منتديات الشروق أونلاين - ما يفعله أمثالي

لم أكن لأخشاه لو لا أني لم آتي متأخرا ، فبالكاد غسلت وجهي و ارتديت ملابسي ثم حملت محفظتي و مئزري و خرجت راكضا ، و لسوء حظي لم أجد سيارة أجرة واحدة في المحطة ، و حمدت الله بعد أن تشجعت و أنا أشير بإبهامي الرائع لأحد السائقين الذي توقف و اركبني معه ، و في الطريق تبادلنا أطراف الحديث فلقد كان موظفا مثلي ، تخيلت في قرار نفسي أني أملك رخصة للقيادة ثم تخيلت نفسي أملك مركبة جديدة أقودها و لم أنتبه إلا بعد أن أوصلني قريبا من مدرستي .
كان الشارع خاليا و أنا أخاطب نفسي ( الله غالب يا شيخ التروسبور ماكانش – و الله يا أستاذ الطاكسي طاحت اومبان ) كان هذا كلامي في أيام مضت و اليوم ماذا سأقول لااااااااااااااااااااااااااااااه؟
تفاجأت و أنا أدفع الباب الحديدي الذي أرهق كاهلي و المدير يقابلني وجها لوجه ، نظر إلي باشمئزاز على غير عادته و سألني ( إلى كم تشير الساعة يا هذا؟ ) أخرجت هاتفي النقال و ألقيت نظرة إليه و قلت ( السلام عليكم شيخ – و الله يا شيخ هذا وين جيت ملوبيتال ، وليد عمي دار أكسيدون كراف) صرخ حتى تطاير لعابه على وجهي ( صح و انت علاش ما تديرش أكسيدون؟ كل يوم روطار ، حاب تهبلني؟ )
لم يكن همه إلا بقاء التلاميذ أمام القسم دون دراسة في الموعد ، بينما كنت اتخذ من غضبه مجالا للتنكيت بين زملائي ، و عند المساء تسألني والدتي ( إنك لم تشرب قهوتك في الصباح ، لماذا لا تنهض باكرا يا ولدي؟ ) و تعيد علي بحنانها مثلا لا يصصصصصتسيغه أمثالي ( ألي بغى يحطب ينوض بكري)