حكاية الغلام هَمَام و الأميرة الصفراء
31-07-2007, 08:25 PM
ها قد إجتمع شمله بعائلته و أهله ، جاءت أخواته من كل فج عميق للإطمئنان عليه و تكحيل المقل برأيته و جلبن معهن الأولاد لا رغبة منهن لكن هؤلاء أصروا على رؤية خالهم و كلهم شوق إلى غريب حكاياته و قصصه كما عودهم فيما مضى.
لم تكد موائد العشاء ترفع حتى تحلق حوله الأولاد فكان الخال أول الحلقة و أصغرهم عبد الرحمان آخرها.
صاحوا جميعا ياخال هل لنا بحكاية من حكاياتك أو نادرة من نوادرك ، تنهد هو تنهيدة تخاله قد سحب كل هواء الدنيا إلى صدره ، ثم قال ايه يا أبنائي لكم عندي حكاية الغلام هَمَام و الأميرة الصفراء .
كان يا مكان وليس في قديم الزمان بل في آوخر الثمانينات غلام ابن عشر سنوات يدعي هَمَام يسكن إحدى البلديات الريفية في الشرق الجزائري .
إستحكمت بينه وبين الأميرة الصفراء عداوة و بغضاء ودارت بينهما معارك طاحنة و حرب ضروس ، كان هَمَام بعد كل جولة بينهما يعود إلى داره مهزوما ، منكسر الخاطر ممزق الثياب وقد مرغت الأميرة الصفراء كرامته في التراب و مسحت بكبريائه كل أرجاء البلدية دون أن تقع في أسره .
لم يكن كل ما جرى لينال من عزيمة الغلام ، نشر جواسيسه و العيون في كل أنحاء البلاد (البلدية ) يتحسسون خبرها و يرقبون أمرها ، جاءه ذات صباح باكر الخبر اليقين بأن الأميرة الصفراء إستقر بها المقام بسوق الفلاح تنتظر قدوم الرعية يبدون لها طقوس الوفاء و يعطوها عهود الولاء فقرر أن ينتقم .
دخل مسرعا إلى الدار ليودع أمه قائلا لها : أماه لن أذهب اليوم إلى المدرسة بل إلى معركتي الفاصلة مع الأميرة الصفراء قاهرة الرجال فإما نصر يأتي كعين اليقين أو إنهزام الآبيدين.
قالت الأم الحنون و هي تغالب دمعها : يا ولدي ، يا قطعة مني ، يا فلذة كبدي ، إرحم قلب أمك وخوفه عليك ، ما عادت أمك يا ولدي تقدر على تحمل منظرك كل مرة تعود فيه مهزوما تجر أذيال الخيبة ، يا ولدي لعلنا نصبر دونها فيأتينا فرج من الله قريب .
قال الغلام : أماه ليس إبنك بالخوار الجبان و لاهو من الذين يتركون ثأرهم يضيع سدى.
ثم خرج مسرعا خشية أن تغلبه أمه على أمره فتقل عزيمته و تخر قواه.
كان عليه أن يمشي مسيرة خمسة كيلوميترات على الأقدام ، إقترب نحو ميدان المعركة فشاهد خلقا كثيرا تجمعوا حول باب سوق الفلاح ، إنضم إليهم و قد بدت من عيونهم نظرات شزراء و لسان حالهم يقول : أيها الغلام إذهب لتلعب مع أقرانك فليس لهذا الفرخ الصغير مقام بيننا و لو نفخنا في وجهك لحملتك رياحنا إلى مدينة تندوف أو أقاصي الصحراء.
رماهم الغلام بذات النظرات و لسان حاله يقول : أنا الغلام هَمَام بطل المعارك و الزحام لست بالناعم و لا مربي حمام ، لن أتراجع قيد أنملة ، فإما أن تخلوا بيني و بينها أو تكون جراح و دماء تبلغ الركب.
ما كاد الحاجب يفتح الباب وبدت الأميرة الصفراء حتى تدافع الخلق الكثير إليها و الغلام بينهم يشق جموعهم كالسهم الثاقب لا يبالي باللكمات تتناوله من كل جانب ، لم تبقى إلا أمتار قليلة ، جمع ما بقي من قواه ولم يصدق ما جرى ، هاقد صارت الأميرة الصفراء إليه ، أسيرة بين يديه هاقد حصل أخيرا على " قارورة زيت صافية " الأميرة الصفراء قاهرة الرجال.
إنفجر الأولاد من حول خالهم ضاحكين مستغربين قائلين : يا خال ما كانت الأميرة الصفراء إذن إلا قارورة زيت .
قال الخال بينه و بين نفسه من كان في براءة هؤلاء الصغار فإنه لن يستوعب حجم مأساة الغلام هَمَام.
لكن شخصا ما إستمع إلى حكاية الغلام دون أن يثير حفيظة الأولاد ، يعرف صدق الحكاية . لم يكن ذالك الشخص سوى أم الخال أم الغلام هَمَام و هي تغالب دمعها كما كانت تفعل فيما مضى .
لم تكد موائد العشاء ترفع حتى تحلق حوله الأولاد فكان الخال أول الحلقة و أصغرهم عبد الرحمان آخرها.
صاحوا جميعا ياخال هل لنا بحكاية من حكاياتك أو نادرة من نوادرك ، تنهد هو تنهيدة تخاله قد سحب كل هواء الدنيا إلى صدره ، ثم قال ايه يا أبنائي لكم عندي حكاية الغلام هَمَام و الأميرة الصفراء .
كان يا مكان وليس في قديم الزمان بل في آوخر الثمانينات غلام ابن عشر سنوات يدعي هَمَام يسكن إحدى البلديات الريفية في الشرق الجزائري .
إستحكمت بينه وبين الأميرة الصفراء عداوة و بغضاء ودارت بينهما معارك طاحنة و حرب ضروس ، كان هَمَام بعد كل جولة بينهما يعود إلى داره مهزوما ، منكسر الخاطر ممزق الثياب وقد مرغت الأميرة الصفراء كرامته في التراب و مسحت بكبريائه كل أرجاء البلدية دون أن تقع في أسره .
لم يكن كل ما جرى لينال من عزيمة الغلام ، نشر جواسيسه و العيون في كل أنحاء البلاد (البلدية ) يتحسسون خبرها و يرقبون أمرها ، جاءه ذات صباح باكر الخبر اليقين بأن الأميرة الصفراء إستقر بها المقام بسوق الفلاح تنتظر قدوم الرعية يبدون لها طقوس الوفاء و يعطوها عهود الولاء فقرر أن ينتقم .
دخل مسرعا إلى الدار ليودع أمه قائلا لها : أماه لن أذهب اليوم إلى المدرسة بل إلى معركتي الفاصلة مع الأميرة الصفراء قاهرة الرجال فإما نصر يأتي كعين اليقين أو إنهزام الآبيدين.
قالت الأم الحنون و هي تغالب دمعها : يا ولدي ، يا قطعة مني ، يا فلذة كبدي ، إرحم قلب أمك وخوفه عليك ، ما عادت أمك يا ولدي تقدر على تحمل منظرك كل مرة تعود فيه مهزوما تجر أذيال الخيبة ، يا ولدي لعلنا نصبر دونها فيأتينا فرج من الله قريب .
قال الغلام : أماه ليس إبنك بالخوار الجبان و لاهو من الذين يتركون ثأرهم يضيع سدى.
ثم خرج مسرعا خشية أن تغلبه أمه على أمره فتقل عزيمته و تخر قواه.
كان عليه أن يمشي مسيرة خمسة كيلوميترات على الأقدام ، إقترب نحو ميدان المعركة فشاهد خلقا كثيرا تجمعوا حول باب سوق الفلاح ، إنضم إليهم و قد بدت من عيونهم نظرات شزراء و لسان حالهم يقول : أيها الغلام إذهب لتلعب مع أقرانك فليس لهذا الفرخ الصغير مقام بيننا و لو نفخنا في وجهك لحملتك رياحنا إلى مدينة تندوف أو أقاصي الصحراء.
رماهم الغلام بذات النظرات و لسان حاله يقول : أنا الغلام هَمَام بطل المعارك و الزحام لست بالناعم و لا مربي حمام ، لن أتراجع قيد أنملة ، فإما أن تخلوا بيني و بينها أو تكون جراح و دماء تبلغ الركب.
ما كاد الحاجب يفتح الباب وبدت الأميرة الصفراء حتى تدافع الخلق الكثير إليها و الغلام بينهم يشق جموعهم كالسهم الثاقب لا يبالي باللكمات تتناوله من كل جانب ، لم تبقى إلا أمتار قليلة ، جمع ما بقي من قواه ولم يصدق ما جرى ، هاقد صارت الأميرة الصفراء إليه ، أسيرة بين يديه هاقد حصل أخيرا على " قارورة زيت صافية " الأميرة الصفراء قاهرة الرجال.
إنفجر الأولاد من حول خالهم ضاحكين مستغربين قائلين : يا خال ما كانت الأميرة الصفراء إذن إلا قارورة زيت .
قال الخال بينه و بين نفسه من كان في براءة هؤلاء الصغار فإنه لن يستوعب حجم مأساة الغلام هَمَام.
لكن شخصا ما إستمع إلى حكاية الغلام دون أن يثير حفيظة الأولاد ، يعرف صدق الحكاية . لم يكن ذالك الشخص سوى أم الخال أم الغلام هَمَام و هي تغالب دمعها كما كانت تفعل فيما مضى .
قال الإمام الشافعي:
سأضرب في طول البلاد وعرضها ** أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ** وإن سلمت كان الرجوع قريبا
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتساب معيشـة ** وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد
سأضرب في طول البلاد وعرضها ** أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ** وإن سلمت كان الرجوع قريبا
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتساب معيشـة ** وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد
من مواضيعي
0 لها وحدها شوقي بين الضلوع و في قبري
0 يا حبيبة القلب
0 إلى رواد القمم المزيفة
0 إلى رواد القمم المزيفة
0 إرحلي ..!!
0 إذا قالت أتهواني يا فتى ؟
0 يا حبيبة القلب
0 إلى رواد القمم المزيفة
0 إلى رواد القمم المزيفة
0 إرحلي ..!!
0 إذا قالت أتهواني يا فتى ؟
التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر ; 31-07-2007 الساعة 08:28 PM