آخر الكلمات إليك
05-11-2012, 08:15 PM
تمنيت أن نقطف الياسمين معا، تمنيت أن نلم شقائق النعمان معا، حلمت أن نغني قصائد الحب معا
ولأنني رجل كالمطر يأتي ويرحل قررت أن لا أهطل بأرضك بعد اليوم.
لم يكن اختياري أن يقع قلبي في دهاليز حياتك، إنه قدر مقدر رفرف بخطاه الملائكية و حملني الشوق إليك كطيف اعتراه العياء من طول المسافات العاثرة.
عمري ممزق دونك ولا أستطيع أن أرى وجها آخر لقلبي المتعب بحبك، عاجزا أنا أن أرسم ملامح أخرى لتقاسيم وجهي عساني أداري بها متاعبي المضنية.
آه منك... وآه مني أنا... وآه من هذا الحب. غريب أنا، سنوات عمري ضائعة.. الوجع يوقظني في أحلامي،
أتساءل: كيف السبيل كي أنال حبك؟ كيف السبيل لأن أدخل عالمك؟ كيف السبيل أن تكوني قدري؟
حاولت الهروب، الرحيل، السفر بعيدا، لكنني أحببتك أكثر وأكثر كلما ارتميت في قاع التفكير الذي يرفض أن ينتهي وأنا أزرع وأحصد تخيلاتي.
عدت من جديد لأكتشف بأن العمر دقات عابرة، دقات للضياع وأخرى للألم وللموت كما هي أيضا دقات للحب وأدركت بأن ساعات الحب تُولد الصدق وتنبت الأمان، لحظات الحب تجعلنا نشتاق للكلام الجميل لأنه حين يكون الصدق أجمل ما فينا فالحب أعظم ما فينا.
تمنيت أن يكون حبي أقوى وأعنف من العاصفة، رغبت أن يكون الحب كله إليك حبا طاهرا كدنيا حالمة تجعل من الطقس عطرا ومن الثرى سعفا، تمنيت أن نجعل من الدمع رحيقا مذابا وأحببت أن نملأ كأس المودة عشقا ونسكبه طهرا ووفاء.
رغبته حبا رائعا ورائعا، بريئا يجهل معنى الخيانة ولا يؤمن بقواميس الغدر والخديعة.. أردته طيبا طيب المسك.
لقد كنت قدرا يلاحقني دوما، يصنع خطواتي وهكذا هو موكب الإرهاق يقفز فوق سفح عمري محاولا الانتحار فوق جراحي الملغمة بالشوك والأسى.. هذا القدر بكل قوته ما زال يحاول الولوج بداخل محراب قلبي.
آه .. كم هي كثيرة بوابات الغربة في روحي وواسعة المسافة بين الألم والجرح، اعترف بأنني مرهق ومتعب لأن رحلتي عبر شواطئ الكلمات تشعبت مسالكها وأضاعتني في متاهات الضياع المرة.
اعلمي بأن اعترافي هذا نابع من حب عتيق ولأنني عاشق صادق يتوق إلى اعتناق من يحب لم أردك نشوة عابرة ولم ارغب أن ألاعبك في الظلام.
قد لا يسعني الدنيا كلها وأبجديات اللغات جميعها لأفجر كل حرف وكل كلمة على الورق لتحمل إليك هذا الصدق الوهاج الذي يلسعني لهيبه ليلا ونهارا.
لا اخفي عليك فحين طرق حبك باب قلبي ظننت أن الأمر مجرد إعجاب سرعان ما ينتهي، غير أنه لم يخطر ببالي ولو لحظة واحدة أن هذا الحب احكم السيطرة على إرادتي وجردني من حريتي المطلقة.
لم يكن لي عهد بالحب إلى أن انفتح قلبي على دنيا فيها اصدق المشاعر الإنسانية فوجدت نفسي متورطا في بحر الغرق.
احبك، واحبك، ليس لأنني أفيض شوقا وهياما بك فحسب، فأنا ارفض أن تكون المرأة مجرد ظل تحت الأقدام.
دعوتك لان تفتحي قلبك وتدعيني أذوب بداخله رويدا رويدا .. تمنيت أن تكوني الحنان كله وتملئي عيني بنورك، تمنيت أن تكون لي وطنا اهجر إليه هربا من أحزاني .
لكنني تعبت منك كثيرا.