منتديات الشروق أونلاين - المقامة البلحاجية: كأنّ علي بلحاج هو الذي قالها

من الجاني الجبهة أم النظام:
ولدت وأنا أسمع صوت الآذان, وأنا أتذوق حلاوة القرآن.
دخلت مدستي فتعلمت ((الحياء من الإيمان)), و(( فرنسا أخت الشيطان)).
حفظت : وعقدنا العزم, قلت وبصِيغ الجزم, أنا لك يا كفر ((كعاصفة الحزم))
وفي يوم من الأيام, فتحت شاشات الإعلام, رئيسنا يلقي ببيان: مبروك التعددية يا شبان
قلت أهو حلم يا إخوان, أصدقا قالها يا جيران, قالوا صدقا بلا بهتان.
جمعت الأصحاب والأحباب, وحشدت جموعا كالأسراب, وقلت الصندوق هو الجواب.
جاءت حشودنا كلأسد تزأر زئيرا, وتقول *نعم للجبهة* ومعها : االله أكبر كبيرا.

وجاء موعد فرز الأصوات, وإعلان الفائز عبر القنوات: فقال النظام وقد لبس نظاراته السوداء, الجبهة فازت وإلى اللقاء, و عبس عبوس القمر في الليلة الظلماء.
وبعدها أحسسنا بالمكر واللؤم, ثمّ رأينا الحيف والظلم, وأبصرنا القتل والجرم, فقلت: وأنا غضبان, سأصعّد يا أهل الظلم والطغيان.
قالوا أسأت القول يا رجعيّ ويا أثان, و توعّدني رئيس أخت الشيطان, إنّه كلب الرّوم ((فرونسوا ميتران)), وصرّح الشرّ و أضحى وهو عريان.

قلت : وقد انتابني الغيض, ها قد فُقّس البيض, وخرجت فراخ فرنسا تكيد بلا قيد.
فملئت بنا السجون, فمنّا المقتول والمكلوم, ومنّا المغتصب والمخروم.
هناك فرّ أنصارنا إلى الجبال, وقالوا هلمّ إلى القتال, دفاعا عن النفس والأموال, وصونا للدّين من عبث الجهال.
وقلنا عندنا الشرعيّة, ورئيسنا قال التعدديّة, والشعب قالها *إسلاميّة*
وبعدها جاءنتا *الجيا* قلت هي صناعة مخابراتية, تقتلني أنا وكل من صّوت عليّ, ثمّ يرمى ذنبها عليّ.
بعدين صرت إرهابي, وصرت قاتل ووهابي, وخارجي وتكفيري, ومفسد و ....يا أهل النخوة والوطنية, أرجوكم دافعوا علي, ولو في كنيسة فاتيكانية.
لبّوا النداء من كلّ صوب, وقالوا حقا بلا ريب, أنت يا نظام البادئ بالعيب...
أيا بلد المليون شهيد, ربيتني على الإيمان, وكره الكفر والأوثان, ورفض الضيم والعدوان, أكان حبرا على الأوراق, أكان ضحكا على الأذقان, أكان لعبا على عقول الصبيان.