وقفة مع ديوان الشاعر رضا ديداني"هيبة الهامش " للشاعر رضا ديداني
"هيبة الهامش " للشاعر رضا ديداني
قصائد تعانق الحلم و الإنكسار عرض : الأخضر رحموني عن منشورات إتحاد الكتاب الجزائريين و بمساهمة الصندوق الوطني لترقية الفنون و الآداب و تطويره التابع لوزارة الاتصال و الثقافة صدرت مؤخرا عن مطبعة دار هومة المجموعة العشرية الأولى للشاعر الشاب رضا ديداني الموسومة بـ" هيبة الهامش" في 94 صفحة من الحجم المتوسط ، و الديوان مقسم إلى مجموعتين شعريتين، الأولى حملت عنوان " قصائد العزلة" و تحتوي على 11 قصيدة و الثانية بعنوان " قصائد الهامش" و تضم 06 قصائد. رفع الشاعر رضا ديداني باكورة أعماله الشعرية إلى روح الأصدقاء: عبد الله بوخالفة و عبد الله شكري و بختي بن عودة الذين اختطفتهم أيادي الغدر والخيانة وهم في عمر الزهور. و ما تذكرهم بالإهداء إلا عربون و فاء و محبة خاصة و أن الشاعر قد جمعته و إياهم علاقات حميمية في دروب الهم الثقافي وفي الرؤية الفكرية الحديثة، و لا نكشف سرا إذا ما أشرنا إلى أن آخر رسالة كتبها المرحوم الشاعر عبد الله بوخالفة قبل و فاته بيومين خلال شهر أكتوبر 1988 كانت موجهة إلى صديقه رضا ديداني . يستشف القارئ لنصوص " هيبة الهامش" أنها تشكل نصا لعالم واحد في مفصلية المتن ووحدة الحالة الشعورية ، و إن ظهرت كأنها متقطعة ، و أغلبها يتمحور حول جملة من اليقينيات التي يؤمن بها الشاعر و يفضل إبرازها في صورة لوحات اتخذت من الحرية ، الحب ، الوطن ، الهوية ، حرية المرأة ، الفلسفة محاور لمواضيعها، إضافة إلى حالات الراهن الذي نعيش مرارته من خوف و اغتيال و مآسي ، ويمكن للقارئ الذكي تفكيك تركيبة هذه النصوص المكثفة لغويا، النابعة من يقظة ذهنية تلامس المغيب و الأنا التي أصبحت مكرسة تعبيريا للأنا القوة الفاقدة لهويتها بمختلف تجلياتها ، وفي أحيان كثيرة تخاطب بل تحاكم الأنا قبل محاكمة الآخر. من لبس الصمت تيقنت أن اللغة يائسة وغايتي لا أعرف ! أنت هناك ثوب أزرق يرتعش و أنا أعاين الحجر الأملس و يتجلى الحضور الشعري المتميز لهذه النصوص في تقاطعها مع الراهن الاجتماعي الخاضع لسياسة الأقوى بالعودة إلى ديمومة حركة الثمانينيات الحالمة و التسعينيات المنتكسة من القرن الماضي. وهكذا جاءت مجموعة " هيبة الهامش" متفتحة على رؤية نصية مشهدية بتوظيفها بعض الدلالات اللفظية مثل ( المرآة، النافذة، الطفل، الذباب ، الثقوب،.....) كرموز للتعبير عن قلق الوجود ، وإحباطات النفس المغيبة، وحرقة الكلمة البريئة ، فقصيدة " سؤال" كنموذج تحمل في مفاصلها حيرة الإنسان الجزائري إزاء سياسة مفلسة ثقافيا و اجتماعيا مما جعلته يتمرغ بين لغة الخشب ولغة العدمية حتى سقط في اليومي العبثي. لا تنسوا رغبتي على حواف النافذة و أمي تغري طفلها العصي، بأوراق القبيلة الزائلة سأمضي حتى لو نسيتم التاريخ عش مهذب و أنا قد أخدش جفن الزجاج و أنسى و كما جاء في تقديم المجموعة من طرف الشاعر عز الدين ميهوبي - رئيس إتحاد الكتاب الجزائريين- فإن " هيبة الهامش" شيء من سيرة رضا ديداني التي تنبئ عن ميلاد جيل من الشعراء الذين يرفضون الموت على أرصفة الإبداع المتوحشة " . للإشارة ، فإن الشاعر رضا ديداني من المؤسسين لنادي الإبداع الأدبي بمدينة عنابة في بداية التسعينيات رفقه عبد الناصر خلاف و توفيق بوقرة ، عضو المكتب الوطني للإتحاد الكتاب الجزائريين و ممثله بولاية الطارف . و لا تزال بحوزته مخطوطات شعرية منها : دلال الورد" و " أوسمة النور" . ( حدس و إرهاص) للشاعر كمال عجالي تنبؤات شاعر حزين.. ! في رحلة شعرية نتوقف أثناءها عند 12 محطة يسافر بنا الشاعر كمال عجالي عبر قصائد أولى مجموعاته الشعرية الصادرة مؤخرا عن شركة باتنيت للمعلوماتيه و الخدمات المكتبية و النشر، و على نفقه صاحبها إلى عوالم إنسانية بلغة أليفة تغلفها مسحة من الحزن الدفين تكشف عن معاناة الشاعر و إحساسه العميق بالغربة و القلق ، وتبرز عمق الجرح النازف في وجدانه جراء انقلاب المفاهيم في واقع لا يؤمن إلا بالملموس ، في هذه الجولة الأدبية نعيش مع الشاعر محاولة القبض على الأمل المفقود الذي لا يتحقق إلا عند مناجاة – سمراء- واحتضانها ، فتكون رمزا للوطن ، الأصالة ، اللغة العربية، و طيف الحبيبة. يستحضر الشاعر في قصائده التي يرجع كتابة بعضها إلى أوائل الثمانينيات بينما يعود بعضها الآخر إلى التسعينيات رموزا تراثية تثبت مرجعيته التاريخية وتعلقه بالموروث الحضاري للأمة ، ومن خلالها يعانق انكسارات الفرد الجزائري الذي يبكي فردوسه الضائع ( فلسطين) ، ويندب الأقدار التي جعلت من موطنه مرتعا للخراب و الاغتيالات حتى انفجر و تحدث عن وقائع تأكدت فيما بعد ، فمثلا في قصيدة " ثورة نوفمبر" يتنبأ الشاعر كمال عجالي بتدنيس- شارون- لبيت المقدس ، و أن هذه الخطوة ستكون إرهاصا لاشتغال انتفاضة جديدة لأطفال الحجارة .. و بحدسه يستشرف مستقبل الجزائر التي تبقى حصنا مقدسا رغم المؤامرات ويرى أن حل محنة سنوات الدمع و الدموع لا يكون إلا بالعودة إلى المصالحة الوطنية الشاملة ، يقول مخاطبا كاهن الحي في ديوانه" حدس وإرهاص" يا كاهن الحي إن الحي يحترق هل من حديث عسانا فيه نتفق ! ؟ يا كاهن الحي جدد في بصيرتنا وارحم نفوسا طواها الهم و الشبق ! خابت ( خدام ) و خابت كل رؤيتها قد خانها العصر ، فيما لم نعد نثق ! يالوعتي إنها قد أصبحت هدفا لا تعجبوا أبدا، قد هدها الأرق ! و رغم ما تحمله القصائد من حس و طني امتزج بالبوح بهموم الذات ( قصائد، صراع، سراب، يا أملي ) غير أن المسحة التفاؤلية تبقي تحرك نفس الشاعر كما جلس إلى أبنائه الذين خص كل واحد منهم بقصيدة ليرسم من براءة عيونهم خيوط الرجاء و الخلود ، و بوجودهم يواصل مسيرة تحدي الفناء و رفع راية الحق المنشود يقول في قصيدة " موال إلى الحبيبة و البحر" : سيشرب البحر هذي الخمور يذوب الأنصاب و الزلما يموت ( اليزيد ) ومن ( كربلاء ) تشرق الشمس وعلى صفحة ( بكر ) يشع الهلال وفي غمرة النور يتطهر جيل و جيل : يحطم النير وعتمه الليل و نحور البحر نمضي يا ( سمراء ) ننعتق.. ! للإشارة ، فإن الدكتور كمال عجالي أستاذ بكلية الآداب بجامعة باتنة، في حوزته عدة مؤلفات هي: أبو بكر مصطفى بن رحمون : حياته و شعره ، الخطاب الإصلاحي في تراث الطيب العقبي ، فلسطين في الوجدان الجزائري ، البوزيدية ( قصيدة شعبية) ، الشيخ محمد بن عزوز البرجي و كتابه قواطع المريد ، عثمان لوصيف: الشاعر الذي عرفته ، بالإضافة إلى ديوان شعر مخطوط تحت عنوان: أهازيج الزمن البغدادي . |
رد: وقفة مع ديوان الشاعر رضا ديداني"هيبة الهامش " للشاعر رضا ديداني
مممممششششششكككككككووووورررررةةةةة
|
الساعة الآن 09:29 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى