أنا كحزن الشهيد الذي جاء به خنجرُ العِرب
الجزائر وقفَتْ شامخةً كالخنساء لتنبض بأعماقي مدى الحياة.
هبةُ السماء لي وحدي وللأحرار ويالها من هبة لم أشكو منها
مثل كل أولئك الذين تصطدم رؤوسهم بصخرةٍ كنتُ..
فتلعثمت الأقدامُ على الطريق وأصبحت مبصومة
فالحياة ذاتها والظروف بكل مافيها لم يعد موجودةً بل أن قلب مجاهدِ وبنادقْ جدّي علّمتني حباَ لتاريخي لبلدي ولم يعُد موجودا
والتفت الساق بالساق وتهاوت الثوابت والأركان واحدةً تلو الأخرى لأكون هائمةً على وجهي في مدينة مكتظةٍ بكل ذكرى تاريخ وطني
فرنسا هي الخطأ العظيم الذي ارتكبته عمداً مع سبق الإصرار والترصد والتكرار ، لن نغفر يا فرنسا آن وقت العتاب ..آن وقت الحساب .
الجزائر ثورة في الجسد مصلوباً يودُ لو أن يُرفع للسماء أو أن يُدفن بالأرض لا أن تعانقه الأوجاع وما لجسدٍ كهذا سوى
أن يجرب كل الوصفات الشعبية حتى لو كان بسابق علمه أنها ليست إلا مزيداً من الألم والدمار..
جئتكِ يا فرنسا و خلفي عرش الشهداء العربي ومراد وبولعيد
ذكريات الدماء تمر أمام عيني فهي الشريط الحيّ في ذاكرة كل إبن الوطن ، نزلت أول انتفاضات الدمعِ وقادتني للصمود..
ولتسألوني ما بال حرفُ الرّاءِ رحم الجزائر حرّة بعد عناء
أرّخوا تاريخنا وأحكوا كل يومٍ عن نوفمبر ثورة فجّرت رصاصة في كبد السماء..ولتحيا الجزائر ولتشهدوا .