أُصَــالِـــــحُــكِ...الـآن ......شعر محمد تاج الدين الطيبي
11-11-2008, 05:36 PM
أُصَــالِـــــحُــكِ...الـآن



حتى لا تعود قوافـــــــــــل الدم ...





بـــرغْمِ الليالي السُّـــودِ أنتِ الجَــــزائـرُ


تَنــَـاميـــنَ في قــلبي..وجُرحـُـكِ سَاهِــرُ




وأنتِ الـهوَى..منـكِ ارتَــوَتْ نـَــبـَــضَاتُـــهُ


بــهِ ابــْتـَـهَــلتْ بُــشْرَى وهَبَّـتْ مَــشَاعرُ




بـِكلِّ الأَمَاسي مَـــوعِـــدي بـِــكِ شَــيـِّقٌ


وفـي كــــــلِّ إشـــراقٍ إليــــــكِ أُسافِـــرُ




عليــــــكِ أَكَالِيــــــلُ الصـَّـــهيلِ نــَـدِيـَّـــةٌ


ومنــكِ على الأمـــواجِ أَغْـــفَـتْ ظَـفَائِــــرُ




أُحبــُّـــكِ..من تــَـغْــريـــبـَةِ النَّـزْفِ بـَـدْؤُها


وليس لـــــها -إلا بـِحُـضْـــــنـِــــــكِ -آخِـــرُ




وإن كانَ لـــم يُبــْــــحِــرْ إليــــكِ تـَفَــاؤُلي


فما أنـــا إنـــــــــسانٌ..ولا أنــــا شاعـــــرُ




يُحَدِّثــُنــي العُــرجـُـون عنــكِ فـَـأَنْـتَـشِي


وتَـسأَلُنـِــي عنـِّـــي.. وعنــكِ البـَـيــَـــادِرُ




أُصالـــحُكِ الآنَ.. اقْبـَــــلِيــنـِـي مُتَـيــَّـــمًا


إذا احْتـَــرْتُ ..تـَــحــــدُونِـي إليكِ البَشَائِرُ




لأَزْرَعَ أهـْـــــدَابي على الـــوطن الـــــذي


تَــنـَــــهَّـــدَ فــي قـَـلبـِـي وظَــلَّ يُــكـَابِــر






أنـــا الــواجِــــفُ الـــرَّاجـــي لديكِ أَمَانَـــهُ


متَى احْلولكــ الماضي إليـــــــــــــكــِ أبادر




تُــنـَــاوِشُــنـِي أطْـيـَـــــافُــهُ ...وإذا نَـــأَتْ


مــع اللـــيلِ تَــدْعُـــونـــي إليـها الخَـوَاطرُ




هنــا كانــت الأشْـــلاءُ عَــــزْلاءَ غـَــــضَّــةً


وقـدْ صَــدِئَــتْ فيـــها...ومـنـها الخَـنـَاجِرُ!!




هو الدمُ حِــنـَّـاءُ الأسـَـى كمْ تـَخَــضَّبَـــتْ


بـــــه مُـــــدُنٌ مَـــكــلــومَـةٌ..ومَـــدَاشـــرُ




فيَا أيـُّـها الماضي الــذي يَـسْــتـَــفِــزُّنـي


إليـــــكَ..فإنـِّــي بـِـامْــتـِـــــدَادكَ كــافــــرُ




وإن كنـتَ في إغْـفَــاءَتـي.. في قَصيدتي


ومــــــهما تـَـــغِــبْ عــني..فإنــَّـكَ حـاضرُ




أُحــَاوِلُ أنْ أنـْــســاكَ لــكــنْ تـَـرُوعُــنــي


وتـَـهْـــزَأُ بــالنـــســيــانِ تـلــكَ المَـقـابرُ!!




وهل كانــتْ المـَـــــأْساةُ إلا هـــــوايـــــةً


يـُراهـِــنُ سـَـفَّــاحٌ بـــها..أو يـُــــتَـــاجـرُ ؟




بـــلادي إلى أهْـــدابـِكِ اليـــومَ وِجْــهَـتي


وكالــسِّرْبِ أنـــفــاســي إلـــيـكِ تُهــاجـِرُ




أرى أنَّ مـــنْ تـُـلــــهِــيــهِ عنكِ جراحـُـــهُ


كمثل الذي يُلهيـــــه ِ عنكـِ التكــــــــاثُر!!





أصَــالحُكـِ الآنَ...اعصبينِــــي على سنـا


جبينِكـــــِ إني حاصرتنــي الدياجـــــــــرُ





أُقَـــدِّسُ فــيـــكِ الـشَّــعــبَ يـومَ تَرَيـْـنَـــــــهُ


تـَــنـُـــــوءُ بــــــهِ مَـــأْسَاتـُــهُ...فـَتــُـغـَـادرُ




أُقَدِّسُهُ يـَـطـْـــــــوِي غـَــيـَــابـَـةَ بـُــؤْسِـه


فما هـــــوَ مِــحْــجَامٌ..ولا الغَـــــدُ عَاقِــــرُ




على الـــرُّعبِ أن يَخْـــتَارَ غيــــرَ قُلـوبـِــنا


فمـَــوسِــمُهُ المَشْـــؤُومُ -لا شــكَّ- عَابـِرُ




وللــــدَّمِ أنْ يـَـــــشـْــتَاقَ غـــيــرَ دُرُوبـِـنَـا


فما بـَـقـِيــَـــتْ تـَــقْـــتَاتُ منــهُ المَجَازِرُ!!




ومــــا هيَ إلاَّ غَـــــيـْـمَـــةٌ ثُمَّ تـَــرْعَـــوِي


ويـَــرْتــَــــكِــسُ السّــمْسَارُ...والمُتـَــآمِــرُ




وتَــنـْـــــدَمِــلُ الأنــْـــفَــاسُ بــعدَ اغْتِرَابِها


فلا يـَــــــزِرُ الأحْــقَــــــادَ والبـُـــؤْسَ.. وَازِرُ



شعــــــــــــر: محمد تاج الدين الطيبي
رُوَيدكـَــ، يا قَلمِي ...
فإن الكَلِمــــــةَ أَمَانَة



يامَن تقرأ كَلمَاتي ..أُدعُ الله لي بحسنِ الخَــاتمة ...