الممارسة السياسية بين الشيتة و الأيادي الخارجية:
 

نقول شيّت أي أزال الغبار والأوساخ عن شيء ما بالشيتة وهي أداة تصنع من مواد مختلفة تستعمل لتنظيف الغبار والأوساخ من الأفرشة والملابس و غيرها و الشيات هو الفاعل أي من ينظف الشيء المتسخ لكن هذا التعبير تحول من عمل نبيل و شريف إلى عمل مشين يطلق على كل من يلهث وراء الجاه والسلطة أو المال من خلال إرضاء طرف أعلى شأنا أو منصبا منه فأصبح هذا المصطلح لصيقا بكل من يقف مع السلطة بدل معاداتها و معارضتها .
ممارسة الشيتة أصبحت شيء عادي و ظاهرة طبيعية و جزء من العمل السياسي لدى أحزاب تعتبر نفسها معارضة فبدل محاسبة السلطة و الوقوف في وجه كل ما يمس مصالح البلاد والعباد من لصوص المال العام و الفاسدين و كل من أوصل البلاد إلى حالة التعفن نجدهم يهرولون لتقبيل أيدي أسيادهم من اجل مقاعد في البرلمان أو من اجل بعض المناصب السامية في مؤسسات الدولة .
الشياتون يتلونون كالحرباء و يحبون تقلاب الفيستا فتارة تجدهم يصفقون للسلطة وتارة أخرى يتوددون لدى المواطنين لكسب أصواتهم مع اقتراب كل موعد انتخابي لكن الشعب يعرف من أين تؤكل الكتف فالتشييت للمواطن بكلمات و وعود زائفة وكاذبة أصبحت من الماضي فالناخب يعلم أنها مجرد شيتة مؤقتة ترمى عندما تنتهي الزردة الانتخابية في حين يستمر الولاء للسلطة لسنوات فتجد الساسة يتفننون في التقرب من الوزراء و كبار المسئولين هذه الأساليب المهينة و المذلة جعلت أصحاب الكفاءات ممن لهم كرامة وعزة نفس مهمشين و هذا ما ينعكس على أداء الإدارة ومؤسسات الدولة التي تسيرها فئة وصلت الى المناصب بطرق ملتوية.
بالمقابل فان كل من يعارض النظام أو السلطة و يبدي رأيا مخالفا لها خاصة و أن الدولة تسير وفق منطق:من ليس معي فهو ضدي فيتهم بالتبعية و أن وراءه أيادي خارجية فيوصف بالخائن و بغير الوطني حتى ولو لم تكن وراءه جهات خارجية فنظرية المؤامرة بالرغم من أنها مجرد كذبة لتبرير الفشل إلا أنها أصبحت بعبعا تؤرق كل من يعارض أو ينادي بضرورة الإصلاح والتنمية و المشاركة في صنع المستقبل كل هذه التجاذبات و التناقضات جعلت من المعارض خائن و عميل ومن الموالي للحاكم شيات .

رد: الممارسة السياسية بين الشيتة و الأيادي الخارجية:
 

رد: الممارسة السياسية بين الشيتة و الأيادي الخارجية:
 

صحيح أخي الكريم كي تمارس السياسة يجب أن تكون كالسفينة التي تتقاذفها الامواج.