عشاق السيلفي يتباكون على منع التصوير في الحرمين
20-12-2017, 06:41 AM


آمال عيساوي


أثارت التعليمة التي أطلقتها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بالسعودية، الصادرة يوم 10 من الشهر الجاري، والقاضية بمنع التصوير في البقاع المقدسة بمكّة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك من أجل تعظيم شعائر الله، واحتراما لمشاعر الحجاج والمعتمرين ومرتادي الحرمين الشريفين وعدم الابتذال واللهو أثناء تأدية العبادة، جدلا وسجالا كبيرين عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك.
فتح عشاق "الفايسبوك" المجال للحديث عن التعليمة التي تمنع السيلفي والتصوير بكل أنواعه، بين من أيّدوها واستحسنوا القرار وبين من عارضوها ورأوا أنها قاسية نوعا ما، باعتبار أنّ بعض المعتمرين والحجاج يقصدون البقاع المقدسة مرّة واحدة في العمر، ولا تصح لهم زيارتها مرّة ثانية، وأخذ بعض الصور التذكارية داخل الحرمين، لن يؤثر بأي شيء على عبادتهم وتضرعهم للمولى عزّ وجل، حسب ما قالوه في الفايسبوك، ولن يُقلل حسبهم من قدسية الحرمين والكعبة الشريفة، كما نشروا تعليقات جاء فيها أنه من المفروض أن تلزم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية، منظمي رحلات الحج والعمرة بتوعية قاصدي البقاع المقدسة، حول كيفية التصوير واختيار الأوقات المناسبة لالتقاط الصور التذكارية، وليس بمنعه تماما، في حين أن هناك فئة كبيرة من استحسنت القرار وأيدته والأكثر من هذا رأت أنه جاء متأخرا، خاصة وأن مداخل الحرمين تحتوي على لافتات عديدة تمنع التصوير ووضع الأحذية والأمتعة وبعض الأمور الأخرى عند مداخل الحرمين الشريفين، إلاّ أنّ زوار بيت الله الحرام لم يحترموا تلك اللافتات، إذ أنهم يلتقطون صورا داخل الحرمين في كل زمان ومكان وحتى في أوقات العبادة.
والأكثر من هذا أن هناك من تجده يلتقط فيديوهات للمعتمرين والحجاج وهم يؤدون مناسك الحج والعمرة، وينشرها مباشرة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، دون احترام خصوصيات الغير، كما علّق بعض المؤيدين لتعليمة منع التصوير بالبقاع المقدسة عبر الفايسبوك أن تصرفات الالتقاط للصور والفيديوهات تعتبر تقليلا وإنقاص من قدسية الحج والعمرة، فالكثير من الحجاج والمعتمرين حسبهم صاروا يهتمون باختيار الأماكن الجميلة لأجل التقاط صور "السليفي" أمام الكعبة، وفي كل منطقة داخل الحرمين، أكثر من العبادة، والأدهى والأمر عندما يقومون بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من ظهور محارم غيرهم في تلك الصور والفيديوهات التي تثير مشاكل وبلبلة في الكثير من الأحيان..
وقد اتصلنا بإمام مسجد الفتح بالشراقة ورئيس جمعية إصلاح ذات البين الخيرية بالعاصمة محمد أمين ناصري، الذي صرّح لنا أنّ التعليمة جاءت متأخرة، مضيفا أنه كان من الأولى أن تكون قبل سنوات طويلة، وخاصة عند انتشار مختلف أنواع الهواتف الذكية، وصرّح ناصري أن التعليمات المعلقة داخل الحرمين التي تمنع التصوير وأمور أخرى لم تكن كافية، خاصّة وأنّ هناك فئة كبيرة من المعتمرين لا يعرفون الكتابة والقراءة، مشدّدا على أن زوار بيت الله الحرام من المفروض أن يتأدبوا بآداب الحرمين وأن يتعلموا آداب البقاع قبل الوصول إليها، ليضيف أن الأمر تجاوز الوكالات السياحية وحملات التوعية والإرشاد التي تقوم بها مع المعتمرين والحجاج وحدها غير كافية، وكانت في حاجة إلى دعم بقرار كهذا الذي صدر يوم 10 من الشهر الجاري.
من جهته صاحب وكالة السياحة والأسفار الزعاطشة بالعاصمة المؤهلة للمشاركة في تنظيم الحج والعمرة لموسم 1439 هـ/ 2018 م، مراد مواقي، صرّح هو الآخر في حديثه "للشروق" أن التعليمة التي تأتي ضمن خطط الجهات الأمنية والتنظيمية في الحرمين المكي والمدني، كانت ضرورية وجاءت في إطار احترام مشاعر مرتادي الحرمين الشريفين وعدم اللهو أثناء تأدية العبادة، وذلك عبر منع التصوير بكل أنواعه عبر الكاميرات العادية أو كاميرات الهواتف النقالة، مضيفا أنهم في كل مرة يقومون بحملات إرشاد للمعتمرين والحجاج قبل تنقلهم للبقاع المقدسة، لكنها لم تكن تُجدي نفعا، لكن بعد التعليمة أقاموا حملات إرشاد مشددة للراغبين في أداء مناسك العمرة، حتى يتجنّبوا التصوير داخل الحرمين ويتفادوا العقوبات التي قد تنجم عن ذلك من حجز آلة التصوير والمادة المصورة معا.