بسم الله الرحمن الرحيم.
لا لأحدٍ إلاّ إليها.
وهي تعرف من هي، وليتها تعرف مكانتها عند أخيها
فإلى من تنزع إلى الشرف بنفسٍ وعرق، وتسمو إلى الفضل بوارثة وخلق.
إلى الطيبة المعدن والأصل، والعالية القدر والفصل.
إلى من جمعت في دماثة الخلق كل النصاب، وتباهت بكل مزية الآداب.
أقول لها:
طرق إلى سمعي أنكِ تشدين الرحال إلى بيت الحرام، فنعم الرحلة وأنعم بمن هي شدت رحالها، وقاصدة بيت الله وإليها ظعنها ومآلها.
وإن شاء الله تلبين من كل مكان سحيق، وتسرعين نحو كعبته من كل فج عميق
وتشهدين كل المنافع.
وتزكى ــ بإذن اﷲ ــ أفعالكِ، وتُقبل أعمالكِ، ويُشكر سعيكِ، ويُبلغ هديكِ
ولا تعودين إلينا إلاّ وثوابكِ مسطورا، وذنبك مغفورا ، وتجارتكِ رابحة لن تبورَ، والبركات إليكِ غادية رائحة
ويتقبّل اﷲ دعاءكِ بالإجابة، واستغفاركِ بالرضا، وأملكِ بالنجاح والفلاح ، ويجعل سعيكِ مشكورا، وحجكِ مبرورا
فهنيئًا لكِ يا أختاه
فقد فعلتِ ما أملاه لكِ عقلكِ ونواه، وتقصدين ما فرضه دينكِ وتوخاه.
فما أسعدكِ في دنياكِ، وله الحمد في عقباكِ
اغبطكِ على ذلك يا أخيّة
وأذكريني بالدعوات هناك.