تسجيل الدخول

.اعرني مسمعك يامن تؤمن بالابداع والابتكار
واعلم ان الخاطرة بوح لفكرة اوعرض لموقف في حلة ادبية انيق لتلخيص تجربة حياتية
وتعني بالانجليزي
a conception
او
plan formed by mental effort
ومعنى هذا انها ليست بالامر الهين فهي تحتاج الى جهد فكري
وتعني بالفرنسي
idee
او
re presentation abstraite d'un etre ou d'un objet
لذا فمن الاجدر ان يقوم كاتب الخاطرة على عنصر الانتقاء لافكاره من كبار الادباء عربا كانوا او غربيين

وفي هذا الصدد وقع الاختيار على علمين من اعلام الادب اولهما الاديب العربي :امرؤ القيس وثانيهما الشاعر الانجليزي بيرسي بش شيللي
percy bysshe shelley
ولنرى كيف نظر كل منهما الى الليل.هذا المظهر الطبيعي الذي ولع به الشعراء وتقمصوا روحه وجعلوه مرتعا خصبا لافكارهم

قال شيللي
to night
swiftly walk over the western wave
spirit of night
out of the misty eastern cave
where all the long and lone daylight
thou wovest dreams of joy and fear
which make thee terrible and dear
swift be thy flight

واليكم الترجمة بالعربي
الى الليل
بسرعة تمشي يا طيف الليل
على الموجة الغربية
واسرع
اسرع من الكهف الشرقي
المجلبب بالضباب
حين تنسج طيلة النهار المتوحد الطويل
احلام الفرح والخوف
هذه الاحلام التي تجعلك
مخيفا مهيبا وعزيزا حبيبا
فانشط يا ليل
فقد طال ترقبي و انتظاري

من خلال ما سبق ذكره نستنتج ان شعر الاديب الانجليزي شيللي مفعم بالحركة يشخص المعاني ويجسدها .فيشعر القارئ بالغبطة والروح التفاؤلية
وهكذا اريدك يا كاتب الخاطرة .فلتكتب لغيرك لا لنفسك فلو كتبت لنفسك لكفاك ذاك توابا فلتلبس نصك ثوبا هو من نسجك تنسجم فيه الصورة مع عمق الشعور والاحساس
وان المتأمل لشعر شيللي ليدرك نفاسه العمل الفني حين يقوم على السليقة والفطرة والعفوية والتلقائية

لو عرجنا على الادب العربي القديم لوجدنا شاعرنا امرا القيس يهتف في الصحراء الموحشة
وليل كموج البحر ارخى سدوله
عليي بانواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه
واردف اعجازا وناء بكلكل
الا ايها الليل الطويل الا انجل
بصبح وما الاصباح منك بأمثل

ان الليل عند امرئ القيس
ليس هو الليل العاطفي او الليل العادي بل انه ليل طويل حزين زمنيا و معنويا.فيه الهموم والبلاء واليأس والهيمنة على النفس والمحيط.انه ليل تكتنفه السوداوية والروح التشاؤمية.انه ليل بائس حزين لا أمل فيه اوخلاص ينبئ عن حالة نفسية يسيطر عليها الالم والوحدة والقهر وفي ذلك ترجمة حقيقية لعمق معاناة الانسان العربي في بيئة لا يعيش فيها مع الاوابد سوى الأبطال الغطاريف

ولك ان تحكم في الاخير على ما خطه هذان العملاقان .في تمازج الليل بالموج. واختلفا في المنطلق.فامرؤ القيس وصف الطبيعة لذاتها ضمن وحدة فنية .واما شيللي فقد شخص المعنى وانذمج مع الطبيعة برومنسية حالمة وافراط في الغنائية والذاتية

ان امرأ القيس هرب من الليل
وشيللي فر اليه وارتمى في حضنه
ان امرأ القيس حزين بائس متشائم
وشيللي متفائل وجد ضالته بالليل
وهذا يذكرنا بما قاله احد شعراء المهجر
يا ليل طل ويا نوم زل ويا صبح قف لا تطلع
فاذا كان هذا الاخير قد استلهم فكرته من ادباء العرب وادباء الغرب على حد سواء.فكيف بك انت يا كاتب الخاطرة لا تحدو حدوه وتستلهم افكارك من افكار غيرك بهظمها واعادة صياغتها في حلة جديدة
لذا فعليك بالمذاكرة لانها لقاح وتعلم كيف تقرأ ثم انتفع بما تقرا حتى تزكو افكارك وتزهر
ونسأل الله في الأخير العون والسداد
مع كل تحياتي
اخوكم احسن بوشطيبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فليعلم احبة الشروق ان الذروة محفوفة بالاشواك وان ما وصل اليه الاولون ليس بالامر الهين فهناك من تغنى بالشعر الوجداني وما ذبلت قريحته ولا كل ذهنه ولا فل عزمه يتمرغ في الرمضاء ويلفحه وهج الوديقة الصاخدة امثال: النابغة,امرئ القيس,عنترة.وهناك من امتطى صهوة النهضة والتغيير في العالم الغربي أمثال كولوريدج,وردزوورث, شيللي وغيرهم ممن توسموا ذوائب الابتكار
فلنجعل منهم القدوة في الشكل والمضمون.واعلموا انها لا توجد ثقافة ادبية انطلقت من الصفروالادب الغربي كان له السبق في مثل هذه الدراسات المقارنة لكي يتبادل الادباء فيما بينهم اوجه التأثير والتأثر
مع تحيات اخيكم
احسن بوشطيبة

السلام عليكم
ولعل ابر ز من ادركوا نفاسة الفن اولئك الذين نهلوا من ينابيع الثقافة الغربية ممزوجة بالثقافة الشرقية ومن هؤلاء من انضووا تحت لواء تنظيمات أبرزها جماعة الديوان و جماعة ابوللو والرابطة القلمية