منتديات الشروق أونلاين

كنت هناك
قرية صغيرة هادئة في ريف حلب سكانها كأنهم عائلة واحدة بسطاء مسالمون ، أبو شاكر فرحا بسكنه الجديد الذي أنهاه بعد طول انتظار ، وأم نادر تحضر لزواجه من ابنة عمه التي اكملت تكوينها هذا الربيع ،أما فادي وريا فيلعبان الغميضة في حقل الكروم ، علياء تنتظر عودة والدها من السفر بعد سنين وحسام و زهرة اليوم ذهبوا للمدينة وعادوا بكسوة ولي العهد الجديد والشيخ صالح اتم اليوم عامه الثمانين هو بمثابة قاضي القرية فعنده تحل النزاعات وتبرم العهود يرد المطلقة والغاضبة كما يصلح بين المتخاصمين ، كلامه مسموع و أمره مطاع ، ومدير المدرسة تمام غدا عنده حفل للصغار تعرض فيه ألعاب الخفة ومسرح للصغار الذين ينتظر بعضهم هذا اليوم بحماسة ، نسيت هذا المساء سيكون عقد قران مازن من جارته سوزان والكل مدعو ، التقينا في جو باسم ذات مساء فجأة سمعنا دويا قال البعض انه الرعد و البعض زلزال ،خرجت استكشف الامر فإذا بها طائرة عسكرية تحلق عاليا قلنا هذا جيشنا المغوار في مناورة او لرد ضربة من عدو، ارتحنا بعد فزع وواصلنا الحفل بلا اكتراث وما هي الا لحظات حتى سمعنا نفس الدوي لكن له رديف ،طائرة صغيرة اعتقدت عند الوهلة الأولى فاذا بها صاروخ ينقض على الحفل هربت بعيدا فغطاني الحطام بعد لحظات لم اعرف مدتها نهضت مترنحا من تحت الركام توجهت اتفقد احبابي فلم اعرف الوجهة لأن الارض مسحت مسحا تغيرت المعالم لكن لا أثر للمحتفلين ببساطة قتلوا او اغتيلوا الأصح لقد أبيدوا بدأت ثورة بمجزرة وكانت دماءنا هي بورصة المضاربين نعانا الإعلام الخارجي بلا دموع و جرمنا الإعلام الداخلي بلا تفاصيل وبكينا أحبتنا بصدق وحرقة لكن نعينا الأمن والسلام نعينا أحبة كانوا اوائل بشائر التفتيت و الانهيار ، هل نبكي أحبة أم بلدا أم أمة أم نبكي الهوان. قال أحدهم نبكي أجسام مفرومة وأحلام موءودة و مستقبل ملغوم ، سوريا أنت ضحية الجلاد والمجلود وضحية أخ غادر وحليف مسعور .

:4: