منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الخاطرة (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   خبايا قميص !! (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=189927)

مرمر القاسم 23-11-2011 11:45 PM

خبايا قميص !!
 

خبايا قميص

كلامك السائغ لا يبرئك من خطيئة السقوط ، إنما يبرئك من الخطيئة شوق المطر للتراب ،

قال : لا يبرئك من الخطيئة وحسب وإنما يروي الأشياء الضمآى بين خبايا الحروف والقميص .

تتجلى المآسي حين ترجح كفة دون أخرى و لطالما رجحت واحدة دون الأخرى ، فإن كان ثمة حلم فإني أخشى عليك منه طالما الأمر تعلق بي ،

كانت تُغدقُ عليَّ بالحنان كأم يرفرف قلبها لطفلها الرضيع ، وتمنحني عنب النبيذ و مساحات عشب وزهرات تمتد من عينيها إلى قلبي ، وتقول:هاكَ قلبي ثمل بالحب خامره الشوق إليك فرفقا بي سيّد عمري ,كاد ينال مني الظمأ ،.

هو من أعار الكلمات للصمت ، هو من التحف البرودة كي لا يزيدها تعلقا به ،
هو من توضأ بمائها و أنكر عليها أن تكون أمْ ، بحجة أنه لا يريد أن يستعير الجبن، تبرئ الحب من هذا الإدعاء في كثير من المحافل ،، و أبى كسحابة أبت أن تجود بمائها ، هو من دس الشجاعة و الرجولة في جيبه و تأنق بثوب المنفى.

أرسلتُ إليه : لم أشأ أن أغيب عنك ، ليس لضعفي أمامك إنما لأنك عراقي الدم و كلما تذكرت أنك عراقي عشقتك أكثر ، وكلما تذكرت أنك من أرض النخيل عصفت بي ريح الشوق فهدتني و قادني الحنين إليك، لأتوضأ بمثالية دجلة و أتعمد بالبريق الخرافي للفرات ، فأنا نصفي يحبك و نصفي الآخر يعشق العراق ، .



عقارب الساعة تلدغ أوقاتي يا رفيقي ، و الذكريات الحزينة ما أقساها ، إنّها لا تتغبّر و لا تصاب حتى بالتسوّس ، هي المعافات دوما و السليمة دوما ، و نحن البرابرة و الحمقى و المعطّلون دوما ، نحن من جعلنا من أنفسنا محطة قطار يستريح فيها العابرون مما أصاب أفكارنا بالثرثرة ، و الخرس الاختياري أصاب النظر بالذهول ، فضاقت ذرعاً بنا العيون ، حتى الصمت صار يثرثر بصوتٍ مسموع ،


كم تمنيت لو أني تخلصت من الإعتقاد بوجوب البحث عن المختفي من الإشارات و ما يحاول الجميع اخفاءه في صندوق الأسرة و تحت الشراشف الملونة بألوان إن دلت على شيء فانها تدل على سوء الذائقة ، وكم تمنيت أن أكتب على جبين الياسمينة حكاية الطفولة ،و أن أغزو كل الميادين بجنون ... بيقين ... بثورة عتاب ،

إن الألم الشديد يقتل أجمل الأشياء ، قد يبقي أثرا لكنه بلا خلايا حسّية ، حتى رأسي أصبح ثقيلا ، ماعدت أستطيع أن أضعك فيه ، أفكر بأن أضعك في أحد الصناديق و أحتفظ بك هناك في القبو بعيدا عن أفكاري ،


يا عزيزي اني ممن يتقنون مضغ الوجع قبل الإعدام بساعات ، لذا لا تحدثني عن الأمس فقد نسيت كله ، الم أخبرك بأن العيد لن يأتي لأن الوجع بالغ الفقد وقد سبق و تغيب ذات وعي فكيف يأتي في غاية الفقد ..


صارتَ كــعجوز طاعن في السن بجسده النحيل و ظهره المنحني ، تفتش بين ثنايا الساعات عن ضحكتها ، عن فنجان قهوتها وهي تلعقُ بقايا آخر حبة شكولاتة قدمتها لها ذاك المساء، تقرأ عليك تراتيل عشقها ، وتسقيك حروف الرهبنة ، وكنتَ تقول لها : أنتِ ملاك . فترد عليك قائلة : ما أنا إلا مخلوقة تصير بين ذراعيك امرأة تلبسني أنوثة الدنيا ليسيل على وجهي الحياء.

كتبت لك في تلك القصاصة : كم سأفتقد عطرك ، وكم سأشتاق طعم الشكولاتة من على أطراف أصابعك ، وكم من الطيور ستهاجر إلى قمم الجبال ليغيب عن صباحاتي تغريدها ،؟
كنتَ ترى في عيونها نظرات الاحتجاج و العتب ولم تدرك آن ذاك بأنها انتهت من مراحل التسول على عتبات قلبك ، وبأنها تلملمُ شناشيل الذكرى ، وتمضغ بصمت خيبتها ،و الأنين يأكل حسرتها، غادرت و أخذت معها رائحة الصنوبر وأزهار اللوز ، وغابت في أزقة الريح ،

أنظر إلى الوسائد و كتبها وسل هل بالإمكان إعادتها وهل هنالك عصىً سحرية تلغي سنوات الضياع و تعيدها إليك..؟!


هذه التي عشقت نُخيلات بلادك هذه التي كانت تبوس الأرض تحت قدميك ولم تبالِ ، من يعيدها إليك و من يخبرها بأنكَ لها مشتاق حد ثمالة الأوردة ، ؟
هي التي كانت تقترب منك حد الالتصاق وتوشوش لك كل مساء بحديث النجوم عنك و كانت تقول : النجوم تطلب منك إن أنت عدت للعراق يوما قَبّل الأعتاب نيابة عني ،.


هي خسارتي الكبرى في عمري الصعب ، هي مزاري و راهبة الكنائس ، سجادة صلاتي ، جديلة الحب هي ، .


كم أجل اللقاء فراق .!
و كم كان لنا من اللقاءات الشاردة .؟
شيئاً لم يحدث بينهما ،
لكن الحريق في العيون يُرى ,!
و كم أفتى وليّ الأمر بعدم جواز الفرح لغير عشيقته ..؟!
و نتأمل كي نغرق في أعماقنا و لربما تمكنا ذات عمر من أن نعرفنا أكثر .!
تخيّل معي أن تجف الروح ..و كم من الأشياء سنفعلها و لاتروينا ..!

تلك كانت بعض أحاديث مبتورة بينهما .

علي قوادري 24-11-2011 10:30 AM

رد: خبايا قميص !!
 
النص قد يبدو خواطر مبعثرة ولكنه يتشكل بصورة ككتلة لا يمكن فصل شطر عن الآخر ولكن على المتلقي
ان يدرك تقنيات الكتابة الاديبة حتى لايتيه ولو ان القارئ العادة له اللغة المتخمة بالشاعرية كوجبة دسمة تغنيه عن التفكير في الماورائيات.
ابدعت اختي مرمر.
زيدينا من نبيذ لغتك التتوحدة بتراب الذاكرة وبفرات الشوق والحنين المتسرب من ذات تعشق الوطن /الوطن الكبير.
تقديري.

حمبراوي 24-11-2011 03:23 PM

رد: خبايا قميص !!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اورنيم (المشاركة 1315506)
النص قد يبدو خواطر مبعثرة ولكنه يتشكل بصورة ككتلة لا يمكن فصل شطر عن الآخر ولكن على المتلقي
ان يدرك تقنيات الكتابة الاديبة حتى لايتيه ولو ان القارئ العادي له اللغة المتخمة بالشاعرية كوجبة دسمة تغنيه عن التفكير في الماورائيات.
ابدعت اختي مرمر.
زيدينا من نبيذ لغتك التتوحدة بتراب الذاكرة وبفرات الشوق والحنين المتسرب من ذات تعشق الوطن /الوطن الكبير.
تقديري.

ذاك هو يا علي ..... لغة الخاطرة الشعرية تجعل القارئ يستغني عن المعنى ليتيه في ملكوتها ويذهل عما حوله
هذه مرمر التي أعرف ... متخمة بالوجع


مرمر القاسم 30-11-2011 08:35 PM

رد: خبايا قميص !!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اورنيم (المشاركة 1315506)
النص قد يبدو خواطر مبعثرة ولكنه يتشكل بصورة ككتلة لا يمكن فصل شطر عن الآخر ولكن على المتلقي
ان يدرك تقنيات الكتابة الاديبة حتى لايتيه ولو ان القارئ العادة له اللغة المتخمة بالشاعرية كوجبة دسمة تغنيه عن التفكير في الماورائيات.
ابدعت اختي مرمر.
زيدينا من نبيذ لغتك التتوحدة بتراب الذاكرة وبفرات الشوق والحنين المتسرب من ذات تعشق الوطن /الوطن الكبير.
تقديري.

هي كما بدأت بعض ومضات في الخاطر طرحت أرض الورق لعل و عسى و ربما ،
أشكرك أستاذي ، قوافل زهر

مرمر القاسم 30-11-2011 08:37 PM

رد: خبايا قميص !!
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو لبانة (المشاركة 1315596)
ذاك هو يا علي ..... لغة الخاطرة الشعرية تجعل القارئ يستغني عن المعنى ليتيه في ملكوتها ويذهل عما حوله
هذه مرمر التي أعرف ... متخمة بالوجع


أبو لبانة أيها الفاضل الكريم ، هذا بعض ما نتعلمه منك و لك يعود الفضل الأكبر من بعد الله ،

لك تقديري و احترامي الكبيرين ،
عطر الجنة لروحك النقية


الساعة الآن 10:47 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى