" هذا لأنك فقدت نظارتك يا أبي " ! :
01-07-2010, 08:35 AM
بسم الله

عبد الحميد رميته , الجزائر

" هذا لأنك فقدت نظارتك يا أبي " ! :

قال الأب لولده " لقد تحسنت كتابتك وخطك في الإملاء . كيف حدث هذا ؟ " .
قال الطفل " هذا لأنك فقدت نظارتك يا أبي " !!!.

تعليق :

1-خط الشخص يبقى تقريبا هو خطه منذ كان يدرس في الابتدائي أو في السنوات الأولى من دراسته . إن كان الخط حسنا , فإنه سيبقى في الغالب حسنا طيلة حياة الشخص , وكذلك إن كان الخط سيئا فإنه سيبقى في الغالب سيئا طيلة حياة الشخص .

2-أثناء تصحيح أوراق الامتحانات, من أهم ما يقلقنا– نحن الأساتذة – الخط السيء للتلميذ. إن كان خط التلميذ حسنا سهُـل على الأستاذ التصحيح وكان التصحيح سهلا وبسيطا وخفيفا , والأستاذ في الغالب يكون متساهلا ( ولو بدون أن يشعر ) مع ورقة التلميذ حسن الخط . وفي المقابل إن كان خط التلميذ سيئا صعب على الأستاذ التصحيح وكان التصحيح صعبا ومعقدا وشاقا , والأستاذ في الغالب يكون متشددا ( ولو بدون أن يشعر ) مع ورقة التلميذ سيء الخط .

3- من النكت المتعلقة بالخط والكتابة والقراءة والأولاد الصغار أن ولدا صغيرا عمره حوالي سنتان خربش على ورقة بيضاء أو كتب عليها كتابة لا معنى لها في أية لغة ثم عرضها على أمه قائلا " يا أمي افرحي , لقد تعلمتُ الكتابة , أنظري إلي ماذا كتبتُ " , وأراها خربشته على الورقة , فقالت له مداعبة وممازحة " إقرأ لي إذن ما كتبت " , فقال الولد عندئذ " أنا تعلمتُ الكتابة ولكنني ما زلت لم أتعلم القراءة بعد "!.

4- إتقان الإملاء وكذا إتقان اللغة العربية كتابة ونطقا وفهما و... مطلوب من كل واحد منا مهما كان مشهورا أو مغمورا , رجلا أو امرأة , ... ومهما كان اختصاصه . ونحن مثلا في مجال التعليم ( من الإبتدائي إلى الجامعي ) يجب أن نعمل من أجل إتقان اللغة العربية مهما كان اختصاص الواحد منا : علوم فيزيائية , رياضيات , علوم طبيعية الخ ... بل حتى أستاذ أو معلم اللغة الفرنسية أو الأنجليزية أو غيرهما من اللغات الأجنبية يجب شرعا ومنطقا وعقلا وعرفا أن يكون متقنا للغة العربية , على الأقل في حدود إمكانياته وقدراته .

5- يجب أن يُـعوِّد الولدُ نفسه على الأدب مع الوالدين في كل مراحل حياة الأبوين . ومن تمام أدب الولد مع والديه : الصدقُ معهما , وتجنبُ الكذب . ويتأكد وجوب الأدب والصدق من الأولاد مع الوالدين خاصة مع تقدم سن الأبوين , ومع تجعد جلد كل واحد منهما وبياض شعره وضعف بصره .

6- من نعم الله الكبرى علينا : العينان وكذا قوة البصر . ولا يعرف قيمة النعمة الأولى إلا من فقد بصره , ولا يعرف قيمة الثانية إلا من ضعف بصره ... وحتى النظارات الطبية هي من نعم الله العظيمة جدا التي أنعم الله بها في هذا العصر خاصة على المرضى وكذا على كبار السن .

يا رب إذا أنعمت علينا فاجعلنا من الشاكرين وإذا ابتليتنا فاجعلنا من الصابرين , آمين

اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة