بأيّ لغّة تتكلّم الأحـــــلام؟
16-02-2012, 05:48 PM
السلام عليكم...
إنتشرت في أيامنا هذه صفحات وبرامج تفسير الأحلام، وإشتهر المفسّرون والمُعبّرون، وتعدّدت المناهج والأساليب المتّبعة في ذلك، فهذا يُعبّر الحُلم أو الرؤيا بمنهج إبن سيرين في إستخدام التشبيهات القرآنية كرموز لأحلام الإنسان ورؤاه،وذاك يستعمل طريقة فرويد في إرجاع منامات الفرد إلى مكبوتاته اللاشعورية، وبينهُما ما تزخر به الثقافة الشعبية من روابط بين رموزٍ يراها الإنسان في أحلامه وبين ما يُفترضُ أنها تعبيرات لها تتحقق في واقعه، فالحذاء رمزٌ للزواج، والبلح رمزٌ للرزق، والبيض رمزٌ للذرية ، وغيرها من الرموز والمعاني التي تندرجُ في نطاق ما يُمكنُ أن نعتبره لغةً خاصّة وقاموسا مُنفردا بهذا الفنّ إن صحّ التعبير.
والجدير بالسؤال بشأن هذه النقطة بالذات، هو طبيعة رموز هذه اللغة من حيث وِحدتها أو تبايُنِها بين الأفراد، فهل هي لُغةٌ قياسية عالمية مُوحّدة بين جميع البشر،أم أنّها خاصّة بكلّ إنسان طالما أنّ كلّ شخصِ مُنفردٌ بذاته وبشخصيته عن غيره؟
الأحلام التي نراها في مناماتنا تنقسم إلى ثلاثة أنواع: أحلام مزعجة من الشيطان والعياذ بالله،أحلام حديث النفس، ورؤيا صالحة من الله عزّ وجل، وهذه الأخيرة هي الأهمّ والأنفع ، لأنها بشرى الله للمؤمن، ولأنها جزء من ستة وأربعين جزءا ( وفي رواية: جزء من سبعين جزءا) من النبوة كما ورد في أحاديث كثيرة،
فهي إذن نِعمة من نعم الله وآلاءه على عباده، وإعطاءُها شيئا من الإهتمام سواءا بتعبيرها أو بالنظر فيها لا يُعدُّ عبثا أو ترفا فكريّا، خاصّة وأنّ القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد أثبت جدوى ومشروعية تعبير الرؤيا في قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع ملك مصر وهو إنسان عادي ( ليس بنبيّ) عندما وضع خطّة إقتصادية وإجتماعية لبلد بحجم مصر القديمة بكامله، بسبب حلُمٍ رآه الملك في منامه.
ولأنها كذلك، فإن لتعبيرها قيمةٌ في حياة صاحبها،وإنّ لحُسن تعبيرها قيمةٌ أكبر ، وحُسن تعبير الرؤيا يعتمد على المنهج المُعتمد في ذلك، وإذا كان منهج التعبير غير صائبٍ، وكانت الرموز مُفسّرة بغير حقيقتها، فمن الطبيعي أن يكون التعبير خاطئا ومُجانبا للصواب، فإن كانت رموز لغة الأحلام ليست بالعامّة والموحّدة بين جميع الناس،بل خاصّةٌ بالفرد عن غيره، وهذا هو الرأي الذي أطمئن إليه ، فإنّ الأفضل أن يعرف الإنسان أنّ ما يراه في مناماته لا يُعبّره غيرهُ بأي طريقة كانت،بل يُعبّره هو بنفسه ولنفسه بعد أن يعرف رموزه الخاصة به وما تعنيه، وسأطرحُ هنا مثالا شخصيا للتوضيح:
منذ صغري يا أصدقاء، وأنا أُشبّه الموقف الحرج الذي يكون عليه التلميذ وهو يواجه ساعة تفقُّد المعلّم لأداء الوظائف والواجبات أو ساعة الإمتحان حيث يُكرم المرء أو يُهان، بساعة الحساب عند ربّ العالمين ( ولله المثل الأعلى) حيثُ يفوز الإنسان أو يخسر الخسران المُبين ( نسأل الله العفو والعافية)، ودامت هذه الفكرة في ذهني حتى رسخّت في لا شعوري أو عقلي الباطن، ما جعلني أنتبه إلى إمكانية أن تكون رؤيتي لموقف المدرسة ذلك في المنام، رمزا لموقف الحساب أو رسالة معيّنة من ربّي سبحانه وتعالى تخصّ حالة إيماني ودرجة قُربي من الصواب والطاعة أو بُعدي عنها، طبعا: بعد أن أتأكد أوّلا من أنّ الحلم ليس من الشيطان الرجيم وليس حديث نفس، بل رؤيا صالحة من الله (أسأل الله أن يجعلنا من أهلها) تُساعدني على إصلاح نفسي والإنتباه إلى ما قد أكون غفلت عنه في حياتي...إذن فرؤية المدرسة و أجواء الإمتحان في المنام هو بالنسبة إليّ رمزٌ يعني ما ذكرت، وهذا يدلّ -إن كان سليما- على أنّ رموز لغة تعبير الرؤيا تختلف بإختلاف الأشخاص وتتعدد بتعدُّد مكنونات أنفسهم ومُحتويات أذهانهم، وليست موّحدة بين الجميع، فما يعني لي كذا قد يعني لك شيئا آخر وهكذا...
هذا رأيي البسيط، وهذه ملاحظاتي الذاتية المحضة، والحقيقة بطبيعة الحال يعلمُها البارئ سبحانه عزّ وجل، ويُعلّمُها برحمته ولُطفه عباده المُتحاورين في سبيل الوصول إلى الصواب.
إنتشرت في أيامنا هذه صفحات وبرامج تفسير الأحلام، وإشتهر المفسّرون والمُعبّرون، وتعدّدت المناهج والأساليب المتّبعة في ذلك، فهذا يُعبّر الحُلم أو الرؤيا بمنهج إبن سيرين في إستخدام التشبيهات القرآنية كرموز لأحلام الإنسان ورؤاه،وذاك يستعمل طريقة فرويد في إرجاع منامات الفرد إلى مكبوتاته اللاشعورية، وبينهُما ما تزخر به الثقافة الشعبية من روابط بين رموزٍ يراها الإنسان في أحلامه وبين ما يُفترضُ أنها تعبيرات لها تتحقق في واقعه، فالحذاء رمزٌ للزواج، والبلح رمزٌ للرزق، والبيض رمزٌ للذرية ، وغيرها من الرموز والمعاني التي تندرجُ في نطاق ما يُمكنُ أن نعتبره لغةً خاصّة وقاموسا مُنفردا بهذا الفنّ إن صحّ التعبير.
والجدير بالسؤال بشأن هذه النقطة بالذات، هو طبيعة رموز هذه اللغة من حيث وِحدتها أو تبايُنِها بين الأفراد، فهل هي لُغةٌ قياسية عالمية مُوحّدة بين جميع البشر،أم أنّها خاصّة بكلّ إنسان طالما أنّ كلّ شخصِ مُنفردٌ بذاته وبشخصيته عن غيره؟
الأحلام التي نراها في مناماتنا تنقسم إلى ثلاثة أنواع: أحلام مزعجة من الشيطان والعياذ بالله،أحلام حديث النفس، ورؤيا صالحة من الله عزّ وجل، وهذه الأخيرة هي الأهمّ والأنفع ، لأنها بشرى الله للمؤمن، ولأنها جزء من ستة وأربعين جزءا ( وفي رواية: جزء من سبعين جزءا) من النبوة كما ورد في أحاديث كثيرة،
فهي إذن نِعمة من نعم الله وآلاءه على عباده، وإعطاءُها شيئا من الإهتمام سواءا بتعبيرها أو بالنظر فيها لا يُعدُّ عبثا أو ترفا فكريّا، خاصّة وأنّ القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد أثبت جدوى ومشروعية تعبير الرؤيا في قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع ملك مصر وهو إنسان عادي ( ليس بنبيّ) عندما وضع خطّة إقتصادية وإجتماعية لبلد بحجم مصر القديمة بكامله، بسبب حلُمٍ رآه الملك في منامه.
ولأنها كذلك، فإن لتعبيرها قيمةٌ في حياة صاحبها،وإنّ لحُسن تعبيرها قيمةٌ أكبر ، وحُسن تعبير الرؤيا يعتمد على المنهج المُعتمد في ذلك، وإذا كان منهج التعبير غير صائبٍ، وكانت الرموز مُفسّرة بغير حقيقتها، فمن الطبيعي أن يكون التعبير خاطئا ومُجانبا للصواب، فإن كانت رموز لغة الأحلام ليست بالعامّة والموحّدة بين جميع الناس،بل خاصّةٌ بالفرد عن غيره، وهذا هو الرأي الذي أطمئن إليه ، فإنّ الأفضل أن يعرف الإنسان أنّ ما يراه في مناماته لا يُعبّره غيرهُ بأي طريقة كانت،بل يُعبّره هو بنفسه ولنفسه بعد أن يعرف رموزه الخاصة به وما تعنيه، وسأطرحُ هنا مثالا شخصيا للتوضيح:
منذ صغري يا أصدقاء، وأنا أُشبّه الموقف الحرج الذي يكون عليه التلميذ وهو يواجه ساعة تفقُّد المعلّم لأداء الوظائف والواجبات أو ساعة الإمتحان حيث يُكرم المرء أو يُهان، بساعة الحساب عند ربّ العالمين ( ولله المثل الأعلى) حيثُ يفوز الإنسان أو يخسر الخسران المُبين ( نسأل الله العفو والعافية)، ودامت هذه الفكرة في ذهني حتى رسخّت في لا شعوري أو عقلي الباطن، ما جعلني أنتبه إلى إمكانية أن تكون رؤيتي لموقف المدرسة ذلك في المنام، رمزا لموقف الحساب أو رسالة معيّنة من ربّي سبحانه وتعالى تخصّ حالة إيماني ودرجة قُربي من الصواب والطاعة أو بُعدي عنها، طبعا: بعد أن أتأكد أوّلا من أنّ الحلم ليس من الشيطان الرجيم وليس حديث نفس، بل رؤيا صالحة من الله (أسأل الله أن يجعلنا من أهلها) تُساعدني على إصلاح نفسي والإنتباه إلى ما قد أكون غفلت عنه في حياتي...إذن فرؤية المدرسة و أجواء الإمتحان في المنام هو بالنسبة إليّ رمزٌ يعني ما ذكرت، وهذا يدلّ -إن كان سليما- على أنّ رموز لغة تعبير الرؤيا تختلف بإختلاف الأشخاص وتتعدد بتعدُّد مكنونات أنفسهم ومُحتويات أذهانهم، وليست موّحدة بين الجميع، فما يعني لي كذا قد يعني لك شيئا آخر وهكذا...
هذا رأيي البسيط، وهذه ملاحظاتي الذاتية المحضة، والحقيقة بطبيعة الحال يعلمُها البارئ سبحانه عزّ وجل، ويُعلّمُها برحمته ولُطفه عباده المُتحاورين في سبيل الوصول إلى الصواب.
من مواضيعي
0 رحلة عبر الزمن!
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
التعديل الأخير تم بواسطة djazayri ; 16-02-2012 الساعة 06:13 PM
![[SIGPIC]](image.php?u=120000&type=sigpic&dateline=1434668192)
