منتديات الشروق أونلاين - حديث الصباح.. الطريق نحو التغيير..

مناظرة تاريخية للمترشحين للإنتخابات الرئاسية

ما بُثَّ ليلة السبت 07 ديسمبر 2019 في برنامج "الطريق نحو التغيير" عنوان المناظرة التاريخية للمترشحين على قناة الأجواء لم يكن مناظرة حقيقية بمفهومها العلمي، بل كانت مجرد أسئلة طرحت على المترشحين للكشف عن مشاريعهم المستقبلية في حالة فوز أحدهم في الإنتخابات الرئاسية..، المناظرة تقتضي وجود طرفين اثنين فقط يفصل بينهما شرط "الندّيّة" أي أن أن يكون الطرف الأول نَدًّا للطرف الثاني في إشكالية تثير جدلا قويا، يقدم كل واحد رؤيته الخاصة للإشكالية من مختلف الزوايا و من خلال مرجعيات يقدمون فيها دلائل و حجج ، و ليس خمسة اشخاص يجيبون على أسئلة و كأنهم في امتحان شفهي للحصول على وظيفة، فبغض النظر عن الطريقة التي تمت بها الأجوبة التي تفترض وجود إبراز شرط "الكاريزما" و أمور أخرى مثل "الهبة" و "الثقة".
جل الأجوبة للتي قدمها المترشحون مستهلكة و أخرى تعتبر خيالية مثلما ذهب إليه المترشح بن قريبنة الذي اقترح إنشاء وزارة للجالية في الخارج، و هذا المقترح لابد أن يخضع للتحليل على كل المستويات ( التاريخية، السياسية، الإقتصادية و الإجتماعية)، لأن معظم المغتربين في الجزائر يحملون جنيسات أجنبية ( فرنسية، أمريكية) و هنا وجب أن نفرق بين المهاجرون و اللاجئون و الحراقة ، و مراعاة خصوصية كل جيل منهم ( الجيل الأول، الثاني، الثالث و الجيل الرابع) ثم ماذا عن القنصليات و السفارات ، هل وجب إلغاؤها؟، النقطة الثانية التي تطرق إليها المترشح هو أن تكون الحكومة المقبلة شبانية، و لم ينتبه أن أصغر مترشح تجاوز 50 سنة أي انه اصبح كهلا، وباقي المترشحين تجاوزوا سن التقاعد، و كيف نعلق على كلام بلعيد الذي قال أن كل السياسات المتبعة كانت سياسة خطابات رنانة و هو ابن النظام، و نريد للمترشح أن يوضح للشعب كيف يمكن فتح الأبواب للإقتصاد الموازي، و هذا الأخير غير منظم و غير مقنن، ثم انه مبني على تبييض الأموال، فهل وجب أن تعطى له صفة الشرعية؟ .
أما بن فليس يبدو أن برنامجه هو نفس البرنامج الذي قدمه في 2004، ويقول أن 30 بالمائة من التجارة الخارجية بفوترة غير حقيقية و هذه تطرح تساؤلات كثيرة، يبقى مقترح المترشح ميهوبي المتعلق بضرورة الإستثمار في الطاقات المعطلة الموجودة في الخارج و وضع ورقة طريق للتعامل معها مستقبلا قابلة للنظر فيها و بالأخص عندما قال ان المغرتب إذا اراد الإستقرار في بلده و رغب في شراء سكن عليه أن يشتريه بالعملة الصعبة من أجل تحسين مداخيل الخزينة العمومية و هو مقترح يستحق التثمين، الحقيقية وجب إعادة النظر في ملف الجالية الجزائرية في الخارج من خلال فتح تحقيق حول اسباب تركهم البلاد، و بخاصة في أسوأ المراحل التي مرت بها الجزائر، في وقت عاش فيه ابناء الجزائر مرحلة قاسية جدا في فترة من الفترات، لا نتكلم هنا عن المنفيين أيام الإحتلال الفرنسي، و لكن الذين هربوا إلى الخارج لجمع الثروة و لم يساهموا في بناء وطنهم و حمايته في الأوقات الصعبة خاصة في العشرية السوداء.
علجية عيش