![]() |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
أيها المارّون من هنا. على رسلكم! فهلاّ أنختم رحلكم؟ لتسمعوا مني؛ أو لتقرؤوا كلماتي؟.. كنتُ كالشاردِ الذي لا يرى في سبيله إلاّ زمهريرَ شتاء. سيلا ً عرمًا يمزنُ ولا يُمطرُ كالفصول في بواقي الأرضِ، ولكنّه رعدٌ وبرقٌ، وصيّبٌ ينهمرُ ويدمّرُ. ترتعشُ لسريانهِ قشعريرةٌ في مظانِ الكيانِ. وقد تدبرتُ صنائع الكونِ، فتأكّد لي أن كلَّ ذرةٍ مشمولاته التمسكِ بضروب الحياة والصراع من أجل البقاءِ. فهي تصادمُ وتقاوم. رأيتُ هذا في صمود الأشجار والأزهار رغم الريح والإعصار. في مقاومةٍ شرسةٍ واستماتةٍ من أجل البقاء. فأرثي لحالها بعد انقشاعِ السحب الداكنةِ والسيول الكاسحةِ، وقدِ انهارت وخارت من هجمةِ الجبروتِ قواها، وتعرّت من شدةِ العصفِ أوراقـها، وتطارحتْ من هوج الريح على الأرض أغصانها. ترى هل تتهاوى بعد ذلك جذوعها؟ آهٍ! فقد جفّت قبل الأوان براعمها. فيصيبني بعض حزنٍ وأسى لأوضاعها فاستبكيها وأباكيها، وهي تتساقط على الأرض متدحرجة ً متناثرةً كأنها لم تكن من قبل أشجارًا باسقة سامقةً، وازهاراً فواحة ً بالأريج عابقةً، تسرّ الناظرين بخضرة أوراقها، وتعانق أغصانها، في نظامٍ بديع ٍ يدلّ على عظمة الخالقِ. ومع ذلك، فلم يبق منها إلاّ أثرًا بعد عين. وهناك قائل يقول: إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة. |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
وردة أختي ذلك ما جال بالخاطر وتشجع صاحبنا وقال. أختاه. تحت مظلةِ مداخلتكِ النديةِ تراقصت لها كلماتي، وعزفت من أجلها مشاعر الأخوية. أتُراها قد بعثرت أوراقي وكتاباتي؟ فلم أجد ما يليقُ من الكلام لعلوّ فضلك، وقصر باع كلماتي فقررتُ أن أبتكرَ لغةً جديدةً، حروفها الندى والهتان، ومفرداتها الزبرجد والمرجان. أشكركِ أختي أنكِ هنا لكِ من أخيكِ الزهر إذا تفتح، والعطر إذا فاح. تحياتي |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
وعليكِ السلام يا بنت الأكارم والكرام بنت أختي، وصغيرة شقيقتي . شاعرة المستقبل. ألم يطرق سمعكِ أنه لو جمعتُ ما نُثر وتشابه من كلماتٍ وتعابير، لعجزتُ عن شكركِ والثناء عليكِ... واشهدوا يا قوم: بأنّ هذه بنت شقيقتي، وأنا بها فخورٌ. زادكِ الله بسطةً في كل ما تحبُّين، ويَرضى الله عنكِ عمكِ/ قسورة. تحياتي |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
لا تُبْتذَل يا قسورة ! سبحان الله أستاذي الذي عرفته من سنتين ونيّف، لازلت كلّما قرأت له أشعر بمتاهات نفس تتوقّل في معارج الهمّة وتتسور شرفات الحكمة، لازلت أجد لغته بحرا في أحشائه الدرر وكنوز المعاني التي لا يفهمها سوى من حباه الله بنعمة التذوق في الحرف وفلسفته وجماله . ربّ حرف صدقة جارية يدرّ الثواب على صاحبه بقدر ما يبهج و يلهم ويعلّم ويسمو بقارئيه لذروة الجمال والتأمل تماما كما تفعل حروفك ، واثقة أنا أن مضاربك الأدبية أهل لأن تكون على صفحات كتبنا المدرسية لعمري انك أحرزت خطر الميداء وكنت الأربى على الأكفاء في الميتاء أحب بعد النظر وعمق المعاني وأعشق حرفا له هويته وروحه ومغزاه وأستهيم في تلك النزعة التزهدية في حرفك بالذات . . . . زملاء :11: كنت أقول كلمة حقّ وجب قولها لست أجامل ولا أغازل :3: |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
|
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
أماني أريس أيتها الفاضلةُ. يُحارُ القلم، وتشردُ الكلمات خجلا ًمن التعليق على نثرتِ به في المتواضع من متصفحي هذا. لعمري كم أخجلني ردّكِ، بقدر ما أسعدني ـــــ في صفحتي هذه ـــــ وجودكِ فلكِ قوافل شكرٍ تترى قدر كرمكِ وسماحة خلقكِ، وعلو شأن وشأو ثقافتكِ زادكِ الله بسطةً في الرزق والعلم. تحياتي |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
بنت الكرام أماني أريس أيتها المثقفة القديرة. ما هذا يا فاضلة؟! وما الروعة إلا في مروركِ وجميل توجيهاتكِ لي. ومع ذلك أراكِ يا ذات الفضل قد خلعتِ عليّ حلةً أكبر من مقاسي. فلكِ كل التقدير والاحترام. تحياتي |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
أنتمُ الذين هنا. أعود بكم إلى أيام الطفولة والشباب، في مضارب الخلان والأحباب. أيام ــــ ويحها ــــ ما أقصرها، ولكن ما أجملها وما أبهاها. أتذكرُ وأنا طفلٌ صغير، بل فتى غرير كانت أمّي ـــ عليها من اللهِ شآبيب الرحمةِ والغفران ـــ ترسلني وأخي وأختي لقضاءِ العطلةِ عند جدي ـــ أبو أمي ـــ في الريف الفرنسي بمنطقة Camargue حيث الطبيعة الغناء والهواء العليل، وذلك هروبًا من المدينة وضوضائها. وكم كان جدي حريصًا على تربيتنا تربية صالحة، وما من مُثلٍ سامية، أو أخلاق حسنة إلاّ و يريد غرسها فينا ما استطاع. ومن ضمن ما كان يردّد دائمًا بلغة عاليةِ الأسلوبِ والتراكيبِ، لا يستطيع فهمها إلا من أوتيَ بلاغة ( Voltaire) أو فصاحة ( Victor Hugo) أساليب قليلة المبني، ولكنها قوية وكثيرة المعنى: " Qui vole un œuf, vole un bœuf" "من يسرق بيضةً، يسرق عِجلا " وذلك حتى لا تمتدّ أيدينا لقطفِ بعض الفواكه من البساتين المجاورة لضيعة جدي الصغيرة. ومرت الأيام وأردفتها الأعوام و" حكمة" جدي ترن تباعًا في أذني، واتخيّلها في ذهني. وما من قضيةِ سطوٍ أو سرقة تُنشَر في الجرائد إلاّ وينتصب جدي واقفًا ويقول بلهجة "الحكيم": " أ لم أقل لكم: من يسرق بيضةً ، يسرق عجلاً " وعندما نشروا قصة (Jean-Bedel Bokassa) إمبراطور إفريقيا الوسطى المخلوع، وكيف أنهم وجدوا أولاده يسرقون البيض والاجبان والحليب من المحلات في بعض المدن الفرنسية. وعندما سألوه قال: "لا أستطيع إعالة هذا الكم الهائل من الأولاد، لأن ما تمنحه السلطات الفرنسية لا يفي بالمطلوب" فضاع أولاده في ملاجئ الأيتام. ومؤخرًا صرحت " الإمبراطورة/ فرح ذيبا بهلوي" إمبراطورة إيران ـ سابقًا ـ بأن ابنها " الأمير " رضا بهلوي " لا يستطيع إدخال أولاده مدارس خاصة، وأنهم سيزاولون دراستهم في مدارس حكومية مجانية "لأن ما عندهم من الأموال لم يعد يكفي، أو يسمح بذلك". والأمثلة كثيرة عن هؤلاء. وحتى عند "بني يعرب" في وطننا العربي، أن أناساً كانوا في الأعالي نتيجة تسلطهم على أموال "الرعية" وخيرات البلد عندما كانوا في السلطة، وعندما زحزحوا عن الحكم أصبحوا كمن تجوز فيهم " الصدقة "، إلاّ مَن عمل و"سهر" على تهريب ما خفّ حمله وغلا ثمنه. وبعد كل هذا.. إن كل ما يمكن استخلاصه، هو أن جدي " الحكيم " كان سيجد نفسه اليوم قد مر بجانب الحقيقة ولكنه أخطأ في قياس تقدير الأمور، بل كان من اللازم عليه أن يصوغ " حكمته " بإضافة نظيرتها وهي: " Qui vole une nation, volera un œuf " "من يسرق أمّةً، سيسرق بيـضـة " وهكذا: كما تدين تدان. |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
ماذا أقول؟ ثم ماذا تخطّ الأنامل إن اسمكتِ اليراع عن أحاسيس داخل قلبٍ لا يعرف سوى المحبة. وفي مقتبل الشباب كانت تتابعه بنظراتها، ثم لم يمضِ الوقت طويلاً حتى فاجأته ــــ ودون مقدّمات ـــ بقولها: أحبك وما أحببت غيرك ابدًا، ولن أحب سواك!..فهل أنت مستعدٌّ أن نركبا سويّاً قطارَ الحياة في رحلة طويلة؟ ولكنها نزلت في أول محطةٍ لتلك الحياة.. ليستعدَّ هو لرحلةٍ جديدةٍ مليئة بالأحزانِ والأشجان. تتكوَّر الحروفُ على نبضها ربما يبوح القلم، وتنتبذُ الرُّوحُ ركناً قَصياً في لجة وطول السنين. ومع ذلك كم يقتله التساؤل: تُرى لماذا نزلت سراعًا؟ ولكن ليس هناك من جوابٍ فظل طيفها وسيبقى غيمة تغسلُ بهطولها مرايَا الحنين، و تشعِلُ فصلاً آخرَ من الأَنين. بانتظارِ وعد بعثرتهُ رياح الشوق في ضمير المحبين. ثم بقيت الإجابة صمتًا، ربما يقضي الله أمرًا كان مفعولا. |
رد: لست أدري، فهل مَن ذهب يعود؟!
اقتباس:
فعلا نظرة استباقية لما صرنا اليه اليوم أسجل الحضور في الصف تحياتي |
الساعة الآن 07:18 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى