الوجود التركي العثماني في الجزائر ، نعمة أم نقمة ؟
23-02-2018, 06:22 PM
الوجود التركي العثماني في الجزائر ،
أهو نعمة أم نقمة ؟
°°° حين أبحث عن جهد أمتنا الأمازيغية في كُتب التاريخ عبر ربوع تامزغا أجده مقتنصا ومسروقا ( مسكوت عنه ) من قبل الرُّواة و المنتصرين عليها ، فلا تذكرهم الحوليات التاريخية إلا بأقدح الأوصاف ، ولا يذكرون إلا استلحاقا بغيرهم منذ أن وطأ الفنيقيون أرضنا ... حتى استعمرها الفرنسيون في 1830 .
°°°كل الوافدين استطاعوا عبر مؤرخيهم وكتَّابهم أن يمجدوا أفعالهم وإنجازاتهم العسكرية والحضارية والفنية ، وراحت جهودنا في خبر كان لأنها أُلحقت بالمهيمنين المنتصرين عبر كل حقب التاريخ ، ولم يكن ذلك كافيا ، فقد نجحت البروباغندا المهيمنة خلق طوابير خامسة لها من بين الجزائريين لخدمة تلك الأجندات ولو بتمجيد أفعالهم .
°°° فلو وقفنا على تاريخ العصر الحديث لوجدنا أن الجزائر كانت تحت هيمنة الأتراك العثمانيين قرابة الثلاثة قرون [ 1516 / 1830 ] ، فقد كانت بدايات الوجود العثماني نصرة المسلمين وتحويل البحر المتوسط إلى بحيرة إسلامية ، غير أن هذا الوجود تحول إلى هيمنة واستعمار فيما بعد ، فعلى طول القرون الثلاثة لم يصل جزائري واحد لمنصب (الباي أو الداي) وهو ما يعني أن السلطة يحتكرها الأجانب الذين حرروا السواحل من الأسبان وحكموا مكانهم ، بالنسبة لأجدادنا كأهالي محليين عاشوا ظاهرة استبدال هيمنة بأخرى ، ولم اسمع في تاريخ العثمانيين بجزائريين سوى بالبحار المتمرس (الرئيس حميدو) ، والكرغلي (أحمد باي) حاكم إقليم بايلك الشرق ، أما الباقي فكلهم أتراك وعثمانيين مجلوبين من ايطاليا و مالطا و اليونان (كقلج علي) و(طرغود باشا ) وقبلهما خير الدين بربروسا و بابا عروج .
°°°تمكن العثمانيون القضاء على الحكم المحلي بالقوة ، فأسقطوا الدولة (الحفصية) ، و(الزيانية ) ، وحاولوا السيطرة على المغرب الأقصى فوقف لهم السّعديين كعائق منافس لهم .
°°°السيطرة العثمانية على الجزائر لم تكن تامة كاملة ، فهي لم تصل للصحراء إلا نادرًا ، وبقيت جيوبا للمقاومة ضدهم كمملكة (ابن القاضي بالقبائل) ، ومملكة ( ايث عباس) مدة طويلة ، وقد شجعوا أيام حكمهم الطرقية والتصوف فظهرت القباب و الزّردات والتقرب إلى الأولياء ، فأفضل الطرق هي تنويم وتخدير الشعب المحلي بالغيبيات والخرافات .
°°° عرفت الجزائر ( المحروسة ، البهجة) رخاء مصطنعا في فترة الدايات جاء من عائدات [ غزو البحر ] فقد غدت بفضل تشجيعها للنهب البحري مركزا للقراصنة الذين تخصصوا في الإستيلاء على السفن التجارية التي تفرغُ ُحمولاتها في ميناء الجزائر كغنائم حرب ، ويُسترق كل من في تلك السفن ، وكان الروائي الأسباني ( ميغيل سرفانتس، صاحب دونكيشوت) واحد ٌ من ضحايا ذلك الإسترقاق ، وهناك من يتغنى بذلك المجد كما فعله قروابي في مديحه [ قرصان غنم] ،
وهو قصيد كتبه الشاعر [ محمد لحلو ] وأدّاه غناءا (الهاشمي قروابي) تعتز بغزوة [ القلج علي] لمالطة في 1565 ،واستلائه على الأسلاب منها (السبايا المالطيات العلجيات الحسناوات )، الذي تفنن في وصفها بالياقوتات ، حتى وأن المصطلحات التي وظفت في القصيد هي أجنبية حسب العارفين : (korsan ) ، ( reis) ، ( bussola) ، kamara( قمرة القبطان) ، dümen دفة السفينة ، kor بارود المدفعية ، gomena حبال الربط ، إذا لم تدركها غاب عنك فهم القصيد .
°°° لا شك وأن خطر الأسطول الجزائري مهدد لمصالح الغرب في حوضي البحر المتوسط ، وهو ما جعل الدول الأوروبية المجتمعة في فيينا 1815 تدرج في جدول أعمالها سبل التخلص من أعباء هذه ( الأيالة ) ، فاتفقت 30 دولة فيما بينها القضاء عليها ، وأوكل الأمر ( لفرنسا و بريطانيا ) ببداية المشروع الذي توسع إلى تهديد سافر في مؤتمر ( ايكس لاشابيل 1818 ) .
العبرة :
في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تتجه حثيثا في تشجيع (العلم والتقنية عبر فضاء ما يُسمى بالثورة الصناعية )، كان حكام الجزائر منشغلين بثراء مصطنع يأتي من أسلاب البحر ، سرعان ما تفطنت إليه الدول الغربية فخنقته وروضته ، فتحولت تلك البحرية إلى ( نقمة ) على وطننا لأنها جلبت لنا التحرشات و الغزوات البحرية التي كان آخرها سقوط العاصمة في 5جويلية 1830 ، وفرّ آخر دايات الجزائر ( حسن باشا ) بما غلا ثمنه وخف وزنه ، بعد أن سلم مفاتيح العاصمة للدوق ( دوبورمون ) بعد توقيعه على معاهدة الإستسلام في فيلا جنان الرايس حميدو بأعالي الأبيار ، تاركا الجزائريين يُصارعون الإستعمار الفرنسي بإمكاناتهم البسيطة .
أهو نعمة أم نقمة ؟
°°° حين أبحث عن جهد أمتنا الأمازيغية في كُتب التاريخ عبر ربوع تامزغا أجده مقتنصا ومسروقا ( مسكوت عنه ) من قبل الرُّواة و المنتصرين عليها ، فلا تذكرهم الحوليات التاريخية إلا بأقدح الأوصاف ، ولا يذكرون إلا استلحاقا بغيرهم منذ أن وطأ الفنيقيون أرضنا ... حتى استعمرها الفرنسيون في 1830 .
°°°كل الوافدين استطاعوا عبر مؤرخيهم وكتَّابهم أن يمجدوا أفعالهم وإنجازاتهم العسكرية والحضارية والفنية ، وراحت جهودنا في خبر كان لأنها أُلحقت بالمهيمنين المنتصرين عبر كل حقب التاريخ ، ولم يكن ذلك كافيا ، فقد نجحت البروباغندا المهيمنة خلق طوابير خامسة لها من بين الجزائريين لخدمة تلك الأجندات ولو بتمجيد أفعالهم .
°°° فلو وقفنا على تاريخ العصر الحديث لوجدنا أن الجزائر كانت تحت هيمنة الأتراك العثمانيين قرابة الثلاثة قرون [ 1516 / 1830 ] ، فقد كانت بدايات الوجود العثماني نصرة المسلمين وتحويل البحر المتوسط إلى بحيرة إسلامية ، غير أن هذا الوجود تحول إلى هيمنة واستعمار فيما بعد ، فعلى طول القرون الثلاثة لم يصل جزائري واحد لمنصب (الباي أو الداي) وهو ما يعني أن السلطة يحتكرها الأجانب الذين حرروا السواحل من الأسبان وحكموا مكانهم ، بالنسبة لأجدادنا كأهالي محليين عاشوا ظاهرة استبدال هيمنة بأخرى ، ولم اسمع في تاريخ العثمانيين بجزائريين سوى بالبحار المتمرس (الرئيس حميدو) ، والكرغلي (أحمد باي) حاكم إقليم بايلك الشرق ، أما الباقي فكلهم أتراك وعثمانيين مجلوبين من ايطاليا و مالطا و اليونان (كقلج علي) و(طرغود باشا ) وقبلهما خير الدين بربروسا و بابا عروج .
°°°تمكن العثمانيون القضاء على الحكم المحلي بالقوة ، فأسقطوا الدولة (الحفصية) ، و(الزيانية ) ، وحاولوا السيطرة على المغرب الأقصى فوقف لهم السّعديين كعائق منافس لهم .
°°°السيطرة العثمانية على الجزائر لم تكن تامة كاملة ، فهي لم تصل للصحراء إلا نادرًا ، وبقيت جيوبا للمقاومة ضدهم كمملكة (ابن القاضي بالقبائل) ، ومملكة ( ايث عباس) مدة طويلة ، وقد شجعوا أيام حكمهم الطرقية والتصوف فظهرت القباب و الزّردات والتقرب إلى الأولياء ، فأفضل الطرق هي تنويم وتخدير الشعب المحلي بالغيبيات والخرافات .
°°° عرفت الجزائر ( المحروسة ، البهجة) رخاء مصطنعا في فترة الدايات جاء من عائدات [ غزو البحر ] فقد غدت بفضل تشجيعها للنهب البحري مركزا للقراصنة الذين تخصصوا في الإستيلاء على السفن التجارية التي تفرغُ ُحمولاتها في ميناء الجزائر كغنائم حرب ، ويُسترق كل من في تلك السفن ، وكان الروائي الأسباني ( ميغيل سرفانتس، صاحب دونكيشوت) واحد ٌ من ضحايا ذلك الإسترقاق ، وهناك من يتغنى بذلك المجد كما فعله قروابي في مديحه [ قرصان غنم] ،
وهو قصيد كتبه الشاعر [ محمد لحلو ] وأدّاه غناءا (الهاشمي قروابي) تعتز بغزوة [ القلج علي] لمالطة في 1565 ،واستلائه على الأسلاب منها (السبايا المالطيات العلجيات الحسناوات )، الذي تفنن في وصفها بالياقوتات ، حتى وأن المصطلحات التي وظفت في القصيد هي أجنبية حسب العارفين : (korsan ) ، ( reis) ، ( bussola) ، kamara( قمرة القبطان) ، dümen دفة السفينة ، kor بارود المدفعية ، gomena حبال الربط ، إذا لم تدركها غاب عنك فهم القصيد .
°°° لا شك وأن خطر الأسطول الجزائري مهدد لمصالح الغرب في حوضي البحر المتوسط ، وهو ما جعل الدول الأوروبية المجتمعة في فيينا 1815 تدرج في جدول أعمالها سبل التخلص من أعباء هذه ( الأيالة ) ، فاتفقت 30 دولة فيما بينها القضاء عليها ، وأوكل الأمر ( لفرنسا و بريطانيا ) ببداية المشروع الذي توسع إلى تهديد سافر في مؤتمر ( ايكس لاشابيل 1818 ) .
العبرة :
في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تتجه حثيثا في تشجيع (العلم والتقنية عبر فضاء ما يُسمى بالثورة الصناعية )، كان حكام الجزائر منشغلين بثراء مصطنع يأتي من أسلاب البحر ، سرعان ما تفطنت إليه الدول الغربية فخنقته وروضته ، فتحولت تلك البحرية إلى ( نقمة ) على وطننا لأنها جلبت لنا التحرشات و الغزوات البحرية التي كان آخرها سقوط العاصمة في 5جويلية 1830 ، وفرّ آخر دايات الجزائر ( حسن باشا ) بما غلا ثمنه وخف وزنه ، بعد أن سلم مفاتيح العاصمة للدوق ( دوبورمون ) بعد توقيعه على معاهدة الإستسلام في فيلا جنان الرايس حميدو بأعالي الأبيار ، تاركا الجزائريين يُصارعون الإستعمار الفرنسي بإمكاناتهم البسيطة .
من مواضيعي
0 دواعش كرة القدم ؟!
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
0 الصراع اللغوي في الجزائر ... قَاطع تُقاطع .
0 إغتيال (جمال غاشقجي) أهو ترهيب للفكر الحر ؟
0 ثورة التحرير وقيم الحرية والتنوع .
0 الأمازيغية ... مرفوضة بين أهاليها ؟؟ !
0 كرة قدم مستفزة !
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 23-02-2018 الساعة 06:34 PM