منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الدعوة والدعاة (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=159)
-   -   أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوماَ (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=118380)

أبو عبد الرحمن يوسف 23-10-2009 10:30 PM

أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوماَ
 
م ن ق و ل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه .

أما بعد، فيقول أخوكم
أبو معاوية
:

لا ينقضي عجبي من الكثير من "
الدعاة الإسلاميين
" الذين ديدنهم الكلام عن أحوال إخواننا في " فلسطين " و " العراق " و" الشيشان " و " أفغانستان "،
ولا يذكرون أو يسألون عن أحوال الملايين من إخوانهم في "
القارة المنسية
" قارة إفريقيا،
وهم يعيشون أسوأ الأوضاع ... فقر ، مجاعة ، جفاف، جهل بأركان الإسلام، نشاط تنصيري جبار، أمراض وطواعين ... وغيرها الكثير من المصائب والابتلاءات .

والسؤال :

لماذا هذا التجاهل ؟؟؟؟؟!!!!!!

أليسوا إخواننا ؟؟؟؟!!!!

كمثال ... منذ سنوات قرأتُ خبراً في " جريدة المدينة " السعودية أن إخواننا في الصومال يشربون بولهم من العطش !!!!!

فماذا فعل المسلمون لهم ؟؟؟؟

وفي نفس الوقت كان الإعلام الغربي يتكلّم عن نمو " الإرهاب " و " تنظيم القاعدة " في الصومال !!!!

...........................

لن أطيل الكلام وأخرج عن مقصود مقالي ،
فقصدي من فتح هذه الصفحة نقل أحوال إخواننا هناك،
شحذاً لهمّة من يستطيع إمدادهم بالمال ، بالطعام والشراب ، أو حتى بالدعاء !!

وسأنقل مشاهدات الطبيب الكويتي
عبد الرحمن السميط
الذي عاش سنوات طوال هناك ورأى المآسي والفواجع في حياة إخواننا، والله المستعان .

===================

التنصير في أفريقيا .. والمهتدين الجدد

إن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا أن الآلاف من سكان القارة الأفريقية، ربما الملايين يدخلون سنوياً في الإسلام رغم إمكانات الهيئات الإسلامية الهزيلة جداً مقارنة بحجم الإمكانات المادية الهائلة والوسائل التقنية المتطورة المتوفرة للكنائس الغربية.

ونسوق مثلاً حياً على ذلك بحجم التبرعات الكبيرة التي خصصت لتمويل مشروع تنصير القارة، والتي بلغت 320 ألف مليون دولار أمريكي لسنة 2003 فقط طبقاً لما ذكرته مجلة (i.b.m.r) التنصيرية العلمية. فضلاً عن خمسة ملايين وربع مليون منصر متفرغ يعملون ليل نهار من أجل تنصير القارة بكاملها حسب المشروع المرعب.

لكن السؤال الذي لا ينبغي أن يغيب عن البال كذلك أنه إذا كان الأمر بهذه الصورة المبينة، فما السر في إقبال تلك الأعداد الهائلة من الوثنيين والنصارى الأفارقة أنفسهم على الإسلام؟

فهذا سر لا يدركه إلا من هدى الله قلبه للإيمان، حيث يكتشف أن عقيدة الإسلام هي العقيدة التي تلائم طبيعة الإنسان ولا تتعارض مع سنن الحياة والكون، كما هو الحال في سائر العقائد الأخرى المبنية على الاضطراب والأباطيل والأوهام والبعد عن العقل والمنطق وواقع الحياة. لكن ما جواب المهتدين الجدد عن أسباب إيمانهم بالإسلام وتخليهم عن العقائد الأخرى؟

لقد تبين لي من خلال الأسئلة التي كنت أطرحها عليهم على مدى خمس وعشرين سنة مضت للوقوف على الدوافع الحقيقية وراء هدايتهم، أن هناك شبه إجماع على أن العقيدة الإسلامية تتميز بسهولتها ووضوحها وخلوها من التعقيد إلى جانب ملاءمتها لفطرة الإنسان وطبيعته، سواء ما تعلق منها بأمور الدنيا، أو علم الغيب وأمور الآخرة.

وكدليل على هذا الواقع الإيماني، أذكر قبيلة الغرياما التي تستوطن شرق كينيا، كواحدة من عشرات القبائل التي أزورها، لقد بلغ عدد أفرادها مليوناً وربع مليون نسمة، ولم يسبق لي أن قضيت يوماً في أية قرية من قراها دون أن يشهر فيه العديد من الأفراد إسلامهم، وقد يكون منهم قسيسون، رغم أن نشاط الكنيسة فيها لم يتوقف منذ مائة وأربعين عاماً، إضافة إلى الإمكانات المادية التي تكاد تكون خيالية مقارنة بوضع الدعوة الإسلامية التي لم تعرفها المنطقة إلا منذ خمسة عشر عاماً فقط.

ولكم واجهوني بأسئلتهم المحرجة كتلك التي يتساءلون فيها عن أسباب غيابنا عنهم، أو عن مصير آبائهم وأجدادهم الذين ماتوا على غير ملة الإسلام.

إنها أسئلة عتاب شديد من هؤلاء المهتدين على التقصير الشديد في القيام بواجبنا الدعوي نحو هؤلاء وغيرهم أكثر منها أسئلة استفهام عن أمور الدين. فكيف يكون شعورنا إذن عندما نعرف أن أكثر هؤلاء المهتدين الجدد تمسكاً بالدين، وأكثرهم جهداً ونشاطاً في تبليغ الدعوة كانوا بالأمس قسيسين؟! بل أصبح بعضهم دعاة مسؤولين في مكاتبنا في العديد من الدول الأفريقية، ومنهم الشيخ الداعية إسحق في رواندا – رحمه الله – على سبيل المثال والذي ضحى بحياته المهنية وراتبه الكبير من الكنيسة واعتنق الإسلام ليقضي بقية حياته فقيراً يدعو الناس إلى دين التوحيد حتى أسلم على يديه عشرات الألوف، ولما توفي لم يترك لأهله غير العلم والإيمان، حتى أنهم لم يجدوا شيئاً يدفعون منه رسوماً لاستخراج جثمانه الطاهر من المستشفى الذي توفي فيه.

وكذلك كان الشيخ داود في ملاوي الذي ما إن أسلم حتى صب جام غضبه على الكنيسة التي تعمي أبصار الناس وتضلهم عن التوحيد، وكان شديد الانفعال والاندفاع غيرة على الإسلام والمسلمين، لدرجة أننا نهيناه عن اللجوء إلى الطرق الاستفزازية في التعامل مع الكنيسة.

وكذلك القس سابقاً – جيوفري ويسجي في أوغندا وغير هؤلاء كثير ممن تغيب عني أسماؤهم.

لكن ما الذي فعله إخواننا الآخرون من خارج القارة الأفريقية لرفع راية الإسلام فيها،، وإنقاذ هذه الملايين من نار جهنم.


المرجع: مجلة حياة العدد (53) رمضان 1425هـ

====================

يتبع

أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:03 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
الدعاة الفقراء أولى بالمساعدة


إن الاهتمام بأحوال المسلمين الجدد لمن الوسائل والطرق المهمة لنشر عقيدة التوحيد وتثبيتها في قلوب المهتدين، وإعطاء صورة طيبة عن هذا الدين العظيم.

وأذكر موقفاً جميلاً في معسكر بانيتو للنازحين بالخرطوم كشاهد على ذلك، عندما نظمنا مشروع إفطار في شهر رمضان، ودعونا إليه كل السلاطين وشيوخ القبائل حتى غير المسلمين من باب تأليف القلوب. وبعد الإفطار هممنا بتقديم المحاضر، فإذا بأحد الحاضرين يقوم ويتكلم عن الإسلام وأركانه بأسلوب جميل وعربية بسيطة، واستمر لمدة نصف ساعة، وأنصت الجميع لما يقول دون ملل.

وبعد انتهائه من حديثه، سألنا عنه السلطان عبد الباقي وهو أحد السلاطين المسلمين، فقال: إنه من قبائل جنوب السودان، وتحديداً قبائل الزاندي الوثنية النصرانية، دخل في دين الله قبل ستة أشهر، وأنه يحب الإسلام والمسلمين، وأن حياته قد تغيرت تماماً بعد إسلامه حتى أصبح متحمساً بشكل كبير للدعوة.

وأردف السلطان قائلاً: إن هذا الداعية على استعداد تام للعمل الدعوي متطوعاً في سبيل الله وفي أي مكان لنشر الإسلام، وأن المئات من الوثنيين والنصارى قد دخلوا الإسلام من خلال نشاطه البسيط منذ أن ذاق حلاوة الإيمان.

والحقيقة أنه إذا لم نهتم بهؤلاء المهتدين الجدد، كما يقول السلطان، فلا نلوم إلا أنفسنا عندما ينحرفون، وقد يرتدون مثل مؤذن مسجد حي النهضة في معسكر بانيتو للنازحين الذي أسلم فلم يجد من يهتم بتقوية مفاهيمه عن الإسلام، وكاد يموت من الجوع ولم يستطع المسلمون مساعدته لفقرهم، حتى تلقفته الكنيسة فبدأت تقدم له الطعام والمساعدات المالية إلى أن ارتد عن دينه وتنصر بسبب فقره في كل شيء. فقر في الدين وفقر في البطن.

إن إمداد هؤلاء المهتدين الجدد الفقراء بالوسائل التي تعينهم على مقاومة الفقر والجوع والمرض، ولا أقول العيش، كالدكاكين المتنقلة غير المكلفة، يبيعون عليها الخضروات أو الحلويات مثلاً، وهي لا تكلف أزيد من 1200 ريال سعودي، لهي من أنجح السبل لدعم الدعاة المخلصين في عملهم، والمتحمسين لنشر الإسلام بين أهاليهم، مع العلم أن هؤلاء يعتبرون من الأصناف الثمانية الذين يستحقون أموال الزكاة.


المرجع:
مجلة حياة العدد (52) شعبان 1425هـ



أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:04 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
الطفلة تهاني



حي الرحمة في الخرطوم عاصمة السودان يبعد عن وسط المدينة بالسيارة حوالي 3 ساعات يسكنه النازحون من جنوب وغرب السودان الهاربون من الحروب الأهلية، رئيس الحي هو السلطان عبد الله كافي الذي انضم إلى تمرد جون غارنغ وقاتل في صفوف قواته ثم تاب إلى الله ورجع إلى أهله وازداد تمسكه بالإسلام ورفض السماح لأية كنيسة أن تبنى في الحي الكبير الذي يشرف عليه وشجع رغم قلة الإمكانيات إنشاء خلاوي لتحفيظ القرآن.

زرنا إحدى هذه الخلاوي وقابلنا طفلة اسمها تهاني عمرها 3 سنوات ورغم هذا تحفظ من سورة الضحى إلى آخر جزء عم في فترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين.

حملها الشيخ على كتفه وطلبنا منها أن تقرأ لنا القرآن، قرأت الضحى وسور أخرى بكينا جميعاً عندما سمعناها وتساءلنا ماذا يحدث لو وجد هذا الشيخ وأمثاله راتباً أو دخلاً شهرياً يعيش منه بكرامة وماذا يحدث لو أن هذه الطفلة الموهوبة كرمت ولو بالقليل.

أحس بالألم عندما أشعر أن الملايين من المتبرعين السذج تطير إلى جيوب اللصوص والأفاقين ممن يزورون بلادنا أو يراسلوننا ويدعون أن لديهم مشاريع إسلامية تحتاج إلى تمويل، بينما آلاف المشاريع والاحتياجات مثل ما ذكرنا تبقى بلا دعم لا لسبب إلا لأنهم لم يستدلوا الطريق على متبرع ساذج يحسن الظن بكل من يطرق بابه.

هذه الخلوة ليس فيها إلا سرير بدون أرجل. وضع الشيخ مكان الرجل طابوق يجلس عليه عندما يدرس الطلبة مثل الطفلة تهاني، الذين يجلسون على الأرض الترابية بلا مظلة تقيهم من الشمس والمطر يتمنى الشيخ أن يقدم وجبة إفطار كل يوم لكل طالب من الفقراء لأن الكنائس في المناطق المجاورة توزع فطوراً يومياً وهو لا يحلم بالكثير إذ يكفيه أن يطعم كل طفل من طلبة القرآن بوجبة تكلف 19 هللة يومياً.

أين نحن من إخواننا المحتاجين الذين لا يجدون ما يسترون به عوراتهم وفي دواليبنا العديد من الفساتين؟ أين نحن من آلاف المسلمين يموتون جوعاً لأنهم لم يجدوا حتى الحشيش ليأكلوه ونحن نلقي بالكثير من الطعام في القمامة بعد كل وجبة.

---------------


المرجع: مجلة حياة العدد (65) رمضان 1426هـ

أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:08 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
قصة دخول عبد الرحمن السميط أفريقيا


والسميط من المؤمنين بأن الإسلام سبق جميع النظريات والحضارات والمدنيات في العمل التطوعي الاجتماعي والإنساني، وتعود قصة ولعه بالعمل في أفريقيا حين عاد إلى الكويت في أعقاب استكمال دراساته العليا، حيث كان مسكونا بطاقة خيرية هائلة أراد تفجيرها فذهب إلى وزارة الأوقاف وعرض على المسئولين رغبته في التطوع للمشاركة في الأعمال الخيرية، غير أن البيروقراطية الرسمية كادت أن تحبطه وتقتل حماسه، لكن الله شاء له أن يسافر إلى أفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فيرى ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، ويشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، ومن ثم فقد وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره.

وكان أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام، وهم يسألون:
أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟
كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر.

تعرض في أفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة لكن الله نجاه.

===================

أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:11 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 

التنصير أبرز التحديات


وعن أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في أفريقيا يقول الدكتور عبد الرحمن: ما زال التنصير هو سيد الموقف، مشيرا إلى ما ذكره د. دافيد بارت خبير الإحصاء في العمل التنصيري بالولايات المتحدة من أن عدد المنصرين العاملين الآن في هيئات ولجان تنصيرية يزيدون على أكثر من 51 مليون منصر، ويبلغ عدد الطوائف النصرانية في العالم اليوم 35 ألف طائفة، ويملك العاملون في هذا المجال 365 ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة الأعمال التي تقدمها الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة، ويملكون أسطولا جويا لا يقل عن 360 طائرة تحمل المعونات والمواد التي يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة، ويبلغ عدد الإذاعات التي يملكونها وتبث برامجها يوميا أكثر من 4050 إذاعة وتليفزيون، وأن حجم الأموال التي جمعت العام الماضي لأغراض الكنيسة تزيد على 300 مليار دولار، وحظ أفريقيا من النشاط التنصيري هو الأوفر...

ومن أمثلة تبرعات غير المسلمين للنشاط التنصيري كما يرصدها د. السميط أن تبرعات صاحب شركة مايكروسوفت بلغت في عام واحد تقريبا مليار دولار، ورجل أعمال هولندي تبرع بمبلغ 114 مليون دولار دفعة واحدة وقيل بأن هذا المبلغ كان كل ما يملكه، وفي أحد الاحتفالات التي أقامها أحد داعمي العمل التنصيري في نيويورك
قرر أن يوزع نسخة من الإنجيل على كل بيت في العالم وكانت تكلفة فكرته 300 مليون دولار حتى ينفذها، ولم تمر ليلة واحدة حتى كان حصيلة ما جمعه أكثر من 41 مليون دولار.

===============

أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:12 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
حصيلة مشاريع العون المباشر


وكانت حصيلة المشاريع التي نفذت في أفريقيا -كما يذكر د. السميط- حتى أواخر عام 2002م:
بناء 1200 مسجد،
دفع رواتب 3288 داعية ومعلما شهريا،
رعاية 9500 يتيم،
حفر 2750 بئرا ارتوازية ومئات الآبار السطحية في مناطق الجفاف التي يسكنها المسلمون،
بناء 124 مستشفى ومستوصفا،
توزيع 160 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس،
توزيع أكثر من 51 مليون نسخة من المصحف،
طبع وتوزيع 605 ملايين كتيب إسلامي بلغات أفريقية مختلفة،
بناء وتشغيل 102 مركز إسلامي متكامل، عقد 1450 دورة للمعلمين وأئمة المساجد،
دفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب مسلم فقير،
تنفيذ وتسيير عدة مشاريع زراعية على مساحة 10 ملايين متر مربع،
بناء وتشغيل 200 مركز لتدريب النساء، تنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف،
إقامة عدد من المخيمات الطبية ومخيمات العيون للمحتاجين مجانا للتخفيف على الموارد الصحية القليلة في إطار برنامج مكافحة العمى،
تقديم أكثر من 200 منحة دراسية للدراسات العليا في الدول الغربية (تخصصات طب، هندسة، تكنولوجيا).

================


أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:14 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
توزيع المسلمين في أفريقيا

قارة إفريقيا ثاني قارات العالم لمساحة إذ تبلغ مساحتها 30 مليون كم2 ،

وقد أرفقتُ لكم بعض خرائطها،

ويلاحظ الناظر لخريطة توزيع المسلمين في إفريقيا أنها تأخذ شكلا دائريا كما لو كان الإسلام يحتضنها ويحتويها فاستحقت أن تكون بحق قارة الإسلام،

تبدأ أولى الحلقات بجنوب إفريقيا حيث توجد أقلية مسلمة لا يستهان بها، وهي من أصول آسيوية،
ثم تمتد خيوط هذه الدائرة جهة الشمال الشرقي لتشمل موزمبيق وتنزانيا وأوغندة وكينيا والصومال وإريتريا،
وتستمر حلقات هذه الدائرة لتصل الشمال بالغرب الإفريقي متضمنة السودان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب،
بعدئذ تنحدر جنوبا صوب غرب إفريقيا لتشمل دولاً ذات أغلبية مسلمة وهي: موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا والسنغال وغينيا كوناكري وغينيا بيساو وسيراليون وإلى حد ما كوت ديفوار،
أما دول غانا وبنين وتوجو وليبيريا فهي تشهد وجود أقليات مسلمة مهمة.


أبو عبد الرحمن يوسف 24-10-2009 05:18 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
أفريقيا


الخرافات والأوهام والجهل




يقول الدكتور عبدالرحمن السميط :

وصلت إلى
مدغشقر قبائل عربية مسلمة جاءت من الحجاز وبالتحديد من مدينة مكة وجدة قبل 800 سنة تدعى اليوم قبائل الأنتيمور


وغالبهم اليوم للأسف وثنيون واقعون في الشرك بسبب الجهل والضياع وسياسات الاستعمار وبعثات التبشير التي عملت على طمس الهوية الإسلامية، كحال كثير من القبائل العربية والمسلمة الضائعة في أفريقيا، مثل قبيلة الغبرا في شمال كينيا، وقبيلة البورانا في جنوب إثيوبيا ،وبعض قبائل السكلافا في غرب مدغشقر، والفارمبا في جنوب زيمبابوي، وعودة هؤلاء العرب والمسلمين للوثنية مأساة يدمى لها قلب كل مؤمن. ينقل لنا د. عبد الرحمن السميط - الداعية الإسلامي المتخصص بقضايا مسلمى أفريقيا -مشاهداته للأحوال الدينية اليوم لقبائل قبائل الأنتيمور والسكلافا على النحو التالي:

قبائل السكلافا يصلون الجمعة في المسجد، والأحد في الكنيسة، والاثنين يعبدون الأشجار!!


ومن معتقدات قبائل الأنتيمور أن جدهم الأكبر جاء من بلدة في الشمال أسمها "جدة"، وأن بقربها قرية اسمها "مكة"، فيها رجل صالح يحبه أجدادهم اسمه "محمد" صلى الله عليه وسلم، ومن أجدادهم "رابكاري" أي صاحب الفخامة أبوبكر، و"راماري" أي صاحب الفخامة عمر، و"را اوسماني" أي صاحب الفخامة عثمان، وأن جدهم الأكبر يسمونه "زاعليو مكرار" أي: صاحب الفخامة علي الكرار، وأمهم "رامينا" أي صاحبة الفخامة أمينة.

أما كتابهم المقدس فيسمونه "
السورابي
" أي الكتاب الكبير، ويكتبونه بالحرف العربي القرآني، وفيه شيء من القرآن ولكن أخطائه كثيرة، كما فيه من تاريخهم وأذكار متنوعة وشيء من الشعوذة والسحر، ويقع الكتاب في أكثر من عشرين جزءاً، ويكتبونه على ورق يصنعونه بأيديهم من أوراق أشجار معينة يطبخونها حتى تصبح عجينة ثم يفرشونها ويتركونها تنشف.

كما أنهم يحرمون أكل لحم الخنزير وتربيته، ولا يأكلون إلا ما ذبحوه بالطريقة الشرعية، وقد أقاموا في قرية بقرب مدينة ( ماجونغا )التي تعد أكبر مدن المسلمين في مدغشقر "
كعبة " يحجون إليها مرة كل سنة، ويشترطون لمن يريد الحج أن يلبس ملابس غير مخيطة، و يحرصون في حجهم على الإكثار من الدعاء وذبح ذبيحتهم،.وعندهم قرية أسمها "مكة" يعرفون أنها موطن أجدادهم وأنها في الشمال فقط وعندهم قرى تسمى "حجاز" و"مصري
"!!

وكثير من أفراد هذه القبائل المسلمة سابقا لا يعرف ما هو القرآن أو الفاتحة أو عدد الصلوات، وحين سألهم د. السميط عن دينهم قالوا: "
أنهم مسلمون بروستانت
"!! ولما استفسر عن هذا الجواب العجيب، قالوا:" أن أجدادهم أخبروهم أنهم مسلمون لكنهم لا يعرفون الصلاة ولا الصوم وأن المبشرين البروستانت المسيحيين جاءوا وأخبروهم أن الإسلام والبروستانتية شيء واحد وأنهم علموهم الصلاة وبنوا لهم كنيسة وأعطوهم الإنجيل"!!

ولا تزال عندهم كلمات عربية محرفة مثل أسماء أيام الأسبوع فهي عندهم، كالتالى: سابوتسي يعني السبت، أهادى يعني الأحد، اسنين يعني الاثنين، تلاتا يعني الثلاثاء، أربعا يعني الأربعاء، كميس يعني الخميس، زومعه يعني الجمعه.

ويُقدّر مختصون عدد أفراد القبائل التي تحولت من الإسلام إلى الوثنية أواللادينية بما يتراوح بين أربعين إلى خمسين مليون نسمة،


ولكن بحمد الله توجد اليوم جهود مشكورة في تعريف هؤلاء الناس بحقيقة أصولهم العربية وهويتهم الإسلامية وتلقى قبول ونجاح.

أبو عبد الرحمن يوسف 25-10-2009 01:35 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 

تاريخ الأقليات المسلمة في إفريقيا




إفريقيا قارة متباينة الأديان والأعراق ، واللغات ، والثقافات ، وهي أول منطقة خارج الحجاز يصلها الإسلام ، حيث وطئت أقدام اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أرض الحبشة عام خمس من البعثة .

والإسلام ثالث دين سماوي تعرفه القارة بعد اليهودية والنصرانية ، والإسلام قديم في إفريقيا ، يزيد قدمه ما كتبه المؤرخون والجغرافيون العرب والرحالة وغيرهم ، وقد كانت تلك الكتابات العربية هي الرائدة والأولي حيث أنها كتبت في فترة كانت القارة فيها بعيدة عن مجال المعرفة الأوروبية ، فمنذ القرن الثاني والثالث الهجري ، التاسع الميلادي بدأت المعلومات عن إفريقيا في تلك المصنفات العربية في كتابات بن خردذابة "
المسالك والممالك" وإن الفقيه الهمذاني وكتابه ( كتاب البلدان " والمسعودي صاحب " مروج الذهب " والاصطخري " المسالك والممالك وابن حوقل " صورة الأرض " وغيرها من الكتابات .

والذي لاشك فيه أن انتشار الإسلام في إفريقيا يشكل فصلا مهما في تاريخ القارة وقد بدأ ذلك الإنتشار في القرن الأول الهجري / السابع الميلادي بالفتح الإسلامي للشمال الإفريقي ، ودخول المسلمين إلي شمال شرقي إفريقيا ، واستقرار مجموعات منهم هناك ، وفي جزر البحر الاحمر والساحل الإريتري ، ومنذ القرن الأول الهجري وحتي الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي انتشر الإسلام عبر الصحراء إلي غربي إفريقيا ، وعن طريق النيل والبحر الأحمر إلي الحزام السوداني ، وعلي طول ساحل إفريقيا الشرقي ، وقد اسهمت حروب " الجهاد" في غربي إفريقيا في القرن الثاني عشر الهجري وقيام الدويلات المسلمة هناك بدور كبير في انتشار الإسلام وتعميقه في تلك الجهات .

ثم جاءت الفترة الاستعمارية ، فأنشأت الطرق ، وبسطت الأمن علي طول طرق القوافل التجارية ، فزاد ذلك من انتشار الإسلام في أماكن عدة من شرقي وغربي القارة ثم تلي ذلك توغل الإسلام في فترة القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي من الساحل الشرقي لإفريقيا إلي داخلها ووسطها .

لم يكن انتشار الإسلام في إفريقيا علي نمط واحد ، وان اختلف انتشاره من منطقة إلي أخري فقد انتشر مثلا في القرن الإفريقي من جهة الشمال إلي الجنوب من المغرب عبر الصحراء جنوبا إلي منطقة السافانا في الغرب الإفريقي ، ثم من هناك إلي منطقة الغابات حيث قل بعد ذلك إنتشاره ، حيث اصبح ضعيفا في تلك الجهات الجنوبية ، ثم انقطع اثره الا فيما يلي بعض المناطق في سيراليون وجنوب نيجيريا ، وقد لاحظ أن أثر الإسلام هناك كان يقل كلما اتجهنا جنوبا ، وأن اثره تركز في المناطق الشمالية الواقعة ضمن النطاق الصحراوي ، ومنطقة السافانا مثل موريتانيا ، مالي ، السنغال ، غامبيا ، غينيا ، النيجر ، وتشاد ، وتلك كلها مناطق بها كثرة إسلامية .

وعلي غير حال غرب إفريقيا ، فإن محور إنتشار الإسلام في شرقي إفريقيا من الشرق إلي الغرب- إي من الساحل إلي الداخل ، وقد اتبع المنصرون عند مجيئهم إلي شرقي إفريقيا الاتجاه نفسه عبر طرق قوافل التجار العرب وهناك من يري أن انتشار الإسلام ساعد بطريق غير مباشر علي انتشار النصرانية في الأماكن الداخلية من شرقي إفريقيا Oded , 1974 , PP. 4-5 )

وقد لعب القرب الجغرافي لشرق إفريقيا من الجزيرة العربية والصلات البشرية بين سكانهما دوره الرئيسي في دخول الإسلام إلي القارة الإفريقية ، وبيان ذلك أن الإسلام دخلها عن معابر ثلاث :

1- عن طريق سيناء إلي وادي النيل ، وإلي الشمال الإفريقي .

2- عبر سواحل البحر الاحمر ، وعن طريق هجرات عرب الحجاز إلي الجانب الإفريقي المواجه لشبه الجزيرة العربية منذ عهد الهجرة الأولي إلي بلاد الحبشة ، كما أن الإسلام عبر خليج عدن حيث حمله الحضارمة واليمنيون والعمانيون إلي سواحل شرقي إفريقيا مع التجارة التي كانت تسير مع اتجاه الرياح الموسمية الصيفية الجنوبية الشرقية ، والموسمية الشمالية الشرقية ( الشيخ 1983 – ص 13) .

3- من الشمال الإفريقي عبر الصحراء الكبري إلي غربي إفريقيا مع القوافل التجارية والتي كانت تسلك ثلاث مسارات معروفة عبر تلك الصحراء .

عبر هذه الطرق والمسارات كان انتشار الإسلام في افريقيا ، ولم يتوقف ذلك الانتشار حتي اليوم ، فأسلمة القارة امر مستمر ، بدأ منذ الفتح الإسلامي لمصر ، حيث أصبحت قاعدة انتشر منها الإسلام نحو الغرب والجنوب ، فوصل إلي جنوب بلاد النوبة ، ثم إلي سودان وادي النيل ( أو ما عرف بالسودان الشرقي تمييزا له عن السودان الأوسط والسودان الغربي ) ثم سار من مصر غربا إلي بلاد المغرب ، ووصل ساحل المحيط الأطلسي ، حيث شهدت منطقة الشمال الإفريقي عمليتي أسلمة وتعريب .. تلك كانت المرحلة الأولي من دخول الإسلام إلي إفريقيا والتي شملت مصر والمغرب ، ومنهما إلي الغرب الإفريقي ، وإلي منطقة الحزام السوداني ( ما يعرف احيانا بافريقيا الحامية )

والمرحلة الثانية من مراحل دخول الإسلام إلي افريقيا كانت في القرن الأول الهجري عندما حمله التجار والمهاجرون من جنوبي الجزيرة العربية ومن عمان عبر البحر الأحمر ، والمحيط الهندي إلي سواحل شرقي إفريقيا ، ولم يكن هذا فتحا كما كان الحال في مصر ، وإنما حركة تجارة وهجرة تبعها نشر للإسلام في شرقي وشمال شرقي القارة ، ومن هناك توغل وانتشر الإسلام في أواسط إفريقيا ، وقد كانت منطقة القرن الإفريقي ، ومنطقة السودان الشرقي ( سودان وادي النيل ) هما اول منطقتين يصلهما الإسلام في إفريقيا المدارية ، وقد تمت عملية الأسلمة في شمالي السودان عن طريق المهاجرين والقادمين إليه بعد فتح مصر وعن طريق هجرات القبائل العربية واستقرارها في انحاء عدة منه ، وكذلك عن طريق التجارة القادمين من الشرق عبر موانيء البحر الأحمر باضع ، وعيذاب وسواكن ، ومن أرخبيل وهناك بعد سنة 12- 13هـ ، 702م تم عن طريق الأثر الإسلامي القادم عن طريق الغرب – طريق دارفور ، وقد استمرت عملية الأسلمة والتعريب حتي ارتبط أهل السودان بالإسلام ، وبالأثر العربي والنسب العربي ، وشمال السودان وأواسطه وغربيه مناطق كثيرة إسلامية (Lewis 1969 ,P.4 )

أما في منطقة القرن الإفريقي وشمال شرقي إفريقيا ، فقد إنتشر الإسلام بين أواسط الجماعات المتحدثة باللغات الحامية والكوشية ، من أمثال الساهو ، والعفر ( الدناكل ) والصوماليين ، ثم في أوساط الأورومو ، والبني عامر في السودان الشرقي واريتريا ، وقد دخل الإسلام إلي كل هذه المنطقة عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي ، حيث وصلتها جماعات مهاجرة ومتاجرة من جنوب الجزيرة العربية ، ومن عمان ومن فارس ، فاقامت علي السواحل مستوطنات عربية وفارسية مسلمة ، من أهمها تلك التي في زيلع في الشمال ومقديشو في الجنوب ، واستقر العرب والفرس المسلمون في تلك المراكز الساحلية التجارية واستقر فيها الدعاة ، واختلطوا بالأهالي وتزوجوا منهم ، ناشرين للإسلام بينهم ، حيث ارتبط بعد ذلك بتحركات القبائل الصومالية في القرن الرابع الهجري ، العاشر الميلادي والتي وصلت حتي منطقة شمالي كينيا ، فكانوا هم حملة الإسلام إلي تلك الجهات .

وارتبط انتشار الإسلام في شمال شرقي القارة بطرق التجارة التي سلكها التجار العرب المسلمون ، والإفريقيون المتأثرون بهم ، وكانت تلك الطرق تبدأ من زيلع متجهة إلي الهضبة الحبشية عن طريق هرر ، وقد قامت في تلك المنطقة عدة دويلات اسلامية ارتبط قيامها بحركة وازدهار التجارة ، ومن تلك الدويلات ( تسميها بعض المصادر ممالك إسلامية ) دويلة اوفات – ودوارد ، وأربابيني ، وهوية ، وسرخا ، وبالي ، واشتهرت هذه الدويلات باسم دول الطراز الإسلامي لأنها كانت علي جانبي البحر كالطراز له ، كما ذكر ذلك المقريزي ( العراقي وجريس 1997 – ص 30) .

وقد قامت هذه الدويلات علي اطراف دولة الحبشة النصرانية حيث دخلت معها في صراع مرير من أجل الهيمنة السياسية استمر سجالا لمدة خمسة قرون دون ان تنتصر قوة علي أخري ، حتي كانت حركة الجهاد التي قادها احمد جران في عام 949 هـ - 1542 م والتي كانت ان تقضي علي الدولة النصرانية في الحبشة لولا تدخل البرتقاليين والذي ادي بدوره إلي اضعاف تلك الدويلات وضمور النفوذ الإسلامي في منطقة المرتفعات الحبشية( Lewis 1969 , pp 7-8 )

أما في شرقي إفريقيا فقد ظل الإسلام الذي جاء به التجار والمهاجرون الحضارمة واليمنيون ، والعمانيون والشيرازيون ( فارس ) محصورا في السواحل ، ولم يتوغل إلي الداخل إلي في فترة متأخرة ( القرن الثالث عشر الهجري ، التاسع عشر الميلادي ) وقد وقفت عقبات في سبيل تغلغله إلي الداخل ، منها طبيعة الأرض الوعرة ، وانعدام الأمن ، وعدم وجود مراكز سكانية عامرة ، أو كيانات سياسية مركزية يمكن أن تكون قاعدة لمصالح اقتصادية ، واداة لتأمين التجارة وطرقها ، مضافا إلي ذلك تحركات القبائل من الداخل ونحو الساحل ، قبل تحركات قبائل الزمبا Zimba في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، وتحركات قبائل الجالا فيما بعد في القطاع الشمالي ، التي كانت تقف عقبة أمام توغل التجار المسلمين إلي اراضي شرق إفريقيا الداخلية ، حيث ظلوا محصورين في الساحل والجزر القريبة منه مثل جزر زنجبار ، وبمبا ومافيا ، وعن طريق هذه التجارة انتشر الإسلام ، وظهرت ثقافة هجين بين العناصر البانتوية ، والعربية والفارسية هي الثقافة السواحيلية ، وهي ثقافة قائمة بذاتها ، وليست صورة باهتة للحضارة والثقافة الإسلامية كما ظنها البعض واصبح المسلم في شرقي إفريقيا هو المسلم السواحيلي ، وليس المسلم العربي او الفارسي ، وأصبح لزاما علي القادمين إلي منطقة الساحل ، سواء كانوا عربا ، أو افريقيين قادمين من الداخل القطيع بالحضارة السواحيلية ، وقبولها حتي يصبحوا أعضاء مقبولين في المجتمع الساحلي .

وهكذا ظل الإسلام في شرقي إفريقيا اسلاما مرتبطا بالمراكز والمستوطنات التجارية وظلت سمته الغالبة هي اسمة الحضرية – المدينة ، بمعني أنه مركز في المدن – ومتعدد الأجدناس ، إذ كانت الهجرات القادمة من شبه القادة الهندية ضمن الهجرات القادمة إلي بلدان شرقي افريقيا ، ونخلص من كل ذلك إلي ان السكان في الجزء الشمالي الشرقي من إفريقيا مسلمون في معظمهم من صومال وعفر ودناكل ، وارتريين ، وأن الكثرة الملمة تركزت في سواحل شرق إفريقيا وفي جزرها مثل زنجبار ، وبمبا ، ومافيا والقمر ، وأن اعداء المسلمين تتناقض كلما اتجهنا من السواحل إلي الداخل فهم قلقة في كينيا ، وأوغندا وكثرة عدية في تنزانيا واثيوبيا أما في اواسط القارة وجنوبها فهم قلة قد لايتعدون 10% من جملة السكان .

وقد رأينا فيما سبق كيف ان انتشار الإسلام في غربي افريقيا ارتبط أيضا بالتجارة المارة عبر طرق طويلة ربطت بين شمالي وغرب القارة وان الغسلام تركزفي المراكز التجارية والحضرية التي مر بها التجار واستقروا فيها ، وفي مراكز القوي السياسية أيضا مثل حواضر الدويلات التي كانت قائمة آنذاك في غربي إفريقيا ، كدولة غانا مثلا والتي امدنا أبوعبيدالله البكري بمعلومات قيمة عنها في كتابه ( المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والمغرب ) وقد ذكر فيما ذكر انه في حوالي عام 60هـ/ 679م كان هناك حي للتجار المسلمين في عاصمة غانا ، وقد وصف البكري هذا الحي ، والإثني عشر مسجدا في تلك العاصمة الغانية وقد تحدث البكري أيضا عن الإسلام وقدمه في غانا.Lweis 1969 PP.15-19

انتشار الإسلام في غربي إفريقيا وتحول بعض الأسر الحاكمة إليه وامتداده هكذا إلي المجال السياسي مرتبط بقيام حركة " المرابطين" والتي ادت إلي اسلمة بربر الصحراء ، مثل التردالا واللامتونا ، وهجرتهم جنوبا حيث تمكنوا من السيطرة علي عاصمة دولة غانا في عام 460 هـ - 1067م كما أنهم تمكنوا من تحويل الأسرة الحاكمة في مالي إلي الإسلام ، ومن أسلمة السوننكة Soninke وبعض زعماء اعالي السنغال Trimiphon 1980 P.19 وقد لعب ملوك هذه الدول دورا واضحا في نشر الإسلام في غربي إفريقيا ، ومثال ذلك الدور الذي قام به منسي موسي ملك مملكة مالي( 1307هـ - 1332هـ) في نشر الإسلام بين قبائل الماندنج ( اكبر قبائل مالي) وفي اواسط بلاد النيجر .

أما في منطقة السودان الأوسط فقد كان لجهود أهل البرنو واهل كانم ، وكذلك لحكامهما ، والذين اعتنقوا الإسلام علي أيدي الدعاة أكبر الأثر علي نشره بين الوثنيين في تلك المنطقة وإلي حمله إلي زعامات الهوسة ، القبلية في القرن الثامن الهجري ( الرابع عشر الميلادي) وهناك دلائل علي أن الإسلام وصل إلي سواحل المحيط الأطلسي إلي جهات سنقامبيا ، وفي أواسط التولكور، والولوف Wolf وإلي المالنكي ، وإلي العوائل الحاكمة هناك في القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي عن طريق العرب وبربر الصنهاجة ، وقد وصل الإسلام إلي الساحل الغيني واسلم حكام تلك المنطقة " القونجة"Gonja وكذلك وصل إلي منطقة الأشانتي حيث تذكر المصادر أن ملكهم ( أوسامي كوامي) أسلم في حوالي عام 1194 هـ / 1780(Lewis , 1969 ) وقد ارتبط انتشار الإسلام بالدويلات ذات النظام المركزي القوي وبحكام تلك الدويلات.

أما في منطقة أواسط إفريقيا ، والتي تعتبر منطقة هامشية بالنسبة لتاريخ الإسلام وأثره في إفريقيا ، فقد كان للعرب المسلمين والسواحيليين دور بارز في نشر الإسلام في تلك الأصقاع ، ولكن الأثر الإسلامي كان ولازال ضعيفا هناك ، فنسبة المسلمين مثلا في منطقة البحيرات الوسطي والتي تعتبر من أكثر المناطق تاثرا بالإسلام لاتزيد علي 5% - 10% من جملة السكان ، وهناك من يري أن البرتغاليين الذين جاءوا إلي منطقة نهر الزمبيزي في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، هم الذين ازاحوا الأثر الإسلامي من تلك الجهات ، فمثلا ازالوا المستوطنات العربية المكونة من عدة آلاف في " سنا"sena علي نهر الزمبيزي Lewis 1969 وقد ظلت تلك الآثار الإسلامية كامنة في القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي ، حينما بدأ التجار العرب والزنجباريون يجددون نشاطهم وصلاتهم مع تلك الأماكن يشهد علي ذلك نشاطهم التجاري في منطقة " مانيما" في شمال شرقي جمهورية الكونغو ، واقامتهم لمركز تجاري استيطاني بالقرب من شلالات ستانلي ، ومراكز أخري قرب بحيرة البرت في حوالي 1307 هـ / 1889م كان لها أثر واضح في بث الأثر الإسلامي والسياسي هناك ، وقد استفاد الملك البلجيكي ليوبولد الثاني حين استعمر الكونغو من ذلك الوجود العربي – الإسلامي ، فازداد أثره ، ولكن ليوبولد انقلب علي العرب فيما بعد.

وعلي الرغم من وصول الإسلام إلي أجزاء من أواسط القارة ، إلا أن عوامل الوقع الجغرافي ، وكذلك محاربة الاستعمار الأوروبي للإسلام هناك وقفت عوائق في طريق تعزيز نفوذه وأثره هناك .

وواضح إذا ان انتشار الإسلام في مناطق شرق القارة ، وغربها ووسطها كان انتشارا سلميا يقوم علي القدوة والمثل الطيب الذي يضربه التاجر المسلم، او الداعية المسلم ، أو المهاجر المستوطن المسلم. لاهالي المناطق التي ينزلونها .. وكذلك نلاحظ ظروف البيئة الطبيعية والمناخ اثرا علي إنتشار الإسلام في تلك الجهات الإفريقية، فقد اجتاز التجار المسلمون وغيرهم الصحراء وتوغلوا في منطقة السافنا ، ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحام حزام الغابات الاستوائية ، فتوقفوا عندها ، وتوقف إنتشار الإسلام هناك .. ولعل هذا العامل الجغرافي هو الذي يفسر لنا ضعف إنتشار الإسلام في بعض مناطق القارة الإفريقية ، وليس الأمر كما ذهب إليه " ترمنجهام" حين ارجح ضعف انتشار الإسلام هناك إلي غلبة الوثنية وقوتها بين أهل تلك الاصقاع الإفريقية ، ومن ثم عدم تمكن الإسلام من التاثير علي أهلها ( ترمنجهام – 1973م – ص 132 ومايليها )

وواضح أيضا أن انتشار الإسلام في إفريقيا كان عبر وسائل اهمها :

1- الفتح الإسلامي – كما في مصر وشمال إفريقيا

2- الدعوة والدعاة

3- التجار

4- الهجرة .

5- جهود الحكام المحليين الأفارقة ، كملوك غانا ، مالي ، سنغاي الخ الخ ، وقد أشرنا في معرض حديثنا السابق إلي كل هذه الوسائل ودورها في نشر الإسلام وبقي أن نضيف إلي ذلك أنه كان للهجرات والتحركات القبلية دورها المهم في ذلك تدخل الإسلام في إفريقيا ، وتلك الهجرات هي أما هجرات خارجية جاءت إلي إفريقيا من الخارج مثل الهجرات العربية إلي مصر والشمال الإفريقي ، وهجرات إلي سواحل البحر الأحمر ، ومنطقة سودان وادي النيل ( السودان الشرقي ) وشرقي إفريقيا وكلها هجرات تمت بسبب قرب الجزيرة العربية الجغرافي من تلك الجهات ، فهناك هجرة بني سليم وبني هلال في القرن الخامس الهجري ( الحادي عشر الميلادي ) والتي اتجهت نحو الصحراء جنوبا واضطرت السكان المحليين البربر إلي الهجرة جنوبا ، مما نتج عنه انتشار الإسلام في المناطق الجنوبية من الصحراء، وفي غربي إفرقيا فيما بعد وهناك أيضا هجرة الهنود والباكستانيين من شبه القارة الهندية الي شرقي افريقيا ثم إليجنوبها ، وقد وفد مع أولئك بعضا من الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام مثل القاديانية والبهائية .

وهناك الهجرات الداخلية من مناطق إفريقية إلي أخري والتي من أهمها هجرات البربر إلي غربي إفريقيا حيث اختلطوا بالسكان ونشروا الإسلام ، كما بنوا مدنا اسلامية مثل ولاته ، وتمبكتو التي تحولت إلي مراكز اشعاع وحضارة إسلامية ، ومن تلك الهجرات الداخلية هجرة قبائل الفلاني التي قدمت من الغرب واستقرت في مناطق الهوسا في شمالي نيجيريا الحالية ، حيث قامت بنشر الإسلام في حماس بالغ زمن ازدهار دولتهم ( الخلافة الصكتية) في القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي والتي اسسهاعام 1219 / 1804م الشيخ عثمان دان فوديو مؤسس الحركة الإصلاحية هناك التي قضت علي الوثنية ، ومظاهر الانحراف التي طرأت علي العقيدة الإسلامية واستطاع توحيد المنطقة في دولة إسلامية واحدة شملت رقعة واسعة من بلاد السودان الغربي وظلت مزدهرة مما قضي عليها المستعمرون البريطانيون في اوائل عام 1321هـ - 1903م .

وهناك أسباب أخري – نابعة من طبيعة الإسلام ذاته – أدت إلي إنتشار في القارة الإفريقية، وهي اسباب قل أن تذكرها المصادر منها : أن الإسلام قدم لكثير من تلك المجتمعات الإفريقية التي كانت تعاني من التفكك رابطا جديدا متينا بين أفرادها ، ليس هذا فحسب بل أن الإسلام اعطي الذين اعتنقوه شعورا بالثقة ، وبالفوقية ، لثقافته ولسلوك افراده المسلم ، فهم( أي المسلمون) متعلمون ، يكتبون ويقرؤون ، لهم نظام تعليمي وقضائي ، ولهم نشاط دبلوماسي ، وحركة وأثر في المجتمع ، ولهم من المهارات وامكانات التطور والتحديث ، مايجعلهم عامل تطور مهم لكل دولة تريد ان تبقي وتتطور ، ولهذا السبب كان تحول وتعلق الحكام المحليين به ، بل ان الإدارة الإستعمارية البريطانية فيما بعد في نيجيريا وغيرها وجدة في المسلمين ، وأرائهم الإداري والقضائي والتعليمي ركيزة من الركائز التي اعتمدت عليها في ادارتها- والتي عرفت بالإدارة غير المباشرة Indirect Rule في نيجيريا ، إضف إلي ذلك ان عالمية الإسلام حببته إلي نفوس الحكام الأفارقة – حكام الدول والامبراطوريات الكبيرة ، كما أن الإسلام قدم رؤية ونظرة جديدة للحياة وللغنسان ولقدره ومصيره ، وكل تلك عوامل ساهمت في استمراره وتطوره في القارة الإفريقية (Muzrui 1988 P. 689 )

ومن الأسباب التي ساعدت علي نشر الإسلام في إفريقيا ، مقدرته علي التأقلم مع بئته الإفريقية الجديدة ، والتكيف معها ، فقد تسرب إلي المجتمعات الوثنية في كثير من التدرج والاعتدال ، فلم يقم بقلع الناس من جذورهم فجأة ودون مقدمات ، بل قدم مبادئه ومثله للناس دون أن يقتلع نظمهم القديمة ، فعايش المسلمون الناس واختلطوا بهم وصاهروهم ، وعاشوا معهم حياتهم ، فكان أن دخل الناس دين الله طائعين مختارين ، ولم يلبثوا أن صاروا دعاة لهذا الدين الجديد في أوساط اهليهم وذويهم وجيرانهم ، أضف إلي ذلك ميزات الإسلام الاجتماعية والثقافية وقوة جذبها ، بل حتي ممارساته التعبدية فقد كان لعملية الوضوء ، وطريقة أداء الصلاة مثلا أثر كبير علي الناس ، كما أن الملبس الإسلامي ، والسلوك الإسلامي جعلت من الإسلام دينا يحسه ويراه ويشاهده الجميع ، ويتاثر به الكثيرون ، كما أن التحول للإسلام لم يؤد إلي اختلال النظام الذي كان سائدا ، ولم يؤد إلي ازمات نفسية لدي متنقيه ، فقد تسرب وتغلغل في يسر وهدوء وسلام( Mazrui 1988 PP 689 ) فكان طابعه السلم والاقناع ، ولم يشهر دعاته السيف إلا في حالات الدفاع عن النفس والعقيدة ، فالتقوا حول الملوك والحكام والرعية ودعوهم بالموعظة الحسنة إلي دين الله ، واندمجوا في المجتمعات التي استقروا فيها ، وصاهروا الأهالي فكسبوهم دعاة جدد للإسلام .

واحترموا العادات والتقاليد ولم يحتقروها فنجحوا في نشر دينهم . وأسسوا المدارس والمساجد ، فإنتشرت مع الدين اللغة العربية، وزاد من انتشارها هجرة بعض القبائل العربية واستقرارها في انحاء متفرقة من القارة ، وكما ترك الإسلام آثاره ، تركت اللغة العربية اثارها في عدد من ثقافات ولغات إفريقيا ، كالسواحيلية ، والهوسا ، ولغة الفلاني.

توزيع الاقليات واعدادهم واوضاعهم :

بإنتشار الإسلام بين أبناء وقبائل القارة الإفريقية ، اصبحت هناك مناطق اكثريات مسلمة ومناطق أقليات مسلمة أيضا ، فكانت مصر وكان الشمال الإفريقي ذات اكثريات مسلمة ، وكذلك المنطقة الصحراوية المجاورة لشمال إفريقيا.

أما المنطقة التي تلي هذه المنطقة والواقعة بين دائرتي عرض 10 – 15 درجة مئوية شمالا والتي تشمل المناطق الشمالية من السنغال مالي ، نيجيريا والنيجر ، تشاد والسودان فهي كلها ذات كثافة اسلامية ، واثر اسلامي واضح ويرد ذكر هذه المنطقة في المصادر باسم بلاد السودان وهي ثلاثة اقسام : السودان الغربي ، ثم السودان الأوسط ، فالسودان الشرقي ، أو النيلي وهذا الأخير يختلف عن القسمين الأولين، لكون الثقافة الإسلامية العربية ضاربة بجذورها في الاجزاء الشمالية منه ، أما الجزء الجنوبي منه فالمسلمون فيه اقلية، وتقطنه في معظمه قبائل وفنية ن وبه اقلية نصرانية ايضا ، والمسلمون اقلية ايضا في المنطقة المدارية من ساحل افريقيا الغربي ، رغم توغل الإسلام الواضح في بعض اجزاء هذه المنطقة .

اما في الجزء الشمالي الشرقي من إفريقيا فالسكان – بدوهم وحضرهم – مسلمون في معظمهم – من صومال ودناكل الخ وفي تنزانيا واثيوبيا كثرة مسلمة لكنها لاتحظي بالنفوذ السياسي ، والمكانة الاجتماعية والاقتصادية اللائقة بكثرها العامية ، والمسلمون قلة في بقية اجزاء شرقي افريقيا ، أما في أواسط القارة وجنوبها فالمسلمون قلة تتراوح نسبهم مابين 2% - 10% من جملة السكان ( Trimingham 1980 P 37 )

والملاحظ في التوزيع الجغرافي للمسلمين في القارة ان نسبتهم بين السكان تقل تدريجيا كلما اتجهنا جنوبا من محور الصحراء الكبري ، وكلما اتجهنا غربا من محور ساحل المحيط الهندي ، ولكن هذه القاعدة تختلف في مناطق السهول ومناطق الحشائش عنها في المناطق الجبلية او مناطق الغابات ، ففي الشمال حيث تمتد السهول نجد أن المد الإسلامي اعمق أثرا ، وأبعد امتدادا إلي الداخل ، أما في منطقة الحشائش والغابات المفتوحة نجده يتوغل اكثر إلي الجنوب ، كما في مناطق غربي إفريقيا ، اما في شرقي إفريقيا فقد وقفت الجبال والهضاب عقبة في وجه امتداد الإسلام ، كالهضبة الاثيوبية، وهضبة البحيرات الاستوائية ، ومن ثم فإننا نجد أن نسبة المسلمين في المرتفعات اقل منها في السهول المنخفضة ، ففي الصومال حيث السهول ، كان إنتشار الإسلام اعم وأيسر .

والدول الإفريقية التي تزيد فيها نسبة المسلمين عن
90% مثل موريتانيا ، والنيجر تعتبر امتدادا مباشرا لإنتشار الإسلام من الشمال . وتعتبر الكثرة الإسلامية في الصومال امتدادا مباشرا لانتشار الإسلام القادم من الشرق ، اما في نيجيريا الشمالية وغينيا مثلا حيث تصل نسبة المسلمين فيهما مابين 65- 80 % من جملة السكان ، فيعتبران امتدادا ثانيا للانتشار المباشر للإسلام، وتقل نسبة المسلمين في غربي إفريقيا كلما اتجهنا جنوبا ، وترتفع نسبيا في المدن الرئيسة في الساحل حيث تجمعات المهاجرين من التجار المسلمين الذين ينتمون إلي عناصر الفولاني ، والهوسا، والماندي ، والديولا.. أما في شرقي إفريقيا فهناك اقليات مسلمة في كينيا ، في المدن الساحلية الكبيرة، لكن نسبها تقل كلما توغلنا غربا نحو الداخل، أما في جزيرتي زنجبار وبمبا فالأغلبية العظمي من المسلمين ، حيث تصل نسبتهم إلي حوالي 95% من جملة السكان.

والمسلمون قلة في دول أواسط إفريقيا ، وفي جنوبها منهم مثلا قلة في الكونغو حيث يكاد الوجود الإسلامي هناك يقتصر علي مجتمعات الهوسا والفولاني الذين هاجروا إلي المدن الرئيسة في غربي الكونغو ، وكذلك المهاجرين السواحيليين الذين وصلوا إلي الأجزاء الشرقية منه، وطبيعي أن هناك قلة من السكان اعتنقت الإسلام ، وسيأتي الحديث عن الكونغو في مكان لاحق ( عباس 1978 – ص 114- 119)

وتتضارب الآراء والاحصاءات وتختلف حول عدد المسلمين في إفريقيا وحول عدد الاقليات المسلمة فيها، فهناك من يري أن نسبة المسلمين في إفريقيا تبلغ 66% وهناك من يري ان نسبة الاقليات المسلمة تبلغ 24% من مجموع المسلمين في القارة ، إلا أنهم حوالي سبعين مليون مسلم من مجموع المسلمين الأفارقة البالغ عددهم 292 مليون مسلم ( الرياض – عدد 6427 – 17 جمادي الأولي 1406 ) انظر أيضا ( رضوان 1989 – ص 247 )

وهناك احصاء آخر يقول أن عدد المسلمين في إفريقيا 4ر241 مليون مسلم من مجموع سكان القارة البالغ عددهم 9ر466 مليون نسمة ، أي أن المسلمين يشكلون نسبة 7ر51% من جملة السكان ، والنسبة الباقية وهي 3ر48% يشترك فيها النصاري واليهود والوثنيون ، أما نسبة المسلمين بين سكان الدول العربية الإفريقية فتصل إلي 90% وأن نسبة المسلمين في دول الاغلبية المسلمة الإفريقية فتصل إلي 61% وان عدد الأقليات المسلمة في إفريقيا يبلغ 73% مليون مسلم من جملة سكان دول الأقليات المسلمة البالغ 7ر245 مليون نسمة ، أي أن نسبتهم تصل إلى 7ر29% ( بكر 1985م ص ص 1- 11)

وادعي فريق ثالث أن المسلمين يشكلون 9ر58% من جملة سكان القارة ، وأن نسبة الأقليات المسلمة في إفريقيا تبلغ حوالي 14% (Qureshi 1993 P.2)

والجداول الاحصائية للمسلمين في إفريقيا توضح التضارب الذي تحدثنا عنه ، وتوضح أيضا غياب الاحصاءات الدقيقة لأولئك المسلمين وبخاصة للأقليات المسلمة في القارة وهناك مشكلة أخري وهي غياب الاحصاءات التفصيلية ، توزيع الأقليات المسلمة وعن حرفهم ، ومستوياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومرد عدم توفر مثل هذه الاحصاءات الدقيقة راجع إلي عدة أسباب أهمها : عدم اهتمام كثير من الدول الإفريقيا باحصاء الاقليات الدينية فيها، بل عدم اهتمامها بتسجيل التركيب الديني للسكان بحجة أن مثل هذا لاحصاء قد يؤدي إلي فتن طائفية ، والحقيقة التي لايمكن انكارها أن بعض هذه الدول تخشي أن يدركه المسلمون اعدادهم الحقيقية ، وما قد يترتب علي هذا الإدراك من نتائج : كما أن هناك اقطارا افريقية لم تعرفه الاحصاءات ولاتجريها ، وحتي لو اجريت فهناك شكل فيها من حيث وقتها وشملية معلوماتها ، وهناك أيضا جهات ذات غرض كالمستعمرين والمنصرين وغيرهم ممن يعمدون إلي تقدير عدد المسلمين باقل من الواقع ، ومن جهة أخري فإن بعض الباحثين المسلمين يبالغون في تقدير أعداد المسلمين ن وكل هذه عوامل لاتساعد علي وجود تقديرات صحيحة لاعداد المسلمين – سواء كانوا أغلبية أم أقلية ( الندوة العالمية للشباب الإسلامي 1986- ص 404) ولاغرو إذا اذا تخبطت المصادر والاحصاءات في تقديراتها لاعداد المسلمين واعداد الاقليات المسلمة في إفريقيا ، فالمصادر الغربية مثلا وبخاصة التي تعتمد علي احصاءات البعثات التنصيرية تبالغ بدرجة ملحوظة في ضآلة تقديراتها لاعداد المسلمين – كثرتهم وقلتهم – فمثلا سبنسر ترمنجهامٍ Spencer Trimingham والذي له عدة مؤلفات عن الإسلام في إفريقيا يعطي تقديرات جد ضئيلة للمسلمين في تنزانيا واثيوبيا وسيراليون وبوركينا فاسو والكميرون مع أن المسلمين في بعض تلك البلدان يفوقون نسبة الـ 50% من السكان ، فهو يقول إن نسبة السملمين في اثيوبيا مثلا 33% وفي تنزانيا 25% وفي كينيا 4% في حين ان مصادر أخري هي الآن أقرب للصحة تقول أن نسبة المسلمين في اثيوبيا هي مابين 50% - 65% وانهم أكثرية عددية هناك ، كما أنهم في كينيا يقدرون بحوالي 10% - 35% اما في تنزانيا فهم اكثرية عددية باجماع معظم المصادر حيث تبلغ نسبتهم حوالي 60% من جملة السكان ( بكر 1985 ص 337 -8) .

ومن ثم لايمكن الاعتماد علي احصاءات البعثات التنصيرية ، التي كانت تعمل علي جعل كل إفريقيا قارة نصرانية بحلول عام 2000م ، فهي لاتتوخي الموضوعية في حديثها عن الإسلام والمسلمين في القارة الإفريقية ، والإسلام –في رأيهم – هو العقبة الرئيسة التي تقف في طريق نشاطهم التنصيري ، فلا غرو أن تحيزت وضللت ، وقد تبالغ بعض المصادر الإسلامية في تقديراتها لاعداد المسلمين الأفارقة ، ولكن تقديرات بعضها هي الأقرب إلي الواقع ، وهناك اعداد كبيرة تحولت إلي الإسلام حديثا لا تشملها المصادر في احصاءاتها ( Kidzck and lewis 1969 PP 3-5 )

جدول رقم (1) نسب الاقليات المسلمة في القارة الإفريقية



اسم البلد


نسبة المسلمين

جزر الرأس الاخضر
30%


جزيرة يونيون
غير متوافر

ليبيريا
25%


جزيرة سيشل
غير متوافر

غانا
32%


جزيرة موريشس
غير متوافر

بورندي بوجمبورا
30%


الكونغو الشعبية برازفيل
17%

رواندا
18%


كينيا
45%


الكونغو الديمقراطية- زائير
20%

زامبيا
27%

موزمبيق
35%


انجولا
26%

ملاقاسي(مدغشقر*)
37%


بوتسوانا
2%

جنوب افريقيا
18%


ناميبيا
4%

ليسوتو
5%

زمبابوي
12%

افريقيا الوسطى
40%


الجدول المرفق هو تقرير صادر عن رابطة العالم الإسلامي (د . ت ) غير منشور ص 22

تكون الدول الإسلامية في إفريقيا كتلة مفصلة تمتد من المحيط الأطلسي غربا حتي ساحل البحر الأحمر ، والمحيط الهندي شرقا ، وتمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالا حتي نطاق السافنا جنوبا والذي يمتد كحزام من غربي إفريقيا إلي شرقيها ، ويعيش المسلمون كأقليات في 25 دولة افريقيا ، وبعضا من الجزر المتناثرة حول القارة وتلك الدول هي :

1- ساحل العاج 2 – توجو 3- افريقيا الوسطي

4- ملاوي 5- كينيا 6 – غانا

7- ليبيريا 8- موزمبيق 9- غينيا الاستوائية

10- مدغشقر ( ملاجاس ) 11 – بورندي 12- جزر الرأس الاخضر

13- موريشوس 14- انجولا 15- الكونغو الديمقراطية ( زائير سابقا )

16- الكونغو الشعبية 17- ليسوتو 18- بوتسوانا

19- سوازيلاند 12- رواندا 21- سيشل

22- زامبيا 23- ناميبيا 24- جنوب إفريقيا 25- زمبابوي

وهناك من يجعلها 28 دولة ، ومنهم من ينقصها إلي 23 دولة أو أقل من ذلك ، كما ورد في الجدول رقم (1) الذي يحتوي علي نسب المسلمين المئوية حسب أحدث التقديرات التي حصلنا عليها ( محمود – د. ت – ص 46) أيضا ( أبوالعلا 1986 ص 35) ( بكر ) 1985 ص ص 337 – 338 ) ( رضوان 1989 – ص 253 )

وهناك من يتماشي تقسيم الدول الإفريقية إلي دول ذات أغليات مسلمة ودول ذات أقليات مسلمة ، وأنما يقسمها تقسيما عاما علي النحو التالي :

1- دول اسلامية وهي التي بها مابين
91- 100% من المسلمين ، مثل مصر، ليبيا ، تونس ، الجزائر والصومال .

2- دول ذات كثيرة اسلامية ، مسلموها مابين
51 90% مثل السودان ، والسنغال وغينيا .

3- دول المسلمون فيها أهم المجموعات أو أكبر المجموعات الدينية مثل
نيجيريا ، تشاد ، اثيوبيا ، وتنزانيا .

ومثل هذا التقسيم لايفي بحاجة الدارس ، لاحوال الأقليات المسلمة إذ أنه لا يشير إلي دولها إلا عن طريق غير مباشر ، ومن ثم فهو لايهتم بأمرها الاهتمام اذلي نريد ، ولايوضح أحوالها ، وظروفها ، وواقعها الذي تعيش ، والمشكلات التي تعاني منها .

الأوضاع والتحديات :

الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها أقليات إفريقيا المسلمة هي نتاج للظروف التاريخية التي عاشتها تلك الأقليات ، وبخاصة خلال الفترة الاستعمارية وفترة الحكم الوطني التي تلتها فهي رغم ثقل بعضها العددي لاتشارك مشاركة فاعلة في الحياة السياسية او الاجتماعية والاقتصادية في بلادها ، وهي مجموعات تعيش تخلفا تعليميا وفكريا أدي جعلها قوة مهمشة تعيش علي حافة مجتمعاتها ، وأن كثرت اعدادهم ، فمشاركتها في الحياة السياسية مشاركة محدودة وتكاد تكون معدومة في بعض الحالات ، وهو أمر تشكو منه جميع قيادات تلك الأقليات دون استثناء مهم لايشاركون في أجهزة بلادهم التنفيذية ، فالوزراء منهم قلة – وأن وجدوا فهم في مناصب وزارية دنيا ، والأمثلة علي ذلك عديدة ، فمثلا في كينيا والتي يقدر فيها المسلمون بثلث السكان ، لم يتقلد مسلم واحد وظيفة وزارية منذ استقلالها والحال كذلك في عدة اقطار إفريقية أخري ( سوار الذهب 1408هـ - ص 6).

ويعاني المسلمون في بلدان الأقليات المسلمة في إفريقيا من الجهل والفقر ، والذي كان سببا في عدم مشاركتهم في الحياة العامة ، وقد عزف المسلمون في تلك البلدان عن التعليم المدني الحديث والذي احتكرته المؤسسات التنصيرية ، وجعلته احدي وسائلها للتنصير الأر الذي جعل المسلمين ينأون بانفسهم وبابنائهم عنه ، خوفا علي دينهم وهويتهم الثقافية ، ولم يكن المسلمين أميين أو جهلاء عند مقدم المنصرين والمستعمرين إلي إفريقيا ، بل كانوا هم الفئة الوحيدة التي حظيت بقدر كبير من التعليم ، تلقته في مدارسها القرآنية – وحلقات العلم في المساحد ، وفي بيوت علمائها ، الأمر الذي جعل الإدارة الاستعمارية تعتمد عليهم في ادارتها ، كما حدث في شرقي وغربي إفريقيا ، ولكنها أحجمت عن ذلك فيما بعد.

ارتبط قيام التعليم العلماني ( التعليم المدني الغربي ) في إفريقيا بوصول الأوربيين – من منصرين وأستعمارين – أليها – وارتبط بخدمة المصالح الاستعمارية الرامية إلي تثبيت الحكم الاستعماري في القارة وكذلك إلي اجهاض روح الدين عن طريق استراتيجية مبرمجة ترمي إلي عزل الدين عن حركة المجتمع ، وحصره في جزر معزولة في الخلاوي والكتاتيب ، والمعاهد الدينية ، ثم تقوم بعد ذلك بتعميم خطة تعليمية تتجاوز التعليم الإسلامي ، وتوجه مسار المجتمع علي اسس غربية علمانية بحتة ، في فصل المتعلمين عن تراثهم الديني والوطني وتسعي لدمجهم في الحضارة العربية حتي يكونوا مسخا مشوها فاقدا لثقافته التقليدية ومكتسبا لقشور الثقافة الغربية الوافدة .

لحق بالمسلمين من جراء عزوفهم عن إرسال أبنائهم إلي مدارس الإرساليات التنصيرية ، تخلف علمي ، استمر بدرجات متفاوتة حتي علي أيام الحكم الوطني ، ونتج عن هذا التخلف التعليمي ظهور فجوة ظلت تتسع بين أبناء المسلمين وغيرهم ممن تلقوا تعليمهم في تلك الإرساليات ، والذين بدأت الإدارة الاستعمارية تعتمد عليهم في ادارتها ، وزاد من تخلف المسلمين العلمي أن نظامهم التعليمي التقليدي كان يعاني من بعض السلبيات والمعوقات ، مثل محدودية مناهجه ، وجعلها وقفا علي العلوم الدينية فقط وانغلاقها عليها دون سواها من العلوم العصرية ، ثم عدم توفر الأمكانات المادية ، وعدم توافر المعلم المؤهل ، والمكان المناسب للدرس ألخ ألخ ثم عدم حماس الاباء للتعليم عامة ، وذلك لجهلهم ، ولضيق ذات اليد وقد زاد كل ذلك من تخلف المسلمين في المجال التعليمي ، وافتقارهم إلي العلم الحديث ومن ثم المشاركة في الأجهزة الإدارية والسياسية التنفيذية ( عبدالرحمن 1989 ص ص 12- 16).

ولن يتقدم المسلمون الإفريقيون ، ولن يتمكنوا من مواجهة الصعاب والتحديات التي تواجههم الا باللجوء إلي انشاء المدارس الحديثة التي تجمع بين العلوم الدينية والعلوم العصرية ، ففي ذلك العلاج لازمة الازدواجية التعليمية التي يعانون منها ، وللتخلف التعليمي الذي لحق بهم.

اختلفت سياسات الدول الاستعمارية المختلفة من الإسلام والمسلمين في مستعمراتها الإفريقية ، فهادنته ولو إلي حين في الدول التي كان ارتباطها بالإسلام قويا ، أو التي كانت قد شهدت حركات إسلامية ثورية ، كالحركة المهدية في السودان ، والجهات الأخري في السهل الكيني ، وفي نيجيريا مثلا ، فعلت ذلك بريطانيا في تلك المستعمرات ، ولكنها وبنفس القدر عارضت كما عارض غيرها من الدول المستعمرة كفرنسا ، وبلجيكا والمانيا ، حركة انتشار الإسلام في المناطق التي كان الوجود الإسلامي فيها محدودا ، فقد عملت كل تلك الدول بالتعاون مع الإرساليات التنصيرية علي منع انتشاره والحد من نفوذه في اوساط السكان ، وكانت تري في السملمين عنصر ثورة ، وعنصر عدم استقرار يهدد مصالحها الاستعمارية ، ومن ثم لم تعمل عي تقدمهم وتطورهم ، وإنما ابقيتهم علي تخلفهم فحرمتهم من التعليم ، ومن الأراضي والزعامات القبلية ( كما في اوغندا ) وحرمتهم من كل مظاهر النفوذ السياسي والاقتصادي فعاشوا مهمشين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، عاشوا في مؤخرة الركب ، اقليات تعيش واقعا لايتناسب وثقلها العددي في المجتمع ، ولايتماشي مع تطلعاتها وآمالها (Lewis 1969 PP 67 – 90 )

تضافرت عوامل اخري إلي جانب التخلف التعليمي ، علي ابعاد المسلمين في بلدان الأقليات المسلمة عن المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أمور بلادهم منها : كثافة حركة التنصير واستمراريتها والسيطرة الاستعمارية الاقتصادية والثقافية والعمل علي نشر الفكر المتناقض للمثل والقيم الإسلامية وتشجيع الافكار الهدامة كالماسونية والقاديانية ، والبهائية وغيرها من الأفكار الإلحادية ، والسعي لطمس ثم مسح الهوية الإسلامية وذلك بمحاولة تذويب الاقليات المسلمة في المجتمعات التي تعيش فيها فحوربت اللغة العربية – لغة القرآن ، وحولت أحرف للغات المتاثرة بها كالسواحيلية ولغة الهوسا والصومالية الي الأحرف اللاتينية بغرض فصل الشباب المسلم عن تراثه الإسلامي المكتوب باللغة العربية ( قاسم 1990 ص 32 ) كما ان الإدارة الاستعمارية والمؤسسات التنصيرية عملت علي تشجيع التفسخ الاجتماعي في مناطق المسلمين ، وذلك بتصويرها القيم والمثل الإسلامية علي أنها قيم متخلفة جامدة لاتتماشي مع اسس المجتمعات الحديثة المتطورة وأن التخلي عنها هو مقياس التحضر والتمدن ، وقد أتت هذه السياسة اكلها في بعض بلدان شرقي افريقيا حيث نقرأ أن بعض الشبان والشابات الملمين في اوغندا مثلا بدأوا يغيرون اسماءهم الإسلامية إلي اسماء أفرنجية أوروبية ، الأمر الذي يشير إلي مدي أزمة الثقة بالنفس ، وضعف الهوية الإسلامية وخطر تهتك المجتمعات الإسلامية في كل البلدان أو تخلفها حيث ظلت معظم – إن لم يكن كل – مجتمعات الأقلية تشكل الشرائح الاجتماعية الدنيا ، بعد أن كانت قبل مقدم الاستعمار عزيزة بمثلها وقيمها وبوضعها الاجتماعي المميز ، فقد كان الإسلام وقتئذ عصر تطور وتقدم وتحديث ، ولكن السياسة الاستعمارية المعادية له حاربته وصورته لأهله ولغيرهم علي أنه عنصر تخلف وجمود ، وزهدت الناس فيه ، فعزف عنه العازفون وتمسكت به قلة ممن عضوا عليه بالنواجذ بفضل تعليمهم الديني في مدارس القرآن وغيرها ، ولولا أولئك ولولا تلك المدارس والمعاهد الإسلامية لضعف الإسلام في النفوس ، ولتمكن القوي الاستعمارية والتنصيرية من القضاء علي الهوية الإسلامية وربما ازالة الإسلام تماما من بعض المناطق الإفريقية ( سوار الذهب ، 1408 هـ - ص ص 6-8) .

ولعه من نافلة القول أن هناك عوامل ذاتية خاصة بالمسلمين انفسهم اعاقت تطورهم ، ومشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلادهم واهمها معاناتهم من الفرقة والشتات ، وانقسامهم إلي طوائف وشيع متناحرة ، مختلفة علي ابسط الأمور واتفهها ، وحول قضايا هامشية ليس لها وزن أو اهمية في الإسلام مثل صحة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ، وهل يجوز قراءة خطبة الجمعة باللغة العربية الفصحي أم يجوز ترجمتها إلي اللغات المحلية أو ضرورة استعمال التقويم الشمس بدلا عن التقويم القمري ، وغيرها من الأمور السطحية التي انقسم حولها المسلمون مثلا في أوغندا وغيرها ، وقد ترتبط هذه الخلافات الدينية بأمور سياسية ، فقد يتطور الخلاف حول الزعامة إلي خلاف ديني ، يزيد منه اجهل بأمور الدين ، وغالبا مايذكي هذه الخلافات زعماء الاحزاب السياسية وجلهم من النصاري – يستغلونها لمصاحهم الذاتية ومصالح احزابهم السياسية (Kalisa , 1994 PP. 70-91) ) كما أن الإدارية الاستعمارية كانت تعمل دائما علي بت الخلافات الفكرية والعقائدية في أوساط امسلمين – كثرتهم وقلتهم ، من ذلك تشجيع الإدارية الاستعمارية البريطانية لبعض الفرق الهدامة الخارجة عن الدين مثل القادينانية في شرق وغرب إفريقيا ، ثم البهائية والاسماعيلية في مناطق عدة من شرقي إفريقيا، أضف ذلك الصراع بين المتصوفة ومعارضيهم في منطقة القرن الإفريقي ، عمل شل حركة الانتشار الإسلامي ، واضعف جماعات المسلمين ، وفتح المجال لغير المسلمين للتدخل في شئونهم ، وقد أدي كل ذلك إلي توسع خلافات المسلمين ، وزاد من انقساماتهم ، وظهور ازمة قيادة عانت وعاني منها جماعات الأقليات المسلمة في شتي انحاء افريقيا ، وتلك سمة واضحة في تاريخ تلك الاقليات بل وفي واقعها المعاصر ، وسبب جوهري في القعود بهم عن النهوض والأخذ بأسباب التطور حتي يتبوؤا المكان الذي تؤهلهم له اعدادهم في المجتمعات التي يعيشون فيها .

سيف الدين القسام 25-10-2009 03:22 PM

رد: أوراق متناثرة...بيان لأحوال إخواننا في " القارة المنسية "..هل سألت عنهم يوما
 
بارك الله فيك اخي يوسف على تسليطك الضوء على موضوع هام وأمر جلل.
فالكثير من المسلمين يعانون ويتعرضون لحملات تستهدف عقيدتهم ورغم ذلك هناك تجاهل كبير لما يحصل لهم.
جعلها الله في ميزان حسناتك


الساعة الآن 02:31 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى