هذا الموضوع يستحق ان يحفظ ...دواعشهم ودواعشنا
03-08-2015, 12:28 PM
دواعشهم ودواعشنا
لا أجد فرقاً كبيراً بين إحراق المستوطنين الإسرائيليين الطفل الفلسطيني علي دوابشة، بعدما أضرموا النار يوم الخميس ٣٠/٧ في بيت الأسرة بالضفة الغربية، وبين إقدام جماعة داعش على إحراق الضابط الأردني معاذ الكساسبة في الثالث من شهر يناير الماضي.
بل أزعم أن الجريمة الأولى أفدح وأكثر جسامة من الثانية، رغم أن إحراق الكساسبة أحدث دوياً أكبر في أنحاء الكرة الأرضية.
ذلك أن جماعة داعش تعمدت إشهار الجريمة بتصوير مراحل الجريمة لإيصال رسالتها إلى الكافة.
أما المستوطنون الذين أحرقوا جثمان الطفل الرضيع فإنهم ارتكبوا جريمتهم بعيدا عن الأعين،
وأرادوا توجيه رسالتهم إلى الفلسطينيين بالدرجة الأولى.
أعني أن الجريمة واحدة في الحالتين، وإن حدث الاختلاف بينهما في «الإخراج» وفي العنوان الذي استهدفته كل منهما.
وإذا ما دققنا في تفاصيل وخلفيات تصرف الدواعش العرب والدواعش الصهاينة فسنجد أنهما يشتركان في أشياء ويختلفان في أشياء أخرى. جعلت جريمة قتل الطفل أخطر،
ذلك أنني خلصت من المقارنة بينهما إلى ما يلي:
<< هما يتفقان في أن كلاً منهما قادم من خارج التاريخ ويتبنى مشروعا يستهدف إيقاف عجلته وإعادته إلى الوراء،
كما أنهما يتوسلان بالعنف لتحقيق ما يريدانه ولا يترددان في إهدار حق الآخر في الحياة.
وكل منهما يستلهم المرجعية الدينية ويحتمي بها.
فالدواعش العرب يتعلقون بحلم إعادة الخلافة،
والدواعش الصهاينة يتعلقون بخرافة إعادة بناء هيكل سليمان الذي يزعمون أن النبي داوود وضع أساس بنائه ولكن ابنه سليمان هو من أنجز البناء فوق الهضبة المقام عليها الآن المسجد الأقصى وقبة الصخرة،
ولا يغير من ذلك كثيرا أن يسعى الدواعش العرب إلى إحياء فكرة في حين يتطلع نظراؤهم الصهاينة إلى إقامة بناية.
<< في الاختلاف بين الفصيلين والتدليل على ما يمثله دواعش الصهاينة من خطورة تتجاوز وصمة الدواعش العرب نلاحظ ما يلي:
ــ إن الدواعش الصهاينة يعبرون عن الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني، في حين أن دواعش العرب يجسدون الوجه المزيف والمشوه للمشروع الإسلامي.
ذلك أن ما يفعله المستوطنون الآن بحق الفلسطينيين العرب ليس أكثر من استنساخ لما فعله أسلافهم لإقامة دولة إسرائيل في عام ١٩٤٨.
وكل الجرائم التي ترتكب الآن لها أصلها في ممارسات العصابات الصهيونية نحو الفلسطينيين قبل تأسيس الدولة وبعدها.
ــ إذا اعتبرنا أن الدواعش العرب يمثلون لحظة بائسة في التاريخ العربي وصفحة سوداء في سجلهم فإن الدواعش الصهاينة يشكلون حلقة في مسيرة المشروع الصهيوني وفصلا له سياقه في تاريخهم الدموي والوحشي، بالتالي فإذا كان الأولون استثناء فإن الآخرين قاعدة.
ــ رغم أن الطرفين يتوسلان بالعنف في التعامل مع الآخرين ويتفقان على إهدار حق المخالفين في الحياة، إلا أن الدواعش العرب يستهدفون إخضاع الآخر بصورة أو أخرى.
أما دواعش الصهاينة فمشروعهم يقوم على إبادة الآخرين ومحوهم من الوجود، حيث كان ولا يزال اقتلاع الفلسطينيين وإلغاؤهم هو حجر الأساس في المشروع الصهيوني.
ــ دواعش العرب خارجون على الدولة وضد مشروعها، كما أنهم منبوذون من القاعدة العريضة من المجتمع إلا أن دواعش الصهاينة جزء من الدولة يتحركون في حماية القانون وتحت رعاية الجيش،
كما أنهم ينفذون مشروع الدولة في التوسع واحتلال البيوت واقتلاع الزراعات وطرد الفلسطينيين.
وفي ذات الوقت فهم محل قبول من المجتمع الذي يساندهم ويصوت لممثليهم في الانتخابات.
ــ في الوقت الذي تعلن فيه الحرب ضد دواعش العرب وتقصف طائرات الدول الكبرى مواقعهم، فإن دواعش الصهاينة يتحركون وهم مطمئنون إلى حماية الدولة وتسامح المجتمع الدولي معهم.
ولذلك تتسع أنشطتهم ويزداد تغلغلهم في المجتمع والجيش وتزداد مؤسساتهم قوة ونفوذا بمضي الوقت.
ــ في حين يعد مشروع الدواعش العرب سحابة طارئة غير مرشحة للاستمرار ويستقوون بضعف الدولة فإن كان دواعش الصهاينة لهم وضعهم المستقر من الناحيتين السياسية والقانونية إلى جانب أنهم بمثابة هراوة الدولة الإسرائيلية وعينها الحمراء التي توظف لترهيب العرب وقمعهم.
ــ حجم الاستنفار والتعبئة المضادة موجه إلى الدواعش العرب بالدرجة الأولى، في حين أن ممارسات الدواعش الصهاينة لم تعد تقابل بذات القدر من الاستنكار والاستهجان،
أغلب الظن لأن انتهاكات الأخيرين مستمرة منذ احتلال فلسطين، الأمر الذي جعل كثيرين يعتادون عليها، وصار بعضهم يعتبرها سلوكا عاديا،
آية ذلك أن الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أعلن بعد ذيوع خبر إحراق الطفل علي دوابشة أن المستوطنين منذ عام ٢٠٠٤ ارتكبوا ١١ ألف اعتداء على الفلسطينيين، ولا يزالون يرتكبون جرائمهم دون أن يعترض طريقهم أحد.
لقد قرأت أن السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قرر رفع دعوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية،
ولست متأكدا من أنه سيقدم حقا على هذه الخطوة لأن سوابقه في هذا الصدد غير مشجعة أو مطمئنة
كما أنني لست متأكدا من أن المحكمة المذكورة يمكن أن تنصف الفلسطينيين وتعاقب دواعش الصهاينة، لأننا تعلمنا من دروس كثيرة أن إسرائيل تعامل كدولة مدللة فوق الحساب والمساءلة.
بل أزعم أن الجريمة الأولى أفدح وأكثر جسامة من الثانية، رغم أن إحراق الكساسبة أحدث دوياً أكبر في أنحاء الكرة الأرضية.
ذلك أن جماعة داعش تعمدت إشهار الجريمة بتصوير مراحل الجريمة لإيصال رسالتها إلى الكافة.
أما المستوطنون الذين أحرقوا جثمان الطفل الرضيع فإنهم ارتكبوا جريمتهم بعيدا عن الأعين،
وأرادوا توجيه رسالتهم إلى الفلسطينيين بالدرجة الأولى.
أعني أن الجريمة واحدة في الحالتين، وإن حدث الاختلاف بينهما في «الإخراج» وفي العنوان الذي استهدفته كل منهما.
وإذا ما دققنا في تفاصيل وخلفيات تصرف الدواعش العرب والدواعش الصهاينة فسنجد أنهما يشتركان في أشياء ويختلفان في أشياء أخرى. جعلت جريمة قتل الطفل أخطر،
ذلك أنني خلصت من المقارنة بينهما إلى ما يلي:
<< هما يتفقان في أن كلاً منهما قادم من خارج التاريخ ويتبنى مشروعا يستهدف إيقاف عجلته وإعادته إلى الوراء،
كما أنهما يتوسلان بالعنف لتحقيق ما يريدانه ولا يترددان في إهدار حق الآخر في الحياة.
وكل منهما يستلهم المرجعية الدينية ويحتمي بها.
فالدواعش العرب يتعلقون بحلم إعادة الخلافة،
والدواعش الصهاينة يتعلقون بخرافة إعادة بناء هيكل سليمان الذي يزعمون أن النبي داوود وضع أساس بنائه ولكن ابنه سليمان هو من أنجز البناء فوق الهضبة المقام عليها الآن المسجد الأقصى وقبة الصخرة،
ولا يغير من ذلك كثيرا أن يسعى الدواعش العرب إلى إحياء فكرة في حين يتطلع نظراؤهم الصهاينة إلى إقامة بناية.
<< في الاختلاف بين الفصيلين والتدليل على ما يمثله دواعش الصهاينة من خطورة تتجاوز وصمة الدواعش العرب نلاحظ ما يلي:
ــ إن الدواعش الصهاينة يعبرون عن الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني، في حين أن دواعش العرب يجسدون الوجه المزيف والمشوه للمشروع الإسلامي.
ذلك أن ما يفعله المستوطنون الآن بحق الفلسطينيين العرب ليس أكثر من استنساخ لما فعله أسلافهم لإقامة دولة إسرائيل في عام ١٩٤٨.
وكل الجرائم التي ترتكب الآن لها أصلها في ممارسات العصابات الصهيونية نحو الفلسطينيين قبل تأسيس الدولة وبعدها.
ــ إذا اعتبرنا أن الدواعش العرب يمثلون لحظة بائسة في التاريخ العربي وصفحة سوداء في سجلهم فإن الدواعش الصهاينة يشكلون حلقة في مسيرة المشروع الصهيوني وفصلا له سياقه في تاريخهم الدموي والوحشي، بالتالي فإذا كان الأولون استثناء فإن الآخرين قاعدة.
ــ رغم أن الطرفين يتوسلان بالعنف في التعامل مع الآخرين ويتفقان على إهدار حق المخالفين في الحياة، إلا أن الدواعش العرب يستهدفون إخضاع الآخر بصورة أو أخرى.
أما دواعش الصهاينة فمشروعهم يقوم على إبادة الآخرين ومحوهم من الوجود، حيث كان ولا يزال اقتلاع الفلسطينيين وإلغاؤهم هو حجر الأساس في المشروع الصهيوني.
ــ دواعش العرب خارجون على الدولة وضد مشروعها، كما أنهم منبوذون من القاعدة العريضة من المجتمع إلا أن دواعش الصهاينة جزء من الدولة يتحركون في حماية القانون وتحت رعاية الجيش،
كما أنهم ينفذون مشروع الدولة في التوسع واحتلال البيوت واقتلاع الزراعات وطرد الفلسطينيين.
وفي ذات الوقت فهم محل قبول من المجتمع الذي يساندهم ويصوت لممثليهم في الانتخابات.
ــ في الوقت الذي تعلن فيه الحرب ضد دواعش العرب وتقصف طائرات الدول الكبرى مواقعهم، فإن دواعش الصهاينة يتحركون وهم مطمئنون إلى حماية الدولة وتسامح المجتمع الدولي معهم.
ولذلك تتسع أنشطتهم ويزداد تغلغلهم في المجتمع والجيش وتزداد مؤسساتهم قوة ونفوذا بمضي الوقت.
ــ في حين يعد مشروع الدواعش العرب سحابة طارئة غير مرشحة للاستمرار ويستقوون بضعف الدولة فإن كان دواعش الصهاينة لهم وضعهم المستقر من الناحيتين السياسية والقانونية إلى جانب أنهم بمثابة هراوة الدولة الإسرائيلية وعينها الحمراء التي توظف لترهيب العرب وقمعهم.
ــ حجم الاستنفار والتعبئة المضادة موجه إلى الدواعش العرب بالدرجة الأولى، في حين أن ممارسات الدواعش الصهاينة لم تعد تقابل بذات القدر من الاستنكار والاستهجان،
أغلب الظن لأن انتهاكات الأخيرين مستمرة منذ احتلال فلسطين، الأمر الذي جعل كثيرين يعتادون عليها، وصار بعضهم يعتبرها سلوكا عاديا،
آية ذلك أن الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أعلن بعد ذيوع خبر إحراق الطفل علي دوابشة أن المستوطنين منذ عام ٢٠٠٤ ارتكبوا ١١ ألف اعتداء على الفلسطينيين، ولا يزالون يرتكبون جرائمهم دون أن يعترض طريقهم أحد.
لقد قرأت أن السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قرر رفع دعوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية،
ولست متأكدا من أنه سيقدم حقا على هذه الخطوة لأن سوابقه في هذا الصدد غير مشجعة أو مطمئنة
كما أنني لست متأكدا من أن المحكمة المذكورة يمكن أن تنصف الفلسطينيين وتعاقب دواعش الصهاينة، لأننا تعلمنا من دروس كثيرة أن إسرائيل تعامل كدولة مدللة فوق الحساب والمساءلة.
لكن الذي متأكد منه أن العرب إذا لم يكونوا قادرين على انتزاع حقوقهم ورد العدوان بأنفسهم فلن يقصفهم أحد، وسيظل دواعش الصهاينة السافرين والمقنعين هم أصحاب الكلمة العليا في المنطقة.
بقلم | فهمي هويدي
من مواضيعي
0 التغذية: نصائح وحيل حول الأكل الصحي اهمالها قد يسبب لنا مشاكل صحية لا نعرف اين سببها؟
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة
0 فوضى سينوفاك الصينية.. لقاح واحد و3 نتائج متضاربة
0 "نوع آخر مثير للقلق".. سلالات كورونا المتحورة تنتشر في 50 بلدا
0 إجراء تغييرات إيجابية: نصائح وحيل للتغذية السليمة ولتقوية الاعصاب
0 هل لديك وزن زائد؟ نستطيع مساعدتك
0 يؤثر نظامك الغذائي على صحتك: كيفية الحفاظ على التغذية الجيدة