منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   المنتدى العام (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=104)
-   -   // ،؛ جَدَتِي ؛، // (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=212588)

مآجدُولينْ 06-09-2012 09:47 PM

// ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
// ،؛ جَدَتِي ؛، //


https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.n...41190924_n.jpg

كَان اليَومْ جميلاً رَغمَ المُفَاجئَاتْ التِي تلقيْتُهَا بقَليلٍ منَ الصَبرْ وَ الصَمْتْ,
وَ أنَا فإنِتظَارْ صديقَتِي للذَهَابْ سويًا , مِنَ البَديهِي جدًا أن أتَصلَ فِي الْسَاعَة ألفَ مرَة ،
خصُوصًا أنهَا علَى درَايَة
مُسْبَقَة أنِّي أكرهُ الإنتظَارْ..بَلْ وَ أمقُتُهْ.
فِي تلكَ الأثنَاءْ , أضْطُرِرْتُ عَلى الجُلوسْ إلَى جدتَهَا وَ أعتَبرُ أنَ منْ حقِي أنْ أُنَاديهَا جدتِي أنَا أيضًا...
لِأنَّها تُذكرُنِي دَومًا حينَ ألقَاهَا بعَفويَة جَدَتِي وَ كرَمهَا اللَامُتنَاهِي...
أحبُّهَا جدًا وَ هِيَ كَذلكْ ، كلاَنَا يعلمُ هذَا...
لذلكْ معَهَا وَ علَى غيرْ عَادتِي لاَ أشعُرُ بالمَللْ.
كَان الجُلوسْ إليهَا وَ الحَديثْ معهَا مُمْتِعَا وَ مُؤلمًا فِي ذَاتْ الوَقتْ,
وَ كَان عليَّ أنَا التَمييز بينَهُمَا بدقَة ، لكثرَة مَا غُصنَا فِي المَاضِي بِعُمقْ.
إمرَأة فِي العقدْ الثَامنْ مِنْ عُمرهَا ، أَخذَ الموتْ مُعظَمَ بنَاتهَا أمَامهَا...مَا فَتِئَتْ تأمَلُ أن تُهديِهَا الحيَاةُ نهايَة أجْمَلْ.
لَمْ يتنَازلْ الزَمنْ عنْ حقَهُ فِي جعلِ بصمَتهِ وَاضحَة حتّى عَلَى جسمَهَا ، فَتَجَاعيِدُهُ المُنهكَة تبرزُ كلّ مرَّة ,
جَسدٌ نَحِيلٌ حملَ الكَثيرِ منَ الألَمْ ، الوَجعْ ، الصَبرْ ، المَرضْ ، الصَدمَاتْ...وَ الخيبَاتْ.
كَانَ دومًا يَحلُو لِي أن أعبثَ بيدِيّ جدِتِي لأنَامْ ،
اليَومْ و أنَا أرَى يدَاهَا المُجعدتَانْ بعنَايَة تذكرتُ جدتِي...
ذَهبَ بِي ذلكَ المَشْهدَ إلَى جدتِي الّتي رحَلتْ دُون أن تودعنَي أو تَمنحنِي فرصَةً أخرَى لِلَمسِ يدَايْهَا أوْ حتّى تَقبِيلِهِمَا وَ هيَ ترَانِي .
رَاحتْ تسردُ لِي يوميَاتهَا بشَيئْ مِنَ الإحبَاطْ وَ حزنٌ لَمستُهُ فِي فراغَاتِ كلمَاتهَاَ..
وَ كنتُ أنَا أوَاسيهَا بصوتٍ يكَادُ أن يَكُونَ غائبًا بأنَ جَميعُنَا يمرُّ فِي هذهِ الحالَة التِي لاَ ندرِي متَى سَتنتَهِي !
كَانت أثْنَاءَ حديثْهَا معِي تَنظُرُ بينَ الفينَة وَ الأخرَى إلَى صُورِ بنَاتهَا المُتوفيَات منهُنَّ وَ الأحيَاءْ ,
وَ تبتَسِمْ مُحاولَةً تدَاركَ حُزنَها أمَامِي الذِي لَمحتُهُ فيهَا مُذْ عرفتُهَا .
وَ بَعدْ صمتٍ سَادَ بيننَا لاَ أدرِي كَمْ دَام ،أخْبرتنِي بَعدَ تنهيدَة لفَتتْ إنتبَاهِي لهَا...أن اِبْنَتَهَا التِي مَاتتْ مُذْ أكثرَ منْ 14 سَنة في حَادثْ مُفجِعْ بالعَاصمَة , الحيَاةُ فقطْ منْ أعْلَنتْ عَنْ سفرهَا الذِي لَا تعتَرفُ بهِ ،
لأنّها لاَ تزَالُ تَنبضُ فِي قلبِهَا كمَا لَو كَانتْ معهَا و بأنّهَا تُشارُكهَا تفَاصيلَ يومهَا الشَاقْ...حتّى بعدَ مُرورِ 14 سَنة.
لَقَدْ وَجدتُهَا تحرصُ دَائمًا عَلى وَضعِ لمسَتِهَا الخَاصَة فِي كلِّ شيئْ حتّى فِي الطبخْ ،
فمَا من مرّة زرتُهَا فيهَا إلَّا وَ وجدْتُهَا ترْتدِي مئزرًا تفُوحُ منهُ رائحَة البَصلْ ،
خُصُوصًا هذهِ المرَّة الّتي حينَ أنهينَا الحديثْ عَنْ كلِّ شيئ ,
سَألتنِي إن كنتُ أتعلمُ الطبْخَ تدريجيًا وَ قَالتْ لِي نصيحَة لاَ تزَالُ عَالقَة بِذهنِي " الطَبخْ فَنْ وَ حبّ قَبلَ أنْ يَكُون غذَاءًا " ...
اِستغربتُ جدًا حَالمَا سمعتُ نَصيحتهَا ، و تَسَائَلتْ كيفَ لإمْرَأة ضَعُفتْ قُوَّتهَا ,
تحبُّ أن تطبخَ يَوميًا وَ تُضفِي لمسَتهَا الخَاصَة فِي الأَكلْ...وَ هذَاَ مَا يزيدُ إعجَابِي بهَا كلَّ مرَّة.
أحبُّ بيتَها جدًا ، فيهِ عبقٌ منَ المَاضِي ...يُزينهُ أثَاثٌ جُلُّه قديمٌ لكَنّه يبدُو فخمًا...صُور مُعلقَة عَلى كلِّ جدَارِ...
طَاولَة صغيرَة تُزينُهَا الوُرودْ ، وَ هدَايَا اِقْتنتهَا مِنْ كلِّ بلاَدٍ زَارتهَا.
أهْوَى الجلُوسْ فِي بيُوتٍ لَهَا ذَاكرَة تَسْتقبِلُكَ بهَا حينَ دخُولكَ وَ تُفرِشُ لكَ أحلاَمهَا التِي تحققَتْ منهَا و التِي تأجلَتْ...
وَ تُقدمُ لكَ كأسًا مِنَ الأسئَلَة عربُونًا للعَوْدَة إليهَا مُجددًا .
وَ أنتَ تَرَى تلكَ الصُّورْ التِي أخْرسَها الزمنْ وَ المُتَبعثرَة فِي أرجَاءْ البَيْتْ...تَنْتَابُكَ نَشْوَة لاَ تَعلمُ مَصْدرهَا .
لِكلِّ شيئْ فِي ذلكَ البيتْ قصَة لَمْ تُحكَى أوْ تَكُون قَدْ سُردَتْ سرًا أثنَاءَ غيَابْ الذَاكرَة.
تَجعلُكَ تنتَعُل أسئلَةً لاَ جوَابَ لهَا مُحددْ..
أحبُّها ...بكلِّ بساطَتهَا .
وَ هيَ تُنَاولُنِي كأسَ العَصِيرْ الذِي بعدَ إلْحَاحِ كبيرِ منهَا قَبلتُهُ رنّ جرسُ البَابْ...وَ إذْ هيَ أخيرًا صديقَتِي.
كَعَادِتهَا تأتِي مُتأخرَة عَنْ المَوعِدْ...لَكنهَا لاَ تغيبْ.
قَبلتُ " جدَتِي " بحرَارَة ، وَ وعَدتُهَا بلقَاءٍ قريبٍ جدًا سَيجْمَعُنَا ...وَ ذهَبْنَا .


اَلْـ 2012/آبْ/30

بُشْرَى,بْ.



بنت أبيها 06-09-2012 10:24 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مآجدُولينْ (المشاركة 1447079)
أهْوَى الجلُوسْ فِي بيُوتٍ لَهَا ذَاكرَة تَسْتقبِلُكَ بهَا حينَ دخُولكَ وَ تُفرِشُ لكَ أحلاَمهَا التِي تحققَتْ منهَا و التِي تأجلَتْ...
وَ تُقدمُ لكَ كأسًا مِنَ الأسئَلَة عربُونًا للعَوْدَة إليهَا مُجددًا
.


مَنْ للذاكرة؟ ..حين تزدحم بالذكريات وأطياف الأحبة..

أمس فقط، ألقيت التحية على شيخ عجوز من أقاربنا ...كان جالسا على عتبة بابه ،، يبكي ابنه البكر الذي غادر بيت العائلة ،ليستقل مع أسرته في سكنه الجديد..يقول الشيخ إن لي ثلاثة أولاد غيره مازالوا يسكنون معي لكني كلما مررت على جناحه ووجدت بابه موصدا بكيته...سألته هل يزورك ؟ قال نعم أكثر من مرة في اليوم ! فهو يسكن قريبا من هنا على بعد شارعين !!

"مآجدُولينْ"..إن لكلماتك ظلالا وارفة كأغصان الزيزفون.
..هذا وعمرك سنتان فقط :)

مآجدُولينْ 09-09-2012 01:28 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت بُيها (المشاركة 1447111)
مَنْ للذاكرة؟ ..حين تزدحم بالذكريات وأطياف الأحبة..

أمس فقط، ألقيت التحية على شيخ عجوز من أقاربنا ...كان جالسا على عتبة بابه ،، يبكي ابنه البكر الذي غادر بيت العائلة ،ليستقل مع أسرته في سكنه الجديد..يقول الشيخ إن لي ثلاثة أولاد غيره مازالوا يسكنون معي لكني كلما مررت على جناحه ووجدت بابه موصدا بكيته...سألته هل يزورك ؟ قال نعم أكثر من مرة في اليوم ! فهو يسكن قريبا من هنا على بعد شارعين !!

"مآجدُولينْ"..إن لكلماتك ظلالا وارفة كأغصان الزيزفون.
..هذا وعمرك سنتان فقط :)

اِبْتَسمتُ بحزنْ حينَ انْهَائِي لقرَاءَة قصَتكِ..
هُوَ حَال الكَثيرْ مِن الوَالدينْ ،
يَكفيهُمْ فقطْ رَاحتنَا وَ سعَادتنَا حتّى عَلى حسَابْ رَاحتهُمْ .
أختِي ، أسعَدنِي مُروركِ جدًا ،
أحبُّ هذَا العُمرْ لمَ يَحملُ مِنْ برَاءَة :10: .
دمتِ بوّدْ .

nina usmiste 09-09-2012 01:44 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
مشكورة مجدولين لم تقرا عيني اروع من هذا

عفة 09-09-2012 01:50 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 

لحــظات عشتها معكــ أدركتُ حينهآ
رقة الجدآت ، عطفهن ، حنآنهن ،
ولكم أحب تلك التجآعيد التي يخرج منها عرق الاشتياق

روآئع كلمكِ بشرة الرحمة
جعلتنآ نشتآق لجدآتنآ

آدآمكِ الله في رضآه



أفراح الرّوح 12-09-2012 11:58 AM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
جدتي...كم أبدعت آنستي المبهــرة..

لقد ارتحلت معكـ..إلى أحضان سفيرة الحنين..

ومنبع الحنان الدفــآق,,..

لم أجد ما أضيفه لرائعتكــ..

فحسبي أنها تترجم مايحويه قلبك الأطيب..

كم أشتاقك ياغآآليتي..حتى لو كنا كل يوم..معــــآ..

لكن روعتكـ..تصر علي دووما..حتى ..

ياطيبة سأعوود ان شالله..

بوركتــ ورحم الله جدتنآ الحبيبة..

ولاقانا بها في فردوسه الأعلى..شكرا عزيزتي

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد

مآجدُولينْ 13-09-2012 07:31 AM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nina usmiste (المشاركة 1448546)
مشكورة مجدولين لم تقرا عيني اروع من هذا


عْيُونكْ الحُلوَة أختِي ...
مَشْكُورَة.

تَاج الوقار 13-09-2012 02:14 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
لم اقرا بعد كلمات اروع من هذه تنبع من قلب مليء بالحنان والدفء بوصفك لتلك الجدة الحنون
استمتع دوما بقراءة ما تخطين
فابشري يآآآآآآآ بشرى فيمينك تبدع في وصف احاسيسك
اتمنى لك مستقبﻶ زاهرا اختآآآآآآآه

مآجدُولينْ 23-09-2012 10:15 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفة (المشاركة 1448551)

لحــظات عشتها معكــ أدركتُ حينهآ
رقة الجدآت ، عطفهن ، حنآنهن ،
ولكم أحب تلك التجآعيد التي يخرج منها عرق الاشتياق

روآئع كلمكِ بشرة الرحمة
جعلتنآ نشتآق لجدآتنآ

آدآمكِ الله في رضآه



وَ أنَا حينَ كِتَابتِي ،
كُنتْ قَدْ اِشْتقتُ جدًّا لجدَتِي ..
وَ رَائحَة جدتِي .. وَ بسْمتِهَا .
رحمهَا الله . .
اللهُمَّ آمينْ ، أعتَذرْ عَلى التأخُر فِي الرَدْ .
دمتِ مُشْرقَة .


مآجدُولينْ 23-09-2012 10:22 PM

رد: // ،؛ جَدَتِي ؛، //
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح ليمو (المشاركة 1450045)
جدتي...كم أبدعت آنستي المبهــرة..

لقد ارتحلت معكـ..إلى أحضان سفيرة الحنين..

ومنبع الحنان الدفــآق,,..

لم أجد ما أضيفه لرائعتكــ..

فحسبي أنها تترجم مايحويه قلبك الأطيب..

كم أشتاقك ياغآآليتي..حتى لو كنا كل يوم..معــــآ..

لكن روعتكـ..تصر علي دووما..حتى ..

ياطيبة سأعوود ان شالله..

بوركتــ ورحم الله جدتنآ الحبيبة..

ولاقانا بها في فردوسه الأعلى..شكرا عزيزتي

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد

يَاهْ يَا فَرحِي ،
كَمْ تُصرينَ دَومًا عَلى جَعلِي أبتَسمْ ..
فِي اللهِ أحبُّكَ وَ لأجلِهْ... حقًا أرجُو أن ألتَقيكِ يومًا مَا .
أحمِلُ بِجعْبتِي الكَثيرَ مِنَ الكلامْ لكِ..وَحدَكِ.
لكِ كلّ الحبّ ..
حفظَكِ اللهْ .



الساعة الآن 01:49 AM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى