منتديات الشروق أونلاين

يبدأ صباحه كما اعتاد بنظرة تتلقف الخط بين وسادته وهاتفه عله يسجل رنات مهملة أو لعلها تتفقده حين يغيب بجسده عن زوايا الليل المبهم
الهاتف كما هو كأن اللحظة توقفت منذ ليلة أمس
هذه الغرفة الموؤدة كأحلامه تركنه بأهمال محكم كأنها تعاف جسده الممرغ منذ سنوات بين جدارين لاسماء لهما حتى الأرض تغطت بأعقاب السجائر والأوراق ورائحة أيام تحنطت حتى صارت كالخشب لاطعم لها
يحمل جسده أو ماتبقى من ليله الغابر يمد الخطوة ألأولى بشغف زائد يرمق المارين على الشارع الطويل يتحسس حياته من اليوم المطل على ألآخرين فيعرف أنه بعث ليوم أخر بنفس مقاسات اليوم الفائت وبنفس الوجوه العابرة هناك ألى حيث يشتهي هو أن يكون
قبل زمن كان يتعطر أمام مرآته المهشمة يسابق كل شيء ليكون في الموعد قبل الشمس وقبل أن تنثر المدينة أجساد البشر في الزقاق يجر جسده من ليلة حالة لصباح تعطره حبيبته بطيشها الذي يحب بأنوثة تسترق من الطفولة وتغتال أحلامه يهب كالأعصار المتجمد يلوي المخدة والمنشفة وفضاء الغرفة وينطلق يمشط بداية الصباح إلى هناك حيث نفحة عطرها المسكوب منذ امس يعتلي المسافة الفاصلة بين الغرفة ومنتهى الشارع
تمتد يده برعشة يحبها أو يتمناها أن تسكن أوصاله حين يلقي السلام ويستسلم لكبريائها الطاغي على بداية يومه يخونه الكلام المخزن في ذاكرته تغزوه كنسمة الصباح الربيعي فيستسلم للرعشة تعتريه ولايهمه أن يتسمر تحت المطر
فقط لأنه أختار أن يكون هنا قبل المدينة وقبل الشمس وقبل صباحه البارد يطارد عطرا باريسيا أو رائحة الحناء......مشى خلف ظله ...وغاب في الزقاق