لكل جيل نوفمبره ... ونوفمبرنا لم يأت بعد
 

يكتبها الرفيق: محمد نوار الربيع قبائلي
"المقال يعبر عن وجهة نظر شخصية"

في هذا الوطن الحبيب الذي لم يعرف يوما طعم الحرية، يوظف أي شيء من أجل نهب واستغلال خيراته، لدرجة أصبح أكبر عدو للجزائر هو غالبية أفراد شعبها، وخصوصا الشباب، فليس سرا القول أن شباب بلادنا في غالبيته يجهل تاريخ أمته، بل حتى أولائك المتعلمون، ولا يتفقون في شيء غير الحث على الرذيلة وما هي السبل التي تمكنك من جمع قدر من المال ولو بطرق غير مشروعة من خلال "القَفّازة"، وهي عبارة عملية تعبر عن القفز على القوانين، بهذه الفلسفة الخبيثة صار أفراد هذا الشعب يعملون ليل نهار من أجل تحطيم وطن اسمه الجزائر.

اليوم، ونحن نحيي الذكرى الـ61 للفاتح نوفمبر المجيد، نرى بأم أعيننا كيف يتراشق السادة المجاهدون بتهم الخيانة، بالنسبة لي ولغالبية شعبنا فإننا غير معنيين بهذه "القذارة" التي تطفو إلى السطح من وقت لآخر، ما يهمنا اليوم هو كيف نحرر وطننا من التخلف والصعود به الى مصاف الأمم المتقدمة، ولكي نصل إلى الطريق الصحيح يجب أن يكون لنا تحليل سليم للواقع الذي نعيشه ومن ثم نجد سبب الداء ثم العلاج.
وحتى لا أتعمق في التحليل ويكون مقالي في متناول الجميع، نأخد مثالا بسيطاً، لو تسأل شابّا بسيطا استفاد او يرغب في الاستفادة من الانساج (الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب) .. هل سوف تعيد القرض بعد أن تعمل بالعتاد الممنوح لك؟ فإن إجابته لا تخرج عن شيئين اثنين: فإما أن يقول لك لن أعيد القرض وسوف أبيع العتاد وأهرب خارج الوطن، أو يقول لك لن أعيد القرض وهذا حقي في البلاد، وهنا مربط الفرس، "كيف أصبح الضمير الجماعي للمجتمع الجزائري يؤمن بأن نهب خيرات هذا الوطن حق مكتسب ؟" وهذا ما يدفعنا بالرجوع لأصل الفكرة وهي الفاتح من نوفمبر 1954.

عندما قام الرعيل الأول للثورة ومن التحق بهم بإخلاص، عملوا من أجل نقل منافع وخيرات هذا الوطن من جماعة الكولون إلى السكان الأصليين، أي بعبارة أخرى: نقل الثروة من طبقة الكولون الأوربي إلى طبقة الكادحين أي أفراد الشعب، بما ينجر عن ذلك من المكاسب السيادية والسياسية، كانت هذه الفلسفة برغم ما يعاب عنها صالحة لبعث الثورة في الأوساط الشعبية، فكانت كالسم الذي قتل الاستعمار، لكن مع الأسف هذا السم استمر استعماله بعد الاستقلال ولعقود وتطور ليصبح اليوم فلسفة مجنمعية اسمها "ندي حقي من البلاد ..."

الرسول عليه الصلاة والسلام لما فتح مكة وصارت الجزيرة العربية تحت حكمه، أي بعد أن حرر بلاده من الجاهلية مثل ما حررنا الجزائر من الاستعمار، لم يضطهد أبناء المشركين والكفار كما فعل الجزائريون بجزائريين مثلهم، ولم يعطي للصحابة السابقين الأوائل الامتيازات مثل ما يستفيد منه إلى يومنا هذا ما يسمى بـ "المجاهدين" من رخص خاصة لفتح "البارات" واستيراد السيارات وغيرها من المنافع المادية في إطار فلسفة إعادة توزيع النهب العام كما أشرنا سلفا.

على أي أساس تستفيد فئة دون أخرى من أبناء هذا الشعب تحت اسم الأسرة الثورية؟ هل باقي أبناء هذا الشعب أبناء حركى أم أنهم مواطنون من الدرجة الثانية؟ ناهيك عن القاعدة الإلهية التي تجعل الحكم والسياسة محصورين في فئة معينة لأنها هي التي حررت خيرات البلد من الكولون لصالحها، ولم تمنح هذا الشعب حريته إلى الأن.

لقد علمنا القرآن والسنة الخالدة ودورة التاريخ أن الاستفادة من خيرات الأرض لا يكون إلا بالعمل فيها، ولا يمكن لفرد، مهما كان هذا الفرد، أن يستفيد من خيرات بلده إلا عن طريق جهده وعرقه، وعلى حسب ما قدم يأخد وفقط، وكل خروج عن هذه القاعدة هو نهب للبلاد مهما كانت المسميات.

لذلك نجد أنفسنا اليوم في حاجة إلى نوفمبر جديد نعلن فيه ثورة ضد هذا الشعب الذي ينهب خيرات بلاده، هكذا يحيي الثوريون مثلنا هذه الذكرى العظيمة، وليس عبر الحفلات الراقصة والبذخ والعري.

محمد نوار الربيع قبائلي
رئيس الاتحاد العام الجزائري للشباب

..............................

رد: لكل جيل نوفمبره ... ونوفمبرنا لم يأت بعد
 

السلام عليكم ...
بارك الله فيك

رد: لكل جيل نوفمبره ... ونوفمبرنا لم يأت بعد
 

ان المشكلة لا تكمن في نوفنمبر جديد بقدر ما تكمن في من سيضمن لنا ان الجديد سيكون أفضل من القديم ؟ وليست أحداث الخراب العربي ببعيد .

رد: لكل جيل نوفمبره ... ونوفمبرنا لم يأت بعد
 

أتقصد ربيع نوفمبري جديد؟؟؟ .. لنغير أنفسنا إذا أردنا التغيير