ﻟﺤﻈﺔ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻧﺴﻴانها
 

.. ﺍﻭﻝ ايام الحرب في عام 27/12/2008
قصتي وأول ايام الحرب
تأخذني الذاكره الى هناك حيث لوعه الحدث . المكان والزمان حرب 2008 حيث كنت ملقى على سرير في مستشفى الهلال . والدماء ترشح من جسدي . وانفاسي مع الشهاده في حضور . و رحى الحرب تدور , وملك الموت يتخطف المهج , بمشيئه الله من بستان .اجساد اسخنتها الحراح . مئات الجرحى وناي الانين يعزف في المكان حزنا جهور . هنا غشيت لموت وطرت اليه بحناحي الايمان وحب لقاء الله شهيد ا شهيد شهيد .
بدأت حكاتيتي بين الازقه حاملا الوطن في قلبي والسلاح في يدي ونفسي تتشوق لمواجه العدو واذا بي اتعرض لانفجار تلو انفجار يقذفاني بعيدا وفتحت عيني واضعا يدي على وجهي الموشح بالدماء و التراب محاولا ان اقف بجسدي النازف المسخن بالجراح التي لم احس بالامها فلم اقدرمنثنيا في مكاني وغبت في فراغ سديمي واعود واغيب واعود واغيب واعود علي مشاهد اجساد لطختها الدماء ملقاه حولي واستفقت على صخب
صراخ والانين وانا في عرفه بها عشر جرحي اصابات خطيره ونظرت ويعتصرني الالم اتفحص نفسي الحمد لله لا يوجد بي اي بتر وكان جراحي ترشح دما واثناء نظري حولي في ارجاء الغرفه اذا بجاري في السرير يتكلم وكانه ينادي ويتكلم مع شخص اخر وعينيه شاخصتان ويقول يا حمزه يا حبيب رسول الله يا بلال خذوني معكم ونتفض جسده مفارقا الحياه . فسالت دموعي واخذ قلبي قبل لساني يلهج يا الله يالله يا حبيبي يا الله . واخذني التفكير بهذا الشهيد الذي فارق حياه الدنيا الى الاخره برفقه حمزه عم رسول الله وبلال الصحابي الجليل مؤزن رسول الل والله انها الشهاده مباركه عليك ايها البطل . وشعرت بثقل النعاس في عيني واذا بجريح اخر يفارق الحياه . فيهرع الا طباء اليه محاولين اسعافه بصدمه كهربائيه وتنفس اصطناعي . فيصحو ليفتح عينيه وينظر في وجوه من حوله ويلفظ الشهادتين ويغيب مودعا الحياه بنفس راضيه مطمئنه
وفي اثناء ذلك جريح اخر يحدث ابنه قائلا له بني عندما استشهد غطوني بالعلم الفلسطيني , وبالفعل استشهد بعد ثلاث ساعات وهو يردد بنفس مطئنه الشهادتين وودع الدنيا مبتسما لما ينتظره . وغفوت ونمت عميقا لا ادري مدي الفتره التي نمتها لينزعني من نومي صراخ ونظرت واذا بأحد الجرحى مقطوع اليد والقدم يصرخ باعلى صوته اخرجوني اخرجوني من هنا . لا اريد ان اموت ,لا اريد ان اموت , وهو يبكي بكاء غريب , انه بكاء المزعور الخائف من الموت , ويصرخ هذه الغرفه منحوسه اخرجوني من هنا وكأن ثعبان التهم رجله الأخرى . واذا بي اضحك واضحك على هذا المسكين ولم يفارقني الضحك وحتى بعد ان اخرجوه لغرفه أخرى
ولكن لم يدوم ضحكي كثيرا وانا أقول وهل من الموت ان اتاك الاجل مهرب ايها المسكين ونظرت الى جريح اخر محروق الوجه والجسد دخل عليه والده وهو يلفظ انفاس الاخيره واخذ والده يلقنه الشهادتين واذا به يلعن ويسب ويلعن الذات الالاهيه . فأطبق صدري وتعكر صفو نفسي وكأني رأيت شخص ليس منا مطرود من رحمه الله وفارق الحياه على دندانه البغيض . واذا بداخلي شي يبكي ويتعاظم بكائه وهو يذكر الله واخذ لساني يلهج لا اله الا الله لا الله الا الله واثناء ذلك
وعصف بي الفكر وكم سالت نفسي من انا في هؤلاء عند الموت ؟ من انت يا كنعان في هؤلاء عند الموت ؟ ماذا لك وماذا عليك ؟ لا اله الا الله . اللهم اجعل اخر انفاسي ب لا اله الا الله محمد رسول الله وغفوت وانا اذكر الله وفقت من نومي على صوت امي تقراء القرأ ن واضعه ييدها على راسي فحدثتها بما حدث لي وما شاهدت فقالت لي وهي مبتسمه الحمد لله انا لله وانا اليه راجعون