظ ابن قدامة )


38-قال الإمام الرباني محمد بن أسلم الطوسي ( ت 242 هـ ) : قال لي عبدالله بن طاهر بلغني أنك ترفع رأسك إلى السماء فقلت ولم ؟ وهل أرجوا الخير إلا ممن هو في السماء . ( أخرجه الذهبي في العلو ) .


39- قال الزاهد الحارث بن أسد المحاسبي ( ت 243 هـ ) : ( وأما قوله : ( الرحمن على العرش استوى )

(وهو القاهر فوق عباده ) و ( أأمنتم من في السماء- و ساق ادلة الفوقية و العلو - ثم قال :

وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) يعني فوق العرش والعرش على السماء لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء ) ( كتاب العقل و فهم القرآن ص 355 , تحقيق القوتلي )


40- قال الامام الكبير عبدالوهاب الوراق ( ت 250 هـ ) : من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , أن الله عز وجل فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة ( العلو ) .

عقب الامام الذهبي بقوله : ( كان عبد الوهاب ثقة حافظا كبير القدر حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي قيل للإمام أحمد رضي الله عنه من نسأل بعدك فقال سلوا عبد الوهاب وأثنى عليه )


41- قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة 253 للهجرة - شيخ أبي داود والنسائي - في كتابه الإستقامة:

((وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض ، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:

بقوله: ((إني متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله : ((وما قتلوه يقيناً))

وقوله : ((بل رفعه الله إليه))

وقال: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه))

وقوله : ((إليه يصعد الكلم الطيب))

وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:

لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء ، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد ص104.



42 - الامام البخاري ( ت256هـ ) : قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية باب قوله تعالى وكان عرشه على الماء :

قال أبو العالية استوى إلى السماء إرتفع
وقال مجاهد في استوى علا على العرش )



43-و قال ايضا في كتابه خلق أفعال العباد :


(باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون أن يبدلوا كلام الله


- قال حماد بن زيد : "القرآن كلام الله نزل به جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه ليس في السماء إله" ص8

- قال ابن المبارك : "لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى" وقيل له : كيف تعرف ربنا ؟ قال : " فوق سماواته على عرشه " ص8

- قال سعيد بن عامر : " الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم : ليس على شيء " ص9 )



44- إمام خراسان الذهلي ( ت 258 هـ ) : قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان وا لله على العرش )( العلو للذهبي ص186 )


نكمل ما بدأناه من نقل أقوال أئمة اهل السنة و الجماعة في علو الله على عرشه و على خلقه :



45- إمام خراسان الامام الذهلي ( ت 258 هـ ) : قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان والله على العرش ( العلو للذهبي ص186 )



46 - الامام الكبير أبو زرعة الرازي ( ت 264 هـ ) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً ويمناً – فكان من مذهبهم وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , أحاط بكل شيء علماً , ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) . ( كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي , 1 / ص 198 ) .



47-الامام اللغوي ابن قتيبة الدينوري ( ت 276 هـ ) قال : (والأمم كلها عربيها وعجميها تقول إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله تعالى فقالت في السماء قال فمن أنا قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام هي مؤمنة ( كتاب تأويل مختلف الحديث ص 272)



48 - و قال ايضا في موضع اخر : (وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله ( الرحمن على العرش استوى ) أي استقر كما قال ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ) أي استقررت ومع قوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه )وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة وتعرج بمعنى تصعد يقال عرج إلى السماء إذا صعد والله عز وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه والأيدي ترفع بالدعاء إليه ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق )




49 - الحافظ الكبير إمام اهل الجرح و التعديل أبي حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي ( 277 هـ ) : قال الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول مذهبنا وإختيارنا: إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى ولزوم الكتاب والسنة ونعتقد أن الله عزوجل على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( أخرجه الذهبي في العلو ) .





50 - قال الإمام أبو عيسى الترمذي ( ت 279 هـ ) : وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه . ( جامع الترمذي ) .




51 - قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني ( ت280 هـ ) في مسائله التي نقلها عن أحمد بن إسحاق وغيرهما : ( وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من علمه مكان , ولله العرش وللعرش حملة يحملونه .- الى ان قال - والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره ) . ( درء تعارض العقل والنقل 2 / ص 22 – 23 ) .


52 - قال الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي ( ت 280 هـ ) : ( قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سماواته ) , ( كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد ) . قال الذهبي معلقاً : كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة . ( كتاب السير , 13 / 322 )



53 - ابو العباس ثعلب إمام العربية ( ت 291 هـ ) : قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة : وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله ، عن إسحاق الهادي ، قال : سمعت أبا العباس ثعلبا يقول : استوى : أقبل عليه وإن لم يكن معوجا (ثم استوى إلى السماء ) أقبل ( و استوى على العرش ) : علا واستوى وجهه : اتصل واستوى القمر : امتلأواستوى زيد وعمرو تشابها واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما هذا الذي يعرف من كلام العرب ) ( شرح اعتقاد اهل السنة و الجماعة للامام اللالكائي 3\443 )



54 - الامام الحافظ الكبير مسند العصر أبو مسلم الكجي الحافظ ( ت 292 هـ ) , روى قصة ملخصها ما قاله :
( خرجت فإذا الحمام قد فتح سحرا فقلت للحمامي أدخل أحد قال لا فدخلت فساعة افتتحت الباب قال لي قائل أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا نسمع

قال فبادرت وخرجت وأنا جزع فقلت للحمامي أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد قال ذاك جني يتزايا لنا في كل حين وينشدنا فقلت هل عندك من شعره شيء قال نعم وأنشدني :

أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادى وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدي جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا ) ( رواه الذهبي في العلو بسنده و صححه الالباني )



55 - عمرو بن عثمان المكي ( ت 297 هـ ) صنف كتاباً سماه ( التعرف بأحوال العباد والمتعبدين ) قال باب ما يجيب الشيطان للتائبين فذكر في التوحيد , فقال : من أعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو بالجحد لها والتعطيل فقال بعد ذكر حديث الوسوسة :
(فلا تذهب فى أحد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وأرض لله بما رضى به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير الى أن قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة الجائى قبل أن يكون جائيا لا أمره المتجلى لأوليائه فى المعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوى على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك و تعالى .)



56 - و قال ايضا : (النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه بالوسيلة القريب فى قربه من حبل الوريد البعيد فى علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس .
الى أن قال : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل أأمنتم من فى السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور
أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا تعالى وتقدس أن يكون فى الأرض كما هو فى السماء جل عن ذلك علوا كبيرا أهـ ( مجموع الفتاوى 5 / 62 )




57 - الامام الحافظ ابن أبي شيبة ( ت 297 هـ ) قال في كتابه العرش : فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصاً من خلقه بائناً منهم علمه في خلقه لا يخرجون من علمه . ( كتاب العرش 51 )




58 -قال الإمام المحدث زكريا الساجي ( ت 307 هـ ) القول في السنة التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم أن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء . ( تذكر الحفاظ ص 710 ) .




59 - قال الإمام الحافظ شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) : في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع . ( تفسير الطبري 27 / 216 )



60 - و قال رحمه الله في تفسيره : ( وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن } علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات )



61 - و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو الله ))



62 - و قال ايضا رحمه الله : (وعني بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه )



63 - وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه، يعني إلى الله عز و جل ))



64 -قال ابن الأخرم ( ت 311 هـ ) : الله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة . ( تذكر الحفاظ / 747 )




65 - قال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله ( ت 311 هـ ) : من لم يقر بإن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته فهو كافر بربه , يستتاب فإن تاب وألا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بالنتن ريحة جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم . ( كتاب التوحيد )




66- نفطويه شيخ العربية ( ت 323 هـ ) : صنف الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه كتابا في الرد على الجهمية وذكر فيه أشياء منها قول ابن العربي الذي مضى ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي لا رحمه الله يقول سبحان ربي الأسفل , قال : وهذا جهل من قائله ورد لنص كتاب الله إذ يقول ( أأمنتم من في السماء) ( العلو للذهبي )




67 - الامام أبو الحسن الأشعري إمام الفرقة الأشعرية ( ت 324 هـ ) قال في كتابه الإبانة : ( فإن قال قائل ما تقولون في الإستواء ؟ قيل : نقول إن الله مستو على عرشه كما قال ( الرحمن على العرش استوى ) وقال: ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وقال : ( بل رفعه الله إليه ) , وقال حكاية عن فرعون ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا )
كذّب موسى في قوله إن الله فوق السموات , وقال عزوجل : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال ( أأمنتم من في السماء ) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا ولم يرد أنه يملأهن جميعا )

68 - و قال في موضع اخر : ( ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى استوى إستولى وملك وقهر وأنه تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الإستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش , وكذا لو كان مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال هو مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء ) ( الإبانة للأشعري و ذكر نحوه عدد من اهل العلم كالذهبي و غيره و ذكر انه شهره الحافظ ابن عساكر , و هذا الكتاب مرجع للاشعرية عند دفاعهم عن امامهم , و ممن نقل هذا الكلام منه من المتأخرين : الامام مرعي الكرمي – ت1033 هـ-

69 - و قال في كتابه الذي سماه إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. الى ان قال : وإنه على العرش كما قال : ( الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف ) ( قال الذهبي : نقلها ابن فورك بهيئتها في كتابه المقالات و الخلاف بين الاشعري و ابن كلاب )



70 - - شيخ الحنابلة الامام أبو الحسن علي البربهاري ( ت 329 هـ ) قال : (وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان ) ( شرح السنة للبربهاري ص1 )






71- الوزير علي بن عيسى ( ت 334 هـ ) : قال محمد بن علي بن حبيش : دخل أبو بكر الشبلي رحمه الله دار المرضى ليعالج فدخل عليه الوزير بن عيسى عائدا فقال الشبلي ما فعل ربك ؟ قال : الرب عز وجل في السماء يقضي ويمضي . ( العلو 1258 )


72- العلامة الفقيه أبوبكر الصبغي ( ت 342 هـ ) قال رحمه الله: قد تضع العرب في موضع على قال الله تعالى ( فسيحوا في الأرض ) وقال ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )ومعناه على الأرض وعلى النخل فكذلك قوله ( من في السماء ) أي من على العرش كما صحت الأخبار عن رسول الله ( كتاب العلو ص1264)


73 - شيخ المالكية العلامة ابو إسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان المالكي ( ت355 هـ ) :

قال الذهبي رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله (أوله: الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق مابدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية. ( السير 16 / 79 )


74 - قال الإمام أبوبكر الآجري ( ت 360 هـ ) في كتابه الشريعة : والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بكل شيء . ( كتاب الشريعة )


75 -وفي موضع آخر قال : ( وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه ) ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال : ( هذه السنن قد اتفقت معانيها , ويصدق بعضها بعضاً وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير عليم خبير . )

و قال ايضا في موضع اخر من كتابه الشريعة :

76 - (وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود : [ سبحان ربي الأعلى ثلاثا ]
وهذا كله يقوي ما قلنا : أن الله عز وجل العلي الأعلى : على عرشه فوق السموات العلا وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية نعوذ بالله من سوء مذهبهم ) ص 295


77 - الحافظ الامام أبو الشيخ ( ت 369 هـ ) , قال في كتاب العظمة : له ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما و علو الرب فوق عرشه . ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك . ( العظمة 2 / 543 ) .


78 - قال العلامة أبوبكر الإسماعيلي ( ت 371 هـ ) في كتاب إعتقاد أئمة الحديث ص 50 : يعتقدون إن الله تعالى ... استوى على العرش , بلا كيف , إن الله انتهى من ذلك إلى إنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه .


79 - أبو الحسن بن مهدي المتكلم ( ت 380 هـ ) تلميذ الأشعري , قال في كتابه مشكل الآيات : في باب قوله ( الرحمن على العرش استوى )
( أعلم أن الله في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه ومعنى الإستواء الإعتلاء كما تقول العرب إستويت على ظهر الدابة وإستويت على السطح بمعنى علوته وإستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي )


80 -و قال ايضا : ( فالقديم جل جلاله عال على عرشه , يدلك على أنه في السماء عال على عرشه قوله : ( أأمنتم من في السماء ) وقوله : ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب وقوله ثم يعرج إليه )
(العلو للذهبي , و كذا كتاب الكلمات الحسان نقله صاحبه عن المخطوط الأصلي لكتاب أبي الحسن بن مهدي الموجود في مكتبة طلعت في مصر ورقة 132 )


81 - قال الإمام الزاهد أبو عبدالله بن بطة العكبري ( ت 387 هـ ) : أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية . )


82 - و قال في موضع اخر : ( و قال : ( الرحمن على العرش استوى ) فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه , و أنه على العرش .( المختار من الإبانة


83 - و قال أيضا في موضع آخر : ( و قال ( يخافون ربهم من فوقهم ) فأخبر انه فوق الملائكة , و قد أخبرنا الله تعالى انه في السماء على العرش , أوَ مَا سمع الحلولي قول الله تعالى { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) } ) ( المختار من الإبانة 3\136 -144 )


84 - و قال ايضا : (وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ0 ) ( متن كتاب الشرح و الإبانة )


قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة : (كان إماما في السنة ) لسان الميزان ( 4\113 )



85 - الإمام أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي ( ت 386 هـ ) , قال في كتابه الجامع ( ص 139 – 141 ) ( مما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعه وضلالة أن الله تبارك وتعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه وإنه في كل مكان بعلمه .)

ثم قال في آخره : وكل هذا قول مالك ، فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه


86 -وقال رحمه الله في أول رسالته المشهور في مذهب الإمام مالك ( وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه ) . ( مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة ص 56 ) .


قال الحافظ الذهبي عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني : (وكان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق.) السير ( 12\17 )


87 - الإمام الحافظ محدث الشرق ابن مندة ( ت 395 هـ ) قال في كتابه التوحيد : ذكرُ الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء . ثم ذكر ثلاث آيات في استواء الرحمن على العرش .( 3\185 )


88 - وقال رحمه الله : ذكر الآيات المتلوة والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على أن الله تعالى فوق سماواته وعرشه وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم . ثم ذكر آيات دالة على العلو وساق جملة من الأحاديث في ذلك . ( كتاب التوحيد 3 / 185 – 190 ) .


89 - الإمام ابن أبي زمنين ( ت 399 هـ ) قال : ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ما خلق وسبحان من بَعُدَ فلا يُرى وقَرُبَ بعلمه فسمع النجوى . ( أصول السنة ص / 88 ) .


90 - قال القاضي أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري ( 403 هـ ) في كتاب التمهيد : فإن قالوا فهل تقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) . ( التمهيد ص / 260 )


91 - ثم قال في موضع آخر : ولا يجوز أن يكون معنى استواؤه على العرش هو استيلاؤه عليه ؛ لأن الإستيلاء هو القدرة والقهر والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً عزيزاً مقتدراً . (التمهيد ص\260 – 262 )

قال الحافظ الذهبي معلقا على كلام الباقلاني
( فهذا النفس نفس هذا الإمام وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها صم بكم غتم عجم يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون ) العلو


92 - الشيخ العلامة أبوبكر بن محمد ابن موهب المالكي ( ت 406 هـ ) قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني : ( أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك .


93 - وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى
إلى أن قال : ( وقد تأتي لفظة في في لغة العرب بمعنى فوق كقوله فأمشوا في مناكبها و في جذوع النخل و أأمنتم من في السماء قال أهل التأويل يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها )


94 - و قال ايضا : ( ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته ، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف ، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته ، لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها ، وقد كان ولا مكان .... ) ، نقله عنه الحافظ الذهبي في كتاب العلو ص 264

قلت : و العلامة ابن موهب من أخص تلامذة الامام ابن أبي زيد و هو أعرف بأقواله من المتأخرين الذين حرّفوا كلام الامام ابن ابي زيد بكل صفاقة و الله المستعان


94 - الإمام العارف معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني ( ت418 هـ ) قال في وصيته لأصحابه : " وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول . وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق منه بائنون ; بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة ; لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق ) ( الفتوى الحموية لابن تيمية )


95 - الإمام الحافظ أبو القاسم اللالكائي ( ت418 هـ ) : قال رحمه الله في كتابه النفيس شرح أصول اعتقاد اهل السنة: (سياق ما روي في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأن الله على عرشه في السماء وقال عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )وقال : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ذلك من الصحابة : عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء : مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل )( شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة 3 \429-430 )



96 - السلطان العادل يمين الدولة محمود سبكتكين ( ت421 هـ ) , قال أبو علي بن البناء: حكى علي بن الحسين العكبري أنه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجلي قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لان لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.

فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه.
فبهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات , فيقال: انشقت مرارته.) ( سير أعلام النبلاء 17\487 )


97 - المفسر الأصولي يحيي بن عمار ( ت 422 هـ ) , قال رحمه الله : ( كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه رفع يديه الى السماء . و المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله : ( سبح اسم ربك الأعلى ) – الى ان قال :

و نقول : هو بذاته على العرش , و علمه محيط بكل شيء )

98- و قال ايضا : ( و لا نقول كما قالت الجهمية انه مداخل للأمكنة و ممازج لكل شيء و لا نعلم أين هو ؟ بل نقولُ هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء و علمه و سمعه و بصره و قدرته مدركة لكل شيء و ذلك معنى قوله : ( و هو معكم أين ما كنتم ) فهذا الذي قلناه هو ما قاله الله و قاله الرسول ( الحجة في بيان المحجة 2 \ 106 – 107 )


99 - الامام الحافظ أبوعمر الطلمنكي المالكي ( ت429 هـ ) , قال في كتابه الوصول الى معرفة الأصول : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء ) ( العلو للذهبي و اجتماع الجيوش لابن القيم)


100 - و قال ايضا في نفس الكتاب : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته ) ( اجتماع الجيوش لابن القيم )


101 - وقال في هذا الكتاب أيضا : ( أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ) ثم ساق بسنده عن مالك قوله : ( الله في السماء وعلمه في كل مكان )


قال الامام الذهبي : (كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس )


102 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني الشافعي ( ت430 هـ ) مصنف حلية الأولياء, قال في كتاب الإعتقاد له : ( طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه )( العلو للذهبي ص 243 )


103 - وقال رحمه الله فى كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين تأليفه : ( وأجمعوا أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل فى كتابه أأمنتم من فى السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى (مجموع الفتاوى لابن تيمية 5/60 )

....................................
ختاما : زعم المفتري أنّ أخاكم algeroi قد وصف الحافظ ابن حجر والنووي وأمثالهم بالطراطير قلما طالبته بالنقل الصحيح .. عجز عن الاتيان به قلن أخاطبه بعد اليوم بغير .. المفتري .. حتى يقوم بأحد أمرين :
1- النقل الصحيح من كلامي
2-الاعتذار .. وهو حقي كما ترى أيها القارئ الكريم
.................................
تنبيه : النقول مستفادة عن مشاركة للأخ المقدادي عن الألوكة وسيأتي مزيد بيان في الأيام المقبلة إن شاء الله

algeroi
10-03-2009, 07:56 AM
algeroi :

بالنسبة لكتاب " الرد على بشر المريسي " فقد أشرت في كلامي أنّ في نسبة كتاب للدارمي مقال و محلّ بسط الكلام يحتاج الى وقت ليس هذ محله...و النقل الذي أتيت به فيه ما فيه من خرق لمبدأ : " اسناد القول إلى قائله " و...إلخ ؛ فلعمري ما هي فائدة كتب العلماء التي اعتنت بمثل هذ العلم ؟!!! ؛ فما هي فائدة كتاب " التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد " للحافظ ابن نقطة الحنبلي ؟!!! و... ؟!!!

و الشاهد أنّ في الكتاب عبارات تجسيم واضحة سرد بعضها الإمام العلامة محمّد العربي التبّاني السطايفي المكّي رحمه الله ؛ فافهم !

أما ترديدك لخرافة مرور الأشعري بثلاث مراحل ؛ فأسعد به من حال !!!

سلام@



كما نقلناه سابقا يقول أحد طلاب العلم الأفاضل في رد هده الدعوى الفارغة -ولا بأس بالتكرار-:

الحمدلله الذي شَرحَ صُدورَ أهل الحديثِ لمَعرفَةِ أدلةِ العقائدِ و الأحكام , ونضَّر وجوههم في القديمِ و الحديث , فصاروا في الملَّةِ كمَصابيحِ الظلام , و سَلَكَ بهم المَحجَّةَ البيضاء و بتَّكَ بهم أهلَ البدعِ فماتوا غيظاً و غمّاً و أرْغَم منهم المعاطسَ و عالت بهم الآلام .

و أشهد أن لا آله إلا الله لا شريك له وحده لا ضدّ و لا ندّ و لا وزير , تعالى الله و تقدس عما يقوله الطغام , شهادة أدخرها لديه ليوم تُعض فيه البنان و تعبس فيه الوجوه و تزل الأقدام .

و أشهد ان محمدا عبده و رسوله و خليله , صفوةُ العالمِ و خلاصةُ بني آدم و أفضلُ من حجَّ و صلى و جاهد و صام , صلى الله و سلَّم عليه و على آله و صحبه الكرام



و بعد

فقد وقفتُ على طعونات أحد المخالفين لأهل السنة في نسبة كتابي الحافظ أبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله : " النقض على بشر المريسي " و " الرد على الجهمية "


و كان قد تألم من كتابه الأول النقض لما فيه من مخالفة لعقيدته الخلَفية : و لما رجع الى ترجمته رأى انه من المحال الطعن في شخصه لما رأى من جلالة الترجمة و عظيم المناقب له فلم يجد إلا الاتجاه لكتابيه فوثب عليهما و لكنه خاب و خسر , و كذب و فشر , فكل كلامه هباء في هواء , و هراء بلا إمتراء , و كان قد اتكأ على أمور لا تُسلّم له و نحن نذكرها أبرز ما اتكأ عليه هذا الشخص , ثم نأتي بالنقض عليها كاملة بإذن الله :


و نقدّم بمقدمات قبل الشروع في النقض :

المقدمة الأولى :



أن لكل علمٍ رجاله , و كل فن له أهله , فلا يمكن ان يتكلم من يعمل في مجال الطب في علم الهندسة مثلا – و ينظّر لنظريات هندسية لم يُسبق إليها –

و هكذا في علم الحديث و الإسناد : له رجاله فهم عليهم المعوّل , أما من يتسلق و هو لا يدري ما طريقتهم و ما فنهم و ما هم عليه : فهذا جاهل لا يُلتفت إليه .


المقدمة الثانية :

أن طريقة أهل الحديث في تحمّل الكتب هي : عدم إشتراط صحة سند الكتاب بل يكفي شهرة الكتاب و إستفاضته عند اهل العلم .

المقدمة الثالثة :

انه إذا ثبتت نسبة كتاب الى عالم من العلماء بحيث نص على ذلك جماعة من أهل العلم الثقات دون مطعن في ذلك من غيرهم دونما دليل : لم يجز لأحد الطعن فيه و التنكب عن جادة أهل العلم بإثارة الشبهات و المطاعن حوله لأنه مخالف له في أشياء





فصل :




قال المعترض :

" إن النسخة الخطية التي توجد بأيدينا اليوم هي فرع عن النسخة التي اطلع عليها مناطلع من المؤرخين ، والدليل على هذا أن طبقات السماع المثبتة هي هي ، والسند المثبتعلى النسخة هو هو ، وبعد مراجعة الفهارس والمعاجم التي خرجت هذا الكتاب كمعجمالحافظ ابن حجر نجد أن السند الذي يروون به هو هو السند المثبت على النسخة الخطيةالتي بأيدينا لا يخرجون عنه ، والذي اكتشفته أنا الفقير إلى الله أن السند للكتابينمعا فيه مجاهيل لا يعرفون ـ أو هكذا الحال عندي ـ كمحمد بن أحمد بن الفضل وأبي روحالأزدي ومحمد بن إسحق القرشي ومحمد بن إبراهيم الصرام وغيرهم، فكيف تصح نسبة هذاالكتاب إليه على قواعد أهل الحديث ؟؟!! حتى بعض الروايات التي وجدناها مخرجة منكتاب النقض في كتب أخرى كبعض مؤلفات أبي إسماعيل الهروي لم تسلم كذلك من بعض هؤلاءالمجهولين!! فكيف يتفرد المجهولون برواية هذين الكتابين ثم يتحمل الدارمي تبعة كلما فيهما ؟؟!! لا شك أنني غير ملزم بالطعن في الدارمي بل ولست ملزما بكونه صاحب( مبالغة ) على حد تعبير الذهبي ، ولا بكونه صاحب ( مغالاة ) كما قال الألباني فضلاعن التجسيم والتشبيه الذي يراه الأستاذ الكوثري، لأن هذا كله فرع عن صحة ذلك عنالدارمي وليس بين أيدينا سوى نسخة تحمل سندا ينتهي إلى مجاهيل لا ندري لعلهم منأتباع أبي عبدالله بن كرام المجسم الذي طرده الدارمي من هراة. "



قلت : و الجواب على هذا الهذيان الذي لا يخرج عن رجل عاقل يعرف طريقة تحمل سلفنا الصالح رحمهم الله للكتب من وجوه :


الأول : أما قوله : ان السند فيه مجاهيل : فكان ماذا ؟ هل تستطيع ان تذكر شروط أهل الحديث لتحمل الكتب و إشتراطهم صحة السند كاملا للمؤلف ؟ قطعاً لا يستطيع ! فينقطع بإذن الله


و لهذا قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم 1/11-14:


( صحيح مسلم رحمه الله فينهاية من الشهرة وهو متواتر عنه من حيث الجملة فالعلم القطعي حاصل بأنه تصنيف أبىالحسين مسلم بن الحجاج وأما من حيث الرواية المتصلة بالاسناد المتصل بمسلم فقدانحصرت طريقه عنده في هذه البلدان والازمان في رواية أبى اسحاق ابراهيم ابن محمد بنسفيان عن مسلم
ويروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبى محمد أحمدبن على القلانسى عن مسلم ورواه عن ابن سفيان جماعة منهم الجلودى وعن الجلودى جماعة ...قال الشيخ الامام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله اعلم أن الروايةبالاسانيد المتصلة ليس المقصود منها في عصرنا وكثير من الاعصار قبله اثبات ما يروىإذ لا يخلو اسناد منها عن شيخ لا يدري ما يرويه ولايضبط ما في كتابه ضبطا يصلح لان يعتمد عليه في ثبوتهوانما المقصودبها ابقاء سلسلة الاسناد التي خصت بها هذه الامة زادها الله كرامه وإذا كان كذلكفسبيل من أراد الاحتجاج بحديث من صحيح مسلم وأشباهه أن ينقله من أصل مقابل على يديثقتين بأصول صحيحة متعددة مروية بروايات متنوعة ليحصل له بذلك مع اشتهار هذه الكتبوبعدها عن أن تقصد بالتبديل والتحريف الثقة بصحة ما اتفقت عليه تلك الأصول فقد تكثرتلك الأصول المقابل بها كثرة تتنزل منزلة التواتر أو منزلة الاستفاضة هذا كلامالشيخ وهذا الذي قاله محمول على الاستحباب والاستظهار والا فلا يشترط تعداد الأصولوالروايات فان الأصل الصحيح المعتمد يكفي وتكفي المقابلة به والله اعلم انتهى كلامالنووي





فانظر الى أهل الحديث كيف فهموا ذلك ! و هذا المخالف الى عصرنا هذا لم يفهم عشر معشار ذلك ! فإن كان الإمام النووي رحمه الله – و هو إمام مقبول عند هذا المخالف – يقر بأن صحيح الإمام مسلم لا يحتاج الى تعداد الأصول بل تكفي نسخة معتمدة منه : و كلامه هذا في صحيح مسلم فما بالك بما هو دونه من الكتب ؟؟


و لو طبقنا هذا الكلام على كتب أئمته من أهل الكلام المذموم هل كان سيبقى لهذا المخالف كتاب واحد صحيح ؟ هذا سؤال جئت به الى حزبك فتحمله




الوجه الثاني :

أن المعروف من طريقة أهل الحديث في تحمّل الكتب : عدم إشتراط صحة سند الكتاب – كما قدمنا في المقدمة الثانية - بل يكفي شهرة الكتاب و إستفاضته عند اهل العلم , و لهذا نرى أهل العلم رووا هذا الكتاب و سمعوه بالأسانيد و رغبوا في تحمّله و لا يعقل ان يُستغفل حفاظ كبار و أئمة جلاء بل سادة الحفاظ في الدنيا كالحافظ قوام السنة الأصبهاني و الحافظ المزي و شيخ الإسلام ابن تيمية و الحافظ الذهبي و ابن كثير و ابن حجر في آخرين : لا يُعقل ان يُستغفل هؤلاء بكتاب منحول مركب و يغترون بكتاب لا عهد لهم به و هم سادات أهل الحديث في زمنهم , هذا محال


الوجه الثالث :

أن جماعة من أئمة العلم اعتمدوا على هذا الكتاب في تخريج أحاديث رسول رب العالمين صلى الله عليه و سلم ! فلو كان الأمر على طريقة هذا المخالف لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى اللهعليه وسلم


و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :

وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517


و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :

وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ

و قال في الفتح ج 20 ص 484 :

وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ





و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
( وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ

و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :

(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ


و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة } ) اهـ ج1 / 338-339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :

4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329
و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع


و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :

( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
ا هـ .


و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب منحول مرّكب لم يعلموا منذ ان ثنوا الركب عند شيوخهم انه منحول غير صحيح النسبة ؟ هذا محال إلا عند ذوي العقول السقيمة !

الوجه الرابع :

سند التحمل قد يشتهر فيه اسناد عال رجاله مجاهيل فيرويه أهل العلم من هذا الطريق لعلو سنده

فطريقة أهل الحديث في تحمّل الكتب معروفة و صورتها :

أن يعمد الواحد منهم إلى تحصيل نسخة من الكتاب – إمّا أن يكتبها ، وإمّا أن يستكتب غيره - ثمّ يعمدبعد ذلك إلى أكبر راو للكتاب ، وأعلاهم سندا ، ويحضر ومعه نسخته ، ثمّ تقرأ فيالمجلس ... والمقصود من ذلك – كلّه – اتّصال السند ، وقد يكون لذاك الكتاب أسانيدأخرى كثيرة يرويها شيوخ آخرون بأسانيد نازلة – و النزول عندهم شؤم – ؛ فيشتهر السندالعالي الواهي ، وتخمل الأسانيد المتينة النازلة ؛ لرغبة المحدّثين في العلوّ فمثلاتجده وجد راويا للكتاب – و قد يكون عاميا - حضر سماع هذا الكتاب و هو صبي عمره 12سنة مثلا , و عمّر هذا الرجل مدة من الزمن حتى فاق المئة او ناهزها , حتى ان اقرانهممن حضروا السماع ماتوا كلهم و بقي تلامذتهم و تلامذة تلامذتهم يروون الكتاب و هذانزول في السند فيطلبون العلو عند هذا الراوي المعمر و يتركون غيره

و هذاحاصل : فالحجار مثلا كان أميا الا انه سمع صحيح البخاري في زمنه فتسابق عليه علماءعصره ليسمعوا البخاري منه لعلو سنده و لو لم يترجم احد للحجار لما كان هذا طعنا فينسبة البخاري

و هذا جائز حاصل , و هذا الرد على الجهمية والاخر الرد على المريسي للإمام الدارمي في سند تحملهما مجاهيل و مع ذلك عليه سماعات للحفاظ كالإمام الحافظ قوام السنة محمد بن إسماعيل الأصبهاني – ت 535 هـ - و الامام المحدث المفيد، محمد بن أبي نصر اللفتواني الاصبهاني – ت 536 هـ -و سيد الحفاظ المزي و شيخ الإسلام ابن تيمية و البرزالي و الذهبي و ابن كثير و غيرهم و لم يقولوا ان هذه النسخة غير موثوقة بها بل سمعوها و اعتمدوها و هذا هو صنيع الحافظ ابن حجر حيث اعتمد على هذه النسخة للدارمي في تخريج أحاديث رسول رب العالمين!! صلى الله عليه وسلم

رغم انه رواها بهذا السند!!!


فلو كانوا يرون وجوب صحة الاسناد مطلقا للنسخة لما قرؤوها و سمعوها و اعتمدوا عليها !!!



الوجه الخامس :

أن جماعة من العلماء الأجلاء تواردوا على إثبات الكتاب للامام الدارمي دونما نكير كما سقنا عن جماعة بأعلاه

كقوّام السنة الأصبهاني و الحافظ اللفتواني و سيد الحفاظ في وقته جمال الدين المزي و شيخ الإسلام ابن تيمية و شيخ الجرح و التعديل أبي عبدالله الحافظ الذهبي و الإمام المحقق ابن قيّم الجوزية و الحافظ الكبير ابن رجب و الحافظ ابن الشرائحي و تلميذه الشيخ ابراهيم الملكاوي الشافعي و الحافظ الجهبذ ابن حجر العسقلاني و الحافظ الإمام ابن ناصر الدين الشافعي , العلامة السيوطي و العلامة الرملي مفتي الشافعية في وقته و الشيخ علاء الدين المتقي الهندي في كنز العمال و العلامة السفاريني كبير الحنابلة بالشام في وقته و غيرهم.


قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال : (ولعثمان بن سعيد الدارمي كتاب في الرد عليه وعلى صاحبه بشر بن غياث المريسي وغيرهما من الجهمية. ) ج25 ص 363


و قال الحافظ ابن كثير – ت 776 هـ - رحمه الله في ترجمة الدارمي في كتابه طبقات الشافعية عند قول شيخه الذهبي :
( وللدارمي كتاب في الرد على الجهمية سمعناه وكتاب في الرد على بشرالمريسي سمعناه ، قلت-القائل ابن كثير-: ووقع لي سماعهما أيضاًولله الحمد والمنة ) اهـ

و قال في البداية و النهاية في وفيات عام 280 هـ :
(وعثمان بن سعيد الدارمي مصنف الرد على بشر المريسي فيما ابتدعه من التأويل لمذهب الجهمية وقد ذكرناه في طبقات الشافعية. ) اهـ ج11 ص 80


و ذكر الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر في أحداث سنة 803 هـ ما نصه :
(وفي خامس عشرى المحرم قرئ على المحدث جمال الدين عبد الله ابن الشرائحي بالجامع كتاب الرد على الجهمية لعثمان الدارمي فحضر عندهم زين الدين عمر الكفيري فأنكر عليهم وشنع وأخذ نسخة من الكتاب وذهب بها إلى القاضي المالكي فطلب القارئ وهو إبراهيم الملكاوي فأغلظ له ثم طلب ابن الشرائحي فآذاه بالقول وأمر به إلى السجن وقطع نسخه ابن الشرائحي ثم طلب القاري ثانياً فتغيب ثم أحضره فسأله عن عقيدته فقال: الإيمان بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانزعج القاضي لذلك وأمر بتعزيره فعزر وضرب وطيف به، ثم طلبه بعد جمعة وكان بلغه عنه كلام أغضبه فضربه ثانياً ونادى عليه وحكم بسجنه شهراً. ) اهـ

و انت ترى كيف ان هذا القاضي المخالف لم ينكر نسبة الكتاب للإمام الدارمي بل اكتفى بإيذاء الحافظ ابن الشرائحي و تلميذه بطريقة الإرهاب الفكري و الله المستعان , رغم ان الكتاب مشهور عند أهل الحديث و لكن هذا القاضي رأى ما فيه هلكة عقيدة فأبى الا استخدام نفوذه و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .



و قال الحافظ شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله – 842 هـ - في كتابه : " توضيح المشتبه "

(وآخر من حدث من بني بخيخ فيما أعلم أم محمد زينب بنت عمر بن سعد الله حدثت بكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي عن ابيها وعمها أبي بكر وغيرهما عن محمد بن عبد المؤمن الصوري ) ج1 /370 بتحقيق محمد نعيم العرقسوسي



و قال الإمام العلامة محمد السفّاريني رحمه الله – ت1188 هـ - و هو يعدد كتب السلف في العقيدة :

(وكتاب رد عثمان بن سعيد الدارمي ، وكتاب الرد على الجهمية له وغير ذلك ) اهـ من لوامع الانوار ص22


فهما مشهوران عن الإمام الدارمي و هذا متواتر عند أهل العلم .





ثم ان من ذكرهم من رجالات السند و ادعى انهم مجاهيل غايته انهم مجاهيل حال في عصرنا هذا و ربما كانت لهم تراجم اندثرت مع كتب التراجم السابقة المفقودة و من المعلوم ان كثيرا من كتب التاريخ و التراجم فُقدت لأسباب كثيرة كاجتياج التتار لبلاد الاسلام و الحروب و غير ذلك من الأسباب


و قد نص الحافظ الذهبي على ان ابن الصرام روى عن الدارمي كما جاء في ترجمة الدارمي في السير

و الظاهر ان ابن الصرام معروف عند الحافظ الذهبي حتى نقل عنه قوله ) قال محمد بن إبراهيم الصرام: سمعت عثمان بن سعيد يقول: لا نكيف هذه الصفات، ولا نكذب بها، ولا نفسرها.)



ثم قال المخالف في أحد حواراته مع أخيه في التجهم المدعو سعيد فودة :

" ابن حبان هذا هو الإمام الموحد المنزه الذي أبى أن يقر للمجسمة بالحد والجهةفطردوه، هذا الإمام الشهير صاحب الصحيح وغيره من أعرف الناس بمصنفاة الدارمي لأنهبلديه وهأنت تراه يصفه بأنه أحد أئمة الدنيا ، فياللعجب من كتاب مشهور ثابت للدارميصحيح الإسناد ثم يجهله أئمة ذلك الزمان كابن حبان والحاكم والبيهقي ونحوهم !!!!! ) اهـ كلامه


و هذه حجة باطلة ! بل من أبطل الباطل , و لا يستدل بها إلا جاهل , لأن ابن حبان قد روى عن مجسم كبير عند هؤلاء المبتدعة ! و هو الإمام ابن خزيمة رحمه الله صاحب كتاب الشرك كما يقول إمامكم الرازي و من جاء بعده من أفراخ الإعتزال ! فالقضية تنقلب عليك فكيف روى عمن يعرف ما في كتبه و نصرته لمذهب السلف و هو مذهب التجسيم كما تصرّحون و المؤدب منكم من يلوّح بذلك !



و لو كان هذا الطاعن يريد الحق لفهمه و لكنه التغابي و لا شك , فإن ابن حبان و أمثاله وقعت لهم شبهات في أمور في العقيدة و لم يجعلهم ذلك جهمية في الإعتقاد فمسألة الحد و غيرها مما وقع فيه التأويل رد عليهم به أئمة الدنيا في عصره و لو كان شيخه ابن خزيمة حيا لرد عليه و لا شك , و يكفي رد الإمام الكبير عدي الصابوني بكتابه الرد على ابن حبان فيما تأوله من الصفات .


و لهذا فابن حبان يعرف قدر هؤلاء المغاوير من أئمة الدنيا و لا يستجيز هو و لا غيره في عصره على سب أو شتم الأئمة الكبار لأنهم يعرفون انه مذهب معروف للسلف و لكنهم خالفوه لأمور خاصة بهم و لم يجعلهم هذا أن يتعدوا على أئمة الدين حتى جاء بعد زمنهم من قوله و بوله سواء فتعدى على أئمة السنة و مصابيح الدجى و الهدى بالسب و الشتم و الرمي بالتجسيم و التبديع و التشبيه فإنا لله و إنا إليه راجعون !


أما من يعرف أقدار هؤلاء الأكابر فلا يطعن فيهم و هذا الحافظ ابن حجر و هو إمام مقبول عند هذا المخلوق و غيره : يعرف كلام شيخ الإسلام الأنصاري رحمه الله حق المعرفة بل و قال بأنه من أهل الإثبات – و كان قد لقبه بشيخ الإسلام ! - و لهذا طعنوا فيه أو كلاما نحوه : و المقصود انه يعرف كلامه و عقيدته جيدا و لكنه يعرف ان هذا مذهب سلفي متبوع انتصر له جماعة عظيمة من أهل العلم في كل زمان و مكان , منذ فتنة الجهمية في القرن الأول الهجري و الى يومنا هذا , و كذلك فالحافظ يعرف أقدار الرجال لا مثل هؤلاء الأغمار ممن يتطاول على الأئمة الكبار بالسب و الفشر و البهتان .


ثم انه لا دليل على جهل ابن حبان و الحاكم و البيهقي بالكتاب , فعليه ان يدلل جهلهم به اما عدم ذكرهم له فلا يعني العلم بالعدم , و هذا البيهقي يروي بسنده الى الامام عثمان الدارمي حديثا من طريقه و هو موجود في الرد على الجهمية ! و هذا دليل على إطلاعه عليه

قال الإمام الدارمي في الرد على الجهمية :

حدثنا علي بن المديني ، ثنا موسى بن داود ، ثنا معبد ، قال : قال علي وهو ابن راشد ، عن معاوية بن عمار ، قال : قيل لجعفر بن محمد : القرآن خالق أو مخلوق ؟ قال : « ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله »


و قال الامام البيهقي في الاسماء و الصفات :


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ، قال : سمعت عثمان بن سعيد الدرامي ، يقول : سمعت عليا يعني ابن المديني يقول في حديث جعفر بن محمد ليس القرآن بخالق ولا مخلوق ؛ ولكنه كلام الله تعالى قال علي : لا أعلم أنه تكلم بهذا الكلام في زمان أقدم من هذا قال علي : هو كفر ، قال : أبو سعيد : يعني من قال : القرآن مخلوق ، فهو كافر )


و هذا دليل آخر ان هناك اسانيد أخرى لهذا الكتاب .


و فائدة أخرى : ان الامام الدارمي حدّث بهذا الأثر في مصنفه و مجالسه فيكون قد سمعه ابن عبدوس في مجالس الدارمي أو من كتابه سماعا عليه, و فيه تأكيد على صحة نسبة هذا الكتاب له


الوجه السادس : ان الحافظ الدارمي كان مشهورا بالرد و النقض على الجهمية


قال الحافظ الذهبي :

( قال رحمه الله تعالى – أي عثمان الدارمي - : ذهبتُ يوما أحكي ليحيى بن يحيى بعض كلام الجهمية لأستخرجمنه نقضا عليهم ، وفي مجلسه يومئذ حسين بن عيسى البسطامي وأحمد بن الحريش القاضيومحمد بن رافع ، وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب وغيرهم من المشايخ ، فزبرني يحيىبغضب ، وقال : اسكت ، وأنكر على أولئك استعظاما أن أحكي كلامهم، وإنكارا (
سيرالنبلاء 10 / 518


و قال الحافظ الذهبي في ترجمة بشر المريسي الجهمي – من كتابه سير اعلام النبلاء - :
(قلت: وقع كلامه إلى عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ، فصنف
مجلدا في الرد عليه )

الوجه السابع :
ان جماعة من الأئمة الأجلاء قد ذكروا الإمام الحافظ الدارمي من أئمة السنة المتمسكين بها و ما هذا إلا لردوده على الجهمية المعطلة و بيانه في :

الوجه الثامن :
و هو ما قاله شيخ الإسلام الصابوني في طبقة جماعة من أهل السنة أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين
و ذكر منهم عثمان بن سعيد الدارمي

قال شيخ الإسلام الصابوني في عقيدته :
(وأنا ألحقت بهؤلاء الذين ذكر قتيبة رحمه الله، أن من أحبهم فهو صاحب سنة من أئمة أهل الحديث الذين بهم يقتدون، وبهديهم يهتدون، ومن جملتهم وشيعتهم أنفسهم يعدون، وفي اتباعهم آثارهم يجدون جماعة آخرين، منهم محمد بن إدريس الشافعي، وسعيد بن جبير والزهري، والشعبي والتيمي ومن بعدهم، كالليث بن سعد والأوزاعي والثوري وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن سلمة وحماد بن زيد، ويونس بن عبيد، وأيوب وابن عوف ونظرائهم. ومن بعدهم مثل يزيد بن هارون، وعبد الرزاق وجرير بن عبد الحميد، ومن بعدهم محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبي داود السجستاني وأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم وابنه ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن أسلم الطوسي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة الذي كان يدعى إمام الأئمة، والمقري كان إمام الأئمة في عصره ووقته، وأبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل البستي، وجدي من قبل أبي أبو سعيد يحيى بن منصور الزاهد الهروي، وعدي بن حمدويه الصابوني، وولديه سيفي السنة أبي عبدالله الصابوني وأبي عبد الرحمن الصابوني، وغيرهم من أئمة السنة المتمسكين بها، ناصرين لها داعين إليها موالين عليها، وهذه الجمل التي أثبتها في هذا الجزء كانت معتقد جميعهم، لم يخالف فيها بعضهم بعضا، بل أجمعوا عليها كلها، واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم وابعادهم واقصائهم، والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم ) اهـ
و من المعلوم انما ذكر الإمام الدارمي لنصرته لعقيدة السلف و هذا يتضح من كتابيه و لا يبعد ان شيخ الإسلام الصابوني قد وقعت له مصنفات الإمام الدارمي فذكره لذلك


الوجه التاسع :
ان الإمام الدرامي روى جملة من الأحاديث و الآثار بأسانيده عن شيوخه و محال ان يكون الكتاب منحولا أو مركبا و قد روى فيه عن مشايخه و هذا يدل على صحة نسبة الكتاب و إلا فمن ذا الذي يستطيع تصنيف كتاب في الرد على الجهمية و يركب فيه أسانيد صحيحة للدارمي ثم ينسبه له ؟ هذا محال و لا نعرف كتابا حوى آثارا مروية بسند المصنف المنسوبة إليه : ثم يقال ان هذا الكتاب ليس لهذا المصنف ! هذا محال و لم يحدث في تاريخ الأمة كلها

و لهذا نرى أهل الفن اعتمدوا على هذا الكتاب في تخريج أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه و سلم , و لا يُعقل ان يفوتهم ذلك و هم صيارفة الحديث و نقاده يميّزون الصحيح من الضعيف , فكيف بكتاب منحول مجهول ركّبه أحد الخبثاء فنشره بين الناس فاغتر به هؤلاء الأئمة و اعتمدوا عليه في تخريج أحاديث نبي رب العالمين ! هذا لازم ما يقوله هذا الطاعن و هو الطعن على من تحمّله و اعتمد عليه و رميهم بالجهل و الغفلة و إغترارهم بمصنف لا يُعرف و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم !


الوجه العاشر :

أن يقال : من سبقك الى نفي نسبة الكتاب ؟ فهذا كلام عظيم منك لم يقل به عالم جليل و لا إمام نبيل , بل الكل على إعتماد الكتاب و لم يجرؤ أي شخص على التشكيك فيه حتى أتيت أنت ! و لا كرامة لك و لا نعمى , فقولك هذا لم تقم عليه حجة صحيحة و لا أدلة صريحة ثابتة إنما قامت أدلتك على خيالات و معارضات ساقطة و باطلة جملة و تفصيلا و منهجك هذا غير عملي لا يعرفه عربي و لا أعجمي , و لم يقل به أهل الحديث و لا غيرهم إنما هي شقاشق و مخارق و إتباع هوى ليس إلا .






فهذه عشرة كاملة , في نحر كل طاعن في كتابي سيف السُّنة و قامع البدعة , الحافظ العلامة , و العالم التِّكِلاّمة, الشيخ الهمام و الإمام القمقام , من اتفق على جلالته الخاص و العام , شيخ الإسلام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله .





و كتبه :




المقدادي – عفا الله عنه –

أما عن مرور الأشعري بالمراحل الثلاث ومخالفة متأخرّي الأشعرية لمتقدميهم فهي حقيقة مستندة إلى دليل وقد قامت عليها شواهد وأقرها محققون ولن ينقعك في دفعها لفظ خرافة اذ هو في حد ذاته الخرافة وسيأتي مزيد بيان حولها في الأيام القادمة إن شاء الله

عبد الله ياسين
10-03-2009, 09:37 AM
algeroi : هكذا علّمتني عقيدتي: الله تعالى فوق السموات (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=55567)

و اذا كنتَ تعتقد يا مسكين أنّ سيّدنا الامام مالك يعتقد وجود مسافة بينه و بين خالقه !!!!!!؛ فراجع عقلك !!!!

و الباقي واضح ... اقصد : لكلّ ذي عينين !