موناليزا
27-07-2007, 05:53 PM
جلست أنتظر طلوع الفجر بفارغ الصبر, فوق تلك التلة كنت أناجي الليل و أحدثه , تراني أضحك فرحا لأنني عرفت ان السواد قد لا يكون دليل شر و حقد دوما , فهاهو يحن علي و يشتاق إلي كلما غاب عني, لكنني في الوقت ذاته كنت أحس بمرارة الخيانة , بلى.... أحبني الليل مثلما أحببته لكنني كنت أشتاق لغيره , أشتاق لأشعة الشمس تطلع بدلال من مخدعها حتى تتسلل عبر مقلتي لتستقر في وجداني , منقسم أنا بين حب الليل و النهار , ضدان صرت أسكنهما في المكان ذاته , و يا لعجبي من قلب وسع لضدين لا يلتقيان , و الأدهى أنهما سكناه دون أن يعلما أنهما جاران في البيت ذاته , من المخطيء ؟ أنا أم الطبيعة التي منحتني شخصية مليئة بالتناقضات , و لماذا ؟ لست أعرف جوابا لسؤالي الذي طالما أرقني , أخائن أنا ؟ لن أدعي الوفاء فقد أحببت يا ليل غيرك رغم أنني لم أكرهك ,بلى....ما إستطعت يوما أن أستغني عنك لأنك الوحيد الذي يسهر ليسمع شكواي , لكن , هل تفعل ذلك رغبة في فعله , أم لأنك موجود؟ , تمل أن تكون وحدك , فتتسلى بالإستماع إلى أحاديثي , لا يهم إن لم تفشي أسراري التي أمنتك عليها , حتى هذا لا تفعله لأنك تود فعله , فأنت لا تحدث غيري , لو فعل أحدهم ذلك, هل تخبره بأسراري؟ , هل تعلمه من أنا؟ , من أكون؟ , لحظة , " أأكون أم لا أكون" , تلك المقولة الخالدة تعود لتسأل بعد قرون , قائلها ليس هاملت , لكنه أنا , أكائن يفكر, يحس, يحب, يكره. يبغض, ينتقم ؟, أم صورة رسمتها فعرضتها على الكل حتى صرت حبيسها لا أغادرها , ترى الكل يود الحصول عليها , فإن فعل وجدها لا تتحرك , لا تتكلم , تبتسم إبتسامة الموناليزا , إبتسامة ترعب و تخيف قدرما تعجب , لذا أوضع في مكان أمين و لا ينظر إلي بعدها , لأنني ذو قيمة , لكن قيمتي تكاد تكون معدومة إن أنا لم أجد من أحدثه , و هذا السواد ليس ليلا , بل هو ظلمة حالكة , و الفجر الذي أنتظره هو نور تسلل إلى الغرفة التي كانوا يخبؤونني فيها لتوضع لوحة أخرى بجنبي , أقفل الباب و ها أنا أنتظر أن يفتح من جديد , على الأقل أواسي نفسي لأقول أنني أنتظر الفجر , حتى و أنا حبيس تلك الغرفة , لأحس بشيء من الحرية
ما أقسى أن يحمل الإنسان حلما أثقل منه