منتديات الشروق أونلاين - مذكرات ناجحة في البكالوريا

الحلقة الثانية ...

°أستاذ الاجتماعيات كان شغله الشاغل هو الحديث عن معلوماته المتشعبة التي لا تنتهي ما شاء الله مجازر ,بطولات ,معارك حروب ,دماء عندما تدخل حصته تحس كأنك تشاهد فلما تاريخيا ناهيك عن كونه متديناتقيا ورعا و بذلك جمع الاوصاف كلها فكانت حصته حصة نصائح اسلامية لذا لم نكن نكتب شيئا على الكراس بالكاد بلغنا نصف كراس يتكون من ستة وتسعين صفحة كان أستاذا رافقني ثلاث سنوات هي سنوات الثانوية لذا حفظناه على ظهر قلب اذكر أنه كان قليل الابتسام وكثير الهدوء وفي غاية الجدية والرزانة كان رائعا ينصحنا كأخ كبير لنا كم كنا نحترمه ونتوق دوما لحصته التي كان يعلمنا فيها الكثير لذا كنت أفضل التاريح على الجغرافيا أدفع عمري الان لحضور حصة واحدة لدى هذا الاستاذ الذي لا زلت أسأل عنهوسأظل ...
°استاذ الفلسفة كان استاذا فيلسوفا كما يقال كل شيئ كان في راسه يدخل بلا محفظة يلقي درسه ويمليه علينا ثم يخرج حصته كان اغلبنا لا يفهم شيئا لكن حصته رغم ذلك ممتعة بفضل اسلوبه الجذاب في ألقاء الدرس كنت أحب الفلسفة وهذا أمر نادر لكنني كنت أستمتع حقا بمطالعة النصوص الفلسفية أذكر أنني حينما كنت في الثانية ثانوي كنت أسترق جزءا من وقتي و أطالع كتاب الفلسفة الذي كنا نملكه في المنزل ...

°لا أنسى أبدا استاذ العربية للثانية ثانوي كان بحق كان استاذا مميزاالى حد بعيـــــــــد ولازلت أذكره اليوم بالخير كل الخير رغم أنه لم يدرسني خلال الثالثة ثانوي غير أنه لم يكن يبخل علينا بنصائحه القيمة كان ذا أخلاق عالية و ضمير رقيب حسيب حتى انه كان يدرس أحد الأقسام مجانا بسبب عدم وجود أستاذ مخصص لهم فكان في غاية الطيبة والوفاء.كنا نحترمه كثيرا لتفانيه في العمل وإخلاصه النادر وهو أروع أستاذ قابلته في مسيرتي الدراسية

أتذكر كان أستاذ الفيزياء وكان التلاميذ ينادونه باسم ما لدرجة أنهم نسوا لقبه الحقيقي كان يحاول ألقاء درسه بالطريقة التي أعد لها مسبقا واستعمال الوسائل التي تخدم الدرس لكنه حقا كان في واد والجمييييع في واد اخر أتذكر أنه كان مرة يلقي الدرس و حوالي ثلاثة تلاميذ ينصتون أليه أما الباقي فكان يلعب بالثلج في الخارج والمسكين كان لا حول له ولا قوة لا يشكي حاله لأحد ... والتلاميذ كانوا يعاملونه كأي واحد منهم لا احترام ولا تقدير كان مسكينا حقا ...

المنطقة التي كنا نسكن فيها في ذلك الوقت كانت منطقة قبائلية محافظة كانوا محافظين ألى درجة كبيرة حتى أنني عشت بينهم سبع سنين لم أر امراة في الطريق سوى ثلاث مرات أو أربع
كان من النادر جدا جدا حدوث ذلك وهذا ما أثار استعجابي في بداية الأمر لكننبي سرعان ما تعودت على ذلك

كان عددنا قليلا في الثانوية حوالي مائة وخمسين تلميذ فقط في كل قسم عدد الطلبة لا يتجاوز العشرين تلميذا في احسن الأحوال لذلك كنا نعرف بعضنا جيدا كل منهم له شخصيته الخاصة به ولكل منهم لديه طريقة مميزة في المعاملة التلاميذ كانوا كلهم غاية في الأخلاق لكن الدراسة يجيب ربي وهذا بسبب طبيعة المنطقة المحافظة

هؤلاء ببساطة هم أساتذتي الذين رافقتهم ورافقوني خلال عام البكالوريا الأولى لي كنت أستمتع برفقتهم كثيرا لا يمر يوم دون أن أضحك فيه على موقف أو مقلب لذا أحببت المجيئ ألى الثانوية .بل كنت أسرع الخطا حتى أشهد يوما جديدا لاشك سيكون حافلا...

كان هناك مجموعة تلاميذ مسؤولون عن الترفيه والضحك فكانت يومياتي ممتعة حقا حتى الان حينما أتذكر تلك الأيام أتذكرها بنوع من الحنين والشوق
° كان لكل استاذ شخصية تميزه حفظنا كلا منهم عن ظهر قلب وكانوا هم محور أحاديثنا اليومية و التي كانت دائما بالخير... كل الخير
فمثلهم أعزاء لا يصح بل لا يجوز انتقادهم كانو تاجا على رأسي و رؤوس الجميع بأفضالهم اللامتناهية و طيب خاطرهم و أخلاقهم العالية رغم الظروف الصعبة التي كنا نعيشها الشيئ الذي زاد من اللحمة بيننا و أصبحنا نبدو كعائلة واحدة لا يمكن الا أن نغفر أخطاء بعضنا البعض لأنهم أسمى من كل ما قد يلحق بهم ...
كم أتوق إلى اليوم الذي نعود فيه لنجتمع كما كنا نفعل كل يوم . أتوق الى سماع نصائحهم القيمة التي لازال صداها يتردد في أذني و بت أعتمدها دستورا في حياتي ... لكم ساعدتني و جعلتني أتخطى الكثير من الصعاب
كانوا أكثر الناس إحساسا بمعاناتنا و بشدة تعبنا و كانوا يدعون لنا بالنجاح دوما وهو الأمر الذي كنت ألأحظه دوما و هم يتوقون الى رؤيتنا ناجحين متفوقين
أنا اليوم وأختي طلبة طب كما أردنا بفضل مجهوداتنا أولا كتلاميذ و أولياء و مجهوداتكم وتضحياتكم أيها الأجلاء ... سعيدة جدا أنني تعرفت على مثلكم أساتذة لي ...سأضل دوما وفية لذكراكم وأعدكم أننا سنعود يوما لنلتقي في ظروف أحسن ان شاء الله .

دعونا في الحلقة القادمة نتحدث عن أيمان في البيت
كيف كنت أدرس ؟؟
ماذا كانت أحلامي ؟؟
وفيم تمثلت هواجسي ؟؟
انتظروني

يتبع حتما