تذكرة سفر إلي دمشق

كان يوم مليء بالتوترات المهنية و يوما صعبا علي
كان يوم يمتلئ بالمفاجآت حتي أتي المساء و حمدت الله إنني وصلت إلي منزلي و إلي أهل بيتي
و دخلت منزلي و كان في استقبالي زوجتي تبتسم إلي و تقول لي هل سمعت الإخبار أن المرسل من الأمم المتحدة سوف يكون الإبراهيمي التونسي إلي سوريا لحل مشاكلها و إنهاء الحرب و سيل الدماء بين الأخوات
فابتسمت و قلت الحمد لله إن واحد عربي يفهم العربية و عقلية العرب و حضارتها يتدخل في شئون دولة عربية لفض النزاع الأليم ووقف نزف الدماء
فنظرت إلي باستغراب و تعجب و قالت انه مبعوث من الأمم المتحدة
فقلت لها المهم انه عربي و ينتمي إلي الوطن العربي
فسألتني أين الجامعة العربية ؟
فقلت لها لا تسأليني عما لا اعلمه و لا توجد لدي إي معرفة عما يدور بهذه الجامعة
و تناولنا العشاء سويا و ذهبت إلي النوم و إنا مستلقي علي الفراش ثم رأيت نفسي إنني في طائرة تتجه إلي دمشق و كل ركاب الطائرة من جميع الدول العربية فسألني احدهم هل كان من الصعب إن تحصل علي تذكرة سفر إلي دمشق ؟
فقلت له مهما كان و مهما كان الثمن انه وطن عربي نستحق جميعا نحن الشباب إن نغادر أماكننا و نذهب إلي هذا الوطن انه يحترق
و هبطنا بالطائرة إلي ارض دمشق و عندما اتجهت إلي إدارة الجوازات فسألني ضابط الجوازات من أنت ؟
فقلت له إنا عربي مثلك و لكنني ولدت في مصر فقال لي ماذا تفعل هنا و لماذا أتيت ؟
فقلت له إنني أتيت بجيش السلام السور البشري الذي يفصل بين الأخ و أخيه و القاتل من المقتول و الحبيب من الحبيبة الذين قهروا في هذه الحرب أنها حرب شرسة لا فرق بينها و بين جهنم فنحن نعيش في جهنم و نري أولادنا و أخواتنا يحترقون و نحن جالسون ننتظر من يتدخل و يثور فاقسمنا إن نبني جسر بشري يقسم العدوان و الشر و الاذي عن هذا الوطن فإذا أردتم إن تقتلوا هذا فاقتلونا معه نحن شباب الأمة العربية الذين خاضوا الكثير ضد الاستعمار و الغزاة و الحروب المريرة و الاستعمار الأليم فلنعيش سويا رافعين الرأس
و علي العالم إن يعلم إننا امة واحدة مصير واحد و أمل واحد لا أسد و لا فيل حتي الجمل يجب إن يعلم من نحن نحن شباب الأمة العربية نتحمل المسئولية عن شعوبنا في المستقبل و الأيام المقبلة و لا نسمح لأحد إن يزلنا و يحطم امتنا
و صرخت للسماء أيها السماء قد أنزلتي الأديان الثلاثة إلي أرضنا الحبيبية و علمتنا ما هي الأديان و كانت المفاجأة إن الإمطار تهطل و تطفي حرائق حمص و دمشق
و استيقظت من النوم و كان منام ملي بالألم و الحزن و قررت إن اخذ تذكرة سفر إلي دمشق و نكون أول جسر للسلام بدون سلاح و لا قوة انه ليس من المعقول إن نحل قتال بين الأخ و أخيه بالسلاح نحن شعب و قوم يحب السلام و لا يريد شر لأحد الجسر البشري هو جسر السلام و الإسلام و الروح الإلهية تحمينا و لا نلجأ إلي العنف و للأسف الشديد العنف يولد العنف و كفي نزف الدماء و رصاص و أسلحة تدخل صدور الأخوات و الأمهات و الأطفال
ربي ألهمنا إلي الطريق السليم و أعطنا القوة إن ننهض بأمتنا نحن شعب واحد و أمه واحدة و رجل واحد
اسمع لنا يا رب نحن قوم نعبدك و أمنا بك و بدياناتك الثلاثة و انصرنا على من يخبئ لنا العذاب و الشر و الأذية
مع تحياتي
الدكتور / سمير المليجي