الآلاف يشاركون في تشييع جنازة مصطفى بدر الدين القائد العسكري البارز لحزب الله
13-05-2016, 10:54 PM
شارك الآلاف في التشييع الذي جرى في العاصمة اللبنانية بيروت للزعيم العسكري البارز في حزب الله مصطفى بدرالدين، الذي قتل في سوريا.
وقتل بدرالدين في انفجار كبير وقع قرب مطار دمشق الدولي، وقال حزب الله إنه سيعلن "في غضون ساعات" نتائج التحقيق الذي اجراه في الحادث.
ويعد بدر الدين أرفع مسؤول عسكري لحزب الله في سوريا.
وبحسب بيان نقله موقع شبكة المنار التابعة لحزب الله فإن تحقيقا أوليا وجد أن بدر الدين قتل في انفجار كبير استهدف موقعا له بالقرب من مطار دمشق الدولي.


عدنان بدر الدين (إلى اليسار) حزينا أمام صورة لشقيقه الأصغر مصطفي بدر الدين

واظهرت الصور الملتقطة للجنازة نعش بدرالدين تحمله جموع من مؤيدي حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وهم يرددون هتافات شيعية وهتاف "الموت لامريكا."
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت كوينتين سومرفيل إن بعض المشيعين حملوا اسرائيل مسؤولية قتل بدرالدين، فيما قال احدهم "في حزب الله العديد من الجواسيس."
وقال مشيع آخر إنه بدون بدرالدين "لكان داعش قد وصل هنا بالفعل."
ويُتهم بدر الدين بتدبير اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005.


هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله يقدم العزاء لعلي ابن مصطفي بدر الدين

ويقاتل مسلحون تابعون لحزب الله في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد، ويقدر البعض أعداد هؤلاء بالآلف.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على بدر الدين في شهر يوليو/ تموز الماضي جاء في مبرراتها "أنه كان مسؤولا عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ عام 2011، بما في ذلك انتقال مقاتلي الحزب من لبنان إلى سوريا."
وقال حزب الله في بيانه تعليقا على موت بدر الدين "إنه شارك في معظم عمليات المقاومة الإسلامية منذ عام 1982."


فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات العام الماضي على مصطفى بدر الدين

ولد بدر الدين عام 1961 وهو صهر عماد مغنية، الذي كان قائدا للجناح العسكري لحزب الله حتى اغتياله في تفجير بسيارة مفخخة في دمشق عام 2008.
وفرضت عقوبات دولية على بدر الدين بعد اتهامه من جانب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بارتكاب جرائم حرب وبالضلوع في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.


يُتهم مصطفى بدر الدين بتدبير الانفجار الذي أدى إلى مقتل فيق الحريري عام 2005

وصدر حكم بإعدام بدر الدين في الكويت لدوره في تفجيرات وقعت فيها عام 1983، لكنه تمكن من الهروب من الكويت بعد الغزو العراقي لها.
وفي السابق اغتيل عماد مغنية في دمشق عام 2008، كما أغتيل سمير القنطار، المعروف باسم عميد الأسرى اللبنانيين، والذي كان يقاتل في صفوف حزب الله في سوريا، في دمشق عام 2015.


أعلام حزب الله تغطي نعش سمير القنطار الذي قُتل في دمشق في 2015

وكانت قناة الميادين اللبنانية قد قالت في وقت سابق إن بدر الدين البالغ من العمر 55 عاما مات في غارة جوية إسرائيلية، ولكن بيانا اصدره حزب الله لاحقا لم يأت على ذكر اسرائيل.
ودرجت الحكومة الاسرائيلية على الامتناع عن التعليق على حوادث من هذا النوع، وهو ما فعلته اليوم ايضا.
ولكن حزب الله سبق له ان اتهم اسرائيل باغتيال عدد من مقاتليه في سوريا منذ اندلاع الحرب في ذلك البلد.
وقال نائب زعيم الحزب، الشيخ نعيم قاسم، ردا على سؤال حول الجهة التي نفذت التفجير، إن "في غضون ساعات سنعلن بالتفصيل سبب الانفجار والجهة التي تقف وراءه" مشيرا الى وجود العديد من الادلة عن الفاعل.
وقال احد نواب البرلمان اللبناني عن حزب الله إن "هذه حرب مفتوحة وينبغي الا نستبق نتيجة التحقيق، ولكن اسرائيل بالتأكيد هي المسؤولة وستقوم المقاومة بواجبها في الوقت المناسب."
من جانبه، قال ياكوف اميدرور، الذي عمل سابقا مستشارا للامن القومي لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو "لا نعلم ان كانت اسرائيل مسؤولة عن هذا الحادث، ولكن يجب ان نتذكر ان اولئك الذين يحاربون في سوريا الآن يكرههم كثيرون عدا اسرائيل. ولكن من وجهة النظر الاسرائيلية، كلما غيب اشخاص من ذوي الخبرة كبدرالدين كلما كان ذلك افضل."
وفي حقيقة الأمر، فإن أي من المجموعات المسلحة الساعية للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد وحكومته قد تكون سعت لاغتيال القائد الذي ينسق فعاليات حزب الله المسلحة في سوريا.
وبالفعل، ذكرت حسابات على تويتر تتبع جماعات المعارضة السورية، ومنها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ان بدرالدين قتل في معركة دارت في خان تومان قرب حلب شمالي سوريا وليس في دمشق.
وكان تحالف معارض يضم في صفوفه جبهة النصرة قد استولى على خان تومان الاسبوع الماضي، وتعرضت البلدة لقصف مدفعي شديد في الايام القليلة الماضية.
ولم تعلق اي جهة رسمية على هذه الادعاءات.
وقال البيت الأبيض في واشنطن في وقت لاحق من يوم الجمعة إنه لم يسجل اي نشاط لطيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة التي وقع فيه الانفجار الذي اودى بحياة بدرالدين.