| مراد عبد السلام |
02-02-2021 10:34 PM |
الشيخ راتب النابلسي في باص 39 بالعلمة ( القصة من واسع خيال الكاتب )
لما زار الشيخ راتب النابلسي حفظه الله العلمة أحب أن يتجول بها لوحده ... و لما وصل عند بياعين الحوت أحس بالتعب و كان يريد أن يكمل جولته و يختمها بزيارة الشارع ... فسأل عن خَطْ مِيكْرُو سرفيس يوصله للشارع .... فنصحه أحدهم بالخط 39 ... لكن سوء الحظ و شاءت الأقدار أن يكون الوقت منتصف النهار ( يعني في عِزِ وقت الزحمة ) ... تقدم الشيخ راتب حفظه الله ليركب فوجد زحمة على سرافيس و باصات 39 ( بَالْجزائرية لو ما دَزَّشْ ما تَرْكَبْشْ ) ... لكن صار الباص رقم 10 اللي تْوَقَّفْ و عَمَّرْ و راح مْشَى و الشيخ من أدبه و لطفه واقف ينتظر الدُور اللي ما كان يْجِي ... كما اكْتَشَفَ أن نساء العلمة نساء فُضْلَيَات حتى يأتي الباص حينها تتحول إحداهن الملاكم علي كْلَايْ ( وَ دَزَّكْ نورمال ) ... لكن للشيخ مبادئ و قناعات لا و لَنْ يغيرها و أن ( المعاملة مع الله ) و ( الدين المعاملة ) و بعد طول انتظار يشبه انتظار المحشر ... جاء الفرج ... ركب الشيخ بمشقة و ما إن جلس الشيخ و اِمْتَلَأَ الباص فصعدت عجوز محملة حِمْلاً ما إن العصبة لتنوء به ( مِنَ الآخر دارت السوق مثل الرجال الشباب و حَمَّلَتْ كل ما كان في السوق كأنها تعيش أبدا و لكن حين ركبت الحافلة و عند الجلوس ستموت الآن إن لم يجلسوها .. المُهِمْ لا عَلَيْنَا .. ) ... بَادَرَ الشيخ راتب حفظه الله لترك المكان للعجوز ... و ما هي إلا ثواني حتى لم يَبْقَ في الباص دَعْسَةُ رِجْلٍ ... و كما نعلم فصحة الشيخ راتب حفظه الله مليحة ( يعني بالجزائرية سمين ) لكن قلة مُمَارسة الشيخ في ركوب الحافلات غَيَّبَتْ عن ذهنه قَواعدا مهمة من أصول ركوب الباصات أولا: ( إن كُنْتَ سمينا فلا تركب في الباص بالواقف لأنه راح تتبهدل ) ... ثانيا: ( يا وَيْلكَ و يا سَوَادَ وَجْهِكَ إذا اقتربت من أنثى ـ و إن هي اقتربت منك ـ و إلا عَاملوك متحرشا ) مع العلم أنه دائما أغلب ركاب الباصات من النساء مثل دخول جنهم ... مَاعْلِيشْ ( العلم بالتعلم ) ... القاعدة الثالثة ( الزمان و المكان و الجِهَات داخل الباص معدومة ـ من الآخر ركوب الباصات لا يخضع لدروس الفيزياء ـ ) أنطلق الباص و في كل موقف يركب ( الرسوفور ) من باب الأمامي و يقول للناس ( إرجع للأمام ) ثم يركب من الباب الخلفي و يقول للناس نفسهم الراجعين ( للأمام ) يعني ( للخلف ) : ( إرجع للأمام ) ... و ما زاد الطين بلة الطريق المكسر الذي يسلكه خط 39 مع أنه هناك إنذار رباني عند موقف ( لَاسِيرونس ) حيث هناك خط ثاني تَجِدْ صاحب الخط يقول : ( السبيطار ... الجبانة ) ... قُلْتْ ما وَصَّلْ الشيخ حتى تكسرت عظامه و تَبَهْدَلَ الراكبون و اكتشف أنه ما شاهده في سفرته بالباص 39 لم يأخذ من علمه شيئا في المدرسة الشامية .... كِيفَكْ فِيها يا شيخ يا قاري في درس عملي للأخلاق بالباص ؟... السؤال : تُرَى لو نزل مشايخنا الفضلاء و خالطوا الناس و مَشَى أحدهم في الأسواق ... هل يتكلم أحدهم بعدها بتلك المثالية ؟... هل مشايخنا في حديثهم حين يتكلمون يقصدون زمننا الراهن أم لكل شيخ عالم خاص مُتَخَيَّلٌ يتصور الواقع فيه ثم يستقي منه أحكامه و دروسه ؟ ترى ماهي آخر مرة خالط أولئك المشايخ حياة الناس العامة من عشرين سنة أم من أربعين ؟.
|
