|
المقامة الإسعافية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصل هذه المقامة وفهرس أخواتها تجده بالضغط هنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال عبدالقادر الشروقي : يا أخت الوفاء، لقد تكدر القلب بعد الصفاء، إذ تخدر لب ذي الجفاء، ودمعت العين، من الظلم و الغين. فأرجوك كفّي، فقد ارتجف ذراعي وكفّي ! قال بنت الشروق : لست بنت العقوق، وأراعي لإخوتي الحقوق، فتلك محنة قد انقضت، وهي منحة لمن ارتضت، فنحمد الله على الصبر، ونسأله الأجر في القبر، ونعوذ بالله من الإدلاء، بالصبر على الابتلاء قلت : بِنتُ الأصول ما سفهت، وبَنَتْ الأصول وفقهت، فرزقك الله الأُنس قبل الجَنّة، وحفظك من شيطان الإنس قبل الجِنّة، لكن أخبريني عن الإسعاف، بعد هذا الإسفاف ؟ فحدثت إخلاص : لما حلت القارعة، هبت الناس إلينا هارعة، ولما رآني أحدكم أتلفظ الشهادة، راجية من الله خاتمة السعادة، حملني في سيارة، وانطلق أسرع من طيارة، وأدخلني المستشفى، فوفى وشفى. فالاستعجالات في الذروة، ملأت بالفقير وصاحب الثروة، وسيارات الإسعاف متلاحقة، تحمل ما بقي من الأجساد متلاصقة، وكيفما وصفت في الرواية، فليس السامع على تمام الدراية، ورغم الألم، ناديت صاحبة القلم: يا اختي الممرضة، في النفس رغبة معترضة ! لي عندك أمل، قبل حلول الأجل ! هل سبيل للهاتف، أطمئن قلب أمي اللاهف ؟ زمجرتْ وحملقتْ، لكن من حالي أشفقتْ، وقالت يا أُخيّتي، أما ترين مهمّتي ؟ أهذا وقت المهاتفة وكمد الكَلام، أم وقت المكاتفة و ضمد الكِلام تمتمتُ بلساني المتشكر، وغمغمتُ جناني المتنكر، فَـــ هِمْتُ بِخَبَر الأُسْرة، كما فَهِمْتُ خُبْرَ الأَسِرَّة |
رد: المقامة الإسعافية
قال عمر الشروقي: يا أخي عبد القادر، انت كاتب ماهر، اديب شاعر، بدأت بالتفجيرية، مرورا بالاسعافية، ونحن في النتظار البقية، فلا تطل عاينا يابن السجية. تروي لنا قصة حورية، الصابرة الابية، الطيبة الزكية، بتفصيل و تدقيق، كأنك كنت لها رفيق، في الحافلة و الطريق، و المستشفى العتيق، فكفيت و وفيت، و للمشهد احتويت، فاللهم فالق الحب و النوى و منجي من بطن الحوت بن متّى، ارحنا من شر الخوارج، و بطشهم المارج، استباحوا دماء اخوانهم، كأنهم في منأى عن عقاب ربهم، فرقوا بين الصديق و الرفيق، الأخ و الشقيق، أشعلوا نارا، واتبعوها خرابا و دمارا، صيروا الولدان يتامى، و النسوان أيامى، و العقول حيارى، فاللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا.
|
رد: المقامة الإسعافية
اقتباس:
تستعرض عضلاتك البديعية يا بديع الشروق :11: بارك الله فيك على مقاماتك التي تجمع أطيب الكلام وأجمله وجعلها في ميزان حسناتك. |
رد: المقامة الإسعافية
اقتباس:
وشكرا على تلك المشاعر، واعلم أني لست بشاعر، وإلا فالمقامة بدونه قد شانت، وأظهرت عجزي الأدبي وأبانت ! |
رد: المقامة الإسعافية
اقتباس:
وفيك بارك الله أحيانا كان يطيب لي ذلك في الجولة الشروق، فاجتهد قليلا في اخراج جملة أو استعمال المثلثات من الكلمات، المتضادات أو الاضداد وفي الغالب كما هو حال هذه المقامات أتكاسل فلا يهمني إلا السجع |
رد: المقامة الإسعافية
اقتباس:
ستكتشفون يوما ولكن بعد رحيل العمر أنكم كنتم ضحايا إعلام وفقهاء وبزناسة .. وكلهم شهود زور ... ولكن هذا لا يمنع القول أن ردك فنيا ومعجميا كان رائعا |
رد: المقامة الإسعافية
ما زلت عند رأيي أنت إضافة للمنتدى والمنتدى الأدبي على وجه الخصوص . تنقلني مقاماتك إلى الزمن الجميل فأجدني في حضرة خليفة عباسي ورعية تحسن القول والفعل ليس بينهم تاجر أرواح ولا فقيه باع آخرته بدنياه يطيل الوقوف أمام خازن بيت المال أكثر مما يطيلها بين يدي خالق الأرواح |
رد: المقامة الإسعافية
اقتباس:
الاستاذ حمبراوي وما قصدتك (لاني لم أعرف توجهك جيدا) ولا الخليفة المذكور سددك الله ووفقك |
رد: المقامة الإسعافية
اقتباس:
كنت أعني ما أقول .. فمقاماتك تنقلني روحا إلى أجواء ذلك الزمن ..أما ما ورد من أفكار في الرد فلست المقصود به ولا غيرك أيضا .. إنما هي كليمات عابرات قذفتها ردا على أخي وحبيبي عمر القبي .. وحسب معرفتي به فلا أعتقد أنه سيغضب منها ... لقد كان يبهرني رجال ذلك الزمن من الخليفة في قصره إلى الراعي في فلواته .. إلى الفقيه في خلواته .. كلما قرأت مقامة قفز اسمك بين عيني واستقر فأنت عندي سيد المقامة ليس في المنتدى فحسب بل في الوطن قاطبة .. إذا كان الحديث عن المقامة فأنت المعني رغم دخول رائعين على الخط من أمثال علي قسورة |
رد: المقامة الإسعافية
الحمد لله هناك حراك مميز في قسم المقامة بفضلك أخي عبد القادر وبفضل الأخ علي قسورة..
جميل أن يكون الحرف بساطا ننقله به أفكارا بناءة ورؤى براقة.. جمعة مباركة ودمتم هكذا.. |
| الساعة الآن 02:18 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى