المدرسة الجزائرية وريثة المدرسة الفرنسية , فالكادر التعليمي متكون اساسا من المتعلمين الذين تخرجوا في المدارس التي انشأتها فرنسا لتدريس الكولون و بعض المحظوظين من الشعب الجزائري .

لا يمكن انكار ان كثيرا من الجزائريين الذين ارتادوا المدرسة الفرنسية اثناء الاستعمار, كانوا النواة الرئيسية للحركات السياسية أو لجبهة التحرير الوطني و لا ننسى أيضا النخبة التي كان لها دور في اثراء النقاش الادبي السائد انذاك من الروائيين امثال محمد ديب و مولود فرعون و اسيا جبار و مالك حداد و آخرين كثيرين كانوا نتاج المدرسة الفرنسية و احدهم نال جائزة نوبل في الادب هو البير كامو , الروائي المغمور الذي ولد بالذرعان في مقاطعة قسنطينة سنة 1913 و كان قد ارتاد المدرسة الكولونيالية هنا في الجزائر .

كل ماسبق ذكره بغض النظر عن همجية الاستعمار , فالمدرسة كانت ناجحة نسبيا , ذات منهجية علمية استطاعت تخريج نخبة من الكولون و الجزائرين ذوي مستوى مقبول الى حد بعيد .

عند الاستقلال كان هناك محاولات لجزأرة المدرسة بإعطائها لونا عربيا و اسلاميا و في احيان كثيرة اخذت هذه المحاولات طابع التعسف و غياب المنهج العلمي خاصة فيما يتعلق بالتعريب الشامل والذي اهمل بعض اركان الهوية مثل الامازيغية و الواقع المعيش مما جعل المدرسة الجزائرية تسقط في التذبذب و سيطرة الفعل السياسوي و الديماغوجية التي قتلت التفكير و الابداع و انتجت اجيالا من النخب الفاشلة ما زلنا نعاني من أثارها الى اليوم .

طوال أربعين سنة من التعريب كان عرابو التعريب الشامل هم الذين شكلوا ماكينة التوجيه و غرس العربية بشكل أهمل و جعل اللغة الفرنسية التي تأقلم معها الجزائريون و تعاملوا معها كغنيمة حرب و كانت ستساهم في نهضة البلد و تنميته و لكن الجزائر لم تستفد من الفرنسية بما انها عزلت و غيبت عن سبق اصرار و ترصد و كذلك بالنسبة للتعريب , لأنه لم يستند الى قاعدة صحيحة أو دراسة علمية .َ النتيجة هي أمية الجزائرين في اللغتين العربية و الفرنسية أما الانجليزية فتراوحت بين حماس المعربين لها و تآمر المفرنسين عليها لأنها بلا شك ستزيد من غربة و عزلة الفرنسية ...

النقاش السائد هذه الايام حول عودة الفرنسية , هل هو اعتراف ضمني بفشل التعريب و بداية صفحة جديدة من المدرسة الجزائرية ام هو مجرد محاولة يائسة و يستمر الفشل و الإنحطاط ...؟؟؟؟!!!

موضوع للنقاش الجاد و هي دعوة للأعضاء من اجل الإثراء و النقد بعيدا عن التعصب و الضغينة ....