بابا مرزوق
13-02-2012, 11:29 AM
أظنّ أنّ علماء التنمية البشرية وخبراء التحفيز لن يكونوا في حاجة إلى حيلة تذكير الفرد بأنّ عروق الدم في جسده يمكنها تطويق قارة أو بلد أو كوكبٍ بكامله، ليقنعوه بقيمته في هذا الوجود وبمدى عظمة ما يمكن أن ينجزه ويحققه ، لأنّ الإنسان الجزائري على الأقل أصبح يمتلك مصدر قوة وتحفيز لا نظير له في هذا العالم... طوله سبعة أمتار...مداه حوالي خمسة كيلومترات، وعراقته تعود إلى عصر المجد العثماني للجزائر في القرن السابع عشر بالضبط،إنّه مدفع باباااااااا مرزوووووق، تكبييييييير...
هذا هو بابا مرزوق...
اعذروني إن تحمست زيادة على اللزوم لكن مجرد ذكر هذا المدفع الذي كان الباشا الجزائري يقذف به سفراء وقناصلة فرنسا إلى مياه البحر يجعلني أشعر بنفسي بشاربين طويلين عريضين وبطربوش أحمر فوق رأسي، وهامة مرتفعة إلى الأعالي، وقلبٍ ينبض عزّة وكرامة (...) بالمعنى الحقيقي للعزة والكرامة.
هذا المدفع الأسير في ساحة برست بفرنسا،رمزٌ من رموز عزّتنا وصمودنا بل وعلوِّنا على جيوش وحكّام البلد الذي أصبح مستدمربلدنا فيما بعد،وراية من رايات ماكان يسمى الجهاد البحري في مشارق المتوسط ومغاربه، وكنزٌ وطنيٌّ يعتبر إسترجاعه مسؤولية تاريخية وحضارية، لكنّه في نفس الوقت يبقى مجرد رمزٍ ومجرّد أيقونة في زمن أخذت فيه الإنجازات والمفاخر الحربية والصناعية والعلمية شكلا آخر مُختلفا عن الشكل الذي كانت عليه في زمن طفولة الشامخ بابا مرزوق، ولذلك فإنّ غاية إستفادتنا من أبينا مرزوق في القرن الواحد والعشرين وما يليه من قرون عودة المجد الإسلامي بإذن الله ، ستكون في إستلهامنا من قوّته ومن دفاعه عن المحروسة أيام وقوفه على أبواب قلاعها وحصونها لسائر أعمالنا وإنجازاتنا الفردية والجماعية لأجل نهضة الوطن والمجتمع والأمة، وذلك بأن يصنع كلّ واحد منّا وكلّ هيئة أو جمعية أو فريق ، وجها مماثلا ومُحاكيا لوجه مدفعنا الناصع، يتبعُه ويقتدي به في أحواله ومآثره ، فيحمي البلد كما حماها، ويُسخَّر لنهضتها كما سُخرّ لها، ويذود عنها كما ذاد عنها، ويبنى مجدها كما بناه .
بابا مرزوق في ساحة قرب ميناء برست...
فالطبيب يجعل أمانته ومهارته بابا مرزوق يُسعد به مرضى البلاد ويردّ العافية على أبدانهم ونفوسهم بإذن ربّه، والمعلّم يجعل صبره على التلامذة وإقتداره على الشرح والتبسيط بابا مرزوق ينمّي به العقول ويزكّي به النفوس ويمهّد به الطريق إلى المستقبل المشرق للنشء وللوطن، والطالب يجعل إجتهاده وجديّته بابا مرزوق يفتح به على نفسه وعلى أمّته أبواب الرزق المُبارك والعلم النافع والمعارف الجديدة،والرياضي يجعل مهارته وتفوُّقه بابا مرزوق يُعلي به راية الوطن عالية بين رايات الأمم، وربّة البيت تجعل حُسن قيامها بزوجها وأولادها بابا مرزوق تسير به بالمُجتمع إلى واحات الصلاح والسكينة ، وكلّ جزائري وكلّ جزائرية تجعل ما لها من موهبة ومعرفة ومنصب مدفعا يقف به على قلاع الجزائر الأفضل، الجزائر الأقوى...والجزائر الأعزّ.
أتمنى من أعماق قلبي أن نستعيد رمزنا الوطني وثراتنا الحضاري ، لننصبه في أكبر ساحة بالبلد ، بل ولنرسمه على عملاتنا وعلى أختامنا الإدارية...وأتمنى أكثر من ذلك أن يحمل كلّ جزائري مدفع بابا مرزوق الخاص به على كتفه ، فبذلك نرقى بأنفسنا وبوطننا وبأمّتنا إلى مكانتها التي يرتضيها ربّ العزّة سبحانه وتعالى.
هذا هو بابا مرزوق...
اعذروني إن تحمست زيادة على اللزوم لكن مجرد ذكر هذا المدفع الذي كان الباشا الجزائري يقذف به سفراء وقناصلة فرنسا إلى مياه البحر يجعلني أشعر بنفسي بشاربين طويلين عريضين وبطربوش أحمر فوق رأسي، وهامة مرتفعة إلى الأعالي، وقلبٍ ينبض عزّة وكرامة (...) بالمعنى الحقيقي للعزة والكرامة.
هذا المدفع الأسير في ساحة برست بفرنسا،رمزٌ من رموز عزّتنا وصمودنا بل وعلوِّنا على جيوش وحكّام البلد الذي أصبح مستدمربلدنا فيما بعد،وراية من رايات ماكان يسمى الجهاد البحري في مشارق المتوسط ومغاربه، وكنزٌ وطنيٌّ يعتبر إسترجاعه مسؤولية تاريخية وحضارية، لكنّه في نفس الوقت يبقى مجرد رمزٍ ومجرّد أيقونة في زمن أخذت فيه الإنجازات والمفاخر الحربية والصناعية والعلمية شكلا آخر مُختلفا عن الشكل الذي كانت عليه في زمن طفولة الشامخ بابا مرزوق، ولذلك فإنّ غاية إستفادتنا من أبينا مرزوق في القرن الواحد والعشرين وما يليه من قرون عودة المجد الإسلامي بإذن الله ، ستكون في إستلهامنا من قوّته ومن دفاعه عن المحروسة أيام وقوفه على أبواب قلاعها وحصونها لسائر أعمالنا وإنجازاتنا الفردية والجماعية لأجل نهضة الوطن والمجتمع والأمة، وذلك بأن يصنع كلّ واحد منّا وكلّ هيئة أو جمعية أو فريق ، وجها مماثلا ومُحاكيا لوجه مدفعنا الناصع، يتبعُه ويقتدي به في أحواله ومآثره ، فيحمي البلد كما حماها، ويُسخَّر لنهضتها كما سُخرّ لها، ويذود عنها كما ذاد عنها، ويبنى مجدها كما بناه .
بابا مرزوق في ساحة قرب ميناء برست...
فالطبيب يجعل أمانته ومهارته بابا مرزوق يُسعد به مرضى البلاد ويردّ العافية على أبدانهم ونفوسهم بإذن ربّه، والمعلّم يجعل صبره على التلامذة وإقتداره على الشرح والتبسيط بابا مرزوق ينمّي به العقول ويزكّي به النفوس ويمهّد به الطريق إلى المستقبل المشرق للنشء وللوطن، والطالب يجعل إجتهاده وجديّته بابا مرزوق يفتح به على نفسه وعلى أمّته أبواب الرزق المُبارك والعلم النافع والمعارف الجديدة،والرياضي يجعل مهارته وتفوُّقه بابا مرزوق يُعلي به راية الوطن عالية بين رايات الأمم، وربّة البيت تجعل حُسن قيامها بزوجها وأولادها بابا مرزوق تسير به بالمُجتمع إلى واحات الصلاح والسكينة ، وكلّ جزائري وكلّ جزائرية تجعل ما لها من موهبة ومعرفة ومنصب مدفعا يقف به على قلاع الجزائر الأفضل، الجزائر الأقوى...والجزائر الأعزّ.
أتمنى من أعماق قلبي أن نستعيد رمزنا الوطني وثراتنا الحضاري ، لننصبه في أكبر ساحة بالبلد ، بل ولنرسمه على عملاتنا وعلى أختامنا الإدارية...وأتمنى أكثر من ذلك أن يحمل كلّ جزائري مدفع بابا مرزوق الخاص به على كتفه ، فبذلك نرقى بأنفسنا وبوطننا وبأمّتنا إلى مكانتها التي يرتضيها ربّ العزّة سبحانه وتعالى.
-جزيل الشُكر لأخي نجيب الجيروا على لفته إنتباهي إلى هذا الكنز الوطني.
-المؤرخ بلقاسم باباسي سبق وأن صرّح بأن مدفع بابا مرزوق سيعود إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال بإذن الله.
-المؤرخ بلقاسم باباسي سبق وأن صرّح بأن مدفع بابا مرزوق سيعود إلى الجزائر بمناسبة الذكرى الخمسين للإستقلال بإذن الله.
من مواضيعي
0 رحلة عبر الزمن!
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
0 كُليمات في الحرمان من راحة البال.
0 كُليمات في صفات معلّم الدين.
0 زيارة خفيفة.
0 كُليمات في الإستقامة.
0 عمل المرأة، ضرورة أم ذريعة؟(salam08 و رحيل)
التعديل الأخير تم بواسطة djazayri ; 14-02-2012 الساعة 09:37 AM