نظرية المؤامرة في المجتمع العربي
09-07-2015, 10:34 AM
نظرية المؤامرة في المجتمع العربي
لماذا تسيطر نظرية المؤامرة على تفكير الشعوب العربية وتصوراتها ؟
كل شيء يصيب الشعوب العربية سببه بحسب هذا المنطق الاستعمار أو أمريكا أو إسرائيل أو أي عدو خارجي؟
كأننا مثاليون وكاملون بلا نقص أو عيب أو خطأ، والآخرين هم من يحاولون الإيقاع بنا ؟
هذا التفكير ما هو إلا آلية التبرير النفسية لفشلنا والتهرب من أخطائنا وإسقاطها إلى الخارج دون أن نحاول تصحيحها أو الاعتراف بها!
ومعدومي الإرادة وعاجزون عن فهم أي مؤامرة أو الرد عليها أو إيقافها !
ورغم أن اغلب هذه الإشاعات هي ضد مصلحة الناس إلا أنها تلقى عند الناس قبول كبير؟
بعد أن صارت عصاب جماعي في الوعي العربي المريض بالنرجسية التاريخية التي جعلته يعتقد انه أفضل امة؟
الحضارة الخاتمة الأسمى من كل الحضارات التي سبقته والتي لحقته! بعد أن سرقت علومه منه بعد مؤامرات ودسائس أدت إلى استعماره!
لهذا لا يمكن لإنسان هذه الحضارة أن يخطأ أو يفشل إلا بمؤامرة ! لأن إنسان كهذا مثالي، سوبرماني، حضارته نهاية التاريخ، لا ينظر أليه الآخرون إلا بحسد وغيرة وكره ويتحينون الفرص للإيقاع به !
وكلما زاد تضخم الأنا الكلي القدرة عنده، زاد من تسفل الآخر له، لهذا من حقه بحسب هذا المنطق الأعور أن يفكر بنظرية المؤامرة، دون أن يفكر فعليا بالتقدم ودون أن يرى التقدم الذي حوله إلا بكونه علمه المسروق منه! ليعرف مدى تراجعه وتخلفه الكبير بالنسبة لخصمه المفترض!
لهذا ليس له إلا العيش في الماضي والتغني ببطولات أمواته، ويتخذ من بلاغة الأجداد بديل عن الفعل والواقع ! وانتظار المنقذ الذي سيعيد له أمجاده وكرامته (وهو اعتراف ضمني بعجزه) التي خسرها وفقدها، أو انتظار نهاية العالم التي ستنتهي لصالحه ودخوله الفردوس الأبدي الذي ُوعد به؟
ودخول خصومه الجحيم عقابا على عدم التبعية لحضارته ومحاربته لها والتآمر عليها !
هذا الانتظار السلبي والنكوص نحو الماضي هو ما تسعى له السلطة قبل الخصوم لأنه منطق الصخرة التي لا حول لها ولا قوة إلا ما يحركها الآخرين؟
مع ذلك فالعربي يحسد الغربي على حريته وكرامته وحياته التي يعيشها، ويقلده في الموضة وفي استعمال التكنولوجيا واستهلاكها، ويتمنى أن يسافر للغرب و يحصل على الجنسية الأوربية، ويموت بعض الشباب في البحر أثناء محاولتهم للسفر بطرق غير قانونية ؟ بسبب اغتراب العربي سياسيا وجنسيا واقتصاديا في الواقع! برغم أن هذا الغرب منحل وساقط أخلاقيا في المنظور العربي الأعور!.
تساؤل واضح لكل متابع لأراء الناس السياسية والدينية ؟ بحيث تبدو المؤامرة كأنها المفتاح السحري لكل مشكلة أو نظرية كل شيء، بل هي ليست نظرية عندنا بل قانون؟
أن نظرية المؤامرة هي الشكل الجديد للشيطان كلاهما فكرة سياسية الغرض منها تبرير فشلنا بعدو خارجي وجعله شماعة وتبرير للفشل وتنصل من المسؤولية وتبرئة الذات من كل هذه الشرور والعيوب والأخطاء، ونحن نرى أن هناك دول تسمى بالشيطان من ِقبل أعدائها، ونسمع نظرية المؤامرة في الجدل المذهبي الديني.
أما السلطة الحاكمة فهي من تنمي هذه الأمراض، المؤامرة والشيطان، فهي مثل الفرد تبرر فسادها وفشلها في التقدم والعدالة والرفاهية والمساواة والحرية، بعدو خارجي أو داخلي تحمله مسؤولية هذا الخطأ وتدعو الناس لمحاربته حتى يتحقق المجتمع المثالي، لأنها سلطة مقدسة أو سماوية لا يمكن أن تخطئ أو تفشل!
لكن الحقيقة أن الفرد انعكاس للسلطة وليس العكس كما شبهة السلطة بالفرد،
ولا شك أن هذا العدو يجب أن يكون قوي وذكي جدا يتحول ويتغير بخططه لا يمكن قهره بسهولة، وحتى لو قهر فانه يتجدد في قوته دائم الخطر! أي عدو ابدي! حتى يعطي فرصة للسلطة للاستمرار وتبرير فسادها الممنهج !
وهكذا تستمر الشعوب تركض وراء الجزرة المتدلية من فوق ظهرها بصنارة دون الوصول إليها قط ! وهذا سر نظرية المؤامرة عند السلطة.
هذا لا يعني أن نظرية المؤامرة غير موجودة فهي كأي نظرية وجدت لتفسير ظواهر سياسية، لكني أتحدث عنها حين تصبح أسطورة وهوس َمرضي تغذيه وتضخمه السلطة حتى تصبح مقاومة نفسية من الناس أنفسهم ضد تغييره.
محمد لفتة
لماذا تسيطر نظرية المؤامرة على تفكير الشعوب العربية وتصوراتها ؟
كل شيء يصيب الشعوب العربية سببه بحسب هذا المنطق الاستعمار أو أمريكا أو إسرائيل أو أي عدو خارجي؟
كأننا مثاليون وكاملون بلا نقص أو عيب أو خطأ، والآخرين هم من يحاولون الإيقاع بنا ؟
هذا التفكير ما هو إلا آلية التبرير النفسية لفشلنا والتهرب من أخطائنا وإسقاطها إلى الخارج دون أن نحاول تصحيحها أو الاعتراف بها!
ومعدومي الإرادة وعاجزون عن فهم أي مؤامرة أو الرد عليها أو إيقافها !
ورغم أن اغلب هذه الإشاعات هي ضد مصلحة الناس إلا أنها تلقى عند الناس قبول كبير؟
بعد أن صارت عصاب جماعي في الوعي العربي المريض بالنرجسية التاريخية التي جعلته يعتقد انه أفضل امة؟
الحضارة الخاتمة الأسمى من كل الحضارات التي سبقته والتي لحقته! بعد أن سرقت علومه منه بعد مؤامرات ودسائس أدت إلى استعماره!
لهذا لا يمكن لإنسان هذه الحضارة أن يخطأ أو يفشل إلا بمؤامرة ! لأن إنسان كهذا مثالي، سوبرماني، حضارته نهاية التاريخ، لا ينظر أليه الآخرون إلا بحسد وغيرة وكره ويتحينون الفرص للإيقاع به !
وكلما زاد تضخم الأنا الكلي القدرة عنده، زاد من تسفل الآخر له، لهذا من حقه بحسب هذا المنطق الأعور أن يفكر بنظرية المؤامرة، دون أن يفكر فعليا بالتقدم ودون أن يرى التقدم الذي حوله إلا بكونه علمه المسروق منه! ليعرف مدى تراجعه وتخلفه الكبير بالنسبة لخصمه المفترض!
لهذا ليس له إلا العيش في الماضي والتغني ببطولات أمواته، ويتخذ من بلاغة الأجداد بديل عن الفعل والواقع ! وانتظار المنقذ الذي سيعيد له أمجاده وكرامته (وهو اعتراف ضمني بعجزه) التي خسرها وفقدها، أو انتظار نهاية العالم التي ستنتهي لصالحه ودخوله الفردوس الأبدي الذي ُوعد به؟
ودخول خصومه الجحيم عقابا على عدم التبعية لحضارته ومحاربته لها والتآمر عليها !
هذا الانتظار السلبي والنكوص نحو الماضي هو ما تسعى له السلطة قبل الخصوم لأنه منطق الصخرة التي لا حول لها ولا قوة إلا ما يحركها الآخرين؟
مع ذلك فالعربي يحسد الغربي على حريته وكرامته وحياته التي يعيشها، ويقلده في الموضة وفي استعمال التكنولوجيا واستهلاكها، ويتمنى أن يسافر للغرب و يحصل على الجنسية الأوربية، ويموت بعض الشباب في البحر أثناء محاولتهم للسفر بطرق غير قانونية ؟ بسبب اغتراب العربي سياسيا وجنسيا واقتصاديا في الواقع! برغم أن هذا الغرب منحل وساقط أخلاقيا في المنظور العربي الأعور!.
تساؤل واضح لكل متابع لأراء الناس السياسية والدينية ؟ بحيث تبدو المؤامرة كأنها المفتاح السحري لكل مشكلة أو نظرية كل شيء، بل هي ليست نظرية عندنا بل قانون؟
أن نظرية المؤامرة هي الشكل الجديد للشيطان كلاهما فكرة سياسية الغرض منها تبرير فشلنا بعدو خارجي وجعله شماعة وتبرير للفشل وتنصل من المسؤولية وتبرئة الذات من كل هذه الشرور والعيوب والأخطاء، ونحن نرى أن هناك دول تسمى بالشيطان من ِقبل أعدائها، ونسمع نظرية المؤامرة في الجدل المذهبي الديني.
أما السلطة الحاكمة فهي من تنمي هذه الأمراض، المؤامرة والشيطان، فهي مثل الفرد تبرر فسادها وفشلها في التقدم والعدالة والرفاهية والمساواة والحرية، بعدو خارجي أو داخلي تحمله مسؤولية هذا الخطأ وتدعو الناس لمحاربته حتى يتحقق المجتمع المثالي، لأنها سلطة مقدسة أو سماوية لا يمكن أن تخطئ أو تفشل!
لكن الحقيقة أن الفرد انعكاس للسلطة وليس العكس كما شبهة السلطة بالفرد،
ولا شك أن هذا العدو يجب أن يكون قوي وذكي جدا يتحول ويتغير بخططه لا يمكن قهره بسهولة، وحتى لو قهر فانه يتجدد في قوته دائم الخطر! أي عدو ابدي! حتى يعطي فرصة للسلطة للاستمرار وتبرير فسادها الممنهج !
وهكذا تستمر الشعوب تركض وراء الجزرة المتدلية من فوق ظهرها بصنارة دون الوصول إليها قط ! وهذا سر نظرية المؤامرة عند السلطة.
هذا لا يعني أن نظرية المؤامرة غير موجودة فهي كأي نظرية وجدت لتفسير ظواهر سياسية، لكني أتحدث عنها حين تصبح أسطورة وهوس َمرضي تغذيه وتضخمه السلطة حتى تصبح مقاومة نفسية من الناس أنفسهم ضد تغييره.
محمد لفتة
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
التعديل الأخير تم بواسطة sabrina88 ; 09-07-2015 الساعة 10:42 AM