الغربة و الموزة
16-12-2008, 05:41 PM
الغربة و الموزة
أجلستتنى فى المقعد الثالث بجانب الممر.. أكره هذا المقعد .. تجلس بجانبى حسناء شقراء لكننى لا أطيق عطرها.. أشم رائحة كل شىء المقابض ..الملابس ..الحُلى ..غطاء رأس المضيفة .. رائحة شعر الركاب
غثيان..نعم إنه الغثيان.. صرخت : ساتقيأ..أرجوكم..
فى سرعة البرق حضرت المضيفة ..فتحت كيسا والصقته بوجهى
سقط.. لكن ليس من فمى بل من عيناى سيل من ماء غمر وجهى ..لحيتى .. بلل كيسهم وبدأت أعتصر ياقة قميصى.. أنفى كالصنبور يقطر ماءًا
صرخت والدمع يشوش على صوتى: لم تراقبونى؟ .. ماء النهر يهرب من ثناياى.. أبَى أن يغترب معى.. إنه يهرب من عيناى من أنفى من أمعائى..
النهر أكثر حنانا منى لن يفرط فى قطراته ..لن يتركها تغترب ..ها هو يستعيدها.. يبخرها لن يتركها تبرح هذه الأرض
وأنا اين قطراتى؟ بأى حق وتحت أى مسمى يهجر المجرى ماءَه؟
أخرستنى موجة هادرة من الدمع سدت حلقى.. و إختفت جميع الوجوه.. التحفت جسد حفيدتى.. مدت يدها البضة فغطت سواد عيناى بدفئها .. مسَحَت دمعى ..رفعْت رأسى لتنسحب أصابعها بين شفتاى فارضع حنانا قد أفنى قبل أن يجود زمانى بمثله..
رائحة عطر شديدة .. أحدهم يصفع وجهى..أين الحفيدة ؟ ..!!
عادت الوجوه المراقِبة مع اختلاف فى الترتيب
قالت ابتسامة مصطنعة: حمدا لله على السلامة ..غبت عن الوعى ف...
عاد الكابوس.. أنا محبوس فى قفص القرود هذا فى انتظار تسليمى لحديقة الحيوان أقوم ببعض الحركات المبتكرة فيمنحونى موزتان واحدة آكلها والثانية أدخرها لأهلى..
لا..لا.. لن أغادر .. لانريد موزا .. أبلغوا الطيار.. إفتحوا الباب
Galal Fikry