منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   عمود منتدى الشروق (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=409)
-   -   عندما تشعر الجزائر بالإكتئاب (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=302987)

فارس معمر اسامة 31-05-2015 10:34 AM

عندما تشعر الجزائر بالإكتئاب
 
عندما تشعر الجزائر بالإكتئاب
«قد يرتفع رشاش الأوحال الى
العرش كم ينزلق العرش الى الأوحال »
هكذا تكلم زارا دشت فريريك نتشة
وانا أقلب صفحات العديد من الكتب إستعنت بالقلم مستخلصا منها
ما استقر في ذهني من افكار و قناعات في هذه الكلمات
في إفتتاحية شهيرة نشرتها جريدة «لموند » سنة 1968 وكان عنوانها «فرنسا تشعر بالملل» وكانت هذه المقالة إشارة من ضمن إشارات ـ بأن فرنسا في حاجة الى التغيير والتجديد ـ إن «. دڍﭭول» رغم جرح كبريائه رد : «إن فرنسا لم تعد تريدني » وكان في ذلك مدركا لحقائق الحياة وخصوصا الأصوات التي التي كانت تنادي «عشر سنوات من الحكم كفاية » وقرر «. دڍﭭول» ان ينسحب بعيدا عن السلطة
في الأحوال الجزائرية شيء مشابه وشيء مختلف . الجزائر ليست في حالة ملل لكنها في في حالة إكتئاب , فالجمود الذي نعيشه لايعني بالضرورة إستقرار , فالإستقرار حالة امن و امان , و أما الجمود فهو تقهقر صامت .ولكن الأوضاع التي إستدعت حالة الإكتئاب هذه لاتملك حساسية ديقول وكبرياء ه
إن المطالبون بالتغيير ليسوا مبالغين فيما يطلبون ولا متجاوزون . فالجزائر لاتبحث عن شيء في الماضي إنما هي تبحث عن شيء في المستقبل , وهي تتمنى الذهاب الى هذا المستقبل بطريقة سلمية خالية من العنف .كما أن المطالبون بالعهدة الرابعة لايريدون ان تقفز الجزائر الى تغييرات اوتجديدات غير مأمونة أو غير واضحة , برغم ظهور بوادر نفاذ الصبر .هذا إذا إفترضنا حسن النية والوطنية لدى المتخاصمون فيما إختلفوا , ومن واجب الجميع بغير إستثناء أن يساعدو على فتح الطريق السلمي إلى المستقبل
وتقديري أن أي حياة عمر ا وعملا أوحكما لها فترة صلاحية بدنية وعقلية , وأنه من الصواب أن يقر كل إنسان بهذه الحقيقة ويعطيها بالحس قبل النص واجبها وإحترامها ثم أنه من اللائق أن يجيء هذا لإقرار قبولا ورضا وليس كرها وقسرا , كما يستحسن أن يتوافق مع أوانه . فلا ينتظر المعني به حتى ,تتطوع مصارحة مخلصة , اوتواري مجاملة مشفقة ,لأن إنتظار المصارحة مؤلم وغطاء المجاملة مهين . ولابأس في إنتقال رجل من وميض الضوء الى ظل الغروب (وليس عتمة الليل ) ومن متن الحياة العامة الى هامشها ( وليس الفراغ بعد الهامش) في توقيت يترك عنده بقايا اسباب تعينه وتقويه .لأن استمرار الحياة في حد ذاته منحة تستحق التكريم وتستوجب الإحترام . من لم يستطع ان يكون نسرا محلقا فلاداعي ان يكون ببغاء مرددا . ومن صدق تكريم الحياة ووجوب إحترامها . ان الناس لايصح أن يستمروا حيث هم إلى اخر قطرة زيت في المشكاة دائما .و الأفضل أن تظل لديهم بقايا همة تسمح لهم بعيدا عن الزحام بالنظر الى حركة ا الإنسانية العظيمة ومتابعة حيوية التاريخ الهائلة .قادرين على ذلك باشواق تيسرها بقية من عافية وعقل تخفظ لهم صلة ممكنة بعصور مذهلة ,تقوم الآن فعلا على تغيير الدنيا شكلا وموضوعا , روحا وحركة . خصوصا من رجل كان له حظ موفور مع الدنيا والناس وذلك في حد ذاته يكفي وزيادة . في كل تجربة إنسانية وواقعية يوجد عددة ابطال . الأسطورة وحدها تحتمل بطلا واحدا

في هذه الأيام وانت تطالع الجرائد اوتتطلع للقنوات متلمسا اخبارا. طالبا فهم وقائع او إدراك حقائق . ربما تخلص لحقيقة واحدة هي أن الذين دخلوا السياسة قد تجاوزوا الحد .و أن الدولة بالغت ذرعا في رعياتهم بما يفوق قدراتها او تتحمل طاقتها . لقد تبنت الدولة هؤلاء الدخلا ء الإنتهازيين الى قدر تشمئز منه النفوس وتخلت طوعا دائما عن رعاية تطلعات الشعب الى حد النفور والتذمر .لا تهمنا اسماء هؤلاء الدخلاء ما اكثرها ومااكثر تماثلها , وأن إختلفت اسماءها في الحروف اكيد ان نفوسها تتشابه في السلوك .تراهم في مشهد مضحك , يتسلق بعضهم البعض الأخر فيتدافعون متمرغين في الأوحال , وأن كل منهم يطمح الى التقرب الى العرش وقد عراهم جنون التوصل اليه.احيانا علينا ان لا نهاجم هؤلاء الدخلاء على السياسة , فقد يتعرض من يهاجمهم الى تلطيخ نفسه .إن من يهاجمهم كأنما واقف على ضفة نهر يريد التخلص من نقيق الضفادع . لايحملون إلا الوعود الكاذبة والكلمات الوهمية , إنهم عبارة عن فجائع مستترة , فإذا إستغربت الناس أقولهم فإنهم لأنفسهم مستغربون .إننا لاصلة بيننا وبين هؤلاء .فضائلهم تبتعد عن فضائلنا أكثر مما تبتعد عن أكاذيبهم ونردهم المزور . كما أن السعي وراء إعادة ضخ فكرة الشرعية الثورية في جسم الإنتخابات الرئاسية لم تعد مجدية كما أن الإلحاح عليها تخثر في غير موضعه , لأن ظاهر الأمور بصرف النظر عن حقائقاها يفسح المجال لشكوك لاتبددها كثرة الإلحاح .
إن الواقع الراهن للدولة ومايحدث فيه من إحتكاكات ومصادمات , يحذر وينذر , فقد نتج عن هذا الواقع أن كثيرين من أصحاب العقول هاجروا بإبداعتهم وإبتكاراتهم الى العالم الجديد , وأن كثيرا من من أصحاب امال هاجروا الى ماوراء البحار , ,أن كثيرا من الفقراء .لم يبق لهم غير الهجرة الى الله يبحثون عنه في المساجد والزوايا بينما الطبقة المتوسطة تنضغط وتختنق . أن تخالف المصالح السياسية والمالية لايستطيع أن يحتكم الى غير السلطة , وبالتالي فهو قابض عليها لإستكمال ماتنبقى من مطالبه . والسلطة التي تريد البقاء دون سند شرعي مقنع لاسبيل أمامها سوى الخضوع لقهر هذا التحالف .
في وسط الزحام والتصادم بين الحقائق والأوهام وبين الوسائل و الغايات وبين الأمال والواقع . وقع خلط شديد بين السلطة والشرعية, بين روح القانون وصناعة القانون , بين الإقتصاد والنهب المنظم ,و بين الإعلام والإعلان بين الدين والدجل , بين الإرهاب الطائش والعنف الذي يستمد وقوده من من الإحساس بالظلم والعجز عن رده .لقد طفنا الأفاق شرقا وغربا ولم نجد حلا حتى وإن لم يكن سهلا اوقريبا والسبب اننا نبحث عن حلا ونقيضه في أن واحد شيء لم يوجد بعد لم يولد بعد و , ثم أن حالة إجهاض سابقة مازالت بنزيفها المستمر تمنع فرصة حمل جديد .نحن نعيش ازمة عتيقة ومركبة من صنعنا و من صنع غيرنا ومن صنع عالمنا المعاصر .نحن بجهدجهيد نبحث عن مخرج ونتلمس حلا وسط ضغوط هائلة ولكن هذا الحل لم يجيء حتى الآن .ثم أن الحل ليس حكرا براي واحدا ولابرؤية شخص واحد , فحلول المعضلات تحتاج الى إستمرار الإحتكاك بين الحقائق و الظروف , بين الواقع المطلوب حتى تظهر بارقة .
مخاوفي ومخاوف الجميع أن تسنح الفرصة وليس هناك من هو مؤهل لقيادتها وهنا تقع المحضورات التي يلزم توقيها بأي ثمن
ـ اولها ـ محضور ضياع فرصة التغيير والإستسلام لعملية نحر وتآكل لايعرف أحد الى اين تصل ـ و الثاني ـ محضور الإندفاع الى فوضى شاملة ولفترة قد تطول وتستنزف مقدرات الدولة , حتى تبرز من الداخل قوة اصلاح قادرة على ضبط الأمور .
وإعتقادي ان مايليق بتاريخ وميراث هذه الأمة ومايقتضيها مستقبلها في الوقت الراهن ,يفرض ان تتصدى الهمم لكي تتخطى الظنون , والمخرج الذي يتعلق به امل الشعب , هو أن تتنبه العناصر المستنيرة في الأمة سواء في وطنها اوخارجه إلى مهمة واقعة عليها وليس على غيرها , وأن تتقدم جميعا للدور الفاعل وليس دور المراقب , والى الدور المؤثر وليس دور المهتم .إن الأمة رغم حمولاتها ورغم النفايات المسمومة المبعثرة على تخومها , مازالت تملك طاقات وموارد معنوية ومادية مؤهلة للتغيير والتجديد
مع تحيات فارس معمر

أبو اسامة 31-05-2015 10:41 AM

رد: عندما تشعر الجزائر بالإكتئاب
 
السلام عليكم
هنيئا لنا هذا القلم الراقي والفكر البناء
دمت ودام قلمك
أرشحه للنشر على بوابة الشروق
تحياتي

المشرف العام 31-05-2015 11:18 AM

رد: عندما تشعر الجزائر بالإكتئاب
 
بوركت يمناك اخي الفاضل موضوعك أرسل للنشر في بوابة الشروق


الساعة الآن 10:54 AM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى