رد: كَيْفَ عَالَجَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابنُ تَيميةَ دَاءَ التَّصَوُّفِ العُضَالَ!!؟
03-09-2017, 04:43 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

يظهر بأن أعداء التوحيد غاضهم ما نشر من أنواره، فتنادوا لإطفائها مقتدين بالأولين المعادين لدعوة الموحدين القائلين:[فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا]!!؟، يريدون بذلك كما أراد أسلافهم: حجب أنوار التوحيد بتلبيساتهم وتدليساتهم الساقطة التافهة عند أبسط مسلم موحد، ويصدق على إصرار هؤلاء على معاداة التوحيد رغم سطوع حججه، وظهور بيناته، ووضوح أدلته: قول الخبير العليم في القرآن الكريم:
[وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ]،[
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ].

ولولا خشية تلبيس أعداء التوحيد على بعض عوام المسلمين ممن لا يتفطن لشبهاتهم: ما أشغلنا أنفسنا بالرد على تفاهاتهم وشقشقاتهم، لأن:" سقوطها يغني عن ردها!!؟".
ولعلنا نبدأ ردودنا المختصرة بالرد على صاحب المشاركة رقم:(10) القائل:

{قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن كفار قريش :
( كانوا يعرفون الله ويخافونه ويرجونه)! الدرر السنية(1/146).
2 - ومن ذلك قوله: (كانوا –يعني كفار قريش- يتصدقون ويحجون ويعتمرون ويتعبدون ويتركون أشياء من المحرمات خوفاً من الله عز وجل!!) (الدرر السنية 2/118)}.

التعليق:
كان الأحرى بك بعد نقلك لكلام الشيخ المصلح المجدد:" محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله: أن تنقل الآيات التي استدل بها، لا أن تحاول إيهام غيرك بباطل تعتقده!!؟، ويكفينا للرد عليك دون أن نقرأ بقية كلام الشيخ المصلح المجدد:" محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله: أن نستدل ببعض الآيات التي تصدق قوله رحمه الله، فالقرآن العظيم قد دل على صدق قوله، وإليك البيان باختصار:

1) بخصوص معرفة كفار قريش لله تعالى، بل وإقرارهم له بمختلف أفعاله التي تدل على ربوبيته، يقول الله تعالى في محكم كتابه:
* [قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)].
* [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)].
* [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ]
* [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ]
* [وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ].
[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ
].


2) وأما بخصوص دعوته ورجائه، فيقول تعالى عنهم:
*[ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ].
* [فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)].
* [وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا].

3) وأما بخصوص خوف الكفار من الله عزوجل بسبب شركهم كما أشرك كفار قريش، فيقول تعالى:
* [سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا].
* [إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ].
* [
فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ].


4) وأما بخصوص:" تصدق واعتمار وحج كفار قريش في جاهليتهم"، فقد ورد في:(تفسير الطبري: 14 / 170، وأسباب النزول للواحدي ص:2) عن قوله تعالى:[أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" قال العباس حين أُسِر يوم بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام، ونسقي الحاج"، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأخبر أن عمارتهم المسجد الحرام وقيامهم على السقاية: لا ينفعهم مع الشرك بالله، والإيمان بالله والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم: خيرٌ مما هم عليه".

وقال تعالى:[وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ].
قال ابن عباس رضي الله عنهما:" كانت قريش تطوف بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون".(الطبري: 13 / 522).

وأما بخصوص قول المخالف:
{ بينما نجد كبيركم يثني المشركين والمنافقين كما مدح الشيخ المرتدين كمسيلمة وأصحابه للغرض نفسه، فقال في الدرر السنية(2/44
:(:مسيلمة يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويصلي ويصوم!!)}.


التعليق:
أتردد في كثير من الأحيان الرد على هؤلاء المخالفين لتفاهة ما يكتبونه، فإما: أنهم لا يقرؤون القرآن، وإما: أنهم لا يفهمونه!!؟، وأحلى الأمرين مر!!؟.
لا أدري كيف فهم المخالف بأن قول الشيخ المجدد المصلح:" محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله عن:" مسيلمة يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويصلي ويصوم ": أن ذلك مدح له وثناء عليه!!؟.
ألم يشهد الله تعالى بأن المنافقين يصلون، ومنهم:" مسيلمة!!؟":
[ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا].

فهل يفهم عاقل ليس صاحب هوى من الآية: بأن الله تعالى يمدح المنافقين ويثني عليهم!!؟.
ألم يشهد الله تعالى بأن المنافقين يشهدون أن لا إله إلا الله ظاهرا بألسنتهم يدعون بذلك الإيمان، وإن خالفت دعواهم حقيقة ما في قلوبهم!!؟:
[وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ].
[هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ].
[يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ].

إن هذه الآيات تنسف محاولات تدليس وتلبيس أعداء التوحيد، فلا كلام بعد كلام الرحمن، ولا بيان بعد بيان المنان، وما عارض ذلك إلا الأهواء الرزية، والآراء الغوية!!؟.
لعل فيما سبق: كفاية لمن يريد الحق صادقا قلبه، وأما غيره، فالله حسيبه.