كأس النار
هجرت الطيور الوادي الأخضر بعدما جاء جنود الجيش الفرنسي يزرعون الموت في أقاليم الخوف في تلك القرية المنسية يقتادون رجال و شيوخ القرية يسوقونهم كقطيع من الأغنام نحو مصيرهم المحتوم..

يتهافت الصبية على بقايا الطعام التي تركها الجنود وراءهم..يلتقط احمد كرة جميلة داكنة الخضرة اتخذها لعبة و ها هو ذا يركض وراء أخته الصغرى عائشة يخوفها بلعبته التي غنمها من ارض المعركة و يتبادلان الضحكات البريئة في طريقهم إلى كوخهم الهش..
كانت الأم قد أوقدت نارا لتطبخ عليها بعض الحشائش البرية حتى تسد جوع صغارها و في قلبها لهيب النار على زوجها و مصيره الغامض..
تختبئ الطفلة من أخيها وراء أمها ..يضحك احمد سأفجر الكوخ بلعبتي الحربية..يقذف الكرة في موقد النار فتنفجر اللعبة بل هي القنبلة اليدوية الداكنة الخضرة..أحرقت اللعبة الكوخ و جففت النار بقايا الدم القاني للعائلة الصغيرة و في آخر النهار يسمع في الوادي القريب وابل من الرصاص تبعه صمت مطبق..