انتفاضة القدس تعزز التكافل الاجتماعي في الضفة
11-02-2016, 08:11 PM


"المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا" حالة عبر عنها سكان الضفة الغربية خلال انتفاضة القدس بما شهدته من التفاف جماهيري واسع، تجلت مظاهره في تعزيز العلاقات الأسرية بين المواطنين في حالات عدة تمثلت في مواكب الشهداء وحملات التضامن مع عائلاتهم، وحتى في التكافل في جمع التبرعات لبناء منازلهم التي هدمها الاحتلال. حالة التضامن والتكافل عبر عنها شفيق الحلبي والد الشهيد مهند الحلبي قائلا: إن "الانتفاضة عززت روابط التكافل بين أفراد المجتمع مضيفاً بأن الشعب الفلسطيني جسد واحد، وهذا ما لمسته العائلة بعد هدم منزلها من جمع التبرعات لبنائه، وحتى في التعاون للبحث عن قطعة أرض للبناء". وأكد الحلبي أن "تعاون وترابط المجتمع مع العائلة، استطاع أن يخفف من آلامها وحزنها. بدوره قال عبد الكريم أبو عرقوب مسؤول حملة إعادة الإعمار لعائلة الشهيد مهند الحلبي إن "هناك إقبال كبير من المواطنين للتضامن مع العائلة. وأشار إلى أن اللُحمة الاجتماعية كانت قائمة بين الأفراد لكن وعندما يتعلق الأمر بمواجهة الاحتلال تتضاعف اللحمة وتظهر في أبهى صورها. وبحسب أبو عرقوب فإن التكافل الاجتماعي لم يظهر في حملات التبرع لعائلات الشهداء فحسب بل بدا في توافد المواطنين لبيوت العزاء ومن ثم وقوف المواطنين إلى جانب العائلات التي يتم اعتقال أفرادها وزيارة الجرحى. يعزز الصمود وفي السياق قالت عروب جملة الإخصائية الاجتماعية إن "أبرز صور التكافل الاجتماعي تجسدت في مساندة العائلات بعضها البعض من خلال جمع التبرعات للعائلات التي هدم الاحتلال منازلهم". الأخصائية جملة تحدثت أنها تتطلع ليكون حجم التكافل كما كان في الانتفاضتين السابقتين حينما كان الفرد يتقاسم كل ما لديه مع جيرانه والمحتاجين، موضحة أن التكافل في الانتفاضة الحالية آني يظهر عند اشتداد الأزمات فقط. وأكدت بأن التكافل له إيجابيات عدة تتمثل في التعاون والمحبة والحماية من الأمراض الاجتماعية كالحقد والضغينة والسرقة والامراض النفسية كالاكتئاب. وأشارت إلى أن التكافل يدعم عوائل الشهداء والمتضررين نفسيا واجتماعيا ويجعلهم قادرين على الصمود في وجه المحتل والبقاء في أرضهم". وأضافت أن التكافل الاجتماعي غائب من قبل السلطة لكنه حاضر ما بين الأفراد وظاهر بصور كبيرة ومتنوعة". ويذكر بأن الاحتلال الإسرائيلي يبدي خشيته من تزايد حملات التبرعات الفلسطينية لإعادة بناء منازل الشهداء التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا الخصوص اعتبر الصحفي والناشط إسلام أبو عون من الضفة الغربية أن الأزمات توحد المواطنين، مشيرا إلى أن الاحتلال تفاجأ بحالة التضامن غير المسبوقة مع أصحاب المنازل المهدمة وهو الأمر الذي دفعه لمراجعة سياسة هدم المنازل. وذكر أن إعادة بناء المنازل بدأت في نابلس وجنين ويجري العمل لبدئها في مناطق أخرى.