وقفة ٌعلى طلل للشاعر محمود غنيم(1902-1972)
وقفة ٌعلى طلل
مَالي وللـــنّجم يــرْعاني وأرعــاهُ**أَمْسى كــلانا يعـــافُ الغَمضَ جَفناهُ لي فيك يا ليــلُ آهـــــاتٍ أردِّدُها**أَوَّاهُ لو أجْـــــدَتِ المحــزونَ أوَّاهُ لا تحسبـــنِّي محبـََّـا يشْتكي وَصَبًـا**أهْونْ بـــــما في سبيل الحبّ ألْـقاهُ إِني تـذكَّرت والذكْـــــرى مـؤرِّقةٌ**مجْدًا تلـــيدًا بأيـْــدينا أضَـعْــناهُ أَنَّى اتـَّـــجَهْتَ إِلى الإسـلام في بَـلَدٍ**تجـــــدْهُ كالطير مقـصوصا جناحاهً ويْــح العـُــروبة كان الكوْن مسْرحَهَا**فأصْبَــحَتْ تــتـوارى في زوايَــاهُ كمْ صَّرفــتـْـنا يـدٌ كنّا نـُصَرفـُها**وبَاتَ يَـــمْلِكُنا شــعْبٌ مَلَــــكْنَاهُ كَـــمْ بالعـراقِ وَكم بالهندِ ذو شَـجَنٍ **شَــكا فــردَّدت الأهـْــرامُ شَكْواهُ بَني العُمُومَة إنَّ القـــرْح مَسَّكـُــمُو**ومَـسـَّـنَا ،نَحْنُ في الآلام أشْــــبَاهُ يَا أهْــل يَثرب أدْمـَــتْ مُقـلـَتَيَّ يَدٌ**بـــدْريَّة ٌتَسألُ المـــــصريَّ جَدوَاهُ (1) الديـــنُ والضَّادُ من مغـــناكم انبعثا**فطــــبّقا الشْرق أقـــْـصاهُ وأدْنـاهُ لسْنا نمدُّ لكُم أيْمــــانَنا صِـلـَـــةً**لكـنـَّـمَا هو ديْـنٌ ما قَضـَـــــينَاهُ هلْ كانَ دينُ ابن عَدْنان سِوَى فـــــلق**شـقَّ الوجـــودَ وليل الجـَـهل يَغْشاهُ سَل ِالحضـــارةَ ماضيهَا وحاضــرَها**هَلْ كان يــتــصل العهـــدان لوْلاهُ هي الحنيفَة ُعَيْـــن الله تــكـْــلؤُها**فكلـَّــــما حَاوَلوا تـشْويهَها شاهـُوا هَلْ تطـْـلـُبُون من المُخــتار معْجزَةً**يكـْـفيه شَعْـبٌ مــنَ الأجْداثِ أحْياهُ مَنْ وحَّدَ العُرْبَ حتَّى كان واتـِــُرهم**إذَا رأى وَلَدَ المـــوْتـُور آخـــاهُ وَكيْف كانــوا يـدًا في الحَربِ واحدةً**مَـنْ خاضـَـها باع دُنيَاهُ بأخـــراهُ وَكيْـفَ ساسَ رُعــاة ُالإبْلِ مملـكةً**ما سَاسـَـها قيـْـصَرٌ مِنْ قَبْلُ أوْشـاهُ وكـــيفَ كانَ لَهُمْ عِلْـــمٌ وَفلْسفَةٌ**وكيـــفَ كانت لهم سفـْنٌ وَأمْـوَاهُ سَنُّوا المسَاواة لا عــربٌ ولا عَجَـمُ**ما لامِرئٍ شــرفٌ إلا بــتقــواهُ وقرَّرَتْ مبدأ الشورى حكومــتـُـهُمْ**فَـلــيسَ للــفرْدِ فيــها ما تَمَنَّاهُ ورحَّــبَ النـّاس بالإسْلام حِينَ رأوْا**أنَّ السَّلام وأنَّ الـــعَدْلَ مَغـْــزَاهُ يا مَنْ رأى عُمرٌا تكــسوهُ بـُـْردَتهُ **والزيْتُ أُدْمٌ لـَــهُ والكـوخُ مـأوَاهُ يَهْـتزُّ كــسْرى على كُرسِيهِ فَــرَقاً**منْ بأسِه ، ومُلُوك الرّوم تَخـْـــشاهُ سَل ِالمعَالِيَ عـنَّـا إنَّـنا عـــَربٌ**شِعَارُنَا المجْدُ يَهْـوانا ونَهْــــواهُ هِيَ العُرُوبَة ُلَفـْـظ ٌإنْ نـطقـْتَ به **فالشـرقُ والضــَّـادُ والإسلام مَعْنَاهُ استرْشَــدَ الغـربُ بالمَاضي فأرشَدَهُ**ونـَـحنُ كانَ لنا ماضٍ نَســيــناهُ بالله سَلْ خلْفَ بـحر الرّوم عن عربٍ**بالأمـس كانوا هـنا ما بالـهم تاهوا؟ فَإنْ تراءتْ لكَ الحَمْــراءُ عن كثَبٍ**فسائِلِ الصَّرْح: أيـْنَ المَجدُ والجـاهُ؟ وانْزِلْ دمشق وسائِلْ صَخْرَ مَسـجِدِهَا**عَمَّنْ بَناهُ، لعَلَّ الصَّخرَ يـَـــنعاهُ وطُفْ ببغداد وابْحثْ في مقابـِـرهَا**علَّ امرءًا مِن بني العبَّاس تـــلقاهُ هذي معــــالمُ خُرْسٌ كل واحدَةٍ**منهنَّ قامـَـت خطــيبًا فاغِرًا فاهُ إنِّي َلأشْــعُر إذْ أغـشَى مَعالمَهُم**كأنَّني راهـِــبٌ يغْـشى مُصَلاَّهُ الله يَعْلمُ ما قلـَّـبتُ سيـــرتَهمْ**يوْما، وأخْطأ َدَمْعُ العـَـيْن ِمَجْرَاهُ مُلْكٌ كَمُلكِ بني التَّاميـِز ما غربتْ**شمــسٌ عـليه ولا برقٌ تخطَّاهُ ماضٍ نعــيشُ على أنقاضِهِ أمَما**ونستـَـمدُّ القوى منْ وَحْي ِذِكْرَاهُ لادَرَّ درُّ امْرئ يطـْـري أوَائلَهُ**فَـخْرًا ،ويطرقُ إنْ ساءَلْتَهُ ماهُو ؟ مَا بَالُ شمْلِ بَنِي قحطان ُمنْصَدِعًا؟**ربَّــاهُ أَدْرِك بني قـحطان ربَّاهُ عَهْدُ الخلافة في البسْفور قَدْ دَرَسَتْ**آثارُهُ ،طـَّيبَ الرَّحـــمَنُ مَثواهُ عرشٌ عَتيدٌ على الأترَاكِ نعْرِضُهُ**مَا بَالـُنَا نَجِـــد الأتراك تَأبَاهُ ألـَمْ يَروا كيْف فــدَّاهُ مُعَاويَةٌ**وكَيْفَ راح عَلِيٌّ مِنْ ضَحَـايَـاهُ غَالَ ابنَ بنْتِ رَسُولِ الله ثـمَّ عَدَا**عَلىَ ابن بنت أبي بَكـْـٍر فَأرْدَاهُ لمَّا ابْتغى يَدَها السَّفاح أمْهَـرَها**نهرًا من الدّم فوق الأرْض أجْرَاهُ مَا للخِلافــةِ ذنبٌ عـندَ شانِئِها**قدْ يـظِلمُ السَّيفَ مَنْ خَانتهُ كفـَّاهُ الحُكمُ يَسهلُ باسْم الدين جامِحُـهُï**ومَنْ يَرُمْهُ بحَدِّ السيف أعـْـيَاهُ يا رُبَّ مَولىً له الأعناقُ خَاضعةٌï**وَرَاهبُ الدِّير باسْم الدِّين مَـْولاَهُ إني لأعْتبرُ الإســلام جَامِعـةً**لِلشَّرق لا مَحْضَ دينٍ سنَّـهُ اللهُ أرْوَاحُــنا تـتَلاقى فيه خافقةً**كالنَّحْـل ِإذ ْيَـتلاقىَ في خَلايَاهُ دُستورُهُ الوَحْيُ والمُختارُعَاهِـلهُ**والمُسلمون – وإنْ شَتُّوا- رَعاياهُ اللَّهُمَّ قَد أصْبَحتْ أهْوَاؤُنا شِيَعًـا**فامْنُنْ علينا برَاع ٍأنْتَ ترضَـاهُ راع ٍيُعيدُ إلى الإسلام سيرَتَهُ**يرْعَى بَنِيهِ وعيْنُ الله تَـرعَاهُ ( 1)من نصف قرن حلت بالمدينة المنورة مجاعة، فأسرعت السفن المصرية محملة بالقمح إلى نجدة البلد الطيب..والشاعر يرى ذلك بعض ما يجب! |
الساعة الآن 01:47 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى