|
الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ الإِحْسَانُ رُكْنٌ وَاحِدٌ؛ وَهُوَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بالْعُرْوَةِ الوُثْقَى} [لقمان:22]. - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128]. - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3]. - وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الشعراء:217-220]. - وَقَوْلُهُ: {وَمَا تَكُونُ فِي شَانٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} الآية [يونس:61]. وَالدَّلِيلُ مِنَ السُّنَّةِ: حَدِيثُ جبْرِيلَ الْمَشْهُورُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَاب، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَر، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ؟ فَقَالَ: ((أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبيلاً)). فَقَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: أَخْبرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟ قَالَ: ((أَنْ تُؤْمِنَ باللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَبالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ)). قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: أَخْبرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟ قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)). قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قاَلَ: ((مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ)). قَالَ: أَخْبرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: ((أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ)). قَالَ: فَمَضَى فَلَبثْنَا مَلِياًّ. فَقَالَ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عُمَرُ؛ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ))؟ قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ((هذَا جبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ)). |
رد: الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
الفوائد
1) الإحسان هو إتقان الشيئ وإتمامه وهو ثلاثة اقسام : أولا : إحسان بين العبد وبين ربه ، وهذا هو المقصود .في هذه الأصول الثلاثة ثانيا : إحسان بين العبد وبين الناس . ثالثا : إحسان الصنعة وإتقانها ، إذا صنع الإنسان شيئا أو عمل عملا فإنه يجب عليه أن يتقنه ويتمه 2) الإحسان مرتبتان مرتبة المشاهدة ومرتبة المراقبة مرتبة المشاهدة القلبية تعبد الله كأنه تراه وتشاهد وهذه أعظم مراتبة المحسنين مرتبة المراقبة تعبد الله الذي يراك ويراقب تصرفاتك وعبادتك 3) دائرة الإسلام أوسع من دائرة الإيمان إذ يدخل فيها المنافق والضعيف الإيمان ومن في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان دائرة الإيمان اوسع من دائرة الإحسان الإحسان هو أكمل مراتب الدين 4) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ معية الله (أي قول بأن الله مع ...) نوعان : معية عامة وهي معية علم وإحاطة وهذه تشمل الجميع معية خاصة بخواص العباد كالمومنين أو المتقين او المحسنين الخ تفسر بالتأييد والنصر والتوفيق والإلهام ونحوها من المعاني 5) حديث جبريل سمي بأم السنة إذ فيه دليل كل ماسبق من مراتب الدين (الإسلام والإيمان والإحسان)، ومن فوائده : #ادب السائل وطالب العلم مع معلمه #حرص الصحابة على الجلوس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتعلم ونحوها #ظهور الملك على صورة البشر وذلك كي يقدر الصحابة على مشاهدته #طريقة السؤال والجواب من أحسن طرق التعلم #للساعة علامات ولايعلم وقت وقوعها إلا الله لا نبي مرسل ولاملك مقرب |
رد: الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
أسئلة
1) أين ذكر الله الإحسان في الدليلين التاليين، وهل المذكور من مرتبة المشاهدة أم مرتبة المراقبة ؟ وقوله تعالى : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [ الشعراء : 217-220 ] وقوله تعالى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ 2) مامعنى قول العلماء (الإسلام والإيمان من الكلمات التي إذا اجتمعت تفرقت وإذا تفرقت اجتمعت) ؟ مر بنا في هذا الشرح لفظين مشابهين قال فيهما بعض العلماء ذاك الوصف، ماهما ؟ 3) تعجب الصحابة في حديث جبريل كان من أمرين ما هما ؟ 4) في حديث جبريل موضعان يحثان المرء على عدم تكلف مالا يعلمه، ما هما ؟ 5) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل عليهما السلام لايعلمان الغيب، مادليله من الحديث ؟ |
رد: الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
بارك الله فيك |
رد: الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
اقتباس:
|
رد: الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
بسم الله و بعد أتمنى أن يعود الأخ عبد القادر لإكمال التدارس أتمنى دلك و أدعوا الله من أجل ذلك الأجوبة 1_ أين ذكر الله الإحسان في الدليلين التاليين، وهل المذكور من مرتبة المشاهدة أم مرتبة المراقبة ؟ وقوله تعالى : وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [ الشعراء : 217-220 ] وقوله تعالى : وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ لما كانت المرتبة الثانية من الإحسان هي أن تعبد الله و أن تعلم أنه يراك و يطلع عليك فلا تعصيه و لا تخلف أمره ذلت الآيتين المذكورتين عليه أي على مرتبة المراقبة فالعبد الذي يستشعر رؤية الله له فإنه يحسن عبادته و يتقنها كما في حياته العادية لما يطلب منه أحد إنجاز عمل بحضوره فإن مراقبة الشخص له في ذلك العمل يجعله يحسن فيه و يتقنه و لله المثل الأعلى 2_ مامعنى قول العلماء (الإسلام والإيمان من الكلمات التي إذا اجتمعت تفرقت وإذا تفرقت اجتمعت) ؟ مر بنا في هذا الشرح لفظين مشابهين قال فيهما بعض العلماء ذاك الوصف، ماهما ؟ مررنا بها في شرح الربوبية و الالوهية أما معنى قول العلماء (الإسلام والإيمان من الكلمات التي إذا اجتمعت تفرقت وإذا تفرقت اجتمعت) الإسلام يدل على الأعمال الظاهرة والإيمان على الأعمال الباطنة فإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام ، وإذا ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان ؛ لأنه لا يصح إسلام بدون إيمان ولا يصح إيمان بدون إسلام لا بد من الاثنين 3_تعجب الصحابة في حديث جبريل كان من أمرين ما هما ؟ تعجب الصحابة من أمرين الأمر الأول هو جبريل عليه السلام في هيئته إذ أطل عليهم في صورة رجل لا يعرفونه فهو ليس من أهل البلد لكن هيئته لا تدل على أنه جاء من خارج البلد فأثر السفر من الشعث و الغبر غير بادية عليه و حتى مناداته للنبي عليه الصلاة و السلام باسمه زاد في غرابة الامر لأنه بذلك تأكد لهم أنه من البادية أما الأمر الثاني فهو سؤاله للنبي عليه الصلاة و السلام و تصديقه له فهذا يدل أنه سأله عالما و ليس جاهلا فتعجبوا لماذا يسأل؟ 4_ في حديث جبريل موضعان يحثان المرء على عدم تكلف مالا يعلمه، ما هما ؟ الموضع الاول هو جواب الرسول عليه الصلاة و السلام لما سئل عن الساعة و قوله "ما المسؤول عنها أعلم من السائل الموضع الثاني لما سأل النبي عليه الصلاة و السلام صحابته "أتدرون من السائل " و إجابتهم ب" الله و رسوله أعلم " و هنا فائدة عظيمة فلا يجوز الخوض و التخرص في مسائل الدين بلا علم فإن ذلك من التكلف و الجرأة على الله 5_ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل عليهما السلام لايعلمان الغيب، مادليله من الحديث ؟ قول النبي عليه الصلاة و السلام لجبريل عليه السلام لما سأل عن قيام الساعة : "ما المسؤول أعلم بها من السائل " ذل أن أمور الغيب و منها الساعة لم يطلع الله عز وجل عليها أحد من الملائكة و لا الرسل و لا أحد من خلقه بل استأثر بعلمها سبحانه و تعالى |
رد: الجزء التاسع : تدارس كتاب الثلاثة أصول و أدلتها
...........رفع لتعم الفائدة......... |
| الساعة الآن 03:37 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى