•• جَـدَلٌ بَـيْـنَ الـقَـاف والـكَـاف
•• بَيْنَ القَاف وَالكَاف هذا حوار جَـدَلي تخيََلتُه بين رفيقـين مسافـرين ، عـبر الزمن ، ولكنّ نظرة الناس لكل منهما ، أحدثت بينهما فجوة ونفورا ، فكان ما كان بينهما من خصومة . وفي العـنوان ، القاف اختصارُ لـكلمة : قَـلَم ، والكاف اختصارٌ لـكلمة : كِـتَـاب . القَـلَم :أراكَ أيها الكتاب متكبرا قليل التواضع بين رفاقك ! الكِـتَـاب : لستُ كذلك ، وما شعـرتُ يومًا بالتكبّـر . القَـلَم : بل غـرَّك مديح الناس كلّ يوم . الكِـتَـاب : أنا أشكر لهم عِـرفانهم ، لكني لا أحبّ التطاول الأجوف . القَـلَم : كأنّك نسيتَ مَن هُـو أحق منك بالمديح ؟! الكِـتَاب : ماذا تعـني أيّها اليَـراع ؟ القَـلَـم : لولا القلم ، لما كنتَ أنت ولا كان أيّ كتاب . الكِـتَـاب : نعـم ، هذه كلمة صِـدق ، وأنا عـليها من الشاهـدين . القَـلَـم : كأنك لا تُنكر ما أقول ؟! الكِـتَاب : أبدًا ، فأنا أُقـرُّ معـك : لولا الأقلام ما عَـاشت الكتُب ! القَـلَـم : ولكن لماذا يَـذكُـرونك دائما وينسونني ؟! الكِـتَاب : الصمتُ أفصح من كلّ كلام ، إنه ليس سكوت نُـكران . القَـلَـم : أنا مضيء وأنت باهـتٌ ، فكيف لم ينتبهُـوا لأشعـتي ؟! الكِـتَاب : نعـم ، أنت نور ، لكن الكتاب يا صديقي ليس أوراقا وصفحات ، إنه سطـورٌ و سُطوع . القَـلَـم : وكيف أَصِـيـرُ ممدوحا مشهورا ؟ الكِـتَاب : يَكفيك مدحًا وشرفًـا كلمة القرآن ( ن والقَلَـمِ وَمَا يَـسطُـرُون ) القَـلَـم : شكـرًا .. الحقّ أقول : كم أحبّ هـذه الآية وسورتَها . الكِـتَاب : ثُـمّ .. ألاَ ترى كيف تطورنا مـع الزمان .. القَـلَـم : ماذا تـقـصد ؟ الكِـتَاب : في هـذا العَـصر تَـبَـدّل كلّ شيء .. وكذلك أنت وأنا ! القَـلَـم : أنا ما زلتُ قلمًا .. وأنت ما زلتَ كتابًا . الكِـتَاب : ألم تسمع بالقلم الضوئـي والكتاب الإلكتروني ؟ القَـلَـم : بلَى .. بَـلَى الكِـتَـاب : يارفيق الدّرب .. ليست بيننا عَـداوة منذ خُلقنا .. فَهَـلاَّ تصالحنا ؟ القَـلَم : أصارحك أيها الكتاب .. إني لم أحقِـد عَـليك يومًا .. لأنك كنت دوما من المتواضعـين .. وتُهمتي منذ قليل باطلة ! الكِـتَاب : مِدَادُك رحيق الأرواح ونُـور الحياة .. القَـلَـم : وصفحاتُـك أرحَـامُ الكلمات الخالدات ! |
الساعة الآن 09:19 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى