سهى عرفات في حوار للشروق: هدّدوني بالقتل حتى لا أكشف قاتلَ* عرفات
25-07-2015, 05:44 AM
بحوزتي* ورقة بخط أبو عمار* يكشف فيها من* يقف خلف استشهاده حوار*: ميلود بن عمار
ADVERTISEMENT
في* هذا الحوار الذي* خصّت به سهى عرفات،* أرملة الرئيس الفلسطيني* الراحل* ياسر عرفات،* *"الشروق"،* عودة إلى عددٍ* من القضايا ذات العلاقة بملف اغتيال زوجها،* والأطراف التي* تقف وراء الجريمة،* ولم تتردد سهى في* القول إن إسرائيل هي* "اليد الأولى*" في* اغتيال زوجها لوضع* "صديقها*" مكانه خدمة لمصالحها،* وأشارت ضمنياً* إلى تواطؤ فلسطيني* داخلي* لتنفيذ الجريمة،* ووعدت بكشف الفاعلين في* الوقت المناسب*.كما أجابت السيدة سهى عن عدد من القضايا الأخرى ذات العلاقة بظروف حياتها في* مالطا،* منفاها الاختياري* بعيدا عن الوطن فلسطين،* رفقة ابنتها الوحيدة زهوة*. كما تكشف أنّ* إجراءات استعادة ما تمّ* حجزه من ممتلكات تخصُّها بعد خلافها مع زوجة الرئيس التونسي* السابق زين العابدين بن علي،* ما زالت مستمرة،* حتى تقوم الحكومة التونسية الحالية بإعادته*.
- تفصلنا أشهر معدودات عن الذكرى* 11* لرحيل زوجك الرئيس* ياسر عرفات،* أبو عمار،* وإلى حدّ* الساعة كُتب الكثير عن وفاته التي* خلّفت لغزا محيّرا،* حيث ذهبت الكثير من المصادر إلى أنه مات مسموما،* وتمّ* فتح تحقيقات معمّقة حول الموضوع*.. لكن إلى حد الساعة،* لم تُوجّه أصابع الاتهام إلى جهةٍ* معيّنة بالوقوف وراء تصفية زوجك*. هل من جديدٍ* بحوزتك حول هذا الموضوع؟
وفاة زوجي* أبو عمار مسموما هو صحيح إنه لغز حيّر الجميع،* لأنه قد مضى الكثير على وفاته،* ولا أحد* يعلم من أو لماذا؟ لأنهم لا* يريدون إظهار الحقيقة،* وأنا قد كتبت عدة مقالات لإحدى الصحف،* وكنت قد كشفت لهم من* يقف خلف قتل زوجي،* لكن تمّ* تهديدي* بالقتل أنا وابنتي،* وتمّ* منعي* ومنع الصحف من نشر ما قلته*.
*
- تأخّرت فرضية الشك في* ظروف وفاة زوجك عرفات سنوات طويلة،* وهذا ما جعل المحققين أمام صعوبة الوصول إلى الحقيقة بسبب تحلّل الرفات*.. السؤال ألم تشُكّي* أنت،* باعتبارك أقرب الناس إلى الراحل،* في* تدهور حالته الصحية المفاجئة،* منذ البداية؟
كنتُ* أشك بتدهور حالة أبو عمار وقد أدرك هو ذلك،* لكن كان قد فات الأوان على ذلك*.
- لماذا برأيك أكد التقريران الروسي* والفرنسي* أنّ* وفاة عرفات طبيعية،* خلافا للتقرير السويسري* الذي* قال إنّ* الاختبارات التي* أجريت على الجثمان أظهرت* "مستوى نشاط عالياً* وغير متوقع*" لمادة البولونيوم*. ألا* يؤكد هذا التناقض فرضية أنّ* في* الأمر إنّ* وأخواتها كما* يقال؟
التقارير التي* قدّمتها روسيا وفرنسا ليست التقارير الأصلية،* فقد تمّ* التلاعب بها،* والتقرير السويسري* هو التقرير الذي* أظهر حقيقة المادة التي* تمّ* وضعها له في* الطعام*.
- لمّحت،* قبل عامين خلال استضافتك في* برنامج تلفزيوني* على إحدى القنوات المصرية،* إلى دور* يكون قد لعبه اللواء الراحل عمر سليمان،* خلال الأيام الأخيرة في* حياة عرفات،* وأنّه حاول التوسُّط لدى إسرائيل للحصول على الترياق لإنقاذ حياة أبو عمار،* ما هي* تفاصيل هذه القصة،* ثم ألا* يكفي* ذلك دليلا على ضلوع إسرائيل في* تصفية زوجك؟*
إسرائيل هي* اليد الأولى في* استشهاد أبو عمار،* لأنه لم* يكن* يخدم مصالحها وكان الجميع* يعلم بهذا،* لكن تم قتله ليتم وضع أحد رجالها مكانه،* كما تشاهدون*. وإلى* غاية الآن،* فهو* يخدم إسرائيل من جميع الجوانب*. لقد لعب دورَ* الصديق حتى* يتسلّم مقاليد الرئاسة الفلسطينية،* أكتفي* بقول هذا*.
- هل تعتقدين أنّ* السلطة الفلسطينية قامت بواجبها إزاء كشف حقيقة وفاة أحد رموزها التاريخيين،* ياسر عرفات،* أم أنّها تقاعست في* تنوير الرأي* العام الفلسطيني* بخصوص هذا الموضوع؟*
السلطة الفلسطينية لم تقم بواجبها تجاه زوجي،* لأنّ* الرئيس أبو مازن هو من طلب هذا*.
- هل تعتقدين أنّ* الأيام كفيلة بكشف القناع عن من سميته* "المدبِّر إكس*" لجريمة تصفية زوجك الراحل؟
من سميته* "المدبر إكس*" لا أعتقد أنه لا زالت به الروح إلى هذا الحد،* من الطبيعي* جدا أن تتمّ* تصفيته من قبل أبو مازن وإسرائيل،* حتى لا* يقوم بكشفهم*.
- تعيشين إلى حد الساعة رفقة ابنتك زهوة في* مالطا على معاش زوجك الراحل،* كيف هي* تفاصيل* يومياتك بعيدا عن الوطن الأم،* فلسطين؟
نعم أعيش أنا وابنتي* بمالطا بعيداً* عن الوطن،* وهذا شيءٌ* مؤلم للغاية*.
- من القصص المثيرة التي* شكّلت مادة إعلامية دسمة لوسائل الإعلام على مدى أشهر مضت،* علاقتك بزوجة الرئيس التونسي* المخلوع زين العابدين بن علي،* وقيل الكثير عن أنّ* السلطات التونسية حجزت مبالغ* مالية تعود لزوجك عرفات بعد أن ساءت علاقتك بزوجة الرئيس التونسي* المخلوع،* هل قمت بإجراءات لدى السلطات التونسية الحالية لاستعادتها؟
الإجراءات ما زالت مستمرة حتى تقوم الحكومة التونسية بإعادة ما تمّ* حجزه*.
- هل مازالت سهى عرفات تحظى بالمكانة نفسها التي* كانت تحظى بها لدى الصداقات التي* نسجها الراحل* ياسر عرفات طيلة سنوات نضاله الطويلة؟
نعم ما زالت علاقاتي* جيّدة مع عدد كبير من محبي* الشهيد الراحل أبو عمار*.
- هل تفكرين في* كتابة سيرة حياتك التي* جمعتك بالراحل أبو عمار؟
*لا أفكر في* كتابة سيرة حياتي* التي* جمعتني* بأبو عمار،* لأنّ* نهايتها كانت صدمة كبيرة ومؤلمة لي*.
- ما الذي* تعرفينه عن* ياسر عرفات المناضل،* ولا* يعرفه الملايين من محبّيه باعتباره رمزا من رموز المقاومة الفلسطينية؟ وهل ترك عرفات مذكرات أو سيرة شخصية* يمكن أن ترى النور لتعرف الجماهير العربية المزيد عن هذا المناضل الفذ؟*
نعم هناك ورقة مكتوبة بخط* يده* يكشف فيها أنّه إذا حصل له أيّ* شيء،* من* يكون خلف ذلك،* وقد قام بكتابتها قبل أيام قليلة من استشهاده،* لكن لم* يحِن الوقت المناسب حتى* يتمّ* إظهار الحقيقة،* لأنني* أنا وابنتي* ليس لنا أحدٌ* ليحمينا،* لم* يبق سوى القليل على الحقيقة*.
- حين ضاقت بك السبل بعد خروجك من تونس بعد خلافك مع زوجة المخلوع زين العابدين بن علي،* ألم تفكر سهى عرفات في* أن تكون الجزائر ملجأ لها،* خاصة وأنّ* الجزائر لم تكن لتتردّد في* الترحيب بك بين أحضانها،* وهي* البلد الذي* شهد إعلان ميلاد الدولة الفلسطينية ذات* يوم من عام* 1988؟*
كنتُ* قد فكرتُ* في* اللُّجوء إلى الجزائر،* لكن هناك عدة أسباب قد منعتني* من ذلك،* ولا أستطيع البوح بها*.
... انتهى
فرنسا تعلق ملف اغتيال عرفات* بعد* 11* عاما على وفاة الزعيم الفلسطيني* الراحل* ياسر عرفات،* قالت النيابة العامة الفرنسية في* مدينة* "نانتير*" نهاية الأسبوع،* إنّ* فرنسا ليست مطالبة بالتحقيق في* ملابسات قضية وفاة عرفات التي* افتتحت عام* 2012*.
وطالب المدّعي* العام الفرنسي،* الذي* كان مسؤولا عن التحقيق،* بإغلاق التحقيق في* قضية الاشتباه بوفاة عرفات مسموما*.
وقدّمت النيابة العامة الفرنسية قرارها النهائي* بعدم المضيّ* قدُما في* هذا الملف،* نظرا لعدم صدور قرار الاتهام،* علما بأن أرملته سهى عرفات هي* التي* قدّمت شكوى لفتح تحقيق في* الغرض لاشتباهها بأنّ* عرفات مات مسموما*.
وكانت سهى عرفات،* أرملة* ياسر عرفات،* تقدّمت بدعوى ضد مجهول بعد العثور على مادة بولونيوم*-210* المشعّة العالية السميّة في* أغراض شخصية لزوجها،* وتمّ* تكليف ثلاثة قضاة في* نانتير بالقيام بالتحقيق منذ أوت* 2012*.
وفي* نوفمبر من العام* 2012،* فُتح ضريح عرفات وأخذت من جثمانه نحو* 60* عيّنة وأرسلت للتحليل لثلاثة فرق من الخبراء في* سويسرا وفرنسا وروسيا*.