اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمازيغي52
فهمك السقيم وفكرك المعوّج هو الذي أوحى لك بمثل هذه النتيجة
الفاسدة فالمقدمات الخاطئة تقود حتما إلى نتائج مغلوطة كذلك المفاهيم الشوهاء هي السبب المباشر في تقعر التصورات وبالتالي فساد ميزان العقل ولهذا كان فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم هو الضابط في الفهم الصحيح بنصّ القرآن والسنة الصحيحة وبهذا تظهر المفارقة بين أهل السنة وبين المبتدعة
إبن تيمية ليس مكفراتيا كما تسمه بل شيخ الإسلام وإمام من أئمة أهل السنة والجماعة وهو نفسه كان ضحية للتكفير والرمي بالعضائم من طرف من تدّعي أنّك تنتسب إليهم يا من تسمي نفسك أمازيغي
الكفر حكم شرعي فمن إرتكب ناقضا من نواقض الإسلام وتحققت في عينه الشروط التي وإستنبطها الفقهاء من النصوص الشرعية وإنتفت في حقّه الموانع وقامت الحجة الرسالية صار بذلك كافرا مرتدا خارجا عن الإسلام تطلّق منه زوجته ولا يرثه ابنه ولا يغسّل ولا يكفّن ولا يصلّى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين بل يذهب لأحبته وأهل نحلته من اليهود والنصارى والبوذيين ولهذا ولتكن شجاعا في طرحك ولتضف للقائمة جميع أئمة الإسلام الذين بيّنوا حدّ الردّة وضوابطها وبهذا تكون أكثر صدقا ليعرفك القرّاء على حقيقتك التي تزعم أنّها أكثر مصداقية من فهم السلفيين للإسلام
جمال الدين الأفغاني ليس ممثلا جيّدا للإسلام السني فالمعروف أنّ الرجل فيلسوف متشيع ولهذا فأنا أحاكم مقولة رينان إلى أقوال أئمة الإسلام لا إلى رأي فيلسوف إختلف الناس حول شخصيته
ولعلّ هذا الأمر قد دخل على هؤلاء من عدم تفريقهم بين المسائل العقدية التي كان فيها الفلاسفة ملاحدة وثنيين وبين تلك العلوم التجريبية التي إعتمدوا فيها على الإستقراء والإستنباط وقد سبق وأن قلت في موضوع سابق : [لقد كان موقف علمائنا من قضية الفلسفة اليونانية موقفا حاسما من البداية حيث أنها شكّلت عنصرا أجنبيا عن الحضارة الإسلامية ومنهجها في التلقي والإستدلال وقد كانت مقررات الفلاسفة في مسائل الإلهيات والنبوات والمعاد مصادمة لمقررات الإسلام ومناقضة لتصورات المسلمين ولهذا تصدى علماؤنا لهؤلاء وبينوا إنحرافهم وكشفوا عوار أفكارهم إلاّ أنّ هذا لم يدعوا علماءنا إلى إنكار ما عند الفلاسفة من علم بالطبيعيات وغيرها من أنواع العلوم فقد إعترف شيخ الإسلام ابن تيمية بذلك وقال : ( لهم في الطبيعيات كلام غالبه جيد وهو كلام كثير وواسع ولهم عقول عرفوا بها ذلك وهم يقصدون الحق ولا يظهر عليهم العناد لكنهم جهال بالعلم الإلهي إلى الغاية ليس عندهم منه إلاّ قليل كثير الخطأ) (الرد على المنطقيين : 311)
أما العلوم الرياضية فهي في نظر ابن تيمية نافعة للفرد والمجتمع على السواء لأنها علوم برهانية وسالمة عن الفساد ولا يدخل فيها غلط وهي كذلك ضرورية في العلم لا تحتمل التناقض وواجبة القبول كما يذهب شيخ الإسلام إلى (أنّ الأطباء وأهل الهندسة من أذكياء الناس ولهم علوم صحيحة طبية وحسابية وإن كان ضلّ منهم طوائف في الأمور الإلهية فذلك لا يستلزم أن يضلوا في الأمور المتعلقة بالعلوم الطبيعية كالطب والحساب فمن حكى عن مثل أرسطو أو جالينوس أو غيرهما قولا في الطبيعيات ظاهر البطلان علم أنه غلط في النقل عليه وإن لم يكن تعمد الكذب عليه بل إن محمد بن زكريا الرازي مع إلحاده في الإلهيات والنبوات هو من أعلم الناس بالطب حتى قيل له (جالينوس الإسلام) فمن ذكر عنه في الطب قولا يظهر فساده لمبتديء الأطباء كان غالطا عليه ) (منهاج السنة النبوية ج2 ص 571)
فهذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية يعترف لخصومه بفضلهم في مجالات العلوم الطبيعية والرياضية التي هي من أهم عوامل الإزدهار الحضاري المعاصر ويشهد لهم بجهودهم المثمرة ولم يمنعه تكفيره إياهم في المسائل الإعتقادية من المطالبة بالإنتفاع بعلومهم التجريبية والإستدلالية ]
|
_____________________________________________
سلام الله عليكم .
*أنا متقبلٌ لكدمات الفهم السقيم والفكر المعوج الصادر في حقنا عن طيب خاطر، وإن كنت غير منتظر ذلك من قبلكم ، ومهما يكن فانفعالك غير موضوعي لوجود قرائن دالة .
*يجب الفهم بأنني لا أعالج الموضوع داخل جبة الفقيه ، وإنما أعالج الموضوع في رحابة الفكر الإسلامي، خارج اطر التقييد ، انا في عالم الفكر والمعرفة الذي يتيح للمرأ الحديث بحرية دون قيود ومحرمات .
* قد لا تتطابق الرؤى والأحكام غير أن ذلك ليس شنآنا ، فالخصام معرفي فكري وليس شخصي .
* ورد في مداخلتكم القول ( بأن الإمام ابن تيمية ليس مكفراتيا ) وأنا قرأت له بعين أخرى غير العين التي ترتضيها و فيها :
1)يقول الإمام الذهبي في كتابه ( سيرة أعلام النبلاء ) ص 11 ، قال أبو إسماعيل الترمذي بأنه سمع الإمام ابن حنبل يقول (من قال بأن القرآن محدث فهو كافر) ، والله يقول ( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأنبياء : 2]
2)في الفتاوى الكبرى لابن تيمية الصفحة الأولى ، وعن سؤال عن رجل جهر بالنية في المسجد ، فأفتى شيخنا ابن تيمية بأنه إذا أصر الجهر بالنية قُتل ؟
3). في كتابه الفتاوى الكبرى المجلد الأول ص 244 ، يُكفر من يقول بأن القرآن مخلوق ، يستتاب فإن تاب وإلا قتل .
4)النبي صلى الله عليه وسلم ،صلى في بيت لحم حيث ولد النبي عيسى عليه السلام ، وابن تيمية يفتي بأن من زار بيت لحم ، أو صلى بها فهو ضال خارج من ملة الإسلام .
5)تحريم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى على أهل المدينة وبدون شد الرحال ،و قال أيضا ( أن إتيان القبر للسلام عليه فقد استغنوا عنه بالسلام عليه في الصلاة ، وعند دخول المسجد ، والخروج منه ، وفي إتيانه بعد الصلاة مرة بعد مرة ذريعة إلى أن يتخذ عيدا ووثنا ) هكذا ، وهذا يعني أن المسلمين جميعهم على خطأ بزيارتهم المدينة المنورة والصلاة في الروضة الشريفة، ولماذا لم يسعى خادم الحرمين الشريفين الوهابي منع الحجاج من الزيارة والصلاة في الروضة اوجوارها ؟؟.
6)ابن تيميه كفًر من كفًر الصحابة ، وكفًر من لم يعتقد كُفر مكفر الصحابة ،والخوارج كفروا الصحابة واعتبروا أن مرتكب الكبيرة كافر،ابن تيميه لم يكفرهم ،إذن يكون حَكم على نفسه بالكفر برأي الخوارج.
7)أحصى بعض قراء ابن تيمية ماورد في كتابه من أسماء الكفر، والتكفير ، والقتل ،وضرب الأعناق ، الشيء الكثير، وقد عدها بعضهم على النحو التالي : :
ورد : اسم الكافر : 917 مرة . وكافر مرتد 29 مرة ، حلال الدم 19 مرة ، يقتل 849 مرة ، يضرب عنقه 34 مرة .
فالشواهد المذكورة أبانت لي بأنه تكفيري يا صديقي الكريم ، وليس المطلوب بسط الأمور التي كفر فيها فغالبها مشوب بالخلاف بين المسلمين ،مثل ، القضاء والقدر ، قدم القرآن وخلقه ..... المهم أن وصف التكفير موجود في كتب ابن تيمية ولا يمكن لناكر نكرانه .
°°° أقوال الفقهاء والعلماء ليست قرآنا يحتكم إليه ، فكل رأي لا يستند الى شواهد قرآنية وسنة صحيحة لا يعتد به ،فلهم آراء ولغيرهم رأي ، فلا وجود للرهبنة في الإسلام ، فالعلاقة هي ( الله ، الإنسان ) دون الحاجة الى فلسفة الفقيه ، ومن هذا المنطلق فأقوال ابن تيمية وجمال الدين الأفغاني سواء ، أحكامهم تؤخذ وترد مثلهم مثل غيرهم .
·قد ترى بأن قبيلة حدثنا لا ضلع لها في تعطيل العلم ، غير أن واقع التاريخ ينبؤنا بأن الأمر ليس كذلك ، فالفقهاء حاربوا الفلسفة ، وعطلوا التفكير ، ووَصفُوا العلماءَ ( بفراخ الهند واليونان) .
،،،،ما قلته ليس ذما في أحد ، وإنما هي حقائق ترسخت في الوجدان محوها وإزالتها يتطلب حججا دامغة وقويه تمحي ما علق به .
ملاحظة : تقيد معي في مناقشة قول جمال الدين الأفغاني ، بأن الإسلام معطل للفكر والعلم ، إما تأييدا أوونقضا ، لعلنا نصل في الأخير الى تصور معقول ومرض .
وكل نفس بما كسبت رهينة .
تحياتي الرمضانية .
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 04-08-2012 الساعة 07:28 PM