منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى القصة القصيرة (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=63)
-   -   قصة من كتاب الفرج بعد الشدة (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=214691)

بنت أبيها 25-09-2012 07:06 PM

قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
كان في جوار القاضي قديماً، رجل انتشرت عنه حكاية، وظهر في يده مال جليل، بعد فقر طويل، وكنت أسمع أن أبا عمر حماه من السلطان، فسألت عن الحكاية، فدافعني طويلاً، ثم حدثني، قال:

ورثت عن أبي مالاً جليلاً، فأسرعت فيه، وأتلفته، حتى أفضيت إلى بيع أبواب داري وسقوفها، ولم يبق لي من الدنيا حيلة، وبقيت مدة بلا قوت إلا من غزل أمي، فتمنيت الموت. فرأيت ليلة في النوم، كأن قائلاً يقول لي:غناك بمصر، فاخرج إليها.
بكرت إلى أبي عمر القاضي، وتوسلت إليه بالجوار، وبخدمة كانت من أبي لأبيه، وسألته أن يزودني كتاباً إلى مصر، لأتصرف بها، ففعل، وخرجت.
فلما حصلت بمصر، أوصلت الكتاب، وسألت التصرف، فسد الله علي الوجوه حتى لم أظفر بتصرف، ولا لاح لي شغل.
ونفدت نفقتي، فبقيت متحيراً، وفكرت في أن أسأل الناس، وأمد يدي على الطريق، فلم تسمح نفسي، فقلت: أخرج ليلاً، وأسأل، فخرجت بين العشاءين، فما زلت أمشي في الطريق، وتأبى نفسي المسألة، ويحملني الجوع عليها، وأنا ممتنع، إلى أن مضى صدر من الليل.
فلقيني الطائف، فقبض علي، ووجدني غريباً، فأنكر حالي، فسألني عن خبري، فقلت: رجل ضعيف، فلم يصدقني، وبطحني، وضربني مقارع.
فصحت: أنا أصدقك.
فقال: هات.
فقصصت عليه قصتي من أولها إلى آخرها، وحديث المنام.
فقال لي: أنت رجل ما رأيت أحمق منك، والله لقد رأيت منذ كذا وكذا سنة، في النوم، كأن رجلاً يقول لي: ببغداد في الشارع الفلاني، في المحلة الفلانية - فذكر شارعي، ومحلتي، فسكت، وأصغيت إليه - وأتم الشرطي الحديث فقال: دار يقال لها: دار فلان - فذكر داري، واسمي - فيها بستان، وفيه سدرة، وكان في بستان داري سدرة، وتحت السدرة مدفون ثلاثون ألف دينار، فامض، فخذها، فما فكرت في هذا الحديث، ولا التفت إليه، وأنت يا أحمق، فارقت وطنك، وجئت إلى مصر بسبب منام.

قال: فقوي بذلك قلبي، وأطلقني الطائف، فبت في بعض المساجد، وخرجت مع السحر من مصر، فقدمت بغداد، فقطعت السدرة، وأثرت تحتها، فوجدت قمقماً فيه ثلاثون ألف دينار! فأخذته، وأمسكت يدي، ودبرت أمري، فأنا أعيش من تلك الدنانير، من فضل ما ابتعت منها من ضيعة وعقار إلى اليوم.

الفرج بعد الشدة / التنوخي
ألا تذكركم هذه القصة بشيء ؟
قصة تشبهها مثلا؟

بنت أبيها 25-09-2012 07:14 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي أبو علي المحسن بن أبي القاسم التنوخي ،توفي سنة 384هـ
قال الطنطاوي (ذكرياته 2/ 371): «هل قرأتم كتاب (الفرج بعد الشدة) للقاضي التنوخي؟ لقد قرأته وعمري إحدى عشرة سنة، ثم قرأته أكثر من ثلاثين مرة وحفظت قصصه كلها من كثرة ما أعدت النظر فيه . . . فأقرؤوه تجدوا فيه ما لا تجدون مثله في كتاب آخر من صور المجتمع العباسي ومصطلحات أهله، وأحوال الموظفين وأوضاع التجَّار، وأقلُّ ما تستفيدون منه أنه يهوّن على المحزون منكم حزنه حين يرى أن مِنَ الناس من أصابه أكثر مما أصابه . . . خبّرني الأستاذ زهير الشاويش أن الأستاذ عبود الشالجي حققه ونشره في خمسة مجلدات، فسَّر فيها الألفاظ العباسية وعلَّق عليها »



رابط لتحميل الكتاب:
http://www.archive.org/download/Fara...raj_Sheddh.pdf

سليم يلل 25-09-2012 07:28 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت بُيها (المشاركة 1458484)


الفرج بعد الشدة / التنوخي
ألا تذكركم هذه القصة بشيء ؟
قصة تشبهها مثلا؟


ههههههه
قصة رائعة جدا
أعشق هذا النوع من الأدب
حتى اني حملت مؤخرا كتابين رائعين وهما
"قصص العرب" و "المستطرف في كل فن مستظرف" ومنهما تقريبا أنثر الكلمات هـنـا
على فكرة رابطك يبدو أنه لا يعمل
بوركت على القصة الرائعة


**********

لا أعرف ربما سمعت بمثل هذه القصة ولكن لا أعرف أين؟؟

zohier 25-09-2012 07:37 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
هاته القصة تذكرينى بقصة الخيميائى الذى سافر من اسبانيا الى مصر ووقع له نفس الشيء

بنت أبيها 25-09-2012 09:40 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zohier (المشاركة 1458519)
هاته القصة تذكرينى بقصة الخيميائى الذى سافر من اسبانيا الى مصر ووقع له نفس الشيء

أحسنت أخي (زوهير)
وهذا ملخصها
(منقولا بتصرف )

سنتياغو هو شابّ إسباني اختار الرّعي حبّا في التنقّل والسّفر. ذات ليلة، بينما كان نائما هو ونعاجه تحت شجرة جمّيز تتوسّط كنيسة منهارة، رأى فيما يرى النائم أنّ طفلا أراه أهرام مصر وقال له: لو قادتك قدماك حتى هذا المكان، فسوف تجد كنزا في انتظارك.
ولما كان سنتياغو قد رأى الحلم نفسه من قبل، فقد قصد عرّافة غجرية لتفسيره، فأكّدت له أنّ ما رآه في المنام سوف يتحقّق. باع نعاجه ورحل بحثا عن الكنز، وفي مدينة طنجة أوّل محطّة نزل بها، اضطرّ إلى مزاولة بعض الأعمال ليعوّض ماله الذي سرق منه، قبل أن ينضمّ إلى قافلة متوجّهة إلى مصر.
وفي إحدى واحات مصر، صادف كيميائيّا شهيرا، علّمه استقراء علامات الكون ورموزه، وكيفية الإنصات إلى عناصر الطبيعة، والتحدّث إلى قلبه.
وحينما يبلغ ضالّته يشرع في الحفر، فيهاجمه لصوص يعنّفونه ويرغمونه على إفشاءِ سرّه. عندئذ يقول له زعيمهم في سخرية: "أنا أيضا حلمت مرّتين أني سافرت إلى إسبانيا لاستخراج كنز مدفون تحت شجرة جمّيز، تتوسّط كنيسة منهارة، ولكني لست غبيّا مثلك كي أقطع البحار والفيافي والقفار، لمجرّد أني رأيت الحلم نفسه مرّتين!"
عندئذ أدرك سنتياغو أنه قدم إلى هذا المكان، لكي يلتقي بالرّجل الذي سيدلّه على موضع الكنز، أي هناك، في تلك الكنيسة المهجورة، حيث حلم بالكنز وهو نائم مع نعاجه، تحت شجرة الجمّيز.

بنت أبيها 25-09-2012 10:25 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم يلل (المشاركة 1458513)
قصة رائعة جدا
أعشق هذا النوع من الأدب
حتى اني حملت مؤخرا كتابين رائعين وهما
"قصص العرب" و "المستطرف في كل فن مستظرف" ومنهما تقريبا أنثر الكلمات

**********
[/center]

لا أعرف ربما سمعت بمثل هذه القصة ولكن لا أعرف أين؟؟

أشكرك أخي سليم،،
حين أفشيت لنا سرك (أو حلمك بالأحرى) تذكرت الروائي الكبير باولو كويلهو و رائعته (الخيميائي) ..تلك الرواية التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة و بيع اكثر من50 مليون نسخة منذ صدورها منتصف التسعينات..
رواية أخلدت صاحبها في سجل التاريخ و قد أقر باولو بإعجابه بالتراث العربي البين أثره في هذه الرواية خاصة.
مؤخرا اتهمه البعض باختلاس فكرة القصة من كتاب (الفرج بعد الشدة) للتنوخي .
رغم أن باولو كويلوه قد صرح بخصوص رواية الكيميائي أنه استوحى فكرتها من قصة قصيرة بعنوان (حالمين) للأرجنتيني "بورخيس " ( هكذا اسمه :19: ) حاولت البحث عنها فلم أجدها في النت و لكن قرأت أنه من المعجبين بأسطورة "ألف ليلة وليلة" التي ألهمت الكثير من الكتاب في الشرق و الغرب على السواء..

شخصيا أرى أنه حتى لو ثبت أن باولو كويلهو قد قرأ كتاب التنوخي ووقف على تلك القصة التي نسج منها خيوط روايته ،، فهو أمر لا يقدح في نجاحه و لا موهبته كقاص لأن عمله لم يتوقف على مجرد حشو لتلك الأسطر حتى يصنع كتابا،، ولكنه أبدع من نواح كثيرة حققت بمجموعها ذلك البريق لقصته.
فالفكرة وحدها لا تكفي ..

والأهم من هذا أن نفتخر ونهتم بتراثنا الأدبي الزاخر الذي كان ومازال مصدر إلهام لكثير من المبدعين في العالم.
وأحييك لأنك اكدت لنا هذا الأمر حين تحدثت عن مطالعاتك لهذا النوع من الأدب و ما كان له من دور في تنمية ميولك الأدبية .
وفقك الله لبلوغ المعالي أخي الكريم.

MOSTAFA-30 25-09-2012 11:43 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
قصة رائعة جدا شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــرا

بنت أبيها 26-09-2012 04:22 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MOSTAFA-30 (المشاركة 1458660)
قصة رائعة جدا شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــرا

العفو أخي الكريم.

امر طبيعي 01-10-2012 06:39 AM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
السلام عليكم

قصة رائعة وهادفة

أعشق مثل هذا النوع من القصص

نعم تذكرني بقصة ...لا أدري اسمها ربما هي للمنفلوطي آآآآآآآآآه نسيت أظن أن الزمان أخذ مني الكثير

مضمون القصة التي أتحدث عنها

هي أن رجل كان يعيش في قريته وله و إبنان و زوجة لكنه مل هذه الحياة و أراد أن يبحث عن مصدر رزق يقوي به مكانته.

فقرر السفر كان كل مرة يقف عند الشاطئ وذات ليلة في حلمه وجد شجرة كبيرة قرب الرابية يقول أن تحتها كنز.

المهم سافر وصادف مشاكل كبيرة و...و...و... و سج في السجن كذلك و في المحاكمة قص حكايته على القاضي فضحك عليه و امر بإرجاعه إلى قريته بعد أن قام القاضي بذكر نفس الحلم قرب منزل الرجل وقام بوصف مكان الشجرة و أخبره أنه كان يرى بأن هناك في حفرة عميقة كنز كبير


و بالفعل عاد إلى قريته و حمل فاس وقام بالحفر لكنه لم يجد شيئ و عند مواصلته الحفر إنفجر ينبوع ماء من الأرض.

عرف حينها أن هذا هو الكنز

و لنهاية واضحة
*
*
أشكرك على الإنتقاء اختي

بنت أبيها 03-10-2012 03:34 PM

رد: قصة من كتاب الفرج بعد الشدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امر طبيعي (المشاركة 1461765)
السلام عليكم

قصة رائعة وهادفة

أعشق مثل هذا النوع من القصص

نعم تذكرني بقصة ...لا أدري اسمها ربما هي للمنفلوطي آآآآآآآآآه نسيت أظن أن الزمان أخذ مني الكثير

مضمون القصة التي أتحدث عنها

هي أن رجل كان يعيش في قريته وله إبنان و زوجة لكنه مل هذه الحياة و أراد أن يبحث عن مصدر رزق يقوي به مكانته.

فقرر السفر كان كل مرة يقف عند الشاطئ وذات ليلة في حلمه وجد شجرة كبيرة قرب الرابية يقول أن تحتها كنز.
المهم سافر وصادف مشاكل كبيرة و...و...و... و سج في السجن كذلك و في المحاكمة قص حكايته على القاضي فضحك عليه و امر بإرجاعه إلى قريته بعد أن قام القاضي بذكر نفس الحلم قرب منزل الرجل وقام بوصف مكان الشجرة و أخبره أنه كان يرى بأن هناك في حفرة عميقة كنز كبير
و بالفعل عاد إلى قريته و حمل فاس وقام بالحفر لكنه لم يجد شيئ و عند مواصلته الحفر إنفجر ينبوع ماء من الأرض.
عرف حينها أن هذا هو الكنز

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم تبدو القصة ذاتها،، والمغزى واحد وهو أنه علينا قطع كل تلك المسافة وتحمل ما فيها من صعاب حتى نعثر على الكنز وإن كان على مرمى خطوتين منا.
بورك حضورك.


الساعة الآن 09:40 AM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى