"أدعم فكرة الجزائر فرنسية.. وأنا من بناة أفكار ديغول"!
02-10-2015, 10:47 PM
وارة باشوش
صحافية بجريدة الشروق اليومي مختصة بالشؤون الوطنية والأمنية
قالت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان في خرجة استفزازية جديدة وكوميكية مضحكة أنها مع فكرة "الجزائر فرنسية"(..)، وهاجمت وزيرة المرأة في حكومة ساركوزي، وقالت أنها من بناة أفكار الجنرال شارل ديغول.
يتهافت الساسة الفرنسيون كلما اقترب موعد انتخاباتهم الإقليمية والرئاسية على استعمال ورقة الجزائر، ويحنون لفترة أنها كانت "مستعمرتهم القديمة" ليطلقوا العنان لأحقادهم الدفينة وأفكارهم العنصرية.
فبعد التصريحات المجنونة للرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي بخصوص مطالبته بمراجعة اتفاقيات إيفيان التاريخية، زاعما أنها قديمة ولا تليق بالمرحلة الراهنة، كونها أجريت في سنة 1962، ذهبت زعيمة التيار اليميني المتطرف ابنة السياسي لوبان إلى الاتجاه نفسه، حينما شددت على أنها ستبقى مع فكرة "الجزائر فرنسية"، بالرغم من أنها كانت السباقة إلى مطالبة منع ازدواج الجنسية، مستهدفة بذلك الجالية الجزائرية بصفة خاصة، لأنها تقول إن هذه الجالية لا يمكنها أن تتقاسم الحقوق المعيشية نفسها مع المواطنين الفرنسيين الأصليين.
واستغلت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان خلال استضافتها على قناة "أورب 1"، لتعود إلى تصريحات وزيرة المرأة في حكومة ساركوزي نادين مورنو، بخصوص "السلالة البيضاء"، وقالت "أنا لا أتقاسمها القناعة، لأنها فعلا تعتبر من بناة أفكار شارل ديغول للتخلي عن الجزائر الفرنسية بحجة في اختلاف لون البشرة".
وذهبت ابنة العنصري المتطرف جون ماري لوبان، المعروفة بمواقفها المعادية للجزائر إلى تبرير تصريحاتها في هذا الإطار وقالت "نحن مع الجزائر الفرنسية، لأن الدولة الفرنسية بعيدا عن الجذور والديانات يمكن لفرنسا أن تضم شعوبا بألوان وثقافات مختلفة ويمكن أن تبني تاريخا ونمط حياة واحد".
وقبل شهرين، أطلق الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي تصريحات استفزازية، ضد الجزائر من تونس، عندما قام بزيارة صنفها متتبعون في خانة الحملة المغاربية للمرشح اليميني، قال فيها للتونسيين إنهم لم يختاروا موقعهم الذي جاء بين الجزائر وليبيا، إيحاء منه بأن تونس تواجه خطرا يأتيها من الجزائر وليبيا، وواصل رئيس حزب الجمهوريين، تحليله للوضع بمنطقة المغرب العربي وتأثيره على تونس بطرح تساؤلات عن الجزائر، قائلا: الجزائر كيف ستكون في المستقبل؟ التنمية فيها.. مستقبلها؟ هذا الموضوع يبدو لي أنه موضوع ينبغي أن يعالج ضمن الاتحاد من أجل المتوسط، على حد تعبيره.
وردا على تصريحات زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان أكد المجاهد والسيناتور محمد بوخالفة، في اتصال هاتفي مع "الشروق"، امس، أن تصريحات زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان ومعها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، تدخل في إطار ما يعرف بـ"الحملة الشرسة" ضد المسلمين عامة والجزائر خاصة، ولم يستغرب محدثنا من تصريحات لوبان عندما قال "أن تصريحاتها كانت دائما غير متوازنة وتطبعها العنصرية والمزاجية".
وفي نظر بوخالفة فإن لوبان وساركوزي يلعبان في الوقت بدل الضائع من اجل مصلحتهما الشخصية الطامحة لاعتلاء الرئاسة في فرنسا، وطمعا في استغلال أصوات الفرنسيين، وكسب أكبر عدد ممكن منها، خاصة مع اقتراب موعد انتخاباتهم الإقليمية والرئاسية.